الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2010, 11:24 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا (Re: محمد جميل أحمد)

    كتب الصديق الشاعر مأمون التلب مقالا طويلا في ملحق سديم الثقافي الذي يشرف على تحريرة بصحيفة الأخبار . وجاء مقاله بمثابة نقاش مرموق يتأمل في هذا المنبر وعلاقته بالمجتمع السوداني ، كما تطرق الصديق مأمون إلى مناقشة هذا البوست حول جدوى أن يكتب المبدع في سودانيز أونلاين ، وطبيعة العلاقة الكسولة بين القارئ السوداني والإبداع أصلا وغير ذلك من النقاط المهمة والتي تطرق لها صديقنا مأمون بذكاء وجاذبية وعمق وسلاسة لا تخلو من مفارقة في التعبير، ولقد طلب مني مأمون إعادة نشر هذا المقال هنا تعميما للفائدة ولمن أراد ان يخوض في موضوع هذا البوست . بالنسبة لي سأنزل المقال أولا ولاحقا سأعود إلى النقاط التي أثارها صديقنا مأمون
    محمد جميل


    عن المريخ والهلال وسودانيز أونلاين
    العينُ بصيرةٌ وإدراك ما تبصرُه أعمى (2) شعبُ الزُجَاجِ المَشطُور
    بقلم مأمون التلب



    مُلحق المقال السابق:

    تبرَّع الكاردينال، رجل الأعمال المشهور، للاعبي فريق الهلال بمبلغ 100 مليون جنيه، أمس الأول، تحفيزاً وُلدَ جرَّاءانتصارٍ حدث بطريقةٍ ما، قبل أيام!.

    (صحيفةالهلال - الأربعاء 9 يونيو 2010م)

    (1)

    انتهينا في مقالنا السابق بدعوةٍ للتخلّي عن فريقي الهلال والمريخ، الآن ندعو لمقاطعة موقع سودانيز أونلاين دوت كُوم!.

    هذه الجملة التي كتبتها الآن! هذه الجملة بالذات تَشرحُ الواقع! وتختصرُ شروحات كثيرةًٍ سأسرُدها عبر هذا المقال. ولكن انظروا إلى الجملة مرةً أخرى! أُنظُر إلى ثِقَل اسم "المريخ" مجرَّداً، والهلال مُجرَّداً، حتّى أن هاتين الكلمتين لم تعد تُعبِّران عن معناهما الأصليّ: كوكب المريخ، وشكلٌ نابعٌ من عادات القمر العاكسة للأضواء. لقد مَسَحَت أنديةُ كرة القدم بالكواكب والأقمار أرضَ فضاء المعنى.

    فانظر إلى موقع سودانيز أونلاين الذي لا يحتاج إلى أقلّ تعريف!، وأين؟ في بلادٍ كالسودان، يُعاني من أميّة إلكترونيّة هائلة، وليس لحياة أفراد شعبه علاقةٌ، أبداً، لا بموقع سوداتنيز أونلاين، ولا بكُتَّابه، ولا بأخباره، ولا بفضائحه! سيقول قائل: أنت تمزح! إن المُتابعين لهذا الموقع يُقدَّرون بالآلاف يوميّاً. ولكن دعونا لا ننخدع بالأرقام، وللنظر إلى الفئات المُكوِّنة لهذه الأرقام، لنصبح ######ين مع أنفسنا قليلاً ونسأل: وهل يدخلُ في هذه الآلاف راكبُ حمارِه في الصحراء الفاصلة ما بين سنّار والدمازين!.

