|
الاحزاب لم تنسحب من الانتخابات بل اسمائها موجودة في قوائم الترشيح ولكنها جبنت وعرفت حجمها
|
عند ذهابي للترشيح يوم امس وبعد مطالعتي لقوائم المرشحين وجدت كل المرشحين لرئاسة الجمهورية من الاحزاب والمستقلين , الذين يروجون بانهم انسحبوا من السباق الرئاسي , هذا كذب صريح وتضليل وتغيب للحقائق في حق الشعب السوداني, لم يحصل اي انسحاب من اي حزب او شخص من السباق الانتخابي ولكن الحصل انه اي الاحزاب عرفت انها فاشلة وانها لا تقوى علي مواجهة الحزب الحاكم , لذا روجت لانسحاب لم تقم به حقيقة وانما هي تشارك في الانتخابات علي استحياء وجبن وخوار , ما اعرفه ويعرفه كل شخص عادي من الشارع ان هناك مدة معلنة لسحب المرشحين اسمائهم من الانتخابات , لم يتم او لم تقوم بذلك الاحزاب في وقته بل لم تسحب احدا ولم يروج احد بانه منسحب , بدات الحملات الانتخابية شاركت فيها كل الاحزاب ومرشحيها بضراوة , بل استغلوا كل المساحات المعلنة للتعريف بنفسهم والنيل من الحكومة , وعند طباعة اوراق الانتخابات كانت اسمائهم موجودة وهي موجودة اليوم في كل قوائم الانتخاب في كافة ارجاء البلاد ومراكزها الانتخابية , لذا لا اقتنع ابدا بان ما حدث هو انسحاب من الانتخابات , ولكنها الهزيمة المبكرة التي استشعرتها الاحزاب , خوف الهزيمة النكراء وحده من جعلها تمارس الكذب والتدليس علي عضويتها وعلي الشعب السوداني , هذا الامر يقدح في اهلية هذه الاحزاب ويساهم بشكل مفرط في التدليل علي انه لا توجد احزاب حقيقية مؤهلة لان يقوم الشعب السوداني باعطائها صوته وتمثيله علي اي مستوى من المستويات . ورغم ان اطعن في تصرفات موظفي مفوضية الانتخابات الا اني اقول بصراحة ان البشير وحزبه الحاكم لم يكن بحاجة ابدا الي تزوير او التفاف لفوزه بالانتخابات , فالشعب السوداني ملتف حوله وبذكائه عرف ان هذه الاحزاب ما هي الا مكملات للديكور الحكومي ولكنها تمثل نسخة سيئة الصنع من ديكور غير جميل لشكل الحكم في السودان ومعارضته , الشاهد علي كل ذلك ان احزابنا رغم مقاطعتها الا انها الاشد متابعة بما يدور في الانتخابات والاستقصاء عن خباياها , بل الاكثر من ذلك انها تساهم في تاجيج نار هذه الانتخابات بعد انسحابها وتصوير ان هناك ضراوة بالسباق الانتخابي , وهو دور اجادت القيام به اي تلك الاحزاب . لذا انا احمل الاحزاب ( وحيدة) ما يحدث الان وما سيحدث مستقبلا للسودان , فهي لم تكن مؤهلة للقيام بدورها ابدا , بل لم تكن مؤهلا اصلا للجلوس في مواجهة الحكومة معارضة لها , ولكنها اي المعارضة تساهم في تجميل شكل الحكومة وتقديمها بشكل مقبول ولائق . ( هذه هي الحاجة التي كانمت في نفسي لحظة انتخابي البشير)
|
|
|
|
|
|