30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2010, 10:07 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري..

    30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري..
    ----------------------------------------------------------------

    (1)-
    جعفر النميرى
    -------------------
    الـمصـدر:
    http://arz.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_...85%D9%8A%D8%B1%D9%89
    الموقع:
    من ويكيبيديا، الموسوعه الحره-

    (2)-
    وفاة الرئيس السوداني جعفر النميري
    --------------------------------------
    الـمصـدر:
    http://www.sudaneseinus.com/forums/showthread.php?t=434
    الموقع:
    (WANTNI MEDIA CENTER)
    بتاريـخ:
    05-30-2009-

    (3)-
    تل أبيب ترثي "جعفر النميري" وتصفه بأنه من أخلص أصدقائها السريين
    -----------------------------------------------------------------------------
    الـمصـدر:
    http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/05/31/82842.html
    الـموقع:
    جميع حقوق النشر محفوظة لشركة مفكرة الإسلام 1428 هـ 1999م،
    بتاريخ:
    31-5-2009م-

    (4)-

    أين اختفت مذكرات الرئيس جعفر نميري ؟
    ------------------------------------------
    الـمصـدر:
    http://akhirlahza.sd/portal/index.php?option=com_conten...ew&id=2029&Itemid=50
    الـموقع:
    جـريدة (اخـر لحـظة)،
    بتاريخ:
    الخميس, 24 ديسمبر 2009-

    **************************************
    ***- ظاهرة غريبة اصبـحنا نلـمسها وبصـورة لاتخـفي علي من يواظب قراءة صـحفنا المحـلية ونراها وهي تخـصص الصفحات لتخليد ذكري المشاهير من الفنانين والرياضين لسودانيين الذين تغمـدهم الله برحـمته، ولكنها لاتكتب اطلاقآ عن المشاهير من رجال السياسة والاداب والعلوم الذين فارقوا هذه الدنيا وتركوا خلفهم اعمالآ ومؤلفات بعضها ترجـمت للغات العالمية.

    ***- بالطبع لهو شيئ جـميل وان نتذكر مراحـيمنا من عظماء الفنانين الذين اعطونا الفرح والسعادة وغمرونا بروائع اغانيهم واناشيدهم ولكن ان نتجاهل الاخرين هو الشيئ الغريب والغيـر مفهموم. بعض صـحفنا السودانية بدأت الاستعدادات للكتابة عن مناسبات ذكري وفاة الفنان الراحل عثمان حسيـن والراحل الجـابري وايضآ الراحل ابراهيم عوض.
                  

05-30-2010, 02:18 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)
                  

05-30-2010, 09:07 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)

    ***-رحـمه الله رحـمه واسعة في الذكري لاولي لوفاته اليوم الاحـد 30 مايو 2010، وبالطبع لم نستغرب تجاهل الصحـف المحلية ذكراه وتتعمـد ان تغض الطرف ولايكتب احدآ فيها عن رئيس حكم البلاد ستة عشر عامآ...فاغلب صفحات الجرائد مخصصـة لذكري التنصيـب (الفضيـحـة)!!
                  

05-30-2010, 09:14 PM

رشا سالم
<aرشا سالم
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 2605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)

    Quote: ***-رحـمه الله رحـمه واسعة في الذكري لاولي لوفاته اليوم الاحـد 30 مايو 2010، وبالطبع لم نستغرب تجاهل الصحـف المحلية ذكراه وتتعمـد ان تغض الطرف ولايكتب احدآ فيها عن رئيس حكم البلاد ستة عشر عامآ...فاغلب صفحات الجرائد مخصصـة لذكري التنصيـب (الفضيـحـة)!!


    من اغرب ما قرأت في الفترة الاخيرة..

    الغريب في الموضوع ان يكون كاتبه هو الاخ بكري الصايغ ..
                  

05-31-2010, 06:44 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)

    الأخـت الـحـبيـبة الـحـبـوبة،

    الدكتورة رشا سالم،

    تحياتي ومودتي،
    وألف شكر علي زيارتك للبوست وبـمشاركتك الـمقدرة،

    ***- كنت اتوقع اليوم وان اجـد موضوعآ او خبرآ ولو صغيرآ عن الذكري الاولي لوفاة الرئيس لراحل نميري، ووجدت موضوعآ اخرآ كتب بجريدة ( الوطن) الصادرة صباح اليوم 31 مايو 2010، في ذكرى الفنان عثمان حسين وهاك اصل الخبر:

    في ذكرى الفنان عثمان حسين
    وأنطفأ الوهـــــــــج
    كتبت ـ منى بابكر
    -----------------
    ***- الفنان عثمان حسين من قامات الفن السوداني وهو صاحب تجربة غنية في الغناء والشعر وسجلت سيرته في تاريخ الفن السوداني بأحرف ناصعة.
    رحل عثمان حسين بعد حياة مليئة بالعطاء والإبداع في مجال الفن والموسيقى والغناء بعد أن زاد تمسكه بالخلق السوداني الأصيل من ألق موهبته فأرتبط بوجدان الأمة وأصبح مطرباً قومياً طاف أرجاء السودان وغنى لأمجاده مثلما طاف على العالمين العربي والأفريقي وبقية العالم حاملاً راية الفن السوداني الأصيل في مختلف المحافل، رحل عثمان حسين بعد أن أثرى وجداننا وهذب عواطفنا لأكثر من نصف قرن من الزمان وكان رحمه الله يحسن إختيار كلمات أغانيه ويحسن الألحان ووضع الموسيقى المناسبة والمعبرة عن الكلمات ويبدع في الأداء.

    ***- رحل عثمان حسين عن دنيانا بينما ظل صوته وشذى ألحانه تغذى نفوسنا وتنعش أفئدتنا وهذه هي الحياة تفاجأنا كل مرة بإغلاق صفحة اخرى من الإبداع والجمال صفحة من صفحات السودان الجميل والزمن البديع رحل ذلك الصوت الرائع والنغمة الأجمل صاحب الأغاني التي شكلت وستظل تشكل وجداننا ما حيينا.
    رحل عثمان حسين صاحب الصوت الحنون صاحب البصمة المضيئة في تاريخنا الجميل.

    ***- واليوم إنطفأ برحيل عثمان حسين وبرحيله انتهت قصتنا ورحل نجم المساء ارتحل نجم المساء وربيع الدنيا تسلل من عالمنا بهدوء تماماً كما يتسلل كل شىء جميل لتبقى ديارنا مجرد مدن للأحزان تلعق الأسى ومر الشجن.

    ***- رحل عنا صاحب الدل والدلال ومفرهد القلوب الحزينة رحل من ظل يطيب على الدوام خواطرنا الغالية بروائع اغانيه وشجى الحانه وعبقرية ادائه ودعنا من نهواه رغم المعزة البينا واقوى الصلات لكن قلوبنا ستظل على دربه الأخضر تنقب عن دور الجمال وكنوز اللئال بعدك إتلاشت الأحلام ليصبح وكر الطرب السوداني مهجوراً.

    ***- ورغم رحيله فإن أعماله مازالت في نضارة حسنها، تعاون عثمان حسين مع عديد من الشعراء المرهفين أمثال عبد المنعم عبد الحي، حسين باذرعةـ التجاني يوسف بشير ـ وقرشي محمد الحسن ـ محمد بشير عتيق.

    ***- ومن روائع أغانيه ـ قصتنا ـ الدرب الأخضر ـ شجن ـ الفراش الحائر ـ اللقاء الأول ـ الوكر المهجور ـ ربيع الدنيا وغيرها من الأغاني الجميلة أثرى خلالها الوجدان السوداني بأعذب الألحان وشكل ثنائية رائعة مع صديق عمره الشاعر العملاق حسين بازرعة له أكثر من مائتي عمل مسجل بمكتبة الإذاعة السودانية توثق لحياته الفنية التي بدأت في الإربعينيات من القرن الماضي. رحم الله الفنان الهرم عثمان حسين بقدر ما أعطى واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.

    ***- ووجـدت ايضآ ان جـريدة (الرأي العام) قد اهتـمت برحيل الكاتب المصري انور عكاشة ونشرت موضوعآ بعنوان ( أنور عكاشة.. غادر وترك الدنيا تضج ) ، ونشرت نفس الجريدة وفي نفس اليوم ايضآ موضوعآ عن الفريق الراحل ابراهيم عبود، ونشرت ايضآ جريدة ( الصحافة) موضوعآ عنه جاء تـحت عنوان (وداعاً أبو الدراما المصرية)والغريب في الموضوع ان الكاتبة الصحفية التي كتبت هذا الموضوع عن الراحل المصري تكتب مقالاتها تـحت عنوان ( نـمريـات )!!

    ***- هنا في المانيا درجت بعض المحطات التلفزيونية الكبيرة وان تفتح ملفات المشاهير الالمان الذين توفوا قديمآ او حديثآ وتنبش في اوراقهم وتاريخهم كلما جاءت ذكري وفاتهم. قبل ايام قليلة فتحت محطة ( فونيكس ) ملف علاقة هتلر وحياته الغرامية وبثت لاول مرة لقطات وصور تاريخية نادرة، وفتحت ايضآ كل الملفات عن السرقات التي تمت في عهد النازية وطالت المتاحف الاوروبية واختفاء لوحات وتحف نادرة.

    ***- بالله ماالذي يمنع وان نفتح ملفات الراحل نميري ونميط اللثام عن كل صغيرة وكبيرة عنه وعن نظامه، وان نرصـد ايجابيات وسلبيات كل شيئ تم في ذلك الوقت من اجل كتابة تاريخ لاحداث ووقائع بلا تزييف وتشويهات.

    ***- لك مودتي يادكتورة رشـا.
                  

06-01-2010, 07:31 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)

    في ذكري (25) مايو الوطن تنشر حلقات من كتاب:
    ---------------------------------------------------
    الـمصدر:
    جـريدة (الوطن)، بتاريخ: 1 يونيو 2010-
    ----------------------------------------------
    ***- سيد أحمد خليفة قاد مبادرة للصلح بين الصادق المهدي والمايويين ونميري تحفظ عليها...
    ***- أخير الطائرة السودانية أنقذنا من الإعتقال مع الشهيد الزبير والعميد أحمد فضل الله والمجموعة...
    ***- الدنقلاوي وضع خطة متكاملة لاغتيال قادة الأحزاب السياسة ونميري رفض الفكرة...
    ***- هذه هي قصة نميري ومستشاره محمد محجوب وشقتي القاهرة والإسكندرية وربع مليون دولار...

    للكاتب الصحفي/ جمال عنقرة:
    -------------------------------
    ***- (لم يكن في تقديري في يوم من الأيام أن أصدر كتاباً حول علاقتي مع الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري، ذلك أن صلتي المباشرة معه لم تتجاوز بضع مئات محدودة من الأيام قضيتها معه مستشاراً إعلامياً له في بعض فترة منفاه في العاصمة المصرية القاهرة. وهذه الأيام رغم قلتها مقارنة بتاريخ الرجل الطويل في الحكم وخارجه، إلا أنها حفلت بالعديد من الأحداث المثيرة، ليس في تاريخ الرجل فحسب ولكن في تاريخ وطننا السودان أيضاً, هذا فضلاً عن أن وجودي اللصيق معه قد أتاح لي أن أعرف منه أسرار أحداث وقعت في حياته قبل أن ألقاه. وشملت هذه الأحداث محطات في مسيرة حياة الرجل منذ نشأته وعلاقات أسرته، وحياته الطلابية وزملاء دراسته، ثم دخوله الكلية الحربية وتخرجه فيها، وتدرجه في الرتب العسكرية إلي أن صار رئيساً للجمهورية. وتلك ستة عشر عاماً حافلات بالمواقف والأسرار... كيف دبر للانقلاب وكيف نفذه، ومن كان معه، وماهي علاقته بالحزب الشيوعي السوداني وعلاقة الشيوعيين بمايو، وهل كان نميري شيوعياً.. وووقفت علي الكثير من التفاصيل والحكايات والأحداث الجسام مثل أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي، ومحاولات الإنقلاب علي نميري، فشلها ونجاحها. وعلاقاته مع الرؤساء والزعماء العرب والأفارقة وغيرهم..