    هنالك مُفارقة غريبة وتحتاج إلى فحصٍ هنا؛ فموقع سودانيز أونلاين مؤثّر، ولكنه ليس مؤثراً مُباشراً على الشعب؛ بل هو سلطةٌ فعليَّةٌ أشدُّ بَطشَاً من الإعلام المرئي والمسموع، بل إن جهود كثيرٍ من الصحفيين، ومهندسي الكمبيوتر، وقراصنة المحيط الإنترنتيّ، حاولوا، بكلّ السبل، أن يُوقفوا هذه السلطة الزَّاحفة وطُعنوا في قلبِ قدراتهم بشوكةِ الفشل الغَيَّاظة. كذلك يَعملُ الموقع مُشكِّلاً لكثيرٍ من الآراء المنشورة في الإعلام وبين بنابر ستَّات الشاي، وهؤلاء، نعم هؤلاء الذين يظنّون أنهم أقليّة، يلعبون دوراً خطيراً في إدارة الأزمات، نفسيّاً، واجتماعيّاً وسياسيّاً، وثقافيّاً، بحيث يقعُ تحت تأثيرهم المتنفذون في الأحزاب السياسية. مثلاً، لا يصرّح السياسيّ ياسر عرمان للصحف والإذاعة والتلفزيون فقط، لقد أصبح يُصرِّح، وبنفسه، حصريّاً، لموقع سودانيز أونلاين. ذلك هو، بالضبط، السبب الذي يضع الموقع، في كفَّةٍ واحدةٍ، مع فريقي الهلال والمريخ!. ذلك مُفارقٌ، كذلك، للشحنة النفسيّة التي تقرأ بها مناقشات البورد، إذ تُحسّ أن الكاتب يَشعُرُ بثِقَلِ القُرَّاء ومتداخلي موضوعه المنشور؛ بحرارتهم، بانفعالاتهم كذلك، وهو وَضعٌ وجوديٌّ مُربك، أو مثلما وصف صديق: أن تكون جالساً إلى جهازك، وحيداً، في بلادٍ نائيةٍ، وربما تحت طبقاتٍ من الثلج، مكانٍ بعيد، بعيدٍ جدّاً، حتَّى أن أخبار أحداثِهِ كانت تَصِلُ إلى مسامع سُكَّان السودان، قبل قرنٍ واحدٍ، بعد شهورٍ طويلة! وأنت هناك تحارب واقعاً مسطَّحاً ومُقلَّماً بالأصفر والبنّي: جدار سودانيز أونلاين. هذا الإحساس بالثِقَل يَصلُ بالكاتب حدَّ يوهمه بتأثيره على راكِبِ حمارِهِ في الصحراء الواقعة بين سنّار ومدينة الدمازين؛ حيث رُبطَ حمارٌ آخر يَتبعُ حِمارَهُ، وعلى ظهره طفلان بجلاليب متّسخة في طريق عودتهم من مدرسةٍ بعيدة جدّاً عن قريتهم، حدَّ تُرغمهم أن يصحوا قبل صلاة الفجر، ويزحفوا خلال الليل، ليتلقّوا تعليماً تلقينيّاً مُدَجِّناً ومخدرا؛ فما الذي يعنيه الزمن حقيقةً في يومنا الحاضر؟.
    قبل الحديث عن الزمن، دعونا نؤكّد أن الطريقة التي يؤثّر بها موقع سودانيز أونلاين، بجانب تأثيرات الهلال والمريخ التي تعرَّضنا لها في مقالنا السابق، إضافةً إلى الإعلام التلفزيوني والإذاعي والصحفيّ، والمنهج التعليمي وقِيَم الإعلانات في الشوارع والإعلام، طريقة تأثير هؤلاء، مجتمعين، يمكن أن تُشكِّل صورةً مصغَّرةً للقوى المُتحكِّمة في الظروف الحياتيّة لراكبي الحمير والجِمَال والأقدام الحافية، هؤلاء، جميعهم، يخدمون، ببساطةٍ، سوقاً واحداً هو عضوٌ من سوقٍ أكبر فأكبر. والأسواق تبدأ من النفوس والأفراد والصِدق.

    (2)

