محمود محمد طه في رؤى الأحلام .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2008, 02:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    العلم الروحي التجريبي:
    في مقابل ما تطرحه الحداثة الغربية عبر العلم المادي التجريبي يطرح الاستاذ مفهوم العلم الروحي التجريبي،
    وهو يرى ان العلمين يكوِّنان ما يطلق عليه مصطلح "العلم".

    ففي "الدين والتنمية الاجتماعية" يوضح العلاقة بين العلمين من خلال مصطلحي البنية التحتية والبنية الفوقية،ومن الارجح انه أي الاستاذ يوظف ما قال به الخطاب الماركسي عن العلاقة بين البنية التحتية والفوقية:
    أن العلم يمثل البناء التحتي ، في حين أن الدين يمثل البناء الفوقي ، وبين البناء التحتي والبناء الفوقي إرتباط تكامل ، و وحدة ، إذ هما كلاهما ، يكونان "العلم" ، وهذا يسوقنا إلى أن نلاحظ ملاحظة عابرة هي: أن النظرة العلمية للأشياء لا تقوم على منهاج العلم المادي التجريبي وحده ، كما يدعي كثير من العلماء المعاصرين .. لا !! ولا هي تقوم على المنهاج الديني وحده ، وإنما هي تقوم على هذا الإقتران بين المادة ، و ما وراء المادة ..
    ويوجز ذلك التقسيم الثنائي للعلم ،حين يتحدث في كتابه "الدين والتنمية الاجتماعية، " يتحدث معرفا "العلم":
    ولقد تحدثنا ، في هذه المقدمة ، وبإيجاز شديد ، عن "العلم" وقلنا أنه إنما هو نتاج لقاح بين المادة ، وما وراء المادة ـ بين العلم المادي التجريبي الحديث ، وبين العلم الروحي التجريبي القديم ـ العبادة والمعاملة ـ


    وفي كتابه "الاسلام " يتحدث الاستاذ ،على غرار العلم المادي التجريبي عن وسائل العلم الروحي التجريبي.
    يقول في "الاسلام" عن وسيلتين للتجربة الدينية وهما القرآن و تحقيق لا إله إلا الله:
    يقول عن الوسيلة الاولى اي القرآن:
    ولا بد من كلمة قصيرة عن وسائل التجربة الدينية ، وأولها وأولاها ، القرآن ، ونحن نسمع الناس يقولون أن القرآن كلام الله ، فما معنى هذا ؟؟ إن الله ليس كأحدنا ، وليس كلامه ككلامنا ، بأصوات تنسل من الحناجر ، فتقرع الآذان .. إن كلام الله خلق .. فالشمس تطلع ، فترسل الضوء ، والحرارة ، فتبخر الحرارة الماء ، وتثير الرياح ، وتحرك الهواء ، وتحمل الرياح بخار الماء ، في سحب كثيفة ، إلى بلد بعيد ، فينزل المطر ، فيروي الأرض ، ويحييها بعد موتها ، فينبت الزرع ، وتدب الحياة ، بمختلف صورها ، وشكولها .. هذه صورة موجزة ، قاصرة ، مفككة الحلقات ، لكلام الله . فالقرآن صورة هذا الكلام ، أو قل هذا العلم ، مفرغ في قوالب التعبير العربية .. ويظن كثير من كبار العلماء أن القرآن هو اللغة العربية ، وذلك خطأ شنيع .. وهو خطأ جعلهم يلتمسون معاني القرآن في اللغة العربية ، فانحجبوا بالكلمات ، وهم يظنون أنهم على شئ .. واللغة أساسا ، نشأت بدوافـع الحاجة اليومية ، في الحياة الجسدية ، فهي ، مهما تطورت ، فإنها تعجز ، كل العجز ، عن تحمل معنى كلام الله وهي ، على خير حالاتها ، لا تقوم منه إلا مقام الرمز ، والإشارة .. والقرآن لا يدع لنا مجالا للشك طويلا ، فهـو يقـول (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه ، هدى للمتقين )) والإشارة هنا (( بـذلك )) إلى (( الم )) .
