الكوليسترول المرتفع...القاتل الصامت..

Quote: في حياتنا اليومية تصارعنا تفاصيل للحياة.. نغضب ونرضى.. نفرح ونحزن.. نصرخ ونصمت.. نبحث عن الكمال فنعثر على الفوضى فنقع أسرى للمرض، قد تصاب بالذبحة القلبية أوقرحة المعدة وربما الربو أو الدرن.. فتصبح من مرتادي العيادات والمستشفيات، معاً نحاول استكشاف بعض أسرار العلاقة بين سلوكياتنا اليومية وعدد من الأمراض المنتشرة بين إنسان عصر السرعة. تقول د. أسماء خضر -إختصاصية ومرشدة نفسية- لا شك أن الإنسان يسعى بنفسه الى حتفه في كثير من الأحيان ويكون ذلك نتيجة سلوك أوعاطفة على أساس بينة شخصية.. فمثلاً الشخص المندفع ذو الميول العدوانية معرض لحوادث السيارات أكثر من غيره إضافة الى ميله لإدمان المخدرات والعنف في نطاق الأسرة، الشخصي العصبي القلق تجده يعاني من الإكتئاب وقرحة المعدة والقولون المتهيج... الخ. والترابط بين المرض والسلوك هو حقيقة طبية لا يمكن تجاهلها في الأوساط العلمية فتحديد الأنماط السلوكية التي قد تزيد من احتمالات الإصابة بمرض معين سواء كانت هذه الأنماط وراثية أو نفسية أو اجتماعية ويساعد على الوقاية من المرض قبل الإصابة وعلاجه بعد التعرض للإصابة الفعلية. وتضيف دكتورة أسماء أن الذبحة القلبية للإنسان المتوقع إصابته بها غالباً ما لا يكون منظماً ولايتفاعل مع محيطه بشكل جيد وهو متحكم في ذاته واثق منها لايتراجع عن أهدافه وهو انفعالي ودائماً ما يمارس عداواته في مختلف المجالات وهذه العدائية هي المسؤولة عن رغبته الشديدة في المنافسة بالإضافة الى أنه غالباً ما يكون صاحب طموح ومتعدد الأهداف مما يجعله دائماً متشنجاً لايقوى على الاسترخاء فهو إذا حقق هدفاً ما لا يترك لنفسه فرصة للراحة وإنما تراه يخلق هدفاً جديداً ويبدأ في الركض نحوه ومن صفاته أيضاً الاستعجال وكل ماسبق لايؤدي به بلا شك الى نوع متقدم جداً من الاضطراب النفسي الذي يشكل عاملاً أساسياً في الإصابة ليس فقط بالذبحة بل أيضاً بشتى أنواع الإنسداد الشرياني التاجي والإدمان. تقول الإختصاصية ثريا ابراهيم: إن مريض القرحة إنسان ناجح ومحبوب يتمتع باحترام الآخرين ويتميز بدماثة الخلق وهو بالإضافة الى كونه محبوباً أو بالأحرى يعرف كيف يجعل نفسه محبوباً فهو شخص لبسيط وطموح ذو رغبة شديدة في القيادة وإن كان يخفي هذه الرغبة تحت ستار التفهم والعطف على الآخرين ولا يتورع في تقديم الخدمات للآخرين على حساب راحته ومصلحته الشخصية أحياناً.. تكمن أسباب توتره النفسي الشديد في إحساسه بأنه لا يقابل بنفس الإندفاع ونفس الرعاية والعطف اللذين يقدمهما، هذا النمط السلوكي شديد الحرص على مبادئه ومثالياته متطرفاً في الدفاع عنها ولايوقفه عن تقديم تضحياته في سلبيها إلا شعوره بأن هذه التضحيات غير جديرة بأن تؤمن له ولو الحد الأدنى من رغباته القيادية إذ أن متبع هذا النمط قائد ليس بطبعه وإنما بظروفه وتجاربه وبيئته المحيطة به وتبقى حاجته الى الرعاية والعطف مستترة يصعب الإفصاح عنها وذلك لأنه في موضع القيادة فهو ينتظر أن تأتي الرعاية والتفهم دون تدخل ويعتمد في ذلك على إحساس الآخرين ونادراً ما يحدث ذلك وللبكاء أثر واضح ومفيد جداً فهو وسيلة للتعبير. أما الربو والحساسية فهي عبارة عن ضغوط نفسية تفرخ في شكل أعراض عضوية لها دلالاتها وأعراضها وكلها عوامل تسهم كحد أدنى وليس بصورة كاملة في حدوث المرض ويعزى ذلك الى العوامل الاجتماعية والنفسية والبيئية والدينية تنشأ مع الفرد وتستمر في الظهور بداية من المراحل الأولى. وبسؤالنا عن أكثر الأمراض العضوية التي يلعب السلوك فيها دوراً بارزاً أجابت د. هويدا عثمان: هنالك دائماً ما يكون مكتئباً وحزيناً ونشاطه قليل. أما البدانة فليست شرطاً مربوطاً بضعف الإرادة ومريض الذبحة القلبية ومريض القرحة.