|
|
 ليس دفاعاً عن الوزيرة اميرة الفاضل ولكنها الحقيقة ( القصة الكاملة لما يجرى في دار المايقوما )
|
يس دفاعاً عن الوزيرة اميرة ولكنها الحقيقة
اصدرت وزيرة الشئون الاجتماعية ولاية الخرطوم الاستاذة اميرة الفاضل قراراً وزارياً بانهاء عقد منظمة انا السودان وهي منظمة كانت تعمل مع الوزارة وفق عقد شراكة بين الجهد الحكومي والطوعي منذ العام 2007م وذلك لتقديم الخدمات الغذائية والصحية بدار المايقوما و وصدور القرار بانهاء العقد ليس هو بالمصارعة او معركة كما اشارت بعض الاجهزة الاعلامية بل اجراء قانوني لابد ان يتم بعد انتهاء فترة تعاقد الوزارة معها وقد جاء هذا القرار الوزاري بعد دراسة متانية لاداء المنظمة بالدار وحدوث تجاوزات مرصودة وفقاً لتقارير ومحاضر اجتماعات وقد اولت الاخت الوزيرة السابقة اميرة الفاضل اهتماماً خاصاً لهذه الشريحة حرصاً منها وتاكيداً على اهمية الدور الحكومي في رعاية الاطفال
وحتى لا ننسى نفيدكم ان دار رعاية الطفل المايقوما هي دار حكومية تم تاسيسها منذ العام 1961م وكانت تتبع في بداتيتها لوزارة الصحة وفي العام 1971 الت لوزارة الشئون الاجتماعية كدار لرعاية الاطفال الايتام ( مجهولي الابوين) وتتعامل الوزارة مع هولاء الاطفال من منظور الاسلام لان الاسلام دعا لتربيتهم ورغب الفقهاء في التقاطهم بقولهم(ملتقطه غانم وتاركه اثم ) وتعاقب على ادارة هذه الدار كفاءات متميزة في مجال العمل الاجتماعي منهم الدكتورة نجوان عبد الحميد والاستاذة دار السلام محمد احمد والاستاذ معتصم القوني وقد ظلت الدار تستقبل الاطفال ولكن في العام 2002م شهدت الدار تكدس للاطفال وظل هاجس الوفيات الاطفال يقلق الوزارة حيث بلغت النسبة 82% فكان ان دخلت الوزارة في شراكة مع اطباء بلاحدود الفرنسية لمعالجة الوضع الصحي والغذائي داخل الدار بينما رات الوزارة ضرورة البحث عن خيار افضل يوفر للاطفال حياة كريمة وبعد دراسات مستفيضة اتجهت لخيار الاسر البديلة وكان ذلك في عهد الوزير الانسان هاشم هارون حيث انه يعتبر اب المشروع وظل همه الاساسي ان يجد هولاء الاطفال رعاية في ظل الاسر والمجتمع فكان ان المشروع في العام 2004م بعد دراسات اجتماعية ومناقشات فقهية وقانونية ثبت بما لايدع مجال للشك ان هذا الطفل يتيم بل اشد يتماً وقد اصدر مجمع الفقه الاسلامي فتوى بهذا الامر فعملت الوزارة على تشجيع المجتمع على كفالة الاطفال فكان ان خرج مايزيد عن الفين طفل للكفالة الدائمة ونقول ان الوفيات في الاسر البديلة انخفضت الى اقل من 1% والان يوجد 290 طفل في كفالة اسر طارئة وفي شهر ابريل الجاري فقط تمت كفالة 84 طفل وقد اوضحت الدراسات ان هذا المشروع يعتبر افضل مشروع في نطاق الشرق الاوسط وشمال افريقيا بل اصبح نموذج للرعاية الافضل للاطفال حيث انه لاول مرة في السودان يصل نظام الخدمة الاجتماعية للاحياء وداخل البيوت حيث يشرف على هذا المشروع 67 باحث اجتماعي على مستوى المحليات بالاضافة لمشرفيين نفسيين واجتماعيين يتابعون الاطفال داخل الاسر على الاقل مرتين في الاسبوع ويتم رفع تقارير دورية كما تعمل الوزارة على توفير كافة احتياجات الاطفال من لبن ملابس وعلاج بل وحتى سرير الطفل وهذا هو نظام الكفالة الطارئة وقد بدات الوزارة ب500 اسرة تقلصت الى 290 اسرة في هذا العام حيث ان الاتجاه للكفالة الدائمة اصبح خيار المجتمع والوزارة الان ترعي مايقارب الثلاثمائة طفل خارج الدار بمرتب شهري 200 جنيه وتوفير كافة الاحتياجات من لبن ودواء هذا غيض من فيض تقدمه الوزارة لرعاية الاطفال خارج الدار
اما الاطفال داخل الدار فقد تعاقدت الوزارة مع منظمة انا السودان للاهتمام بالوضع الصحي والغذائي منذ العام 2007م ليس لانها الخيار الافضل ولكنها المنظمة الوطنية الوحيدة التي بادرت بالشراكة بعد خروج اطباء بلا حدود الفرنسية ولم يكون خروجها انسحاباً بل كان نتيجة لاستقرار الوضع بالدار فقد تم اخراج الاطفال الى حضن الاسر وتبقى بالدار عدد 65 طفل وهو العدد الذي استلمته انا السودان بعد دخولها في شراكة مع الوزارة ولكن من خلال المتابعة رصدت الوزارة ارتفاع عدد الوفيات بالدار منذ العام 2008م وهذا كان نتيجة طبيعية لان عدد الاطفال بالدار ارتفع مرة اخرى الى 200 طفل كما اكدت تقارير اللجان