الوالى كبر امبارح كان ابداع عديل ...

Quote: .. وهل هي جدة وحدها؟ بقلم : محمد الوعيل كان قرار إحالة المتهمين للقضاء ليحكم الشرع ، امتثالاً لطبيعة مجتمع يقوم على تغليب الحكم الشرعي، ثم تحقيقاً لإرادة شعبية تنتظر القصاص العادل من كل متسبب أو مقصر أو مهمل، في كارثة "جدة " التي هزت ضميرنا الوطني وأزعجت وجداننا وأرّقت عقولنا.ولو عدنا إلى الوراء، قبل أسابيع، وحينما رأينا الصورة التي بثتها وكالة الأنباء السعودية للقائد عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يتسلم تقرير لجنة التحقيق في الكارثة من الأمير خالد الفيصل، لوجدنا ملامح الانزعاج الشديد على وجه المليك "حفظه الله" وهو يكظم غيظه وينتظر القول الفصل، وتأكد "المواطن" خلال ذلك المشهد العظيم أن ما حدث، لن يمرّ مرور الكرام، وأن أرواح أكثر من مائة شهيد ـ بإذن الله ـ تنتظر منه القصاص لها، ممن تسببوا في تجريدها من الحياة، لن أبالغ إذا قلت، إن الوطن كان ينتظر قراراً من قائده، وها قد فعل. لم تكن "ساعة الحساب" التي عنونا بها أمس للحدث، بعيدة أبداً، لكنها كانت قريبة جداً وبمستوى ما حدث، ولخصه المليك بقوله "لا نخشى في الله لومة لائم فعقيدتنا ثم وطننا ومواطنونا أثمن وأعز ما نحافظ عليه ونرعاه جاعلين نصب أعيننا ما يجب علينا من إبراء الذمة أمام الله تعالى بإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح انتصاراً لحق الوطن والمواطن". ليس هذا فقط، بل كانت أوامره الكريمة بمعالجة تبعات ومسببات الكارثة بصرامة، لكل الوزارات والمؤسسات والجهات المسئولة، سواء من حيث التخلص من البحيرة/ الكارثة للأبد وفي خلال عام، أو من خلال إعادة تخطيط شرق جدة، كذلك إيقاف تطبيق المنح والبيع والحجج على الأراضي الواقعة في مجري السيول وبطون الأودية، والأهم كان "إدراج جرائم الفساد المالي والإداري ضمن الجرائم التي لا يشملها العفو".. لتكون كل هذه الإجراءات عناوينَ لمرحلة مقبلة، ستكون بكل تأكيد مختلفة عمّا سبق، وستكون دروساً لنا كمواطنين ومسئولين. ساعة الحساب، التي بدأت بكارثة سيول جدة، لن تقف عند هذا الحد، وأثق أن أثرها سيمتد ليشمل كل مقصر، وكل مهمل، وكل متسيب.. فليس ذلك في جدة وحدها. "ساعة الحساب" التي بدأت من جدة، يجب أن تكون شعاراً للنزاهة المالية، والعمل المخلص. "ساعة الحساب" تلك رصدها الملك العادل والمواطن معاً، وبينهما شرع الله/ دستورنا الخالد، الذي لا يحمي أي مفسد، أو متستر. "ساعة الحساب" أزفت.. وأثق كثيراً أن تأثيرها، ونتائجها، لن يقفا عند هذا الحد، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون}.