    ثم يقول عن الوسيلة الثانية اي تحقيق الشهادة:
    ثم تجئ الوسيلة الثانية ، وهي تحقيـق (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) وتحقيقـها يبـدأ بالثقـة بمحمد ، وبتصديقه التام ، وبتقليـده المتـقـن ، في أسلوب عبادتـه ، وفيما تيـسر من أسلـوب عادته ، ويشمل تقليده كل ما صح عنه ، بعد بعثه ، وقبله ، أثناء تحنثه في غار حراء ، ولست أريد أن أطيل هنا ، فإن الإيجاز في ذلك يكفي ، على الأقل في هـذه العجالة ، وقـد أعود في وقـت آخـر ، ومجال آخر ، للإفاضة في القول ..
    ثم يتحدث في نفس الكتاب عن موضوع العلم الروحي التجريبي ،وهو ما يسميه بمادة العلم التجريبي الروحي:
    قلت أن مادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية .. والحق أن عناية العلم الروحي بالكون المادي ، في جميع صوره ، هي في مرتبة الوسيلة ، في حين أن عنايته بالإرادة البشرية في مرتبة الغاية ، ولذلك يقول القرآن (( سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهـم أنـه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ )) وفي العلم الديني إن الإرادة البشرية هي صورة مصغرة للكون المادي ، المنظور منه ، وغيـر المنظـور . فنحن كلما كونا لأفكارنا صورة صحيحة عن الكون المادي ، كلما انبعثت ، بمقابل هذه الصورة الكونية ، صورة تضارعها ، في الصحة والدقة ، عن حقيقة إرادتنا ، أو قل شخصيتنا الفردية ، ولذلك فإن القرآن يقـول (( قـل انظـروا ماذا في السمـوات والأرض )) بنفس الصيغة التي يقـول لنا بها (( وأقم الصلاة )) ..
    لكي يصل الى موضوع أو مادة العلم الروحي التجريبي حين يقول تحت عنوان جانبي "ما هي الارادة البشرية:

    ويمكن القول إذن بأن موضوع العلم التجريبي الروحي هو الإرادة البشرية .
    وفي ذلك التعميم المطلق عدم دقة واضحة اذ ان الاستاذ لم يذكر ما قال به قبل ذلك من أن مادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية
    وفي "الاسلام" يقول ان العلم الروحي التجريبي يعنى:
    بالظواهر ، وبما وراء الظواهر ـ بالمادة وبما رواء المادة ـ وإن كانت عنايته بما وراء المادة أساسية ..

    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يرى ان وظيفة العلم التجريبي الروحي تتمثل في استكناه ما بعد المادة ،يقول في ذلك:
    وفي الحق ان العلم الحديث داع إلى الله بلسان بليغ ، فهو يرينا كل يوم ، كيف أن العالم المحسوس ، إذا أحسن استقصاؤه ، يسوقنا إلى عتبة عالم وراءه ، غير محسوس ، أو قل لا تدركه الحواس على النحو المألوف ، ثم يتركنا هناك وقوفا ، في خشوع وإجلال ، نلتمس وسائل غير وسائل العلم التجريبي المادي ، بها نهتدي في مجاهيل الوادي المقدس ، الذي يقع وراء عالم المادة التي نعرفها .
    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" لا يتحدث عن علم روحي تجريبي،وانما عن عمل روحي اي الدين :
    والإيمان، أو قل عدم إنكار ما لا يقع تحت إدراك عقولنا، من دلائل الفهم، ومن أوليات العلم .. سواء في ذلك: العلم التجريبي، أو العلم الروحي – الدين ..