    ***- أما ما كنت شاهداً عليه ومشاركاً في صناعته فهو أولاً المعركة مع الديمقراطية الثالثة التي كان يقود حكوماتها السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي. ولقد احتوت علي محاولات انقلابية عديدة لهدف إعادة نميري للحكم, وفي ذلك أسرار عديدة ومثيرة لاسيما في ما يخص حوارات بعض القيادات الحزبية مع الرئيس نميري من وراء ظهور أحزابهم التي كان نميري يعمل علي إسقاط حكوماتها، وكان بعض القياديين في تلك الأحزاب يشجعونه علي ذلك. ووقفت كذلك خلال هذه الفترة علي حوارات صحفية كانت غطاء لغيرها مما كان يضمره أصحابها، الذين كانت لهم أجندة خفية ستروها بالحوار أو المقابلة الصحفية. وشاركت في تلك الفترة في الحوار بين مايو والإسلاميين قبل الإنقاذ وبعدها. وشارك في ذلك إسلاميون ومايويون كثر. بعض كان يبني، وبعض كان يهدم، وبعض ينطبق عليه المثل السوداني (يدي الحلة عيطة والنقارة عصاة)

    ***- كل تلك الأحداث ما كان يمكن أن أتركها دون توثيق فجمعت ما يجوز نشره في كتاب أسميته (أيام مع جعفر نميري ــ أسرار ومواقف) وأحاول في هذه المساحة في (الوطن) أن أستعرض بعض ملامحه عبر حلقات متتابعة بإذن الله تعالي.

    ***- بعد يومين من عودة الأستاذ محجوب عروة للسودان اتصل بي الأستاذ سيد أحمد خليفة تلفونياً في الفندق وأخبرني أنه وصل القاهرة لتوه وينزل في فندق (نيو ريش) بشارع عبد العزيز بوسط القاهرة. وكان قد تأخر عن الموعد المتفق عليه لإجراء حوار مع نميري أربعة أيام. وعندما ذهبت إليه أخبرني أنه لم يتأخر تردداً ولكنه آثر قبل المجيء أن يتصل بالسيد الصادق المهدي رئيس الوزراء ورئيس حزب الأمة ليستشيره في الأمر لكونه رئيس الحزب الذي كان ينتمي إليه، ثم لوجود صراعات بينه وبين تيارات وشخصيات نافذة في الحزب منهم السيد مبارك الفاضل وزير الداخلية، والعميد عبد الرحمن فرح مستشار الأمن. وقال أن السيد الصادق المهدي وافق علي الفكرة وشجعها.

    ***- وفي مساء ذات يوم الوصول رتبت لقاء سيد أحمد خليفة وجعفر نميري في قصر النصر. ولقد تفاجأ الأستاذ سيد أحمد بتماسك وحضور الرئيس نميري. وامتد اللقاء لتسع ساعات سأل فيها سيد أحمد عن كل شيء ولم يترك نميري شيئاً دون أن يجيب عليه. وعند العاشرة من صباح اليوم التالي ذهبت إلي الأستاذ سيد أحمد في الفندق فوجدته لم ينم غير ساعة واحدة قام بعدها بإعداد رسالة القاهرة الأولي إلي صحيفة (الوطن) وكانت الخطوط ملتهبة ومثيرة، وكانت رسالة القاهرة كل الصفحة الأولي من عدد ذاك اليوم. وجاء في المانشيت (جئنا لنحاكم الرجل فحاكمنا)

    ***- أخبرني بعد ذلك سيد أحمد أنه قبل مجيئه للقاهرة ذهب للسيد الصادق المهدي وأخبره بموضوع الحوار الصحفي مع نميري، ثم اقترح عليه أن يقود مبادرة للصلح بين جعفر نميري وحكومة الصادق المهدي. وكان سيد أحمد قد قال للمهدي أن نميري عندما كان حاكما، وكنتم في المعارضة قبل مصالحتكم، فلماذا لا تصالحونه اليوم وأنتم في الحكم وهو في المعارضة. فوافق السيد الصادق المهدي ولكنه آثر أن تأتي المبادرة من الأستاذ سيد أحمد خليفة وهو يسندها في البرلمان عبر نواب حزبه، ويسندها في الحكومة بموقعه رئيساً للوزراء. فقلت لسيد أحمد أن الفكرة في حد ذاتها مقبولة لكنها تحتاج إلي خدمة وتهيئة. ووعدته أن أمهد لذلك عند الرئيس نميري، علي أن يعمل لتقدم الحكومة ما يثبت حسن نواياها تجاه المايويين.
    وبرغم أني اتفقت مع الرئيس نميري أن يبدي مرونة في قبول فكرة المبادرة إلي حين تقديم الحكومة ما يثبت جديتها في ذلك، إلا أنه عندما طرح له الأستاذ سيد أحمد المبادرة قال له أنه لا يثق في الصادق المهدي الذي يسميه بعكس اسمه تماماً. وطلب لقبول الفكرة أن تطلق الحكومة سراح المايويين المعتقلين وتسمح لتحالف قوى الشعب العاملة بممارسة نشاطه السياسي دون حجر أو حظر.

    ***- عاد الأستاذ سيد أحمد خليفة إلي السودان وظلت الوطن تنشر يومياً أحاديث نميري الملتهبة في صفحتها الأولي. وزاد في تلك الفترة اتصال الإعلام العربي والأجنبي وكان أشهر ذلك حديثة لهيئة الإذاعة البريطانية الذي كثف فيه من وعده للشعب بالعودة، ووعيده للحكومة الحزبية بالثورة الشاملة عليها وعلي سلطانها. ثم قرر بعد ذلك الإختفاء عن الناس، وكنا نقول للسائلين والمتصلين أن نميري سافر خارج مصر. فأشعنا مرة أنه غادر إلي تشاد، ونشرت الصحف ذات الخبر، وتردد في السودان أن نميري في أسوان وأشيع أنه ينوي تنفيذ هجوم علي الخرطوم عن طريق الشمال. ولقد وجدت هذه الشائعات رواجاً كبيراً، لاسيما أننا قبل وقت مضي كنا قد أشعنا أن نميري ذهب إلي دنقلا، وشاع مرة أنه وصل أم درمان. ومن الطرائف أن بعضنا كان يشارك في ترويج الإشاعات ثم يصدقها. أما الحكومة فكانت دائماً تأخذ الأمر مأخذ الجد وتتخذ تحوطاتها اللازمة. فعندما أشيع أنه في أسوان أوقفت الحكومة السفر بين أسوان ووادي حلفا، وعندما قيل أنه دخل أم درمان قامت سلطات الأمن بحملة تفتيش واسعة في مقر إقامة أهله بودنوباوي والمنازل المجاورة.

