السودانيون وعدم المبدأ والهوية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 11:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مكتبة عادل فليب تعبان المهدي (PLAYER)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-06-2003, 10:30 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية (Re: PLAYER)


    الأخ بلاير والحضور الكريم
    تحياتي
    ما أورده هنا هو مقدمة من ورقتي الدراسية (جدلية المركز والهامش وإشكال الهوية في السودان) التي نشرت في عدد من الصحف السودانية عام 2001م
    ولأن الورقة طويلة، حوالي 25 صفحة، فأنا أورد هنا مقدمتها وأظنها معنية ، على الأقل بجزء مما هو مطروح هنا

    لقد ظلت قضية الهوية في السودان، تطرح في الرواق المثقفاتي من أيام المجادلات حول ما إذا كان (شعب السودان) "شعب عربي كريم" أم "شعب سوداني كريم" في مباراة سليمان كِشّة وعلى عبد اللطيف، كقضية فكرية سياسية. وقد أخذت المسألة بعد ذلك منحى أدبيا يمكن تلمسه في محاولات حمزة الملك طمبل لتأسيس خطاب (سوداني) موازِ أو مقابل للخطاب العروبي السائد، المتمثل في مذهب البنا والعباسي وغيرهما. واستمرت المسألة حتى الستينات، إذ ظهر جيل أكثر حداثة، حيث ذهب هؤلاء الإنتلجنسيا إلى افتراض خيارات لهوية (السودان). فمنهم من نزع إلى العروبة، ومنهم من نزع إلى الأفريقية، ومنهم من مضى في سبيل التوفيق بين الاثنين ليصل إلى ما عرف بمدرسة الغابة والصحراء أو الآفروعروبية . وقد آثر آخرون غموض السودانوية . وانصب جل أبناء هذا الجيل أخيرا فيما أسماه محمد جلال هاشم بالسودانوعروبية . ولكن القضية عادت إلى حقل السياسة مرة أخرى مؤخرا، وهذه المرة من خارج (الخطاب الرسمي) أي خطاب أيديولوجيا المركز، وفرضت عليه بأجندتها الحربية، وبذلك تجاوز سؤال الهوية إطاره الأدبي المثقفاتي وسياقه الذاتي، وأخذ طابعاً شعبياً وبعداً موضوعيا، واعتلى سلم الأولويات في حلبة الشجار الدائر في السودان.
    إن الهوية ـ في رأينا ـ قضية أيديولوجية في المقام الأول. لأنها في الواقع جزء من محددات تحقيق المصالح المادية أو المعنوية أو الاثنين معا. لذلك مهما تدثر الناس حولها بالأكاديمية أو المدرسية والدرجات العلمية أو المناهج النقدية ـ وكل ذلك له قيمته ـ إلا أن المسألة تبقى في جوهرها هي هي، ولا تكون الأفضلية لباحث أو كاتب في هذا الموضوع إلا بمقدار ما يزودنا به من معرفة (بالواقع) وما يتميز به من شجاعة في الطرح.
    لكن يا ترى، ما هي هذه الهوية؟ وما مشكلتها في السودان؟
    فبالرغم من ولع الكتاب السودانيين بالتعريفات، وولع العروبيين منهم "بالمناجد" و"التأصيل"، فقد خاب مسعانا في الحصول على تعريف. وتبقى الحقيقة، وهي أن (الهوية) ليست بأي حال من الأحوال (شيئا) واضحا و(متفق عليه)، ومعروف سلفاً للدرجة التي لا تستدعي تعريفه. ومن هنا، توكلنا على الله، وحملنا فأسنا وقلنا نحتطب بالقدر الذي يضيء لنا الأبعاد الضرورية للمفهوم، وعلاقته بالقضية في السودان.