    ويقول في "الدين والتنمية الاجتماعية" متحدثا عن الشرط التاريخي الذي تمت فيه ولادة كل من الدين والعلم معا:
    "وجد الإنسان الأول نفسه، في البيئة الطبيعية، أمام قوى رهيبة، يأتيه من قبل بعضها النفع، ويأتيه من قبل بعضها الآخر الضرر، فاهتدى إلى المناجزة والتمليق، في آنِ معاً.. أما المناجزة فقد هدته إلى إتخاذه الآلة البدائية، وإلى إفتنانه شتى الأفانين التي بها ييسر حياته، ويؤمنها، فكانت تلك نشأة العلم التجريبي الذي تطور الآن إلى إرتياد الإنسان الفضاء بمركبات الفضاء.. وأما تمليقه فقد تمثل في تقربه، وفي تزلفه، إلى تلك القوى التي فاقت قدرته، وأعجزت حيلته.. وكان دافع التمليق الخوف منها حيناً، والطمع فيها حيناً آخر، فكانت تلك نشأة الدين.. فالدين، والعلم التجريبي، نشآ معاً، وفي وقت واحد.. وهما إنما نشآ كوسيلتين متكاملتين.. ونشآ نتيجة لمحاولة الإنسان أن يتلاءم مع بيئته.. فكلاهما -العلم التجريبي، والدين- إنما نشآ بدافع الخوف والطمع الذين استوليا على الإنسان الأول، وبخاصة الخوف.. ذلك بأن الإنسان قد وجد نفسه في بيئته الطبيعية، محتوشاَ بالعداوات من جهاته الست، فكان، من ثم، كلتا الوسليتين -العلم التجريبي، والدين- وسيلة الإنسان إلى تيسير حياته، وتأمينها..
    ولقد نشأ الدين مع نشأة أول فرد بشري، وكذلك نشأ العلم التجريبي
    وفي مقدمة الطبعة الاولى من "الاسلام"يقول:
    وحين ينتهي بنا العلم التجريبي المادي إلى رد جميـع ظواهـر الكـون المادي إلى وحـدة هي (( الطاقة )) ، يبرز لنا من جديد ، وبصورة خلابة ، العلم التجريبي الروحي ، ليتولى قيادنا في شعاب الوادي المقدس ، الذي يقع وراء المادة ، ونستطيع ، بمواصلة البحث والاستقصاء ، في العلم التجريبي الروحي ، أن نرى هل يمكن أن ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت ظواهر الكون المادي إلى أصل واحد ، ويتم بذلك الاتساق ، والتلاؤم ، بين سلوك البشر ، وبين البيئة المادية التي يعيشون فيها ، فينتهي بذلك القلق الحاضر ، ويعم الأرض السلام ؟؟
    ويقول في "الاسلام":
    والعلم التجريبي الروحي ليس جديدا ، وإنما هو قـديم قدم العلم المادي ، وبحق ، إنهما توأمان ، ولدا في وقت واحد ، ودرجا معا ، وظلا يتعاونان في مدارج النمو ، فإن الإنسان الأول عندما وقف على رجليه ، لأول مرة ، أمام قوى الكون المادي الهائلة امتلأ قلبه بالخوف ، والتقديس ، فأما القوى التي أخافته هونا ما ، واستطاع مناجزتها فقد هدته إلى العلم التجريبي المادي ، وأما القوى التي استرهبته ، واستغرقته خشيتها ، فقد تزلف إليها ، وتملقها ، وهدته بذلك إلى العلم التجريبي الروحي . ونحن نسمي هذين التوأمين اليوم ، العلم ، والدين ، وقد قفز العلم قفزة واسعة جدا في العصر الحديث ، وتخلف الدين ، وبذلك حدث الاختلال في التوازن ، وظهر الاضطراب ، والقلق الذي أشرنا إليه ، في صدر هذه الكلمة ، وليس إلى إعادة التوازن من سبيل ، إلا إذا قفز الدين هذه القفزة الجريئة نفسها ، فرد قواعد الأخلاق البشرية إلى أصلها الأصيل ، على نفس النحو ، وبنفس القدر ، الذي به ردت مظاهر الكون المادي إلى أصلها الأصيل ..