    ***- تصادف في تلك الأيام وصول رجل للقاهرة لم يكن معروفاً لأحدنا من قبل، لكننا عرفنا فيما بعد أنه من أهل دنقلا. وكان عندما يأتي يدخل مباشرة إلي مكتب نميري ثم يغلقا المكتب عليهما لساعات طوال ثم يخرج دون أن يتحدث مع أحد، ودون أن يقول لنا نميري شيئاً مما دار بينهما. وبعد ثلاثة أيام أسر لي نميري بأمر الرجل وأخبرني أنه من أهل دنقلا الذين كونوا مليشيات عسكرية تلقت تدريبات عالية علي القتال والأعمال الانتحارية، وهم قد أقسموا علي المصحف للقتال حتي الموت من أجل عودة نميري للحكم، وكتب كل منهم اسم نميري علي ساعده بماء النار دليل وفاء ومحبة. ولقد رأيت ما فعل الرجل في ساعده الأيمن.

    ***- كان الرجل القادم من دنقلا علي ديكور رجل عابد وقور وكأنه المهدي المنتظر. الجلباب أبيض ناصع وكذلك العمامة والشال، ولحية كثيفة مرسومة بدقة واتقان، ومسبحة لا تفارق يده أبداً، وحديث لا يكاد يسمع إلا استرقاقاً، وكان دائم التسبيح والحمد والتكبير، وادعى أنه إمام مسجد دنقلا الكبير..

    ***- أخذتني الشكوك والظنون في أمر الرجل، لاسيما وأن كل شيء عنده يزيد عن المعدل الطبيعي بكثير. ولقد ذكرت ذلك للأخ اللواء أحمد الطيب المحينة. وفي ذات مرة صلينا العشاء معاً وقدمناه للإمامة، وهنا انفضح أمره. فلم تكن له معرفة بقراءة القرآن وضوابطها. ولا يمكن أن يكون رجل بهذه الهيئة وإماماً لمسجد دنقلا ويلحن في القراءة.

    ***- وبعد اسبوع من مجيء الدنقلاوي والمعركة ما زالت مشتعلة في الخرطوم قدم الرجل خطة متكاملة إلي نميري لتنفيذ اغتيالات سياسية لقادة الأحزاب وأعضاء الجمعية التأسيسية وبعض الزعماء والقادة التنفيذيين، وطلب من نميري أن يمدهم بكمية من السلاح والذخيرة يتولى هو ترحيلها من مصر إلي السودان، وطلب من نميري أن يستعين بالحكومة المصرية في ذلك. ولكن نميري رفض الفكرة وقال له إن الحكومة المصرية لن ترضى هذا العمل. وأعطاه نميري قطعة سلاح كانت معه احتفظ بها من طاقم الحراسة الذي كان معه في رحلة أمريكا الأخيرة. وادعي الرجل فيما بعد أن القطعة ضبطت منه بواسطة السلطات الأمنية المصرية، التي قال أنها اعتقلته وعذبته عذاباً شديداً.

    ***- اتصل بنا الأستاذ سيد أحمد خليفة من السودان وأخبرنا أن الحكومة السودانية علمت أنني وراء حملة نميري الإعلامية ضدها وطلب مني ألا أحضر إلي السودان لأنهم سوف يعتقلوني. فرفضت ذلك وأصريت علي العودة. وكان رأيي أنه أولى بالاعتقال مني. فهو صاحب الجريدة ورئيس تحريرها، وهو الذي أجري الحوار الملتهب. وكان يوم اتصاله هو اليوم المقرر لعودتي والأخت المايوية النقيب خضرة عباس وكان ذلك في الثامن عشر من شهر يونيو عام 1989م. فودعنا الرئيس نميري بنية السفر.

    ***- أقام لنا الأخ المحينة حفل شاي صغير في مسكنه في روكسى بمصر الجديدة، وهناك علمنا أن الطائرة السودانية متأخرة عن موعدها فعاودنا نميري مرة ثانية، فاستقبلنا بمشاعر متداخلة بين الذهول والدهشة والفرح. وأخبرنا أن اتصالاً تم به من الخرطوم أخبره بكشف محاولة إنقلابية مايوية واعتقال قدتها العسكريين، ومجموعة من السياسيين، وكان من بين العسكريين الشهيد الزبير محمد صالح، المرحوم العميد أحمد فضل الله، العميد كمال مقلد وآخرين. وشمل الإعتقال الأستاذ سيد أحمد خليفة، وكنت مطلوباً للاعتقال.

    ***- لم تعد العودة للسودان ممكنة، فبدأت أفكر في الخيارات البديلة إلا أن نميري لم يدع فترة التفكير تطول فطلب مني أن أبقي معه مستشاراً إعلامياً وسياسياً. فوافقت، وانتقلت من الفندق إلي شقة كان يستأجرها نميري في شارع النهضة بالدقي، وأقمت فيها بعض الوقت مع الإخوة طلب والدنقلاوي، إلي أن استأجر لي نميري شقة خاصة بي في مساكن الشيراتون بمصر الجديدة لأكون بالقرب منه، وتكون لي استقلالية تعينني علي تجويد عملي. وكان اشتراطي الوحيد أن يكون عملي معه مباشرة دون وسيط.

    ***- أول رأي قدمته لنميري وقبل به هو تغيير طريقة تذييل مكاتباته. فكان يكتب الخطاب في القاهرة ويمهره بتوقيع رئيس الجمهورية .. القصر الجمهوري .. الخرطوم.. فاقترحت عليه أن يوقعه برئيس تحالف قوي الشعب العاملة من القاهرة. فوافق. وعلمت أن تلك كانت مشورة بعض الذين كانوا حوله فكرت بعد ذلك في إصدار كتاب يحوي حواراً مع الرجل نسجل فيه رؤاه للماضي والحاضر والمستقبل، وأردت من ذلك أن يكون بداية لحوار حول قضايا الوطن الملحة، فأخبرني أنه كان خواتيم عهده في الحكم قد سجل أحاديث شاملة لصحفي عربي لغرض مشابه، وتوجد الآن صورة من هذه الأحاديث فأعطاني لها لعلي أجد فيها ما طلبت. فوجدت فيها مادة ثرة، فقط يعوزها الترتيب وضبط قواعد اللغة وتصحيح بعض المعلومات. فعكفت عليها أياماً طوال أعيد كتابتها وتصحيحها ويتابع معي الرئيس ذلك، إلي أن صارت كتاباً أسميته (هكذا تكلم جعفر نميري
    ترامى خبر الكتاب لجهات عديدة ، فبدأت التحركات والاتصالات بغرض النشر أو توقيفه.

