فكر قبل أن تعمل ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2010, 02:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فكر قبل أن تعمل ...

    Quote: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ،
    وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ،
    كانت البقالة شبه خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك ،

    ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار ،
    اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ، ورد الرجل التحية بأحسن منها ،
    وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة .. وسأل الوالي الرجل :
    دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟
    أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !!
    قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
    فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال :
    هل أنت جاد فيما تقول !؟
    أجاب الرجل :
    نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه !!
    دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
    وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال :
    ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع !!
    قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ....!
    ولم يبق معي سوى لوحتين ..!
    قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة !!
    قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
    نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً ..!
    تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها :
    ( فكر قبل أن تعمل ) ..تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال :
    بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
    قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !!
    ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ،
    وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟
    قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !!

    لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب ..
    وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ،
    فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..والرجل يرفض ، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة
    حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ،
    ض حك الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ،
    ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..

    وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!!
    لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! )
    فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك ..!!
    وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ،
    قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!!

    ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ،
    ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..!!
    لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ،
    ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ :
    بعتك هذه اللوحة بشرط ..!!
    قال الوالي : وما هو الشرط ؟
    قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ،
    وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ..!!!!!
    فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق !


    وذهب الوالي إلى قصره ، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر ،
    حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته !!!
    وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ،
    واتفق مع حلاق الوالي الخاص ، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه ،
    وفي دقائق سيتم ذبح الوالي !!!!!
    ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك ، إذ كيف سيقتل الوالي ،
    إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسه ..!!
    ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة : ( فكر قبل أن تعمل !! )
    وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ، وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ،
    وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :

    ( فكر قبل أن تعمل ! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) .. !!
    وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه ، فلا ينظر إلا إلى الأرض ، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ..!!
    وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ،
    وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه !!( فكر قبل أن تعمل !!) !!
    فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد !

    وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :
    ( فكر قبل أن تعمل !! ) ..
    شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له !!
    وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة :
    ( فكر قبل أن تعمل ).. !!
    واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ،
    وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابه وقلقه ..!

    فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده ،
    فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه ،
    فصرف نظره إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!!
    فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !!
    وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !!
    ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ، وعفا عن الحلاق ..

    وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ،
    وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ، وشراء حكمة أخرى منه !!
    لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبره الناس أن العجوز قد مات !!
    = =

    انتهت القصة .. ولكنها عندي ما لم تنته .. بل بدأت بشكل جديد ،.!:


                  

04-17-2010, 02:59 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: حركات جنادب
    http://www.alfatihgabra.com
    الفاتح يوسف جبرا
    الرؤيا :
    جاء من العمل منهكاً إستقبلته زوجته واطفاله فرحين بقدومة .. وضعت له زوجته طعام الغداء الذى شاركه فيه أولاده الصغار .. تحت الحيط المبتل بالماء وجد علبة سجائر فارغه هز قرنا إستشعارة فى كسل وتمطى ونام .
    لم يلبث ان بعد ان نام هنيهه أن قام مضطرباً وهو يقول :
    - اللهم أجعلو خير .. اللهم أجعلو خير
    - يا راجل مالك قمت تتنفض
    - اللهم أجعلو خير .. اللهم أجعلو خير
    - حلمت ليا حلم عجيب –مواصلا- تعرفى يا (جندبه) أنا جدى ده (جندب) مبروك بالحيل أى حاجه يقولا ليا فى الحلم تطلع صاح
    - وهسه حلمك بى شنو؟
    - قال ليا لازم تمشو أرض (الميعاد) !!
    - وارض الميعاد دى كمان وين؟
    - قال إسمها (أرض الجزيرة) .. قال ليا هناك فى مشروع كبيييير يضمن ليكم الغذاء لى جنا جناكم
    - وحتنفذ القالو ليك ده؟
    - طبعا إنتى ما عارفا جدنا (أبو الجنادب) ده مبروك وكلامو ما بقع واطا
    لم يكد (جندب) يتلقى ذلك الهاتف من جده الأكبر حتى شرع فى تنفيذ وصيته وذلك بالإتصال بأبناء جلدته


    إتصالات :
    بدأ (جندب) فى عمل الإتصالات اللازمة لحشد قبيلة الجنادب والتوجه بها إلى أرض الميعاد .. أرض الجزيرة التى أخبره بها جده (أبوالجنادب) والذى ذكر له أن هم سوف يجدو فيها معاشاً ورزقا طيبا ، وكان على جندب أن يقوم اولا بالإتصال بجارة فى (الشق) الذى يسكنه والذى بعد أن إستمع إلى الحكاية قال مخاطبا (جندب)
    - يابوى جدك ده الظاهر عاوز يودينا فى داهية ياخى والله ولاية الجزيرة دى قالو حالتا صعبه خلااس
    - كيف يعنى؟
    - يعنى الناس ذاتا ما قادرة تعيش نحنا ح نعيش كيف؟
    - يعنى عاوز تقول ليا جدنا أبو الجنادب ده كلامو ما صاح؟
    - هو إحتمال يكون كلامو صاح لكن أنا الشئ العارفو إنو الناس هناك تعبانه والبلد وسخانه وحالتا صعبه
    - يعنى هى هنا الحالة الكويسة؟ ما الناس ذاتا عينا طالعه خلينا كدى نسمع كلام جدنا ده إحتمال يكون لى خير !!
    - خلااس أنا بحاول أساعدك فى حتة التجنيد والإتصالات دى


    وبدأ الزحف :
    بعد عمليات إتصالات وتجنيد قام بها عدد مقدر من الجنادب على رأسهم (جندب) وجاره إستغرقت عدة أيام أمن أجل تبليغ الرؤيا المنامية التىأمره فيها جده بالتوجه نحو (الجزيرة) حانت ساعه (الصفر) ولحظة التحرك التى حدد لها فى إحدى الليالى حيث تحركت أفواج الجنادب من كل حدب وصوب من جميع المدن والقرى والحلالات متجهه إلى (أرض الميعاد) ملايين الأرجل الصغيرة وقرون الأستشعار والأجنحة السيلوفانية ذات اللون البنى الفاتح التى تصدر صريرا خافتاً … وبعد رحلة شاقه منهكه إستغرقت أيام وليال تغطت أخيرا كل الطرق المؤدية إلى (مدينة واد مدنى) بطبقه بنية متحركة من (الجنادب) وعلى مشارف المدينة توقفت الجموع حيث إعتلى (جندب) مكانا عاليا ووقف خطيباً :
    - الأخوة والأخوات الجنادب ..
    الآن تم تحقيق الرؤيا وها نحن ننفذ ما أشار لنا به جدنا الأكبر (أبو الجنادب) ونهاجر إلى هذه البلاد حيث (المشروع الأخضر) الذى يكفيكم مؤنة الطعام
    - (همهمات) : هو المشروع القالو جدنا ده وينو؟ والله لا لقينا لينا مشروع ولا حاجه !!
    - يا جماعه طولو بالكم عليا شوية
    - نطول بالنا دى شنو إنت هسع جايبنا من حتاتنا الكنا فيها الكان مغترب مغترب والكان ساكن ليهو فى مطبخ فى المنشية وإلا كان لابد ليهو فى ضهر تلاجه فى قاردن سيتى تجى تقول لينا مشروع جزيرة !! أها المشروع ده وينو ؟
    - يا جماعة الخير أول حاجه إتكلمو براحه والله (المواطنين) ديل أخلاقهم فى راس نخرتهم من الغلاء والمعايش تقومو هسع تصحوهم ينزلو فيكم ضرب وكتل لمن تآمنو
    - (أصوات الإحتجاج تخبو قليلا) ثم يواصل (جندب) : شوفو أنا عاوز ليا واحد يكون كان ساكن هنا يعنى من (الجنادب المحلية) يورينا سكة المشروع القالو جدنا دة بى وين؟
    - (يقف جندب هذيل يميل لونة إلى السواد تبدو عليه آثار المرض يصمت الجميع ) : يا جماعه والله إنتو جيتو الحته دى غلط .. آآى كان زمانك فى مشروع إسمو مشروع الجزيرة وكان خيرو مكفينا ومكفى أسيادو ذاتم وكمان بيصدرو منو لكن إنتهى ليهو مده و (يصاب بنوبه من السعال الحاد) لكن .. لكن…
    - لكن شنو؟
    - لكن (النفايات) الفى فى المدينه جوه بتكفيكم لى جنا جناكم
    - (جندب فرحاً) : أها ما قلت ليكم كلام جدنا ده ما بقع واطا .. هيا بنا أيها الجمع فإن أمامنا معارك ضارية هيا بنا إلى الغزو الأكبر .. هيا بنا إلى أرض الميعاد .
    قامت الجنادب بأعدادها الكبيرة تلك بإقتحام وإستباحة منازل المواطنين مثيرة فى نفوسهم الخوف والهلع .. قام البعض بالدخول إلى الحجرات وقفلها عليهم جيدا بعد التأكد من وصد كل المنافذ .. لم يعرف النوم سبيلا إلى أعين المواطنين كانت تلك الليلة كابوس مزعج ود المواطنون لو أن ينجلى سريعا وقد كان إذ فوجئ المواطنون فى صباح اليوم التالى بإختفاء جموع (الجنادب) تماما مخلفه ورائها عددا من جثث الجنادب التى وقعت ضحاية للتزاحم كما خلفت ورائها الاجنحة السيلوفانية بنية اللون وبعض الروائح التى تثير الغثيان والتى أثرت على الذين يعانون من امراض الربو وتسببت لهم بأعراض مرضية كثيرة أقلها الحساسية فإمتلأت المستشفيات باعداد من المواطنين الذين إنتابتهم حالات الإصابة بمرض الربو الشعبي والحساسية والإختناق .


    تانى يوم :
    أكتظ مستشفى المدينة الرئيسى بجموع المواطنين الذين تدافعو وهم يحملون المصابين بحالات الحساسية والربو إمتلات بهم العنابر والصالات غير المجهزة للتعامل مع هذا العدد المهول إرتفعت أصوات السعال والأنين بينما إفترش البعض الأرض مستسلمين :
    - والله بس ما فضل لينا كمان إلا الجنادب والحشرات
    - هو عليك الله الأكل مكفينا نحنا لمن تجى الجنادب تشاركنا فيهو
    - شابكننا أمريكا قد دنى عذابها … أمريكا قد دنى عذابها وأبو الجندب ما قادرين عليهو
    - ياخى تتصور أنا الليلة الصباح فتحت (الحقة) قلت آخد ليا سفة لقيت جواها (جندبة)


    (جندب) يقود الحرب :
    فى هذه الاثناء كان (جندب) وأركان حربه يعقدون إجتماعا (سريا) فى غرفة العمليات بإحدى المواسير حيث وقف يعطى قادة الفصائل الميدانين تعليماته الواضحة :
    - طبعا نحنا ذى ما عارفين عكس البنى آدمين ما بنعرف نشتغل إلا فى (الضؤ)
    - عشان كده سعادتك كل قبيلة الجنادب دلوقتى فى المخابئ بتاعتا وح نواصل الهجوم إن شاء الله المساء لمن الناس تفتح (الأنوار)
    - الناس ديل يا سعادتك مش ممكن يستعملو معانا اسلحه كيمياوية ويرشونا بى مبيدات
    - خليكم مطمئنين أنا الأخبار العندى إنو المبيدات العندهم دى (فاسده) وما بتكتل ليها نملة
    - يعنى يا سعادتك خطة الهجوم الليلى سارية و ح ننفذا
    - طبعا … يعنى أنحنا وكت لقينا (مشروع الجزيرة ومافى) وأرض الميعاد القالا لينا جدنا فى الحلم عدمانه نفاخ النار ما لازم نشوف لينا بدائل
    - والبدائل دى شنو يا ريس
    - البدائل دى إنو نحتل المدينة ونفرض سيطرتنا عليها ونحتلاها عديل ودى خطتنا للهجوم الكاسح الليلة !!


    الجانب الحكومى :
    عقدت (حكومة الولاية) مؤتمرا صحافيا قامت بتغطيته كافة وكالات الانباء المحلية والعالمية وكذلك عددا من الفضائيات شرحت فيه أبعاد الغزو الجائر الذى قامت به (مليشيات الجنادب) فى ليل البارحة ووصفته (بالغزو الجبان) وقد أوضح الناطق الرسمى بإسم الحكومة بانهم قادرون على صد اى عدوان ودحر كل من تسول له نفسة النيل من تراب وإنسان المنطقة ولم ينس الناطق الرسمى أن يشير باصابع الإتهام لجهات أجنبية لم يسميها بالضلوع فى هذا الغزو الذى أسفر فى يومه الأول عن مصرع تسعه أشخاص وإصابه 1700 هذا وقد أوضح الناطق الرسمى قرار الحكومة تشكيل لجنة عليا لمناقشة آحر التطورات الناتجة عن هذا الغزو المباغت والتى إنبثقت عنها عدة لجان فرعية كلجنة متابعه الموقف البيئى ولجنة متابعه الموقف الصحى اللتان إنبثقت عنهما لجان فرعية أخرى كلجنة تجنيد قوات (الدفاع الكيماوى) التى تقوم بمجابهه جيوش (الغزو الجندبى) ولم ينس الناطق الرسمى أن يذكر المواطنين بوجود غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعه لمتابعه الموقف بدقة والتصدى لأى مواجهات محتملة وفى ختام تصريحه إبتسم الناطق الرسمى وهو يطمئن المواطنين :
    - عدو شنو وجنادب شنو والله (نقرمشم) قرمشة
    - كيف سعادتك يعنى؟
    - أيواا أنا أخلى المسئول عن صحة الولاية شرح ليكم نقرمشم كيف ؟
    تنحنح المسئول عن صحة الولاية ثم بسمل ثم بدأ حديثه قائلاً :
    - يا جماعة العدو بتاعكم ده اللى هو الجنادب والصراصيردى بتنتمى لرتبة من الحشرات البسموها ( مستقيمة الأجنحة) وهى نفس الرتبة بتاعت الجراد والإتنين بيشتركوا فى إنهم من أصلح وأجود أنواع الطعامً لللإنسان وهى وجبة مفضلة لدى شعوب كتيرة ذى شعوب أمريكا اللاتينية، خاصة الشعوب البتعيش زينا فى المناطق الحارة ذى ناس جاميكا ، يا جماعه الجنادب دى ما (تخوفكم) .. ده عدو (بروتين) ساااكت يعنى ممكن (تحمروها) وتاكلوها عادى بدل ما تشترو كيلو اللحمة بى سطاشر ألف


    الهجوم الكاسح :
    ما أن أرخى الليل سدوله وبدأت أنوار الإضاءة تتلألا فى الأسواق والمحال التجارية والشوارع حتى قامت (مليشيات الجنادب) بالتحرك السريع لتحاصر كل الاماكن بمئات الجنود الجائعين الذين بدأوا فى إلتهام كل ما تقع عليه اعينهم مما أثار الذعر وسط المواطنين خاصة عندما إستعملت تلك القوات سلاح (الرائحه النفاذ) والذى بدأ على إثرة المواطنون فى التساقط وهم يعانون من نوبات سعال حاده . وعلى الرغم من إستخدام الحكومة لكل أنواع المبيدات إلا ان تلك المبيدات لم تؤثر مطلقا فى الكفاءة القتالية لجيش الجنادب مما يدل دلالة قاطعه بأن تلك المبيدات فاسدة ومنتهية الصلاحية .
    لم يجد المواطنون بدا من إطفاء كل اللمبات وجميع مصادر الضؤ حفاظا على حياتهم من ذلك الغزو فأصبحت المدينة فى لحظات قلائل مدينة يلفها الظلام الدامس تعيش تحت رحمة الجنادب !! لا يجرؤ مواطن واحد فيها أن يضئ لمبة واحده !!


    فى غرفة عمليات الجنادب :
    بعد أن عادت جميع الجنادب إلى (ثكناتها) المؤقته قام القائد العام لقوات الجنادب بعقد إجتماع فى غرفة العمليات مع أركان حربه لمناقشة آثار الهجوم الكاسح الذى شنته قواته على معاقل المواطنين :
    - (يلتفت إلى القائد الميدانى) : كم بلغت حالات الموت والإصابة فى جنودنا
    - والله سعادتك نسبة لأنو (السلاح الكيماوى) الرشونا بيهو طلع (فشنك) فمافيش خسائر تذكر
    - هل قبضتم على أى أسرى؟
    - (بصوت هامس) أسرى شنو؟ كمان ما تبالغ يا سعادتك؟ (ثم يرد على قائده) :
    - والله يا سعادتك أسرى مافى لكن تحصلنا على كثير من المؤن الغذائية وقرضنا أى حاجه ما فضلنا ليهم التكتح !!
    - عندهم إصابات ؟
    - بالكوم … قواتنا إستخدمت السلاح الكيماوى بشكل فعال …شئ حالات ربو وأزمة .. وشئ حالات إختناق … وشئ حالات درن !!
    - (فى حزم) طيب هسع ركزو معاى عشان أشرح ليكم خطة الهجوم بتاع بكرة
    واخذ القائدالعام لقوات الجنادب يشرح لاركان حربه وللقادة الميدانين خطة الهجوم التالى وبعد أن قام بالشرح فوجئ بأحد القادة الميدانين يسألة سؤالاً مباغتاً :
    - هسع الناس الناس ديل لو إستسلمو ؟
    - أنا الشئ العارفو إنو الناس ديل ما بستسلمو بى سرعه إلا فى حالتين
    - اللى هم شنو؟
    - الحالة الأولى إنوالضربات تكتر عليهم
    - والتانية؟
    - إنو القضية بتاعتنا دى يتم تدويلا !!


    الغزو فى الصحف القومية :
    أفردت الصحف القومية مساحات واسعه للغزو الذى شنته قوات الجنادب وقد جاء فى أحدى الصحف ما يلى تحت العنوان التالى : الجنادب تقتحم البيوت وتتسبب في وفاة وإصابة أكثر من 1700 سوداني… ( ارتفع عدد الوفايات جراء الإصابة بوباء الربو الشعبى /الأزمة/ بين السودانيين بولاية الجزيرة إلى تسعة أشخاص مع إصابة نحو 1700 بالداء الذى تسببه حشرة الجندب التى غزت مدينة مدنى حاضرة الولاية وأوضح مدير عام وزارة الصحة بولاية الجزيرة جنوب الخرطوم أن الوفاة حدثت بين المصابين الذين جاءوا متأخرين للمستشفى فى حين تم إسعاف المصابين الذين قدموا مبكرا للمستشفى وأشار المسئول أيضاً إلى أنه يجرى حاليا مكافحة حشرة الجندب عن طريق الرش بالطائرات والمضخات اليدوية والمحمولة على العربات يذكر أن الجنادب اقتحمت منازل المواطنين فى مدنى خلال هذا الاسبوع مما دفع الأهالى لإطفاء الأنوار طوال الليل لمنع تسربها إليهم
    ………..
    مفاوضات :
    أرتفع أوار الحرب .. أخذت قوات الجنادب تقوم بغارات ليلية خاطفة على المدنيين المدارس المستشفيات أماكن العمل .. أعلنت الحكومة حظر التجوال .. إرتفعت حالات الربو والإختناق والدرن تعددت حالات الإصابة والوفيات .. إكتظت المستشفيات بالمرضى والمرافقين .. على الرغم من إستعانة حكومة الولاية بقوات من حكومة المركز إلا ان الفشل كان حليفا أساسيا لهم .. بدأت أخبار الحرب الضروس الدائرة تتسلل إلى الأخبار عبر وكالات الانباء وبدات بعض الأطراف الدولية تقوم بعقد لقاءآت ثنائية بين الطرفين أسفرت أخيرا عن إجتماع للطرفين لوضع الخطوط العريضة لوقف الحرب والتى لخصها (قائد قوات الجنادب) من وجهه نظره فى إجاباته على الاسئلة التالية التى تقدمت بها إحدى الفضائيات :
    - ما هو الشئ الذى يميز تنظيمكم
    - اول حاجه نحنا تنظيمنا ده تنظيم موحد يعنى مافى ولا (جندب) واحد عامل ليهو تنظيم تانى براهو !! الحاجه التانية نحنا بنؤمن بأنو جميع الكائنات لازم تتعايش مع بعضها فى امن وامان وعدل وحرية ومساواة الحاجه التالته مطلبنا هو واحد وهو إنو الحكومة ترجع لينا مشروع الجزيرة تانى عشان نحنا ناكل وإنتو تاكلو وكمان تصدرو البفضل
    - وما عاوزين تتقاسمو السلطة والثروة ؟
    - لا دى خليناها للحكومة و(للحركات) التانية نحنا ذى المواطنين بتاعنكم ديل بس عاوزين ناكل ونشرب وبس !! لا عندنا شغلة بعائدات بترول ولا بقروش دهب ولا عندنا (جندب) عاوز يدخل القصر
    - أها وإنتو جيشكم ده ومواطنينكم الكتار ديل ح تقعدو وين؟
    - كيف ح نقعد وين .. ح نقعد الحتة (الحلمنا) بيها جدنا المليانه نفايات دى
    - يتو حته (الحلمكم) بيها دى ؟
    - (أرض الميعاد)
    - (فى دهشة) إسرائيل !؟
    - إسرائيل شنو؟ … فى (مدنى السنى) دى !!