    الزمن بالنسبة للنمل! يسأل صديقٌ يوماً عن ماهيّة الزمن بالنسبة للنمل؟ إنه يعيشُ لأيامٍ قليلةٍ جدّاً، ثلاثة أيامٍ هي عمره الكامل، تجاربه، بكلِّ ثِقَلِهَا، تنهالُ عليه خلال ثلاثة أيامٍ فقط! فما الذي تعنيه الساعة، الثانية، والدقيقة؟. دعكم من الزمن بالنسبة إلى النمل، ما الذي يعنيه الزمن بالنسبة لإنسانٍ يستمع لأغلى موسيقى، أغلى أغنيةٍ لديه، خلال عشرة دقائق فقط! هل ستكون العشرةُ عشرةً؟. أليست هي ذاتها حياة النمل الكاملة؟. إذاً فالأمر لا يتعلّق بالفرق بين الإنسان والنمل، إنما فرقٌ ما بين اللحظة الهبائيّة واللحظة الغنيّة؛ كلّ لحظةٍ لدى النمل غنيّةٌ بصورةٍ أشدَّ حياةً من آلاف اللحظات بالنسبة للبشر المعتقدين، عبثاً، أن حياتهم ستمتدُّ لستين سنةً على الأقل، بينما حادثُ سيّارةٍ ينتظرهم، بفرص موتٍ أكثر، بآلاف المرات، من حمارٍ عابرٍ صحراء تفصل بين مدينة سنّار والدمازين، فخبرة الخطر لدى صاحب الحمار أشدّ وقعاً وتأثيراً من خبرة الخطر لراكب المارسيديس في شارع المطار.

    (3)

    في الصباح، كنت متحمِّساً لكتاب الناقد عبد القدوس الخاتم (مقالات نقديّة)، أُثرثرُ بآراءٍ حول الكتاب، وصديقي يراقب هذا الحماس ويعلِّق على مقالة عبد القدوس عن الشاعر إسماعيل حسن. بدأت الحديث عن مقالة عبد القدوس الخاتم (أضواء على الأزمة النقدية) وخلال استعراضي الأبله، كنّا نجمِّع جنيهات لنتمكّن من الخروج من بيتنا، وبينما يدوي صوت القروش الحديديّة المنكوتة من أطراف الملابس ومن تحت الملاءات، قال لي: ما رأيك في أزمتنا "النقديّة" هذه؟ نحن بحاجةٍ لناقدٍ كبيرٍ لأجل أن نُنقَدَ نقداً بنَّاءً يُخرجنا من أزمتنا!.
    قطعنا الشارع، سيّارةٌ سُلطويّةٌ دارت حولنا، تتغطرسُ بانغلاق زجاجها الساجن لهواءٍ مُكيَّف، دون انتباهٍ من سائقها لوجود أيّ شيءٍ من حوله. جفلتُ إثرَ ذلك! وفكَّرت في المكان الذي نعيش فيه، قريباً من السوق المركزي بالخرطوم، والسيّارة العابرة لهذا المكان بعازلٍ زجاجيٍّ قاسٍ كهذا!. لا يتعلّق الأمر بالغنى والفقر! لست مُناقشاً لهذه الموضوعة، إنني أتحدّث عن الطُرق التي تفصل البشر، بصورةٍ قاطعة؛ عن الواقع الذي يعيشون فيه، عن من يُخاطِبُوْنَ العالم باسمِهِم!، عن من يشكّلون جوهر وجودهم ومعناه. هذا الفَصل القاسي لا يتعلّق، بتاتاً، بالوضع الماديّ للأفراد، لا يتعلّق بوهميّة الطبقات، إنما يتعلّق بتأنيب الضمير في حالات، وفي أخرى يتعلَّق بالزمن!.