الصحية التي تم تكوينها تلوث بيئة الدار بالاضافة لبعض التجاوزات فيما يتعلق بالاطفال المرضى وعدم نقلهم للمستشفيات المختصة مماجعلهم عرضة لخطر الوفيات كما ان الرسالة الاعلامية للمنظمة اصبحت مخالفة تماما لاستراتيجية الوزارة في الرعاية الاسرية حيث اصبحت تتحدث عن رعاية الاطفال بالدار والسعي لافتتاح عدد من الدور الاخرى بالاحياء والقرى وهذا ما اطلقه رئيسها لدى زيارة رئيس الجمهورية للدار وقد تعجب الجميع من هذا الطموح فالعالم كله الان يتجه لتجفيف مؤسسات الرعاية الاجتماعية وبراي هذا ماتفعله الشعوب المتحضرة بالاضافة لاطلاق ارقام لاتستند لدراسات اجتماعية حقيقية عن عدد الاطفال مجهولي الابوين بولاية الخرطوم وتحديد شرائح ذات صلة بالاطفال علماً بانه اصلا لا توجد دراسة تبين الطبقات او الشرائح الاجتماعية او الاعراق التي لها صلة بهولاء الاطفال فالحقيقة هي انهم ابناء هذا المجتمع السوداني كما كان هناك انتهاك صارخ للحق الخاص للاطفال بنشر صورهم على صفحات الصحف بصورة لاتمت للانسانية بصلة
ان توفير الرعاية الاسرية للاطفال يعتبر هم وهدف استراتيجي للوزارة تعمل من خلاله لاخراج الاطفال للمجتمع وليس تجفيف الدار او قفلها كما ذكر البعض فالتجفيف حلم وامل يصعب تحقيقه وقد سعت الوزارة خلال العام 2007م ومن خلال حملة اعلامية للفت نظر المجتمع لهذها الظاهرة واهمية الوقاية من خطر ولادة اطفال خارج اطار الزواج وهو دور مستمر وستشهد الشهور القليلة المقبلة انطلاق الحملة الاعلامية الثانية باذن الله وهي تشمل محور دعوي ومحاور انسانية تدعو لكفالة الاطفال في المجتمع
اما ارتفاع معدل الوفيات فقد كان هذا كان السبب الرئيسي للوقوف عند الوضع الصحي والغذائي للاطفال بالدار والسعي لايجاد معالجات عاجلة لهذا الموقف وهذا مافعلته الوزيرة السابقة اميرة حيث عملت على تكوين لجان متخصصة لدراسة الوضع لمعرفة اسباب الوفيات واصدرت عدد من القرارات من بينها اهمية نقل الاطفال المرضى للمستشفيات وهو مالم يتم تنفيذه من قبل منظمة انا السودان وهذ النقل الذي تم بعد صدور القرار هو اجراء طبيعي ليتلقي الاطفال الرعاية الصحية المطلوبة فالدار دار رعاية وليست مستشفى متخصصة وتشير المؤشرات الان الى استقرار الوضع الصحي وتدني الوفيات
ان القرار الوزاري الذي اصدرته الوزيرة السابقة اميرة انما هو تاكيد على حق الاطفال في الرعاية من قبل الدولة ومن منطلق انساني بحت بان الدولة هي ولي امر هولاء الاطفال والمسئول الاول عنهم وقد اعقب القرار عدد من الاجراءات الايجابية وهي توفير فريق صحي متكامل من وزارة الصحة ولاية الخرطوم يضم مجموعة من الاطباء والستترات والممرضيين وفني المعامل والصيادلة ومشرفي التغذية كما قامت الوزارة بزيادة عدد الكوادر الاجتماعية من امهات ومشرفيين وباحثيين اجتماعيين كما تم استيعاب عدد مقدر من الامهات لرعاية الاطفال وان تحدثنا عن الدعم المادي فان ديوان الزكاة بولاية الخرطوم وهو احد مؤسسات الوزارة ظل يقدم دعماً شهرياً للدار عبر انا السودان بمبلغ 75 الف جنيه شهرياً لتوفير الغذاءات للاطفال وقد استلمتها المنظمة حتى نهاية شهر ابريل 2010م وسيظل مستمراً كما تعمل الوزارة على توفير الخدمات الادارية من كهرباء ومياه وغيرها فالدولة لم تتخل عن مسئوليتها مطلقاً
ونقول لك ان المجتمع السوداني مازال بخير فابواب الدار مفتوحة للخيرين الذين يسعون لنيل اجر الاخرة قبل الدنيا ونتمنى ان يكون التناول الاعلامي لهذه القضية اكثر ايجابية تجاه الاطفال وضرورة دعوة المجتمع لكفالتهم لان الدار في النهاية ملجأوليس مكان طبيعي للطفل فمهما توفرت الخدمات يظل الطفل محروماً وثبت بما لايدع للشك من خبراء علم الاجتماع ان الطفل في دور الايواء يكون عرضة لخطر الموت اكتئاباً كما ان نموه العقلي يكون عرضة للخطر نتيجة للحرمان العاطفي ونقول لم تكن هناك معركة بل اطفال ابرياء تقوم الدولة بدورها الطبيعي تجاههم وهذا مافعلت الوزيرة السابقة اميرة خلال ثمانية اشهر قضتها بالوزارة وهي كما تعلم وزارة مجتمع تدير ملفات وقضايا اجتماعية عديدة لاتحتمل التعارك او فريق غالب او مغلوب
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
صلاح غريبة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست