|
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
|
 Re: يا جاهلاً غره إفراط مادحه ــ لا يغلبن جهل من أطراك ( سطوة الاستعلاء ) (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
د.يوسف محمد طاهر
تحيه وأحترام
شدني في يوم من الأيام برنامج الشريعه والحياه , وكانت الحلقه تتناول الكبر أو افه الأعمال كما قال الرسول الكريم , وقد أبدع الدكتور القرضاوي في بيان خطوره الأستعلاء على المسلم في الدنيا والأخره .
ومن الحديث قال : أنه أذا نظر شخص الى أي شخص أخر مهما كان دينه أو لونه أو لسان وشعر في أعماقه أنه أفضل من ذلك الشخص ولو لوهله , كتب ذلك الشخص عند الله خيرا منه .
وذكر أيضا أنها أفه الأعمال أي أنها تذهب بأعمال العابد الصائم الراكع وتصبح هباء .
كانت حلقه مميزه كم تمنيت أن يكون كل سوداني قد حضرها لنتعلم من ديننا الحنيف بعد أن سرى الأستعلاء فينا كالنار في الهشيم .
ولكم تسائلت نحن قوم في غالبيتنا مسلمين ولدينا مرجعيات دينيه لها رسوخ في المجتمع , ومع ذلك تجدنا من أكثر شعوب الأرض أستعلاء على بعضنا البعض , ولا أجد لهؤلاء المرجعيات الدينيه أي أثر في محاربه ذلك ! حقيقه تحيرت كثيرا لذلك
مودتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا جاهلاً غره إفراط مادحه ــ لا يغلبن جهل من أطراك ( سطوة الاستعلاء ) (Re: مجدى محمد مصطفى)
|
قالوا يا مجدي :
*آفة الدين الهوى .
* آفة النعم الكفران
* آفة العلم النسيان .
* آفة العبادة الرياء.
* آفة اللب العجب.
* آفة النجابة الكبر .
* آفة الظرف الصلف .
* آفة الجود السرف .
* آفة الحياء الضعف .
* آفة الحلم الذل .
* آفة الجلد الفحش .
* آفة الذكاء المكر .
* آفة العلماء حب الرئاسة .
* آفة الهيبة المزاح .
* آفة العامة العالم الفاجر .
* آفة الأعمال عجز العمال .
* آفة الكلام الأطالة .
* آفة الشرف الكبر.
* آفة الزعماء ضعف السياسة .
* آفة العقل الهوى .
* آفة المجد عوائق القضاء .
* آفة الرعية مخالفة الطاعة.
* آفة الوزراء سوء السريرة .
* رأس الآفات الوله باللذات .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: علامات الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
* المظاهر السطحية المعروفة؛ كمِشية البخترة، والشهرة، وكلام المملوئين كبرًا وغرورًا، وثقل النقلة في الكلام، والنظر إلى الناس شذرًا، وتحقير آرائهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: علامات الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
* منع الاستفادة العلمية؛ بسبب كبر النفوس، وقد ورد:" إنَّ العلم يضيع بين التكبر والحياء))، وحتى إذا استمع إلى طرفٍ من العلم، فإنه لا ينصاع إلى ما به من حق؛ " قال الله تعالى: " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا" النمل: 14
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: علامات الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
* دعاوى تزْكية النفس، والمفَاخَرة بالأصل والحسب، أو المال، أو المنصب، مثلما قال الأخ لأخيه في قصة صاحب الجنتين: "أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا"[الكهف: 34
وكذلك كان ظن الكبراء من بني إسرائيل بعد زمان الكليم - عليه السلام - حين اعْتَرَضُوا على أن يكون طالوت هو ملكهم: " قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ" [البقرة: 247].
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: علامات الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
لكن تبقى أهم سمات الكِبْر، وهي التي ترتكز في القلب، فتدفع صاحبها إلى احتقار الخلق والترفُّع عليهم.
عن عبدالله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه -: أنَّ النبي - صلى لله عليه وسلم - قال: ((لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، قال رجل: إنَّ الرَّجُل يحب أن يكونَ ثوبه حسنًا، ونعله حسنة، قال: "إنَّ الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" إنَّ القلبَ سيِّد الأعضاء، وإذا لفحه الكبر بمارجٍ من ناره، فإنه بذلك يحرق في داخله رصيد العبد من التواضُع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أسباب الكبر (Re: حسن محمود)
|
الأخ الفاضل : حسن محمود - السلام عليكم
Quote: التكبر على المتكبِر تواضع..
والإفراط في التواضع يجلب المذلة |
عبارتان صحيحتان، وليس الكبر حينئذ كبراً بل سمي تكبراً من باب المشاكلة فحسب، التكبر على المتكبر صدقة، لأنه إذا تواضعت للمتكبر تمادى في ضلاله وإذا تكبرت عليه تنبه
قال الشافعي رحمه الله : " تكبر على المتكبر مرتين
وقال الزهري رحمه الله : التجبر على أبناء الدنيا أوثق عرى الإسلام.
وعن أبي حنيفة رحمه الله تعالى : " أظلم الظالمين من تواضع لمن لا يلتفت إليه، وقيل قد يكون التكبر لتنبيه المتكبر لا لرفعة النفس فيكون محموداً كالتكبر على الجهلاء والأغنياء.
و قال يحيى بن معاذ: التكبر على من تكبر عليك بماله تواضع.
تسلم أخي : حسن على المرور - مع ألف تحية وود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أسباب الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
أسباب الكبر:
ولا شك أنَّ هناك أسبابًا تُعين على استفحال داء الكبر في النفوس، ومنها:
* شعور المتكبِّر بالنقْص في ذاته، فيدفعه إلى تعويض ذلك بالكبر حتى يرفع من قدره
قال الأحنف بن قيس: "ما تكبَّر أحدٌ إلا من زلة يجدها في نفسه"، وهذا واضح في حياة الناس.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أسباب الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
* شعور المتكبِّر بالكمال، وحيازة الفضْل من أطرافه في تصوُّرٍ هو أقرب إلى العصمة، والكمال المطلَق لله، والعصمة ثابتة فقط للملائكة الأطهار ولرسل الله المكرمين - عليهم السلام - ولا عصمة للأولياء والأئمة، كما يغالي البعضُ ويَخْلِط الأمور خلطًا شائنًا، لا تبقَى معه سلامةٌ ولا هُدى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أسباب الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
إنَّ مَن يظن أنه لا يُخطئ أبدًا لَهُوَ أَعظم الناس نقْصًا، وأعظمهم مصيبة، فهو مصطلحٌ مع نفسه دائمًا، ولا يزكِّيها بإصلاح عُيُوبها، والناس يرَون منه قُبح أعماله، وهو لا يدْري لأنَّه لا يرى خطأه، ولا يشعر به، ولا يتمَثَّل أبدًا بقول الحكيم:
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا *** وَإِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمَا خَصَمًا وَلاَ حَكَمًا *** فَأَنْتَ تَعْلَمُ كَيْدَ الخَصْمِ وَالحَكَمِ
خصوصًا إذا قيَّض الله تعالى مَن يكيلون له من الثناء والمدْح، ويعظمونه وإن كان لا يستحق، فهؤلاء سمٌّ ناقعٌ لقلبه، وهو لا يدري.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
ذم الكبر:
إن الكبر هو أول ذنبٍ عُصِيَ به الله تعالى في السماء، وذلك لَمَّا أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا، إلا إبليس أبى واستكبر.
قال تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" البقرة: 34
وقد كان قياسه فاسدًا لما أجاب ربه، بعد أن سألَه سبحانه عن سبب إبائِه: " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ" [ص: 75، 76]
فالمتكبرون يظنون - جَهْلاً - أنهم أفضل من الناس وأعز وأكرم، كما قاس الملعون إبليس؛ لظنِّه أن عنصر النار أشْرَف من الطين، فيدفعهم ذلك إلى ظن الرِّفعة والتميُّز، مرتكزين إلى نسب أو منصبٍ أو مالٍ، وذلك وهْمٌ كبيرٌ، فالأفضلية للدِّين والتقوى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
والله تعالى لا يحب العبد المتكبِّر: قال تعالى "إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" [النحل: 23]، ومن ثَمَّ لن تصيبَ أنوارُ الهدايةِ قلبَه؛ فيُحرمَ التوفيق قال تعالى : " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ" [الأعراف: 146]، حتى يصل به الأمر إلى أن يختم الله تعالى على قلبه بخاتم ِالطردِ والإِبعادِ:قال تعالى : كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35].