    ***- وكان أول المتصلين المرحوم محمد محجوب سليمان مستشار نميري الصحفي أيام حكمه. وأراد سليمان من الاتصال إذابة الجليد الذي تكون بينها من أجل أخذ حق نشر تلك الأوراق، وذلك لإسهامه في تفريغ الأشرطة بالإشراف عليه، ولأنه يري أنه صاحب تلك الأفكار وليس نميري ــ حسب قوله ــ فكتب محمد محجوب خطاباً مؤثراً لنميري إلا أن نميري لم يتأثر. وذكر محجوب في خطابه أن سوء تفاهم وقع باعد بينهما ولكن نميري رفض مسألة سوء التفاهم، وقال أن الذي بينهما خيانة للمال واللسان.

    ***- وطلب من محمد محجوب إن أراد الصلح يرد ما لديه من مال، ويعفو نميري عن جرح اللسان. وكان نميري يعني بذلك شقتين في القاهرة والإسكندرية وربع مليون دولار، وهي في جملتها مليون دولار كان نميري قد دفعها للمساهمة في دار نشر بمصر مع ناشر عربي، وعندما تعذر قيامها طلب من محمد محجوب أن يشتري منها شقتين في القاهرة والإسكندرية لضيافة أسرته عندما تنزل مصر، ولكنه عندما جاء إلي مصر لاجئاًُ لم يجد شيئاً. ولكن يبدو أن محمد محجوب لم يرض بهذه مقابل تلك فقطع اتصاله وانقطع، ولم يره نميري ثانية إلا عندما انهارت عليه عمارة في القاهرة وقضي نحبه تحت الأنقاض، فكان نميري أول الواصلين، وبقي مرابطاً هناك حتي تم انتشال كل الجثث وتشييعها.وظل يتقبل فيه العزاء بحسرة وألم.
                  

06-02-2010, 12:39 PM

Hisham Ibrahim
<aHisham Ibrahim
تاريخ التسجيل: 02-19-2006
مجموع المشاركات: 3540

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)

    رحمة الله عليه


    قلبا بينا في مايو


    وإنقلبت عليهو الدنيا برضو في مايو




    الله يرحمك يا أبعاج وما بدوم ولا في كبير على القبر !!






    هشام
                  

06-08-2010, 11:20 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: Hisham Ibrahim)


    الأخ الحـبيـب الـحـبـوب،

    Hisham Ibrahim
    تحياتي ومودتي،
    وألف شكر علي زيارتك الكريـمة، ومشاركتك المقدرة.

    ***- مازالت هناك احداث وقعت في زمن الراحل النميري وتحتاج لمن يفك طلاسمها، وقد بدأت بعض الصحف المحلية تنشر بعض ماعندها من اوراق تاريخية قديمة كان وقتها محرمآ علي هذه الصحف نشرهاـ ولكن وبعد مرور نحو 30 عامآ اصبحت هذه الاسرار الحكومية والوقائع العسكرية محل نشر وبث ليعلم بها الجميع خاصة من يهتم بالتوثيق والتدوين. وقد قامت جريدة (الـوطن) المحلية صباح اليوم الثلاثاء 8 يونيو 2010 بنشر بعض ماعندها من اوراق قديـمة تخـص فترة من فترات حكم النميري. ورأيت وتعميمآ للفائدة والتوثيق وان ابثها مرة في هذا (البوست).

    في ذكري (25) مايو الوطن تنشر حلقات من كتاب.
    -----------------------------------------------------
    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved
    2010-06-08
    للكاتب الصحفي/جمال عنقرة:
    -----------------------------
    ***- (أيام مع جعفر نميري أسرار ومواقف)...
    ***- العميد أحمد فضل الله طالب الإنقاذيين بدعوة نميري وتسليمه السلطة فعزلوه من الجيش وأبعدوه...
    ***- أهل الباطن حاصروا نميري ببشارات العودة، ومن ضريح السيد البدوي في طنطا جاءت أقوي رسالة...
    ***- فؤاد مطر أرسل منجماً من بريطانيا لينقل لنميري بشارات العودة لحكم السودان...
    ***- نميري رفض مقابلة جوزيف لاقو وأحمد عبد الحليم لأنه كان في خلوة يخرج منها حاكماً للبلاد
    ------------------------------------------------------------------------------------------------------
    ***- (لم يكن في تقديري في يوم من الأيام أن أصدر كتاباً حول علاقتي مع الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري، ذلك أن صلتي المباشرة معه لم تتجاوز بضع مئات محدودة من الأيام قضيتها معه مستشاراً إعلامياً له في بعض فترة منفاه في العاصمة المصرية القاهرة. وهذه الأيام رغم قلتها مقارنة بتاريخ الرجل الطويل في الحكم وخارجه، إلا أنها حفلت بالعديد من الأحداث المثيرة، ليس في تاريخ الرجل فحسب ولكن في تاريخ وطننا السودان أيضاً, هذا فضلاً عن أن وجودي اللصيق معه قد أتاح لي أن أعرف منه أسرار أحداث وقعت في حياته قبل أن ألقاه. وشملت هذه الأحداث محطات في مسيرة حياة الرجل منذ نشأته وعلاقات أسرته، وحياته الطلابية وزملاء دراسته، ثم دخوله الكلية الحربية وتخرجه فيها، وتدرجه في الرتب العسكرية إلي أن صار رئيساً للجمهورية. وتلك ستة عشر عاماً حافلات بالمواقف والأسرار... كيف دبر للانقلاب وكيف نفذه، ومن كان معه، وماهي علاقته بالحزب الشيوعي السوداني وعلاقة الشيوعيين بمايو، وهل كان نميري شيوعياً.. وووقفت علي الكثير من التفاصيل والحكايات والأحداث الجسام مثل أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي، ومحاولات الإنقلاب علي نميري، فشلها ونجاحها. وعلاقاته مع الرؤساء والزعماء العرب والأفارقة وغيرهم..

    ***- أما ما كنت شاهداً عليه ومشاركاً في صناعته فهو أولاً المعركة مع الديمقراطية الثالثة التي كان يقود حكوماتها السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي. ولقد احتوت علي محاولات انقلابية عديدة لهدف إعادة نميري للحكم, وفي ذلك أسرار عديدة ومثيرة لاسيما في ما يخص حوارات بعض القيادات الحزبية مع الرئيس نميري من وراء ظهور أحزابهم التي كان نميري يعمل علي إسقاط حكوماتها، وكان بعض القياديين في تلك الأحزاب يشجعونه علي ذلك. ووقفت كذلك خلال هذه الفترة علي حوارات صحفية كانت غطاء لغيرها مما كان يضمره أصحابها، الذين كانت لهم أجندة خفيه ستروها بالحوار أو المقابلة الصحفية. وشاركت في تلك الفترة في الحوار بين مايو والإسلاميين قبل الإنقاذ وبعدها. وشارك في ذلك إسلاميون ومايويون كثر. بعض كان يبني، وبعض كان يهدم، وبعض ينطبق عليه المثل السوداني (يدي الحلة عيطة والنقارة عصاة)!!