                  

04-17-2010, 03:01 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: ادونى عيشه
    كانت كل الأشياء تسير بصورة طبيعية فى تلك القرية الصغيرة الوادعة التى لا تبعد كثيرا عن المدينة ، (صابر) الذى يعمل موظفاً بسيطاً بإحدى المصالح الحكومية يعيش حالة من الفرحة بعد أن إستقبل مولوده الأول والذى أسماه (مسعود) على الرغم من (الديون) الهائلة التى تراكمت على ظهرة من جراء (الكشف الدورى) على المدام أثناء فترة الحمل ومصروفات عملية الولادة ثم (خروف الكرامة) وتوابعه

    إلا أن شيئاً واحداً غير طبيعى قد حدث بعد أن حضرت إليها جارتها (سعاد) حتى (تتحمدل) لها السلامة :
    - إنتى يا (عيشة) مالا أوضتك دى ريحتا بنزين بنزين !
    - بنزين شنو يا (سعاد) شنو كمان البجيب لينا البنزين هنا ؟
    - وحات الله (نخرينى) ديل أصلهن ما بكضبو .. كدى شوفى تحت (السرير) ده أكان ما تلقى (صابر) خاتى ليهو جالون !
    - صابر لا عندو (موتر) لا (بوكسى)يعمل بالبنزين شنو؟

    ياهو بترول :

    ما أن خرجت (سعاد) حتى بدات (عيشة) فى جر (نفس طويل) للتأكد مما قالته (سعاد) وقد فوجئت بان تلك الرائحة (البتروليه) تزداد كلما إقتربت من سرير (وليدها) الجديد حتى إذا ما وصلت إليه قامت برفعه وشم القطعة التى وضعت من تحته لتفاجأ بأنها مبتلة بسائل زيتى قد رسم (دوائر) كما الخرائط عليها !

    ما أن حضر (صابر) من العمل حتى أخبرته (عيشة) بما حدث حيث قام بمعاينة (القطعة المبتلة)
    و(شمها) لأكثر من مرة :
    - الولد ده (بولو) ما طبيعى ريحتو بنزين بنزين !
    - من خشمك لى الله !
    - يا وليه إنتى جنيتى .. أقول ليكى ما طبيعى تقولى ليا من خشمك لى الله
    - الله بيدى من الأيد للأيد؟ ما إحتمال ربنا عاوز (يفك) لينا زنقتنا دى !
    - يفكها ليكى بى (بول) أقصد (بيربترول) !؟ كدى خلينا نمشى نفحص للولد ده فى أى معمل نشوف الحاصل شنو؟

    فى المعمل :
    - إنت متأكد يا استاذ إنو العينة الأديتنا ليها دى (بول) الولد ده ؟
    كيفن يعنى ما متأكد أسأل المساعد بتاعك ده الأخدها !
    - يا أستاذ التحليل بتاع العينة دى بيقول إنو ده ما (بول) ده (بتروووول) ! ولو مغالطنى هسه (أولع) ليك فيهو عشان تشوف بى عينك !
    - والله كلامك يا دكتور صاح لأنو مما يجى يتبول قاعد (يصرخ) !
    - أكيد لأنو دى مواد حارقه
    - وبعدين يا دكتور ؟
    - لا بعدين لا حاجه دى حالة غريبة جداً وما حصلت قبال كده !
    - ونعمل شنو؟
    - تمشوا طوالى تشيلو الولد ده وتعملو ليهو فحوصات وأشعه ضوئية عند (أخصائى) عشان بشوف الحالة دى من شنو؟ والكلى بتاعتو سليمة ولا إتأثرت بالموضوع ده !

    كانت مشكلة (صابر) بعد أن خرج من معمل الفحص هى كيفية توفير مبلغ من المال من أجل عمل المزيد من الفحوصات الطبية على إبنه مسعود للتأكد من سلامة بقية أعضائه :
    - وبعدين يا عيشه هسه نجيب لينا ميتين تلتمية ألف عشان نمشى نفحص ونعمل الصور القالوها للود ده من وين؟
    - والله مافى حل غير تشوف ليك (زول) تستلف ليك منو قريشات

    لم يكن لدى (صابر) حل غير ان يتصل بشقيقه (عوض) والذى يعمل محرراً باحدى الصحف والذى اخبر صابر بانه سوف يقوم بزيارته فور إنتهائه من العمل ويقوم بمرافقته للمستشفى .


    بالصورة والقلم :

    ما أن عاد صابر من (الفحص) حتى دق باب الشارع ليفاجأ ولدهشتة بشقيقه عوض ومعه (مصور) الصحيفة التى يعمل بها وهو يحمل كاميراته حيث وجدها فرصة للقيام بسبق صحفى يتناول فيه هذه الحالة الفريده من نوعها جحيث قام بعمل ريبورتاج صحفى مكتمل عن الحالة مدعمة بصورة من تقرير معمل التحاليل الذى أشرف على فحص العينة ! لتخرج الصحيفة فى اليوم التالى وعلى المانشيت الرئيس لها العناوين التالية :
    طفل يتبول (نفطاً) ..الطب يؤكد غرابة الحالة … حيث جاء فى تفاصيل الخبر :
    فى حالة تعد من أغرب الحالات على الإطلاق شهدت قرية (الرهيفة التنقدا) إخراج الطفل مسعود صابر

    مسعود لكميات من (النفط) عند التبول وقد تمت متابعه حالته للتأكد من ذلك حيث تم إجراء التحاليل اللازمة والتى أثبتت أن ما يتبوله الطقل مسعود هو (نفط) خالص ! مما حير الأطباء والإختصاصيون . وقد رافق الخبر صورة لوالد الطفل (مسعود) وهو يحمل (جالون نفط) من إنتاج فلذة كبده الوحيد !


    إنتشار الخبر :

    تدافعت وكالات الأنباء وكاميرات الفضائيات على قرية (الرهيفة التنقدا) متجهين صوب منزل (مسعود) لتوثيق الحالة وبثها للمشاهدين فى أنحاء العالم المتفرقه وأصبح منزل مسعود قبلة للزوار من مختلف الأرجاء ..
    ذاع الخبر بسرعة فى قرية (الرهيفة التنقدا) والقرى المجاورة لها مع إنطلاق شائعة تقول أن فى ذلك السائل البترولى الذى يتبوله الطفل مسعود قدرة على شفاء جميع الأمراض بعد أن أكد حاج (عمران) الذى يسكن قريباً من منزل (صابر) والذى أصيب بالعمى نتيجة الرمد الذى أصيب به فى طفولته بأنه قد أصبح يرى بوضوح بعد أن (قطر) منه قليلا على عينية كما أكدت فى الوكت نفسه (حاجة الرضية) ان نوبات (الأزمة المزمنة) قد تركتها بمجرد أن قامت (بشم) تلك الماده الزيتية ، احتشدت النسوهامام منزل (صابر) يحملن (مواعين) و(كرستالات) من مختلفة الاحجام للحصول على ذلك السائل الزيتى أملا فى معالجنهم من العقم والرطوبه وهشاشة العظام كما تواجد بعض الرجال أملاً فى أن يقضى لهم ذلك السائل على علات أخر ، غير أن كمية الإنتاج قد كانت ضئيلة لا تكفى كل تلك الكمية من المنتظرين مما جعل إنتظارهم يطول .

    وإنهالت العروض :

    لم يمر يومان من نشر الصحيفة لخبر حتى توقفت فى عصر ذلك اليوم عربة فارهة سوداء يتبعها عددا من العربات ترجل منها أشخاص ذوى سحنات غريبة يرتدون (البدل الكاملة) وربطات العنق والأحذية اللامعة :

    - فى الحقيقة نحنا شركة تنقيب (ما وراء البحار) وعاوزين نستثمر (حقول) مثانة (مسعود) لمدة خمسين سنة
    - (فى دهاء) : معليش لكن بس هسه طلعو من هنا شركة تنقيب (ما وراء الأنهار) وإتفقنا معاهم وكده !
    - ناس (ما وراء الأنهار) ديل نحنا بنعرفهم كويس (الأوفرز) بتاعتهم تعبانه – يصمت ثم – هم أدوكم كم وشروط العقد شنو؟
    - (كمن يفكر) : والله هم قالو خمسة مليون دولار
    - فى السنة؟
    - (يفاجأ) : أيوااا أيوااا فى السنة ! بس نحنا قلنا ليهم شوية !
    - طيب أنحنا بنديكم ستة !
    - خلاص أدونا فرصة نفكر !

    إجتماع عائلى :

    ما أن نما إلى علمها تلك العروض المليونية التى إنهالت على صابر حتى عقدت عائلة ( صابر) بقيادة الحاج (أبوصابر) إجتماعا مطولاً لمناقشة تقسيم عائدات (البترول) بحسبان أنه لولا (أبوصابر) لما كان (صابر) وبالتالى لما كان (مسعود)

    - شوف يا صابر يابنى حكايت (التعاقدات) الغمتى غمتى دى ما بتنفع معانا لازم تكون فى شفافية فى الموضوع ونحنا أسياد الشئ نعرف الحاصل شنو؟
    - والله يا حاج أنا بتعامل بمنتهى الشفافية وآخر شركة دى قالت إنو يكون عندها أحقية (حقول) المثانة دى لمده خمسين سنة ويدونا مقابل كده (ستة ألف دولار) !
    - لكن نحنا سمعنا حاجه غير كده
    - يابوى الناس كلها بقت (مغرضة) وطابور خامس
    - أها واخوانك وأخواتك ديل ح تديهم كم فى المية ؟
    - خمسة فى المية كويسه يا حاج؟
    - خمسة فى المية بس؟ دى تعمل ليهم شنو؟
    - هم يا حاج أصلو ولدوهو معانا ؟ ما نحنا الطلعناهو !

    عيشة ما رضيانه :

    ما أن إنفض إجتماع الأسرة لتقسيم عائدات البترول حتى وجدتها عيشة فرصة (للنقة) معترضة على نسبة الخمسة فى المية :
    - هم قايلين (إتوحمو بيهو) وإلا (حملو بيهو) تسعه شهور؟ قال شنو؟ خمسة فى المية دى تعمل ليهم شنو؟ والله (دولار) واحد كتير عليهم !
    - كمان يا عيشة خليكى شوية (حنينة) الناس ديل تعبانين وما صدقو إنو تطلع ليهم (ثروة) زى دى !
    - والثروة دى طلعت برااااها كده !
    - أفرضى ما طلعت برااها كده وإنتى تعبتى فيها كمان ده ما معناتو غنو (نلغفا) برااانا !
    - والله والله يا صابر كان كان قلت ليهم (العرض) الصحيح القدمتو لينا الشركة كان أنا مت من الزعل
    - هو أنا عوير أقول ليهم العقد الصحيح بى كم ؟
    - لكن أها لو بعدين قالو ليكا ورينا ليهو !

    دى عاوزة ليها درس عصر ؟ (عقودات البترول) دى كوووولها فيها (عقد) يشوفو الناس ( وعقد) بالحبر السرى !

    الحكومة :
    - إنت صابر أيوب
    - أيوة
    - مش برضو إنت أبو الولد بتاع البترول ده !؟
    - أيواا
    - طيب إتفضل لو سمحت معانا
    - إتفضل وين؟
    - ح تعرف بعدين – فى لهجة آمرة- جيب كمان معاك الولد و(أمو) !
    - لكن ..
    - مفيش حاجه إسمها لكن … نفذ الكلام البنقولو ليك ده

    لم تمض دقائق قليلة حتى كان صابر ووليده مسعود وزوجته عيشة داخل السبارة الفارهه التى تنهب بهم الأرض نهباً صوب المدينة لتصل بهم إلى أحد المبانى حيث تم أخذ صابر إلى أحد المكاتب بينما تم إحتجاز (عيشة وإبنها) فى الهول المفضى إلى المكتب :

    - كمان بتتخابر مع جهات أجنبية؟
    - (فى إندهاش) : ياتو جهات سعادتك !
    - عاوز كمان تبيع لينا بترول البلد دى بدون ما تكلمنا ! وكمان عاوز تعمل فيها عصاية قائمة وعصاية مدفونة ! وتعمل عقد (سرى) وعقد ما بعرفو شنو داك ؟
    - لكن يا سعادتك …
    - لكن شنو؟ كمان قاعد توزع فى (النسب) سااااكت بى مزاجك؟
    - والله بس أنا دقست ساكت لكن نسبتكم محفوظة ؟
    - نسبتنا ؟ نحنا كمان بتاعين نسب؟
    - كيفن يعنى سعادتك؟
    - شوف نحنا لا بندى زول (نسبة) لا بنشيل من زول (نسبة) !
    - ما بتدو زول نسبة دى أنا عرفتها سعادتك لكن ما بتشيلو من زول نسبة دى كيف !
    - ح تعرفا هسه !

    يلتفت إلى شخص يجلس بجانبه يمسك بقلم وورقه ثم يخاطبه فى لهجة آمرة :

    - أكتب عندك :
    - تمت مصادرة حقل (مثانة) الطفل (مسعود صابر أيوب) لصالح الدولة
    - (فى خنوع) : خلاص طيب وكت شلتو (البترول) أدونى (عيشة) !!!
                  

04-17-2010, 03:04 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: استيراد عرسان من الصين
    بقلم : الفاتح يوسف جبرا
    الإجتماع :
    على مكتبه بالوزارة جلس (السيد الوزير) أركان حربه مبتدراً النقاش ومرحبا بعضوة المجلس الآنسة (حسنات القطر فات) ثم بدأ الإجتماع موجها حديثه لها:
    - إنتى يا أستاذه عاوزانى أجى المجلس ارد على إستجوابك ده أقول شنو؟ نحنا قصت زيادة نسبة العنوسة عارفنها وملاحظين ليها لكن ما عارفين نعمل معاها شنو؟ جربنا حكاية العرس الجماعى دى وفشلت
    - لكن ما لازم كان تفشل يا سعادتك .. هى القصة (شنطت شيله) وكم توب وكم فستان وإلا القصة (فتح بيت) وتكوين أسرة !!
    - قلنا برضو نحل المشكلة بالتعدد برضو ما إتحلت
    - لكن يا سعادتك تتحلا كيفن إذا الناس المرتاحة العاوزة تعدد دى بتعدد بالبنات (السغااار) وحلوااات وتخلى (الكباار) الزينا ديل !
    - أها هسه تفتكرو نعمل فى المصيبة دى شنو؟ العرس واقف عديل كده ! الناس البعرسو ديل كووولهم من طبقة معينه .. عامة الشعب خلاص قنعت من حكاية العرس دى والبنات فاتو (التلاتين والأربعين سنه) لسه قاعدات
    - المشكلة يا سعادتك إنو كل يوم نسبة العنوسة دى بتزيد والمجتمع فى خطر
    - ما عشان كده أنا عملت الإجتماع ده عشان نشوف لينا حل للموضوع ده !
    - الموضوع يا سعادتك ما عندو غير حل واحد إنو نوفر للناس دى فرص بتاعت وظائف دخلها كويس عشان يقدرو يعرسو ويفتحو بيوت وكمان ننزل لهم اسعار السلع الضرورية !
    - نحنا عارفين إنو ده الشئ الطبيعى لكن نجيب ليهم وظائف وقروش من وين مع البترول السعرو كل يوم نازل وضارب الواطه ده ! ?يلتفت نحو الجميع- عاوزين لينا يا جماعه حلول تانية !
    - والله سعادتك لو عاوز تحلها غير كده إلا تكون (حاوى) !
    - طيب أيه رايكم لو بقيت (حاوى) وحليتا ليكم أدونى بس يومين وإنتو ح تشوفو براكم
    بعد يومين :
    ما أن رأى أفراد شلة الضمنة الذين كانو يجلسون تحت ضل النيمة عم (خضر) يتجه نحوهم ممسكاً بجريده فى يده حتى بادروه :
    - أها طابق الجريده دى فى ايدك الليلة معناتا جايب خبرن عجيب وغريب !
    ما أن وصل عم (خضر) إلى حيث يجلس الجميع تتوسطهم تربيزة الضمنة حتى تهالك جالسا على (البنبر) :
    - الغرابه الشوية دى ؟ إنتو قريتو الليله جرائد؟
    - لا ما قرينا ... نحنا نقرا جرائد وإلا نأكل الأولاد؟
    - والله كان كده إنتو ما عارفين حاجة ساكت !
    - كيفن؟
    - (يتناولهم الجريده) : كدى أقرو العنوان الرئيسى ده وح تعرفو !
    - (الجميع يبدأون فى قراءة الخبر بصوت واحد) : خطة للقضاء على العنوسة : إستيراد ألف عريس من الصين كدفعة أولى !
    - والله دى حكاية ؟ عرفنا (الجنريترات) والتلفزيونات والأجهزة والمعدات كمان جابت ليها عرسان؟ معقوله بس؟
    - الما معقول شنو؟ الأجهزة الإليكترونية الفى السوق دى كووولها (صينية) والملابس المكومة قاعدين يبيعو فيها دى كووولها (صينية) - يصمت قليلا- أقول ليكم كضبه ؟ الجلابية الأنا لابسة دى جاية جاهزة من (الصين) والله هسه كان زحيتو التربيزة دى تلقوا تحتها (صينى)
    - هى لكن بس معقوله يا حاج ! العرس يغلبنا لحدت ما نستوردو من بره !
    - ما يغلبنا كيفن لو الأولاد كووولهم قاعدين عطالة ... عاوزنهم يعنى يعرسو بى شنو؟
    - لكن يا حاج كده المسالة بعد شوية ح تجوط والواحد بعد شوية ما ح يعرف نفسو قاعد فى (بكين) وإلا قاعد فى (بربر) !
    - بربر .. بكين .. شيكاغو .. المهم العرسان ديل مش (مسلمين) ذى ما قالو ناس الحكومة؟ خلاس مشكلة مافى !
    أم البنات :
    بينما كانت (نفيسة أم البنات) تجلس مع جارتها (محاسن) وهن يتناولن (الشاى) ويشاهدن التلفزيون إذ تمت إذاعة الخبر :
    - ما سمعتى يا نفيسة الكلام القالوهو ناس الحكومة ده ؟
    - كلام شنو ؟ ما كل يوم قاعدين يتكلمو هم عندهم غير الكلام حاجه !!
    - لا لا ده كلامن تانى ! وبيهمك إنتى يا أم البنات !
    - شنو؟ عاوزين يخفضو أسعار الكريمات
    - كريمات شنو ؟ عاوزين يجيبو لى بناتك ديل عرسان !
    - من وين؟ والله إلا يستوردوهم ليهن !
    - ما أصلو .. قالو ليك ماشين يستوردو ليهن عرسان من الصين الما قريبه دى
    - الكلام ده جد يا محاسن؟
    - كيفن ما جد يا نفيسه كمان الحكومة بتكضب !
    - يعنى هسه بناتى ديل (بورتن) إتفكت ! مما خلصن القراية بس قاعدات ليا كده لا شغله لا مشغلة .. اليوم كلو شمارات وكريمات و(ماسكات) شئ بالقشطة وشئ بالخيار وشئ بالشنو ما بعرف داك
    - لا خلاس يا بت أمى .. المشكلة إتحلت أمشى كلميهم
    (نفيسة) تغادر منزل جارتها (محاسن) مسرعه وتدخل إلى منزلها حيث تجد بناتها الخمسة جالسات يشاهدن فى القناة الفضائية يضعن المساحيق على وجوههن ويمسكن بالمرايات يتطلعن لوجوههن ...
    - أيوووى يوووى يوووووى ....!!
    - مالك يمة بتزغرتى ؟ حمادة أخوى جا من السفر؟
    - حمادة شنو؟ ده خبر بى مليون جنيه
    - (فى تلهف) : شنو الخبر يا حاجه ما تشحتفى لينا روحنا أكتر من كده
    - أيوووى يوووى يوووووى ...!! خلاس يا بنات بورتكن فكت ! بكرة الخمسة الاقيكن فى بيوتكن !
    - معقوله يمة ؟؟ لقيتى لينا خمسة عرسان حته واحده !
    - خمست شنو البسيطة دى ؟ أكان عاوزات خمسين أجيبهن ليكم إنتن ما سمعتن بالخبر
    - خبر شنو؟ كمان
    - الحكومة فتحت الإستيراد !
    - بتاع الكريمات
    - كريمات شنو يا غبيانه .. بتاع العرسان .. وحاتكن قالو تانى بت تفضل عانس بلا زواج مافى
    - ويجيبوا لينا عرسان قدر ده من وين؟
    - والله قالو إستوردو ليكن جنس عرسان يا حلاتن ذى (حجارة البطارية) ده من ده ما تفرزيهو !
    - اوع بس يكونو ذى بضاعتم الفى السوق دى الحاجه تشتغل يومين وتقيف!
    - والله غايتو دى مشكلة ناس المواصفات السوق كلو بضاعتو ضاربه يا بتى
    - وديل يمه يعنى نقدم ليهم وين؟
    - والله لسه الحكومة ما ورتنا الحاصل شنو لكن الظاهر ح يوزعوهم ليكن ذى (التموين) !
    مؤتمر صحفى :
    طبعن يا جماعة كولكم عارفين إنو عرس بقى مافى فى ظل إرتفاع تكلفة المعيشة وإنعدام فرص العمل وضآلة المرتبات وإنو تبعاً للحاصل ده إرتفعت مشكلة العنوسة بشكل رهيب وده طبعن ح يكون عندو آثار سالبه على المجتمع على المدى البعيد عشان كده يا جماعه الدولة فكرت فى إنو تحل المشكلة دى حل جذرى !
    نحنا إتفاهمنا مع أخواننا المسئولين الصينيين ولقينا إنو عندهم نسبة عنوسة كبيره وشباب كتيرين ما قادرين يتزوجو عشان الزواج هناك تكلفتو باهظة وبتحصل ليها 75 ألف دولار قلنا ليهم خلاص مافى مشكلة نحنا أصلو علاقاتنا مع بعض (سمن على عسل) وإنتو أصلو عندكم شركات كتيره شغاله هنا عندنا نقوم بالمرة نستورد منكم عرسان يعرسوا مننا ويشتغلو فى الشركات دى ! بس على شرط يكونو (مسلمين) والحمدلله الأخوة المسئولين الصينيين وافقوا على القصة دى وطوالى وقعنا إتفاقية (زواج مشترك) وح نبدأ المسالة دى بى (ألف عريس) كمرحلة أوليه لحدت ما نقضى قضاءً مبرماً على مشكلة العنوسة دى ! - يلملم أوارقو ويلتفت للحضور - :
    - ده كل الكلام العندنا فى الوكت الحاضر ... فى أى زول عندو أى سؤال أو إستفسار
    - أيوه سعادتك الحقيقة سؤالى هو : (ألف عريس) دى يا سعادتك ما شويه ؟ نحنا فى (حلتنا بس) بيكون فى ألف عانس !
    - الألف ديل بس دفعة أولى وإن شاء الله تكون فى دفعات تانية وتالته ورابعه لحدت ما نقضى أقصد نعرس لى آخر عانس !
    - والله الحقيقه انا عاوز أسأل سعادتك يعنى هل برضو ح تحلو مشكلة العنوسة بالنسبة للأولاد ذى ما حليتوها بالنسبة للبنات !
    - والله أنحنا (الأولاد ديل) عملنا ليهم إعلان فى الصحف الأجنبية عشان نصدرهم بره (كعرسان) لو فى زول محتاج ليهم لكن لسه ما جاتنا أى طلبيات!
    - سؤالى سعادتك هو : هل الدولة وحدها هى الح تتبنى المشروع ده وإلأ ح يفتح للقطاع الخاص ؟
    - والله نحنا قلنا ضربة البداية دى نقوم بيها نحنا وبعدين الشركات الخاصة ممكن تكمل المشوار
    ودخلت الشركات :
    إمتلأت الصحف بإعلانات الشركات التى دخلت مجال إستيراد العرسان (شركة نصف الدين لإستيراد العرسان المرطبين) ، وقد تخصصت فى إستيراد (عرسان) ذوى كفاءة مالية تتناسب مع عوانس (الطبقات العليا) ، شركة (ليسكنوا) للعرسان العاديين العاوزين (يسكنو وبس) ، شركة (عريس السرور) وكذلك شركة (عريس الكرور) والتى تقوم بإستيراد عرسان (قدر ظروفك) وقد فضلت بعض الشركات أن تقوم بالإستيرا فقط على أن تتولى شركات تجزئة القيام بمهمة البيع للجمهور !
    فى سوق (سعد قشرة) تجمهر عدد من المواطنين أمام شخص يصيح بواسطة مايكرفون محمول وهو يضع أمامه عدد من العرسان الصينيين .. على عشرة .. على عشرة .. على عشرة صينى مية المية وأهو ده الباسبورت .. والواقف داك المأذون .. عريس ميه الميه وأهى دى الشهاده الصحية .. لا بساهر (بره) لا بجيب ليك (ضره) .. علينا جاى ..
    - عليك الله يا ود أمى قول للواقف فى النص ده قبل جاى خلينا النشوفو كويس
    - ده ؟ اللابس الجينز ده ؟
    - .............................
    - الوليد ده شغال شنو؟
    - ده يا حاجه ما وليد ما تشوفيهو (سغيرونى) كده .. ده إسمو (وانغ يانغ ليو) وعمرو 39 سنة وشغال(فنى بتاع تبريد وتكييف) !
    - أريتو عريس الهنا شوف الشعر نازل لى جبهتو كيفن - تلتفت نحو بنتها التى تقف خلفها - تعالى يا بت شوفى العريس ده بنفع معاكى !
    - (تنظر إليه متفحصة) : قصير يا ماما .. قصير
    - ويجيبو ليكى صينى طويل من وين؟ ما ياها دى البضاعة الفى السوق !
    - (البائع يلتفت نحوها ) : خلاس يا حاجه ما مشكلة بكرة تعالى جايانا بضاعه (xlarge ) بكره !
    على مقربه من البائع السابق كان آخر يصيح (بدون مايكرفون) وقد تجمع حوله عدد كبير من السيدات تتوسطهن (نفيسة أم البنات)
    - تعالااا بص ... بإتنين ونوص .. تعالااا بص ... بإتنين ونوص .. جابوهو بالطيارة وباعوهو بالخسارة .. أهو ده المأذون وأهم ديل الشهود .. تعالااا بص ... بإتنين ونوص .. تعالااا بص ... بإتنين ونوص
    بينما عدد من (العرسان) يجلسون القرفصاء على الأرض ينظرون فى وجوه التى إزدحمت لتراهم ...
    - ما بدتدينا يا ولدى (الخمسة) البى جاى ديل بى عشرة؟
    - يا حاجه والله ده ما راسمالهم !
    - (بناتها الخمسة يتشعبطون من خلفها فى محاوله لرؤية العرسان) : يا حاجه والله أخير لينا بورتنا دى .. عرسان شنو ديل الواحد قدر أنبوبة الغاز!
    - (البائع) : إنتو يا حاجه عاوزين تعرسوهم وإلا تشدو فيهم (حلة) ؟ ديل أقل عريس فيهم (مهندس بترول) دخلو فى اليوم الشئ الفلانى .. قايلنهم ذى اولادكم ديل الواحد قدر الحيطة واليوم كلو نائم !
    على واجهه شركة (راسين بالحلال) للإستقدام تم تثبيت لافتة قماشية كبيره كتب عليها بخط جميل ملون (يا ناس يا عسل العريس الصيني وصل) , تزاحم وهرج شديدين أمام مدخل الشركة مما دعا البوليس لتنظيم الصفوف
    - والله أخير لينا بورتنا من الزحمة والمدافرة دى
    - يا بت إنتى جنيتى؟ بورت شنو الأخير لينا والله كان قالو ليا أقيفى فى السراط المستقيم الليله أقيف ! هو نحنا صدقنا نلقى لينا عريس
    - والله أنا خايفه يكونو مضروبين ذى بضاعتم الفى السوق دى !
    - مضروبين ما مضروبين أنا حالفه الليله ما أرجع إلا شايله معاى عريس قابضاهو فى أيدى دى !
    بعد 40 سنة :
    سيداتى أنساتى سادتى من إستاد الخرطوم الدولى يسرنا أن ننقل إليكم وعلى الهواء مباشرة المباراة الختامية لكأس الدورى الممتاز والتى تقام بين فريقى (التنين الاحمر) و(نجمة بكين)
    كما تعلمون سيداتى وسادتى أن فريق (التنين الاحمر) قد وصل إلى هذه النهائيات بعد فوزه على فريق المريخ 5/صفر كما أن فريق (نجمة بكين) قد وصل بدوره إلى هذا النهائى بعد تغلبه على فريق الهلال (6/1) .. يدير المباراة حكمنا الدولى (شانغ فونغ لى) يعاونه فى الخطوط ( فينغ فو دان) و(وانغ فو لينغ) بينما يجلس كحكم رابع الحكم الدولى (شنغ فانغ شانغ) .. الآن سيداتى وسادتى يتقدم السيد (ليانغ لى فونغ) وزير الشباب والرياضة يصحبه السيد (شونغ فانغ لى) معتمد العاصمة القومية لمصافحة اللعيبة ...
    الآن فى هذه اللحظة يطلق الحكم الدولى (شانغ فونغ لى) معلنا بداية المباراة .. الكورة مع فريق التنين الأحمر ... اللاعب فونغ وانغ (زرديه) بيلعب باص طويل جهه شونغ فانغ (طحنية) بيقطعا اللاعب شان لى فونغ (نملية) وبيعمل معاهو (فاول) ، الحكم بيديهو بطاقه (حمرا) ، ، يتوقف اللعب الآن وحتى يتم إخراج اللاعب من الميدان سيداتى آنساتى سادتى أشكر إنابه عنكم الفريق الإذاعى العامل الذى يقوم بنقل هذه المباراة لكم على الهواء مباشرة :
    فى هندسة الصوت : شينغ شي تاو
    على عربة النقل الخارجية : يانغ ياو شانغ
    فى الإخراج : دونغ يونغ شاو
    وينقلها لكم .. محدثكم : هوانغ ليانغ لين
    كسرة :
    هتافات الجمهور تتعالى : شانغ تشيو شونغ تشاو ....(التحكيم فاااااشل)