    كان رئيس جمهوريّة إفريقيا، نيلسون مانديلا، يتريَّضُ في الصباح الباكر، راكضاً بين أحياء السكّان، مُتحدثاً مع بائع الخُضار في حيِّه، مُشاغلاً لصاحب الدُكّان مثلما نحيا جميعاً، إلا أن رجال التأمين يتبعونه أينما حلَّ، حتّى إن اختار حياة البشر الطبيعيّة. لم يكن هدفه أن يستعرض تواضعه، بل هو مُقاومةٌ للزجاج الفاصل بينه وبين شعوره بطبيعيّة حياته، فباختفائها تختفي العين والحواس والشعريّة التي تربط الأفكار بالحركات؛ لقد كان يمارس حياته التي مارسها في الماضي، قبل أن يُصبح رئيساً للجمهوريّة، هكذا. في ذات الوقت، أُشاهد امرأة لن يأكل ابنها، وقد يموت جوعاً، إن لم تُقدِم على تحضير سلعةٍ حلالٍ في ثقافتها، ومحرّمةٌ لدى ثقافةٍ مسيطرةٍ على السلطة، ثقافةٌ مُطلقة؛ يُدهسُ رأس طفلٍ صُدفَةً ويَشرَبُ آخر قارورة بيبسي تترنَّحُ تحت الشمس لأكثر من أسبوعٍ فيتسمَّم؛ هذه ليست مآسٍ، ليست أحزاناً أقسى من الزجاج الفاصل ما بين سائق السيّارة المُلتفّ حولنا، وما بين الحيّ الذي يحيى فيه يوميّاً؛ يبيع السيارات ويشتري، و"جضومه" ترتجُّ بآلاف المَكَنَات التي ستُباع في المستقبل القريب. هذه الصورة ليست بعيدة عن المشهد الأصفر البُنِّي لدرجات المنبر العام لسودانيز أونلاين!. درجاتٌ تنتزع الواقع من زمانه لأجل التَربِيت على ضميرٍ مجروحٍ بشدّة، ذلك الضمير الذي يُطلُّ من عينِ مهاجرٍ وَجَدَ جوهراً ومعنىً لحياته خارج بلاده، إلا أنه يأبى الاعتراف بهذا الجوهر، إنه يسحق الجوهر قبل مغادرته للمطار عائداً إلى بلاده بعد عشرات السنين.
    سائق السيارة هو البوردابي (بوردابي هو لَقَبُ أصحاب الحق في الكتابة في بورد "حائط" سودانيز أونلاين)، فما هو الزجاج؟ هو خيطُ تعريفِ الشعوب المذكور في المقالة السابقة؛ إذ أن كُتَّاب المنبر، والمهووسين به، والمتأثرين بوجوده، شكَّلوا ثقافةً بلُغَتِهَا وعقيدتها ومعاييرها وأخلاقها وموسيقاها وشعرها وقصتها وروايتها، كلّ شيء! باختصار لقد كوّن منبر سودانيز أونلاين شعباً جديداً مُختلفاً أشدّ الاختلاف عن بقيّة شعوب العالم، بل أن هذا الشعب يعيش واقعاً مُفارقاً ومختلفاً عن بقيّة واقعيّات العالم، وهذا، في حدِّ ذاته، فاتنٌ أشدَّ الفتنة، وإن اتّفق أعضاء المنبر على النظر إليه، والتعامل معه، وفق هذا المنظور فإن دعوة مقاطعته ستكون مسيخة!.

    (4)

    أَطلَقَ الكاتب والصديق محمد جميل أحمد دعوةً عبر موضوعٍ نشرَه في موقع سودانيزأونلاين بعنوان (الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين: أن تأتوأ أخيراً خَيرَاً من أن لا تأتوا)، وهي دعوةٌ نَشَأت إثر تقلّص عدد كتّاب الأدب والنصوص الإبداعيّة والمقالات المتميّزة تقلّصاً مريعاً، إذ يرى محمد جميل أن الفرصة لانتشار الأعمال الإبداعيّة كبيرة جدّاً في موقعٍ يزوره الآلاف كلّ ساعة، إلا أنه لم يسأل عن سبب اختفائهم؟ ولا أقول أن السبب يكمن، فقط، في الركاكة الفكرية والأسلوبية والجمالية المندلقة على سطح المنبر، بل يتعدّاه ليَطعن في فرضيّة (الضرورة الملحّة لانتشار العمل الإبداعي). فهل يطمح العمل الإبداعي في الانتشار، فعلاً، بهذه الصورة الهَلِعة؟ أعلم أن الكاتب يرغب، بصورةٍ طبيعيّة، في نشر أعماله، ويتلهّف لسماع رأيٍ حولها، إلا أن التوق الطبيعي لنظرة الآخر يختلف، تماماً، عن الخِفَّة التي تظهر على ردود الكاتب على قُرَّاء موضوعه المنشور؛ إن التعليقات والردود تصل أحياناً حدَّ البلاهة! وجدت نفسي في ذات الوضع قبل خمسة سنوات في ذات الموقع، وقد كانت بلاهتي لا تُضاهى؛ أنت تُوضَع في مكان الأبله، ولا خيار أمامك سوى أن تتباله!.
    ثمّ، من يعيب لي "الأبراج العاجيّة"؟. لقد انطلق هذا المصطلح في الشرق كنارٍ جائعة، التهم ثقة المبدعين في أنسفهم، ودفعهم إلى الغضب والحزن إن وصمهم أحدٌ بالانغلاق داخل (أبراجهم العاجيّة). لقد انطلقت هذه الدعوة في الغرب إبَّان بروز التيّارات الأدبيّة "المُلتزمة"، وتمّ النقاش، من بعد خفوت حماس الشعوب إثر خذلانهم في من تحدّثوا باسمهم واسم حقوقهم، على نارٍ هادئة، ثم اختفى هذا المصطلح ليذهب إلى مزبلة التاريخ الغربي ويُشرق، في ذات الوقت، علينا. أقول أن المبدعين يعيشون، غَصبَاً عنهم، في أبراجٍ، إلا أنها ليست عاجيّة على الإطلاق، ولا هي بمرتفعة، إنها أبراجٌ ترتفع على سطح الأرض، وتغوص أسفل التربة لأعماقٍ بعيدة، أبراجٌ مليئةٌ بالطوابق المفتوحة على كلّ الاتجاهات! أما موادّ البرج فهي تختلف حسب اختلاف الكاتب؛ إنها موادٌّ جديدةٌ في حاجةٍ إلى تعريف، وهيهات!. هذه الطبيعة البُرجيّة هي ضدّ الطريقة التي تُدار بها التعليقات في الموقع، فللمكان في سودانيزأونلاين بُعدٌ آخر: تدخلُ البوستاتُ "المواضيع" وترتصُّ فوق بعضها البعض، والذي سيقرِّر مدى انتشار موضوعكَ هو عدد المتداخلين وليس عدد الزوّار! والفرق واضح، فالقارئ المُعلِّق فقط وصيٌّ على وجود نصّك، بل هو المسيطر على حياته، لتأتي المُداخلة ركيكة وبايخة، وعليك أن تدفع الثمن: أن تردّ عليه وإلا غَتَسَ موضوعك إلى أسفل سافلين. هل نستطيع أن نتذكّر، في هذه اللحظة، الفرق الشاسع بين عدد الحاضرين لمبارة الأمل عطبرة وأهلي مدني، وبين مشجّعي فريقي الهلال والمريخ؟.
    من الآن فصاعداً سنُسمِّي (عدد المتداخلين في الموضوع المطروح للنقاش) بـ(المُقَيِّم)، هذا المُقَيِّم يدفع بالشخص إلى الردِّ على كلِّ متداخلٍ بمداخلةٍ منفصلةٍ عن السابقة، إذ بذلك يرتفع البوست ليُعلَّق على الصفحة الأولى من المنبر، مما جعل المنبر سريع الفوران كحَلَّةِ بيضٍ مسلوق!. لك أن تنظر إلى العمل الإبداعيّ من هذه الوجهة، والتناقض التّام بين ذلك وبين المجلة الالكترونيّة؛ إنها تَحفَظُ ماء الوجه، وتمنحك فرصة الانزواء مع مشاعرك تجاه نصِّك، إنه لفرقٌ كبيرٌ بين أن تختار أنت، بحريّة تامة، وقت ما تشاء، نشرَ نصٍّ في الموقع، وبين اختياره من قبل مجموعةٍ من المحرّرين الموثوق بقدراتهم على التذوّق. إن وجود النص الإبداعي في فضاء المجلّة يمنحك حريّة الخجل دون أن يظهر ذلك في ردودك المتواضعة، هل نسيتم التواضع؟! إن لم ترد ردّاً متواضعاً فأنت النقيض التّام للفنان والأديب؛ فـ(الشاعر الفذّ بين الناس رحمن)؛ يا لها من صورةٍ جائعةٍ وسجنٍ لا يستحقّه الفنّان. أَضِف، إلى ضحايا مجّانيّة النشر، أن التعليقات الصارخة بـ(النشوة، التهليل، الذوبان بين الحروف، الحميميّة..