    الفهم الذري للدين يجعله يناسب عصر الذرة

    .. نعم فالعلم التجريبي الروحي - الدين - ليس جديدا ولكنه سيعود جديدا ، لأن عصر الذرة يتطلب فهما ذريا للدين - أعني فهماً دقيقاً ، يصل إلى نواة الدين ، ويفجر تلك النواة تفجيراً يسمع له دوي أعتى من دوي تفجيـر النواة المادية ، ولقـد سايـر الديـن طفـولة البشرية في سحيـق الآماد ، وأحسن مسايرتها ، وكان بها رفيقا ، شفيقا ، يمد لها في الأوهام ، والأباطيل ، التي كانت تكتنف تفكيرها ، ريثما ينقلها ، على مكث ، وفي أناة ، من وهم غليظ ، إلى وهم أدق ، ومن باطل غليظ إلى باطل أدق ، وهكـذا ، دواليك ، حتى قطعت الإنسانية عهد الطفولة ، ووقفت اليوم ، في طور المراهقة ، تستشرف إلى عهد الرجولة ، والاكتمال وأصبح على الدين دور جديد ، هو أن يقفز بالإنسانية عبر هذا الطور القلق الحائـر المضطرب - طور المراهقة – ليـدخل بها عهـد الرجـولة ، والاكتمال . ولما كان الفرق بين الطفل والرجل كبيرا شاسعا ، فالرجل يتحمل مسئولية عمله ، بينما الطفـل يطلب الحماية من تلك المسئولية ، فقد أصبح على الدين ، منذ اليوم ، ألا ينبني على الغموض ، وألا يفرض الإذعان ، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري .. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة ، يخاطب العقل ، ويحترمه ، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية ، في كل مضطربها .
    الإرادة البشرية مادة الدين

    والعلم التجريبي الروحي - الدين - مادته الطاقة ، أيضا ، ولكنها في هذه الحالة ( الإرادة ) البشريـة .. هل هي ( مخيـرة ) أم ( مسيرة ) كالطاقة المادية ؟؟ ونحـن ألفنا ، عند التحدث عن الدين ، أن نتحدث عن أديان التوحيد ، والوثنيات التعدديات ، والحقيقة أن البشـر ، في جميع عصورهم ، لم يعبـدوا غيـر هـذه الإرادة البشـرية ، وهذا يفسر لنا السر في أن جميع الأوثان كانت تـنـحت على شكـل الهيـكل البشـري .. وحـتى اليـوم ، وفـي أرقـى الأديـان التـوحيـدية ، وأعـني به الإسلام ، فإن أرقى معتنقيه يعبدون من دون الله إلها آخر ، هو ( إرادتهم البشرية ) ولكنهم لا يفطنون إلى ذلك ، ويظنون أنهم يحسنون صنعا .. ويسخرون من باقي عباد الله من أصحاب الملل الأخرى . فلو أنهم تفطنوا إلى حقيقة أمـرهم إذن لاشتغلوا ، عن الزراية على الآخرين ، بتحصيل ما فاتهم ، هم ..
    إن العالم الطبيعي الكبير ، أينشتين ، يقف عاجزا ، حائرا ، على عتبة معضلة الجبـر ، والاختيار ، ويقول ، فيما يحدثنا الدكتور أحمد زكي: (( إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة ، القليلة ، التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة ، العاجزة ، وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هـذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله )) ونحـن ، بعلمنا التجتريبي الروحـي ، نبدأ من حيث انتهى هذا العالم الجليل بعلمه التجريبي المادي ، ومع أنه واضح أن أينشتين قد قرر الجبر ، وذلك بقوله : (( وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام )) ، إلا أنـه واضـح أيضا أنـه يتـسـاءل تسـاؤلا صامتا : ما هي هـذه القدرة العاقلة المهيمنة ؟؟ وما مدى هيمنتها ؟؟ ونعتـقـد أن الإجابة على هذين السؤالين هي الإجابة على مسألة الجبر والاختيار ، وبها ترد مظاهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت من قبل مظاهر الكون المادي إلى أصل واحد .
