محمود محمد طه في رؤى الأحلام .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2007, 08:46 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني
    احترم موقفك الاخير الشجاع
    ولنا ان نحني هاماتنا للقراء والقارئات
    محبتي
    المشاء
                  

10-22-2007, 06:05 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    لمزيد من القراءة قبل اغلاقه.
    محبتي
    المشاء
                  

10-23-2007, 10:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)



    شكر وعرفان لكل من أسهم معنا




    بسم الله المبتدأ ،

    يقول الذكر الحكيم :

    {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54

    يعُز علينا ونحن في منعطف هذه الدراسة وهي في كامل نضارها وألقها أن نختم هذا العمل الذي ما كان أن يتم إلا بفضل نعمة من نِعم المولى وبفضل نفرٌ عَمروا الفكر برؤاهم ، وقال أحدهم وهو الشاعر والناقد الأستاذ / أسامة الخواض :

    إن خير تكريم للمُفكر الراحل : الأستاذ / محمود محمد طه هو أن نقوم بدراسة رؤاه التي قضى فيها من العُمر ما يقارب الأربعين عاماً نهجاً ومسلكاً وعلماً مُيسراً للناس ، و يحتاج فكره جيشاً جراراً من المفكرين بتنوع اختصاصاتهم وإنجاز دراسة مُقارنة بمن سبقوه من مفكرين على جميع الأصعدة .

    لقد صدق الأستاذ / أسامة الخواض ، وهو والدكتور ياسر الشريف من الذين لهم القدح المُعلى في أن يُصبح هذا العمل الذي نزعُم أنه من أضخم الأعمال التي انتهجت حرية الفكر التي كان يدعو لها هذا المُفكر و البطل الباسق الأغصان و المُترف الثمار من أبطال هذا الوطن وقد تنوعت الدراسة في تأريخ فكره ورؤاه والزعم بأننا أنجزنا الكثير مُتبعين مناهج أكثر حُرية في التناول وأكثر شفافية وأكثر رصداً ، وأقمنا جميعاً ملفات عن المصطلحات التي يستخدمها الأستاذ ومناهجه في الفلسفة مقارنة مع من سبقوه من مفكرين كتبوا بالعربية وغيرها والكثير من علماء النفس وفلاسفة السياسة والدين الإسلامي ومن المتصوفة ما تيسر لنا من دراسة مقارنة .

    إن الدراسة الحُرة التي انتهجنا هُنا أخذت من الطرائق الأكاديمية روحها ، ومن النقد أكثر المناهج يُسراً وتقدماً وفق الذين أسهموا معنا.

    لم تكن الدراسة إلا طريق من طرائق تكريم مُفكري وطننا ، ونحن موعودون في كل مرة بغيبتهم الفاجعة ، وليست تلك بخفية على القراء الأفاضل والقارئات الفضليات . إن من مكر الأمم ذبح المُفكرين ، بيد بني وطننا وبيد من يديرون قطع الشطرنج من على البُعد كي لا تنهض أمة من غيبتها لتنهض بالعلم وبالمعرفة وتعبث ولم تزل القدم الهمجية أينما تيسر لها من العبث ليحصد من يقف من وراء ذلك حصاداً وضيعاً عن قصد أو عن جهل .

    لقد نذر الأستاذ " محمود محمد طه " فكره في دعوة أن ينهل الإسلاميون من منابع فكرهم فبنهج التأويل يمكن وفق ما رأى هو أن يتقدم فكر العقيدة ليُنازع الفلسفات التي تؤسس لحياة إنسانية كريمة مكانتها ، ولم يكن نضاله إلا بالقلم والخطاب الشفهي والدعوة المُرسلة بصراع الفكر لا صراع السيف والقتل ، ولما اشتد أوار صراع الفكر وعجز الذين يُصارعونه على المنازلة استخدموا سلاح بتر الجسد لعلهم يهزمون الفكر ، فوقف وقوف الأبطال في ساحة الوغى وأزل الحكام وربائبهم وسدنتهم ومن نصوبهم من أصاغر كتبة القوانين ليذلوا أعداء السلطان فكانت مقولة الأستاذ برفض التعامل مع محكمة مشوِهة للعدالة شكلاً ومضموناً وارتكزت على أكثر المرجعيات غلظة وأسهمت ضمن ما أسهمت في تشويه العقيدة كفكر حر ، والارتداد إلى عصور الغلظة والبتر والتقطيع وتكميم الآداب والفكر والفنون والقيم النبيلة وأنزلوا ستائر الجهل لحجب المعرفة و وقف طريق التقدم وأحالوا الوطن ومواطنيه إلى سجون القهر وأسهموا بالقدح المعلى في تعميق أزمة الهوية و وصم العقيدة بكل مُنفر .

    قبل أن نختم الملف يتعين علينا أن نمُد لغة المحبة ونهج عرفان الجميل على كل من أسهم في أن يرى هذا الأمر النور من كُتاب وقُراء وكاتبات وقارئات ونخص من أسهم من على البُعد برفدنا بالكثير من الآراء ومناهج التقويم التي جعلت من هذا الأمر الجليل الخطب ممكناً .

    كما نود أن نعتز بأن هذا الملف قد يسر لغة حوار ثري بيننا جميعاً ، على اختلاف رؤانا ونحن نقف موقفاً نحسبه يوطن للغة الخلاف والحوار الثري الذي لم نعتد في منابر كتابة السودانيين أو ذوي الأصول السودانية من حفظ الود وتعميق الصلات بين المتحاورين والمختلفين في رؤاهم ومناهجهم ومنطلقات فكرهم .

    ومن هذا المنبر نحيي مدونة ( سودانيزأونلاين ) التي يسرت الأرشفة ومدونة ( سودانايل ) ومدونة ( الفكرة ) لمدنا بالكثير من الوثائق التي جعلت من هذه الدراسة ممكنة ، وليعذرنا القراء والقارئات إن قصرنا في التناول أو الإيجاز في التبيين أو القطوف إن تجاوزت ، وكنا نأمل التبويب المتقن ولكن طبيعة الكتابة على الشبكة العنكبوتية والوقت المُيسر الذي ننتـزعه من هذه الحياة القاسية هو الذي ترك أثراً على طبيعة إخراج الدراسة .
    الشكر موصول للمذكورة أسمائهم أو أسمائهن من الأساتذة أدناه :
    الشكر الخاص لشركاء الدراسة :

    الأستاذ أسامة الخواض
    الدكتور ياسر الشريف

    والشكر للأستاذ / بكري أبوبكر للدعم الفني
    وتيسير مساحة ضمن ( البيت الكبير )

    والشكر للمشاركين والمشاركات :
    أبو الحسين
    محمد عكاشة
    عمر عبد الله
    حيدر بدوي صادق
    خالد كودي
    منعم الحويرص
    د.محمد حسن
    محمد آدم
    معتز قريش
    نادر
    مريم بت فاطنة
    عثمان محمدين
    عبد الغني كرم الله بشير
    أبو الطيب
    أبوبكر حسن خليفة حسن
    دوما
    مختار مختار محمد طه
    علي عمر علي
    عشة بت فاطنة
    عبد المنعم عمر إبراهيم
    دكتور النور حمد
    عثمان موسى
    عبد الحي علي موسى
    مسعود
    د. مهيرة

    وتقبلوا التحية والاحترام
    عبد الله الشقليني
    23/10/2007 م

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-24-2007, 03:12 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-24-2007, 03:36 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-25-2007, 04:31 AM)

                  

10-24-2007, 04:26 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    وداعا ،ونرجو ان نرى المساهمات تأخذ شكل كتاب ،
    وهذا ما اخطط له.
    مع محبتي
    المشاء
                  

10-28-2007, 05:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    نعم أيها العزيز
    أسامة
                  

10-23-2007, 06:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)




    التحية للأساتذة :
    الناقد و الشاعر : أسامة الخواض
    الدكتور : ياسر الشريف
    الأفاضل والفضليات
    والأحباء جميعاً

    قبل ختام الملف ،

    نهديكم :





    محمود محمد طه و تميمة الشفاء

    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-24-2007, 03:17 AM)

                  

10-23-2007, 06:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)







    محمود محمد طه و تميمة الشفاء




    (1)

    كتب الشاعر درويش :

    لملمت جُرحك يا أبي
    برموش أشعاري
    فبكت عيون الناس
    من حُزني ... ومن ناري
    وغمست خُبزي في التُراب
    ....................

    (2)

    وكتبنا :
    هذا زمان الطيف يُحْيي مَوات الأرض .
    هذا ربيع الصفاء ،
    يحمله الريح إلينا.
    يهُز جُذوع أشجارٍ
    لكَ تقرأ أسفاراً .
    تَمَهْلتَ الطريق إلى العُلا .
    مولدك المُنى يا سيد الغائبين ،
    يا عالياً في بُرجِك.
    اهتديت لتُهدي
    ومن ورائكَ الأحجارُ ،
    في تسبيحها حين تذكر رَبك ،َ
    تنظُرك َ بفرَح السُكون وتَبتهِج .

    (3)

    كُلنا لم نَعرفك حق عِرفانك إلا عند رحيلك الساطع ، حين توهج نجمك في ضُحى الجمعة العظيمة مرقتَ مروق السهم من بين أبناء جيلك. رميتَ القدح المُعلَّى وخير الطبقة التي أثرت من كدح الفقراء و من خير الزرع و الضرع .هُم تعلّموا وتيسرت لهم سُبل العيش الكريم وقليل منهم نذر حياته لرد الجميل .أنت مع القليل تبذُر للفلاح .
    جئت أنتَ سيدي من بطن أمٍ ولدتكَ والمستعمر يدُق أوتاده سنوات من بعد كرري واستباحة أم درمان .

    (4)

    اعتاد العُباد على المحبس الفردي ففيه يتخفف المرء من أحمال الحياة ويبدأ التعميد من جديد.كنت سيدي من السباقين ومن بعد فك أسركَ الأول جلستَ جلوس المُخلصين للقراءة والتأمُل في رُفاعة وجَلَست معك المحبة تقرأ لك من الذكر الحكيم :

    {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء .....} فاطر28 .

    سألت ربك وانفتحت نعمة الفِكَر عليك . كان إيمانكَ هو القوي فتدفقت نُذر الخير مطراً مِدراراً. من هناك تفتَّح الذهن المُتقد واستبطنتَ التاريخ القديم والحاضر و وَلجتَ المُستقبل ونهلت من أعذب الموارد التي ينهل منها صِحابكَ المتصوفة وهم في الطريق . جلستَ للصفاء وحفرتَ بأظافر تقواكَ حتى انفتحت لكَ الآفاق .جالس أنتَ على بُساط الأرض . لباسكَ من لباس العامّة ومجلسكَ للعلماء مكاناً للترويح . فروحكَ السَمحة بوابة للنفوس العطشى لتغرف من الروح عندما يكون الإنسان مُتصالحاً مع نفسه .

    (5)

    لم تغب أنتَ عن رؤى الذين من حولكَ وكنتَ وسطاً مُبدعاً يرى العقيدة روحاً تُرفرف تُعيد للإنسان حيويته ومحبته للآخر . أوجزتَ رؤاكَ عن البدائل التي تحترم الفرد وتحترم الحرية . تحدثت عن علوم النفس البشرية وعن فكرتك غير المسبوقة في تأويل النصوص تمهيداً للفهم العميق للرسالة المُتسامحة التي احتجبتْ من ثِقل عظمتها عن عقول الذين عاصروا حياة النبوة ونَسَختها الشريعة فهي تُناسب أهل الزمن الماضي إلى أن جئتَ بنظرتكَ الثاقبة واكتشفت العقيدة وروحها بالتأويل، فكانت الرسالة الثانية .

    (6)

    عندما يجلس الذين ينتظرون الفيض الرباني عند الشروق أو المغيب تتبدى فتنة الشمس في ألقِ بهائها . تخرُج موجات تحت الحمراء لتُقِّوي الأجساد والأرواح . جلستَ أنتَ جلوس الصبر في خلوتكَ ساكناً مُتأملاً , دواخلكَ يصطخِبُ موجها وإلى الشواطئ تستريح . نهلتَ من زاد المتصوفَة و حيواتهم الضاربة في عمق التاريخ وهي تقول لك :

    ـ اركب رواحِلنا إن كنتَ ظمآن لترتوي .

    نهلتَ سيدي من الينابيع الصافية فخير الزاد التقوى . صبرت على الدُنيا وهي تُغريك بلباسها المُترَف ولم تستجب . على بساط الأرض حيث تدُب الكائنات تطلب رزقها جلستَ أنتَ تتأمَلْ .
    على وجهكَ كلما نظرنا يفتَّر بَسمك . عابدٌ أسعدته الدُنيا وغسلت نفسهُ من كل تاريخ الإنسانية الأسود وَعُدتَ طفلاً ملائكي الملمح والمشرب والمسكن والمسلك .ضرب ذهنك المُتقد الآفاق بأجنحة فراشٍ خُرافي يأمل أن ينظره ذو مِرِّّة حين يستوي على الأفق الأعلى . يلمحه بطرف ذاكرة النبوة حين تفيض على المُحبين . سِرتَ تطلُب الرُقي وكان النبي الكريم سائراً قبلكَ وعلى خطوه مَشيت .

    (7)

    على كفيكَ قمرٌ هُنا وشمسٌ هُناك ، تَحمَّل وجدانَك طريق المتصوفة بعقولهم النيِّرة . آن لمخاض الفتح المعرفي أن يكشِف الدروب التي تأمل أن ترتقي سُلم المجد الرباني . رحيلك البهي سيدي وأنتَ تتلألأ إشارة أن موعد التغيير قد حان أوانه . للذين يمشون على وقع الحافر من بَعدك ، عليهم خطوات لغسل ما تبقى من أثر غلظة ماضٍ ينتظر تثقيف السِنان برِقة الإنسانية .
    على الزهر الذي أينع في ذكراك تكوَّر الندى وتجمع السحاب في السماء يُظللنا من شمس الضُحى وهي تعتدل إلى الظهيرة .أفواج المُحبين والمندهشين جاءوا لوداعَكَ فالجلاد لم يكن في حُلة الرُعب يرتجِف مثل ما كان ذاك اليوم .أغمضَت الشمسُ أجفانها نذير عافيةٍ كصراخ الأمهات عند الطلق وإلى موالد الأنوار أطفالاً إلى المُستقبل و نفض العُقاب جناحيه وانتفض .
    أيها البهي الذي ينظرنا من العُلا : كنتَ تعُدّ العُدّة لتكملة النذر الذي نذرته على نفسِكَ و وهبتَ تلاميذك والقراء جميعاً مفاتيح كيف يرتقي المرء من أرضه وتُطل السماء بأنوارها علينا و تُزهر حقول الحياة .

    عبد الله الشقليني
    21 /10 / 2007 م
                  

10-23-2007, 10:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ العزيز والصديق الغالي عبد الله الشقليني،

    تحية المودة

    أخجل أن أكتب أي كلمة بعد رسالتك هذه الخاتمة، فالصمت في حرم الجمال أبلغ في تقديري..

    الله يبارك في عمرك..

    ولا نقول وداعا ولكن إلى اللقاء..

    ياسر
                  

10-29-2007, 10:02 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 946

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ الفاضل الأديب عبدالله وضيوفه الأكارم:

    أود أن اكمل مشاركتى فى هذا البوست قبل اغلاقه، وهى تتعلق بموضوع مداخلاتى الأساسى حول التفسير والتأويل القرآنى فى خطاب الأستاذ،
    Quote: يقول الأستاذ: (وحين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي ((علمية)) القرآن.. فإن هذا العصر الحاضر هو عصر العلم.. العلم المادي التجريبي.. هذا هو أعظم شئ في صدور الناس الآن، وسيجيء الحـق، في الرسالة الثانية من الإسلام بصورة تشبه هذا العلم، ولكنها تبزه، وتتفوق عليه.. وسيذعنون لها، وستستيقنها نفوسهم، وسينقادون لها.. لا يشذ عنها شاذ، ولا يعصي أمرها عاص.. يقول تعالى في ذلك: ((طسم * تلك آيات الكتاب المبين * لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم، من السماء، آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)).. وهذه الآية إنما هي بيان الكتاب المبين المطوي في آية ((طسم)) هـذه.. وهـذه هي مهمة الرسالة الثانية من الإسلام.. هذا مجال التفاوت في فردياتها.. تلك الفرديات التي تنشأ على أديـم مجتمـع تحكم علائـق أفراده الشريعة التي تقـوم على أصول القرآن..)

