الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق !!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 03:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2010, 05:37 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    Quote: د. خالد عودة في أخطر حوار عن غرق الدلتا

    [19:54مكة المكرمة ] [21/12/2008]

    - أبحاثي جرس إنذار ومسئولونا ليس لديهم علم بهذا الخطر

    - اختلاط مياه البحر بالمياه الجوفية من أبرز شواهد غرق الدلتا والسواحل

    - 62% من الدلتا معرَّضة للغرق لأن ارتفاعها أقل من 5 أمتار من سطح البحر

    - الإسكندرية القديمة آمنة والخوف على التوسعات على حساب بحيرة مريوط

    - 40% من سكان مصر و80% من مصانعها مهدَّدة بالانهيار

    - مَصبُّ النيل سيتحوَّل إلى مدينة فوَّه بدلاً من رشيد إن لم يتم إنقاذه

    - الحوائط البحرية الإسمنتية حلٌّ مؤقتٌ في حال ارتفاع سطح البحر مترين

    - السد العالي منع الطمي عن الدلتا والحلُّ في نهرٍ جديدٍ بين البحيرة والخزان

    - الكثبان الرملية الصناعية بين السواحل في الشمال وشاطئ البحيرات حلٌّ عاجلٌ

    - خليج أبو قير والبرلس أخطر مناطق تسرب ذوبان المياه للمنطقة



    حوار- أحمد عبد الفتاح:

    يستعد الدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط خلال الأسابيع القادمة لتقديم أخطر تقرير علمي؛ لعرضه على القيادة السياسية حول إنقاذ مصر من التغيرات المناخية وحماية منطقة الدلتا ومدينة الإسكندرية من الغرق شبه التام على مدار الـ100 عام المقبلة.



    (إخوان أون لاين) سارع إلى لقاء الدكتور عودة في مكتبه بقسم الجيولوجيا بجامعة أسيوط فور انتهائه من إعداد التقرير؛ لمعرفة أهم ملامح التقرير المقرر تقديمه إلى القيادة السياسية والنتائج المترتبة على تلك التغيُّرات المناخية والحلول التي حدَّدها التقرير الذي أُعِدَّ جزءٌ كبيرٌ منه خلال شهور اعتقاله على ذمة القضية العسكرية الملفَّقة لقيادات الإخوان المسلمين.. فإلى نص الحوار:



    * بدايةً.. ماذا عن التغيرات المناخية وأسباب حدوثها وتأثيرها في المنطقة؟

    ** التغيرات المناخية تغيُّراتٌ أحدثها الإنسان، ونحن تعوَّدنا عليها كجيولوجيين في التاريخ الجيولوجي، ونحن ندرِّس لأبنائنا وتلاميذنا أن هناك تغيراتٍ مناخيةً على مدى الزمن وعلى مدى العصور كلها، وأحيانًا تسبِّب هذه التغيرات انقراض الحياة على الأرض، وحدث مثل هذا الأمر كثيرًا في الزمن الجيولوجي، وآخر مرة حدثت فيها مثل تلك التغيرات التي أدَّت إلى انقراض الحياة كانت منذ 55 مليون سنة، وتم اكتشاف قطاع الدببية في جنوب الأقصر الذي وصف لنا ما حدث في هذا الوقت، وكان لي الشرف أن أكون رئيس الفريق الدولي المسئول عن هذا الكشف المهم.


    خالد عودة: التغيرات المناخية تغيُّرات أحدثها الإنسان




    وأسباب التغيرات المناخية في الماضي في معظمها ارتفاع درجة الحرارة، حتى لو كانت أسباب الارتفاع أسبابًا أخرى غير الأسباب التي تحدث الآن (انبعاث الكربون)؛ فدرجة الحرارة عندما ترتفع تسبِّب قتل الحياة.



    ومصدر الحرارة على مرِّ العصور هو الكربون، والثابت علميًّا- وعبر العصور- أن انبعاث الكربون هو ما يسبِّب ارتفاع درجة الحرارة؛ فالكربون قادرٌ على امتصاص الأشعة المنطلقة من الأرض وتخزينها في الأرض؛ ولذلك نسمِّيه حابسًا للحرارة.