    ***- كل تلك الأحداث ما كان يمكن أن أتركها دون توثيق فجمعت ما يجوز نشره في كتاب أسميته (أيام مع جعفر نميري ــ أسرار ومواقف) وأحاول في هذه المساحة في (الوطن) أن أستعرض بعض ملامحه عبر حلقات متتابعة بإذن الله تعالي.

    ***- أرسلنا الخطاب الذي كتبه الرئيس نميري للرئيس عمر البشير في السودان، عبر السفارة وعبر وسائل أخري، وانتظرنا رد الحكومة ولكن لم يصل أي رد ولم يشر إليه من قريب أو بعيد لأسبوعين كاملين قررنا بعدهما أن ننشره في الصحافة، فاتصلت بالأخ الأستاذ عثمان ميرغني في لندن وأرسلت له الخطاب عبر الفاكس فنشره في جريتهم (الشرق الأوسط) وكان الخبر الرئيس للعدد الصادر صباح اليوم التالي. وكان صدي الخطاب داوياً. ورد عليه في اليوم التالي علي ذات الصحيفة (الشرق الأوسط) العميد إبراهيم نايل إيدام عضو مجلس قيادة الثورة والذي كان مسئولاً عن الأمن في الحكومة. واستخف نايل بخطاب نميري وبما جاء فيه، وقال (الحوت ما بهددوه بالغرق) ونفي نايل أية علاقة بين الإنقاذ والجبهة الإسلامية القومية. وذات الشيء فعله وزير الإعلام الأستاذ علي شمو الذي أكد علي قومية الثورة وعدم انتمائها للجبهة الإسلامية أو ارتباطها بها.

    ***- بعد ذلك اتفقنا علي تنظيم وهيكلة العمل التنظيمي. فأجزنا تكوين مكتب سياسي للتنظيم في القاهرة، وآخر في السودان، مع إنشاء مكاتب فرعية في كل من السعودية، الأمارات، الكويت، لندن، نيويورك، واشنطن، باريس، وتلك هي المناطق التي فيها وجود فاعل لعضوية التحالف. ثم اتفقنا علي وضع برنامج لتحالف قوي الشعب العاملة، وكلفني نميري بوضعه، فكتبت مسودة لتعرض علي هيئة شوري التنظيم التي اتفقنا علي عقدها في القاهرة بحضور ممثلين للداخل ولبقية المكاتب الخارجية.

    ***- طلب نميري من السودان حضور العميد أحمد فضل الله قائد العملية التي اكتشفت في قبل الإنقاذ بنحو أسبوعين في الثامن عشر من يونيو 1989م والتي أعتقل فيها الشهيد الزبير محمد صالح. فجاء المرحوم أحمد فضل الله وقال أنه لم يكن هناك تنسيق بينه وبين الجبهة الإسلامية في الإعداد للتحرك، لكنه كان يحدث الضباط عن تردي الأوضاع في السودان، وعما أصاب المؤسسة العسكرية نتيجة هذا التردي، فإذا اتفقوا معه في وجهة النظر دعاهم للتحرك لتصحيح الأوضاع قبل تغيير عسكري يقوم به الجيش. وكان العميد الزبير محمد صالح أحد الذين وافقوا علي المشاركة في التغيير. وقال أحمد فضل الله أنه عندما وجد أن التيار الغالب وسط الضباط هو التغيير باسم المؤسسة العسكرية، اتصل بالفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الأركان وحدثه بذات ما حدث به بقية الضباط، فوجده أكثر حماسة فعرض عليه الفكرة فوافق عليها، واتفقا أن يوليه بتطور الأخبار أولاً بأول.

    ***- وأضاف العميد أحمد فضل الله أنه جاء إلي الفريق عبد الرحمن سعيد صباح يوم السبت الموافق 18/6/1989م وأخبره أن كل الترتيبات قد اكتملت للتحرك بعد يومين للاستيلاء علي السلطة، وسلم الفريق سعيد قائمة باسم المشاركين. وقال أن الفريق عبد الرحمن أعطي المعلومات والقائمة للواء صلاح مصطفي مدير الاستخبارات الذي تولي اعتقال كل الذين وردت أسماؤهم، واعتقلت معهم مجموعة من القيادات السياسية المايوية، واعتقل الأستاذان سيد أحمد خليفة ومحجوب عروة بتهمة الترويج لمايو والتمهيد لانقلابها، وطلبت للاعتقال لذات التهم.

    ***- وذكر المرحوم العميد أحمد فضل الله في تنويره لنميري أن العميد عمر حسن أحمد البشير جاءه يوم الجمعة 30/6/1989م بعد نجاح انقلابه وأخبره أنهم أكملوا ما بدءوه من تغيير، وأنهم كانوا من المفروض أن يطلقوا سراحهم منذ بدء التحرك لكنهم أرجئوا ذلك حتى يطمئنوا علي نجاح العملية. فأطلقوا سراحهم وشاركوا مع الإنقاذيين في تأمين بقية المواقع. وقال أحمد أنه طاف جميع الوحدات العسكرية بالعاصمة القومية وأبلغهم أن الانقلاب تم باسم تحالف قوي الشعب العاملة، ومن أجل إعادة الرئيس جعفر نميري للحكم. وهنا كان الخلاف بين أحمد فضل الله وبين مجموعة الإنقاذ فكان أحمد يري ضرورة استدعاء نميري من القاهرة وتنصيبه رئيساً للجمهورية، وإعادة السلطة لمايو، وكان آخرون يرون الفصل تماماً بين مايو ويونيو. فصار أحمد فضل الله يروج لأن الجبهة الإسلامية سرقت الانقلاب من المايويين، وأصبح يتحدث بذلك جهاراً نهاراً، ففصلوه من الجيش وأحالوه للتقاعد، وفرضوا عليه رقابة صارمة اضطر علي إثرها مغادرة البلاد وجاء إلي مصر بناء علي طلب نميري.