إلخ، إلخ) لهي الرحم المجّانيّ لأشدِّ الكتابات مجّانيّة، وذلك يختلف عن وجود كتابٍ رديءٍ أو مجلّةٍ لنشر الأدب الرديء، إذ أن الضحيّة يكون، في نهاية المطاف، الكاتب نفسه، حتّى أن إشراقات وُلدت في المنبر، وانشَرَقَت بالضحالة في عامها الأول. الأعوام هنا ليست مجازاً أو تشبيهاً، فالأعوام، في سودانيز أونلاين، تختلف كثيراً عن تلك التي في الحياة الواقعيّة ذات الليل والنهار: خلال اليوم الواحد من الممكن أن تدخل في نقاشٍ ومشادّةٍ مع عشرات الأشخاص الذين إن جهدت أن تجمعهم، في بيتك، لصرفت الكثير من الأموال والجهد؛ لست بحاجةٍ إلى ضيافة، كذلك فإنك لا تستخدم تعابيرك وأطرافك للتعبير عن ما تريد: أنت تصرخُ كتابةً، تَشتُمُ كتابةً، تُعارك كتابةً، تُكفِّر كتابةً، تخنق كتابةً، تَلِدُ كتابةً، ويا لها من صورةٍ جميلةٍ فاتنة! ألا ليتها كِتَابَةٌ كَتَّابَة!.
    حسنٌ، هل تظنّ صديقي محمد جميل أن هذا الخليط العجيب من الأسلحة الموجّهة للكاتب؛ هذا التخريق للكتابة ولنَفْسِ الكاتب، واللعب بمشاعره ونفخِ رأسه نفخاً شديداً ـ حتّى ظَنَنتُ أن صورة الكاتب الأصلية برأسٍ منفوخةٍ كـ"أبو الدُّودُو" ـ هل شُربُ هذا الخليط تضحيةٌ مناسبةٌ لأجل الانتشار، مجرَّد الانتشار؟!.
    إذاً، أطلق محمد جميل دعوة للعودة، ويعني ذلك، بديهيّاً، أن عدّد المبدعين المُساهمين في المنبر قد تراجع كثيراً، إلا أن هذه المعلومة غير صحيحة! إطلاقاً، فالذي يُنشر في المنبر من "آداب" يكاد يوازي ما يُنشر من غناء، وسياسة، وحوار فكري..إلخ!. عزيزي محمد جميل، المنبر مليء بالمبدعين، والقراء ليسوا في حاجةٍ، لكي يُرضوا ذائقتهم ووجدانهم، إلى من تحاول أنت استعادتهم! ثم دعني أختلف معك في نقطةٍ ذكرتها في مقالك، قلت: (فهم _المبدعون_ على الأقل، بما لهم من ذاكرةٍ وحضورٍ في وجدان السودانيين، قادرون على التأثير في النهاية؛ ولا أقصد التأثير بمعناه الفوري، أو ما يصاحب ذلك من مديح مجانيّ من أعضاء المنبر، وإنما أعني التأثير الجمالي العميق الذي يمسّ وجدان القارئ العادي ويفتح آفاقه على الكثير من حقائق وجماليات الحياة. فالمبدعون، في تعريفٍ ما، هم الجسر الذي يربط بين الناس العاديين وبين قيم الحق والخير والجمال. فلماذا نحرم هؤلاء من حاجتهم للإبداع بسبب ما يجري في المنبر من أشياء هي بصورة من الصور ضريبة العمل العام). انتهى. أقول: ليس الأمر مُجرَّد ضريبة، إنه فقدانٌ كاملٌ للإبداع؛ كبش الفداء. ثمّ أختلف معك في تسمية (القارئ العادي) فلست أعتقد بوجوده أصلاً، وهذه التسمية من التسميات الغامضة جدّاً، وتَفرُزُ الفنان عن البقيّة، وتحوّله جسراً، كما ذكرت أنت، فكذلك أختلف مع التعريف الجسريّ. للشاعر محمد جميل، ذاته، العديد من الدراسات النقديّة الذكيّة، والنصوص الشعريّة المختلفة، كما أن كتابته للقصّة، كما علمتُ مؤخراً، تُسكرُ الذهن، فـ(أيّام سعيد بلبل)، قصّته البورتسودانيّة، أثّرت على وجدان الكثير بنشرها ورقياً، والكترونيّاً، ومحمد جميل ذاته يَنشر أعماله في أشدّ المواقع الالكترونية، المكتوبة باللغة العربية، تأثيراً في العالم! فكم هُم قرّاء موقع (جهة الشعر) و(كيكا) و(دروب)! دعك منهم جميعاً، فما هو رأيك فيGoogle؟ اكتب اسمك في أكثر المواقع تصفّحاً في العالم وانظر إلى النتيجة.

    إن البحث عن منابع المسّ الوجدانيّ والأدبيّ يحتاج إلى قليلٍ من الجهد، وهذا الجهد، القليل جدّاً، هو ضريبة العمل العام التي يدفعها القراء لدخول جنان الآداب والفنون، وليس على المبدع أن يدفع ثمناً فادحاً كالذي سيدفعه في سودانيز أونلاين، بل أن على القارئ أن يتخلَّص من كسله الكِيبُوردِي قليلاً.

    (5)

    الشعب المعلّق في الفضاء، يتعاركُ ويقتتل ويتحارب بذات الطريقة؛ يغتال بذات الابتسامة، يهدمُ بخبثٍ أشدّ، يكذبُ بأفقٍ أضيَق، يكتب أدباً بقلَّةِ أدبٍ شديدة، كل ذلك يعني أنه: لا فائدة؟! هل، من بعد أن مُنِحَ السودانيون مكاناً حُرَّاً _ليس تماماً_ كهذا الموقع، سيكونون أفظع من ما هم عليه واقعياً؟. إن فرضيتي تقول بأن الحياة في كوكب سودانيز أونلاين تخنق الحياة خنقاً، بتسريب كمٍّ غير مستهانٍ به من أفرادٍ مُشبَّعين بسوء الظنّ، مولعين بالعراك، يريدون أن يثبتوا أن للواقع إسماً آخر، ومن الممكن أن يتخيّلوا نشوب ثورةٍ في السودان، خيالاً خالصاً، لمجرّدِ صراخ واحدٍ منهم فقط بأن الثورة قد اندلعت وانتهي الأمر؛ بينما تكون أنت، بطريقةٍ غريبة، في مكان الحَدَث، وهولُ الحدث هناك، في الفضاء، لا يقارب الحدث هنا، على الأرض، بتاتاً. ولكن؛ أليس هذا هو الإبداع عينه؟ ألم أقل لكم أن هذا الموقع هو النسخة الفنيّة من السودان: إنهم يصدّقون خيالهم. القضيّة كالآتي: هنالك شعبان وعالمان خُلقا، فإمّا أن يتخلّى الشعب الفضائي عن عالمه لأجل الشعب الأرضيّ الذي يبنون وثيقة وجودهم، وهدفه، على أساس وجوده، وإمّا أن يتحوّل الشعب الفضائيّ، بواقعه المُفارق، إلى ظاهرةٍ فنيّةٍ يستفيد منها كاتبٌ، أو تُعرض، مستقبلاً، في متاحف التاريخ: عالمٌ وُلدَ ومات.
    ظَهَرَت سودانيز أونلاين مع بزوغ فجر (غريزة التّاجر) على أرض السودان، والتي فصّلنا لها في مقالنا السابق، ودَخَلَ الموقع تحت هذه الشمس التجاريّة بعمرٍ فنيٍّ هَرِم مقارنةً بكرة القدم، أعني أن كرة القدمِ تَفسَّحت في الفنّ لقرونٍ، وكانت كرة القدم السودانيّة، طوال تاريخها، مُتخمةً بالفنّ والفرادة، وإذ هي تدخل عصر التّاجر، بهلالها ومريخها، فهي تدخله فنّاً جَذَبَ جميع البشر تقريباً، حتّى أن المُبتَعِد عن شؤونها، هذه المَلِكَةُ المُبَرقَعَةُ بالسواد والبياض، يوضع في خانة غريبي الأطوار. وأقول بعمرٍ فنيٍّ هَرِمٍ لأن سودانيز لم تكن بيضةَ فنٍّ إنسانيٍّ واحد، وإنما مجموع فنون، وتاريخ، وثقافاتٍ كاملاتٍ، وحضارات واستعباد، وجماليّات، وإهانات ومظالم وفساد؛ إنها بيضةُ السودان، البيضة الأشدّ تجريداً، ويصعب وضعها في سلّةٍ واحدةٍ مع بقيّة البيض. لدى السودان من إرث البيض الأدبيّ ما يُحني القلب تبجيلاً، والسياسيّ ما يَشدَهُ العقل والعاطفة ويُستّفهُمَا بالمحبّة والإعجاب؛ فتنة محمود محمد طه وشهداء الحركات السلمية، والعقليّات الخطيرة المفقودة هباءً!.
    عندما دخل الموقع حاملاً على ظهره هذا الكمّ الهائل من البَيَاض والصَفَار والقشور، كان ثورةً حقيقيّةً، وتفجَّرت فيه كتابات، ولا تزال تتفجّر، من أقلامٍ وعقول مُثيرة. فهل دعوتي ستحرمنا منهم؟ يُجاب السؤال بسؤالٍ آخر: وهل كنا محرومين منهم، فعلاً، قبل وجود الموقع؟. وهل سنُحرم للأبد؟. إلا أننا، بطريقةٍ أخرى، حُرمنا من عددٍ لا يُستهان به من الكتّاب المُجيدين، الذين ابتلعهم (المُقيِّم) بوجودهم كلَّه، وحوّلهم إلى إصبعٍ يضغط، وباستمرار، على ذرٍّ يُنعشُ اللوحة الالكترونيّة المبرقعة بالإعلانات القبيحة؛ الطائرات اللامعة، والألوان الصادمة لشركات السياحة، وكافَّة مُسَهِّلات الهجرة، إنه لمن المضحك، حقيقةً، أن تقرأ خطَّاً مُصادماً مُعلَّقاً أعلى المنبر، جملة مُناهضةً للقهر والظلم والتعذيب، ومن تحتها تلتمع أرقام التلفونات وإعلانٌ يعود لشركة طَحنٍ وهَرس، والغِرِين كَارد يتلألأ في سماء الدَمِ والتضحية!.