    وقد تساءلت فى أحد مداخلاتى عن:
    * ماهو الكتاب المبين المطوى فى آية ( طسم) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    وبالعودة الى كل السور المبتدأة باحرف وهى 29
    1- البقرة وهى مدنية: (الـ̃ــم̃* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيه ِ هُدى ً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَآئِكَ عَلَى هُدى ً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَآئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *)
    2- آل عمران وهى مدنية: (الـ̃ــم̃ * اللَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقا ً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ*)
    3- الأعراف وهى مكية: (الـ̃ــمـ̃ص̃ * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَج ٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِه ِِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلَا ً مَا تَذَكَّرُونَ *)
    4- يونس وهى مكية: (الـ̃ــر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُل ٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق ٍ عِْنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِر ٌ مُبِين*) ٌ
    5- هود وهى مكية: (الـ̃ــر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُه ُُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير ٍ * أَلَاَّ تَعْبُدُوا إِلَاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِير ٌ وَبَشِير ٌ* وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَنا ً إِلَى أَجَل ٍ مُسَمّى ً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل ٍ فَضْلَه ُُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْم ٍ كَبِير*) ٍ
    6- يوسف وهى مكية: (الـ̃ــر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاه ُُ قُرْآناً عَرَبِيّا ً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِه ِِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ *)
    7- الرعد وهى مدنية: (الـ̃مـ̃ـر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ * اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَد ٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلّ ٌ يَجْرِي لِأجَل ٍ مُسَمّى ً يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءَِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ*)
    8- ابراهيم وهى مكية: (الـ̃ــر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ~ُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَه ُُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْل ٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَاب ٍ شَدِيد ٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَآئِكَ فِي ضَلَال ٍ بَعِيد*) ٍ
    9- الحجر وهى مكية: (الـ̃ــر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآن ٍ مُبِين ٍ * رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ* ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَة ٍ إِلَاَّ وَلَهَا كِتَاب ٌ مَعْلُوم *)ٌ
    10- مريم وهى مكية: (كـ̃ــهيـعـ̃ــص̃ * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَه ُُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّه ُُ نِدَآءًَ خَفِيّا*) ً
    11- طه وهى مكية: (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَاَّ تَذْكِرَة ً لِمَنْ يَخْشَى *)
    12- الشعراء وهى مكية: (طـسـ̃ــم̃ * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * لَعَلَّكَ بَاخِع ٌ نَفْسَكَ أَلَاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَآءَِ آيَة ً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ *)
    13- النمل وهى مكية: (طـس̃ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَاب ٍ مُبِين * هُدى ً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *)
    14- القصص وهى مكية: (طـسـ̃ــم̃ * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْم ٍ يُؤْمِنُونَ*)
    15- العنكبوت وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ *)
    16- الروم وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ*)
    17- لقمان وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدى ً وَرَحْمَة ً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَآئِكَ عَلَى هُدى ً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَآئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْم ٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب ٌ مُهِين*) ٌ
    18- السجدة وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيه ِِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاه ُُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْما ً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِير ٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ *)
    19- يس وهى مكية: (يس̃ * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاط ٍ مُسْتَقِيم *)ٍ
    20- ص وهى مكية: (ص̃ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّة ٍ وَشِقَاق ٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْن ٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاص *)ٍ
    21- غافر وهى مكية: (حم̃ * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ~َ إِلَاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ * مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ*)
    22- فصلت وهى مكية: (حم̃ * تَنزِيل ٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَاب ٌ فُصِّلَتْ آيَاتُه ُُ قُرْآناً عَرَبِيّا ً لِقَوْم ٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرا ً وَنَذِيرا ً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ *)
    23- الشورى وهى مكية: (حم̃ * عـ̃سـ̃ـــق̃ * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَه ُُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ*)
    24- الزخرف وهى مكية: (حم̃ * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاه ُُ قُرْآناً عَرَبِيّا ً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّه ُُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيم ٌ * أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنتُمْ قَوْما ً مُسْرِفِينَ *)
    25- الدخان وهى مكية: (حم̃ * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاه ُُ فِي لَيْلَة ٍ مُبَارَكَة ٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم ٍ * أَمْرا ً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَة ً مِنْ رَبِّكَ إِنَّه ُُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*)
    26- الجاثية وهى مكية: (حم̃ * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَات ٍ لِلْمُؤْمِنِينَ *)
    27- الاحقاف وهى مكية: (حم̃ * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَل ٍ مُسَمّى ً وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ*)
    28- ق وهى مكية: (ق̃ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَآءَهُمْ مُنْذِر ٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْء ٌ عَْجِيب ٌ* أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابا ً ذَلِكَ رَجْع ٌ بَعِيد*)
    29- القلم وهى مكية: (ن̃ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُون *ٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُون ٍ* وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق ٍ عَْظِيم*) ٍ
    وبمراجعة افتتاحيات هذه السور القرآنية تجد أن اختيار الاستاذ محمود لافتتاحية سورة الشعراء (المكية) كان هو الأنسب لما ذكره لبيان الكتاب المبين المطوى فى هذه الآية والذى استدل به على مهمة وزمان ورسول الرسالة الثانية كما ذكر الأستاذ:
    Quote: (يقول تعالى في ذلك: ((طسم * تلك آيات الكتاب المبين * لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم، من السماء، آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)).. وهذه الآية إنما هي بيان الكتاب المبين المطوي في آية ((طسم)) هـذه.. وهـذه هي مهمة الرسالة الثانية من الإسلام.. هذا مجال التفاوت في فردياتها.. تلك الفرديات التي تنشأ على أديـم مجتمـع تحكم علائـق أفراده الشريعة التي تقـوم على أصول القرآن..
    وذلك للأسباب الآتية:

    1- فالآية كما ذكرنا مكية، وهو يدعو الى العودة لآيات الأصول المكية.
    2- وجود كلمة ( مؤمنين) وتشير الى أن من آمن بالدعوة المحمدية فى ذلك الزمان هم مؤمنين وليسوا مسلمين مثل ( أمة الأخوان التى ستأتى فى القرن العشرين وهى الأمة المسلمة).
    3- التطور العلمى فى القرن العشرين هو الآية التى ستشد البشر الى الرسالة الثانية والتى سيخضعون
    لها.
    4- الأحرف ط، س، م ، تشير الى اسم وجنسية الرسول الذى سيبلغ الرسالة لثانية،وهو:
    محمود محمد طه السودانى
    والذى يدل على ذلك هو قول الأستاذ نفسه:

    حيث أكد الأستاذ محمود فى كتاباته أنه هو المأذون له بتبليغ الرسالة الثانية ، والتى ستنتشر من السودان لتعم العالم .
    Quote: يقول الأستاذ محمود:-
    (انطلاق الدعوة من السودان الى العالمية:
    نحن دعاة تغيير.. نحن دعاة ثورة فكرية، وثورة اجتماعية، تحدث عن طريق الإسلام.. نحن دعاة بعث – بعث للأمة السودانية، وللأمم الإسلامية، وللأمم العالمية، إن شاء الله، على هدى الإسلام – الإسلام دين الفطرة).
    ويقول في رد له على الاستاذ أحمد لطفي السيد:

    ( أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء..).


    تحياتى

    (عدل بواسطة مهيرة on 10-29-2007, 11:26 PM)
    (عدل بواسطة مهيرة on 10-30-2007, 00:02 AM)

                  

10-31-2007, 03:43 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: مهيرة)

    لكِ سيدتي الدكتورة مهيرة
    التحية والإحترام

    وكُنا ننتظر منذ زمان مشتركة السادة والسيدات الأفاضل ،
    بسبب تراجع ثراء المُداخلات ،
    وها أنتِ اليوم تُثرين الملف قبل إغلاقه .

    سنعود لإيراد ما تيسر من الأسفار واللقاءات التي تُنير
    عن الرسالة الثانية ومخاضها ، وقد كتب الأستاذ / أسامة
    الخواض ، وكتب شخصي ومن قبل ذكر الأستاذ في سفره
    عن الرسالة الثانية ( من المأذون )
    نرجو تفضلاً الرجوع للنصوص التي كتبنا وسنورد ملاحظاتنا
    على ما أورده الأستاذ ، ونقارن بينها وبين ما تفصلتِ به
    قبل إغلاق الملف .
    لكِ منا الشكر الجزيل على الإفاضة الثرية والرؤية الواضحة
    وأنتِ كما ذكرنا :
    من يحمل ثقل القول ،
    وتعتذر أننا لسنا في مقام التقييم ، بل في مقام من يتعرف
    على ثقل المشاركة في موازين الحوار .
    لك والشكر وسنعود قبل الوداع
                  

11-17-2007, 07:00 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    الدكتورة مهيرة :

    تحية طيبة لك والشكر أن أحييتِ الدراسة وهي على وشك إغلاق المرحلة الأولى منها. لن نكون إلا بالقدر والمآل الذي يُنبهنا به الأفاضل والفضليات من أمثالكم ، ينيرون الطرق لتوهج الذهن الذي يبحث ، لا الذي ينقل . وتلك مَيزة نأمل ألا نكون كأصحاب شؤون البيع والشراء والمواعيد التي لا تقبل الزحزحة ، وما مشاركتكم المبذولة إلا شاطئ يتوقف فيه المرء ليأخذ من نسيم البحر في أفضل أوقاته .
    بهذا يمتد الحوار معك لحين اكتماله ، ومسببين التمديد بفتح الحوار ، وهو الأمر الذي نبهنا بأن الحوار لحم من جسد الفكر .
    أذكر مُجدداً بأنا قدمنا الكثير عن من المأذون له ، ويرى الناقد الأستاذ / أسامة الخواض أن الأستاذ محمود قد عنى نفسه مُضمراً الحديث ، في حين أني لا أرى الأمر كذلك . لقد تحدث الأستاذ كثيراً عن أن الأمر قيد مخاض عسير وأن نذره تنبئ ، ولم يتحدث عن شخصه ، بل عن آلية المأذون له ، ويعرفونه من مفاتيح تلك المعرفة .
    حول الآية ( طسم )
    فالآيتين وردتا في سورتي القصص الآية ( 1، 2 ) والشعراء الآية ( 1، 2 ) ، ولم ترد في غيرهم. ويلحظ القارئ أن الآيتان وردتا في مقدمة السورتين ، وقد اكتملت بالنص الذي يلي : تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ . وهو ما لا أرى أنه في حاجة لما بعده لتفسيره . ونذكر هنا من تفسير الجلالين :

    من تفسير الجلالين لكلا الآيتين التي وردتا في مقدمة ( القصص ) و( الشعراء ) نورد ما يلي :
    طسم{1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ{2}

    طسم :
    الله أعلم بمراده

    تلك آيات الكتاب المبين :
    (تلك) هذه الآيات (آيات الكتاب) القرآن الإضافة بمعنى من (المبين) المظهر الحق من الباطل.

    قطوف حول المأذون :

    من هنا نقطف من سفر الأستاذ الرسالة الثانية من الإسلام و من مقدمة الطبعة الرابعة دون البتر لتكن الصورة واضحة دون لبس :
    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    (( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي .. فمن يكفر بالطاغوت ، ويؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها.. والله سميع عليم .. ))
    (( ومن يسلم وجهه إلى الله ، وهو محسن ، فقد استمسك بالعروة الوثقى .. وإلى الله عاقبة الأمور .. )) ..
    صدق الله العظيم ..

    مقدمة الطبعة الرابعة

    هذه مقدمة الطبعة الرابعة من كتاب (( الرسالة الثانية من الإسلام )) .. وهو كتاب قد صدرت طبعته الأولى في يناير من عام 1967 ، الموافق لشهر الله المكرم رمضان من عام 1386.. ولقد لاقى رواجا عظيما ، ونجـد أن رواجه يزداد كلما تقادم عليه العهـد ، ذلك أن الناس قـد أخذوا يتفهمونه ، ويتقبلونـه ، ويقبلون عليه .. وهـذا الكتاب هـو ، بالنسبة للدعوة الجمهـورية ، الكتاب الأم .. ومع ذلك ، فانه موجز ، أشد الإيجاز ، ويتطلب شرحاً ، وتفصيلا ، وتبيينا ، ليس إليه اليوم من سبيل .. وسيطيب لذلك الوقت عما قريب إن شاء الله .. وما أريد في هذه المقدمة إلى شئ من تفصيل يتناول مواضيع الكتاب المختلفة ، وإنما أريد بها إلى تقرير أمر يهمني تقريره ، بادئ ذي بدء ، وذلك أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن ، ورسالة ثانية تقوم على أصوله .. ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى .. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل .. وسيتفق لها ذلك حين يجئ رجلها ، وحين تجئ أمتها ، وذلك مجئ ليس منه بـد .. (( كان على ربك حتماً مقضياً )) ..
    العروة الوثقى

    العروة هي المقبض .. أو هي اليد التي يحمل بها الإناء .. أو هي العقدة في طرف الحبل التي بها يستوثق القابض على الحبل من قبضة الحبل .. فالعروة الوثقى هي مقبض الحبل الوثيق .. والحبل هو الـدين .. قال تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ، ولا تفـرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم ، إذ كنتم أعداء ، فألف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخواناً .. وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها .. كذلك يبين الله لكم آياته ، لعلكم تهتدون )) .. فالحبل هنا هو الإسلام ، وهو القرآن ، وذلك معنى واحد .. وقد قال المعصوم ، في حديث يرويه علي بن أبي طالب : (( ألا إنها ستكون فتنة !! فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله !! فيه نبأ ما كان قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم .. هو الفصل ، ليس بالهزل .. من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله .. وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو السراط المستقيم .. هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه .. هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد .. من قال به صدق ، ومـن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعى إليه هدى إلى سراط مستقيم )) .. هذا قول المعصوم .. وهذا الحبل إنما تنزل من الله في إطلاقه إلى أرض الناس.. فأوله عندنا ، وآخره عنده تعالى ، في إطلاقه.. وهذه الصورة محكية ، أجمل حكاية ، في قوله تعالى ، من مطلع سورة الزخرف : (( حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهذا الحبل هو أيضا المسمى بالهدى في قوله تعالى ، مخاطبا إبليس ، وحواء، وآدم: (( قلنا اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خـوف عليهم ولا هـم يحزنون )) .. فان هذا الهدى قد تنزل من الله في إطلاقه إلى المهبط الذي هبطه إبليس ، وحواء ، وآدم ، وهو الأرض .. ومن ههنا كانت صورة الهدى ، وصورة الحبل عبارة عن أمر واحد ، ذلك الأمر هو القرآن .. والعروة الوثقى التي قلنا عنها أنها مقبض الحبل الوثيق إنما هي طرف الحبل الذي لامس الأرض - أرض الناس -.. وهذا ما يحكيه ظاهر القرآن الذي تعطينا إياه اللغة العربية .. وقد عبر تعالى عنه بقوله : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) .. عبارة لعلكم تعقلون هي التنزل لأرض الناس ، وهذه هي الشريعة .. ولقد تنزل هذا الحبل الوثيق من الإطلاق ، وقد عبر تعالى عن نقطة متنزله من الإطلاق بقوله تعالى (( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وقـد أشار إلى نقطة متنزله من الإطـلاق بقـوله تعالى : (( حـم )) أشار هنا إشارة فقط ، وهي إشارة في غاية الرفعة .. وعبر هناك عبارة ، وهي عبارة في غاية البلاغة .. وبين العبارة والإشارة اختلاف مقدار.. والمعبر عنه ، والمشار إليه ، أمر واحد ، هو الذات .. وإنما جاء اختلاف المقدار لضرورة التنزل إلى الافهام .
    فالعروة الوثقى هي الشريعة .. والحبل الوثيق هو الدين .. وبين الشريعة والدين اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع .. فالشريعة هي القدر من الدين الذي يخاطب الناس - عامة الناس - على قدر عقولهم .. ولقد صدرنا هذه المقدمة بآيتين ، أولاهما: (( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي . فمن يكفر بالطاغوت ، ويؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها .. والله سميع عليم..)).. العروة الوثقى هنا الشريعة ، وهي (( لا انفصام لها )) من الدين لمن (( يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله )).. فإنها له موسلة ، وموصلة .. هذا شرط عدم انفصامها عن الدين - الكفر بالطاغوت ، والإيمان بالله .. وهذا يعني أنها منفصمة عن الدين لمن يستمسكون بها بغير كفر بالطاغوت ، وبغير إيمان بالله ، وهو ما عليه حال المسلمين اليوم .. هذه أولى الآيتين ..
    وأخراهما (( ومن يسلم وجهه إلى الله ، وهو محسن ، فقد استمسك بالعروة الوثقى .. وإلى الله عاقبة الأمور..)).. وهذه الآية في معنى تلك ، ولكنها تذهب أكثر منها في توضيح توسيل الشريعة .. جاء في هذه بقوله : (( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن )) في مقابلة (( فمـن يكفر بالطاغـوت ، ويؤمـن بالله )) في تلك.. وجاء بالفاصلة : (( وإلى الله عاقبة الأمور )) ، ليدل على الرجعى بالصعود على الحبل المتنزل من الإطلاق ، حيث كان الإنسان ، قبـل أن يزل ، ويطـرد بسبب الزلة ، ويبـعد ، (( قلنا: اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون )).. وورد في نفس هذا المعنى ، قوله تعالى : (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون )).. فالأجر (( غير الممنون )) يعني غير المقطوع .. وهو ، من ثم ، (( العروة الوثقى ، لا انفصام لها )) ..
    السنة هي الرسالة الثانية