                  

04-17-2010, 10:30 PM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    واصل يا سيف متابع ومستمتع
                  

04-17-2010, 11:29 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: ابراهيم بقال سراج)

    Quote: وهل هذا البطء المميت تسبب لنا في الكثير من الكوارث وأضاع منا الكثير من الفرص الذهبية في حياتنا ؟
    هل هذا البطء جين وراثي لعين مولود مع الشخصية السودانية وما أن يخرج المواطن السوداني من بطن أمه حتى يكتب عند الله بطيئا ؟
    هل تتفقون معي في ذلك وانه مرض خطير ويجب أن نعترف به ونتنادى ونجلس ونتفاكر في كيفية التخلص منه قبل أن يُقعد هذه الأمة عن ركب الحضارة والتقدم أكثر من ذلك.
    لماذا حياتنا السودانية (تمشي) الهوينى في كافة مناحيها الخاصة والعامة والرسمية؟
    ولماذا لا تحركنا المحن ولا تغيرنا الخطوب ولا تبدلنا الكوارث والابتلاءات؟ ولماذا لا توجد في قواميس الحياة السودانية كلمات مثل Urgent و Emergency هذه الكلمات التي تقابلنا في كل مكان خارج السودان فلماذا لم نستوردها ونحن من جبنا العالم من شرقه إلى غربه بمناسبة وبدون مناسبة ؟
    كم بددنا من الأموال والعملات الصعبة في الأسفار والرحلات لعواصم العالم المتقدم دون أن تحرك فينا عاداتهم في الإنجاز والسرعة ساكناً، لم يتبق لسكان العالم من كثر سرعتهم وحرصهم وجديتهم إلا أن يكتبوا مثل هذه الكلمات وغيرها حتى في دورات المياه أكرمكم الله ونحن ربما لا نجدها مكتوبة حتى على بعض غرف العناية المر كزة بالمستشفيات .
    هل هذا كسلً أم بطء أم لا مبالاة؟
    نحن بلد تكره الكتابة والتنظيم واللافتات، عاصمتنا تجوبها من شرقها إلى غربها ومن قصر الشباب والأطفال حتى أواخر الثورات لا تقابلك لافتة إرشادية واحدة توضح لك حي الشهداء من حي ( ود نوباوي)، ولا تعرف نفسك أين تقع في الخريطة ؟ وهل تسلك شارع ( الثورة بالنص ) أم شارع ( أمبدة السبيل ) ؟ أما في (منطقة الكلاكلة ) فلا تعرف انك وصلت أو اقتربت من الوصول إلا بعد مشاهدة الزحمة بسوق ( اللفة ) ذلك التجمع التجاري العشوائي ، أما التفريق بين حي الوحدة وحي( صنقعت ) فهذا أمر مطلوب منك معرفته بفطرتك الذاتية !!
    فهل الكتابة صعبة لهذه الدرجة ؟ وكيف يستدل الضيوف والغرباء على العناوين؟ أم أننا نحن خلقنا هكذا وسنعيش هكذا ونموت هكذا ؟
    هنا بدول الخليج مثلا المواطنون مشهورون بالسرعة الزائدة ربما أكثر من اللازم فتسمع يوميا وفي كل مكان كلمات تحث على السرعة والإنجاز مثل ( عاجل ، عجّل ، ها الحين )
    في العمل خارج السودان تصلنا مستندات وايميلات ; (مروسة) بكلمة URGENT عدة مرات خلال اليوم الواحد بينما لم تمر علّي هذه الكلمة طيلة فترة حياتي العملية بالسودان، كل شيء لدينا يأخذ وقته الطبيعي والغير طبيعي حتى يتقادم وينسى ويضيع في الأضابير.
    السنا نحن من تؤصل ثقافتنا للبطء وعدم الاستعجال في كل شيء ؟ ، السنا نحن أصحاب الأمثال التي تقول ( السايقة واصلة ) و( درب السلامة للحول قريب ) ولا ننسى أنه يوجد بقاموس الأسماء لدينا اسم (مهلة )، وحتى في أغانينا نمجد البطء ( ماشة بي مهلة وقالوا الليلة شايلة أهلها ) يعني ذاهبة إلى أهلها ببطء مميت، ما الجميل في البطء الذي دعا هذا الشاعر السوداني لتخليده شعرا ؟
    نحن الوحيدين في العالم الذين نذهب لأداء واجب عزاء زملائنا أثناء ساعات العمل الرسمية ، فليس مستبعدا في السودان أن تذهب لأي من الدوائر أو الشركات فتجدها فارغة ويتم إفادتك من الحارس بأن جميع الموظفين ( ذهبوا لبيت عزاء زميل في حي كذا ) يعني على الأقل محتاجين لثلاث أو أربع ساعات حتى يعودون حسب مسافة المشوار .
    ألسنا نحن من تغير سيارات الترحيل لدينا خط سيرها فبدلا من الاتجاه لمقر العمل تتجه مباشرة بكامل طاقمها لبيت عزاء احد الزملاء بمجرد تلقيهم لخبر وفاة أحد أفراد أسرته ببوابة العمل ؟
    حضرت في إحدى السنوات وفاة والدة مسؤل مهم بشركة كبرى، تصور أن الشركة أغلقت أبوابها تماما أمام الجمهور وذهب جميع الموظفين رجالاً ونساءً وبعض العملاء والمراجعين الذين صادفوا هذا الخبر لمواساة هذا الزميل المدير ليوم عمل كامل . وعادوا له بعد قضاء نصف دوام اليوم التالي ( لحضور مراسم رفع الفراش والصدقة ) أي عادات وأي مجاملات هذه التي تحدث أثناء ساعات العمل ، ألا يكفي أداء هذه المجاملات في النصف المتبقي من اليوم بعد الدوام أم أنه التسيب وتضييع الوقت بدون حساب ؟
    نحن الدولة الوحيدة التي يذهب موظفوها لتناول الإفطار لأكثر من ساعة والناس مصطفون لدفع رسوم ما الدولة في أمس الحاجة لها ولكنها لم توفر العدد الكافي من الموظفين السريعين لاستلامها والاستفادة منها ، بل أتت بموظفين بطيئين يفطرون في ساعة ويشربون الشاي في ساعة أخرى و( ويتونسون ) ويتضاحكون فيما بينهم والمواطنون مصطفون على الشبابيك ولا حياة لمن تنادي .
    تخيل دولة اقتصادها مبنى على الرسوم الضريبية ومواطنوها يأتون طوعا وكرها للدفع ويضيعون الكثير من الوقت ويبذلون جهدا مضاعفا حتى يتمكنوا من توريدها لخزينة الدولة ، فهل العيب في الدولة وهي الجهة المستفيدة من هذه الأموال ولكنها غير قادرة على توفير آليات سريعة وسلسة لتحصيلها أم العيب في الموظف الذي يعمل على مزاجه وبما يتكيف مع هواه وطبعه وذوقه دون أن يسأله أحد .
    نحن بلد يخسر الكثير من الفرص الاقتصادية والاستثمارية بسبب البطء في الرد على المراسلات . هناك الكثير من الشركات حول العالم ترسل لنا فاكسات وايميلات ورسائل عبر شركات البريد السريع تعرض فرصاً استثمارية كبيرة ولكنها للأسف لا تتلقى رداً. وبعد إعادة هذه الرسائل عدة مرات بعد ختمها بكلمة REMINDER تقفل هذه الملفات ويكتب عليها ( أوقف التعامل لبطء الرد ) . تصوروا بعضنا بالسودان يردون بعد مرور شهور وربما سنة كاملة ولكن يعتذر لهم بأن الفرصة ضاعت.
    ذهبت مع وفد من المستثمرين الخليجيين للسودان بغرض تقديمهم لبعض الفرص الاستثمارية في مجال الدواء وكان هدفهم الرئيسي هو أن السودان دولة ذات موارد ودولة إسلامية مهمة أولى من غيرها بهذه الفرص ، وقمت بعمل كافة الترتيبات وأعددنا برنامج حافل لهذه الزيارة بواسطة احد الإخوة الصيادلة .

    تصوروا منسق هذه الزيارة لم يحضر للمطار في الموعد المحدد لاستقبالهم معي حسب البرنامج المتفق عليه سلفا بحجة أن سيارته تعطلت. ومن هنا بدأت رحلة الإخفاقات والفشل والتراخي، ثم بعد أن أضاع نصف اليوم الأول في إصلاح (لستك) سيارته تقاعس في الذهاب معنا للجهات المبرمج زيارتها في اليوم الثاني وقبل الأخير، وهو يعتبر اليوم الرئيسي والمهم في برنامج الزيارة مما اضطرني لاستئجار سيارة والذهاب له بالمنزل، ففوجئت به جالسا بشكل اعتيادي وغير منزعج من شيء، رغم أن وفدا أجنبيا مهما ينتظره بفندق( هيلتون ) على أحر من الجمر يريد تقديم خدمات دوائية وعلاجية واقتصادية وإنسانية للبلد وقد حضروا في زيارة معد لها سلفا، وذات وقت محدد بالساعة، ولا يقبل الخلل أو التسويف، أي برود وأي بطء هذا الذي نتمتع به ؟
    المهم بعد مجادلات وأخذ ورد قال لي ما معناه ( من يضمن لي حقي ؟) ولم يواصل معنا البرنامج لليومين القادمين ألا بعد أن منحته ما يطلب، ولكم أن تتصورا الحرج الذي وقعت فيه مع هؤلاء الضيوف المهمين ، علما بأن هذا الرجل لو تعاون معنا بإخلاص في تلك الزيارة، كانت هناك نية كبيرة من جانب المستثمرين لتعيينه مستشارا لهم ووكيلا ومنحه الكثير من الفوائد مستقبلا لكنه كان أنانيا وينظر ( تحت رجليه )، وهذه تدخل في باب آخر وهو اندثار المثل والقيم السودانية الأصيلة التي كنا نتميز بها ، وطغيان المصلحة المادية الوقتية على كل شيء إضافة للبطء والبرود .
    خلال تلك الزيارة ذهبنا مع الوفد وقابلنا صيدلانياً كبيراً على رأس مؤسسة تعليمية صيدلانية هامة بغرض التفاكر معه حول تبني الوفد لبعض البحوث التي لديهم والدخول معهم في شراكة استثمارية على أعلى مستوى في هذا المجال . وكان المستثمرون يتكلمون عن الأبحاث وهو يتكلم عن العسل والعلاج بالعسل ويردد الآيات القرآنية الكريمة عن العسل . علما أن الوفد مكون من رجال دين أكثر من كونهم مستثمرين ويعرفون جيدا العسل وفوائده وما ذكر عنه في القرآن والسنة ولا يحتاجون لمحاضرة في ذلك . وكانوا كلما يقاطعونه بسؤال عن الأبحاث التي أجريت على مادة ( القضيم ) مثلاً لاستخلاص علاج لمرض الأنيميا أو عن ( السنمكة ) وما وصلت الأبحاث فيها بخصوص استخلاص دواء لمرض الإمساك ، يتجاهلهم ويصر على أن العلاج الوحيد هو العسل . (طيب أنت لمن مؤمن بالعسل لهذه الدرجة ) لماذا لا تفتح مركز لأبحاث العسل ومزرعة لإنتاجه وتبعد عن المكان المهم الذي تتبوأه .
    في ختام اجتماعنا معه طلب منه احد أعضاء الوفد أن يرشح لهم طالبا في كلية الصيدلة يتنبأ له بالنبوغ لتتبناه الشركة المستثمرة علميا وماديا كمشروع عالم لكنه اُقسم بالله العظيم واصل حديثه عن العسل وتجاهل الإجابة على هذا السؤال وأضاع فرصة جميلة على طالب ذكي ستفتح له أبواب الدعم من مؤسسات بحثية خارج السودان. فما كان أمامنا سوى الاستئذان منه والخروج من غير أي رغبة في العودة إليه أو التواصل معه . بربكم كم من الفرص أضاعها مثل هذا المسئول السوداني المهووس على البلد ؟
    في زيارة لموقع آخر طلبنا من مديره أن يرشح لنا عددا من الصيادلة والكيمائيين من ذوي العلم والخبرة في صناعة الدواء للعمل كخبراء لتأسيس شركة دوائية عملاقة بالخليج وفي وظائف مرموقة . وعد الرجل بذلك شفهيا ولكنه على ارض الواقع لم يرد حتى على خطاب الشكر الذي أرسلناه له فور عودتنا من الزيارة . وتمت ملاحقته كثيرا لتزويدنا بالسير الذاتية للموظفين المطلوبين ولم نتلق منه ردا حتى كتابة هذه الأسطر . علما أن هذه الزيارة تمت عام 2004م والشركة المراد تأسيسها بواسطة خبراء سودانيين توجهت لدول أخرى وأحضرت من تشاء من خبراء وفنيين وانطلقت وأنتجت وباعت وجماعتنا في السودان ( عييييييك )، لم نسمع عنهم شيئا إلى يومنا هذا ، علما بأن الخليجيين الذين أعمل معهم كلما تأتي المناسبة يعيرونني بهذه المواقف والذكريات البائسة . وللأمانة أنوه إلي أن هذا الرجل كشخص في منتهي الخلق والذوق والرقي والعلم ولكنه سوداني أصيل .
    الكثير من المغتربين يعانون من بطء انجاز مصالحهم بواسطة أهاليهم . وكثيرون أضاعوا الكثير من الجهد والملاحقات لإنجاز مواضيع معلقة تخصهم بالسودان ولم يجنوا سوى تبديد أموالهم في الاتصالات .
    دائما الناس عندنا في السودان لا يردون على رسائل الجوال غالبا . وعندما تنزعج من عدم الرد وتتصل على أحدهم يقول لك ( والله الرسالة وصلتني ومفكّر أرد عليك ) لماذا التفكير فقط وما صعوبة الرد في الحال . ليس لدينا ثقافة المبادرة ، فعندما تتصل على احدهم بعد غيبة يفاجئك بقوله ( شنو يا زول انقطعت كده ) لماذا انقطعت أنت أولا ؟ ولماذا لا يكون التواصل والاتصال تصرف متبادل وليس من طرف واحد . كثيرة هي عوارضنا فيقول لك أحدهم ( والله الأسبوع ده كنا مشغولين في زواج فلان) ، فهل سمعتم بزواج يضيع أياما وأسابيع من شخص ليس هو العريس ؟ ( أمال العريس يأخذ كم يوم ) أو( والله جوالي وقع أتكسر ) أو (جوالي ضاع وضاعت معه كل الأرقام ) وضاعت بطبيعة الحال كل المواعيد والمشاريع والفرص والأحلام . أو ( والله جاتني ملاريا أسبوع كامل ما طلعت من البيت ) ولم يكن لي نفس لتلقي أي مكالمات لذلك لم أرد عليك.
    أما في موسم الحج ورمضان ، مثلا ، فهذه مناسبات للتسيب وتضييع الوقت وتوقف الحياة بشكل شبه نهائي . نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يستعد نفسيا للعطالة والاسترخاء قبل شهر كامل من حلول الشهر الكريم ، وتتوقف كل الأعمال والمشاريع . وكل ما تطلب من شخص عمل ما يبادرك بقوله (والله طبعا رمضان قرّب ) وإنشاء الله نتفاهم في هذا الأمر بعد العيد ، و بعد العيد يضيع أسبوعان على الأقل بسبب ( والله طبعا لسه يا دوب طالعين من رمضان وكده ) ، ولسه ما أتعودنا على الإفطار، لكن بإذن الله الأسبوع (الجاي ) كده نواصل .
    وما أن يمر أسبوعان أو ثلاثة حتى ندخل في موسم الاستعداد النفسي للعطالة ، بسبب نية السفر للحج ، فتسمع عبارات مثل ( والله الأيام دي مشغولين بترتيبات السفر للحج وكده ) ، لازم نؤجل كل شيء لما بعد عودتي من الحج .
    وما أن تذهب لجهة خدمية أو حكومية لقضاء مصلحة ما إلا وتجد نصف الموظفين غائبين عن العمل . وطبعا هناك عذر شرعي ومقبول . فيجاوبك أحد الموجودين ( والله الجماعة ديل مشوا يعملوا كشف طبي عشان الحج) أو (والله علان ده أمه وأبوه مسافرين الحج مشى يخلص ليهم أوراقهم) .
    بعد شهر كامل من انتهاء الحج تذهب لنفس الدوائر ، فيبادرك أحد الموظفين بأن ( فلان ده والله لسه يا دوب راجع من الحج تعبان وما نزل الشغل ) ممكن تمر عليه بعد أسبوعين أو ثلاثة . أو يكون لديك عمل مهم أو مشروع متوقف وكلما تتصل بالشخص المعني يقول لك ( والله طبعا انا لسه في إجازة الحج ) ولم ينقطع مني الزوار بعد ولا زلت تعبان من انلفونزا الحج . وتذهب لمكان آخر فيقال لك ( والله الراجل ده سافر البلد مع أمه وأبوه بعد ما رجعوا من الحج ) .
    نحن لسنا ضد أداء الفرائض من صوم وحج ولسنا ضد بر الوالدين ولكن لا يجوز إضاعة شهر قبل رمضان وشهر بعده وآخر قبل الحج ورابع بعده . هل الدافع من كل ذلك ديني فعلا أم هي مجرد شماعات وذرائع لمزيد من تضييع وقت البلد وتضييع اقتصاده وتبديد وقته الثمين بسبب أمورنا وعادتنا وعباداتنا الشخصية التي لن نؤجر عليها طالما أننا أهدرنا الكثير من الوقت والمال لأدائها .
    فهل نعترف في نهاية هذا المقال بأننا شعب بطيء وبارد ؟
    وكيف للنسبة القليلة منّا التي لا تتصف بهذه الصفة أن تتبنى أفكارا جادة لمحاربة هذا الداء الذي أصاب بلدنا بشبه شلل تام ؟
    أوليس من واجب الدولة أن تعد من البرامج والخطط والاستراتيجيات ما يستنهض همة هذا الشعب البطيء ويسرّع من إيقاعه ، فتصنع منه شعبا عمليا ومبدعا ويقدر قيمة الوقت مثل الشعب الياباني مثلا ولو بعد مليون عام ( دي ربما مستحيلة شوية ) ؟
    أو ليس واجباً على من اغتربوا وتعلموا من عادات الشعوب الأخرى نقل هذه التجارب وهذه القيم لداخل البلد ؟ أم أن من لم يسافروا ولم يعملوا خارج السودان هم محصنون ضد تلقى أي شيء من الخارج ومتمسكين بعاداتهم وممارساتهم وقيمهم ولن يبدلوا تبديلا ..



