قبل أيام حدثني محدث عن وجود حالة نصب (كبيرة التيلة) بمدينة الفاشر - ذلك بتعرض مواطنين ومواطنات لإحتيال ليس هو الأول من نوعه في السودان لكنه الأكبر والأعظم سوي من حيث الأرواح التي أزهقت أو الأموال التي (هدرت) أو أهدرت لو تخيرنا دقة الوصف . الفاعل كالعادة أسطوات المؤتمر الوطني والمفعول به كالعادة كرام مواطنين ومواطنات . ما حدث ليس بجديد علي السودانيين الذين ظلوا يتعرضون للإحتيال والنصب علي عينك يا تاجر . حملت الصحف الصادرة صباح اليوم العديد من الأنباء وفي مقدمتها نعت الصحف وإن لم يكن نعيها مباشراً حقيقة ما حدث في الفاشر وسقوط المواطنين قتلي ومصابين وهي لعمري كارثة وطنية تضاف بكاملها الي مجموعة ملفات الخزي والعار التي تجلس القفرصاء في انتظار يوم يروه بعيداً غير أن الحق وطلابه يرونه أقرب من حبل الوريد . عدم المسؤلية ليست علي الاطلاق في رعاية حكومة الفاشر لتلك التجارة المشبوهة سريعة الثراء كثيرة الحرام متوفرة الشبهات فما حدث هناك إمتداد طبيعي لإقتصاد مشبوه ظل همه الأساسي التكويش علي مافي جيوب البسطاء ترغيباً وبطشاً وهو أمر ذي صلة بعماد إقتصادنا الوطني والذي لا يعلم له أحد (كراع من قعر) . غير أن عدم المسؤلية هو في التعامل الرسمي مع غضب المواطنون المحقون في غضبهم فكيف إرتضت الفاشر حكومةً ووالياً وشرطةً إطلاق النار علي هؤلاء العزل الا من المطالبة بحقوقهم المشروعة (دي في يات كتاب دين) أيها المسؤلون ؟ وإنه لمن عجب أن تأتي هذه الأحداث المأساوية في الوقت الذي لم تنزع فيه خيم إحتفاءات فوز المؤتمر الوطني من الشوارع وفي الوقت الذي لا زالت فيه صحف النظام وآلتها الإعلامية تتحدث عن (القوي الأمين) وغيره من الشعارات فكيف نقرأ مثلاً أحداث الفاشر مع ما تبثه هذه الآلات من دعاية ؟ وكيف لنا أن نفهم أن يموت ثلة من كرام مواطني هذا الوطن برصاص دفعوا قيمته صحةً وتعليماً وجبايات ونفايات ورسوم أخري ليحموا به ظهرهم كيف لنا أن نفهم أن يغتالوا برصاص دفعوا قيمته من جيوبهم وصحة ابنائهم وبناتهم ؟ كيف لنا أن نفهم أن يموت هؤلاء الناس سمبلةً كدة ليحدثنا البعض عن أن القانون لايحمي المغفلين - كيف لنا أن نفهم أن ذات القانون الذي لايحمي المغفلين يوفر الأمن والحماية وكل ما من شأنه للذين ينصبون المغفلين ضحي ؟ إنتهت الإنتخابات بخيرها وشرها وتجاوزاتها وعادت الإنقاذ بشرعية كسبتها بعرق جبين مفوضيتها وغياب معارضة حقيقية يهمها مشروع أن يبقي وطن اسمه السودان موحداً حراً ابياً ديمقراطياً في خارطة العالم إنتهي ذلك الدرس لندخل في درس جديد اسمه سوق المواسير . تهانينا للمؤتمر الوطني قيادةً وأعضاءاً ولا عزاء لشعبنا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة