|
نادي الكتاب: إمبراطورية الإسلام في حوض النيل - دومينيك غرين
|
في بلد عربي كبير تسقط حكومة استبدادية علمانية بفعل تدخل غربي لكن تحركا ارتداديا اسلاميا يجعل القوى المحررة قوات احتلال.
رئيس وزراء يقع بين مطرقة قوات التدخل في بلاده وسندان الحركة الاسلامية خارج بلاده فيتعثر ويسقط. خانه وزراؤه وانهارت تحالفاته. وجنرال هارب يصنع السياسة في ميدان المعركة. وبينما يوجه الاعلام اتهاماته الى الجنود الغربيين بارتكاب أعمال بربرية ووحشية وبينما تنزلق المنطقة كلها في فوضى عارمه يقوم جند الله بهجومهم على ضفاف نهر عرف منذ القدم وتنشأ امبراطورية عابرة.
ليس هذا هو الشرق الاوسط في القرن الواحد والعشرين.
انما هي افريقيا في القرن التاسع عشر حين كان النيل مسرحا لاول صدام كبير بين الغرب والاسلام في العصر الحديث. لقد كان من شأن هذه المسرحية الانسانية والدينية أن طبعت عالمنا بطابعها وكانت النذير لازمات تحدث في ايامنا هذه.
ففي خضم صراع استثنائي بين الاوروبيين والعرب والأفارقة ظهرت ثلاث امبراطوريات في غضون ثلاثين عاما.
كانت الامبراطورية الاولى تلك الألعوبة الصغرى بيد حاكم مصري مستبد وقد سقطت فريسة بين التدخل الأوروبي والقومية العربية. أما الثانية فكانت نزوة اسلامية لرؤيا معينة قادها مخلص مسلم وقد سقكت امام التوسع الاوروبي في افريقيا. واما الثالثة في الامبراطورية البريطانية التي جائت على متن اهتمامات انسانية لكنها بقيت واستمرت بفعل وحشية قوتها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|