العيش تحت ظلال الحياة الالكترونية

Quote: إن أعظم تغيير في حياة البشرية – كما معرروف وبلاشك- هو ثورة الاتصالات أو الثورة الثالثة علي حد تعبير( الفين توفلر). إذ صار العالم مفتوحا علي مصراعيه لكل شئ وعلي كل شئ , ولم تعد الان موجودة ماكانت تسمي قديما بالحدود بين البلدان , -أو فالنقل تغير ذلك المفهوم القديم فيما يتعلق بهذه المسألة – وصار الفضاء مفتوحا تماما ويمكنك السفر متي ماشئت والي اي مكان شئت في مدة زمنية لاتتجاوز الدقائق وانت جالس في غرفتك والتي بالكاد تتعدي الاربعة امتار , لانه حتي السفر الان لم يعد مقصورا علي الفهم التقليدي القديم والذي يتطلب جوازات المرور والتجهيزات وما الي ذلك , الان يمكن السفر بابسط الامكانيات وبلا قيود مفروضة كما السابق , وفي نفس الوقت يمكنك ان تتحصل علي الفوائد الشافعية الخمس للسفر . نعم إنها ثورة لايمكننا تخيل مابعدها , وقديما قال الشيخ فرح ود تكتوك – رحمه الله- : آخر الزمان السفر بالبيوت والكلام بالخيوط ومعلوم انه كان يقصد القطارات والتلفونات , فإذا كانت هذه المذكورة سلفا هي آخر الزمان حسبما ماقال الشيخ فرح , فماذا يكون الان , يبدو ان الزمان قد اكمل دورته وعاد من جديد وبالتالي نحن نعيش الزمان الان في دورته الثانية . أحيانا عندما تحاول ان تعمق تفكيرك باتجاه هذه المسائل , تجد نفسك في حيرة من امرها , أنا شخصيا لم أعد قادرا علي التفكير أكثر بشأن هذه المسائل , وليس هذا طبعا عجزا عن مجاراة الزمان وتطوره , فمن غير الحكمة ان لا تكون قادرا علي مجاراة العصر وتغيراته , أو هو ليس بامكانك اصلا ان تظل موجودا في هذا العالم دون ان تتأثر بأحداته , ولذا فعليك ان تجاريه وتداريه فاللبيب من دارا (اي جاري) كما قال احدهم , ليس معني ذلك ان تغوص مع جيمس كاميرون في عوالمه الخارقة في الخيال , ولكن علي الاقل تكون قادرا علي إدارة الامور من حولك , انا أخشي , من أن هذه الكاميرونيات (نسبة الي المخرج جيمس كاميرون) والتي يراها الناس خيالا في عالم اليوم تصبح حقيقة في مقبل الازمان , فالفيلم (أفاتار) للمخرج نفسه- والذي حقق أرباحا خيالية فاقت ماحققه الفيلم تايتنك لنفس المخرج – هذا الفيلم (أفاتار) الذي يصور الناس وهم قد تحوروا الي كائنات قادرة علي العيش في كواكب اخري غير الارض , أي كائنات بشرية معدلة او محورة , إذن كاميرون ليس خياليا الي ذلكم الحد الذي نتصوره نحن , بل ربما نحن التقليديون الي حد اننا لم نعد قادرين علي التخيل اكثر.

Quote: كل الاشياء في عالم اليوم قد تحورت ولم تعد بذات المفهوم القديم الذي عرفناه والفناه عنها في السابق , وكل شئ صار له مقابل الكترني اسرع واسهل , فبتنا اليوم نسمع بالمواطن الالكتروني , والديمقراطية الالكترونية , وغيرها , إذن صار الانسان في هذا العالم مرتبطا إرتباطا وثيقاً بها بل صار جزءا اصيلا منها لاتنفك عنه ولاينفك عنها , وبالتالي جازت تسميته بالمواطن الالكتروني والذي شكل بدوره ماتعرف في عالم اليوم بالحكومة الالكترونية والتي باتت تدير شئون الدول من خلال الاثير وليست الخيوط كما سماها الشيخ فرح رحمه الله . ولكن مع كل هذا التطور التقني المذهل وهذا التقدم الحداثي المبهر , مع كل ذلك , تظل شعوب خارجة عن هذا الاطار – والسودان طبعا منها – لقد ظلت هذه الشعوب تعاني من هذه الامية التقنية بصورة مريعة داعية الي القلق والاسي , ماذا لو سمع كاميرون بهذه الشعوب , بالكاد يصدق !! . هناك في هذا العالم والي ايوم من لايستطيع تدبير قوت يومه ناهيك عن غيرها من مستلزمات الحياة الاخري , فكيف لمن لايستطيع ذلك ان يفكر في موضوع غيره , فيالها من مفارقات مضحكة مبكية , إنهم نحن , العالم الثالث يقف بعيدا عن الثورة الثالثة , إنه العالم الثالث الذي يسعب الحكام فيه الي الثراء والثراء الحرام وعلي حساب من؟؟؟ إنه علي حساب شئ غدا من مخلفات التاريخ اسمه (مواطن), كم انت مسكين ايه المواطن , كم انت مغلوب علي امرك ايه المواطن , تكد وتتعب وتجتهد لاجل ان تحفظ رمقك من الضياع , فلله درك , لقد صرت سلعة رخيصة تباع وتشتري كما الاشياء في الحوانيت كما السكر والشاي , لقد سُلعت ايها المسكين .

Quote: ولم تعد علي كيفك كما قال شيخي العارف بالشعر الكتيابي: على كـيفي ... أرقع جبتي أولا أرقعها.. أطرزها من اللالوب .. ألبسها على المقلوب. أخلعها .. على كـيفي . أنا لم أنتخب أحدا... وما بايعت بعد محمد رجلا . ولا صفقت للزيـــف .. لماذا أعلنوا صوري؟ لماذا صادروا سيفي..؟ أنا ما قلت شيئا بعد حتى الآن. لكنهم قالوا كل شئ باسمك سيدي , انهم يهتفون زيفا وضلالا باسمك , يتنعمون بنعم الدنيا باسمك , يفعلون كل شئ باسمك ونصيبك انت منهم الذل والهوان , فالله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لايعلمون.