    السنة شريعة وزيادة .. فإذا كانت العروة الوثقى هي الشريعة ، فإن السنة أرفع منها .. وإذا كان حبل الإسلام متنزلا من الإطلاق إلى أرض الناس ، حيث الشريعة - حيث مخاطبة الناس على قدر عقولهم - فإن السنة تقع فوق مستوى عامة الناس .. فالسنة هي شريعة النبي الخاصة به .. هي مخاطبته هو على قدر عقله .. وفرق كبير بين عقله ، وبين عقول عامة الناس .. وهذا نفسه هو الفرق بين السنة والشريعة .. وما الرسالة الثانية إلا بعث هذه السنة لتكون شريعة عامة الناس ، وإنما كان ذلك ممكنا ، بفضل الله ، ثم بفضل تطور المجتمع البشري خلال ما يقرب من أربعة عشر قرنا من الزمان .. وحين بشر المعصوم ببعث الإسلام إنما بشـر به في معنى بعـث السنة ، وليـس في معنى بعث الشريعة .. قال : (( بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بـدأ .. فطـوبى للغرباء !! قالـوا : من الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يحيون سنتي بعد اندثارها )) .. ويجب أن يكون واضحاً أنه لا يعني إحياء الشريعة ، وإنما يعني إحياء السنة .. والسنة ، كما قلنا ، شريعة ، وزيادة .. السنة طـريقة.. والطـريقة شريعة موكدة ..
    السنة ليست خاصة بالنبي

    كثيرا ما نسمع الفقهاء يقولون : إن هذا العمل خاص بالنبي .. وهذا خطأ شنيع ، وقد كان له سود العواقب في تثبيط الناس .. والله تعالى يقول ، على لسان نبيه: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ، يحببكم الله )).. ومن ههنا انفتحت الشريعة على السنة ، وأصبح مطلوبا من السالك أن يترقى من الشريعة إلى الطريقة .. (( السنة )) .. بيد أن هذا الترقي لم يكن فرضا مفروضا على عامة الناس ، وإنما كان أمرا مندوبا إليه .. وما منعه ألا يكون فرضا إلا حكم الوقت .. فقد كانت الفترة الأولى من الدعوة خاصة بأمة المؤمنين .. وكان عمل النبي ، في خاصة نفسه ، عملا في مستوى المسلمين .. فلم يكن في الأمة المسلمة غيره .. والإسلام مرتبة مترقية على الإيمان ، وقد ورد تفصيل هذا في متن الكتاب ، فليراجع في موضعه .. والذي يهمنا هنا أن نقرر أن وقتنا الحاضر وقت تتهيأ فيه الأرض لظهور أمة المسلمين .. وهذه الأمة هي أمة الرسالة الثانية .. وشريعتها هي سنة النبي ، لا شريعة الأمة الماضيـة ، بكل تفاصيلها ، وذلك بفضل الله ، كما أسلفنا القول ، ثم بفضل تطور المجتمع البشري خلال هـذه المدة الطويلة ، مما جعله مستعدا لتفهم التشريع المتطور من الشريعة إلى السنة .. فكأن أرض الناس قد ارتفعت خلال هذه المدة .. وكأن طرفاً من الحبل قد انطوى من البعد إلى القرب .. وأصبحت بذلك العروة الوثقى الجـديـدة أقـرب إلى الإطـلاق من العـروة الوثـقى القـديمة .. وذلك لقرب أرض الناس – أعنـي مستوى فهمهم - من الإطلاق ، إذا ما قورن بمستوى الفهم القديم ..
    والأمة المسلمة هي التي سماها النبي الكريم بالاخوان ، حين سمى الأمة المؤمنة بالأصحاب ، وفي ذلك ورد حديثه المشهور الذي قال فيه : (( واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : بل أنتم أصحابي .. واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : بل أنتم أصحابي .. واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا : من إخوانك ؟ قال : قوم يجيئون في آخر الزمان ، للعامل منهم أجر سبعين منكم !! قالوا : منا أم منهم ؟ قال: بل منكم !! قالوا : لماذا ؟ قال : لأنكم تجدون على الخير أعوانا ، ولا يجدون على الخير أعوانا ..)) .. وعن الأخوان قال ، في موضع آخـر: (( الأنبياء أبناء أم واحدة )) يعني هم أخوان لأنهم جميعا يرضعون من ثدي واحد ، هو ثدي (( لا إله إلا الله )).. وفي ذلك إشارة إلى أن أمة المسلمين يكون الناس فيها ، لكمال معرفتهم بالله ، كأنهم أنبياء .. وليسوا بأنبياء ..
    ومما يدحض القول بأن السنة خاصة بالنبي قول الله تعالى : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رءوف رحيم )).. وروح هذه الآية في عبارة : (( من أنفسكم )).. يشير إلى أن ما اتصف به النبي من كمالات هو لكم ، إذا اتبعتم طريقه ، لأنه من عنصركم ، وليس من عنصر غريب عليكم .. والاختلاف بينكم وبينه اختلاف مقدار ، لا اختلاف نوع .. وقول من يقول بأن هذا العمل خاصية من خاصيات النبي يخطئ الحكمة في إرسال الرسل إلى البشر من البشر لا من الملائكة .. فإذا كانت الأرض اليوم ، بكل هذه الطاقة المادية الهائلة ، والتقدم البشري الرفيع في وسائل الدنيا ، ثم بكل هذه الحيرة المطبقة على عقول الناس ، وقلوبهم ، إنما تتهيأ لظهور أمة المسلمين عليها ، فقد أصبح واجباً على ورثة الإسلام - على ورثة القرآن - أن يدعوا إلى الرسالة الثانية ، تبشيرا بالعهد الجديد الذي أصبحت البشرية تشعر بالحاجة الملحة إليه ، ولكنها تخطئ طريقه ، وإنما طريقه في المصحف ، ولكن المصحف لا ينطق ، وإنما ينطق عنه الرجال .. قال تعالى في ذلك : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون )).. ومما تنطق به صدور الذين أوتوا العلم أن طريق العهد الجديد - طريق المسلمين على الأرض - ترسم خط سيره آيات الأصول - الآيات المكية - تلك التي كانت في العهد الأول منسوخة بآيات الفروع - الآيات المدنية - وإنما نسخت آيات الأصول يومئذ لحكم الوقت .. فقد كان الوقت وقت أمة المؤمنين .. وآيات الأصـول تخاطب أمة المسلمين ، وهي أمة لم تكن يومئذ .. وإنما نسخت آيات الأصول في معنى أنها أرجئت ، وعلق العمل بها فيما يخص التشريع ، إلى أن يحين حينها ، ويجئ وقتها ، وهو الوقت الذي نعيش نحن اليوم في تباليج فجره الصادق .. وإنما من ههنا وظفنا أنفسنا للتبشير بالرسالة الثانية ..
    الرسالة الثانية من الإسلام

    الإسلام دين واحد .. وهو دين الله الذي لا يرضى غيـره .. قال تعالى فيه: (( أفغير دين الله يبغون ، وله أسلم من في السموات ، والأرض ، طوعا وكرها ، وإليه يرجعون ؟؟ )) وهو ، بهذا المعنى إنما هو الاستسلام الراضي بالله رباً .. وبالإسلام جاء جميع الأنبياء من لدن آدم وإلى محمد .. قال تعالى في ذلك : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ، والذي أوحينا إليك ، وما وصينا به إبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .. كبر على المشركين ما تدعوهم إليه .. الله يجتبي إليه من يشاء ، ويهدي إليه من ينيب ..)) .. (( شرع لكم من الدين )) هنا لا تعنـي الشرائع وإنما تعنـي (( لا إله إلا الله )) .. ذلك بأن شرائع الأمم ليست واحدة ، وإنما هي مختلفة اختلاف مقدار ، وذلك لاختلاف مستوياتها.. وإنما (( لا إله إلا الله )) هي الثابتة ، وإن كان ثباتها في مبناها فقط ، وليس في معناها .. وإنما يختلف معناها باختلاف مستويات الرسل .. وهو اختلاف مقدار أيضا .. قال المعصوم في ثبات مبنى (( لا إله إلا الله )) .. (( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي (( لا إله إلا الله ..)) واختلاف شرائع الأنبياء الناتج عن اختلاف مستويات أممهم لا يحتاج إلى طويل نظر .. ويكفي أن نذكر باختلاف شريعة التزويج بين آدم ومحمد .. فقد كان تزويج الأخ من أخته شريعة إسلامية لدى آدم .. وعندما جاء محمد أصبح الحلال في هذه الشريعة حراماً .. أكثر من ذلك أصبح التحريم ينسحب على دوائر أبعد من دائرة الأخت .. قال تعالى في ذلك: (( حرمت عليكم أمهاتكم ، وبناتكم ، وأخواتكـم ، وعماتكم ، وخالاتكـم ، وبنات الأخ ، وبنات الأخت ، وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ، وأخواتكم من الرضاعة ، وأمهات نسائكم ، وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ، فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم .. وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم .. وأن تجمعوا بين الأختين ، إلا ما قد سلف .. إن الله كان غفورا رحيما )) فإذا كان هذا الاختلاف الشاسع بين الشريعتين سببه اختلاف مستويات الأمم ، وهو من غير أدنى ريب كذلك ، فإنه من الخطأ الشنيع أن يظن إنسان أن الشريعة الإسلامية في القرن السابع تصلح ، بكل تفاصيلها ، للتطبيق في القرن العشرين ، ذلك بأن اختلاف مستوى مجتمع القرن السابع ، عن مستوى مجتمع القرن العشرين ، أمر لا يقبل المقارنة ، ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلا ، وإنما هو يتحدث عن نفسه .. فيصبح الأمر عندنا أمام إحدى خصلتين : إما أن يكون الإسلام ، كما جاء به المعصوم بين دفتي المصحف ، قادرا على استيعاب طاقات مجتمع القرن العشرين فيتولى توجيهه في مضمار التشريع ، وفي مضمار الأخلاق ، وإما أن تكون قدرته قد نفدت ، وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع القرن السابع ، والمجتمعات التي تلته مما هي مثله ، فيكون على بشرية القرن العشرين أن تخرج عنه ، وأن تلتمس حل مشاكلها في فلسفات أخريات ، وهذا ما لا يقول به مسلم .. ومع ذلك فان المسلمين غير واعين بضرورة تطوير الشريعة .. وهم يظنون أن مشاكل القرن العشرين يمكن أن يستوعبها ، وينهض بحلها ، نفس التشريع الذي استوعب ، ونهض بحل مشاكل القرن السابع ، وذلك جهل مفضوح ..
    المسلمون يقولون إن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة .. وهذا صحيح .. ولكن كمالها إنما هو في مقدرتها على التطور ، وعلى استيعاب طاقات الحياة الفردية ، والاجتماعية ، وعلى توجيه تلك الحياة في مدارج الرقي المستمر ، بالغة ما بلغت تلك الحياة الاجتماعية ، والفردية من النشاط ، والحيوية ، والتجديـد .. هم يقولون ، عندما يسمعوننا نتحدث عن تطوير الشريعة ، يقولون : الشريعة الإسلامية كاملة ، فهي ليست في حاجة إلى التطوير ، فإنما يتطور الناقص .. وهذا قول بعكس الحق تماما ، فإنه إنما يتطور الكامل .. فالكمل من العارفين مثلهم الأعلى أن يتخلقوا بما وصف الله تعالى به نفسه حين قال عز من قائل: (( كل يوم هو في شأن )).. فهم يجددون حياة فكرهم ، وحياة شعورهم ، كل يوم .. واليوم عندهم هو يوم الله .. وليس هو هنا أربعاً وعشرين ساعة ، وإنما هـو وحـدة (( زمنية )) التجلي ، وتلك (( زمنية )) أصغر من الدقيقة ، بل أصغر من الثانية ، بل أصغر من الثالثة .. إنها (( زمنية )) قد تنقسم فيها الثانية إلى بليون جزء ، حتى أنها لتكاد أن تخرج عن الزمن ، في المفهوم الذي يتصوره العقل للزمن .. فهم قد ينطلقون ، أو قد يحاولون أن ينطلقوا ، مع الله في إبداء مظاهره لخلقه ، يجددون حياة فكرهم ، وحياة شعورهم بهذه الصورة المستمرة .. هذا هو الكمال .. وليس الكمال التزام صورة واحدة .. فالعشبة الضئيلة التي تنبت في سفح الجبل ، فتخضر ، وتورق ، وتزهر ، وتثمر ، ثم تلقي ببذرتها في تربتها ، ثم تصير غثاء تذروه الرياح ، أكمل من الجبل الذي يقف فوقها عاليا متشامخا ، يتحدى هوج العواصف .. ذلك بأن تلك العشبة الضئيلة قد دخلت في مرحلة متقدمة من مراحل التطور - مرحلة الحياة والموت - مما لم يتشرف الجبل بدخولها ، وإنما هو يطمع فيها ، ويطمح إليها ..
    وبالمثل ، فإن كمال الشريعة الإسلامية إنما هو في كونها جسما حيا ، ناميا ، متطورا ، يواكب تطور الحياة الحية ، النامية ، المتطورة ، ويوجه خطاها ، ويرسم خط سيرها في منازل القرب من الله ، منزلة ، منزلة .. ولن تنفك الحياة سائرة إلى الله في طريق رجعاها ، فما من ذلك بد .. (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )).. وإنما تتم الملاقاة بفضل الله ، ثم بفضل إرشاد الشريعة الإسلامية في مستوياتها الثلاث : الشريعة ، والطريقة ، والحقيقة .. وتطور الشريعة ، كما أسلفنا القول ، إنما هو انتقال من نص إلى نص .. من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فأحكم إلى نص اعتبر يومئذ أكبر من الوقت فنسخ .. قال تعالى : (( ما ننسخ من آية ، أو ننسئها نأت بخير منها ، أو مثلها .. ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير ؟ )) .. قوله : (( ما ننسخ من آية )) يعني : ما نلغي ، ونرفع من حكم آية .. قوله : (( أو ننسئها )) يعني نؤجل من فعل حكمها.. (( نأت بخير منها )) يعني أقرب لفهم الناس ، وأدخل في حكم وقتهم من المنسأة .. (( أو مثلها )) يعني نعيدها ، هي نفسها ، إلى الحكم حين يحين وقتها .. فكأن الآيات التي نسخت إنما نسخت لحكم الوقت ، فهي مرجأة إلى أن يحين حينها .. فإذا حان حينها فقد أصبحت هي صاحبة الوقت ، ويكون لها الحكم ، وتصبح ، بذلك هي الآية المحكمة ، وتصير الآية التي كانت محكمة ، في القرن السابع ، منسوخة الآن .. هذا هو معنى حكم الوقت .. للقرن السابع آيات الفروع ، وللقرن العشرين آيات الأصول .. وهذه هي الحكمة وراء النسخ .. فليس النسخ ، إذن ، إلغاء تاما ، وإنما هو إرجاء يتحين الحين ، ويتوقت الوقت .. ونحن في تطويرنا هذا إنما ننظر إلى الحكمة من وراء النص .. فإذا خدمت آية الفرع التي كانت ناسخة في القرن السابع لآية الأصل غرضها حتى استنفدته ، وأصبحت غير كافية للوقت الجديد - القرن العشرين - فقد حان الحين لنسخها هي ، وبعث آية الأصل ، التي كانت منسوخة في القرن السابع لتكون هي صاحبة الحكم في القرن العشرين ، وعليها يقوم التشريع الجديد .. هذا هو معنى تطوير التشريع .. فإنما هو انتقال من نص خدم غرضه .. خدمه حتى استنفده إلى نص كان مدخرا يومئذ إلى أن يحين حينه .. فالتطوير ، إذن ، ليس قفزاً عبر الفضاء ، ولا هو قول بالرأي الفج ، وإنما هو انتقال من نص إلى نص ..
    من المأذون؟

    ولكن رسول الله قد التحق بالرفيق الأعلى وترك ما هو منسوخ منسوخا ، وما هو محكم محكما .. فهل هناك أحد مأذون له في أن يغير هذا التغيير الأساسي ، الجوهري ، فيبعث ما كان منسوخا ، وينسخ ما كان محكما ؟؟ هذا سؤال يقوم ببال القارئ لما سلف من القول .. والحق أن كثيراً ممن يعترضون على دعوتنا إلى الرسالة الثانية من الإسلام لا يعترضون على محتوى هذه الدعوة ، بل إنهم قد لا يعيرون محتوى الدعوة كبير اعتبار .. وإنما هم يعترضون على الشكل .. هم يعترضون على أن تكون هناك رسالة ، تقتضي رسولا ، يقتضي نبـوة ، وقد ختمت النبـوة ، بصريح نص ، لا مرية فيه .. وإنه لحق أن النبـوة قد ختمت ، ولكنه ليس حـقا أن الرسالة قد ختمت : (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله ، وخاتم النبيين .. وكان الله بكل شئ عليما )).. ومعلوم أن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا .. ولكن النبوة ما هي ؟؟ النبـوة هي أن يكون الرجل منبأ عن الله ، ومنبئاً عن الله .. أي متلقياً المعارف عن الله بواسطة الوحي ، وملقيا المعارف عن الله إلى الناس ، على وفق ما تلقى ، وبحسب ما يطيق الناس .. فبمرتبة التلقي عن الله يكون الرجل نبياً ، وبوظيفة الإلقاء إلى الناس يكون رسولا .. هذا هو مألوف ما عليه علم الناس .. ولكن هناك شيئا قد جد في الأمر كله ، ذلك هو معرفة الحكمة وراء ختم النبوة بمعناها المألوف .. لماذا ختمت النبوة ؟؟
    أول ما تجب الإشارة إليه هو أن النبـوة لم تختم حتى استقر ، في الأرض ، كل ما أرادت السماء أن توحيه ، إلى أهل الأرض ، من الأمر .. وقد ظل هذا الأمر يتنزل على أقساط ، بحسب حكم الوقت ، من لدن آدم وإلى محمد .. ذلك الأمر هو القرآن .. واستقراره في الأرض هو السبب في ختم النبوة .. وأما الحكمة في ختم النبوة فهي أن يتلقى الناس من الله من غير واسطة الملك ، جبريل - أن يتلقوا عن الله كفاحا - ذلك أمر يبدو غريبا ، للوهلة الأولى ، ولكنه الحق الذي تعطيه بدائه العقول ، ذلك بأن القرآن هو كلام الله ، ونحن كلما نقرؤه إنما يكلمنا الله كفاحا ، ولكنا لا نعقل عنه .. السبب ؟ أننا عنـه مشغـولون .. قال تعالى في ذلك: (( كلا‍‍!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا!! إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )).. وإنما جاء القرآن بمنهاج شريعته ، ومنهاج طريقته ، وبأدبه في كليهما ، ليرفع ذلك الريـن ، حتى نستطيع أن نعقل عن الله ما يحدثنا في القرآن ، فإذا وقع هذا الفهم لرجل فقد أصبح مأذوناً له في الحديث عن أسرار القـرآن ، بالقدر الذي وعى عن الله ..
    من رسول الرسالة الثانية ؟؟

    هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام ..
    كيف نعرفه ؟؟

    حسنا !! قالوا أن المسيح قد قال يوما لتلاميذه : (( احذروا الأنبياء الكذبة !! )) قالوا: (( كيف نعرفهم ؟؟ )).. قال : (( بثمارهم تعرفونهم )) ..


    لك سيدتي لشكر الجزيل مُجدداً
                  

11-17-2007, 07:27 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)







    بين الأستاذ محمود وبين أدونيس



    الأحباء جميعاً :
    تحية طيبة ،

    نعود من بعد فترة من الزمان ، ونحن لم نزل بصدد إغلاق الملف لولا مدخل الدكتورة مهيرة وما نبهتنا من أن للشاعر أدونيس محاضرة ثرية قدمها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في العام 2005 م ، وكانت التعقيبات أكثر ثراء وقد تطرقت لنظرته للعقيدة ، من وجهتي النقل والإبداع .
    وذلك مدخل لو وجدنا الوقت لأجرينا مقارنة لرؤاه في ملخص تلك المحاضرة الذي بين أيدينا و رؤى الأستاذ ، في دعوته للرقي بالحرية إلى مرحلة الفردية .وتلك أحسبها في رصيد الدراسة التي لها علاقة بالحداثة إذ أن أدونيس طود في تلك الحداثة وفق ما أرى .
    نعلم أن كثيرين من أصحاب الشريعة بمنظارها السلفي يرغبون عن المقارنة بين رؤى الشاعر أدونيس الفلسفية والشعرية وبين المقارنة برؤى تتحدث عن العقيدة وقد أغلظ البعض في وصفه ، ولا يعينا رأيهم من بعيد أو قريب بقدر ما تعنينا الرؤى التي تحمل والجرعة الفكرية التي لا تهزمها سوى جرعة فكر ورؤى .
    هذا لا يدخل في باب دراستنا . فالمبحث يليق بأن تتم المقارنة بين رؤى الشاعر أدونيس كرائد من رواد الفكر ، وبين رؤى الأستاذ محمود .
    نورد هنا نص ملخص المحاضرة ، ونترك المقارنة والتحليل لوقت آخر إن تيسر :





    أدونيس يعلن في محاضرة بالجامعة الأمريكية
    موت الخيال
    أحترم الإسلام ولكني أرفض المؤسسة الإسلامية

    حسن عبد الموجود

    ألقي أدونيس محاضرة مساء الأثنين الماضي بالقاهرة حول الإسلام والحداثة، مركزا علي تجليات فكرة التوحيد علي الصعيد السياسي التي جعلت من الحاكم إلها آخر أرضيا واحدا.. وقد امتلأت قاعدة إيوارت بالجامعة الأمريكية التي تستضيف أدونيس عن آخرها رغم تنظيم قسم النشر بذات الجامعة لنشاط آخر مواز، حيث احتفلت بصدور ترجمة عدد من الكتب بينها رواية 'نفتالين' لعالية ممدوح الفائزة بجائزة نجيب محفوظ العام الماضي و'غائب' للكاتبة العراقية أيضا بتول الخضيري.
    الدكتور حمدي السكوت قدم علي أحمد سعيد رواية حكاية اختياره لاسمه 'أدونيس'.

    تحدث أدونيس عن ثقافة التكفير التي قادت عملية الامتناع عن التفكير: حيث لا مجال للتساؤل إلا في إطار ما حلل، وهذا الذي حلل لا يشكل سوي قشرة العالم وزبده، الثوب حلل أما الجسد كله فممنوع، هو مادة للنبذ والإقصاء لتحويله إلي تراب وهو في أوج الحياة.
    ثقافة الكذب ولدت ثقافة النفاق وصنعت للرياء مؤسسة، ومن هذه الملحوظة ينتقل أدونيس إلي تأويل النص الديني الذي يفصل بينه وبين الحياة وبدلا من أن يكون النص فضاء تجعل منه خندقا وبدلا من أن يكون محيطا يصير غديرا. هذا التقييد للنص ينبع من التعامل معه بوصفه حقائق، لا بوصفه إبداعا يحمل الحقيقة داخله، وبهذا لا يكون أمام قارئه سوي التحول إلي صخرة جامدة، وليس مع هذا سوي موت الفكر، ولموت الفكر اسم آخر هو موت الإنسان.
    وأضاف: نعم إن كانت هناك حقيقة فهي موت الإنسان وحريته لا النص لأن حامل الحقيقة هو الإنسان لا النص، أخطر ما في النص الحقيقة التي تحوله إلي نص حزب، نص نظام، نص جماعة، نص أمة، وفي هذا محو للذات والفرادة التي تتحول إلي ملك جماعي، وتلك هي الرؤية الوحدانية متجسدة في رؤية جمعانية باسم الواحد الأحد.
    تساءل أدونيس: ما معني أن تحل هذه الرؤية محل التعددية؟ مضيفا: ذلك سؤال مفتاح أضاء في قراءة التراث العربي وجعلني أري القطيعة التي حققتها هذه الرؤية مع العالم التعددي قبلها، خصوصا أنها قدمت نفسها باعتبارها قلبت النظرة إلي الإنسان والعالم!


    تجليات العنف


    وقال أدونيس: العمل الأول الذي أنجزه موحدكم إخناتون هو قتل المخالف، التوراة قتلت باسم الرب، الكنيسة لم تسلم من عنف الرؤية الوحدانية، ونحن نري الآن تجليات عنف الوحدانية الإسلامية، المشكلة أن هذه الرؤية الوحدانية السماوية التي انتصرت انسحبت علي الأرض، وتطابق الواحد الأرضي مع الواحد المسماوي، وتم تمجيد سلطة الأرض باسم سلطة السماء، تمت ترجمة مبدأ الإله الواحد علي الحاكم الواحد بل ان الأول أخذ يزيح الثاني ويأخذ سلطته وطبقا لهذا صارت الغاية تضفي القداسة علي الوسائل. وها هم أبناء الوحدانية يتنابذون باسم الإله الواحد. وتقدم القدس نموذجا عاليا لهذا التنابذ: فالمدينة الأكثر قداسة للوحدانيات هي الأكثر وحشية والأقل إنسانية.
    وأضاف: والناظر يبدو له أن الواحد علي ضفاف المتوسط لم يوجد إلاٌ أنظمة القمع والقتل.
    يدافع أدونيس عن مبدأ الشك النيتشوي باعتباره طريقا للمعرفة فالشك كما الإيمان جزء من إنسانية الإنسان ومن حقوقه، وقال: وتبدو عبارة 'موت الله' التي استعارها نيتشه كأنها مجرد لعب لفظي، ذلك أن من مات في الواقع ليس الله وإنما الإنسان، فلم يمت الإنسان كما يموت اليوم..
    وأشار إلي أن الموحدين نقلوا مبدأ 'الحاكم الواحد' وتفوٌقوا في ابتكار أساليب القهر باسمه، وربط أدونيس النقطة الأخيرة بمقولة لبورج شتاينر 'العلم لبٌي تطلع الإنسان إلي النظام والجمال والصدق الأخلاقي بشكل أفضل مما فعل الدين 'قبل أن يضيف: لقد تحول الإنسان إلي مجرد آلة لنقل ما هو ديني دون نظر وبحث، تحوٌل الإنسان إلي آلة في مسألة المعرفة.
    وتساءل: هل هو كائن ينقل المعرفة أم كائن يشتغل عليها؟


    إنكار المعرفة


    وانتقل إلي القول بأن الموروث الديني خاصة الإسلامي يعلمنا أن القائل رأيه في الدين مخطيء، يقول الطبري 'لا معرفة في الدين إلا بالنقل'، إذن المعرفة لا تجيء من الذات وإنما من النص الإجماعي، وبهذا تكون اعتقادا لا انتقادا، وهي جماعية لا ذاتية، وإن كان الإنسان يعرف فلابد أن يشك، ولهذا فإنٌ الناقل آلة حاضرة بلا حضور في زمان تكراري، هيراقليدس يقول إنك لا تسبح في النهر الواحد مرتين، الآلة تسبح في ذات النهر إلي ما لا نهاية.
    انعدام الذاتية عنوان آخر لثقافة بحاجة إلي تغيير، يقول أدونيس: نحن نولد عربا ومسلمين في واقع ينكر المعرفة نكرانا تاما، لأنها كاملة ونهائية بل وخاتمة المعرفة لأن نبينا خاتم الأنبياء، نبوته هي خاتمة النبوات، الأكثر كمالا، والمعرفة بالتالي هي الأكثر شمولا، ولهذا لا يضيف المؤمن إليها، فقط يفسٌر ويوضٌح ويطٌبق بانيا ما يحضر علي ما مضي، الحقيقة هكذا توجد في النص واللغة وليست في الشيء والمادة، ولهذا ليس للإنسان أن يضيف، فالنص ثابت والعالم متغير. ليس الإنسان من يمتلك النص، بل النص يمتلك الإنسان والعالم معا. وكل موجود في ذاته فذاته له، أما الموجود في آلة فذاته في غيره. ولذلك فإن مشكلاتنا لا تناقش في ذاتها: مشكلتنا الجنسية ليست جنسية بل أخلاقية دينية، كذلك كل شيء حتي الفن.
    في هذا الإطار كما يقول أدونيس يمكن أن نعطي اسما آخر للاتباعية وهو 'اللاذاتية'، ذات المسلم موضوع تكوٌنه التعاليم الدينية بمعني أن الخارج الشرعي هو الذي يكون الداخل الذاتية للمسلم..
    هكذا لا يكون دوره العقلي الكشف عن حقائق النص/ الوحي أو أن يستقصي العالم إنما يفسر وفقا لمعطيات النص.
    هكذا أيضا لا تعرف الاتباعية عذاب الأسئلة، فليس أمامها إلا اليقين، والطمأنينة، النفس لا ترفض ما آمنت به وفق هذا، ثمة نوع من القتل العرفي للنص وصل إلي مرحلة أن يكون جزاء النفس المرتدة.. التقل، من هنا لا نجد في هذه الثقافة مجالا للذاتية الفردية تتحرك فيه، الذاتية تصب في الجماعة الأم، خروجها خروج من الأمة ذاتها، وربما أن اللا تدين نزعة في الإنسان مثلها مثل التدين تبدو كأنها تحارب الطبيعة ذاتها، آلة لطمس الحرية والذاتي.
    وقال: الإنسان بحسب التأويل السلفي يولد كأنه نقطة أو كحرف في كتاب هو الأمة، نمط خارجي من الوجود وله عقل يخدم حصرا هذا النمط، يقول الفارابي كل موجود في آلة فذاته لغيره، وكل موجود في ذاته فذاته له، وفي هذا يبدو الدين كما يعلمه الأتباع ليس حقل معرفة، حقل بحث وتعقل واستبصار، وإنما مجرد حقل أوامر ونواه..


    مجرد ظاهر


    ويري أدونيس أن ثقافتنا تأذت بسبب نبذ عالم الحدوس والشطح ونفي الباطن، فلا حقيقة إلا للظاهر ولا حقيقة إلا في النص وحده، وهذا الطمس للداخل حوٌل النص الي أسطورة بثلاثة معان.
    أولا: استحالة نقده كما فعل مفكروا الغرب بالمسيحية.
    ثانيا: تكرار النص يوميا كحكاية يحكيها المسلم نفسه أو يتلقاها عن الآخرين وتمجيد الأمية اقتداء بأمية النبي.
    ثالثا: الممارسة الدينية في تجليها للآخرين، معظم العبادات ظاهرة وجماعية، أليست هناك تجربة فردية حميمة بين الإنسان وربه؟ أين هي وما يكون معني الإنسان إذا كان مجرد ظاهر؟ ألا يكون الظاهر دليلا علي الشك بوجود الداخل؟ ما معني أن يكون الإنسان مجرد طقس صوتي؟ ألفاظ وحركات؟ ألهذا نلحٌ علي الظاهرة ونرفض الباطن؟
    وأضاف: نفي الداخل انعكس علي 'الشعري' فشطر القصيدة إلي شكل ومضمون وبقدر ما يكون المضمون متطابقا مع الظاهر يكون عاليا، وبقدر ما يكون متطابقا مع الداخل معبرا عن تجربة الإنسان الخاصة يكون منحطا وفيه فحولية ورجعية كما يقول النثٌار العرب، أو كما يقول بعض النقاد الذين يخلطون بين الفردية والذاتية، وهكذا كان أفضل الفن ما يقلد الأوائل الكاملين، ولن يكون التقليد الكامل كاملا أبدا..
    وقال: الثقافة السائدة امتداد لثقافة الفقه، وسنري هذا منعكسا علي نظريات النهضة، والأيدولوجيات والأحزاب، فهي تسير وراء الاتباعية وتلغي الذاتية، أي انها ترفض الرأي الذاتي وفي ذلك تتساوي أحزاب اليسار واليمين في الوطن العربي، جميعها تلغي ال'هو' في سبيل ال'هم' و'الأنا' في سبيل ال'نحن'، هذا هو تقليد الأوائل، والحال أن تقليد الشعر الكامل لا ينتج بالضرورة شعرا كاملا، الجماعة قد تخطيء كما يخطيء الفرد، والتاريخ الإنساني يشهد علي ذلك، ولا تقاس صحة المعرفة بمقياس عددي، الجماعة ليست عقلا واحدا لكي تصل لحقيقة واحدة والمسلمون أنفسهم وصفوا الجماعة قبل دخولها الإسلام بأنها 'كانت ضالة'!


    ميراث الأوامر والنواهي



    ويعتقد أدونيس أن الفرد العربي يعيش رهين محبسين: محبس التأويل الوحداني ومحبس التأويل السلفي الذي يؤدي الي محو الذاتية. ومن حاولوا الخروج علي هذا همشوا وسجنوا وقتلوا، والمسألة قائمة حتي اليوم ولن يكون المسلم حرا إلا إذا خرج من المحبسين. وعندما نقول انعدام حرية إنسان يعني انعدام وجوده.
    وفصٌل كلامه قائلا: وهما محبسان قديمان تمت محاولات كثيرة لاختراقهما قام بها متصوفة وشعراء، وماذا تم فعله معهم؟ نبذوا، كفٌِروا، قتلوا بتهم الهرطقة والإلحاد والردٌة تبعا للظروف والحال..
    وأضاف: ولاتزال الحاجة لاختراقها ملحة، يتعذر أن تنشأ ثقافة عظيمة دون هذا الاختراق، من المستحيل أن يكون المسلم هو اللغة والعقل إلا إذا خرج منهما، وأفصح عن نفسه دون قيد وتحدث في أي موضوع، سماوي أو أرضي، هنا يكون الإنسان موجودا، لا حرية للإنسان تعني ألا وجود له، كل فرد لا يملك لغته الخاصة وطريقته التعبيرية الفريدة لا ذاتية له، فكيف تقدر اللغة اللاشخصية أن تعكس ذاتيته؟
    كيف يمكن أن نفهم الجنسي والديني والسياسي بدون لغة ذاتية؟
    وقال: لايزال الفرد المسلم العربي في بنيته العميقة كائنا دينيا سلفيا يرث أكثر مما ينتج، يعيش دينه بوصفه أوامر ونواهي، وفي هذا ما قد يفسر انعدام التجارب الإنسانية الكبري في العالم العربي، والتساؤلات الإبداعية الكبري.. هناك مليار و300 مليون نسمة يمثلون 5/1 البشرية ليس فيهم مفكر واحد يقرأ نصه الديني قراءة متفردة، أشعرأنني أنهار فعلا كلما فكرت في هذا، ولكن ربما يفسر ذلك الأمر الأسباب التي تجعل المسلم السلفي ضد، ونقيض،الخيال، كأن علي الفرد أن يعيش كمثل تمثال علي صورة النص، لا يتحرك، لا يتغير حتي يأذن الله، هكذا يبدو كل شيء في عالم يتحرك بدون ذاتية، كل شيءنقض لحضارة البحر المتوسط الذي نشأت فيه الأسئلة الكبري، والفرضيات، والفتوحات، نقض للطبيعة والذكورة والأنوثة واللذة والحياة وللأرض ساحة وبيتا..


    خلل في الرؤية


    وتابع: وقد شهدنا لحظات أدي التأويل إلي تحويل الوحدانية إلي قوة وهيمنة، ففي زمن الحروب الصليبية نفي الإنسان وتم تحويل الله إلي قائد عسكري. كان خلل في الرؤية الوحدانية للإنسان والعالم، وهو خلل يكمن في الرؤية من داخلها، وليس بفعل عوامل خارجية كما يري بعض المفكرين، وفي محاكم التفتيش أصبح الإنسان الخارج علي النص خارجا علي الوحدانية..
    لقد تم إخضاع الفكر أيضا لمعايير الحلال والحرام.. لقد بدأت الوحدانية سلطتها بالبطش، كأنها طاقة منذورة لتعطيل الحياة..
    ولقد كان بورخيس يري في اللاهوت نوعا من الأدب العجائبي، ولو جاء اليوم لمرآة عملا غرائبيا، ولكن علي كل حال هناك الأمل، والأمل أساسا في قدرة الإنسان علي طرح الاسئلة ، ومناقشة الداخل لتحرير كرة الإنسان الواقعة بين مطرقة السياسة وسندان اللاهوت..


    أسئلة


    الدكتور حمدي السكوت بعد انتهاء المحاضرة فتح الباب للأسئلة والمناقشات وطلب أدونيس أن يستمع إلي كل الاسئلة دفعة واحدة قبل أن يبدأ في الإجابة عليها.. أحمد عبدالرحيم 'كلية أصول الدين جامعة الأزهر'قال له اسمح لي ان أقول أنك تعتمد علي مقدمة غير صحيحة وهي أساس كثير من كلامك، لقد قلت أن المفسرين نظروا إلي القرآن باعتبارات الواقع العام وفي سبيل ذلك أبعدوا جانب الخيال والذاتي وهذا غير صحيح لأن الفقهاء والمفسرين لم يغفلوا جانبا واحدا من جوانبه وأشبعوه بحثا ودراسة، في الفقه، اللغة، البلاغة، الإشارات، أما كلامك عما تناوله الفقهاء والأقدمون وهل هو يتناسب أو لا يتناسب مع زماننا فأتفق معك فيه..
    الأمر الآخر والكلام لايزال لأحمد عبدالرحيم هل تتفضل بذكر ملامح ماتراه مناسبا لزماننا؟ ثم ألا تعتقد أن قراءة ابن عربي تؤدي بنا للقول إن محاولاته كانت خروجا علي النزعة الوحدانية؟
    سؤال آخر من حمد السوري: هل ظهور الطوائف الدينية المختلفة كان محاولة للتفاعل مع مستجدات الزمن رغم أنها غرقت بدورها في الموروث والأطر الحديدية؟
    وسأل أحد الحاضرين :هل يمكن أن يتحقق تحرير الإنسان؟
    صاحب السؤال أضاف، كل ما حررك قيدك، محاضرتك علي عذريتها ملآنة بالقيود، قيدتنا بطرق ومناهج، لا يمكن أن يتحرر الإنسان، حتي الصوفية كانوا يسعون لتحرير الإنسان ليتحدوا بشيء أعلي..
    وسأله سعيد الوكيل: هل ما تتحدث عنه يؤثر علي ثقافة بعينها؟ وكيف مثل عائقا أمام الشعرية العربية؟
    وسأله صلاح عبداللطيف: ما المقصود بالوحدانية؟ ومارأيك فيها؟
    وقال له عبدالسميع زين الدين: من المدهش أن نسمع صوتك في القاهرة الآن بعد أن حصد الإخوان عشرات الأصوات، ولكن لا جدوي أن نهدم المعبد ونجلس وسط الأنقاض، حتي لو حاولنا أن نبنيه سيكون قبيحا!
    وسأله محمود الربيعي: ماذا لو وجد الشاعر نفسه في حالة تصالح حقيقي مع هموم الجماعة؟ أيعبر عما يجري فيكون صادقا أم يبحث عن ذات أخري كما تقول؟
    وسأله محمود سعيد: ما المقصود بالتأويل عند أدونيس؟ ألا يعني إعمال العقل؟
    وسأله شخص لم يعرف نفسه: أنت تنكر الله.. هل أنت أسير وحدانية الحداثة..
    وسأله آخر: هناك مجتمعات غربية تتعايش فيها الأديان ووصلت إلي محصلة الحداثة، وأخري مثل الاتحاد السوفيتي تخلصت من الدين ولم تلحق بركب الحداثة.. هل هناك أسباب واضحة لذلك؟


    تأويل الوحدانية


    وبدأ أدونيس إجاباته قائلا: قسم من الاسئلة لو أصغي أصحابه إلي ما قلته في البداية ماكانوا سألوه، إنني هنا لا أنظر للنص الديني في ذاته، وإنما في تأويله السائد، لا أناقش الوحدانية كرؤية، إنما أنظر لتأويل الوحدانية وممارستها، أحترم جميع المؤمنين ومن لا أؤمن بإيمانهم، هذه مسألة بحتة ينبغي احترامها وإلا لن نكون أحرارا..
    وأضاف: أناقش كيف يحول شخص إيمانه إلي مؤسسة يفرضها علي غيره، وعلي هذا المستوي قلت انني لا أناقش الإسلام وإنما الممارسة الإسلامية عبر التاريخ وحتي اليوم، ليس من حق إنسان أن يرفض دين أي إنسان، فكيف أرفض الإسلام، أنا أرفض التأويل الإسلامي، والمؤسسة الإسلامية، من حقي أن أرفضهما، وأنا أرفضهما..
    وقال: هناك في الغرب لاتزال الوحدانية قائمة ومع ذلك نجحوا في إنجازاتهم الحضارية، فما الذي حدث، لقد كانت الكنيسة تسيطر علي المجتمع، ولكن بعد فصلها عن الدولة التي أصبح لها مؤسساتها حدثت النقلة، ونحن نطمح أن نقوم بمثل هذه الثورة فنفصل الدين عن الدولة، نحن لانزال نفكر ونكتب ونجسٌِيس ونتسيس والدين هو كل شيء بالنسبة لنا، في الغرب هناك مؤمنون وغير مؤمنين يتعايشون معا لأنهم منفصلون عن الدولة. وقال موجها كلامه إلي صاحب السؤال، صل معنا لكي نصل بمجتمعنا إلي هذا.. أما الاتحاد السوفيتي فلم يفشل في الحداثة وإنما فشل عسكريا وسياسيا..
    وقال، إذا فكرنا بصوت عال سنجد أن التصوف كما يفترض هو أعمق ثورة فكرية في تاريخ الإسلام، لم يغير بعض الأفكار، وإنما غير محورا أساسيا وهو فكرة الله كمجرد. الإسلام يري الله نقطة مجردة لا علاقة لها بالعالم المادي كما نري ذلك في اليهودية، أما الكنيسة فهودت المسيحية وأسلمتها، دمجتها بالرؤي الوحدانية الأخري، قالت بأن الله يتجسد في الإنسان، وليس الإنسان يموت في سبيل الله، الله يموت في سبيل الإنسان، والمسيح مات كإله لكي يفتدي الإنسان، الإسلام استعار فكرة اليهودية، الله فكرة مجردة عالية في السماء لا علاقة لها بالإنسان، التصوف استعار التجربة المسيحية، الله يتجلي بكل شيء في العالم، ليس مجردا وإنما متجسد، أفهم هكذا كيف ترفض السلفية التصوف، لأنه نقض كامل لفكرة الالوهة.. وتساءل: للأسف أعرف مفكرين عربا لا يجرءون علي قول آرائهم ' لا أريد أن أموت في سبيل فكرة' 'لا أريد موتا مجانيا'، 'الحياة أغلي من الأفكار'.
    وقال: إن ابن رشد صاغ التأويل الأوقع حيث قال 'إذا فهمنا الدين فهما صحيحا فإننا سنجد أنه لا يتناقض مع الواقع والحياة'..


    تجاوز الخليل بن أحمد


    وأشار إلي أن هناك عدة مفاهيم للجماعة في التأويل السلفي، مثل فكرة الجمهور، أنا أهدم هذه الفكرة، ليس هناك جمهور، نحن في هذه القاعة أفراد لكل منا عقله الخاص، وتجربته، كيف أجرد هذه القاعة إلي فكرة واحدة؟ الجمهور فكرة سياسية، أنا لي قراء، وأرفض احتراما للناس أن يكون لي جمهور..
    وفيما يخص قضية القدم والحداثة قال: هذه قضية ينبغي أن نتخطاها، لقد تناولناها في مجلة شعر منذ نصف قرن، اللغة العربية أوسع وأغني من أن نحصرها موسيقيا في 16 بحرا، الخليل بن أحمد قام بعمل عبقري ولكن هذا لا يمنع عباقرة آخرين أن يقوموا بجمع بحور أخري، لقد كنا نهدف لإتاحة المجال أمام الشاعر المبدع أن يضيف إلي الكتابة الشعرية المعروفة إضافة أخري، فالإضافة لن تضر العربية إذا لم تخدمها، ستكون عامل إغناء ولو في حدود التجربة البحتة..
    وأضاف، المجتمع العربي عرف الحداثة قبل مثيله الغربي، وهناك في العربية كتب عن القدم والحداثة، وقد قلت كثيرا إن مشكلة الحداثة عربية في الأساس..
    وختم كلامه بقنبلة: ليس هناك شاعر أكثر حداثة من أبي نواس والنفري، أو أبي العلاء المعري، الأخير علي الأقل زلزل في شعره الأسس الفكرية التي يقوم عليها مجتمعه، أي شاعر حديث يزلزل مجتمعه اليوم؟!
    نقلا عن اخبار الادب المصرية العدد647 4ديسمبر2005

    وعلى سودانيز اونلاين

    <a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...rd=80&msg=1133776075" target="_blank">http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...rd=80&msg=1133776075

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-17-2007, 07:32 AM)

                  

11-17-2007, 10:35 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    الأعزاء عبدالله الشقليني واسامة الخواض
    أصحاب القدح المعلى في هذا البوست الفخيم
    لكم الوقوف ثم الإنحناء لهذا العمل المتميز الذي اتسم بالصبر وبالمثابرة وبالتوقد العقلي والروحي. وأهم من كل ذلك بالمحبة الخصبة الخلاقة.
    لقد احتفلتم بالأستاذ محمود أفضل احتفال. فقد كان احتفالكم به لحظيا لا موسميا. ومع ذلك، ليتكم تركتم هذا البوست يستمر قليلا
    حتى تمر الذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال الأستاذ التي ستكون بعد ما يقارب الشهرين من الآن.
    أسعدتني فكرة إصدار هذا البوست في كتاب بعد إعادة تحريره.
    مرة لكم الإنحناء وفيوض الإعجاب والمحبة.
                  

12-14-2007, 12:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Dr.Elnour Hamad)

    B]


    لك الشكر عزيزنا:
    دكتور النور
    ونُشير بما يرى رفيقنا الناقد الأستاذ :
    أسامة الخواض

    ولحين رده....



    يقول الذكر الحكيم
    {.......... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }الكهف46

    ما الباقيات الصالحات ؟
    يقول تفسير الجلالين :

    هي سبحان الله
    والحمد لله ولا إله إلا الله
    والله أكبر زاد بعضهم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله

    أما (خير عند ربك ثوابا وخير أملا) :

    أي ما يأمل الإنسان ويرجوه عند الله تعالى
                  

12-30-2007, 01:31 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأحباء هنا

    عاد الملف ليكون حاضراً ذكرى رحيل الأستاذ ،
    الشكر موصول للأخ بكري أبوبكر ، ولكل المشاركين والمشاركات والقراء
    الأفاضل والقارئات الفضليات .

    كان الاحل مصباحاً يكتُب ومصباحاً يتكلم ، فيُضيء للناس طريق رشادهم


    وكل عام وأنتم بألف خير
                  

01-03-2008, 09:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    يناير شهر الفداء النبيل
                  

01-04-2008, 04:09 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: يناير شهر الفداء النبيل

    Greetings in this holy month, dear Abdally
                  

01-04-2008, 01:09 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    فوق لمزيد من القراءة
                  

01-04-2008, 05:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Sabri Elshareef)

    شكراً لك عزيزنا صبري ،
    بين بُرهة الرحيل والذكرى نيفوعشرون عاماً
    بُرهة أخرى من زمان التاريخ ، حين ودعنا من كانت له رؤيا ثم رؤية ،
    لم يحتبسهما في صدره وهي شيمة أهله ، ولكن نثر أزهارها لنقوم ونقعد
    لها بالدراسة والمقارنة مع رؤى غيره .... ولم تزل الأرض بكراً
                  

01-10-2008, 12:02 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    وميعاد ذكرى الرحيل في الطريق
                  

01-10-2008, 03:27 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-11-2008, 05:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)




    عزيزنا الدكتور ياسر :
    نعُمت صباحاً أو مساءً ،
    ففي حضرتُك المقام يعلو
                  

01-12-2008, 11:36 PM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-13-2008, 02:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Abu Eltayeb)

    Quote: الاخ الشقليني

    احي فيك صدقك و كرمك ونبلك و شجاعتك ووضوح رؤيتك

    اسمح لي بوضع وصلة الاحتفال هنا حيث يسجد القلب

    لطفي


    موعد الرُسل : يوم منبتهم وتألق أرتالهم التي تُصاحب وموعد سفرهم في الغيبة الكُبرى
    سيحين موعد وداع النبيل قريباً .
    الشكر لك للثمر الذي قدمت به
                  

01-13-2008, 00:39 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-14-2008, 05:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Elbagir Osman)

    Quote: الأعزاء عبدالله الشقليني واسامة الخواض
    أصحاب القدح المعلى في هذا البوست الفخيم
    لكم الوقوف ثم الإنحناء لهذا العمل المتميز الذي اتسم بالصبر وبالمثابرة وبالتوقد العقلي والروحي. وأهم من كل ذلك بالمحبة الخصبة الخلاقة.
    لقد احتفلتم بالأستاذ محمود أفضل احتفال. فقد كان احتفالكم به لحظيا لا موسميا. ومع ذلك، ليتكم تركتم هذا البوست يستمر قليلا
    حتى تمر الذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال الأستاذ التي ستكون بعد ما يقارب الشهرين من الآن.
    أسعدتني فكرة إصدار هذا البوست في كتاب بعد إعادة تحريره.
    مرة لكم الإنحناء وفيوض الإعجاب والمحبة
    .
    خالص الشكر للدكتور النور حمد،
    ونرجو ان تعود الينا ببعض من فيضك .
    المشاء
                  

01-14-2008, 10:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Elbagir Osman)

    العزيز الفاضل : الباقر عثمان
    أهلاً بك في البيت الكبير ،
    وشكراً للثراء وسنعودك مرة أخرى
    تقبل التحية والاحترام
                  

01-15-2008, 02:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    حذف لان المداخلة انزلت مرتين.
    عفوا
    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 01-15-2008, 02:26 AM)

                  

01-15-2008, 02:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    العلم الروحي التجريبي:
    في مقابل ما تطرحه الحداثة الغربية عبر العلم المادي التجريبي يطرح الاستاذ مفهوم العلم الروحي التجريبي،
    وهو يرى ان العلمين يكوِّنان ما يطلق عليه مصطلح "العلم".

    ففي "الدين والتنمية الاجتماعية" يوضح العلاقة بين العلمين من خلال مصطلحي البنية التحتية والبنية الفوقية،ومن الارجح انه أي الاستاذ يوظف ما قال به الخطاب الماركسي عن العلاقة بين البنية التحتية والفوقية:
    أن العلم يمثل البناء التحتي ، في حين أن الدين يمثل البناء الفوقي ، وبين البناء التحتي والبناء الفوقي إرتباط تكامل ، و وحدة ، إذ هما كلاهما ، يكونان "العلم" ، وهذا يسوقنا إلى أن نلاحظ ملاحظة عابرة هي: أن النظرة العلمية للأشياء لا تقوم على منهاج العلم المادي التجريبي وحده ، كما يدعي كثير من العلماء المعاصرين .. لا !! ولا هي تقوم على المنهاج الديني وحده ، وإنما هي تقوم على هذا الإقتران بين المادة ، و ما وراء المادة ..
    ويوجز ذلك التقسيم الثنائي للعلم ،حين يتحدث في كتابه "الدين والتنمية الاجتماعية، " يتحدث معرفا "العلم":
    ولقد تحدثنا ، في هذه المقدمة ، وبإيجاز شديد ، عن "العلم" وقلنا أنه إنما هو نتاج لقاح بين المادة ، وما وراء المادة ـ بين العلم المادي التجريبي الحديث ، وبين العلم الروحي التجريبي القديم ـ العبادة والمعاملة ـ


    وفي كتابه "الاسلام " يتحدث الاستاذ ،على غرار العلم المادي التجريبي عن وسائل العلم الروحي التجريبي.
    يقول في "الاسلام" عن وسيلتين للتجربة الدينية وهما القرآن و تحقيق لا إله إلا الله:
    يقول عن الوسيلة الاولى اي القرآن:
    ولا بد من كلمة قصيرة عن وسائل التجربة الدينية ، وأولها وأولاها ، القرآن ، ونحن نسمع الناس يقولون أن القرآن كلام الله ، فما معنى هذا ؟؟ إن الله ليس كأحدنا ، وليس كلامه ككلامنا ، بأصوات تنسل من الحناجر ، فتقرع الآذان .. إن كلام الله خلق .. فالشمس تطلع ، فترسل الضوء ، والحرارة ، فتبخر الحرارة الماء ، وتثير الرياح ، وتحرك الهواء ، وتحمل الرياح بخار الماء ، في سحب كثيفة ، إلى بلد بعيد ، فينزل المطر ، فيروي الأرض ، ويحييها بعد موتها ، فينبت الزرع ، وتدب الحياة ، بمختلف صورها ، وشكولها .. هذه صورة موجزة ، قاصرة ، مفككة الحلقات ، لكلام الله . فالقرآن صورة هذا الكلام ، أو قل هذا العلم ، مفرغ في قوالب التعبير العربية .. ويظن كثير من كبار العلماء أن القرآن هو اللغة العربية ، وذلك خطأ شنيع .. وهو خطأ جعلهم يلتمسون معاني القرآن في اللغة العربية ، فانحجبوا بالكلمات ، وهم يظنون أنهم على شئ .. واللغة أساسا ، نشأت بدوافـع الحاجة اليومية ، في الحياة الجسدية ، فهي ، مهما تطورت ، فإنها تعجز ، كل العجز ، عن تحمل معنى كلام الله وهي ، على خير حالاتها ، لا تقوم منه إلا مقام الرمز ، والإشارة .. والقرآن لا يدع لنا مجالا للشك طويلا ، فهـو يقـول (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه ، هدى للمتقين )) والإشارة هنا (( بـذلك )) إلى (( الم )) .
    ثم يقول عن الوسيلة الثانية اي تحقيق الشهادة:
    ثم تجئ الوسيلة الثانية ، وهي تحقيـق (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) وتحقيقـها يبـدأ بالثقـة بمحمد ، وبتصديقه التام ، وبتقليـده المتـقـن ، في أسلوب عبادتـه ، وفيما تيـسر من أسلـوب عادته ، ويشمل تقليده كل ما صح عنه ، بعد بعثه ، وقبله ، أثناء تحنثه في غار حراء ، ولست أريد أن أطيل هنا ، فإن الإيجاز في ذلك يكفي ، على الأقل في هـذه العجالة ، وقـد أعود في وقـت آخـر ، ومجال آخر ، للإفاضة في القول ..
    ثم يتحدث في نفس الكتاب عن موضوع العلم الروحي التجريبي ،وهو ما يسميه بمادة العلم التجريبي الروحي:
    قلت أن مادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية .. والحق أن عناية العلم الروحي بالكون المادي ، في جميع صوره ، هي في مرتبة الوسيلة ، في حين أن عنايته بالإرادة البشرية في مرتبة الغاية ، ولذلك يقول القرآن (( سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهـم أنـه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ )) وفي العلم الديني إن الإرادة البشرية هي صورة مصغرة للكون المادي ، المنظور منه ، وغيـر المنظـور . فنحن كلما كونا لأفكارنا صورة صحيحة عن الكون المادي ، كلما انبعثت ، بمقابل هذه الصورة الكونية ، صورة تضارعها ، في الصحة والدقة ، عن حقيقة إرادتنا ، أو قل شخصيتنا الفردية ، ولذلك فإن القرآن يقـول (( قـل انظـروا ماذا في السمـوات والأرض )) بنفس الصيغة التي يقـول لنا بها (( وأقم الصلاة )) ..
    لكي يصل الى موضوع أو مادة العلم الروحي التجريبي حين يقول تحت عنوان جانبي "ما هي الارادة البشرية:

    ويمكن القول إذن بأن موضوع العلم التجريبي الروحي هو الإرادة البشرية .
    وفي ذلك التعميم المطلق عدم دقة واضحة اذ ان الاستاذ لم يذكر ما قال به قبل ذلك من أن مادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية
    وفي "الاسلام" يقول ان العلم الروحي التجريبي يعنى:
    بالظواهر ، وبما وراء الظواهر ـ بالمادة وبما رواء المادة ـ وإن كانت عنايته بما وراء المادة أساسية ..

    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يرى ان وظيفة العلم التجريبي الروحي تتمثل في استكناه ما بعد المادة ،يقول في ذلك:
    وفي الحق ان العلم الحديث داع إلى الله بلسان بليغ ، فهو يرينا كل يوم ، كيف أن العالم المحسوس ، إذا أحسن استقصاؤه ، يسوقنا إلى عتبة عالم وراءه ، غير محسوس ، أو قل لا تدركه الحواس على النحو المألوف ، ثم يتركنا هناك وقوفا ، في خشوع وإجلال ، نلتمس وسائل غير وسائل العلم التجريبي المادي ، بها نهتدي في مجاهيل الوادي المقدس ، الذي يقع وراء عالم المادة التي نعرفها .
    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" لا يتحدث عن علم روحي تجريبي،وانما عن عمل روحي اي الدين :
    والإيمان، أو قل عدم إنكار ما لا يقع تحت إدراك عقولنا، من دلائل الفهم، ومن أوليات العلم .. سواء في ذلك: العلم التجريبي، أو العلم الروحي – الدين ..
    ويقول في "الدين والتنمية الاجتماعية" متحدثا عن الشرط التاريخي الذي تمت فيه ولادة كل من الدين والعلم معا:
    "وجد الإنسان الأول نفسه، في البيئة الطبيعية، أمام قوى رهيبة، يأتيه من قبل بعضها النفع، ويأتيه من قبل بعضها الآخر الضرر، فاهتدى إلى المناجزة والتمليق، في آنِ معاً.. أما المناجزة فقد هدته إلى إتخاذه الآلة البدائية، وإلى إفتنانه شتى الأفانين التي بها ييسر حياته، ويؤمنها، فكانت تلك نشأة العلم التجريبي الذي تطور الآن إلى إرتياد الإنسان الفضاء بمركبات الفضاء.. وأما تمليقه فقد تمثل في تقربه، وفي تزلفه، إلى تلك القوى التي فاقت قدرته، وأعجزت حيلته.. وكان دافع التمليق الخوف منها حيناً، والطمع فيها حيناً آخر، فكانت تلك نشأة الدين.. فالدين، والعلم التجريبي، نشآ معاً، وفي وقت واحد.. وهما إنما نشآ كوسيلتين متكاملتين.. ونشآ نتيجة لمحاولة الإنسان أن يتلاءم مع بيئته.. فكلاهما -العلم التجريبي، والدين- إنما نشآ بدافع الخوف والطمع الذين استوليا على الإنسان الأول، وبخاصة الخوف.. ذلك بأن الإنسان قد وجد نفسه في بيئته الطبيعية، محتوشاَ بالعداوات من جهاته الست، فكان، من ثم، كلتا الوسليتين -العلم التجريبي، والدين- وسيلة الإنسان إلى تيسير حياته، وتأمينها..
    ولقد نشأ الدين مع نشأة أول فرد بشري، وكذلك نشأ العلم التجريبي
    وفي مقدمة الطبعة الاولى من "الاسلام"يقول:
    وحين ينتهي بنا العلم التجريبي المادي إلى رد جميـع ظواهـر الكـون المادي إلى وحـدة هي (( الطاقة )) ، يبرز لنا من جديد ، وبصورة خلابة ، العلم التجريبي الروحي ، ليتولى قيادنا في شعاب الوادي المقدس ، الذي يقع وراء المادة ، ونستطيع ، بمواصلة البحث والاستقصاء ، في العلم التجريبي الروحي ، أن نرى هل يمكن أن ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت ظواهر الكون المادي إلى أصل واحد ، ويتم بذلك الاتساق ، والتلاؤم ، بين سلوك البشر ، وبين البيئة المادية التي يعيشون فيها ، فينتهي بذلك القلق الحاضر ، ويعم الأرض السلام ؟؟
    ويقول في "الاسلام":
    والعلم التجريبي الروحي ليس جديدا ، وإنما هو قـديم قدم العلم المادي ، وبحق ، إنهما توأمان ، ولدا في وقت واحد ، ودرجا معا ، وظلا يتعاونان في مدارج النمو ، فإن الإنسان الأول عندما وقف على رجليه ، لأول مرة ، أمام قوى الكون المادي الهائلة امتلأ قلبه بالخوف ، والتقديس ، فأما القوى التي أخافته هونا ما ، واستطاع مناجزتها فقد هدته إلى العلم التجريبي المادي ، وأما القوى التي استرهبته ، واستغرقته خشيتها ، فقد تزلف إليها ، وتملقها ، وهدته بذلك إلى العلم التجريبي الروحي . ونحن نسمي هذين التوأمين اليوم ، العلم ، والدين ، وقد قفز العلم قفزة واسعة جدا في العصر الحديث ، وتخلف الدين ، وبذلك حدث الاختلال في التوازن ، وظهر الاضطراب ، والقلق الذي أشرنا إليه ، في صدر هذه الكلمة ، وليس إلى إعادة التوازن من سبيل ، إلا إذا قفز الدين هذه القفزة الجريئة نفسها ، فرد قواعد الأخلاق البشرية إلى أصلها الأصيل ، على نفس النحو ، وبنفس القدر ، الذي به ردت مظاهر الكون المادي إلى أصلها الأصيل ..
    الفهم الذري للدين يجعله يناسب عصر الذرة