    مقاربة مفهومية:
    عتبة أولى: إنسان/حيوان: يقوم فعل الحيوان على الفطرة، والأسد لا يحتاج إلى مشروعية ليأكل الخروف، بل يكتفي بدافع الحاجة لأكله وكفى، ولكن الإنسان كنوع بيولوجي تأهل تاريخيا لامتلاك الوعي بنفسه وبالعالم من حوله. ربما كان هذا الوعي هو الدافع لاختلاق (أسطورة آدم) للتأكيد المعنوي على وقائعية تميزه عن الحيوانات الأخرى، وبالتالي مشروعية تسخيرها، والمشروعية هي التبرير العقلي للفعل، إذ لا تكفي الحاجة لوحدها كمبرر في وجود (العقل) و(الوعي). لماذا وكيف؟؟ فعندما يذبح الخروف مثلا فإن ذلك يبدو عادياً بالنسبة لغالبية الناس، ولكن إن ذبح شخص، فإن المسألة تأخذ طابعاً آخر، وتنشأ سلسلة من المواقف والأفعال تجاه هذا الفعل الأخير تبدأ من الشعور بالفظاعة، وتنتهي بالإنتقام. ومن مقاربة الحالتين يظهر اللامفكر فيه، وهو أن الألم الذي يحسه الخروف مساوٍ على الأقل لذلك الذي يحسه "الشخص" وأن الخروف يحب الحياة كما نحبها. وهذا ما يورطنا فيه وعينا. فالأسد لا يفكر في ذلك مطلقا. إذن كيف نجرؤ على ذبح الخروف؟ لأجل ذلك لابد من تغييب جزء من الوعي بآلية "اللاتفكير" في الموضوع ـ أي ألم الخروف وحبه للحياة ـ حتى تسلك المسألة وتأخذ مشروعيتها المعنوية بالإضافة للمشروعية المادية (الحاجة) أو الحيوانية ، سمها كما شئت، واستساغة ذلك بحكم العادة. وما يشجع على ذلك كله هو الفارق النوعي بين الإنسان والحيوان.
    عتبة ثانية: الشخص والقرابة: ففي حالة ذبح الشخص يتكون لدى الناس "شعور" بالفظاعة، ويبدون درجات متفاوتة من ردود الأفعال، بمقدار القرابة بمعناها العام. وهذه القرابة إما أن تكون انتماءا أساسياً في علاقة إثنية ثقافية بكل ما تحمله من مضامين؛ أو انتماءً ثانويا عرضياً في علاقة العمل والمهنة أو السكن أو الإقليم أو الطبقة الاجتماعية؛ أو انتماءً وضعيا في علاقة المواطنة والدولة.
    عتبة ثالثة: تعقيدات الوعي الجمعي: وقياساً على ما سبق، وفي أمور أخرى فقد تطورت علاقات البشر باتجاهات مختلفة ونشأت تقسيمات وفوارق عديدة. ففي وقت ما كان الناس ينقسمون إلى أحرار وعبيد، ونساء ورجال يهيمن بعضهم على البعض ويسخره، وقد تصل المسألة في النظر إلى الآخر إلى ما يقارب وضعية الخروف في مثالنا ـ كما في النظريات العرقية ، مثل شعب الله المختار والجنس الآري والرجل الأبيض والنازية والفاشية والعروبة والبراهمية.. إلخ ـ وهكذا حاول البعض إعادة إنتاج (أسطورة آدم) في الحقل الإنساني لتأكيد تفوقه الإثني/الثقافي. وفي كل ذلك هناك "لامفكر فيه" وهو (كينونة الآخر وحاجته الإنسانية). هذا اللامفكر فيه أدى إلى خلق (المشروعيات) عبر آليات التغييب وترسخها بحكم العادة أو الإرث حيث تشرعنت الفوارق بمرور الزمن في الوعي الجمعي.
    ومن أمثلة اللامفكر فيه في الوعي الجمعي؛ العقائد الدينية؛ فالمسلمون مثلا، لا يرون في بقرة الهندوس (المعبودة) إلا مضحكة، ولكن الهندوس يرونها بمقدار (الله) عند المسلمين. كما يرون (الله) من زاويتهم هم كما (البقرة) في عين المسلمين. أي أن الآلهة متساوين بعيون عابديهم، في الوعي الجمعي باللامفكر فيه. ولكنهم غير متساوين بالمفكر فيه وبالأحكام.
    عتبة رابعة: المواطنة والدولة: فالسوداني عندما يذهب إلى أي بلد آخر، فلنقل مصر مثلان فإنه يجد معاملة مختلفة عن المصريين في أمور كثيرة، فمثلا لا يمكن أن يجد نفسه في كشف المتقدمين للخطة الإسكانية لاعتبارات وضعيته الأجنبية.
    وفي كل ما سبق ذكره، فإن الشخص (هو) أو الجماعة (هم) بضمير الكينونة هذا لا يتحددون إلا إزاء (آخر) أو (آخرين)، وإلا لا يكون هناك معنى لهذا الضمير في الواقع، ما لم يوجد فارق موضوعي. وإذا جردنا الضمير بإرجاعه إلى المصدر (الهوية) فيمكن أن نعرفها في هذا السياق بأنها: كينونة وانتماء مبنيان على أساس فارق موضوعي يكون مبررا للتحيز (مع أو ضد) بلامفكر فيه أحياناً وبمفكر فيه أحيانا أو بالاثنين معا في أحيان أخرى. وقد يكون هذا الفارق الموضوعي:
    1ـ نوعياً: كما في حالة إنسان/حيوان. أو؛
    2ـ أساسيا: كما في حال كيان إثني ثقافي/كيان إثني ثقافي آخر. أو؛
    3ـ عرضياً ثانوياً: كما في حال علاقات العمل، السكن والطبقة الاجتماعية. أو؛
    4ـ وضعياً: كما في علاقة مواطنين/أجانب أي مواطن دولة/ دولة أخرى.
    وفي الحالة الأخيرة؛ فطالما أن الأمريكان أمريكان، والمصريين مصريون، والسودانيين سودانيون، فما هي المشكلة في السودان؟
    المشكلة في السودان هي أن علاقة المواطن بدولته مأزومة، فهي قائمة في داخلها على أساس فارق (أساسي) بتحيزها ـ أي الدولة ـ لكيان إثني ثقافي يقوم باستثمارها إقصائيا ويفرض توجهاته ضد كيانات إثنية ثقافية أخرى. وهذا لب موضوع بحثنا.