    قلنا أن العلم التجريبي المادي ، والعلم التجريبي الروحي توأمان ، ولدا في يوم واحد ودرجا في مراقي الحياة معا ، على تواد حينا وعلى تدابر حينا ، ولكن على تعاون في جميع الأحيان . ومادة العلم التجريبي المادي الكون المادي ، وإن كانت الإرادة البشرية تتدخل فيه ، ووسيلته المعادلات الرياضية ، ومعدات التجارب في المعامل ، ومادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية معا ، ووسيلته القرآن ، ومعدات العبادة ، في الخلوات ، والجلوات ، وأنتم ترون ، من هنا ، أن الدين الذي أعنيه في صدر حديثي هو الإسلام . وأحب أن أعترف أني بدأت عن تصديق ، لأني ولدت من أبوين مسلمين ، ولكن التصديق لم يبلغ بي درجة التعصب والعمى ، فيلتوي بنتائج تجربتي وإنما استطعت ، بتوفيق الله ، أن أسير مفتوح العينين ، إلى النتائج التي رسخت تصديقي البدائي ، وانتقلت بي إلى اليقين .
    ويقول في "الدين والتنمية الاجتماعية":
    أول ما نبدأ به هو تقرير الحقيقة الكبرى وهي أن التنمية الإجتماعية في السوادان لن تتم إلا على هدى "العلم" .. ولقد أسلفنا الإشارة إلى أن "العلم" إنما هو العلم بحقيقة البيئة التي نعيش فيها ، وهي بيئة روحية ، ذات مظهر مادي .. والعلم بها إنما هو ثمرة اللقاء ، واللقاح ـ الزواج ـ بين العلم "المادي" التجريبي الذي يعنى بظواهر الأشياء والعلم ”الروحي" التجريبي الذي يعنى بالظواهر ، وبما وراء الظواهر ـ بالمادة وبما رواء المادة ـ وإن كانت عنايته بما وراء المادة أساسية ..
    إن طريق السودان إلى "التنمية الإجتماعية" ليس طريق الحضارة الغربية ـ ليس طريق العلم التجريبي وحده .. فإن هذا طريق مقفول ، لأنه أهمل القيمة ـ أهمل الأخلاق ـ ونحن السودانين ، بفضل الله ، ثم بفضل كوننا مسلمين ، وورثة المصحف الكريم ، نستطيع أن نقدم النهج الجديد ، الذي ، بما يملك من القيمة ، يستطيع أن يجعل الإنسان سيد الآلة ، وموجهها ، بدلاً من خادمها ، وتابعها ، كما هي الحالة في الحضارة الغربية اليوم .. قال المعصوم: "الدنيا مطية الآخرة" .. يعني أن الحياة الدنيا وسيلة إلى الحياة العليا .. يعني أن حياة المعدة والجسد وسيلة إلى حياة الفكر والشعور .. وهذا يوجب أن ننظم حياة المعدة والجسد بكل الحذق ، والمهارة ، والعلم ، والمقدرة ، التي تجعلها وسيلة واسلة إلى الغاية المبتغاة منها ، ومن ههنا يدخل "التخطيط الإجتماعي" المرشد بالعلم الحديث ، بكل معطياته ، وبكل مقدراته .. إن هذا التنظيم الرشيد لحياة المعدة والجسد يكون البناء التحتي الذي هو وحده الدعامة للبناء الفوقي ـ حياة الفكر والشعور ـ وبقدر كفاية وكفاءة البناء التحتي ينتج لنا المنهاج التربوي الإسلامي ـ العلم الروحي التجريبي ـ البناء الفوقي ذا الكفاية والإقتدار والكمال ..
    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يتحدث عن "بز" العلم القرآني للعلم المادي التجريبي:
    وحين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي ((علمية)) القرآن.. فإن هذا العصر الحاضر هو عصر العلم.. العلم المادي التجريبي.. هذا هو أعظم شئ في صدور الناس الآن، وسيجيء الحـق، في الرسالة الثانية من الإسلام بصورة تشبه هذا العلم، ولكنها تبزه، وتتفوق عليه..
    وفي هذا الاستشهاد نجد ان الاستاذ رغم حديثه عن توأمة العلم والدين ،لكنه يعطي دورا أكبر اهمية وتاثيرا و فعالية للعلم الروحي التجريبي .
                  

العنوان الكاتب Date
محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 09:52 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . أبو الحسين01-20-07, 10:19 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-20-07, 12:32 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 03:16 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 03:19 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . محمد عكاشة05-28-07, 08:57 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني05-29-07, 03:45 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Omer Abdalla01-20-07, 04:28 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-20-07, 05:44 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 06:14 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 06:19 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Khalid Kodi01-20-07, 07:31 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Moneim Elhoweris01-20-07, 11:42 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 06:23 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . د.محمد حسن01-23-07, 04:55 PM
        Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 05:37 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 06:36 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Mohamed Adam01-21-07, 07:06 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . معتز القريش01-21-07, 07:25 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 08:37 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 08:41 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . نادر01-21-07, 09:52 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 10:18 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 12:05 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 12:12 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . مريم بنت الحسين01-21-07, 01:01 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 04:44 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-21-07, 05:44 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . othman mohmmadien01-21-07, 06:35 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 04:05 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 04:21 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-22-07, 08:41 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-22-07, 08:59 AM
        Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالغني كرم الله بشير01-22-07, 11:38 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 10:54 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-22-07, 11:09 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 11:01 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Abu Eltayeb01-22-07, 11:40 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 04:25 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-23-07, 05:36 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . أبوبكر حسن خليفة حسن01-23-07, 08:04 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 11:56 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . محمد عكاشة04-18-07, 10:12 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 12:17 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 04:25 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 04:50 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-24-07, 04:20 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Omer Abdalla01-24-07, 05:41 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-24-07, 05:13 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-25-07, 04:36 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-25-07, 05:29 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-25-07, 12:10 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-26-07, 01:22 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 08:14 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 07:37 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-27-07, 08:08 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 03:37 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 04:58 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-27-07, 07:23 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 10:09 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-28-07, 02:33 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-28-07, 05:54 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . doma01-28-07, 07:28 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-28-07, 11:15 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 10:56 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-29-07, 06:12 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-29-07, 08:47 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-29-07, 08:36 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:22 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:32 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:34 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:39 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-30-07, 05:42 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-31-07, 07:07 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-31-07, 06:12 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-01-07, 04:28 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-01-07, 11:00 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif02-01-07, 12:11 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-02-07, 01:58 AM
      طلبت مقاما بذل نفسك شرطه!!!! Yasir Elsharif02-02-07, 10:27 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 07:39 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif02-02-07, 11:08 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 11:32 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 11:38 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 11:41 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-03-07, 02:35 AM
      الواقع يتطور نحو الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يحتاجه الناس.. Yasir Elsharif02-03-07, 09:47 AM
  المقاساة في المسيحية، والصبر في الإسلام.. Yasir Elsharif02-03-07, 11:59 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-03-07, 05:33 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-04-07, 00:05 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif02-04-07, 03:40 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig02-04-07, 06:23 AM
        Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-06-07, 01:26 AM
          Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-07-07, 04:08 AM
            Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig02-08-07, 02:29 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-08-07, 04:39 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig02-08-07, 05:08 AM
      بالصوت.. حديث الأستاذ محمود عن أن الأصيل الواحد هو الحقيقة المحمدية.. Yasir Elsharif02-08-07, 07:45 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-08-07, 06:25 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-08-07, 11:25 PM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-08-07, 11:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de