حول الشهادة العربية ومعاناة ابناء المغتربين ... ونسب القبول في الجامعات

Quote: فقط أرجو أن يضاف الى النقاش موضوع أكثر تعقيدا وهو معضلة (الشهادة الأجنبية) ..

Quote: قبل ايام اصدر المجلس القومي للتعليم العالي في جلسته الحادية عشرة قرارا ارتجاليا آخر يمنع اعتماد شهادة لندن IGCSE للمنافسة في القبول العام بالجامعات السودانية للطلاب السودانيين الجالسين لها من الدول العربية ابتداءا من عام 2004 م ويسمح لهؤلاء الطلاب بالمنافسة في القبول على النفقة الخاصة بجميع الجامعات السودانية من حكومية وخاصة ويضيف القرار رقم 6 ضرورة توجيه الطلاب السودانيين بالدول العربية الشقيقة بالجلوس لامتحان الشهادة الثانوية العامة بالدول التي يقيمون بها او الجلوس لامتحان الشهادة السودانية ويستثنى القرار ابناء السودانيين العاملين في سفارات السودان بالخارج بما في ذلك الذين يعملون في سفارات الدول العربية و يلاحظ أن مضمون هذا القرار يحرم حاملي ششهادة لندن من ابناء المغتربين من التنافس على القبول العام في الجامعات السودانية بعد عام 2004م وتنحصر منافستهم في القبول الخاص بالجامعات الحكومية الخاصة وعليه فانني ارى أن هذا القرار لايستند على مبررات اكاديمية وانما على دوافع واهداف اقتصادية بمعنى انه يفرض ضريبة اضافية عالية جدا على المغتربين الذين الحقوا ابناءهم بالمدارس العالمية بحثا عن مستويات تعليمية رفيعة لابنائهم وان الهدف الاساسي من القرارات الاخيرة هو استنزاف شريحة من المغتربين الذين يقع معظمهم في الشرائح الضريبية المرتفعة فهل جريمة هؤلاء الطلاب أن اولياء امورهم من الذين استقطعوا من مواردهم لتعليم ابنائهم في المدارس العالمية ؟ ثانيا نلاحظ أن القرارات الاخيرة توجه توجه السودانيين بالدول العربية الشقيقة بضرورة الجلوس لامتحان الشهادة الثانوية العامة بتلك الدول . فهل يعلم الذين اصدروا هذه القرارات أن العديد من ابناء المغتربين يواجهون صعوبة بالغة في تسجيل ابنائهم في المدارس الحكومية في بعض البلدان العربية مما يضطرهم لالحاق ابنائهم بالمدارس الخاصة على الرغم من ارتفاع تكاليفها . ثالثا يوجه القرار رقم 6 الطلاب السودانيين بالدول العربية الشقيقة بالجلوس لامتحان الشهادة السودنية ومرة اخرى لا يعلم متخذو القرار أن بعض الدول العربية تمنع فتح مدارس سودانية في بلادها بحجة أن الجامعة العربية اصدرت قرارا بهذا الصدد . وكنا نتوقع من الذين اصدروا مثل هذه القرارات الجائرة أن يقدموا لنا المبررات والحجج التي دفعتهم لذلك وهل تتوفر لديهم احصائيات تبين لنا تدني مستوى اداء هؤلاء الطلاب في الجامعات السودانية ؟ وهل المقصود من هذا القرار أن الشهادة السودانية ارفع واقوى اكاديميا وعلميا من شهادة لندن ؟ أن مثل هذه الاستنتاجات تحتاج لدراسة علمية للمناهج وتوصيفها ولطرق التدريس ولمؤهلات المدرسين وخبراتهم وغيرها من المحكات المعايير اللازمة للمقارنة في مثل هذه الحالات . لقد عملت معلما في المدارس الثانوية وفي ادارات التخطيط والاحصاء التربوي بالسودان . كما عملت استاذا بالجامعات السودانية و العربية ولدي معرفة كافية بمواقع مؤسساتنا التعليمية من نقص في المباني والمعدات و الاجهزة و المعلمين مما اثر سلبا على مستوياتها , كل ذلك ناتج عن القرارات الارتجالية وعدم الالتزام بالخطط و البرامج المدروسة في عهد الحكم المايوي وجكم الانقاذ وذلك من واقع البحوث و الدراسات التي قمت باعدادها كما أن متابعتي للطلاب الذين يدرسون في المدارس العالمية اوضحت لي أن هذه المدارس تعتمد في طرق التدريس على عمليات الفهم و الاستيعاب وتنمية مهارات الخلق والابداع لدى الطالب ، ولا تعتمد على اسلوبي الحفظ و التلقين . كما هو متبع في بعض مدارسنا العربية . الا يكفي أن مكتب القبول للجامعات السودانية يقوم بتخفيض الدرجات التي يحصل عليها طلاب شهادة لندن وطلاب الشهادة العربية بنسب قد تصل الى 12% بحجة أن الشهادة السودانية اقوى من الناحية الاكاديمية مقارنة بالشهادات الاخرى . وهذا التقييم الجائر يحرم العديد من حملة شهادة لندن والشهادات الاخرى من التنافس على الكليات التطبيقية كالطب والهندسة والزراعة وغيرها . أن مثل هذه القرارات الارتجالية الجائرة قد تدفع باولياء امور هؤلاء الطلاب الى ارسال ابنائهم للتعليم بالخارج مما يقلل من ارتباطهم بوطنهم ، ويحرمهم من خدمة مجتمعاتهم . وفي النهاية اكرر دعوتي لحوار جاد وعلمي هادف لمناقشة قضايا التعليم في السودان من خلال منبر جريدة الخرطوم ومن خلال الندوات العلمية ، كما اشير في نهاية هذا المقال الى أن اولياء امور الطلاب الذين يدرسون في المدارس العالمية ، قد خصصوا موقعا في الانترنت لطرح قضيتهم ودعم حقوقهم الدستورية ، ومناهضة التمييز الذي تمارسه الدولة لشريحة من ابناء الوطن ، ويمكن الدخول على هذا الموقع على البريد الالكتروني التالي : www.returinghome.8m.com/index html وسنواصل الحوار و بالله التوفيق ، ، أ.د عثمان الحسن محمد نور – الرياض