    .. نعم فالعلم التجريبي الروحي - الدين - ليس جديدا ولكنه سيعود جديدا ، لأن عصر الذرة يتطلب فهما ذريا للدين - أعني فهماً دقيقاً ، يصل إلى نواة الدين ، ويفجر تلك النواة تفجيراً يسمع له دوي أعتى من دوي تفجيـر النواة المادية ، ولقـد سايـر الديـن طفـولة البشرية في سحيـق الآماد ، وأحسن مسايرتها ، وكان بها رفيقا ، شفيقا ، يمد لها في الأوهام ، والأباطيل ، التي كانت تكتنف تفكيرها ، ريثما ينقلها ، على مكث ، وفي أناة ، من وهم غليظ ، إلى وهم أدق ، ومن باطل غليظ إلى باطل أدق ، وهكـذا ، دواليك ، حتى قطعت الإنسانية عهد الطفولة ، ووقفت اليوم ، في طور المراهقة ، تستشرف إلى عهد الرجولة ، والاكتمال وأصبح على الدين دور جديد ، هو أن يقفز بالإنسانية عبر هذا الطور القلق الحائـر المضطرب - طور المراهقة – ليـدخل بها عهـد الرجـولة ، والاكتمال . ولما كان الفرق بين الطفل والرجل كبيرا شاسعا ، فالرجل يتحمل مسئولية عمله ، بينما الطفـل يطلب الحماية من تلك المسئولية ، فقد أصبح على الدين ، منذ اليوم ، ألا ينبني على الغموض ، وألا يفرض الإذعان ، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري .. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة ، يخاطب العقل ، ويحترمه ، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية ، في كل مضطربها .
    الإرادة البشرية مادة الدين

    والعلم التجريبي الروحي - الدين - مادته الطاقة ، أيضا ، ولكنها في هذه الحالة ( الإرادة ) البشريـة .. هل هي ( مخيـرة ) أم ( مسيرة ) كالطاقة المادية ؟؟ ونحـن ألفنا ، عند التحدث عن الدين ، أن نتحدث عن أديان التوحيد ، والوثنيات التعدديات ، والحقيقة أن البشـر ، في جميع عصورهم ، لم يعبـدوا غيـر هـذه الإرادة البشـرية ، وهذا يفسر لنا السر في أن جميع الأوثان كانت تـنـحت على شكـل الهيـكل البشـري .. وحـتى اليـوم ، وفـي أرقـى الأديـان التـوحيـدية ، وأعـني به الإسلام ، فإن أرقى معتنقيه يعبدون من دون الله إلها آخر ، هو ( إرادتهم البشرية ) ولكنهم لا يفطنون إلى ذلك ، ويظنون أنهم يحسنون صنعا .. ويسخرون من باقي عباد الله من أصحاب الملل الأخرى . فلو أنهم تفطنوا إلى حقيقة أمـرهم إذن لاشتغلوا ، عن الزراية على الآخرين ، بتحصيل ما فاتهم ، هم ..
    إن العالم الطبيعي الكبير ، أينشتين ، يقف عاجزا ، حائرا ، على عتبة معضلة الجبـر ، والاختيار ، ويقول ، فيما يحدثنا الدكتور أحمد زكي: (( إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة ، القليلة ، التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة ، العاجزة ، وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هـذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله )) ونحـن ، بعلمنا التجتريبي الروحـي ، نبدأ من حيث انتهى هذا العالم الجليل بعلمه التجريبي المادي ، ومع أنه واضح أن أينشتين قد قرر الجبر ، وذلك بقوله : (( وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام )) ، إلا أنـه واضـح أيضا أنـه يتـسـاءل تسـاؤلا صامتا : ما هي هـذه القدرة العاقلة المهيمنة ؟؟ وما مدى هيمنتها ؟؟ ونعتـقـد أن الإجابة على هذين السؤالين هي الإجابة على مسألة الجبر والاختيار ، وبها ترد مظاهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت من قبل مظاهر الكون المادي إلى أصل واحد .
    قلنا أن العلم التجريبي المادي ، والعلم التجريبي الروحي توأمان ، ولدا في يوم واحد ودرجا في مراقي الحياة معا ، على تواد حينا وعلى تدابر حينا ، ولكن على تعاون في جميع الأحيان . ومادة العلم التجريبي المادي الكون المادي ، وإن كانت الإرادة البشرية تتدخل فيه ، ووسيلته المعادلات الرياضية ، ومعدات التجارب في المعامل ، ومادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية معا ، ووسيلته القرآن ، ومعدات العبادة ، في الخلوات ، والجلوات ، وأنتم ترون ، من هنا ، أن الدين الذي أعنيه في صدر حديثي هو الإسلام . وأحب أن أعترف أني بدأت عن تصديق ، لأني ولدت من أبوين مسلمين ، ولكن التصديق لم يبلغ بي درجة التعصب والعمى ، فيلتوي بنتائج تجربتي وإنما استطعت ، بتوفيق الله ، أن أسير مفتوح العينين ، إلى النتائج التي رسخت تصديقي البدائي ، وانتقلت بي إلى اليقين .
    ويقول في "الدين والتنمية الاجتماعية":
    أول ما نبدأ به هو تقرير الحقيقة الكبرى وهي أن التنمية الإجتماعية في السوادان لن تتم إلا على هدى "العلم" .. ولقد أسلفنا الإشارة إلى أن "العلم" إنما هو العلم بحقيقة البيئة التي نعيش فيها ، وهي بيئة روحية ، ذات مظهر مادي .. والعلم بها إنما هو ثمرة اللقاء ، واللقاح ـ الزواج ـ بين العلم "المادي" التجريبي الذي يعنى بظواهر الأشياء والعلم ”الروحي" التجريبي الذي يعنى بالظواهر ، وبما وراء الظواهر ـ بالمادة وبما رواء المادة ـ وإن كانت عنايته بما وراء المادة أساسية ..
    إن طريق السودان إلى "التنمية الإجتماعية" ليس طريق الحضارة الغربية ـ ليس طريق العلم التجريبي وحده .. فإن هذا طريق مقفول ، لأنه أهمل القيمة ـ أهمل الأخلاق ـ ونحن السودانين ، بفضل الله ، ثم بفضل كوننا مسلمين ، وورثة المصحف الكريم ، نستطيع أن نقدم النهج الجديد ، الذي ، بما يملك من القيمة ، يستطيع أن يجعل الإنسان سيد الآلة ، وموجهها ، بدلاً من خادمها ، وتابعها ، كما هي الحالة في الحضارة الغربية اليوم .. قال المعصوم: "الدنيا مطية الآخرة" .. يعني أن الحياة الدنيا وسيلة إلى الحياة العليا .. يعني أن حياة المعدة والجسد وسيلة إلى حياة الفكر والشعور .. وهذا يوجب أن ننظم حياة المعدة والجسد بكل الحذق ، والمهارة ، والعلم ، والمقدرة ، التي تجعلها وسيلة واسلة إلى الغاية المبتغاة منها ، ومن ههنا يدخل "التخطيط الإجتماعي" المرشد بالعلم الحديث ، بكل معطياته ، وبكل مقدراته .. إن هذا التنظيم الرشيد لحياة المعدة والجسد يكون البناء التحتي الذي هو وحده الدعامة للبناء الفوقي ـ حياة الفكر والشعور ـ وبقدر كفاية وكفاءة البناء التحتي ينتج لنا المنهاج التربوي الإسلامي ـ العلم الروحي التجريبي ـ البناء الفوقي ذا الكفاية والإقتدار والكمال ..
    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يتحدث عن "بز" العلم القرآني للعلم المادي التجريبي:
    وحين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي ((علمية)) القرآن.. فإن هذا العصر الحاضر هو عصر العلم.. العلم المادي التجريبي.. هذا هو أعظم شئ في صدور الناس الآن، وسيجيء الحـق، في الرسالة الثانية من الإسلام بصورة تشبه هذا العلم، ولكنها تبزه، وتتفوق عليه..
    وفي هذا الاستشهاد نجد ان الاستاذ رغم حديثه عن توأمة العلم والدين ،لكنه يعطي دورا أكبر اهمية وتاثيرا و فعالية للعلم الروحي التجريبي .
                  

01-16-2008, 06:31 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    نشأ الخطاب الجمهوري كغيره من الخطابات النهضوية على مسالتين:
    المسالة الاولى مواجهة تخلف المسلمين
    والمسالة الثانية كيفية التعامل مع نمط عولمي مثل الحداثة الغربية.
    وقد حاول ان يحل المسالة بطريقة اكثر حداثة من خلال احترام المنجزات التي قدمها نموذج الحداثة الغربي في صيغتيه في ذلك الوقت اي المعسكر الراسمالي و المعسكر الاشتراكي.
    و من خلال التأويل تمت الاشارة الى رسالة ثانية خاتمة تحل التناقض بين الاشتراكية والديمقراطية.
    ورغم نقده لمصطلح الاشتراكية العلمية إلا انه يقوم بتفريغ العلامة اللغوية نفسها وملأها بمضمون اسلامي ،وكذلك الامر بالنسبة الى الديمقراطية.
    يقول في الرسالة الثانية من الاسلام:
    ونحن عندما نتحدث عن الاشتراكية العلمية ، أو عن الشيوعية ، فيما ندعو إليه ، لا نريد مذهب ماركس هذا ، بل إنا لنعلم أن اشتراكية ماركس ليست علمية ، وإنما هي متورطة في خطأ أساسي ، ليس هذا المقام مقام الخوض فيه ، وإنما سنخوض في تبيانه عند الكتابة عن (( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) الذي سيصدر عما قريب إن شاء الله .
    فالاشتراكية العلمية ، عندنا ، تقوم على دعامتين اثنتين ، وفي آن واحد : أولاهما زيادة الانتاج ، من مصادر الانتاج ، وهي المعدن ، والزراعة ، والصناعة ، والحيوان . وذلك باستخدام الآلة ، والعلم ، وبتجويد الخبرة الادارية ، والفنية . وثانيتهما عدالة التوزيع ، وهي تعني ، في مرحلة الاشتراكية ، أن يكون هناك حد أعلى لدخول الأفراد ، وحد أدنى . على أن يكون الحد الأدنى مكفولا لجميع المواطنين ، بما في ذلك الأطفال ، والعجائز ، والعاجزين عن الانتاج ، وعلى أن يكون كافيا ليعيش المواطن في مستواه معيشة تحفظ عليه كرامته البشرية .. وأما الحد الأعلى للدخول فيشترط فيه ألا يكون أكبر من الحد الأدنى بأضعاف كثيرة حتى لا يخلق طبقة عليا تستنكف أن تتزاوج مع الطبقة ذات الدخول الدنيا .. ومن أجل زيادة الانتاج وجب تحريم ملكية مصادر الانتاج ، ووسائل الانتاج ، على الفرد الواحد ، أو الأفراد القلائل في صورة شركة ، سواء كانت شركة إنتاج ، أو شركة توزيع .. ولا يحل للمواطن أن يملك ، ملكا فرديا ، إلا المنزل ، والحديقة حوله ، والأثاثات داخله ، والسيارة ، وما إلى ذلك مما لا يتعدى إلى استخدام مواطن استخداما يستغل فيه عرقه لزيادة دخل مواطن آخر . والملكية الفردية ، حتى في هذه الحدود الضيقة ، يجب ألا تكون ملكية عين للأشياء المملوكة ، وإنما هي ملكية ارتفاق بها ، وتظل عينها مملوكة لله ثم للجماعة بأسرها .
    ويقول في "الدستور الاسلامي نعم ولا ":
    ونحن الجمهوريين حين نتحدث عن الاشتراكية العلمية ، أو عن الشيوعية ، فيما ندعو إليه ، لا نريد مذهب كارل ماركس هذا المعروف باسم الماركسية اللينينية ، بل إننا لنعلم أن اشتراكية كارل ماركس ليست علمية ، وإنما هي متورطة في خطأ أساسي ، وجسيم ، وهو خطأ يشكل أكبر عقبة في سبيل انتصار الاشتراكية في الأرض وهي لن تنتصر إلا إذا صححت هذا الخطأ الأساسي ، وقد وردت الإشارة إلى هذا الخطأ بإيجاز في كتابنا "التحدي الذي يواجه العرب" الصفحة نمرة 14 ، وموعدنا بالتفصيل كتابنا المقبل "الإسلام ديمقراطي اشتراكي" الذي سيصدر قريبا إن شاء الله .
    وفي "التحدي الذي يواجه العرب" يقول:
    ومع ان كارل ماركس ليس اول اشتراكي، وهو، على التحقيق، لن يكون آخر اشتراكي يفلسف الاشتراكية، وانما هو يمثل مدرسة في الاشتراكية لها حسناتها ولها سيئاتها، وما يوضع في كفة سيئاتها اكثر مما يوضع في كفة حسناتها، الا ان هذا التشويش الفكري قد مكن للشيوعيين الماركسيين ان يوهموا الناس ان الاشتراكية العلمية تبدأ بالماركسية اللينينية وتنتهي بها.. وانك، ان اردت ان تكون اشتراكيا علميا، فلا سبيل لك الا ان تكون ماركسيا. والحق ان الاشتراكية لن تنتصر في الارض، وهي لا بد منتصرة، الا اذا هزمت التفكير المادي الماركسي اللينيني. أو قل صححت الاخطاء الكبيرة، الحاضرة، التي هي السبب في هزيمة الاشتراكية، في روسيا وفي الصين، على السواء.
    فلفك الارتباط بين نموذج الحدثة الغربي ونموذج الحداثة الجمهوري ،كان من الاوفق نحت مصطلح يحتفظ باستقلاليته ويبتعد عن ظلال النموذج الغربي.
    لكن من الواضح ان الاستاذ يتناص مع مصطلحات الحداثة الغربية ،ثم يحاول ان يجد معادلا لها في الخطاب الاسلامي عبر التأويل.
    النموذج الحل الذي يطرحه الاستاذ محمود محمد طه في جوهره لا يتعدى ان يكون نموذجا لا يمكن ا ثبات حيثياته.
    حيث يعطى للنص مفهوم تجاوز المكان والزمان ،على اعتبار انه اصلا جاء مبشرا بالديمقراطية قبل حلولها عمليا في نموذج الحداثة الغربي.
    كما انه يفرغ العلامة اللغوية كما في حالة الاشتراكية العلمية ،ويلبسها لبوس الدين.
    وقبل ذلك هو نموذج أقرب ما يكون الى الاشتراكيات الديمقراطية في الغرب.ولم يشر الاستاذ ،ولو مرة واحدة الى أن هنالك محاولات ضمن نموذج الحداثة الغربي تحاول الجمع بين الاشتراكية والديمقراطية.
    فما يطرحه هو نموذج حداثي غربي ذو مسوح ديني ،وذلك من خلال تطبيق الحدود،وهي شرائع تجمع المواثيق الدولية انه غير انسانية.
    وحتى في محاولة التاويل التي قام بها الاستاذ للجمع بين الاشتراكية والديمقراطية،فانه لم يكن متسقا مع ثنائياته الضدية اي القران المكي والمدني.
    ومن ثم نجد ان ذلك البديل الحداثي هو كوكتيل من المدني والمكي ،وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل حول مصداقية المكي والمدني ضمن النظر الى طرح نموذج حداثي اسلامي.
    وحتى في اطار طرحه المتقدم نسبيا مقارنة بالنماذج الاسلامية الاخرى ،فان الخطاب الجمهوري لا يزال يدور في محور الخطابات الاسلامية التي تتحدث عن الوسطية،فهو خطاب وسيط حاول ان يجمع بين الديمقراطية والاشتراكية.
    المشاء
                  

01-16-2008, 07:00 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)


    لقد أعدت إنزال هذا المقال مرة أخرى بعد أن اكتشفت أن النسخة التي أنزلتها منه لم تكن النسخة الأخيرة.
    فمعذرة
    النور حمد

    هذا المقال كتبته بطلب من مجلة الدوحة التي زاولت الصدور بعد غيبة طويلة. غير أن شهورا طويلة مرت ولم يتم نشر المقال.
    وقد رأيت أن أنشره في هذا الخيط الفخيم للأستاذين عبد الله الشقليني واسامة الخواض، وذلك احتفاء مني بالذكرى الثالثة والعشرين لإعدام الأستاذ محمود محمد طه.


