في موقع (( كووورة سودانية )) هناك مشرف مريض !!!

Quote: 01:07 - اليوم بيتنا هذا ، كان رائداً وشجاعاً .. وكنت أنا وأنتم نطمحُ إلي أن نكون مثالاً ونموذَجاً لِوَطنٍ آخرٍ جديد نجعلُ سماؤَه أكثرَ إتساعاً .. ونجومه أكثرَ عدداً وأنهارَهُ أكثرَ زُرقةً كُنا نتظرُ أن ينضمَّ إلي بيتنا الصغير عُشاقٌ وفرسانٌ جُدُد يؤمنون مثلنا أنَّ الحبَّ النقئ هو الحَجَرُ الأساسيّ في تكوين الإنسان وفي تكوين الأوطان كان منتدانا صغيراً وجميلاً وأنيقاً تكاد جدرانُه تلتصقُ ببعضها من فَرْط الحنان بُسُطٌ حمراءُ من شرقنا وستائر حرير من جزيرتنا وبلح من بساتين شمالنا لم يكن يشبه أى نادٍ آخر .. ولكى تنضم إليه يجب أن تكون سودانياً وعاشقاً لتراب أرضه وأن نترك علي بابه عند الدخول كلَّ عُقَدنا الإقليمية والأنانية وكلَّ ميراثه القَبَليّ وأن تكون مستعداً أن تتزوج السودان وطناً ونحن حينما إخترنا بعضنا فهذا يعني أننا إخترنا وطناً فأرجوكم أن لا تسحبوا منا جوازات سفرنا فيموت الوطن فينا أكثر مما هو ميت وتفرضوا عليّنا نظام مَنْع التجوّل أودُ لو أكسرَ باب هذا المعتقل الذي لا يُسمحُ لي فيه أن أكتب أو أن أبكي .. أو أن أصرخ أو أن أثور أو حتى أن أنتحر لأنهم إكتشفوا سودانيتي الملونة أُجبرتُ ولأولِ مرةٍ أن أستعملَ الألوان في كتاباتي وإخترتُ اللون الأصفرَ هذه المرة فللمرة الأولي .. أستخدم في كلماتي هذا اللون وللمرة الأولي .. أرسم صورتي باللون الأصفر حتى صوتى أصبح أصفراً .. ضحكتي صفراء .. سأفتح دفاتري كيفما ترون .. وأكتب كيفما تريدون لن أترككم حتي تشتعلَ النار في ثيابكم .. وحتي يختلط رمادي ورمادكم فى قارورة واحدة لأننا من تراب واحد وأرضٍ واحدة .. ونهرٍ واحد لكن خلافنا مؤخراً صار وشماً علي جبيننا وجبين الوطن كنا نجلس هنا في حضرة الوطن متساوين ، متعادلينَ ، متشابهين تاركينَ خارج الوطن ألواننا وألقابنا .. وفروقاتنا الطبقية لأن لا طبقية في عشق الوطن ولا طبقية فى كتاباته ولا طبقية في تذوقّه ولا حتي في لماته كنتُ أحلم بطفرةً وطنيّة ، يُصبح فيها الوطن لِباساً شعبياً يلبسه كلَّ الناس وحديقةً عامةً يتمدَّد علي عُشبها الأخضر ملايينُ المتعبين وأخيراً .. كنت أحلمُ بطفرة وطنية لا فرقَ فيها بين زيد أو عبيد بين من تخرّجوا من أكسفورد ، وبين من تخرَّجوا من حقول القطن والذُرة علي ضفاف الترع الحزينة وأخذوا شهاداتهم من جامعة الدموع دموع كوورة سودانية