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 06-12-2010, 11:26 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-22-10, 11:22 AM
  Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا عمران حسن صالح05-22-10, 11:29 AM
    Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا عمران حسن صالح05-22-10, 11:35 AM
      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا عمران حسن صالح05-22-10, 11:49 AM
      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-22-10, 11:53 AM
        Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا عمران حسن صالح05-22-10, 03:08 PM
          Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Nizar Ateeg05-22-10, 10:30 PM
            Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا زهير عثمان حمد05-22-10, 11:46 PM
              Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-23-10, 08:46 AM
                Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-23-10, 09:19 AM
                  Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا فتحي الصديق05-23-10, 11:12 AM
                    Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا عبد الله إبراهيم الطاهر05-23-10, 01:05 PM
                      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Mohamed Abdelgaleel05-23-10, 01:26 PM
                      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-23-10, 11:14 PM
                    Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-23-10, 02:34 PM
              Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-23-10, 02:22 PM
                Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Nizar Ateeg05-23-10, 10:44 PM
                  Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا طارق ميرغني05-24-10, 08:25 AM
                    Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد سنى دفع الله05-24-10, 08:34 AM
                      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Nizar Ateeg05-24-10, 10:35 AM
                        Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-24-10, 12:12 PM
                          Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-24-10, 12:26 PM
                            Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-24-10, 12:44 PM
                              Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-24-10, 12:49 PM
                                Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Nizar Ateeg05-24-10, 02:31 PM
                                  Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-25-10, 11:14 AM
                                    Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Nizar Ateeg05-25-10, 10:32 PM
                                      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Abuelgassim Gor05-25-10, 10:55 PM
                                        Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا إدريس محمد إبراهيم05-26-10, 09:43 AM
                                          Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا إدريس محمد إبراهيم05-26-10, 12:28 PM
                                          Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد الطيب يوسف05-26-10, 02:41 PM
                                        Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-26-10, 02:24 PM
                                      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-26-10, 02:16 PM
                                        Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-26-10, 02:36 PM
                                          Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Abuelgassim Gor05-26-10, 03:19 PM
                                            Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-28-10, 10:38 PM
                                              Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Nizar Ateeg05-28-10, 11:57 PM
                                                Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-29-10, 10:25 AM
                                                  Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد05-31-10, 11:10 AM
                                                    Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد06-12-10, 11:24 AM
                                                      Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد06-13-10, 11:50 AM
                                                        Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا Mamoun Ahmed06-13-10, 09:19 PM
                                                          Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد06-16-10, 09:25 AM
                                                            Re: الغناء ضد العزلة ـ دعوة للمبدعين : أن تأتوأ أخيرا خيرا من أن لا تأتوا محمد جميل أحمد06-22-10, 11:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de