                  

04-18-2010, 10:53 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: فى عموده المقروء (زاوية حادة) بصحيفة «الرأى العام» بتاريخ السبت 26 مارس 2010م رشحنى أخى وصديقى الكاتب الساخر جعفر عباس (أبوالجعافر) لمنصب (زوج مسيار) من سيدة سعودية (33 سنة) قامت برصد مبلغ مليون و«330» الف دولار (فقط) لمن يتزوج بها وهي امرأة وضعها المادي أكثر من ممتاز وتريد الستر غير أن لديها شرطاً (تعسفياً) قد لا يعجب الكثيرين وهو أن يقبل الزوج العيش معها في الفيلا الخاصة بها يعنى مسيار وكده!
    يقول صديقى أبوالجعافر - أمد الله فى أيامه-: شخصيا أرشح الحبيب الفاتح جبرا لهذا المنصب (أنا أعرف أنه سكند هاند بحكم أنه متزوج ولديه عيال وأعرف أن زوجته سيدة فلتة وبنت ناس ولكن ولأنني احب الفاتح فإنني أريد له الخير.. ولا تزعلي مني يا مدام فالسيدة السعودية تريد زوجا مسياريا.. يعني يروح جدة أسبوعا ويقعد معك «3» أسابيع!! والفاتح لونه فاتح وبالتالي فإنه من السودانيين القلائل المؤهلين للمنافسة، وهو أستاذ جامعي وحبوب.. ارسل لي الـ (سي. في.) يا الفاتح لأنني أريد لك الانعتاق من البرنجي، والانتقال من حي بيت المال حيث لا مال الى بيت مال حقيقي.. وإذا طلع الفاتح «جبان» ولا يعرف مصلحة نفسه، فعلى الراغبين في الخطبة موافاتي بسيرهم الذاتية وصورهم غير المفبركة بالفوتو شوب مع إرفاق «50 »دولاراً (رسوم إدارية) مع كل طلب.
    انتهى كلام أخونا أبوالجعافر الذى ما أن إنتهيت من قراءته حتى (طوطوتا الجريدة) ودخلتها تحت (السرير) خوفاً من أن يصادرها (الأمن) فتقع فى أيدى (الحكومة) قائلاً لنفسى: الظاهر أبوالجعافر ده ما عارف حاجه ساااكت!!
    فهذه السيده لو رصدت (مليار و330 مليون يورو) لما كان من الممكن أن (أخطبها ساااكت)!! بالطبع ليس لأننى زول (مرطب) والقروش التى عرضتها هذه السيدة (ما بتعنى ليا حاجه) ولكن ببساطة لأننى متزوج زواج (كاثوليكى)، وقبل أن يسارع أحدهم بإهدار دمى ( لو كان عندى دم) فدعونى أقوم بشرح المسألة وهى ببساطة أن المدام (كاثوليكية) وعندما تمت مراسم الزواج فى الكنيسة (بعد أن تمت فى المسجد) قال لى أحد القساوسة ممن أشرفوا على المراسم يخاطبنى:
    - نحن نعلم أن دينكم يبيح لكم الزواج بأكثر من زوجة فهل تعاهدنا بأن لا تتزوج عليها؟
    فأجبت عليه بالإيجاب معاهداً وأديتو (كلمة رجال) والراجل بيمسكوهو من (لسانو) وكده!
    أها يا جماعت الخير هسه بعد ده كووولو (وأبوالجعافر عارف الموضوع ده) فى داعى يقوم يرشحنى وكمان يقول ليا عاوز ليكا الخير وعاوز أطلعك من (البرنجى) والفلس والشنو ما عارف؟
    بعدين حتى لو إتجاوزنا (الحتة دى) فأنا زول (مرضان بالقلب) وما بقدر على (المساسقة) وحكاية أسبوع فى (جدة) وتلاتة فى (أم درمان) لأنو من أول أسبوع فى (جدة) ح أرجع وأقضى باقى الاسابيع فى العناية المكثفة (ده لو ما أحمد شرفى) فهذه السيدة (بلا أدنى شك) سوف تحاول أن تسترجع (رأس المال) الذى دفعته فى أقصر فترة زمنية ممكنة!
    ويبدو أن أخونا (أبوالجعافر) الجزئية دى (واقعة ليهو كويس) وزاغ من الموضوع وإلا لما قام بترشيحى لهذا المنصب متعللاً بحبه لى (ومن الحب ما قتل)، ولآثره على نفسه وقام بتقديم (السى في) بتاعتو وتم قبول أوراقه (بعلاً مسيارياً) لهذه السيدة خاصة وانه شخص معروف فى (المملكة) بحكم أنه ظل يكتب فى صحافتها عقود من الزمان!!
    كسرة:
    يقول أبو الجعافر: (وإذا طلع الفاتح جبرا جبان وما بعرف مصلحة نفسو !!) .. ياخى جبان جبان الخواف ربى عيالو بعدين ياخى بدل ما ترشحنى (للموتة المضمونة دى) ياخى رشحنى (اشتغل) معاكم فى (قناة الجزيرة) أو رسل ليا فيزا وعقد عمل انتا ما عارف (الزرووف) بقت هنا (سعبة) كيف؟



    http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=592&id=45390
                  

04-18-2010, 12:56 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: يقول : ستيفن ر.كوفي

    كنت في صباح يوم أحد الايام في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك

    وكان الركاب جالسين في سكينة بعضهم يقرأ الصحف وبعضهم مستغرق بالتفكير

    وآخرون في حالة استرخاء, كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء !!

    فجأة ... صعد رجل بصحبة أطفاله

    الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار ...

    جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله ..

    كان الأطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون بالأشياء ,,,

    بل ويجذبون الصحف من الركاب وكان الأمر مثيراًً للإزعاج ..

    ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته إلى جواري

    دون أن يحرك ساكناً .....!!؟؟

    لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التبلد ..

    والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون أن يفعل شيئاً ....!؟

    يقول (كوفي) بعد أن نفد صبره ..

    التفت إلى الرجل قائلاً : ... إن أطفالك ياسيدي يسببون إزعاجا للكثير من الناس ..

    وإني لأعجب إن لم تستطع أن تكبح جماحهم أكثر من ذلك ....!!؟
    إنك عديم الإحساس ..
    فتح الرجل عينيه ....

    كما لو كان يعي الموقف للمرة الأولى وقال بلطف :

    .. نعم إنك على حق ...يبدو أنه

    يتعين علي أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر .. لقد قدمنا لتونا من المستشفى .....

    حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة .. إنني عاجز عن التفكير ...

    وأظن أنهم لايدرون كيف يواجهون الموقف أيضاًً ..!!

    يقول ( كوفي ) .. تخيلوا شعوري آنئذ ؟؟

    فجأة امتلأ قلبي بآلام الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم دون قيود ...

    قلت له : هل ماتت زوجتك للتو؟

    ... إنني آسف ..... هل يمكنني المساعدة .....؟؟

    لـقد ... تغيــر كل شيء في لحـظة !!

    انتهت القصة ... ولكن...

    ما انتهت المشاعر المرتبطه بهذا الموقف في نفوسنا ...

    نعم ....كم ظلمنا أنفسنا حين ظلمنا غيرنا .. في الحكم السريع المبني على سوء فهم وبدون أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى
    تصرف غير متوقع من إنسان قريب أو بعيد في حياتنا ...

    وسبحان الله .. يوم تنكشف الأسباب .. وتتضح الرؤية ..

    نعرف أن الحكم الغيبي غير العادل الذي أصدرناه بلحظة غضب ,له وقع أليم على النفس .... ويتطلب منا شجاعة للاعتذار .. والتوبة عن سوء الظن ..

    أيها الأعزاء

    هذي القصة .. تذكرنا بحوادث كثيرة في حياتنا .. كنا في أحيان ظالمين وفي أحيان مظلومين ...

    ولكن المهم في الأمر .. أن لانتسرع في اصدار الأحكام على الآخرين .

    يوم نخطئ .. نعتذر

    ويوم يقع علينا الظلم ... نغفر



    سامح صديقك إن زلت به قدم فليس يسلم إنسان من الزلل
                  

04-18-2010, 12:59 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote:
    القصيدة للشاعر المصري مصطفى الجزار

    شارك في مسابقة أمير الشعراء



    كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَه

    لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ سقـطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة
    قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
    ولْتبتلــع أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
    والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرة
    فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة
    وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
    اكتبْ لهـا مـا كنــتَ تكتبُــــه لهــا تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة
    يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟
    هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ وكــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كــوثــرَه؟
    يـا فـارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً عــبــداً ذلـيــلاً أســــوداً مـــــا أحقــرَه
    متــطـرِّفــاً .. متخـلِّـفـاً.. ومخـالِفـاً نَسَبوا لـكَ الإرهـابَ.. صِـرتَ مُعسكَـرَه
    عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ... هــذا دأبُهـم حُمُــرٌ – لَعمــرُكَ - كلُّــــهـــا مستنفِـــرَه
    فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحـدكَ قـادراً أن تهــزِمَ الجيــشَ العـــظيــمَ وتأسِـــرَه
    لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنـــابــلُ ممـــطـــرة
    وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضـاعَ صـهيلُـهُ بيـنَ الــدويِّ.. وبيـنَ صـرخــةِ مُجـبـــَرَه
    هــلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالـِـكٍ كيـفَ الصـمــودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ المـقــدرة!
    هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ مـتــأهِّــبـــاتٍ.. والــقـــذائفَ مُشـــهَــــرَه
    لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى ولَـصـــاحَ فـــي وجــــهِ القـطـيــعِ وحذَّرَه
    يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَه مفـتــاحَ خيـمـتِهــم، ومَـــدُّوا القنــطــــرة
    فأتــى العــدوُّ مُسلَّحـــاً، بشقاقِهم ونـفـــاقِــهــــم، وأقــام فيــهــم مـنـبــــرَه
    ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم فالعيــشُ مُـــرٌّ .. والهـــزائـــمُ مُنــكَــــرَه
    هـــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها مَــن يقتــرفْ فــي حقّهــا شـــرّاً.. يَــــرَه

    ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها لــم يبــقَ شــيءٌ بَعدَهــا كـــي نـخـســرَه
    فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغـــفـــرة

    عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي لـم تُبــقِ دمعـــاً أو دمـــاً فـــي المـحبـرة
    وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـــدَ.. لِتَــعـــبُــرَه


    فعلاً إنها تعبر عن واقع

    العرب بالعصر الحاضر




                  

04-18-2010, 01:02 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote:
    ترى .. هل تجد بعد الرحيل ..... ذكرى ؟

    .,.,.,.,.,., .,.,.,

    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا تلفّت حولك يوماً
    وشعرت بالوحدة تتسرّب إلى عالمك
    ولم تلمح قلبي المحب يتبعك كظلك


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»

    إذا اغمضت عينيك على الحزن يوماً
    ورأيتني كحلم ليل دافئ
    ولمحتني أهفو في الحلم كالأم إليك
    أسألك : أأنت بخير ؟


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»

    إذا زرت وطني يوماً
    وسرت في طرقاته بصحبة سواي
    وأيقظت فيك الذاكرة الحنين إلى فتاة هامت بك عشقاً


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا قرأت قديمي فيك
    وأيقنت بعد فوات الأوان أن لا امرأة

    ستكتبك كما كتبتك

    ولا امرأة ستبكيك كما بكيتك


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا وقفت أمام المرآة مساء
    وشممت عطري المفضل الذي أوصيتك ان تذكرني به
    ثم خطوت نحو امرأة لا تشبهني وعالم لا يحتويني


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا عبثت بهاتفك ذات فراغ
    وقرأت لهفتي وقلقي عند الغياب عليك
    ولمحت مسجاتي القلقة عليك


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا أحببت بعدي غيري
    ولم تجد لديها جنوني ولا هذياني المحموم بك
    ولا غيرتي المجنونة عليك


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا ضاق هذا الكون عليك
    وتساقطت الأقنعة أمام عينيك
    وافتقدت إخلاص دعائي في ظهر الغيب إليك


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»

    إذا قارنت يوماً بيني وبينها
    وأرعبك الفرق بين حجمك لدي وحجمك لديها
    وأدركت ضخامة قسوة الزمان بفقدك لـ مثلي


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»

    إذا أخبروك أني بكيتك ليلة زفافي بحرقة
    وأني أمسيت لسواك رغماً عني
    أني أطلقت على طفلي الأول اسمك .. كي أتسمّى بك


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا جمعني بك الطريق يوماً
    وأنا بصحبته .. وأنت بصحبتها
    وفي قلبي وقلبك نيران لا يعلمها إلا خالق النار


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا بحثت عني ولم تجدني
    وناديت في زمن الغدر إخلاصي
    واشتقت في زمن العهر طهارتي


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»

    إذا تذكرت يوماً سياطك واحتمالي
    قسوتك وحناني .. برودك واحتراقي
    صمودك وانهياري


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»

    إذا لم تمنحك الأيام قلباً كـ قلبي وحباً كـ حبي
    وتكررت في حياتك الأشياء .. إلا أنا


    «Ҳ--[ اذكرني بخير ]--Ҳ»


    إذا مررت من هنا يوماً
    وتعرقلت بإحساس امرأة تدعى ( أنا )
    واستيقظ بعد موت الحكاية ورحيلي .. قلبك الميت بك
    فاذكرني بخير .. إن استطعت















                  

04-18-2010, 01:34 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: ستفهم لاحقا صدقني


    في قديم الزمان في إحدى الدول الأوربية
    حيث يكسو الجليد كل شئ بطبقة ناصعة البياض .
    كانت هناك أرملة فقيرة ترتعش مع ابنها الصغير
    التي حاولت أن تجعله لا يشعر بالبرد بأي طريقة.
    يبدو انهما قد ضلا الطريق ..
    ولكن سرعان ما تصادف عبور عربة يجرها زوج من الخيل ..
    وكان الرجل سائق العربة من الكرام حتى أركب الأرملة وابنها
    وفى أثناء الطريق بدأت أطراف السيدة تتجمد من البرودة
    وكانت في حالة سيئة جدا حتى كادت تفقد الوعي .
    وبسرعة بعد لحظات من التفكير أوقف الرجل العربة
    وألقى بالسيدة خارج العربة وانطلق بأقصى سرعة !! ...

    تصرف يبدو للوهلة الأولى في منتهى القسوة
    ولكن تعالوا ننظر ماذا حدث.

    عندما تنبهت السيدة أن ابنها وحيدها في العربة ويبعد عنها باستمرار
    قامت وبدأت تمشي وراء العربة ثم بدأت تركض
    إلى أن بدأ عرقها يتصبب
    وبدأت تشعر بالدفء
    واستردت صحتها مرة أخرى

    هنا أوقف الرجل العربة واركبها معه و أوصلهما بالسلامة .
    أعزائي كثيرا ما يتصرف احبائنا تصرفات تبدو في ظاهرها غاية في القسوة
    ولكنها في حقيقة الامر في منتهى اللطف والتحنن

    ×.×.×
    هل االوالدين حينما يقسوا علي ابنهما كره له?

    هل الطبيب حينما يسقيك دواء مر كره لك?

    يجب ان نبحث عن المقصد!


                  

04-18-2010, 07:23 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: قصة صبر أيوب عليه السلام!!


    دائما ما نردد كلمة صبر أيوب

    فهل تعرف على ماذا صبر

    نبي الله أيوب




    أيوب عليه السلام ..

    نبى من أنبياء الله العظام الذين جاء ذكرهم فى القرآن الكريم .. يعرفه العام والخاص، فحين يضربون مثلا للصبر يقولون " صبر أيوب ".

    فيا تُرى ما قصةُ أيوب عليه السلام ..!!!

    أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام، تزوج سيدة عفيفة.

    وأيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان فى منطقة "حوران"

    وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات، ورزقه أراضى كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار .... كما رزقه قطعان الماشية بأنواعها المختلفة .. آلاف من رءوس الأبقار، آلاف من رؤوس من الأغنام، آلاف من رؤوس الماعز وأخرى من الجمال.

    وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة.

    وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجأ للناس جميعًا وبيته قبلة للفقراء لمّا علموا عنه أنه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا، و لا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا.



    و بلغ من كرمه عليه السلام أنه لم يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا.

    هكذا عاش أيوب عليه السلام ..

    يتفقد العمل في الحقول والمزارع، ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال، وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم ..

    وأبناء أيوب عليه السلام يحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهل القرية، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضى والحقول.

    وأيوب عليه السلام يشكر الله .. ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر.

    أحب الناسُ أيوب عليه السلام .. لأنه مؤمن بالله يشكر الله على نعمه .. ويساعد الناس جميعاً .. ولم يتكبر بما لديه ، من مزارع وحقول وماشية وأولاد ..

    كان يمكنه أن يعيش في راحة ، ولكنه كان يعمل بيده، وزوجته هي الأخرى كانت تعمل فى بيتها ....



    (2)

    راح الشيطان يوسوس للناس يقول لهم: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخير العميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشية والأراضى الخصبة .. فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله. ولو كان فقيرًا ما عبد الله ولا سجد له ...

    ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس .. فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام وأصبحوا يقولون:

    " إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق فى سبيل الله .. ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة، فلو نزع الله منه هذه الأشياء لترك عبادة الله بل سينسى الله ..

    ورويدًا رويدًا ..

    تحول أهل حوران إلى ناقمين على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه حبا جما .. وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية.



    (3)

    بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى ..

    فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً .. فأيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا لله تعالى على نعمه الكثيرة .. وأولاده ينعمون ويشكرون الله .. والعمال والعبيد يعملون في الأراضي والمزارع ..

    زوجة أيوب عليه السلام كانت تطحن في الرحى . .

    وبينما الجميع فى عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا، إذ وقعت الابتلاءات والمحن ..

    فجاء أحد العمال يجرى ويصيح:

    ـ يا سيدى .. يا نبى الله ؟!!

    ـ ماذا حصل ؟! تكلم.

    ـ لقد قتلوهم .. قتلوا جميع رفاقي .. الرعاة والفلاحين .. جميعهم قتلوا جرت دماؤهم فوق الأرض ...

    ـ كيف حدث ذلك ؟!

    ـ هاجمنا اللصوص .. وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية.

    أيوب عليه السلام أخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...

    إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب .. وأراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه فى غنى وعافية.

    في اليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما يملكه أيوب عليه السلام .. وجاء أحد الفلاحين .. كانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى له ..

    هتف: أيوب عليه السلام!!

    ـ ماذا حصل ؟!

    ـ النار ! يا نبي الله النار !!

    ـ ماذا حدث ؟

    ـ احترق كل شيء .. لقد نزل البلاء .. الصواعق أحرقت الحقول والمزارع .. أصبحت أرضنا رمادا يا نبي الله .. كل رفاقي ماتوا احترقوا.

    قالت زوجة أيوب عليه السلام :

    ـ ما هذه المصائب المتتالية ؟!

    ـ اصبري يا امرأة .. هذه مشيئة الله.

    ـ مشيئة الله !!

    أجل .. لقد حان وقت الامتحان .. ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه.

    نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة:

    ـ الهي امنحني الصبر ...

    في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله .. والرجوع إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر.

    وفى اليوم التالى .. حدثت مصيبة تتكسر أمامها قلوب الرجال..

    لقد مات جميع أولاده البنين والبنات، حيث اجتمعوا فى دار لهم لتناول الطعام فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا.

    وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر وأكثر..

    فلقد اُبتلى فى صحته ....

    وانتشرت الدمامل فى جسمه ..

    وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع.

    ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة..

    أصبح منزله خالياً لا مال له، لا ولد، ولا صحة ..

    عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله، وعلينا أن نسلّم لأمره ...

    حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام ، فأخذ يوسوس إليه من كل جانب قائلا: ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب فى أموالك، ثم تصاب فى صحتك.

    فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم .. وتفل على الشيطان الرجيم ففر من أمامه. وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان.

    وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة .



    (4)

    ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين.

    فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب عليه السلام أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة ..

    ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام ..وتطور الأمرُ أكثر حتى ظنوا أن في بقائه خطرا عليهم ..

    وعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم ..

    وجاءوا إلى منزله .. لم يكن في منزله أحد سوى زوجته قائلين:

    نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها .. فاخرج من قريتنا واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا.

    غضبت زوجته من هذا الكلام وقالت: نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن تؤذوا نبي الله فى بيته وفى عقر داره ..

    فردُّوا عليها بوقاحة: إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة ..

    لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما ..

    حاول أيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء من الله، وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديده حتى يكونوا مثلا ونموذجًا لتعليم الناس.

    قالوا له : ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك.

    قالت زوجته: انتم تظلمون نبيكم ..

    هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران الكساء والطعام الذي كان يأتيكم من منزل أيوب ؟!

    قال أيوب عليه السلام: يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن في الصحراء .. يا رب سامح هؤلاء على جهلهم ... لو كانوا يعرفون الحق ما فعلوا ذلك بنبيهم..

    هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهل حوران وأخرجوه من منزله.

    كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به، فخافوا أن تشملهم أيضاً .. نسوا كل إحسان .. نسوا أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين!

    لقد سوّل الشيطان لهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة والضعف والمرض .. لم يبق معه سوى زوجته الوفية .. وحدها كانت تؤمن بأن أيوب في محنة تشبه محنة الأنبياء وعليها أن تقف إلى جانبه ولا تتركه وحيداً.



    (5)

    ضاقت الأحوالُ فمات الولدُ وجفَّ الخيرُ وتصالحت الأمراض والبلايا على جسمه، فقعد لا يستطيع أن يكسب قوت يومه.

    وخرجت زوجته تعمل في بيوت حوران، تخدم وتكدح في المنازل لقاء قوت يومهما ..

    وكانت زوجة أيوب عليه السلام تستمدّ صبرها من صبر زوجها وتحمّله. وقد أعدت لأيوب عليه السلام عريشًا فى الصحراء يجلس فيه وكانت تخاف عليه من الوحوش والحيوانات الضالة، لكن لا حيلة لهما غير ذلك.

    وظل الحال على ذلك أعواما عديدة وهما صابرين محتسبين.

    وفى يوم من الأيام ..

    وبينما كانت الزوجة الصالحة خارج البيت ..

    مرّ رجلان من أهل حوران – وكانا صديقين له قبل ذلك - توقفا عند أيوب عليه السلام ونظرا إليه، فرأوه على حالته السيئة من المرض والفقر والوحدة ..

    فقال أحدهما : أأنت أيوب ! سيد الأرض؟

    - ماذا أذنبت لكي يفعل الله بك هذا ؟!

    وقال الآخر : انك فعلت شيئاً كبيراً تستره عنا، فعاقبك الله عليه.

    تألّم أيوب عليه السلام. إن الكثير يتهمونه بما هو برئ منه.

    قال أيوب عليه السلام بحزن: وعزّة ربي إنّه ليعلم ببراءتى من هذا.

    تعجّب الرجلان من صبر أيوب عليه السلام، وانصرفا عنه في طريقهما وهما يفكّران في كلمات أيوب عليه السلام!

    أما زوجته الصالحة فقد بحثت عمّن يستخدمها في العمل، ولكن الأبواب قد أُغلقت في وجهها .. ومع ذلك لم تمدّ يدها لأحد.

    وتحت ضغط الحاجة والفقر، اضطرت أن تقص ضفيرتيها لتبيعهما مقابل رغيفين من الخبز.

    ثم عادت إلى زوجها وقدّمت له رغيف الخبز عندما رأى أيوب عليه السلام ما فعلت زوجته بنفسها شعر بالغضب.

    حلف أيوب عليه السلام أن يضربها على ذلك مائة ضربة، ولم يأكل رغيفه كان غاضباً من تصرّفها، ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك.



    (6)

    ورغم أن زوجة أيوب عليه السلام طلبت منه كثيرا أن يدعوا الله لكى يزيح عنه هذا البلاء الذى استمر هذه السنوات العديدة فكان يرفض أن يشكو الله تعالى.

    وتحمل المرض والبلايا .. وتحمل اتهامات الناس.

    لكن بيع زوجته لضفيرتيها هزه من الداخل ..

    فنظر إلى السماء وقال:

    "يا رب إنّي مسّني الشيطان بنصبٍ وعذاب.

    يا رب بيدك الخير كله والفضل كله وإليك يرجع الأمر كله..

    ولكن رحمتك سبقت كل شئ ..

    فلا أشقى وأنا عبدك الضعيف بين يدك ..

    يا رب ‍‍.. مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين .."

    وهنا .... أضاء المكان بنور شفاف جميل وامتلأ الفضاء برائحة طيّبة، ورأى أيوب ملاكاً يهبط من السماء يسلم عليه ويقول:

    "نعم العبد أنت يا أيوب إن الله يقرئك السلام ويقول: لقد أُجيب دعوتك وأن الله يعطيك أجر الصابرين..

    اضرب برجلك الأرض يا أيوب ! واغتسل في النبع البارد واشرب منه تبرأ بإذن الله."

    غاب الملاك، وشعر أيوب بالنور يضيء في قلبه فضرب بقدمه الأرض، فإنبثق نبع بارد عذب المذاق .... ارتوى أيوب عليه السلام من الماء الطاهر وتدفقت دماء العافية في وجهه، وغادره الضعف تماماً.

    و بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خرج عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه . فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك ..

    خلع أيوب عليه السلام ثوب المرض والضعف وارتدى ثياباً تليق به، يملؤها العافية والسؤدد.

    وشيئاً فشيئاً .. ازدهرت الأرض من حوله وأينعت.

    عادت الصحة والعافية .. عاد المال .. ودبت الحياة من جديد.

    عادت الزوجة تبحث عن زوجها فلم تجده ووجدت رجلاً يفيض وجهه نعمة وصحته وعافية. فقالت له باستعطاف:

    ـ ألم ترَ أيوب .. أيوب نبي الله ؟!

    ـ أنا أيوب ‍‍‍!

    ـ أنت ؟! إن زوجي شيخ ضعيف .. ومريض أيضاً!

    ـ المرض من الله والصحة أيضاً .. وهو سبحانه بيده كل شيء.

    ـ نعم .. لقد شاء الله أن يمنّ عليّ بالعافية وأن تنتهي محنتنا! وأمرها أن تغتسل فى النبع، لكى يعود إليها نضارتها وشبابها.

    فإغتسلت في مياه النبع فألبسها الله ثوب الشباب والعافية.

    ورزقهما الله بنينا وبنات من جديد ..

    ووفاء بنذر أيوب عليه السلام أن يضرب زوجته مائة ضربة أمره الله تعالى أن يأخذ ضغثا وهو ملء اليد بعدد مائة من حشيش البهائم ، ثم يضربها به فيوفى يمينه و لا يؤلمها ، لأنها امرأة صالحة لا تستحق إلا الخير.

    وكان أيوب عليه السلام واحدًا من عباد الله الشاكرين فى الرخاء، الصابرين فى البلاء، الأوَّابين إلى الله تعالى فى كل حال.

    وعَرِفَ الناسُ جميعًا قصةَ أيوب عليه السلام وأيقنوا أن المرض والصحة من الله وأن الفقر والثراء من الله ..



    ) .... فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (

    سورة الأعراف آية 176

    وسجل الله قصته فى القرآن الكريم فقال تعالى :

    ) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ( سورة الأنبياء الآية : 83 و 84



    وقال تعالى :

    ) وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ( سورة ص الآية : 41 ـ 44


    عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ .. إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ..


    إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ...(حديث شريف)






    وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
    على النفس من وقع الحسام المهند

                  

04-18-2010, 07:35 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: منقول - سيناريو الفاتح جبرة الذى منع بواسطة الأمن


    شعب جديد




    إمتلات البلاد بشائعه غريبة ليست ككل الشائعات التى درج المواطنون على سماعها ، شائعه عصية على التصديق بعيدة عن الواقع لكن رقعه إتساع إنتشارها كانت تزداد يوما بعد يوم
    كان البعض يقابلها بالتندر والسخرية والتهكم بينما يرى البعض الآخر بأن كل شئ ممكن وليس هنالك مستحيل ، فى قهوة العامل التى يتخذها (عمال اليومية) و(الأسطوات) من (كهربجية) و(نقاشين) وسباكين) وخلافه جلس الأسطى (بابكر النقاش) وهو يضع كوب حليب وصحن صغير عليه قطع من (اللقيمات) يخاطب المعلم (عباس المكانيكى) الذى كان يمسك بسجارة (برنجى) ينفث دخانها فى الهواء:
    - (وهو يمسك بقطعه لقيمات يدخلها فى فمة رافعا كباية الشاى) : سمعت الكلام البقولوهو الناس ده يا معلم
    - كلام شنو يا اسطى بابكر؟
    - الإشاعه القالو فيها إنو الحكومة عاوزة ….
    - (مقاطعا وهو يضحك) : ياخى دى إشاعه قديمة مش بتاعت إنو الحكومة عاوزة تغيرنا دى
    - بس ياها أى زول تلقاهو بيتكلم بالكلام ده ؟ تفتكر إنو الكلام ده صاح ؟
    - (ضاحكا) : تغيرنا؟ تغيرنا كيف أصلو نحنا (زيت مكنة) ؟
    - زيت مكنة زيت سمسم شوف يا (معلم بابكر) الجماعه ديل قالو عاوزين يغيرو الشعب ده ويجيبو شعب تانى
    - والله يا اسطى بابكر الجماعه ديل حاجه بتغلبهم مافى – وهو يضحك- والله مش يغيروكم ساكت والله يبدلو بيكم عده !!
    إنتشرت (الإشاعه) وصارت حديث الناس فى كافة الأماكن والمجالس حتى ربات البيوت اللواتى لا دخل لهن بالسياسة والأخبار فبعد أن قامت (سعاد) بإعداد شاى الصباح لزوجها (أمين) وخرج أطفالها إلى المدارس وبينما كانت تقوم (بمضايرت العدة) ووضعها فى حوض الغسيل إذ دخلت عليها جارتها ( أمينة ) :
    - إنتى ما سمعتى بى الحكومة قالو دايرة تعمل شنو يا سعاد؟
    - (فى عدم إندهاش) : يعنى عاوزة تعمل شنو؟ هى الحكومة دى ما كل يوم بتعمل
    - لا المرة دى بس بالغت شوية يا سعاد؟
    - يعنى شنو عملت كيلو الطماطم بى عشرين ألف وإلا عملت الرغيفة بى ألفين
    - يا ريت والله يا سعاد ياختى ؟
    - فى (خلعة) : شنو زادو البنزين تااانى ؟
    - الحكاية لو (زيادات) ما كويس يا سعاد
    - (فى إندهاش) : شنو تخفيضات ؟ - تزغرد فى صوت خافت اليويو يو يووووووى – خفضوا لينا شنو يا أمينة ؟ (الغاز) ؟ والله الغاز ده قطع قلبى يوم والتانى والأنبوبة فاضية وأربعطاشر ألف !
    - إنتى جنيتى يا سعاد أمانه فى ذمتك الحكومة دى ليها تسعطاشر سنة يوم خفضت ليها حاجه ؟
    - آآى بالحيل خفضت !
    - أها الشئ الخفضتو وما عارفنو ده شنو ؟
    - بتخفض لينا (تيار الكهرباء) لحدت (التلاجات) دى مكناتا تقعد تكورك !! (يضحكان معا ثم تعود سعاد للسؤال)
    - عليك الله يا أمينة كان ما قلتى ليا الحكومة قالو عاوزة تعمل شنو؟
    - والله يا سعاد بالأول أنا ما صدقت لمن الكلام ده الناس الفى البلد ديل كووولهم قاعدين يقولو فيهو
    - عليكى الله يا أمينة قولى ليا طوالى حرقتى ليا روحى
    - أها الحكايه وما فيها قالو ليكى الحكومة قالو عايزة تغير الشعب ده وتجيب ليها شعب تانى !
    - أجى يا بنات أمى؟ وانحنا يودونا وين؟ يبدلو بينا (عدة) !
    - والله ياهو ده الكلام البقولوهو قالو الشعب ده ما نافع عاوزين ليهم شعب تانى !
    - والله ياهو الفضل يا بت أمى قال شنو رضينا بالهم .. والله قسما عظما يجيبو لينا ناس من برة إلا ندقهم دق العيش !
    فى الكورة :
    فى مدرجات تمرين فريق (الثعالب) جلس المشجع ( تور الخلا) ومعه المشجع (خضر طحنية) يتابعان التمرين مع عدد من المشجعين :
    - هسع بالله قول الحكومة دى جابت ليها شعب تانى ؟ تجيب ليها هلال مريخ من وين؟
    - يا زول ها .. هلال مريخ شنو ومرض شنو؟ عليكم الله هسه دى كورة ذى كورة العالم الشايفنها دى؟
    - والله كلامك صاح خليهم يجيبو ليهم شعب تانى إحتمال الكورة عندو تتطور بدل كورتنا القاعده فى محلها دى !
    – والله يا جماعه هى دى (ما المشكلة)؟
    - (بصوت واااحد) : طيب المشكلة شنو؟
    - المشكلة كان غيرو الشعب يجيبو ليهم (شداد) من وين ؟؟!!
    إجتماع هام :
    - يا جماعه أنا شايف إنو الحكاية بتاعت إننا ماشين نستورد لينا شعب دى ملت الدنيا والناس كلها عرفتا فحقو نستعجل الموضوع ده شويه
    - والله كلام سعادتك صاح خاصة إنو الإنتخابات قربت ( والشعب) ده ما مضمون يقوم يمقلبنا ساكت !
    - أنا بفتكر دى هسه ما المشكلة؟
    - طيب المشكلو وين؟
    - المشكلة الشعب ده نوديهو وين؟
    - أنا أ فتكر دى بسيطه ؟ نعرضو فى مزاد (الشعوب)
    - والله ما يجيب (تعريفه) ! الشعب ده أول حاجه معظمو (شايل المرض) وحايم بيهو ، شئ (سؤ تغذيه) وشئ (فشل كلوى) وشئ (ملاريات) وشئ (بولهارسيات) ده غير (الأمية) و(الجهل)
    - (معترضا) : والكرم والشهامة والمروة و …
    - يا شيخنا كرم شنو وشهامة شنو دى حاجات بقت ما بتأثر فى (اسعار) الشعوب ، أسعار الشعب بقت تأثر فيها (الصحة) والبيئة والتعليم والتكنولوجيا والحاجات دى – يلتفت إليه – قال شهامة قال !!
    - طيب يا جماعت الخير يعنى (الشعب) ده نوديهو وين؟
    - والله أنا بفتكر نوديهو (المنطقة الصناعية) أول حاجه نعمل ليهو (عمرة كاااملة) ونعمل ليهو فرش وبوهية وبعدين نجى (نسوقو) سنة سنتين حتين (نبدلو ) !!
    - فعلا دى مشكلة لأنو أول ما نجيب الشعب الجديد لازم نتخارج من الشعب ده عشان ما يكون هناك فراغ !
    - والله يا جماعة أنا ما شايف إنو فى لزوم هسه لى مسألة إستيراد شعب دى … والله شعبنا ده (هدى ورضى) والواحد ممكن ياكل (ويسف) كمان ويقش أيدو فى (هدومو) ما يعمل ليهو حاجه ، إنا غايتو بفتكر يا جماعة الخيرإنو نصبر عليهو شوية !!
    - لا .. لا.. لا.. إلا نصبر عليهو دى .. الشعب ده بقى متعب شديد وعاوز ليهو مجهود جبار لى إدارتو
    - والله كلام سعادتك صحيح شعب بقى غير (النقة) ما عندو حاجه
    - والله فعلا .. (نقتو) بقت كتيرة .. الرسوم كترت علينا .. الجبايات طلعت عيننا .. الضرائب كسرت ضهرنا .. الما بعرف داك عمل لينا شنو ما بعرف
    - لا وده كلو كوم و(الحركات) كوم .. كل خمسة تنفار عملو ليهم (حركة) مسلحة (وناطق رسمى) وقالو عاوزين نصيبهم فى (السلطة) و(الثروة) التقول عملو معانا (الإنقلاب) !
    - لا ومافى حاجه عاجبه الشعب ده .. الإنجازات الكتيرة دى كلها ما شايفا .. خمسة كبارى .. وسبعه طرق وسبعميت (جامعه) .. ويقولو ليك برضو معقول (عشرين سنة) وديل بس ؟
    - لا وكمان ده شعب عند (مرضه) غريبة جدا.. كل دقيقه يقول ليك (قروش) البترول بتمشى وين .. قروش البترول بتمشى وين؟؟ التقول قاعدين ندخلا فى جيوبنا .. هى كلها خمسميت .. ستميت مليون دولار فى الشهر .. بالله دى قروش هسه الشعب ده يسال منها ويعمل لينا (فلقت دماغ) .. لا لا لازم نشوف (شعب) غيرو (مطيع) و(سكوت) !
    - ما قلت لينا سعادتك لكن نعمل فى الشعب ده شنو؟ ونوديهو وين؟
    - والله مافى طريقه غير نوديهو سوق (الخردة) بتاعت الشعوب نبيعو هناك لأنو مفيش حكومة ح تشتريهو !
    - والله كلام سعادتك صاح ونتم عليهو نشترى شعب جديد !
    مسيرة إسترحام :
    تسربت مضابط حوار ما جاء فى ذلك الإجتماع الذى حضره المسئولون إلى بعض قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى فبدأوا فى عقد الإجتماعات والتشاور حول هذا الأمر حيث كانت نتيجة الإجتماعات هى أن تقوم الأحزاب مجتمعه متضامنة مع منظمات المجتمع المدنى وبقية أفراد (الشعب الفضل) بتسيير مسيرة هادرة تطوفشوارع العاصمة طالبة من الحكومة التريث فى إتخاذ ذلك القرار الخطير وتسليم المسئولين مذكرة إحتجاج بذلك
    حيث إحتشد الجمع يحملون اللافتات التى كتب عليها :
    - قبل ما تبيعونا كدى تااانى جربونا
    - مالكم علينا ما (سادين أضنينا)
    - أها وبعدين نمشى وين؟
    على الرغم من أن (الحكومة) لم تمنح تصريحا واحدا لقيام مظاهرة مناهضة لها إلا أن هذه المظاهرة التى قام بها (الشعب) مترجيا الحكومة عدم إستبداله لم يتعرض لها أحدا بسؤ حيث يعلم المسئولون بانها سوف تكون آخر مظاهرة يقوم بها الشعب الفضل قبل أن تقوم بإستبداله، مضت التظاهرة فى صمت والمتظاهرون يرفعون اللافتات التى تستجدى الحكومة التريث فى الأمر ومراجعه قرارها بينما كان المواطنون ينتحبون بصوت عال ويجهشون بالبكاء وهم يحملون (المناديل الورقيه) يمسحون بها دموعهم التى سالت حتى بللت ثيابهم ، وعند الميدان الكبير توقفت المسيرة حيث إعتلى ممثل الشعب المنصة ليلقى خطابا وهو يمسح عينية بمنديل من أثر البكاء:
    أخوانى وأخواتى أبناء الشعب الفضل … (ينظر فى وجوههم ثم ينفجر باكيا) .. بيل .. بيل بياللهى نحنا هئ هئ هئ هئ هسه هئ هئ هئ هئ عملنا للناس ديل حاجه؟؟ .. بس شنو البخليهم يفكرو هئ هئ هئ هئ يبيعونا ويجيبو ليهم شعب تاانى … رابطين الحزام عشرين سنة ما قلنا بغم ساكت ..
    - البنزين يزيد
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - الرغيف يزيد
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - الكهرباء تقطع
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - الموية تقطع
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - نتعلم بى قروشنا
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - نتعالج بى قروشنا
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - الخريف يجى
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - والشوارع تتملى
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - يشيلو الرسوم
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - ندفع المعلوم
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - ندفع الجبايات
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    - نسمع الحكايات
    - المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
    من داخل الصفوف تخرج إمرأة (كبارية) وقد لفت ثوبها حول وسطها وهى (تثكل) وتهيل التراب على وجهها
    - ووووووووووووووووب ووب وووب ووب عاد الليله نمشى وين ؟ ونقبل وين ؟ أحياااا يا ولاد أمى المغصة ما كاتلانى … مسكونا لحم ورمونا (عضم) ووب – سكته - ووب – سكته - ووب -سكتة- وووووووووووووووووب !! ووب يا الصبرنا ليكم وما نفع فيكم … وووووووب يا العاوزين تبيعونا وتمشو تخلونا وووب ووب
    - (إمرأة أخرى تتجه نحوها) : إستغفرى إستغفرى يا بت أمى كدى شيلى المنديل ده أمسحى دموعك ديل ده ياهو حال (الحكومات)
    المتحدث يواصل من المنصة :
    هسه يا جماعه فى داعى للقرار ده … يعنى الشعب ال ح يجيبوهو ده ح يكون (أحسن مننا) – وهو ينتحب – ما قافلين خشمنا ده علينا ومن صباحات الرحمن نحنا جاريين نكابس فى لقمة العيش …أيش ش ش (ثم نحيب عال) أأأأهاه هاه هاه …أهه أهه… ثم يمسح دموعه ويقف وهو حسير ويواصل متصنعاً الثبات
    - بإسمكم أيها الشعب الفضل بقول للمسئولين أدونا فرصة تانية وما تتسرعو والله نحنا .. نحنا .. نحنا (يبكى فى ألم) .. ما ح تلاقو ذينا كلو كلو …والس س س لا لا لا ممم عليكم …
    وسط الدموع والنحيب واصلت التظاهرة السلمية مسيرتها حيث تم تسليم (مذكرة) إسترحام ممهورة بتوقيع مجموع أفراد الشعب الفضل تطالب المسئولين بإيقاف تنفيذ القرار وتعدهم بأنهم سوف يكونون أكثر طاعة وخضوع !!
    مناقشة المذكرة :
    إجتمع المسئولون لمناقشة المذكرة (الإسترحامية) التى تقدم بها أفراد الشعب الفضل حيث تضاربت الآراء إلا أن أغلبيتها كانت فى صالح قرار (إستيراد) شعب جديد
    - والله أنا شايف إنو نمضى قدما فى شراء وإستقدام (شعب) تانى بالمواصفات العاوزنها
    - والله أنا أوافق سعادتك يعملو لينا فيها مساكيييين كده وبعد شوية تلقى (اللساتك) محروقه فى الشوارع والإضرابات واشنو ما بعرفو داك !
    - لا وكل شوية رئيس حزب ناطى عاوز ليهو كم مليار (جبر ضرر) وما عارف أيه ! لا لا لا نغيرو طوالى
    - يعنى هسه رأئكم الأخير شنو؟
    - (بصوت واحد) : الشعب ده لازم يتغير
    - لكن الجماعه ديل (بكوا عديييل) وقالو يدوهم فرصة ح يمشو على العجين ما يلخبطوهو !
    - والله شوف سعادتك .. على العجين على الهجين ده كلو كلام ساااكت والله يلقو فينا فرصة ينسو الكلام ده كلو
    - والله فعلن أحسن (نغيرهم) .. خلاص بكرة نمشى مع الوفد الكوناهو للشركة العالمية ( لتصنيع الشعوب) نعزل لينا شعب
    حسب المواصفات الدايرنها ونجيبو بدل الشعب الفضل ده !