    تعليق
    إن سلوك التماهي في الآخر، الذي يتم الحديث عنه أظن أن له أساس فيما ذكر آعلاه، ومرتبط في ظني بممارسات (إعادة الصياغة، وبرنامج بوتقة الإنصهار) فمن يتعود على تهوين هويته الجزئية في بلده، تهون عليه هويته الجمعية الكبرى عندما يجد نفسه في الخارج
    ولكني أشدد على أننا في السودان مازلنا في مرحلة مخاض التكوين وأشدد ـ أيضاـ على عدم التعميم، فهناك إناس بالطبع يعرفون هويتهم ويتمسكون بها، سواء كانت بمعنى سودانية عامة، أو سودانية خاصة، أي أن المسألة فيها النسبية



    أبكر آدم إسماعيل
                  

العنوان الكاتب Date
السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-02-03, 06:59 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية Ahmed satoor04-02-03, 08:12 PM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-02-03, 09:38 PM
      Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية قرنفل04-02-03, 11:17 PM
        Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-03-03, 01:42 AM
          Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية شدو04-03-03, 11:13 AM
            Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-03-03, 06:54 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية البحيراوي04-03-03, 11:37 AM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-03-03, 07:12 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية Deng04-03-03, 05:55 PM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية SAMIR IBRAHIM04-03-03, 07:25 PM
      Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-03-03, 07:45 PM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-03-03, 07:31 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية البحيراوي04-03-03, 07:01 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية ABUHUSSEIN04-03-03, 07:54 PM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-04-03, 11:36 AM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية البحيراوي04-04-03, 09:08 AM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-04-03, 11:55 AM
      Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية مهيرة04-04-03, 04:32 PM
        Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-05-03, 07:16 PM
          Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية مهيرة04-06-03, 05:04 PM
            Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-06-03, 09:48 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية البحيراوي04-04-03, 12:15 PM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-05-03, 07:33 PM
      Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية أبكر آدم إسماعيل04-06-03, 10:30 PM
        Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-06-03, 11:11 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية البحيراوي04-07-03, 10:36 AM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-07-03, 08:56 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية khalid zamrawi04-07-03, 02:59 PM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-07-03, 09:20 PM
  Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية ابو فاطمه04-07-03, 09:44 PM
    Re: السودانيون وعدم المبدأ والهوية PLAYER04-08-03, 08:48 AM
  الوطن ينتظر yasir saliem04-08-03, 03:57 PM
    Re: الوطن ينتظر PLAYER04-08-03, 05:05 PM
  شكراً بلير yasir saliem04-11-03, 11:19 AM
    Re: شكراً بلير PLAYER04-11-03, 05:35 PM
  وطن الجمال ينتظر ابنائه yasir saliem04-12-03, 07:40 PM
    Re: وطن الجمال ينتظر ابنائه PLAYER04-12-03, 08:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de