أبيل ألير: سُــوري (!)

Quote: الصادق علي حسن يحظى السيد/ أبيل ألير بمكانة عظيمة وتقدير في السودان، فحول مواقفه من قضايا جنوب السودان صار له مكانة خاصة لدى مواطني جنوب السودان، منذ انتقاله من مهنة القضاء إلى ممارسة السياسة، عقب توقيع اتفاقية الحكم الذاتي لجنوب السودان في 1972م ثم توليه بموجب تلك الاتفاقية في نظام مايو لمناصب رفيعة على المستويين المركزي والإقليمي لجنوب السودان.. وعن تجربته في مايو أصدر كتابه المقروء "جنوب السودان التمادي في نقض العهود والمواثيق".. وحظي كتابه المذكور بالاحتفاء من قبل الرأي العام السوداني السياسي. وصار كتابه المذكور من المراجع المهمة في إدانة نظام النميري وسياساته الخاطئة والمتقلبة تجاه جنوب السودان، وإنسانه، في فترة حكمه. وفي ظل دكتاتورية الإنقاذ مارس الرجل مهنة المحاماة واحتفظ لنفسه بمكانته الاعتبارية، وظل مساهماً في القضايا الوطنية بمنظور قومي، حتى تم توقيع اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي لسنة 2005م حيث أسندت إليه مهام جسام. وحينما تم ترشيحه لمنصب رئيس المفوضية القومية للانتخابات كان محلاً لإجماع القوى السياسية الحزبية الحاكمة والمعارضة.ووجد اختياره للموقع المذكور القبول من جميع القوى الحزبية من دون تحفظات. والرضا من جانب منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان؛ لما للرجل من سجل نظيف، وللظروف الانتقالية الحرجة التي تمر بها البلاد كان الجميع يتطلع إلى دور حقيقي منه يخرج البلاد من دائرة النفق المظلم وفي الاعتبار أن المفوضية القومية للانتخابات هي اللجنة المفوضة بإدارة العملية الانتخابية بصورة مستقلة ومطلقة ولكن ما أن دخل مولانا أبيل ألير إلى مكاتب المفوضية القومية للانتخابات وباشر مهامه حتى صار الكل يبحث عنه ولا يجده من خلال سير أعمال وأنشطة المفوضية التي فقدت تماماً قوميتها..

Quote: ويجد الباحث عن الرجل في مكاتب المفوضية التي فقدت قوميتها من خلال ممارسة عضويتها لأنشطة تفتقر لأبسط متطلبات الحياد الوظيفي من يباشر مهام رئيس المفوضية القومية للانتخابات، ويحمل ذات الاسم لذات الرجل وبذات الملامح والشبه، ويؤدي هذا الشخص المشار إليه دور الختم المطاط لنظام حزب المؤتمر الوطني ضمن زمرة من بقية أفندية نظام مايو وجدت ضالتها لدى نظام الإنقاذ. وما يباشر ذلك الرجل الذي يتحمل ذات اسم مولانا أبيل الير لا يشبهه على الإطلاق لذلك صار الجميع يبحث عن مولانا أبيل الير.. وكتب الدكتور مرتضى الغالي صاحب العمود المقروء (مسألة) في أكثر من مقال مستفسراً هل لا زال أبيل ألير هناك؟.. في المراحل المبكرة من مباشرة المفوضية القومية للانتخابات لمهامها اتصل كاتب هذا المقال بمكتب السيد/ رئيس المفوضية القومية للانتخابات يطلب مقابلة السيد رئيس المفوضية القومية للانتخابات لمجموعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني الدارفوري للمفاكرة في إجراءات العملية الانتخابية في دارفور، وجاء الرد من مكتب السيد رئيس المفوضية بالترحيب وموافقة سيادته فتم تحديد ميعاد ولكن لظروف قاهرة بسبب وفاة قريب لأحد أعضاء مجموعتنا قبل ميعاد انعقاد الاجتماع بوقت قصير اتصلنا بمكتب السيد رئيس المفوضية نبلغه الاعتذار وطلبنا إلغاء الاجتماع، وحينما اتصلنا لنطلب ميعادا آخر بعد فترة علمنا من سكرتارية مولانا ابيل الير انه استفسر ما إذا كانت مجموعتنا قد طلبت ميعاد آخر، لكن كشف لنا ذلك مدى حرص ودقة مولانا ابيل الير ورغبته في الالتقاء والاستماع لقضايا ومشكلات العملية الانتخابية خاصة في مناطق مثل دارفور.. لقد قابلنا مولانا ابيل الير في مجموعة ضمت د. يحيى محمد محمود رئيس الهيئة الشعبية لتنمية دارفور والأستاذ محمد عبد الله الدومة الهيئة الشعبية لتنمية دارفور والسيد حامد علي نور – وكالة الحكم الراشد والأستاذة مريم تكس مديرة مركز النهضة الثقافي. والدكتور محمود مركز إفريقيا للعدالة.. ومن أعضاء هيئة محامي دارفور الأستاذ عبد الرحمن محمد القاسم، والأستاذ آدم راشد وكاتب هذا المقال. في الاجتماع المذكور تمت مناقشة السيد رئيس المفوضية للانتخابات مولانا أبيل الير بصورة واضحة في مناطق دارفور المتأزمة بالحرب والمنازعات الأهلية.. لقد وجدت الملاحظات المثارة الاهتمام لدى السيد رئيس المفوضية فقام بطلب السيد الأمين العام للمفوضية د. جلال محمد أحمد للانضمام للاجتماع.. وبشأن ما تم نقاشه وجه مولانا ابيل الير الأجهزة المعنية بالمفوضية ببحثه ورفعه لسيادته بعد بلورة كيفية مشاركة المجتمع المدني الدارفوري في العملية الانتخابية لإنفاذه.. ولكن ما الذي حدث في توجيهات مولانا أبيل الير؟ بناءاً على توجيهات مولانا أبيل الير كان من المقرر أن تجتمع مجموعتنا بالأجهزة التنفيذية المعنية بالمفوضية لمناقشة التصور الذي تتقدم بها مجموعتنا وبالفعل قامت مجموعتنا بإعداد تصورها في مكتوب واتصلنا بالمفوضية ووجدنا توجيهات مولانا ابيل جاهزة حيث قال لنا: يمكنكم الحضور في أي وقت ويمكننا من الآن تحديد الميعاد مما زاد لدينا الاطمئنان بأن المفوضية فعلاً قومية وتهتم بكل ما يرد إليها وبالفعل اتفقنا على الميعاد وذهبنا فيه ولكن كانت المفاجأة المذهلة لنا كل قيادات المفوضية بما فيها المعنية بالاجتماع معنا مشغولة في خارج المفوضية، في ورش عمل. ووجدت سكرتيرة مولانا ابيل الير الأستاذة سيدة نفسها في حرج بالغ واتصلت عدة مرات بالقيادات المعنية بالحضور والاجتماع بنا. لقد رأت مجموعتنا فيما حدث عدم المبالاة والاستهتار وقررنا عودة أدراجنا وإبلاغ السيد رئيس المفوضية. واطلعنا سكرتيرة رئيس المفوضية بما نرغب فيه وانصرفنا وفي طريق العودة اتصل بنا من عرف نفسه وصفته "وهو سفير" مسؤول التدريب بالمفوضية وننقل للقارئ الكريم بعض ما دار من حديث بالهاتف بين كاتب هذا المقال والسفير المعني: السفير: "احنا في ورشة تدريبية خلاص اعتمدناكم أنا استلمت خطابكم".. كاتب هذا المقال يرد مستفسراً: "ولكن عرفت احنا منو"؟ السفير: "مش انتو منظمات دارفور العايزة تشارك في التدريب والرقابة (وذكر عدد منها من ورقة كما قال في يده). كاتب هذا المقال: "أظن احنا أخطأنا التقدير وأحسنا الظن بالمفوضية." السفير: "طيب سنحدد ليكم ميعاد لاجتماع آخر.." لقد كان السادة أعضاء مجموعتنا يتابعون للحوار الهاتفي فأشاروا لكاتب هذا المقال بالاعتذار عن أي اجتماع آخر وكذا الاعتذار أيضاً لمولانا ابيل الير. وذلك ما حدث بالفعل.. يتصل بعد عدة دقائق مدير مكتب مولانا ابيل الير مستدركاً لما حدث وتم تحديد ميعاد آخر لمقابلة السفير عبد الدائم مسؤول الرقابة بالمفوضية.. وفي الاجتماع المذكور بعد أن قدمت مجموعتنا تصورها ومقترحاتها للسفير تشعب الحديث حول حياد المفوضية وأمور أخرى، رأى دكتور يحيى محمود ضرورة تدوينها في المحضر، الذي سيرفع لمولانا ابيل الير حسب توجيهاته. ولكن يبدو أن مجموعتنا قد تجاوزت الحدود المسموح بها فبعد انفضاض الاجتماع المذكور صرنا في انتظار ما سيسفر عنه رفع المحضر لمولانا ابيل الير ولكن لم يعد بالإمكان كما كان الحال في السابق مقابلة السيد رئيس المفوضية. ثم ظهرت مجموعات أخرى ومنظمات تحمل لافتات لدارفور، وحلت محل مجموعتنا ووجدت كافة التسهيلات ومنحت فرصاً لتدريب عضويتها وحق الرقابة. وبعض هذه المنظمات تحظى برعاية شخصيات دارفورية نافذة لدى من يديرون الشأن السلطوي بالبلاد. واتصلنا لإغراض المتابعة بالمفوضية لنقابل مولانا ابيل الير ولم نجده وحينما كتب د. مرتضى الغالي عدة مرات مستفسراً عنه وجدنا أنفسنا ننضم إليه بالسؤال: هل لا يزال مولانا أبيل الير هناك؟!.

Quote: الإرتباك الذي اعترى أبيل ألير - رئيس مفوضية التزوير - وهو يتمتم معتذراً ، سُـوري!، لدى سقوط نظارته، يقول لي أن الرجل أدرك في هذه اللحظة تحديداً ، أنه قد خسر ضميره الانساني والمهني تماماً!