    فى الشركة العالمية :
    فى المطار الخاص بالشركة العالمية لتصنيع الحكام والشعوب حطت الطائرة التى يرفرف عليها عليها علم (الدولة) الأخضر ، مدير الشركة وأعضاء مجلس الإدارة يقفون صفا مرحبين (بالزبائن) الجدد ، الطائرة تقف يفتح الباب ينزل (المسئول) يتبعه (وفد عال المستوى) ، بعد الترحيب والإستقبال يتم نقلهم بواسطة عربات فارهه إلى مبانى المصنع حيث يستهل (مدير مبيعات الشركة) الحديث :
    مدير المبيعات : هذه الشركة كما تعلمون سيادتكم تقوم بتصنيع حكام وشعوب فماذا تطلبون بالتحديد ؟
    المسئول : تغيير حكام شنو يا شيخ ؟ والله نحنا لمن (نكنكش) تانى سبحان من يغيرنا
    مدير المبيعات : هل أفهم من ذلك أنكم تريدون تغيير الشعب؟
    المسئول : طبعا طبعا أكيد قطع شك ودى عاوزة ليها كلام ؟ !
    مدير المبيعات : ولماذا تريدون تغييره ؟
    المسئول : والله ذى ما تقول كده مسالة بتاعت (صلاحية وكده)
    مدير المبيعات : كيف ذلك ؟ إننى لا أفهم
    المسئول : دى عاوزة ليها فهم ما قلنا ليك (صلاحيتو إنتهت)
    مدير المبيعات : لماذ؟ كم عاما قمتم بإستخدامه ؟ ثمانية أعوام ؟
    المسئول : لا لا أكتر شويه
    مدير المبيعات : إذن إثنى عشر عاما !
    المسئول : إنت خليك من مدة إستخدامو دى .. قلنلا ليك صلاحيتو إنتهت عشان كده جينا (نتستبدلو) من عندكم بشعب جديد ونديكم الفرق
    مدير المبيعات : هذا سيدى غير ممكن بالطبع فنحن معنيون بتصنيع (شعوب) جديده ولا نعمل فى (المستعمل) يمكنكم الذهاب فى هذه الحالة إلى (ورشة تأهيل الشعوب) إذ يمكنكم عمل صيانه لشعبكم هنالك !
    أحد أعضاء الوفد مخاطباً مدير المبيعات : لا لا لا صيانة شنو؟ أنحنا خلاص قلبنا أباهو مرة واحده .. عاوزين لينا شعب جديد لنج ؟ شعب يكون (كرت) ! زول حكمو قبل كده مافى
    عضو من الوفد : يا جماعة ما تأخرونا ساكت لو عندكم نماذج تفرجونا عليها ورونا ليها خلونا ننتهى من القصة دى ؟ ورانا صفقات وبزنس
    مدير المبيعات : أوكى لدينا نماذج لبعض الشعوب الجاهزة التى تم تصنيعها تعالو معى لأفرجكم عليها
    يذهب مدير المبيعات يرافقه أعضاء مجلس إدارة الشركة مصطحبين معهم (لوفد) فى جولة لمشاهدة نماذج من الشعوب الجاهزة للبيع ثم يعودون بعد فترة من الوقت وقد إنتهت الجولة ليجلسوا على الطاولة مرة أخرى
    - مدير المبيعات : أتمنى أن تكونوا قد وجدتم ضالتكم ؟ ألم تجدوا شعبا يناسبكم ؟
    - المسئول : دى مواصفات شنو العاملنها للشعوب البتصنعو فيها دى ؟
    - مدير المبيعات : ماذا تقصد يا سيدى؟
    - المسئول : شنو شعب (ديمقراطى) .. وشعب يؤمن بالتعددية .. وشعب (بيتضحك) عليهو (بصعوبة) .. وشعب لا يسكت على الظلم و شعب ..
    - مدير المبيعات : إذن ما هى المواصفات التى تطلبونها فى الشعب الذى تودون شراءه ؟
    - المسئول : مواصفات كتيرة كدى جيب ليك قلم وورقه وأقعد نكتبا ليك
    المسئول يقوم بكتابه المواصفات على الورقه ثم يسلمها لمسئول مبيعات الشركة التى يضعها فى داخل (دوسيه) ثم يهب قائما وهو يصافح المسئول :
    - شكرا يا سيدى .. سوف نقوم بدراسة هذه المواصفات وصناعه شعب لكم بالضبط بالمواصفات التى تريدونها هذه فقط أمهلونا أسبوعا واحدا ليقوم فريق التصنيع والتكاليف لدينا بدراستها وسوف نرسل لكم (الفاتورة) على عنوانكم حتى تقومو بتسديد المبلغ وتأتو لإستلام (الشعب) بعد تجهيزه لكم
    غادر المسئول يرافقه الوفد عال المستوى الشركة العالمية لتصنيع الحكام والشعوب عائدين إلى البلاد حيث وصلهم بعد أسبوع الخطاب التالى يحمل ترويسة وختم الشركة ممهورا بتوقيع السيد مدير المبيعات :
    الساده المسئولين بدولة المشروع الحضارى :
    تحية طيبة وبعد :
    بالإشارة إلى زيارتكم لموقع شركتنا بتاريخ كذا وطلبكم تصنيع شعب بالمواصفات التى قمتم بكتابتها لنا يؤسفنا أن نفيدكم بأن فريق التصنيع بالشركة قد توصل إلى إستحالة تصنيع شعب بهذه المواصفات إذ لا يمكننا تصنيع شعب له المقدرة على الصبر على الظلم والفقر والجهل والمرض والفساد فهذه المواصفات لا تنطبق إلا على شعب واحد من شعوب العالم هو (الشعب) الذى تحكمونه الآن ! فأبقوا عليهو ten ،،

                  

04-19-2010, 04:17 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: Women
    النساء مخلوقــات عجيبــة



    If you praise her, she thinks you are lying
    إذا مدحتهــا تعتقــد أنـــك كـــــذاب



    If you don't, you are good for nothing
    وإذا لم تمدحهـــا تعتقد بأنك لا تصلــح لشيء



    If you agree to all her likes, you are a wimp
    إذا وافقتها على كل ما تريد تعتقد أنك بلا شخصيـــة



    If you don't, you are not understanding
    وإذا لم توافقهـــا أنت رجـــل لا يفهــم شيئاً



    If you are well dressed, she says you are a playboy
    إذا كــنـــت مهتماً بمظهرك وشياكتك فأنت رجـــل لعـــوب



    If you don't, you are a dull boy
    وإذا لم تلبــس جيداً فأنـــت رجـــل تحرق الأعصـــاب



    If you are jealous, she says it's bad
    إذا كـنــت رجلاً غيوراً فـــأنت سيء الطبـــاع



    If you don't, she thinks you do not love her
    وإذا لم تظهــر لها غيرتك فإنهــا تعتقــد أنـــك لا تحبهـــا



    If you are a minute late, she complains it's hard to wait
    إذا تأخرت عليها دقيقــة فإنها تشتكي وتتذمر وتقول : ما أصعب الانتظار !


    If you visit another man, you're not putting in 'quality time'
    وإذا كنت تزور أحــد أصدقائــك فإنها تقول : بأنك رجــــل فاضي !


    If you fail to help her in crossing the street, you lack ethics
    إذا لم تتوقف لهـــا حتى تقطع الشارع فأنت رجـــل عديـــم الأخلاق



    If you do, she thinks it's just one of men's tactics for seduction
    أمـــا إذا وقفــت فإنها تعتقــد بأنك واقف حتى تتفـــرج عليهـــا



    If you stare at another woman, she accuses you of flirting
    إذا كنت تراقــب أحد النساء فإنك رجل تغــازل وعيونك زايغـــة !



    If she is stared by other men, she says that they are just admiring
    أمـــا إذا نظر إليها أحـــد الرجـــال فإنه أحـــد المعجبيـــن



    If you talk, she wants you to listen
    إذا تكلمــــت فإنهـــا تريـــد أن تــســتــمع



    If you listen, she wants you to talk
    وإذا سمعـــت فإنهـــا تريـــد أن تــتـــكلم !




    In short:
    وباختصـــار

    So simple, yet so complex
    بسيطـــــــــــــــات ومعقــــدات



    So weak, yet so powerful
    ضعيفات, لكنهن قويات


    So confusing, yet so desirable
    متناقضات ومنطقيـــــات


    can't live with them..
    لا تستطيــــــــــــــع العيــش معهم



    can't live without them ...
    ولا تستطيــــع العيش بدونهـــم




    دمــتـم بــود










                  

04-19-2010, 04:23 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: البطيخ أحلى من التفاح
    للكاتب (الكويتي) : محمد الوشيحي



    اللهم غربل الصحافة الفرنسية، اللهم بهدلها واقلب عاليها واطيها،

    هذه الصحافة المؤزمة، هذه الصحافة التي لا تستحي ولا تنتخي،

    التي تقسو على ولي الأمر، الرئيس ساركوزي، وتسخر منه،

    وتجعله علكاً بصرياً في أفواه العالم كله. وكل الذي عمله ساركوزي أنه

    أمر بتعيين ابنه ‘جان’ على رأس حي المال والأعمال الشهير ‘لاديفانس’.

    بس. فما الذي حدث بعد ذلك، بحسب ما قرأنا بعد الترجمة؟

    الذي حدث هو أن الأحزاب ثارت غضباً، وأولها حزب ولي الأمر نفسه،

    حزب ساركوزي. بل إن أحد المقربين إلى الرئيس من أعضاء الحزب طالبَ

    بتغيير اسم ‘جمهورية فرنسا’ إلى ‘جمهورية التفاح’، إشارة إلى جمهوريات

    الموز التي تعني الفوضى وسيطرة الأقوى، وعلى اعتبار أن فرنسا مشهورة

    بتصدير التفاح. هذا من جهة الأحزاب والمواقف الرسمية. أما الشبان العاطلون

    عن العمل فقد حملوا ‘كراتين’ الموز واتجهوا إلى ميدان ‘لاديفانس’ واحتضنوا طبولهم

    وراحوا يقرعونها على طريقة الأفارقة، تحت لوحة كُتب عليها ‘جمهورية فرنسا العربية’

    إشارة إلى ما يفعله الحكام العرب وأبناؤهم في بلدانهم. وكتب آخر ساخراً على

    لوحة يحملها ‘أيها الملك ساركوزي، خاطب ابنكم مولاي الأمير جان ليقبلني

    حامل شنطته’. وذهب مجموعة من هؤلاء الشبان إلى إدارة التوظيف، وطالب أحدهم

    بتغيير اسمه من ‘ميشيل رينييه’ إلى ‘جان ساركوزي رينييه’، والآخر من ‘هيدالغو كرومير’

    إلى ‘جان ساركوزي كرومير’، ووو…ودخلت الصحافة الفرنسية على الخط يا معلم،

    ويا داهية دقي، على رأي المصريين، وإلطم ياللي بدك تلطم، وخذ من السخرية ما لا يُحتمل.

    فرسام الكاريكاتير يرسم لوحة تظهر ساركوزي في خيمة يرتدي الغترة والعقال والبشت،

    وبجانبه مجموعة من الجِمال، ومجموعة من الحسناوات اللاتي يرقصن على أنغام العود العربي،

    ويصرخ في وزيره: ‘أعطوا ابني الأمير جان مليار يورو، وأربعمئة جمل، وخمسمئة راقصة،

    وحقل نفط، وحي لاديفانس’، ورسمٌ آخر يظهر فيه الرئيس يهدي لابنه في عيد ميلاده

    ‘برج إيفل والسياح الموجودين حوله’. وكتب أحد الساخرين عن وجوب تقبيل يدي جان،

    ووو، وضحك الناس، واخترعوا النكات، ولاحول ولا قوة إلا بالله… ويا ويل الصحافة من الله،

    تستهزئ بالرئيس، ولي الأمر؟. وهوَت شعبية ساركوزي بشدة، فاحتاس حوسة الأرملة

    أم الأيتام، وجمع مستشاريه ليفكروا معه في كيفية الانسحاب بأقل قدر من الخسائر،

    فاقترحوا عليه أن يعتذر جان بنفسه، فصرّح جان: ‘لن أقبل المنصب إذا كان ذلك يغضب

    الشعب الفرنسي’، فسخرت صحيفة: ‘جان… يا لتواضعك الجم’، وكتبت أخرى:

    ‘جان يعطف على الشعب ويتنازل عن المنصب’

    وكأن الصحيفتين تقولان له بالفرنسي الفصيح ‘غصباً عليك وعلى أبوك اللي جابك’.

    واختفى جان عن أعين المارة، وأغلق هاتفه النقال، وتلاشى، و’يا مَن عيّن الضالة’.

    فوضعت الصحافة صورة له وكتبت: ‘اختفاء الأمير جان ساركوزي’، وكتبت أخرى:

    ‘شوهد جان في إفريقيا، يبدو أن أباه أعطاه دولة كوت دي فوار’، ووو…

    وكتبتُ أنا: ‘عليّ النعمة لن يفعلها جان مرة أخرى. اعنبوكم خلاص. ارحموه’.

    وفي الكويت، يُعطى الشيخ أحمد العبدالله أهم وزارتين، النفط والإعلام،

    يسلّي وقته فيهما، فنلطم، وننتقد ضعف إدارته وهشاشة أدائه السياسي،

    فيأتينا الرد من زملائنا الراقصين في بلاط الحكومة: ‘أهدافكم واضحة…

    تقليل هيبة الأسرة الحاكمة’. هكذا بسهولة، فزملاؤنا الأفاضل يحبون الأسرة

    الحاكمة والكويت أكثر منا وأكثر مما يحب الفرنسيون فرنسا…

    وتحيا جمهورية البطيخ وصحافة البربيخ والزرنيخ .

                  

04-19-2010, 01:54 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: في عصر الشيخ أحمد بن حنبل ، كان
    الشيخ احمد مسافراً فمر بمسجد
    يصلي فيه ولم يكن يعرف احداً في
    تلك المنطقة وكان وقت النوم قد حان
    فافترش الشيخ أحمد مكانه في
    المسجد واستلقى فيه لينام وبعد
    لحظات إذا بحارس المسجد يطلب من
    الشيخ عدم النوم في المسجد ويطلب
    منه الخروج وكان هذا الحارس لا
    يعرف الشيخ احمد ، فقال الشيخ احمد
    لا أعرف لي مكان أنام فيه ولذلك
    أردت النوم هنا فرفض الحارس أن
    ينام الشيخ وبعد تجاذب أطراف
    الحديث قام الحارس بجر الشيخ احمد
    إلى الخارج جرا

    والشيخ متعجب حتى
    وصل إلى خارج المسجد . وعند وصولهم
    للخارج إذا بأحد الاشخاص يمر بهم
    والحارس يجر الشيخ فسأل ما بك ؟
    فقال الشيخ أحمد لا أجد مكانا أنام
    فيه والحارس يرفض أن أنام في المسجد
    ، فقال الرجل تعال معي لبيتي لتنام
    هناك ، فذهب الشيخ أحمد معه وهناك
    تفاجأ الشيخ بكثرة تسبيح هذا
    الرجل وقد كان خبازاً وهو يعد
    العجين ويعمل في المنزل كان يكثر
    من الاستغفار فأحس الشيخ بأن أمر
    هذا الرجل عظيم من كثرة تسبيحه ..
    فنام الشيخ وفي الصباح سأل الشيخ
    الخباز سؤالاً

    قال له : هل رأيت
    أثر التسبيح عليك؟

    فقال الخباز نعم ووالله إن كل ما
    أدعو الله دعاءاً يستجاب لي ، إلا
    دعاءاً واحدا لم يستجاب حتى الآن ،
    فقال الشيخ وما ذاك الدعاء ؟ فقال
    الخباز أن أرى الإمام أحمد بن حنبل

    فقال الشيخ أنا الإمام أحمد بن
    حنبل فوالله إنني كنت أجرّ إليك
    جراً ، وها قد أستجيبت دعواتك كلها
    .
    {أستغفر الله الذي لا إله إلا هو
    الحي القيوم وأتوب إليه}

                  

04-19-2010, 02:10 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote:
    كتب البروفيسور عبد الله علي إبراهيم مقالاً بعنوان: "قرنان على وفاة ود ضيف الله: موت المؤلف، حياة الفكرة" ، وذلك بمناسبة مرور مائتي عام على وفاة صاحب الطبقات. وفي إطار المناسبة ذاتها كتب الأستاذ يحيى العوض مقاله الموسوم بـ "براءة ود ضيف الله ومسؤولية د. يوسف فضل" ، والذي استهله قائلاً: "بقدر الاحتفاء بكتاب الطبقات للشيخ محمد النور بن ضيف الله، ومرور مائتي عام على وفاته "1810-2010م"، يتوجب علينا تجديد النداء للبروفيسور يوسف فضل، لإعادة تحقيقه وتدقيقه.!. فالكتاب يعتبر من أمهات كتب التراث، والمرجع الأول المطبوع لدارسي التصوف في السودان، لكنه يشكل نقطة ضعف رئيسية يستغلها منتقدي التصوف، ويستثمره أدعياؤه.!.، بل ويقف حجر عثرة في طريق الأجيال الجديدة من موثقي ودارسي التصوف." ويبدو أن هذا الاتهام قد أثار حفيظة رهط من المهتمين بالتراث السوداني، وفي مقدمتهم الأستاذ حمور زيادة حمور، الذي استهل مداخلته في سودانيزأونلاين بفرضية تقضي ببراءة البروفيسور يوسف فضل والشيخ ود ضيف الله وتحمِّل الرواة المسؤولية ، وذلك انطلاقاً من تعليقه الساخر بأن مقال الأستاذ يحيى العوض "مقال عجيب، وحججه وقطعياته أعجب"، لأنه يقطع "صلة الشيخ محمد ود ضيف الله بكتاب الطبقات المشهور والمطبوع، وينسبه إلى د. يوسف فضل، ويحمّله إثم المرويات التي وردت في الكتاب، والتي اتخذها الناس مطعناً في مذهب المتصوفة. والمقال عاطفي، يناقش قضية علمية بغرض بَيّن، دون معرفة بعلم التحقيق، أو تاريخ الكتاب." فالسجال حول هذه القضية اشتركت فيه نخبة من القراء والباحثين، وكل واحد منهم أدلى بدلوه إما مؤيداً ما ذهب إليه الأستاذ حمور زيادة، أو مناصراً الفرضية التي أنطلق منها الأستاذ يحيى العوض. وفي هذا المقال لا نود مناصرة أي من الفريقين، ولكن نحاول أن نضع الأمور في نصابها التاريخي، ونوطن للقضايا المختلف حولها في إطار الواقع الاجتماعي والثقافي الذي أسهم في صياغتها، وجعلها متداولة بين الناس، والمنهج الذي استخدمه الشيخ ود ضيف الله في توثيقها ونقلها من حيز المشافهة إلى واقع الكلمة المكتوبة والمتداولة عبر الأجيال المتعاقبة. ثم نلقى ضوءاً ساطعاً على دور المحقق، البروفيسور يوسف فضل حسن، الذي كان مدركاً بطبيعة العمل الذي قام به، دون أن يحاكم النص من منظور الثوابت الشرعية، علماً بأن النص أضحى نصاً فولكلورياً، تخلَّق في رحم مجتمع سناري متصوف، أكسبه بُعداً وظيفياً، وأضفى عليه هالةً من القدسية؛ لأنه تدثر بكرامات القوم وفيوضاتهم الخارقة.



    كتاب الطبقات

    كتاب الطبقات عبارة عن تراجم لرجال الطرق الصوفية، وبعض الملوك، والمشايخ، والقضاة والشعراء في عهد دولة الفونج (1504-1820م)، وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة، يمثل الأول منها خطبة الكتاب، ويؤرخ الثاني في إيجاز شديد لنشأة مملكة الفونج وبعض العلماء والمتصوفة الأوائل، ويحتوي القسم الثالث والرئيس منه على مائتي وسبعين ترجمةً، تتفاوت في الطول والقصر حسب المعلومات التي كانت متوفرة عن المترجم له في ذلك الزمان، وتجمع معظم التراجم بين ثناياها تفاصيل عن حياة المترجم له، تشمل مكان مولده، ونسبه لأبيه وأمه، والعلوم التي درسها، وأسماء أساتذته، والشيوخ الذين أخذ عنهم طريق القوم، ثم التلاميذ والمريدين الذين أخذوا عنه العلم أو الطريق، وأسماء الكتب التي أطلع عليها أو ألفها، فضلاً عن ذكر كراماته وخوارق العادات التي درج العامة والخاصة على تناولها عند الحديث عن سيرته أو مناقبه. وحسب البروفيسور يوسف فضل حسن لا توجد نسخة خطية أصلية، تحمل توقيع المؤلف محمد النور بن ضيف الله (1727-1810م) ، أو عنوان الكتاب، وإنما ظهر هذا الكتاب أول مرة في نسخة مطبوعة نشرها القاضي الشرعي إبراهيم صديق عام 1930م، بعنوان "كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والشعراء في السودان"، وفي العام نفسه ظهرت نسخة ثانية نشرها الشيخ سليمان داود منديل، بعنوان: "كتاب طبقات ود ضيف الله في أولياء وصالحين وشعراء السودان". وبعد بحث جاد وتنقيب دءوب استطاع البروفيسور يوسف أن يَرجِعَ هاتين النسختين المطبوعتين إلى أصولهما، ويضيف إليهما ست نسخ مخطوطة أخرى، جاعلاً عمدتها نسخة البِريَّات، بحكم أنها أقدم النسخ المخطوطة، وأقربها إلى الأصل.

    إذاً البروفيسور يوسف فضل لم يكن أول من نشر كتاب الطبقات في صورته المطبوعة، ولكنه أول من حققه تحقيقاً علمياً وافياً، استهله بمقدمة نفيسة، سرد فيها بإيجاز خلفية الظروف التاريخية والسمات الثقافية التي صُنِف فيها كتاب الطبقات، وترجم للمؤلف وأسرته، وعرَّف القارئ بالمنهج الذي اتبعه في التحقيق، وشرح في الحواشي الألفاظ الصعبة، وترجم للأعلام والأماكن، ثم ذيل ذلك بثبت للمصادر والمراجع، وفهارس للأعلام، والأماكن، والبلدان، والقبائل، والكتب التي ذُكرت في الطبقات، وبعض الكلمات والمصطلحات المشروحة في الحواشي. وبهذا الجهد المُقدر استطاع أن يستوفي كل المعايير العلمية المتعارف عليها في تحقيق المخطوطات، ويتخذ لنفسه موقفاً محايداً، يتجلى في قوله: "ليس على المحقق في مثل هذا العمل الموضوعي أن يجعل نفسه حكماً على معتقدات الناس، بل واجبه في المقام الأول استجلاء الحقائق في منهج علمي".

    أما الشيخ محمد النور بن ضيف الله فهو عالم شرعي، على درجة من الدراية بالعلوم الفقهية والقضاء، أهلته للنظر في شكاوى الناس، والإفتاء في بعض نزاعات الأرض وتمليكها في عهد الدولة السنارية. وقد ألف كتاب الطبقات استجابة لنداء "جماعة من الأخوان"، طلبوا منه أن يؤرخ لهم "مُلك السودان"، ويذكر مناقب أوليائه الأعيان. واستجابة لذلك النداء شرع الشيخ ود ضيف الله في جمع رواياته من الأخبار المشهورة والمتواترة على ألسنة الناس، وحجته في ذلك أن "الخبر المتواتر عن الأصوليين من الأقسام اليقينية التي تفيد العلم بالشيء، وتنفي عنه الشك، والظن، والوهم." واقتدى في منهجه التوثيقي بجماعة من المحدثين والفقهاء والمؤرخين، وذكر منهم: الإمام عبد الغافر الفارسي صاحب تاريخ نيسابور، والإمام جلال الدين السيوطي مؤلف حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، والحافظ ابن حجر مصنف الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، والشيخ أحمد المقري مؤلف نفح الطيب في أخبار ابن الخطيب ، ويبدو أنه استأنس أيضاً بكتاب الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني وطبقات الشافعية للإمام السُبْكي.

    لا جدال أن الروايات التي نقلها إلينا ود ضيف الله كانت مشهورة ومتداولة بين الناس؛ إلا أن المنهج الذي سلكه في تدوينها لا يفيد التواتر ولا اليقين؛ "لأن الخبر المتواتر الذي يفيد اليقين وينفي الشك والظن هو الذي يرويه الثقة العدل الضابط عن مثله" ، ومما لا شك فيه أن أغلب الرواة الذين نقل عنهم ود ضيف الله لا تتوفر فيهم الشروط التي وضعها علماء الجرح والتعديل، "فكون ود ضيف الله يسند إلى والده، أو خاله موسى ود ريَّه، أو دفع الله بن الشيخ زين العابدين، وغيرهم، لا يفيد التواتر" المتعارف عليه عن المحدثين، ولا يثبت يقيناً ولا ينفي شكاً؛ لأنه معظم روايات هؤلاء تصنف في خانة شهادات السماع المشهورة التي تحتمل الصدق كما تحتمل الكذب.

    ويبدو أن ابن ضيف الله قد سلك في هذا الشأن مسلك المؤرخين القدامى، فمحمد بن جرير الطبري، مثلاً، عندما دون تاريخه المشهور، جمع في رواياته الغث والسمين، دون أن يعرض تلك الروايات إلى معايير الجرح والتعديل، وحجته في ذلك أنها أخبار مشهورة ومتواترة، درج الناس على تداولها. فالطبري دونها حفاظاً على أمانة التدوين؛ إلا أنه لم يتدخل في تقويم متونها، أو أسانيدها، بل علق الأمر في ذمة المؤرخين الذين يأتون من بعده، ليحللوا تلك الأحداث والروايات التاريخية في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أحاط بها، وأثرت في تكوينها وتخلقها.

    ويعلق البروفيسور يوسف على هذا المنحى في التدوين بقوله: "إن كتاب طبقات ود ضيف الله ... لهو مرآة صادقة لحياة السودانيين الدينية والروحية والثقافية والاجتماعية، وسجل صادق لمعتقداتهم الدينية في ذلك العصر أياً كان رأينا فيها. وقد سجل المؤلف ما تواتر من تلك الأخبار واشتهر دون أن يتعرض لها بالنقد والتعليق، بل وقف من كل ذلك موقف الراوي الأمين. ولا شك أن المؤلف في أخباره عن الشعوذة والخرافة التي كانت رائجة في زمانه، وفي حديثه عن الكرامات وخوارق العادات التي أسبغها الأتباع على مشائخهم حتى ظنوهم قادرين على إبراء المرضى، وإحياء الموتى، والإخبار عن الغيب، قد أرخ لكثير مما لا يرضاه العقل ولا يقبله الدين، لكنه ترك لنا معلومات ثرة عن معتقدات السودانيين، والتي تمثل الجذور التاريخية لكثير مما هو سائد في سودان اليوم".





    لماذا نحاكم الطبقات بمعايير الحاضر؟

    تنطلق انتقادات النقاد لمتون ود ضيف الله من فرضية مركبة، مفادها إن كتاب الطبقات لم يعط صورة إيجابية عن واقع التصوف في السودان، وإن المؤلف لم يحدد موقفاً داحضاً للروايات الخرافية التي تقدح في صدقية طريق القوم، وإن المحقق بنشره الكتاب قد أسهم في الترويج لتلك الترهات القادحة في أهلية بعض رجال الطرق الصوفية. وفي ضوء هذه الفرضية جاءت انتقاداتهم مرتبطة بالشكل والمضمون. فمن حيث الشكل يستأنس الأستاذ يحيى العوض بقول الشيخ حماد زين العابدين، أحد مشايخ السادة العقوباب، والذي ينفي نسبة الطبقات إلى الشيخ ود ضيف الله، وانسحاباً على ذلك يقول: "إن الشيخ ود ضيف الله ليس مسؤولاً عن الكتاب الذي حمل اسمه؛ لأنه لم يترك نسخة مطبوعة، أو موقعة باسمه" ، ويشاركه في هذا الزعم الأستاذ الشاعر أحمد الخليل، أحد أحفاد الشيخ ود ضيف الله. إلا أن الأستاذ حمور زيادة يرفض هذا الزعم، ويعده زعماً فطيراً؛ علماً بأن كتب الأوائل المطبوعة والمتداولة بين أيدينا الآن لم توجد في نصوص مطبوعة، أو ممهورة بتوقيعات مؤلفيها، و"حتى لو جدنا نسخة موقعة باسم ود ضيف الله، مَنْ الذي يجزم لنا أن ذاك خطه وإمضاءه؟" ، ومن ثم يرى الأستاذ حمور زيادة أن الزعم النافي لنسبة الطبقات إلى ود ضيف الله فيه شططٌ وتكلفٌ، ولا يخدم قضية المعارضين لبعض النصوص الواردة في ثنايا الطبقات.

    لعلنا نتفق مع موقف الأستاذ حمور زيادة، علماً بأن الشيخين الجليلين الفكي محمد نور محمد بن محمد نور ود ضيف الله والسيد نور الدين أحمد بن محمد الحسن بن نور الدين ضيف الله قد أقرَّا ضمناً بنسبة كتاب الطبقات إلى جدهم ود ضيف الله، وأوضحا إلى البروفيسور يوسف فضل أن النسخة الأصلية من الطبقات قد ضاعت في المهدية، والنسخة الموجودة في حوزة الأسرة منقولة من نسخة البَرِّياب، التي جعلها البروفيسور يوسف النسخة العُمدة في تحقيقه لكتاب الطبقات. فضلاً عن ذلك فإن كاتب الشونة، أحمد بن الحاج أبو علي (ت. 1838م)، عندما أرَّخ لوفاة ود ضيف الله، وصفه بأنه "صاحب تآليف جليلة، منها كتاب الصالحين الذي ما سبقه عليه في بلاده أحد من المتقدمين والمتأخرين، وشرح ابن عطاء الله، وله أيضاً نبذة في السيرة. ولم يصلنا من مؤلفاته هذه إلا كتاب الطبقات." فلا جدال أن شهادة كاتب الشونة تعدل شهادات المعاصرين المتأثرة بانتماءاتهم الأسرية وتطلعاتهم المشروعة بوجود تصوف نقي من شوائب الشعوذة في السودان؛ لأن صاحبها عاصر ود ضيف الله، ونقل طرفاً في كتاب الطبقات في مصنفه الموسوم بـ: تاريخ ملوك الفونج. إذاً الادعاء بنسبة متون الطبقات إلى المحقق، ادعاء لا يستقيم مع واقع الحال، وكذلك قول الأستاذ يحيى العوض، نقلاً عن الشيخ حماد زين العابدين، بأن البروفيسور يوسف فضل قد ذكر في تحقيقه لكتاب الطبقات أن "الشيخ محمد بن عبد الصادق الهميم، الجد الأكبر للصادقاب، تزوج في وقت واحد من بنتين من بنات الشيخ بان النقا الضرير، جد اليعقوباب، وكذلك تزوج بنتي الشيخ أبو ندودة في رفاعة" ، قول مجافٍ للصواب؛ لأن المحقق لم يذكر هذه القصة الغريبة من نسج خياله، بل وجدها متواترة في متون المخطوطات التي أسسها عليها تحقيقه، ولم يعلق عليها من قريب أو بعيد، بل التزم بالحيدة والموضوعية في عرضها دون أن يكون طرفاً من حُجيَّة النص المروي.

    ويتمثل الموقف الثاني للنقاد في محاكمة متون طبقات ود ضيف الله في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف الحقة؛ لأن كتاب الطبقات يحفل بالعديد "من الروايات الكاذبة في حق التصوف في السودان"، والتي نسبها بعض المريدين والأصهار تباهياً وفخراً بشيوخهم؛ إلا أن أصحاب هذا الموقف ينقسمون إلى فريقين. يحاول الفريق الأول أن يحاكم روايات ود ضيف الله في ضوء الكتاب والسنة، ويقسمها إلى روايات طالحة وصالحة، فالطالحة من وجهة نظر هؤلاء تتمثل في الروايات المرتبطة بالتوسل، وعلم الغيب، والكرامات المرفوضة نقلاً وعقلاً، والعادات الخارقة، وزيارة القبور، ونصب القباب على قبور الموت؛ والصالحة يرمزون إليها بموقف الشيخ محمود العركي، الذي أمر الناس بالعِدَّة، لأن أهل السودان، حسب زعم ود ضيف الله، كانوا يزوجون المطلقة في اليوم الأول أو الثاني في تاريخ طلاقها، أي أنهم لا يلتزمون بفترة العدة، وتطهير الأرحام. وبعض المسائل التي أثارها أصحاب هذا الفريق نجدها لا تزال محل خلاف عند أنصار الفريق الثاني، ونذكر منها على سبيل المثال قضية حكم البناء على القبور والتعلق بها، إذ يعدها الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد من "أقوى أسباب الشرك"، ويوصى بعدم جواز دفن الموتى في المساجد، ويدعو ولاة الأمر بأن "يهدموا القباب والأبنية القائمة على القبور، وأن يمنعوا تشيد الجديد منها، لا أن يشجعوا ذلك ويفتتحوه، فإن في ذلك محادة لله ولرسوله، وعليهم كذلك أن يأمروا بنبش القبور التي بالمساجد، وأن ينقلوها إلى مقابر المسلمين." ولا عجب أن هذا موقف يناقض الموقف الذي يدعو إليه الأستاذ يحيى العوض والشيخ حماد زين العابدين، لأنهما يريدان أن يجملا صورة التصوف في السودان بعيداً على الترهات التي ذكرها رواة التراث والمريدون عن مشايخهم.

    إذاً الإشكالية الجوهرية تكمن في حكمنا على متون الطبقات، لا مقدمة المحقق وحواشيه الحاذقة الصنعة. هل هي متون دينية، يجب أن تهذب وتشذب وفق ثواب الشرع وأصول التصوف؟ أم هي متون "في التأريخ الاجتماعي والنفسي للشخصية السودانية الأوسطية (نسبة إلى السودان الأوسط)"؟ ومن ثم يمكن أن يستفاد منها في "معرفة ما يشكِّل مخيلة العامة، ويملي تصرفاتهم، وانفعالاتهم، ويحدد توقعاتهم. فليس مهماً أن نقرر ما إذا كانت الحوادث المذكورة في الكتاب قد وقعت، أو لم تقع، المهم هو أن جانباً كبيراً من المجتمع آمن بأنها وقعت، وأجرى حساباته، وشكِّل تصرفاته بناءً عليها، وبذلك تكوَّن لديه عقل وضمير جمعيان، يمليان انفعالات أفراده، سواء الصادرة منها من منطقة الوعي، أو من منطقة ما دون الوعي في تفكيره، وهو يكاد أن يكون مسيراً بهما." ويؤكد هذه النتيجة التي وصلها إليها الدكتور غازي صلاح أعلاه الدراسة الميدانية الجيدة التي أعدَّها الدكتور شرف الدين الأمين عبد السلام لنيل درجة الدكتوراه بجامعة إنديانا عام 1983م، ونقلها إلى العربية الدكتوران يوسف حسن مدني ومحمد المهدي بشرى، تحت عنوان: كرامات الأولياء: دراسة في سياقها الاجتماعي والثقافي، ثم نشرها معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية عام 2007م. وتمثل الدراسة في مجملها امتداداً واقعياً للكرامات التي حفلت بها طبقات ود ضيف الله، وتوطِّن لها في سياقها الاجتماعي والثقافي، ثم تحلل إفرازاتها الوظيفية القائمة على استشفاء المرضي، والمكاشفات المرتبطة بمعرفة الأشياء الخفية والتنبوء بالمستقبل، ومسخ الأنفس وتحويلها إلى أشياء أخرى، والقدرة على الطيران في الهواء والمشي على سطح الماء، والسيطرة على الكائنات الحية، وإحياء الموتى. وبهذه الكيفية يعرض الدكتور شرف الدين الأدوار الوظيفية القائمة على مفردات العلاقة الجدلية بين الولي الصالح، والراوي، وجمهور المريدين والمصدقين لكرامات الأولياء في سياقاتها الاجتماعية والثقافية المتشابهة. وعلى النسق ذاته تأتي دراسة الدكتور عبد السلام سيدأحمد، الموسومة بـ الفقهاء والسلطة في السودان: قراءة في تاريخ الإسلام والسياسية في السودان، 1500-1821م، والتي تحاول أن تصطحب واقع المجتمع السناري في تحليلها للعلاقة السياسية بين السلطة والفقهاء في سنار، وتبين أهمية ذلك التراث السناري في فهم بواعث الحركة المهدية، وتكوين الطائفية-الدينية- السياسية لاحقاً.



    خاتمة

    في ضوء هذا العرض يمكننا القول أن كتاب الطبقات هو كتاب تراثيٌ وفولكلوريٌ، يؤرخ لطرف من واقع الحياة السودانية في العهد السناري، ويحمل بين ثناياه ثلة من تراجم الأولياء، والصالحين، والعلماء، والشعراء في السودان. استقى مؤلفه، الشيخ محمد النور بن ضيف الله، رواياته من صدور حُفَّاظ ذلك التراث والمريدين له، وجمعها دون يفرض عليها المقاييس الشرعية. ولذلك جاءت بعض المتون المروية مخالفة للنقل والعقل؛ إلا أنها في الوقت نفسه تمثل نتاجاً طبيعياً للعقل السناري الذي كان مفعماً بكرامات الأولياء، وناقلاً لأحداثها التي تشكلت على صعيد الواقع، أو تلك التي نسجها الرواة من بنات أخيلتهم الشابة عن طوق المعقول والمنقول. إذاً الدعوة إلى محاكمة متون الطبقات في ضوء الكتاب والسنة وأصول التصوف دعوة فيها تنطع، وعدم موضوعية؛ لأن التاريخ لا يحاكم بمعايير الحاضر التي ترنو إلى إفراغ النص التاريخي من محتواه الاجتماعي والثقافي، ثم إعادة صياغته في قوالب نظرية تتفق مع تطلعات أصحابها الفكرية والأيديولوجية، وأحياناً العاطفية. وانسحاباً على ذلك لا يجوز اتهام المؤلف بالتقصير؛ لأنه لم يحاكم النصوص الواردة بين دفتي طبقاته وفق ضوابط الجرح والتعديل المتعارف عليها، ولا يستقيم عدلاً إلقاء اللائمة على المحقق في نصوص لم يكن راوياً لها، أو جامعاً لمفرداتها، بل يستحسن أن يُثمّن عمله الرائد في ضوء المعايير المرعية في علم التحقيق.