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
والمتكبرون محرومون من دُخُول الجنة؛ ففي الحديث: " لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر"؛ رواه مسلم
بل إن الوعيد يسبقهم في آخرتهم بالإهانة والخزي والصَّغار، معاملة لهم بضدِّ قصدهم
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده - رضي الله تعالى عن الجميع :أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يُحشَر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذَّرِّ في صور الرجال، يغشاهم الذُّل من كلِّ مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم، يسمى: بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال"؛ فأيُّ قدر أحقر من ذلك لمن يريد أن يعتبر؟!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
المتكبرون يرثون خزايا من سبقهم، فهم أسوأ أخلافٍ لأسلافٍ؛ لأنهم جعلواا الذين لعنهم الله هم قدوتهم الماثلة دائمًا في مخيلاتهم، ومنهم:
الفرعون الغاشِم المختال، الذي ملأ الأرض كبرًا بمَوَاقِفه وتصْريحاته، وأَوْفَى دليلٍ هو قوله تعالى: " وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ" الزخرف: 51، 52
وقال الله تعالى:" وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} [القصص: 39
ولا جرم فقد كانت النتيجة أنه مات بعد أن أدركه الغرق هو ومن معه.
وقال تعالى : " فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ[/green"القصص: 40 - 42
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
ومنهم قارون الذي صمَّ الغِنَى سمعَه عن الإصغاء للهدي الإلهي، وعن قول العقلاء له من قومه قال تعالى : "لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَالقصص: 76]، وملأ الكبر جنانه، فصرَّح لقومِه بإرهاصات الهلاك؛ {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78]، والنتيجةُ - كما قال الله تعالى -: " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ " القصص: 81
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
ومنهم قوم عادٍ الذين لجُّوا في طغيان الصدِّ عن الهُدى؛ بسبب الكبر الذي كان يملأ جوانحهم.
قال الله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [فصلت: 15
وقد أبادهم الله تعالى بعد عتوِّهم وكُفرهم؛
قال تعالى : " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنْصَرُونَ} [فصلت: 16
ولا شك أن الكبر كان سبب الهلاك، ولذلك كان العقابُ أليمًا، وقد خلَّفهم عبرةً للمتكبِّرين
قال تعالى : " فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ" الحاقة: 7، 8
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
منهم ملك غسان جبلة بن الأيهم، الذي منعه الكبر من الثبات على الإسلام،، بعد أن دخل فيه؛ روى ابن الكلبي وغيره: أن عمر لما بلغه إسلام جبلة فرح بإسلامه، ثم بعث يستَدْعيه ليراه بالمدينة، وقيل: بل استأذنه جبلة في القُدُوم عليه، فأذن له، فركب في خلْق كثير من قومه، قيل: مائة وخمسين راكبًا، فلما سلَّم على عمر رحب به عمر وأدنى مجلسه، وشهد الحج مع عمر في هذه السنة، فبينما هو يطوف بالكعبة، إذ وطئَ إزارَه رجلٌ من بني فزارة فانحل، فرفع جبلة يده فهشم أنف ذلك الرجل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
من الناس مَن يقول: إنه قلع عينه، فاستعدى عليه الفزاري إلى عمر، ومعهه خلْق كثيرٌ من بني فزارة، فاستحضره عمر فاعترف جبلة، فقال له عمر: أقدته منك؟ فقال: كيف، وأنا ملك وهو سوقة؟! فقال: إن الإسلام جمعك وإياه، فلست تفضله إلا بالتقوى، فقال جبلة: قد كنتُ أظُن أن أكونَ في الإسلام أعز مني في الجاهلية، فقال عمر: دع ذا عنك، فإنك إن لم ترضِ الرجل أقدته منك، فقال: إذًا أتنَصَّر، فقال: إن تنَصَّرتَ ضرَبتُ عنقك، فلما رأى الحدَّ قال: سأنظر في أمري هذه الليلة، فانصرف من عند عمر، فلما ادلَهَمَّ الليلُ ركب في قومه ومن أطاعه، فسار إلى الشام، ثم دخل بلاد الروم[3].
فقد أعماه كبْرُه عن رؤية الناس في عينيه إلا صغارًا، وكذلك كان أسلافه المتضلعين كبرًا وبطرًا، وهكذا يفعل الكبْر بأهلِه، وكلُّ مَن آنس التكبُّر بين جوانحه فهم قدوته، وهو يسير في طريق الهلاك، ومصيره يقْترن بوجوه شبه كثيرة مع مصائرهم الغابرة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
وأهل الكبر دائمًا في شقاءٍ وعناءٍ؛ فهم يقاسون مشاعرهم الداخلية عن الخلق وانحطاطهم، كما يصور لهم خيالهم المريض، وعن منزلتهم الموهومة في مُخيلاتهم، ويقاسون انعدام المخلصين وانفضاضهم من حولهم، فمِن فطرة الله في خلْق الناس أنهم لا يحبُّون مَن يتكَبَّر عليهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
إنَّ تصوير القرآن الكريم لِمنظرهم غاية في العجب، إنه منظرٌ يُنْبِئ عنن مرضٍ، فالمتكبِّرُون مرْضى يستحقُّون الشفَقة، ومن ظُلْمهم أن نغضبَ منهم، ماذا يقول مَن يرى أهل التعاظُم وهم يتعثَّرُون في ثوب خبالهم ضمن صور الكِبْر المشهورة، في الهيئة، والمِشْية، وطُرُق الكلام؟ إن كتاب الله تعالى يُصَوِّر هذا المشْهد، وهو ناطقٌ بعمومِه على حالهم.
قال الله تعالى: " وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" لقمان:الآية 18
ــــــــــــ
والصعر: هو مَرَضٌ يصيب الإبل، فيلوي أعناقها؛ بحيث لا تستطيع أن تعيدها معتدلة مرة أخرى، فتظل على هذا العوج، وهو فيها وفي أمثالها أجلى وأوضح؛ وذلك لطول عنقها، فكأن العبد المتكبِّر مثل هذا البعير الذي أصابه هذا المرض فحاله - من كبره - لا يخْفى على عاقل، إنه نسِي أصلَه الذي منه خُلق، ولما ذهل عن هذه الحقيقة لعِب الشيطان به وأملاه، ووعده ومنَّاه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
نَسِيَ الطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طِي *** نٌ حَقِيرٌ فَصَالَ تِيهًا وَعَرْبَدْ
وَكَسَا الخَزُّ جِسْمَهُ فَتَبَاهَى *** وَحَوَى المَالَ كِيسُهُ فَتَمَرَّدْ
يَا أَخِي لاَ تَمِلْ بِوَجْهِكَ عَنِّي *** مَا أَنَا فَحْمَةٌ وَلاَ أَنْتَ فَرْقَدْ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
الكبرُ داءٌ من أشرسِ الأمراض الاجتماعية، التي تقوض بنيان المجتمع، وتَمْحق الأُجُور والحسنات، وتنذر المستكبرين بالسقوط من عَيْن الله والناس؛ لذلك فَهُم في أمسِّ الحاجة إلى جرعاتٍ من الدواء الناجع، الذي يُذْهِب هذا الطاعون المهْلِك من نُفُوسهم، ولو كان مُرًّا، ويقودهم إلى بَرَكات التواضُع ولو قسْرًا، حتى يقيموا جُسُور الحب الصادق، والود الحقيقي مع خلق الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذم الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
والكِبْر - كما قيل عنه -: رؤية النفس فوق الغَيْر في صفات الكمال، وهو عبارة عن شُعُور داخليٍّ، مخادعٍ لصاحبه، يملؤه بالاسْتعلاء على الناس، وبذرته في القلب؛ كما قال الله تعالى: "إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ" غافر: 56
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل للكبر علاج ؟ (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
على العبدِ تفقُّد نفسه بين الحين والآخر؛ حتى لا يقع في براثن الكبر،، فيضيع عليه إيمانه، وعلى مَن ألْفى نزوعًا إلى التكبُّر والتعالي أن يعيدَ التوازُن الطبيعي إلى ذاته قبل أن ينفرطَ عقدها، وذلك بأن يؤوب إلى رشده، ويعرف قدره كعبدٍ فقيرٍ إلى الكبير المتعال.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل للكبر علاج ؟ (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
* على العبد أن يصحبَ قلْبه في جولات من الإقرار بالفقر، والاعتلال الدائم إلى ذي الجلال والإكرام.
قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" فاطر: 15 وألا يتحامق بمزاحمة الملك في أخص صفاته، وهو يسير فوق أرضه، ويستظل بسمائه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
أفيقوا، أيها المتكبرون (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
أفيقوا، أيها المتكبرون: وكونوا على يقينٍ من أن خيْرَ الناس من عاش ومات مسكينًا
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمِتني مسكينًا، واحْشُرني في زمرة المساكين"
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا جاهلاً غره إفراط مادحه ــ لا يغلبن جهل من أطراك ( سطوة الاستعلاء ) (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
أَنَا الفَقِيرُ إِلَى رَبِّ البَرِيَّاتِ *** أَنَا المُسَيْكِينُ فِي مَجْمُوعِ حَالاَتِي
أَنَا الظَّلُومُ لِنَفْسِي وَهْيَ ظَالِمَتِي *** وَالخَيْرُ إِنْ يَأْتِنَا مِنْ عِنْدِهِ يَاتِي
لاَ أَسْتَطِيعُ لِنَفْسِي جَلْبَ مَنْفَعَةٍ *** وَلاَ عَنِ النَّفْسِ لِي دَفْعُ المَضَرَّاتِ
وَالفَقْرُ لِي وَصْفُ ذَاتٍ لاَزِمٌ أَبَدًا *** كَمَا الغِنَى أَبَدًا وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي
وَهَذِهِ الحَالُ حَالُ الخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ *** وَكُلُّهُمْ عِنْدَهُ عِبْدٌ لَهُ آتِي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: علامات الكبر (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
عزيزي الدكتور يوسف
أظن أن هذا البيت الذي ورد في مفتتح البوست هكذا:
Quote: قال بعض الشعراء :
يا جاهلاً غره إفراط مادحه ــــــــــ لا يغلبن جهل من أطراك |
به نقص في صوت متحرك بالشطر الثاني. ومن الحس بموسيقى الشعر يحتاج لإضافة صوت حرف الكاف ليقرأ:
يا جاهلاً غره إفراط مادحه ــــــــــ لا يغلبنك جهل من أطراك
والله أعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: علامات الكبر (Re: Bushra Elfadil)
|
الأخ : بشرى الفاضل - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Quote: عزيزي الدكتور يوسف
أظن أن هذا البيت الذي ورد في مفتتح البوست هكذا:
Quote: قال بعض الشعراء :
يا جاهلاً غره إفراط مادحه ــــــــــ لا يغلبن جهل من أطراك
به نقص في صوت متحرك بالشطر الثاني. ومن الحس بموسيقى الشعر يحتاج لإضافة صوت حرف الكاف ليقرأ:
يا جاهلاً غره إفراط مادحه ــــــــــ لا يغلبنك جهل من أطراك
والله أعلم. |
الملاحظة صحيحة والبيت ناقص كما تفضلت ولكن ليست ( الكاف ) التي أدرجتها مع ( يغلبن ) وإنما كلمتي ( علمك بك ) وقد حذفتها عن قصد حتى يظهر المعنى القريب للقارئ دون الاعتبار لتركيبة البيت من الناحية الفنية حيث إنه من شعر الفقهاء والوعاظ استشهد به العلامة الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين , وقد قمت بنقله مع تصرف يسير في البيت الأول :
يا جاهلا غرّه إفراط مادحه ***** لا يغلبن جهل من أطراك علمك بك
أثنى و قال بلا علم أحاط به **** و أنت أعلم بالمحصول من ريبك
أشكر لك متابعتك ومرورك ومشاركتك القيمة - مع ألف تحية وود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قالوا في الكبر والإعجاب (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
قالوا : المتكبر يجل نفسه عن رتبة المتعلمين , والمعجب يستكثر فضله عن استزادة المتأدبين . فلذلك وجب تقديم القول فيهما بإبانة ما يكسبانه من ذم , ويوجبانه من لوم - أدب الدنيا والدين - للماوردي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قالوا في الكبر والإعجاب (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
قالوا : المتكبر يجل نفسه عن رتبة المتعلمين , والمعجب يستكثر فضله عن استزادة المتأدبين . فلذلك وجب تقديم القول فيهما بإبانة ما يكسبانه من ذم , ويوجبانه من لوم - أدب الدنيا والدين - للماوردي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
د.يوسف محمد طاهر
عبداللطيف حسن علي
مجدى محمد مصطفى
حسن محمود
saif massad ali
وليد عبد اللطيف
Bushra Elfadil
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست