الـصـور لا تــكـذب أبــــداً .....(الجزء الثاني)...

Quote: الخنفساء المدفعية: إن الخنفساء المدفعية هي أحد الحشرات التي نالت حظا وافر من البحوث والدراسات. حيث ان الميزة التي جعلتها بهذه الشهرة هي ما تمتلكه من سلاح كيميائي في غاية التعقيد داخل جسدها- طوله حوالي 2 سنتمتر. فعندما تهددها حشرة أخرى يتكون داخل جسدها محلول حارق بدرجة الغليان. ثم تقذف (تبخ) هذه المادة الكيميائية على العدو من فتحة توجد في الجزء الخلفي من جسمها. وبإستخدامها لهذه الطريقة في الدفاع عن نفسها وطرد العدو،فان هذه الخنفساء لا تدري بانها تقوم بعمل إعجازي. حيث ان هذا السلاح الكيميائي هو حصيلة سلسلة من التفاعلات الكيميائية الفائقة التعقيد التي تحدث داخل جسم الحشرة. توجد بهذه الحشرة بنيات متخصصة تسمى فصوص الإفراز تقوم بتصنيع خليط من مادتين كيماويتين عالية التركيز، هما بيروكسيد الهايدروجين ومادة الهايدروكينين. يتم ارسال الخليط إلى غرفة تخزين تسمى حويصلة التجميع. هذه الحويصلة تتصل بوحدة أخرى تسمى غرفة التفجير. فعندما تشعر الحشرة بالتهديد تقوم بضغط العضلات حول غرفة التخزين حيث تنكمش الغرفة فجأة. في ذات الوقت تفتح القناة التي تفصل غرفة التخزين من غرفة التفجير. وبالتالي تندفع المواد الكيميائية إلى داخل غرفة التفجير. وبعد ذلك مباشرة تغلق قناة غرفة التفجير. وعندما يختلط المحلول الكيميائي بالإنزيم المساعد، الذي تفرزه غدد أدمية ملحقة بغرفة التفجير تحدث سلسلة من التفاعلات. هذه التفاعلات تطلق كم هائل من الحرارة التي ترفع درجة حرارة المحلول إلى نقطة الغليان. حيث أن العضلات التي تحيط بالقناة الخارجة من جسم الحشرة تمكنها من توجيه الفتحة التي يخرج منها المحلول المغلي نحو مصدر الخطر. وهكذا تقوم الخنفساء بإحراق عدوها عن طريق قذف (بخ) المحلول الساخن المغلي عليه بواسطة الضغط. هذا السلاح يعتبر سلاحا فعالا كافي لطرد العدو وعدم تسبيب الأذى للحشرة، حيث ان الجزء من جسم الحشرة الذي يتم فيه إنتاج هذا المحلول الكيميائي مغطى بمادة عازلة ومقاومة للحرارة. إن هذا النظام الرائع الذي "ذهل أمامه" العديد من العلماء، تكون بأكمله دفعة واحدة مثل ما هو الحال في خلق ملايين الأنظمة الطبيعية الأخرى المشابهة. وفقد أي جزء يعطل النظام وسوف تختفي الحشرة من الوجود. أي خطوة من آلية/مياكانزم الدفاع لدي هذه الحشرة يقع تحت ضبط وحكمة عقل مدبر اعلى. إن الخنفساء المدفعية، مثلها مثل ملايين الكائنات الحية، دليل على القدرة والخلق من العليم القدير التي لا مثيل لها. ولله في خلقه شئون