    ما حدث في العصور الماضية كان بسبب زيادة نسبة الكربون، لكن أسباب انبعاث الكربون اختلفت؛ ففي الماضي كان الانبعاث بسبب البراكين التي كانت تملأ الأرض؛ حيث كان الكربون ينبعث منها ويملأ الجو على حساب الأكسجين، ثم ينتقل من الجو إلى البحار أو العكس؛ حيث يخرج الكربون من البراكين في قيعان البحار وينتشر في المياه على حساب الأكسجين الموجود في المياه، ثم ينطلق من مياه المحيطات إلى الهواء؛ لأن الدورة واحدة من الهواء إلى الماء والعكس.



    الجديد في الأمر- وهو ما حدث في العصر الحاليِّ والزمن الحاليِّ- أن الإنسان هو من عجَّل بهذه الدورة وعجَّل بتغيير المناخ؛ لأن المناخ- إن عاجلاً أو آجلاً- كان سيتغير، ولكن الإنسان عجَّل بهذا التغير عدة الآلاف من السنين.



    والثابت علميًّا أن هذا الكربون المنبعث سببُه الرئيسي الفحم والبترول وبعض الزراعات، ولكن الغازات الخارجة من البترول ومشتقَّاته والفحم أكبر بكثير من الانبعاثات الناتجة من هذه الزراعات.



    غرق مصر

    * نشرتم سلسلةً من المقالات أثناء وجودكم بالسجن على ذمة القضية العسكرية لقيادات الإخوان المسلمين؛ تحدَّثتم فيها عن غرق مصر.. كيف اكتشفتم ذلك التهديد المحدق بمصر؟

    ** البداية كانت من تقرير الأمم المتحدة الثالث الصادر في عام 2001م حول التغيُّرات المناخية، والمُسمَّى تقرير الهيئة الحكومية الدولية، ثم أعقب هذا التقريرَ المهمَّ والخطير عدةُ تقاريرٌ عن الأمم المتحدة، خاصة بارتفاع مستوى سطح البحر في العالم، ثم بدأ بعض الجيولوجيين في مصر- منهم الأستاذ الدكتور محمد الراعي في الإسكندرية- في التنبيه على مسألة ارتفاع منسوب المياه في البحر المتوسط، وأجرى بالفعل بعض الأبحاث التي أثبتت أن تأثير المياه في الإسكندرية سيكون كبيرًا.


    البداية كانت من تقرير الأمم المتحدة الثالث الصادر في عام 2001م




    في نفس الوقت أبدى البنك الدولي قلقه من هذا الأمر، وشكَّل فريقًا بحثيًّا بناءً على تقارير الأمم المتحدة، وكان الغرض من وراء تشكيل هذا الفريق هو البحث وراء النتائج التي ستُصيب البلاد النامية من جرَّاء التغيُّرات المناخية، وبالفعل أصدر هذا الفريق البحثي الدولي تقريره المهم والخطير في عام 2007م، والذي اعتمدتُ عليه في أبحاثي بعد ذلك، وكنتُ حينها في السجن.



    وهذا التقرير بالذات كان أخطر من كل التقارير السابقة؛ فنحن تحدَّثنا قبل ذلك وكتبنا وتناقشنا، ولكننا لم نكن نتصوَّر أن الأثر من الممكن أن يكون بهذا السوء وبهذه الخطورة، ويكفي أن نعرف أن اللجنة التي كتبت هذا التقرير حصلت على جائزة نوبل في عام 2007م بسبب الجهد المبذول في هذا التقرير وخطورته.



    * ما أهم النتائج التي توصَّل إليها هذا التقرير؟

    ** التقرير أكد أن مستوى سطح البحر سوف يرتفع خلال هذا القرن بحدٍّ أدني 30 سم، وبحدٍّ أعلى 67 سم، ولكن اللجنة عادت وحذَّرت في تقريرها من أنها لم تضع في الحسبان وقت وضع التقرير المعدلات العالية لذوبان الجليد في القطبين؛ حيث فوجئت بعد وضعها التقرير بأن هناك كتلةً جليديةً في القطب الجنوبي المتجمِّد تسمَّى "الكتلة الغربية"، وهي كتلة كبيرة ارتفاعها نحو 1000 متر بدأت في الذوبان، بالرغم من أن درجة حرارة هذه الكتلة أقل من 40 درجة تحت الصفر، والأخطر أنهم اكتشفوا أن هذا الذوبان يدفع الكتلة إلى الاندفاع ناحية البحر، وهو ما سيتسبَّب في كارثةٍ مناخيةٍ عالميةٍ؛ حيث سيتسبَّب ذوبان هذه الكتلة- في حالة ارتطامها بمياه المحيط- في رفع مستوى سطح البحر بنحو 5 أمتار دفعةً واحدةً.



    * وما تأثير ارتفاع منسوب سطح المياه بنحو 5 أمتار في مصر؟

    ** لك أن تتخيَّل أنني عندما نظرت إلى الدلتا وجدت أن أقصى ارتفاع لها عن مستوى سطح البحر موجودٌ في القليوبية عند المنطقة التي يتفرَّع فيها النيل إلى فرعين، ويبلغ هذا الارتفاع نحو 20 مترًا، ثم تبدأ الدلتا في الانخفاض في اتجاه البحر بشكلٍ مروحي في جميع الاتجاهات حتى تصل إلى صفر وناقص 8 أمتار عن سطح البحر!.



    أبحاث السجن

    * علمنا أنكم أثناء اعتقالكم على ذمة القضية العسكرية الملفَّقة أجريتم بعض الأبحاث حول تأثير التغيرات المناخية في مصر.. فما الذي دفعكم إلى الخوض في مثل هذا الأمر وأنتم في هذه المحنة؟

    ** أنا أحبُّ أن أعمل على إجراء أبحاثٍ تخدم البلد والناس، والذي أطمع أن أجد فيه ثوابي وجزائي عند الله، ولا ننظر إلى أي مقابل دنيوي؛ فمن المعروف في وسط العلماء أن من يُجري أبحاثًا بعد حصوله على درجة الأستاذية يُجريها من أجل البحث العملي فقط؛ لأنه لن يحصل على درجةٍ أعلى أو ترقيةٍ، ولا أنتظر حتى تكريمًا من الدولة؛ لأننا ننتمي لدعوة الإخوان، وهذا سببٌ كفيلٌ بحرمانك من أي تكريم من قِبل الدولة.


    عودة: فوجئت بأنه لا يوجد أي مسئول في البلاد لديه علم بالخطر المحدق بنا!




    وفوق كل هذا فقد فوجئت بأنه لا يوجد أي مسئول في البلاد لديه علم بالخطر المحدق بنا؛ فوزير البيئة حضر بعض الاجتماعات، ولكن كان وقتها كل الحديث عن حدِّ الانبعاثات، وهو الموضوع الذي تتحدَّث فيه اتفاقية "كيوتو"، وكان كل تركيزه على جمع أموالٍ من هذه الاجتماعات لعمل مشاريع حفظ الانبعاثات، وهو ما حدث بالفعل، لكنهم لم يحلُّوا المشكلة الكبرى، وهي غرق البلاد، فأردتُ أن تكون أبحاثي هذه كجرس إنذار للمسئولين؛ ليبدءوا في التفكير جديًّا بالخطر المحيط ببلدنا.



    لأن هذا الأمر جدّ خطير؛ فيكفي أن نعرف أن التقرير الرابع الصادر عن الأمم المتحدة أكَّد أنه لو توقَّفت كل انبعاثات الكربون الآن- وهو أمر بالطبع مستحيل- فسوف يستمر ارتفاع منسوب سطح البحر ما بين قرنين وثلاثة بمعدل 60 إلى 110 سم، أما إن فشلنا في وقف الانبعاثات الآن- وهو ما يحدث الآن- وأوقفناها بين عام 2040م إلى 2050م فإن البحر سوف يرتفع بمعدل 150 إلى 250 سم، وهو رقم مفزع.



    * هل هناك دلائل حية موجودة الآن تدلِّل على ارتفاع مياه سطح البحر؟

    ** بالطبع؛ فالتقارير عندما تحدثت عن الزيادة كانت تتحدَّث عن أن الزيادة بالطبع تدريجية؛ لأنه يستحيل أن تزيد المياه بين يوم وليلة، وكل التوقُّعات كانت تتحدَّث عن الزيادة في خلال 100 عام، وتحديدًا على مدار القرن الحادي والعشرين، والذي مرَّ منه نحو 10 أعوام حتى الآن.



    ووَفق أكثر التوقعات تفاؤلاً فإن المياه تزيد بنحو 10 سم كل عام، ولعل أبرز الشواهد التي تدلل على هذه الظاهرة الآن هو اختلاط مياه البحر بالمياه الجوفية بمناطق الساحل الشمالي؛ فأغلب المياه الجوفية في الساحل الشمالي الآن بها نسبة ملوحة مرتفعة بسبب اختلاط مياه البحر بها، كما يمكننا ملاحظة ظاهرة ردم الشواطئ وبناء مصدَّات الأمواج في مدينة الإسكندرية خوفًا من زيادة منسوب سطح البحر، والمحافظ السابق خصَّص نحو 300 مليون جنيه لهذا الغرض؛ لأنه من الثابت علميًّا أن منسوب سطح البحر ارتفع 18 سم في القرن العشرين.



    من بورسعيد إلى السلُّوم

    * ما أهم النتائج التي توصَّلتم إليها، سواءٌ من أبحاثكم التي أجريتموها داخل السجن أو تلك التي أجريتموها بعد خروجكم قبل تسعة أشهر مضت؟

    ** نتائج كل أبحاثي وضعتها في تقريرٍ عكفت عليه مدة طويلة؛ يشمل باختصار النتائج المترتبة على كل سواحل مصر (3500 كم) في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر، ونظرًا لخطورة الأمر قمتُ بالنظر إلى كل منطقة على حدة، وقمتُ بتقسيم السواحل المصرية كلها إلى مناطق صغيرة للغاية، وبحثتُ في تأثير ارتفاع سطح البحر في كل منطقة على حدة، وشملت أبحاثي كل السواحل المصرية؛ بدءًا من بورسعيد شرقًا إلى السلُّوم غربًا وجنوبًا حتى شواطئ البحر الأحمر.



    ووَفق النتائج التي توصَّلتُ إليها فإن التأثير الأكبر سوف يظهر في منطقة الدلتا، وهي نفس النتائج التي توصَّلتْ إليها تقارير الأمم المتحدة وتقارير البنك الدولي، ولكن هذه التقارير لم تحدِّد بالضبط مكمن الخطورة والآثار المترتبة بالضبط، وكذلك طرق العلاج، وهي الأمور التي انفرد بها التقرير الذي شرفت بوضعه.



    * وما هو مكمن الخطورة والآثار المترتبة على ذلك وفقًا للنتائج التي توصَّلتم إليها؟

    ** هناك أماكن في الدلتا في غاية الخطورة، بل إنه عبر هذه الأماكن وعلى مرِّ التاريخ الجيولوجي كان البحر يزيد ويصل إلى الفيوم، وزاد هذا الأمر في العصر الجيولوجي الأخير، وهو الممتد من 5 ملايين سنة إلى اليوم.


    د. عودة: إن أخطر مكان على مصر جيولوجيًّا هو خليج أبو قير!




    فقد حدث أكثر من مرة عبر التاريخ أن تدخل مياه البحر عبر خليج أبو قير لتصل إلى الفيوم، وأنا أقولها اليوم: إن أخطر مكان على مصر هو خليج أبو قير؛ لأن النتيجة لن تكون فقط غَمْرَ السواحل بالمياه، بل سيصل الأمر إلى غَمْرِ أجزاءٍ كبيرةٍ من مصر بالمياه من الدلتا شمالاً وحتى الفيوم جنوبًا عبر محافظة الجيزة، وهو ما يعني التهديد المباشر للعاصمة.



    وبالإضافة إلى خليج أبو قير هناك منطقة شمال البرلس، وكذلك الحواف المحيطة ببحيرة البرلس، وأيضًا منطقة الميناء الغربي في الإسكندرية.



    وهنا أحب أن أذكِّر بشيء مهم، وهو أنني أجريت أغلب أبحاثي على أن الزيادة المتوقَّعة في حدود المتر، بالرغم من أن تقرير البنك الدولي قال صراحةً في آخر تقاريره إن جميع العلماء اتفقوا على أن هناك زيادةً في مستوى سطح البحر، ولكنهم اختلفوا في قيمة الزيادة؛ لأن هذه القيمة لا يمكن تحديدها إلا بمعرفة التاريخ الذي سوف يتوقف عنده انبعاثات الكربون، ولنا أن نتخيَّل أن الدول العظمى اتفقت في آخر اجتماعٍ لها على محاولة وقف الانبعاثات في عام 2050م، وهو ما يعني أن البحر سوف يزيد على الأقل 3 أمتار، وهذه كارثة كبرى، ولو أنني أجريت حساباتي على نسبة الثلاثة أمتار كنت سأصاب بالاكتئاب؛ لأن النتائج بمنتهى البساطة سوف تكون بهذه الحسابات كارثيةً بصورةٍ لا يمكن تخيُّلها.



    غرق 62% من الدلتا

    * ما المساحة المتوقَّع غرَقُها في منطقة الدلتا بارتفاع مستوى مياه سطح البحر؟

    ** من الثابت علميًّا أن 62% من مساحة الدلتا تقع على ارتفاع أقل من 5 أمتار من مستوى سطح البحر، و25% من مساحة الدلتا تقع على ارتفاع أقل من 3 أمتار من مستوى سطح البحر، أما ما يقع على ارتفاع صفر أو أقل فإن نسبته 17%.



    وفي حالة الزيادة مترًا واحدًا وهو أكثر الأرقام تفاؤلاً كما اتفقنا؛ فسوف تصل مساحة الأراضي التي سوف تُغمَر بالمياه إلى 4977 كم مربعًا، مع ملاحظة أن هذا الرقم يشمل فقط الأراضيَ الجافَّة بعد خصم مساحة البحيرات؛ حتى لا يتهمني البعض أنني أقوم بحساب مساحة البحيرات ضمن مساحات الأراضي التي سوف تُغمَر بالمياه؛ لأن البحيرات فعليًّا مغمورةٌ بالمياه، وفي حالة زيادة مستوى المياه بأي منسوب أقل من متر واحد سوف تغرق حوالي 1780 كم مربعًا.



    * ماذا عن مدينة الإسكندرية ومدى تأثُّرها بهذه الكارثة؟

    ** بالنسبة للإسكندرية فالمدينة القديمة- كما هي- لا خوف عليها، أما كل ما أضيف إلى الإسكندرية حديثًا (جنوب الإسكندرية) على حساب بحيرة مريوط فهو مُعرَّض للغرق، وذُهِلْتُ عندما وجدتُ مدنًا جديدة في الإسكندرية مبنيةً على أراضٍ تقع على ارتفاع أقل من ثمانية أمتار من مستوى سطح البحر.


    د. عودة: النتيجة الحتمية لغرق أجزاء من الدلتا هو المجاعة.




    وأحبُّ هنا أن أنوَّه بأمر أخطر، وهو أن خسارة مصر لن تتوقَّف فقط على خسارة الأراضي؛ لأن معظم النشاط الصناعي موجود في الدلتا، ويكفي أن نعرف أن 80% من مصانع مصر موجودة على السواحل، وأغلب النشاط الزراعي موجودٌ أيضًا في الدلتا، كما أن الدلتا يسكنها نحو 40% من سكان مصر، وأغلبهم مركَّزون في السواحل بسبب وجود المصانع والأراضي الزراعية، وبالنظر إلى كل الأرقام السابقة فسوف نلاحظ أن النتيجة الحتمية لغرق أجزاء من الدلتا هو المجاعة.



    كارثة تجفيف البحيرات

    * كيف ترى عملية تجفيف البحيرات الموجودة على سواحل البحر المتوسط؟

    ** وفق أبحاثي فإني وجدت أن أحد أهم أسباب هذه المشكلة هو تجفيف البحيرات، وهي الظاهرة التي انتشرت في الدلتا في الفترة الأخيرة بأغراض استخراج الملح أو بناء مزارع السمك أو التجفيف بغرض استغلال الأراضي؛ فبحيرة مريوط مثلاً لم يتبقَّ منها إلا 25% من مساحتها الأصلية، وبحيرة إدكو أقل من ربعها، وبحيرة البرلّس تم تجفيف ربع مساحتها تقريبًا.



    أما بحيرة المنزلة- وهي أول بحيرة تُوردها الأمم المتحدة في تقاريرها وتحذِّر من تجفيفها- فكانت قبل عام 1980م تبلغ مساحتها أكثر من 1000 كيلو متر مربع، أما الآن فمساحتها نحو 500 كيلو متر مربع فقط.



    * هناك توسعات عديدة في إنشاء المدن على مستويات أقل بكثيرٍ من مستوى سطح البحر؛ فهل معنى ذلك أن المسئولين في مصر لا يدركون هذه الخطورة على الأجيال القادمة؟

    ** أنا شخصيًّا متعجِّبٌ جدًّا من هذا الأمر؛ حيث إنني لاحظت مثلاً أن الفلاح المصري قبل عشرات السنوات كان أكثر درايةً وحرصًا، وكان حريصًا جدًّا على بناء القرى على ارتفاعات مناسبة عن مستوى سطح البحر، وفوجئت عندما لاحظت أن هذه القرى لن تعانيَ من أي مشاكل، وأن ما سيعاني من مشاكل هي التوسعات التي بُنيت حديثًا حول هذه القرى؛ لأنها بُنيت على أراضٍ منخفضة، بالرغم من أن الفلاح قديمًا لم يكن يملك تقنيات حديثة ولا تقنيات التصوير بالأقمار الصناعية، ويمكننا أن نلاحظ هذه الظاهرة بشكلٍ كبيرٍ في قرى ومدن كفر الدوار وكفر سليم والبيضة والخضرة، وكانت هذه نتيجةً طبيعيةً للتوسع في البناء على حساب الأراضي الزراعية المنخفضة.



    الساحل الشمالي

    * بالانتقال من الدلتا إلى منطقة الساحل الشمالي الممتدّ من الإسكندرية حتى الحدود المصرية الليبية.. ما التوقعات لهذه المنطقة؟

    ** منطقة الساحل الشمالي منطقةٌ ممتازةٌ، ولن يهدِّدها خطرٌ يُذكر ما عدا الشريط الساحلي الضيق المواجه للبحر، وهو شريطٌ يبلغ عرضه من 50 مترًا إلى 250 مترًا، والشيء الوحيد المُعرَّض للخطر هو بعض الشاليهات التي يتم بناؤها على الشاطئ مباشرةً.



    * وماذا عن السواحل الشرقية لمصر؟

    ** السواحل الشرقية أخطرُ جزءٍ بها هو الضفة الغربية من الجزء الشمالي من قناة السويس من قرية طينة إلى مدينة بورسعيد، أما سواحل البحر الأحمر فهي في غاية الأمان؛ بسبب وجود سلسلة جبال البحر الأحمر، وبسبب أن جميع المدن والقرى الموجودة على ساحله على ارتفاع جيد جدًّا عن البحر؛ حتى إن مساحة الشواطئ المُعرَّضة للغرق لا تتعدَّى بضعة سنتيمترات، وكذلك شواطئ سيناء لن تتعرَّض لأي خطر بسب ارتفاعها المثالي.



    نهر النيل

    * وماذا عن نهر النيل؟ هل من خطر يُهدد النهر؟

    ** نهر النيل مُهدَّد في منطقة فرع رشيد فقط، وإن لم يتم إنقاذه فسوف يصبح مصبُّ النيل في فوَّه بدلاً من رشيد؛ فمن فوَّه وحتى رشيد الضفة الشرقية للنهر مهلهلة، وبحيرة المنزلة في حالة زيادتها سوف تغمر هذه المنطقة، ولعل أبرز الأدلة على ما أقول في هذا السياق أن لسان دمياط ورشيد اختفيا تقريبًا، وصور الأقمار الصناعية تؤكد أنه لا يوجد لسان في منطقة رشيد أصلاً.



    * يتبقى سؤال مهم جدًّا وهو كيفية مواجهة وحل هذه المشكلة المحدقة بمصر.

    ** الحلول هي الشيء الذي جعلني أكتب هذا البحث وبعض الحلول، وسوف أعرضها بإيجاز، ولن أفصح عن كل الحلول إلا بعد إطلاع القيادة السياسية والمختصين عليها من خلال التقرير الذي قمت بإعداده.



    والحلول باختصار تنقسم إلى نوعين:

    - نوع تقليدي معروف: مثل وضع الحوائط البحرية الأسمنتية، وهي مفيدة في حالة ارتفاع سطح البحر بمتر ومترين، وتأخذ هذه الحوائط الشكل الهرمي، وهي حلٌّ معروف ومشهور في بلدان كثيرة من العالم، وقد حدَّدت في بحثي الأماكن التي تحتاج إلى هذه الحوائط بشكل عاجل ومواصفات هذه الحوائط البحرية.



    وضمن هذه الحلول التقليدية ردم الشواطئ، وهو أمرٌ سهلٌ ومعروفٌ للجميع، لكن الأمر الصعب هو كيفية حماية البحيرات مثل البرلس والمنزلة والأراضي الواقعة جنوبها؛ لأن المناطق الواقعة شمال هذه البحريات والتي تفصلها عن البحر تهالكت تمامًا.



    - أما النوع الثاني من الحلول هي حلول غير تقليدية تتعلق جميعها بالسد العالي.



    * وما علاقة السد بارتفاع منسوب مياه البحر؟

    ** السد هو السبب الرئيسي في غرق الدلتا؛ لأنه منع الطمي من الوصول إلى الدلتا ووادي النيل؛ فهذا الطمي كان هو الحل المثالي الذي كان من المتوقَّع أن يحميَ الدلتا؛ فالله سبحانه وتعالى خلق الطمي كعاملٍ مُوازنٍ بين البحر واليابسة والنهر؛ فالنهر يحمل الطمي حتى يواجه البحر فيرمي بحمولته من الطمي على الشاطئ ليكوِّن الدلتا، وهذا الاتزان المهم اختل ببناء السد العالي الذي منع الطمي من الوصول إلى الدلتا، ولهذا السبب اقترحت في بحثي أن نبنيَ كثبانًا رملية صناعية بين السواحل في الشمال وشاطئ بحيرات البرلس والمنزلة، وهو أيضًا حلٌّ مسكِّنٌ لن يمنع الغرق، ولكنه مهم، أما الحل الجذري الأهم والأخطر فيتمثَّل في إعادة حمولة النهر من الطمي كما كان قبل بناء السد.