    ***- كان نميري يتوقع أن أحمد فضل الله يعد لانقلاب عسكري من خلال الانقضاض علي مجموعة الإنقاذ، وذلك حسب اتصالات الخرطوم. وبرغم أني كنت أعتقد ذلك أيضاً لكنني بعدما التقيت أحمد في القاهرة وكان يسكن معي أيقنت أنه جاء بحثاَ عن عمل في الأمارات. وعندما قلت لنميري ذلك، قال أن هذا من ضمن خطة التمويه. واستطاع نميري أن يحاصر أحمد فضل الله بهذه الأماني حتي بدأ الأخير في التسليم والاتصال بالخرطوم من أجل التحرك للتغيير.

    ***- ومن الأشياء التي ساعدت علي ذلك أن هناك مجموعات من أهل الباطن كانت تحاصر نميري ببشارات العودة. وهذه المجموعات أحسنت استغلال ظروف الرجل وتعلقه بالمشائخ والصالحين، وإيمانه بكرامات الأولياء وبركات العابدين. وكان علي رأس هؤلاء شاب سوداني يدعي شيخ الصادق كان له أثر رهيب علي نميري، وامتد تأثيره إلي العميد أحمد فضل الله، وكان يحاصره بالهواتف والبشارات. وكان الهاتف يأمر كل يوم بشيء للعميد. مرة يأتيه بعصا بمواصفات معينة ومن مكان معين، ومرة عطراً، وأخري مسبحة وهكذا.

    ***- وأذكر يوماً أمرهم الهاتف بزيارة ضريح السيد أحمد البدوي في طنطا، فذهبوا إلي هناك ومعهم شيخ محمد وهو صديق مشترك بين نميري وشيخ الصادق. وبعد هذه الزيارة عاد أحمد فضل الله مؤمناً إيماناً قاطعاً بالهواتف والبشارات وبكرامات شيخ الصادق. وأخبرني أحمد أن أمراً عجيباً قد حدث أثناء الزيارة، فعندما قدموا لزيارة الضريح وكان الناس يتزاحمون حوله، ومن كل الجنسيات والفئات، أطل رجل من داخل الضريح وأمر الناس بفسح الطريق الطريق للوزراء المأذونين ففسح لهم الناس الطريق.

    ***- وعند العودة حيا الحارس شيخ الصادق الذي كان أول الخارجين وقال لهم (أهلاً) شيخنا، وعندما جاء شيخ محمد قال له (أهلاً مولانا) ولما جاء العميد أحمد فضل الله حياه التحية العسكرية قائلاً (أهلاً سعادتك) والمدهش في ذلك أن ثلاثتهم كان يرتدي الجلباب السوداني، ولا يوجد ما يميزهم عن بعضهم البعض. وهذه كانت نقطة تحول في مسيرة أحمد فضل الله ومفاهيمه. وأذكر أنه استيقظ صباح اليوم التالي مبكراً وقال لي أنه رأي في المنام أنه والرئيس نميري وبصحبته الرئيس المصري محمد حسني مبارك علي متن طائرة أقلتهم إلي السودان، ووجدوا في استقبالهم في مطار الخرطوم الرئيس عمر البشير، فحياهم التحية العسكرية وتقدمهم لتفقد طابور الشرف، وبعد الانتهاء قام الفريق عمر البشير بتسليم علم السودان للرئيس مبارك الذي قام بدوره بتسليمه للرئيس نميري، واختفي الرئيسان مبارك والبشير وسار الرئيس نميري وتبعه العميد أحمد فضل الله.

    ***- ومنذ ذلك اليوم بدأ أحمد فضل الله أكثر إيماناً بالهاتف وصار ينتظره وينتظر بشاراته. وأذكر أن زوجتي كانت حبلي في تلك الأيام فأنجبت بنتاً اختارت لها اسم (يسرا) فقال شيخ الصادق أن هذه بشارة (إن مع العسر يسرا)
    لم يكن شيخ الصادق وحده الذي يهاتف نميري ويأتيه بالبشارات،فهناك مجموعات أخري. فهناك شيخ يس وهو من أهل الباطن المصريين. وكذلك صاحب البلورة (السيد الألوسي) وهذا يدعي علم النجوم وله صحيفة تصدر في بريطانيا اسمها (البلورة) متخصصة في نبوءات الرؤساء والمشاهير. وأصدر أعداداً خاصة من هذه البلورة تنقل بشارات عودة نميري للحكم، جاء إلي القاهرة يحمل هذه الأعداد وبعض أشرطة الفيديو التي تتحدث عن العودة أيضاً. وتمت الزيارة بواسطة الأستاذ فؤاد مطر صاحب مجلة (التضامن)
    وهناك أيضاً هاتف كان يأتي من سيدة سودانية مقيمة في دبي تدعي (أم المهدي) وهذه جاءت في زيارة خاصة للقاهرة لنقل بشارات العودة. وجاء معها زوجها وبرفقتهما أحد الدبلوماسيين الأفارقة الذي له في علم الباطن أيضاً. ولقد شهدنا اللقاء مع الأخ عوض جاد الرب في فندق مريديان القاهرة، وكان اللقاء كوميدياً مضحكاً.

    ***- وكان من الذين يهاتفون نميري وينقلون له البشائر شيخ مصري من أهل الباطن. وكان يقول كلاماً خارجاً عن حدود الدين والأدب، وكان نميري يقبله تأويلاً. ولقد أسر لنا هذا الرجل ذات يوم أنه يفعل ذلك لأن نميري في حاجة لجرعات عالية لتحمل رسالة كبري تتنزل عليه. وكانت لنميري أيضاً صلات بأحد الشيوخ السودانيين من أصول نيجيرية وهذا كان قد سجن في السعودية بتهمة ممارسة الدجل والشعوذة، وتوسط نميري له لدي السلطات السعودية وجاء به إلي الخرطوم وألحقه بالمركز القومي للبحوث لما كان له من علم بالأعشاب.وعرف منذ وقتها باسم (الدكتور).

    ***- وبينما كنت جالساً مع نميري علي مائدة الغداء أخبرني أن هاتفاً قد أتاه أمره بالاعتكاف عشرين يوماً يخرج بعدها حاكماً للسودان. فدخل مباشرة في خلوه وقطع اتصاله بالناس جميعاً، بمن فيهم أهل بيته. وبعد خمسة أيام فقط اتصل بي هاتفياً، وعندما لاحظ دهشتي أخبرني أن هاتفاً آخر أتاه وقطع عليه الخلوة، بعد أن أنجزت مهمتها بمدد من الله وملائكته، وعباده الصالحين. وأذكر أن في يوم دخوله الخلوه جاء إلي مصر الفريق جوزيف لاقو والأستاذ أحمد عبد الحليم وطلبا مقابلته لمناقشة قضايا مهمة، هو كان يرجو مناقشتها معهما، لكنه منحنا عشرين دقيقة فقط لإتمام اللقاء وهي كانت كل الزمن المتبقي علي دخوله الخلوة. ولم تفلح كل محاولاتنا لتمديد هذه الفترة.

    ***- وبعد يومين خرج شيخ الصادق من خلوة كان قد دخلها بالتزامن مع خلوة نميري، وجاء يرتدي زياً فلكلورياً مضحكاً، ولكنه كان ضمن الهاتف. والتقي الرجلان لقاء ملائكياً محضوراً، وكان الحديث عذباً، فسكرنا من حلاوة القول، وانتشينا بطيب العطر، وبدأنا نعد العودة من أجل العودة الموعودة، بأمر الهاتف.

    ++**********************************************

    ***- لك مـودتي اخـي هشـام.
                  

06-09-2010, 07:58 AM

عبد اللطيف السيدح
<aعبد اللطيف السيدح
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)
                  

06-28-2010, 08:28 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 30 مايو 2010: الذكري الأولي لوفاة الراحل جـعفر النميري.. (Re: بكري الصايغ)

    آخر سكرتيرة للنميري تكشف أسراراً جديدة عن حياته وزواجه الثاني
    ------------------------------------------------------------------------
    http://arabic-radio-tv.com/newspapers/sudan/sudanelite.htm
    الجمعة 25/06/2010
    Copyright © 2008 www.sudanelite.com - All rights reserved
    الهام سالم-
    -----------------------------------------------------------------------------------
    ***- كشفت السيدة، آمال الريّح فضل الله أحمد، آخر سكرتيرة للرئيس الراحل، جعفر محمد نميري، عن معلومات جديدة ومثيرة حول أملاك الرئيس الراحل، وعن زوجته الثانية السيدة روضة جوان، التي تعيش في لندن، والتي كان من المقرر أن تقوم بزيارة السودان خلال الشهر الجاري. وقالت السيّدة آمال الريّح لـ (آخر لحظة): إنّ زيارة الزوجة الثانية للرئيس نميري -رحمه الله- تأجّلت بسبب إصابة إحدى ساقيها بكسر، قبل أيام قليلة، وإنّها تخضع الآن للعلاج. وألقت سكرتيرة الرئيس نميري المزيد من الأضواء على شخصيّة السيدة روضة جوان «الزوجة الثانية» للرئيس نميري -كما تقول- مشيرة إلى أنّها تقيم في لندن، وتترأّس مجموعة دعم المنظمات الأفريقية في بريطانيا، وأنها ابنة أحد السلاطين في جنوب السودان، تكفّل النميري بتربيتها وتعليمها، منذ أن كانت في الحادية عشرة من عمرها، وأنّها في منتصف الخمسينيات من العمر، وأن زواجها من الرئيس نميري تمّ في العام 1992م، عندما كان في القاهرة، وأنّها كانت تزور السودان بانتظام، وقد عقدت علاقة ميدانيّة قوية مع سكرتيرته، آمال الريح، وأنها قدمت دعوة خاصة لها لزيارتها في القاهرة، وبقيت معها هناك حوالي الشهر تقريباً.

    ***- وقالت : إن السيدة «روضة جوان» عندما كانت تزور السودان في حياة الرئيس نميري، بعد عودته إلى أرض الوطن، كانت تقيم إمّا في فندق الهيلتون، أو في إحدى شقتين تملكهما، إحداهما في شارع (49) والثانية في حيّ الصفا، وإن الرئيس الراحل كان يزورها بانتظام، وتزوره في مكتبه بشارع الجامعة، بينما كان الرئيس نميري يزورها بانتظام في مقر إقامتها بالقاهرة، بإحدى شقتين يملكهما هناك تطلاّن على ميدان الظاهر بيبرس في وسط البلد، وقد سبق لها أنْ رتّبت للرئيس نميري وأسرته الكريمة، وحرمه، زيارتين للأراضي المقدّسة في موسم الحجّ؛ لأداء الفريضة، آخرهما في العام 2002م.

    ***- وقالت سكرتيرة الرئيس نميري: إنّ آخر محادثة تلقتها من السيدة، روضة جوان، كانت مساء أمس الأول، ناقشت معها من خلالها الترتيبات الخاصة بإجراءات القضية المرفوعة من قبلها ضد بعض الأفراد، حول صحّة زواجها من نميري، والتي كانت قد تأجّلت بسبب تغيير القاضي المكلّف بالنظر فيها.

    ***- وكشفت السيدة آمال الريح عن أنّ السيدة روضة جوان، سبق لها أن رتّبت للقاء جمع بين الرئيس نميري وبين العقيد جون قرنق، في القاهرة، كان ودياً وحميماً، أوائل التسعينيات، عرض خلاله الراحل جون قرنق على الرئيس نميري استخدام الجيش الشعبي لتحرير السودان، المكوّن وقتها من عشرة آلاف جندي، لاستعادة السلطة، ومحاربة النظام القائم، إلاّ أنّ النميري رفض ذلك، وقال له: إنه لن يحارب أبناءه في القوات المسلحة، ولكنه سيخوض معارك بالوسائل السياسية.

    ***- وذكرت سكرتيرة النميري الأخيرة أنّه كان يطمح في إنشاء حديقة حيوان عامة، وإنه احتجّ على بيع الحديقة القديمة، مهما كانت الدوافع، وقال: إنها يجب أن تكون لأطفال السودان.. مشيرة إلى أنها حررت خطاباً بهذه المعنى، للفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، الذي رحّب بالفكرة، وأشاد بها، وتقرّر بعدها منح الرئيس نميري مساحة مائة فدان لإنشاء المشروع، في منطقة وادي سوبا شرق، مجاناً، لإقامة المشروع، إلاّ أن القدر لم يمهله للبدء فيه.

    ***- وأشادت السيدة آمال، بمواقف النظام الحاكم في السودان من الرئيس نميري بدءاً من الرئيس البشير، ونائبه الأستاذ علي عثمان، وكل الممسكين بمفاصل السلطة وقالت: إن الرئيس نميري -رحمه الله- كان يقدر عالياً ما وجه به نائب الرئيس لمنحه قطعة أرض في منطقة كافوري، عندما علم بأنّه لا يملك قطعة أرض في السودان.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de