                  

04-19-2010, 10:26 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: لن اتعمق في كتابة الموضوع كثيرا... و لكن.. لنفترض سويا أننا نريد أن نتصل لنبلغ عن حالة طارئة

    (سواء الإسعاف أو الشرطة أو المطافىء او الكهرباء أو غيره)

    أو حتى لنفترض الخير.. و نقوول انه ودك تطلب بيتزا أو كباب او شيش طاووق للبيت بسبب ضيف مفاجىء

    أو مرض أو سوء طقس ، كيف راح يكون اتصالك....

    نأخذ عينه من أشخاص من مناطق مختلفة و لنسمح لأنفسنا بالتجسس على مكالماتهم



    نيويورك



    المتصل : الو... 911

    911: يس نحن معك... ماهو بلاغك?

    المتصل: حالة اقتحام منزل من قبل مجرمين مسلحين

    911: حدد موقعك?

    المتصل : 15 شارع مانهاتن منزل رقم 21

    911: أهدا.. سنكون هناك خلال دقائق









    لنـــــدن



    المتصل: هالو.... الإسعاف

    الإسعاف: نعم... أي خدمة?

    المتصل: الحقوني .. هيلب مي !! اشعر و كأني سوف أصاب بسكته

    الإسعاف: حدد موقعك?

    المتصل : مايفير ... 12 شارع كوينز واي

    الإسعاف : إهداأ سيصلك العون بسرعة







    القاهـــرة



    المتصل: الوووووو.... بيتزا هت

    بتزا هت : نعم معك... أي خدمة?

    المتصل: ازيك يا باشا?

    بيتزا هت : اختصر يا بيه... اي خدمة?

    المتصل: بليز.. عاوزين 2 بيتزا سوبر سوبريم حجم كبير

    بيتزا هت : عيوني يا استاذ انت تؤمر

    المتصل: الله يخليك يا باشا

    بيتزا هت: العنوان يا بيه?

    المتصل: المهندسين... 9 شارع لبنان

    بيتزا هت: ثواني و يكون طلبك عندك يابيه







    جــــــــــدة



    المتصل : الو... المطافىء... الحقوا عليا

    المطافىء: هلا اخويا... يا اخويا شويه شويه.. ايش بك

    المتصل: نار نار... حريقه

    المطافىء: كأنك قلت شيء جديد.. عارفين انها حريقه...

    المتصل : بسرعة.. الحقوا... اهلى كلهم في البيت

    المطافىء : لا تخاف .. تعرف سبب الحريق؟

    المتصل : ايش عرفني.. بسرعة

    المطافىء: طيب عطنا عنوانك

    المتصل : انا .. انا... في الكندره

    المطافىء: وين؟

    المتصل: وين... اقول.. تعرف مستشفى السلام عليكم

    المطافىء: وينها هذي ؟؟؟

    المتصل: طيب يا اخوويا تعرف سوبر ماركت كل شيء ببلاش ؟

    المطافىء: لا.... لحظة اسال عنها......

    المطافىء بعد دقايق طويلة : لا .. ما حد يعرفها... يا اخويا قول لنا مكان معروف

    المتصل : طيب... تعرف شارع الملك فهد ؟

    المطافىء وين تحديدا.. ..وين من الكبري؟

    المتصل:: جاي بالكلام يا ابوويا... تعرف سوق اليمامة؟

    المطافى: حق الذهب؟

    المتصل : ايوا

    المطافىء: ايوا اعرفه .. وين بيتك؟

    المتصل: و انت جاي و نازل من الكبري.. امشي الين توصل الاشارة.... وبعدها ارجع ريتيرن مع نفس الخط من تحت الكبري...

    المطافىء: وبعدين.. اخلص

    المتصل: طيب... لما ترجع راح تمر على مكتب عمدة العمارية. و الكندرة. اتركه... و امشي سيدا

    راح تمر من عند فندق الدار و بعده مطعم البيك.. اتركهم و امشي سيدا....راح يجيك شارع على اليمين.. اتركه.. و طووووووول..... و بعدها تجيك محطة بنزين.. و بعدها دار الامتياز للشقق المفرووشة... خش من هناك...

    و اسال عن مسجد سعيد بن جبير

    المطافىء: مسجد ايش؟

    المتصل: بن جبير

    المطافىء: صحابي هذا؟

    المتصل: لا.. و انت ايش لك... عمى

    المطافى: اقول لا تغلط .. ايش بك؟

    المتصل: مشبك في حلقك.. المهم خليني اكمل لك وصف

    المطافىء: طيب .. كمل يا ابويا

    المتصل: لما توصل للمسجد.. راح تشوووف بقالة عم عبده الحرامي... ادخل الزقاق للي جنبها.. و بعدها تشوف ثلاث عمائر زرقا تشبه بعض.. و بعدها عمارة بنيه.. تحتها حارس هندي نايم لابس فوطه كستنائي.... اتركه.....

    المطافىء : كستنائي فاتح او غامق؟

    المتصل: يا ابويا ايش بك.. الحقونا ياخي

    المطافىء: طيب وين بيتكم؟

    المتصل: وين وصلنا؟

    المطافىء: عند الهندي ابو كستنائي

    المتصل: طيب.... بعدها لف يمين في شمال في يمين.. راح تلقى عمارة تحترق...هذي هيا عمارتنا

    المطافىء: وين ؟؟؟ وين من بيت هيثم و تامر المستلج؟

    المتصل: ايوا.. انتا تعرفهم؟

    المطافىء: كيف ما اعرفهم.. كنا عيال حارة وحدة ايام زماان.. هيثم صاحب الكابروس الصابونة الحمرا

    المتصل: هذول جيراننا.. عمارتهم قدام عمارتنا

    المطافىء: خلاص.. باشوف لو الشباب موجودين ارسلهم لك

    المتصل: يؤ يؤ يؤ.. طيب يا موجودين

    المتصل: تهيء تهيء تهيء.. اقول... العمارة طاحت على اهلي.. ارسل لنا الاسعاف

    المطافىء: كل هذي الرجة عشان تبغى اسعاف.. يا ابويا.. هذي مطافىء... اتصل على الاسعاف واطلب لك سيارة...باااي.. الله يتولاك برحمته



    المتصل بسرعة: الو الاسعاف

    الاسعاف: نعم.. خير..

    المتصل : ابغى سيارات اسعاف.. البيت احترق باهلي

    الاسعاف: طيب.. وين بيتك؟

    المتصل : لا حول و لا قوة الا بالله

    المتصل : تعرف بيت هيثم المستلج؟

    الاسعاف: لا... مين هذا؟

    المتصل: طيب تعرف بيت مين في الكندره؟

    الاسعاف: اعرف بيت ارحامي هناك

    المتصل : من هم ?

    الاسعاف: بيت "الفلاني "

    المتصل: غيرهم.. ما اعرفهم بلا بشكلهم

    الاسعاف: عيب عليك.. عيال حارتك هذوول... طيب وين من بيت "علان العلاني"

    المتصل : عليك نووور..... انت اوصل لبيتهم.. و عمارتنا وراهم على طول.. راح تشوووف اثار النيران و الدخاخين في كل مكااان

    الاسعاف: طيب .. ان شاء الله راح يكونوا عندك

    المتصل: لحظة

    الاسعاف: هلا

    المتصل: تعرف على اي رقم نتصل لو كانت عندنا حالات وفاة ؟؟؟





    فهمتم الموضوع ؟؟؟

    لو طلبت منكم توصفوا لي بيتكم في سطر او سطرين... هل تقدر توصفه بحيث اني ما اضيعه !؟؟

    سوف تكون محظوظ جدا اذا كنت تسكن بجوار فندق خمس نجوم أو مطعم معروف جدا او مستشفى خاص كبير




                  

04-19-2010, 11:06 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: دونالد ترامب )) ,,,, مليونير أمريكي يصفق كالسلاطين القدامى فيؤتى إليه بما يشاء ,,
    حقق شهرة عريضة في مجال المال والأعمال والكتابة ,, ضالع في التألق يتحدث كساحر
    من أرض الأساطير عندما يتحدث عن ثروته ,, منجم ذهب بشري متحرك ,, رجل واضح
    غامض جامح يعيش عالماً من النصائح الصادقة فصاحب المال أحياناً لا يسمع إلا الهتاف ,,
    قال في مقابلة تلفزيونية له ,, لو سقطت مني ألف دولار لا أستطيع أن انحني والتقطها
    عن الأرض لأن انحنائي قد يضيع علي مليوناً فوقتي من الماس !!
    له برنامج مثير (( المتدرب )) وهو برنامج يختبر فيه قدرات رجال وسيدات الأعمال
    الشباب ومن يفوز منهم يحصل على فرصة عمل في مجموعة شركات (( ترامب )) ,,
    له سبعة مؤلفات شيقة احتلت قائمة أفضل المبيعات كان آخرها كتاب حديث صدر
    في أكتوبر من العام الماضي (( لماذا نرغب أن نضمك إلى قائمة الأثرياء ؟؟ )) ,,,
    يقفز هذا الكتاب حالياً على عرش الكتبفي إدارة الأعمال والمال ألفه بالاشتراك مع
    (( روبرت كوساكي )) الياباني الأصل مؤلف كتاب (( الأب الفقير الأب الغني )) ,,,
    سليط اللسان سأله صحفي عندما طلق زوجته التشيكية الأصل (( إيفانا ))
    وكانت بطلة في التزلج هربت إلى أمريكا ,,, لماذا طلقت زوجتك التي كان
    المجتمع يحسدك على الفوز بجمالها ورشاقتها؟؟ ,,
    أجابه (( ترامب )) ,, هذا المجتمع الذي يحسدني على جمالها لم يعش معها
    أسبوعاً واحداً ليكتشف سلاطة لسانها وقبح طباعها ,,
    يروي (( ترامب )) هذه القصة حدثت له مع رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة ذات مغزى ,,
    فالانسان بحاجة دائمة إلى ملاقاة نفسه يقول (( ترامب )) ,,
    كان يوماً فظيعاً حققت فيه خسائر فادحة في سوق البورصة جعلني أبدأه بمزاج
    غاضب مضطرب معكر وغير ودود ,, لم تكن نيويورك في هذا الصباح مرصوفة بالدولارات ككل صباح ,, قررت ألا أذهب إلى مكتبي في الطابق 26 من بنايتي (( ترامب تاور))
    التي تطل على (( سنتر بارك )) في قلب نيويورك حيث الفردية والأنانية واللهاث المسعور
    خلف المال على حساب الأخلاق والمعاني ,, قررت الذهاب إلى مكان آخر ,, كان هذا المكان إحدى البنايات المنزوية التي أملكها ويعمل بها نخبة من المحاسبين ومراقبي الحسابات ,,
    هبطت من سيارتي الفاخرة الغالية الثمن مبتهجا كان صوتي العالي وأنا أتحدث
    مع السائق الذي فتح لي باب العربة مرتبطاً بمزاجي الذي أفسدته البورصة ,,
    اتجهت إلى باب العمارة ,, كان في الزاوية اليمنى حيث السلم الصغير
    المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة
    يتكور بجسده الصغير وآلامه الكبيرة في كرسيه المتحرك ,,
    كان يبذل مجهوداً ملموساً ليفتح الباب الخارجي للمبنى فقد كان يضع صندوق إفطاره
    الورقي على فخذه ,, ما إن شاهدني حتى تبسم بهدوء وألقى عليَ تحية الصباح ورحب بي ,,
    نظرت إليه بنظرة متعالية ولم أرد عليه كأنني نسيت الكلام فاجاني ثانية بقوله يوماً جميلاً
    ياسيد (( ترامب )) أليس كذلك ؟؟ ,, هلا ساعدتني في فتح الباب من فضلك ,,
    أمسكت الباب وانا أنظر إليه وقد اعتراني خجل شديد وشعرت بإرتباك جاهدت ان
    أخفيه بسبب ذلك التعبير البري الذي بدأ مرتسماً على وجهه ,, قلت له وما الذي
    يجعلك تعتقد أنه يوم جميل !! ,, نظر إليَ نظرة ذات مغزى ورد في هدوء لا يخلو من
    الاتزان والقوة العفوية ,, مازلت أتنفس يا سيد ترامب ما زلت أتنفس ,,
    بعثرني رده تلعثمت تعلقت عيناي به اخذت أتابعه وهو يمضي بالممر بكرسيه المتحرك
    وصوته يكرر عبارات الشكر كانه ألقمني رملاً ناعماً ومضى !!
    اتجهت بعد ذلك إلى أقرب موظف في مربع الاسقبال ,, أخرجت قلماً وسجلت على ورقة بيضاء
    (( استبدلوا هذا الباب حالاً بباب أتوماتيكي من أجل أصحاب الاحتياجات الخاصة ,,
    ثم مضيت للمصعد بعد ذلك وأنا أتألم في عنف فقد كنت بعيداً كل البعد عما يشعر البشر الحقيقيون ويحسونه كنت في عزلة باردة يخيل إليَ انني كنت أعمى نعم أعمى !! كم أشكر الرب الذي
    أزاح عن عيني الغطاء ,,
    ما رأيكم !!
    هل ستقفون بعد هذه القصة لفتح باب لذوي الاحتياجات الخاصة؟؟ ,,
    لقد توقف (( ترامب )) لحظة ليفتح الباب لذلك الجميل فاستلم رسالة مجانية تتوهج حباً ويقيناً وثقة بمعنى الحياة ,, بدأ بها نهاراً جديداً,,
    فهلا توقفت لحظة من أجل انسان من أصحاب الاحتياجات الخاصة ,,,,
    جرب قد تعود محملاً بأشياء جميلة ,, جرب !!!!!!
    د.فؤاد عزب

                  

04-19-2010, 11:09 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: دونالد ترامب )) ,,,, مليونير أمريكي يصفق كالسلاطين القدامى فيؤتى إليه بما يشاء ,,
    حقق شهرة عريضة في مجال المال والأعمال والكتابة ,, ضالع في التألق يتحدث كساحر
    من أرض الأساطير عندما يتحدث عن ثروته ,, منجم ذهب بشري متحرك ,, رجل واضح
    غامض جامح يعيش عالماً من النصائح الصادقة فصاحب المال أحياناً لا يسمع إلا الهتاف ,,
    قال في مقابلة تلفزيونية له ,, لو سقطت مني ألف دولار لا أستطيع أن انحني والتقطها
    عن الأرض لأن انحنائي قد يضيع علي مليوناً فوقتي من الماس !!
    له برنامج مثير (( المتدرب )) وهو برنامج يختبر فيه قدرات رجال وسيدات الأعمال
    الشباب ومن يفوز منهم يحصل على فرصة عمل في مجموعة شركات (( ترامب )) ,,
    له سبعة مؤلفات شيقة احتلت قائمة أفضل المبيعات كان آخرها كتاب حديث صدر
    في أكتوبر من العام الماضي (( لماذا نرغب أن نضمك إلى قائمة الأثرياء ؟؟ )) ,,,
    يقفز هذا الكتاب حالياً على عرش الكتبفي إدارة الأعمال والمال ألفه بالاشتراك مع
    (( روبرت كوساكي )) الياباني الأصل مؤلف كتاب (( الأب الفقير الأب الغني )) ,,,
    سليط اللسان سأله صحفي عندما طلق زوجته التشيكية الأصل (( إيفانا ))
    وكانت بطلة في التزلج هربت إلى أمريكا ,,, لماذا طلقت زوجتك التي كان
    المجتمع يحسدك على الفوز بجمالها ورشاقتها؟؟ ,,
    أجابه (( ترامب )) ,, هذا المجتمع الذي يحسدني على جمالها لم يعش معها
    أسبوعاً واحداً ليكتشف سلاطة لسانها وقبح طباعها ,,
    يروي (( ترامب )) هذه القصة حدثت له مع رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة ذات مغزى ,,
    فالانسان بحاجة دائمة إلى ملاقاة نفسه يقول (( ترامب )) ,,
    كان يوماً فظيعاً حققت فيه خسائر فادحة في سوق البورصة جعلني أبدأه بمزاج
    غاضب مضطرب معكر وغير ودود ,, لم تكن نيويورك في هذا الصباح مرصوفة بالدولارات ككل صباح ,, قررت ألا أذهب إلى مكتبي في الطابق 26 من بنايتي (( ترامب تاور))
    التي تطل على (( سنتر بارك )) في قلب نيويورك حيث الفردية والأنانية واللهاث المسعور
    خلف المال على حساب الأخلاق والمعاني ,, قررت الذهاب إلى مكان آخر ,, كان هذا المكان إحدى البنايات المنزوية التي أملكها ويعمل بها نخبة من المحاسبين ومراقبي الحسابات ,,
    هبطت من سيارتي الفاخرة الغالية الثمن مبتهجا كان صوتي العالي وأنا أتحدث
    مع السائق الذي فتح لي باب العربة مرتبطاً بمزاجي الذي أفسدته البورصة ,,
    اتجهت إلى باب العمارة ,, كان في الزاوية اليمنى حيث السلم الصغير
    المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة
    يتكور بجسده الصغير وآلامه الكبيرة في كرسيه المتحرك ,,
    كان يبذل مجهوداً ملموساً ليفتح الباب الخارجي للمبنى فقد كان يضع صندوق إفطاره
    الورقي على فخذه ,, ما إن شاهدني حتى تبسم بهدوء وألقى عليَ تحية الصباح ورحب بي ,,
    نظرت إليه بنظرة متعالية ولم أرد عليه كأنني نسيت الكلام فاجاني ثانية بقوله يوماً جميلاً
    ياسيد (( ترامب )) أليس كذلك ؟؟ ,, هلا ساعدتني في فتح الباب من فضلك ,,
    أمسكت الباب وانا أنظر إليه وقد اعتراني خجل شديد وشعرت بإرتباك جاهدت ان
    أخفيه بسبب ذلك التعبير البري الذي بدأ مرتسماً على وجهه ,, قلت له وما الذي
    يجعلك تعتقد أنه يوم جميل !! ,, نظر إليَ نظرة ذات مغزى ورد في هدوء لا يخلو من
    الاتزان والقوة العفوية ,, مازلت أتنفس يا سيد ترامب ما زلت أتنفس ,,
    بعثرني رده تلعثمت تعلقت عيناي به اخذت أتابعه وهو يمضي بالممر بكرسيه المتحرك
    وصوته يكرر عبارات الشكر كانه ألقمني رملاً ناعماً ومضى !!
    اتجهت بعد ذلك إلى أقرب موظف في مربع الاسقبال ,, أخرجت قلماً وسجلت على ورقة بيضاء
    (( استبدلوا هذا الباب حالاً بباب أتوماتيكي من أجل أصحاب الاحتياجات الخاصة ,,
    ثم مضيت للمصعد بعد ذلك وأنا أتألم في عنف فقد كنت بعيداً كل البعد عما يشعر البشر الحقيقيون ويحسونه كنت في عزلة باردة يخيل إليَ انني كنت أعمى نعم أعمى !! كم أشكر الرب الذي
    أزاح عن عيني الغطاء ,,
    ما رأيكم !!
    هل ستقفون بعد هذه القصة لفتح باب لذوي الاحتياجات الخاصة؟؟ ,,
    لقد توقف (( ترامب )) لحظة ليفتح الباب لذلك الجميل فاستلم رسالة مجانية تتوهج حباً ويقيناً وثقة بمعنى الحياة ,, بدأ بها نهاراً جديداً,,
    فهلا توقفت لحظة من أجل انسان من أصحاب الاحتياجات الخاصة ,,,,
    جرب قد تعود محملاً بأشياء جميلة ,, جرب !!!!!!
    د.فؤاد عزب

                  

04-20-2010, 02:11 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: في احدى المحاضرات التي تضم العدد الكبير والكبير من الطلاب



    كان الدكتور يتحدث عن القران الكريم ومايحمله من فصاحه ودقة عجيبه



    لدرجة انه لو استبدلنا كلمة مكان كلمه لتغير المعنى وكان يضرب أمثله لذلك...



    فقام أحد الطلاب العلمانيين وقال :



    انا لا أؤمن بذلك فهنالك كلمات بالقران تدل على ركاكته



    والدليل هذه الآية..((ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ))



    لم قال رجل ولم يقل بشر؟!



    فجميع البشر لا يملكون ألا قلبا واحدا بجوفهم سواء كانوا رجالا او نساء .؟!؟؟





    في هذه اللحظة حل بالقاعة صمت رهيب ..



    والأنظار تتجه نحو الدكتور منتظرة إجابة مقنعه



    فعلا كلام الطالب صحيح لا يوجد بجوفنا إلا قلب واحد سواء كنا نساء أو رجالا



    فلم قال الله رجل..؟!؟



    أطرق الدكتور برأسه يفكر بهذا السؤال وهو يعلم انه اذا لم يرد على الطالب سيسبب فتنة بين الطلاب قد تؤدي الى تغيير معتقداتهم ...



    فكر وفكر ووجد الاجابه التي تحمل اعجاز علمي باهر من المستحيل التوصل اليه الا بالتأمل والتفكير العميق بآيات الله ..



    قال الدكتور للطالب : نعم الرجل هو الوحيد الذي من المستحيل أن يحمل قلبين في جوفه ولكن المرأة قد تحمل قلبين بجوفها



    اذا حملت فيصبح بجوفها قلبهاوقلبالطفلالذي بداخلها



    انظروا الى معجزة الله بالارض



    كتاب الله معجزة بكل آية فيه بكل كلمه



    فالله لايضع كلمه في ايه الا لحكمة ربانيه



    ولو استبدلت كلمه مكان كلمه لاختلت الايه



    اللهم اننا امنا بك وبكتابك وبسنة رسولك الكريم

                  

04-20-2010, 02:25 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

04-20-2010, 03:06 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

04-25-2010, 01:30 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكر قبل أن تعمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de