    * هل يعني ذلك الحل إزالة السد العالي؟

    ** بالطبع لا؛ فلا أحد يستطيع أن ينكر فوائد السد العالي الكبيرة، ولكن له مشاكل أيضًا مثل ما أسلفت ذكره عن منع الطمي وتقليل كمية المياه التي كانت تدخل للنهر إلى نحو الربع من الحجم الأصلي من المياه؛ وهو ما أدى إلى انتشار النباتات والقواقع والبلهارسيا بسبب تباطؤ حركة المياه، كما أن الطمي المتراكم في بحيرة السد كوَّن جبالاً ضخمةً في القاع تتجه الآن في اتجاه السودان، وقد تعمل على سد المنبع، وعندما فكَّروا في حل هذه المشكلة خافوا على السد من الضغط خلفه وحفروا مفيض توشكى فأصبحت المياه تتبخَّر في الصحراء وفي الرمال دون أدنى استفادة.



    وأنا اقترحت لحل كل هذه المشاكل ببساطة في التقرير الذي سأقدِّمه إلى القيادة السياسية أن نحفر فرعًا جديدًا للنهر يصل بين بحيرة السد في الجنوب وخزان أسوان في الشمال؛ حيث يحمل هذا الفرع الطمي والمياه من جديد إلى النهر، ووضعت في بحثي تخطيطات وتصميمات لهذه القناة الجديدة، كما أنني وضعت تصورات لاختزال بحيرة ناصر؛ لأنها كبيرة جدًّا دون فائدة، فما فائدة اختزال 165 مليار متر مكعب من المياه في البحيرة؟! فنحن نستخدم سنويًّا 55 مليار متر مكعب فقط، فيكفي أن نخزن 100 مليار متر مكعب فقط وباقي المياه ندخلها النهر لتغسله وتحمل له الطمي من جديد.



    وهذه الحلول الأخيرة المتعلِّقة بالسد العالي هي أهم ما في الأمر؛ لأن كل الحلول الأخرى حلولٌ وقتيةٌ لن تقيَنا أكثر من مائة عام قادمة، أما الحلول المتعلِّقة بالسد فهي الحلول الوحيد التي تستطيع أن تحميَ الأجيال القادمة، كما أن هناك حلاًّ آخر جديدًا غير تقليدي لن أستطيع الكشف عنه حاليًّا؛ لأني منتظر تسجيله كاكتشاف جديد، ومن المتوقَّع لهذا الحل أن يُنقذ الدلتا كلها ويقلِّل من تكلفة باقي الحلول.



    * بعد كل ما توصلتم إليه مما سبق ذكره.. هل أنتم متفائلون؟

    ** نعم.. ما زلت متفائلاً؛ لأنه لا يزال هناك أمل في حالة إن اتبعنا المثل القائل "إدِّي العيش لخبَّازه"؛ فلو لجئنا إلى أهل العلم والعلماء لإنقاذ مصر من التغيرات المناخية فسوف نستطيع أن نحميَ مصر من الخطر المحدق بها، وسنترك للأجيال القادمة ميراثًا حقيقيًّا.



    وللإشارة إلى هذا الأمر وضعت عنوانَ تقريري الذي سوف أرفعه خلال أسابيع إلى القيادة السياسية في مصر: "هل حان دور العلم والعلماء لإنقاذ مصر من التغيرات المناخية؟"؛ فمصر تتمثَّل أهمُّ مشاكلها في الاعتماد على أهل الثقة وعدم الاعتماد على أهل العلم والخبرة طوال فترة الوزارات من وقت الثورة وحتى اليوم.

    منقول من :

    http : // www . ikhwan . net / vb / showthread . php ? t = 71237
                  

العنوان الكاتب Date
الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق !!!! Hani Arabi Mohamed04-08-10, 05:18 PM
  Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق Hani Arabi Mohamed04-08-10, 05:27 PM
    Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق Hani Arabi Mohamed04-08-10, 05:33 PM
      Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق Hani Arabi Mohamed04-08-10, 05:37 PM
      Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق Hani Arabi Mohamed04-08-10, 05:43 PM
    Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق Elbagir Osman04-08-10, 05:47 PM
      Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق Hani Arabi Mohamed04-09-10, 11:42 AM
        Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق Hani Arabi Mohamed04-14-10, 02:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de