    التسـامح الديني:
    هل هو ممكنٌ بغير اجتهادٍ جديد؟


    يقول العفيف الأخضر أنه لا سبيل إلى الخروج من حرب الديانات الدائرة اليوم إلا باعتراف المسلمين بالديانات التي سبقت الإسلام. ويورد العفيف الأخضر الآية: ((إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئون، والنصارى، من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) مشيرا إلى أن فقهاء العصور الوسطى هم الذين قالوا بأن هذه الآية منسوخة بآية ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخر من الخاسرين)). (1) غير أن النسخ ثابت، فآية السيف التي نصها، ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)) نسخت كل آيات الإسماح، مثال آية، ((فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر)) أو آية ((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))، وغيرهما من آيات الإسماح العديدة. وتأكيدا للنسخ جاء الحديث النبوي القائل: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)).

    المشكلة إذن ليست في ما إذا كانت آيات الإسماح قد تم نسخها بآيات الجهاد أم لا، فهي قد نسخت بالفعل. كما أن الجهاد قد قام بالفعل وبه تمددت دولة المدينة لتصل أعماق أسيا شرقا ولتصل إفريقية غربا. فآيات الإسماح لم يعد لها الحكم منذ أن قال النبي الكريم، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)). المشكلة ليست إذن في ما إذا كان النسخ قد جرى أم لا. فهو قد جرى بالفعل. المشكلة هي: هل النسخ مستمر أبد الدهر، أم هو إجراء مرحلي اقتضاه الظرف التاريخي في القرن السابع الميلادي، وأن آيات الإسماح التي تم نسخها يمكن أن تكون لها عودة؟ هذا السؤال المركزي جدا، هو ما عالجه الأستاذ محمود محمد طه في كتابه، "الرسالة الثانية من الإسلام". والأستاذ محمود محمد طه مفكر إسلامي سوداني مجدد، أعدمه الرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري بتهمة الردة في 18 يناير 1985. وحادثة قتله تمثل، في حد ذاتها، أكبر الشواهد على انعدام أسس للتسامح الديني في العالم الإسلامي. فالذين أفتوا بردته وقادوه إلى حبل المشنقة إنما كانوا فقهاء دولة، استندوا على النصوص، وعلى سوابق عديدة في التاريخ الإسلامي.
    جوهر فكرة الأستاذ محمود محمد طه يتلخص في أن النسخ ليس نهائيا، لأن آيات القرآن كما يراها تتبادل الحكم. فالذي نزل في البداية كان القرآن المكي، الذي يشير إليه الأستاذ محمود محمد طه بـ "قرآن الأصول". غير أن قرآن الأصول المكي قد جرى نسخه بـ "قرآن الفروع" المدني. فالأصل في الإسلام الإسماح والحرية والمسؤولية الفردية أمام الله تمشيا مع قوله تعالى: ((فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر)) وغيرها من آيات الإسماح العديدة. فالنبي مكلف فقط بالتذكير، وليس له أن يسيطر على المدعويين أو أن يكرههم على قبول الدعوة. غير أن هذا المستوى من الخطاب القائم على الحرية والمسؤولية قد تم نسخه بآية السيف، التي بناء عليها قال النبي الكريم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)). فالثابت أن الجهاد قد شرع بعد أن جرى نسخ آيات الإسماح التي لم يستجب لها المجتمع المكي، الذي قاوم الدعوة وآذى النبي، وتآمر على حياته حتى اضطره للهجرة، هذا فضلا عن ما جرى من تعذيب أصحابه، الذين قضى بعضهم بسبب ذلك التعذيب الرهيب.

    يقول الأستاذ محمود محمد طه لو كان النسخ سرمديا لأصبح خير ما في ديننا منسوخ بما هو أقل منه. وذلك يتعارض مع قوله تعالى: ((واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم)). ويقول أيضا، إن النسخ ليس تغيير رأي. فتغيير الرأي لا يجوز في حق الذات العلية. ولذلك، لم يبق إلا أن النسخ قد كان إرجاء. ويستدل الأستاذ محمود محمد طه على النسخ بالآية: ((ما ننسخ من آية أو ننسها، نأت بخير منها أو مثلها)). ويستدل الأستاذ محمود محمد طه على مجيء وقت الأصول اليوم ببروز المجتمع الكوكبي الراهن، الذي أصبح فيه السلام فيه والتعايش السلمي أمران لا مناص منهما. كما أصبحت كفالة الحقوق المتساوية للناس، بغض النظر عن الدين، أو العرق، أو اللون، أو الجندر، مطلبا بديهيا. ولذلك فإن الاجتهاد القادر على التصدي على تحديات عصرنا الراهن، فيما يتعلق بقضايا الحقوق الأساسية ـ وفق رؤية الأستاذ محمود محمد طه ـ إنما هو الاجتهاد الذي يتجه إلى بعث أصول القرآن المنسوخة، وليس الزعم بأن الشريعة الإسلامية المطبقة منذ القرن السابع الميلادي، صالحة لكل زمان ومكان. وفي هذا المعنى كتب الأستاذ محمود محمد طه:
    ((من الخطأ الشنيع أن يظن إنسان أن الشريعة الإسلامية في القرن السابع تصلح، بكل تفاصيلها، للتطبيق في القرن العشرين، ذلك بأن اختلاف مستوى مجتمع القرن السابع، عن مستوى مجتمع القرن العشرين، أمر لا يقبل المقارنة، ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلا، وإنما هو يتحدث عن نفسه. فيصبح الأمر عندنا أمام إحدى خصلتين: إما أن يكون الإسلام، كما جاء به المعصوم بين دفتي المصحف، قادرا على استيعاب طاقات مجتمع القرن العشرين فيتولى توجيهه في مضمار التشريع، وفي مضمار الأخلاق، وإما أن تكون قدرته قد نفدت، وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع القرن السابع، والمجتمعات التي تلته مما هي مثله، فيكون على بشرية القرن العشرين أن تخرج عنه، وأن تلتمس حل مشاكلها في فلسفات أخريات، وهذا ما لا يقول به مسلم. ومع ذلك فإن المسلمين غير واعين بضرورة تطوير الشريعة. وهم يظنون أن مشاكل القرن العشرين يمكن أن يستوعبها، وينهض بحلها، نفس التشريع الذي أستوعب، ونهض بحل مشاكل القرن السابع، وذلك جهل مفضوح)). إنتهى (2)

    الشريعة الإسلامية المحكمة منذ القرن السابع الميلادي أمرت بقتال الكفار حتى يسلموا، كما أمرت بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا، أو يقبلوا دفع الجزية عن يد وهم صاغرون. وقد فسر ابن كثير ((صاغرون)) بقوله: ((أي ذليلون حقيرون)) (3). أيضا تأمر الشريعة الإسلامية المحكمة منذ القرن السابع الميلادي بقتل الذي يبدل دينه، ((من بدل دينه فاقتلوه)). أكثر من ذلك، فإن الشريعة الإسلامية تأمر بقتل المسلم نفسه، إن هو ترك الصلاة! ولا ننسى أيضا أن الشريعة الإسلامية المحكمة منذ القرن السابع الميلادي قد أقرت الرق، وأقرت معه التمتع بالإماء، بغير عقد زواج. كما أنها لم تساو النساء بالرجال في الحقوق، وجعلت الرجال أوصياء على النساء. وكل ما تقدم لا يعيب الشريعة الإسلامية في شيء في ذلك الظرف التاريخي، ويرى الأستاذ محمود محمد طه أن كل ما جرى ذكره عاليه كان تشريعا إلهيا من لدن عليم خبير. وهو تشريع كان مناسبا جدا لذلك الوقت. ولذلك يقول الأستاذ محمود محمد طه، إن الإسلام ليس بحاجة لمن يعتذر عنه، لكونه قد استخدم السيف في القرن السابع الميلادي. وذكر في ذلك الصدد أن الإسلام قد استخدم السيف كما يستخدم الطبيب المبضع، وليس كما يستخدم الجزار المدية. كل ما في الأمر، أن القول باستخدام السيف اليوم، ومحاكمة الناس بالردة اليوم، وانتقاص حقوق الناس بسبب العقيدة، أو العرق، أو اللون، أو الجندر، أمر معيب ولا يجب أن يلصق بالإسلام في عالم اليوم.

    التعايش السلمي وحوار الطرشان:

    بعد هجمة الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك، كثرت المؤتمرات التي تنعقد تحت مسميات حوار الأديان والتسامح الديني. غير أن من يشارك في هذه المؤتمرات، ممن يحلو لهم بأن يسموا أنفسهم "علماء الإسلام" لا يملكون زادا يمكن أن يشاركوا به في موائد الحداثة، سوى اجتهادات فقهاء الحقب السوالف. وهي اجتهادات لم تعد تسمن أو تغني من جوع، في مواجهة تحديات الحاضر. فالعلماء الذين تندبهم الجهات الإسلامية الرسمية ليشاركوا في هذه المؤتمرات لا يؤمنون أصلا بما تواضعت عليه الحضارة المعاصرة فيما يتعلق بالتعايش. فهم رغم دعاوى الإعتدال والوسطية التي يدعونها، متطرفون تكفيريون، لا يختلفون في شيء عن جماعة القاعدة وجماعة طالبان. هذا إضافة إلى كونهم مدفوعين لهذه المؤتمرات بواسطة الأنظمة السياسية العربية التي توظفهم ضمن منظومتها القمعية الشاملة. فحين أحس الغرب أنه قد أصبح بحاجة ماسة إلى تأسيس ديني للسلام في الإسلام، أوعز ـ من فرط غفلته ـ لهذه الأنظمة التي يرعاها بأن تحرك علماءها تجاه ما يريد، فحركتهم! ولا غرابة إذن إن كان عطاء هؤلاء "العلماء" في كل تلك المؤتمرات عطاء بالغ الضآلة، ألأمر الذي جعل منها مجرد مناسبات روتينية لتبادل المجاملات، والابتسامات الصفراء.

    ما يحتاجه العالم الإسلامي اليوم هو اجتهاد جديد مستند على أصول القرآن وجوهر رسلة الإسلام المتمثلة في السلام وفي المسؤولية الفردية. ومثل هذا الإجتهاد لا يكون بغير الخروج عن إطار أحكام الشريعة السلفية في ما يخص شؤون حرية الإعتقاد، وحرية الرأي، وسائر الحقوق الأساسية، ليستند على أصول القرآن التي تلتقي في الإطار العام بما تنص عليه الدساتير، والديمقراطيات، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وحين عجز علماؤنا عن الخروج عن عقلية التجبر والسيطرة والكبت والمصادرة ذهبوا ليطالبوا بأن يستثنينا العالم من مقاييسه للحقوق الأساسية زاعمين أن لنا ((حقوق إنسان خاصة بنا))! وهكذا أصبحنا نسمع بمصطلح ((حقوق الإنسان في الإسلام))! وهكذا تحول الحوار في كل هذه المؤتمرات إلى مجرد حوار طرشان. فحقوق الإنسان ليست طلاسما مبهمة، وإنما يمكن تلخيصها في: حق الإنسان البالغ الرشيد في الاعتقاد، وفي التعبير عن رأيه، وفي السفر، والسفر بمفرده إن شاء، رجلا كان أم إمرأة، وفي قيادة السيارة إن شاء، رجلا كان أم إمرأة، وفي انتخاب حاكمه وعزله إن شاء. باختصار هي حقه في ألا تتم مصادرة حقه في الحرية على أساس العرق، أو الدين، أو الجندر، أو اللون، أو الطبقة الاجتماعية.

    كيف يفكرعلماؤنا؟

    علماءنا لا يؤمنون، من حيث المبدأ، لا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان! ويستوي في ذلك علماء السنة وعلماء الشيعة، وبلا فروق جوهرية تذكر. فقضية المواطنة وحق المواطنين قضية مركزية في بناء الدولة العصرية، ولكنها لم تلق اجتهادا يواجهها في مستوى التحدي الذي تطرحه. والذين جاءوا فيها باجتهاد نير، كالمجدد محمود محمد طه كان مصيرهم القتل. نحن لا نزال نقارب قضايا الحقوق الأساسية بأفق السلف، وبتشريعات الردة، وبفقه أهل الذمة. ويكفي أن نذكر هنا أن الدكتور حسن الترابي الذي يرى فيه البعض مجددا إسلاميا، لم يتردد أن يعلن إحتفاءه بإعدام الأستاذ محمود محمد طه، قائلا: ((لا أستشعر أي حسرة على مقتل محمود محمد طه .... إن ردته أكبر من كل أنواع الردة التي عرفناها في الملل السابقة)) (4)

    أما الشيخ محمد الغزالي القيادي البارز في تنظيم الإخوان المسلمين، والذي يرفعه الكثيرون كنموذج للاعتدال، فقد وقف حين استدعته المحكمة بناء على طلب من فريق الدفاع لكي يقدم شهادته، التي أراد بها الدفاع أن تكون في مصلحة المتهمين، قائلا، إن فرج فوده مرتد، ويستحق القتل، ولكن الذين اغتالوه افتأتوا على السلطة (5). مضيفا أن الحاكم هو الجهة الوحيدة المنوط بها تطبيق حكم الردة على المرتدين، حتى لا يؤول الأمرإلى فوضى. وحين سأله فريق الدفاع عن حكم الإسلام في من يفتئت على السلطة، أجاب الشيخ الغزالي بأنه لا يعرف حكما في الإسلام على من يفتئت على السلطة. وهكذا يا عمرو لا رحنا ولا جئنا! فالشيخ الغزالي يرى أنه لا توجد في الإسلام عقوبة لمثل الفعل الذي قام به قتلة الكاتب فرج فودة، لأن فرج فودة كافر كما أفتى هو! وهذا يعني ضمنا أن الإسلام يقر مثل تلك الفوضى، وذلك بتطبيق منطق الشيخ الغزالي نفسه!

    أما الشيخ يوسف القرضاوي فلم يخالف الشيخ الغزالي فيما ذهب إليه في تكفيره لفرج فوده وتجويزه قتله (6). والشيخ القرضاوي، أيضا يرفعه الكثيرون، رمزا للإعتدال، مع أنه قد أفتى هو الآخر بتكفير الكاتب حيدر حيدر، وتكفير راويته "وليمة لأعشاب البحر" (7) . أما في الكويت، فقد أورد الباحث خليل علي حيدر أن السيد، عبدالله العلي المطوع، أحد كبار الإخوان المسلمين الكويتيين، خين سئل إذا ما كان الإسلام يسمح للأحزاب القومية والعلمانية بممارسة نشاطها، أجاب بقوله: ((أما أن يكون في الدولة الإسلامية من يسمون أنفسهم بـ "مسلمين" ثم يقومون بأمور مخالفة للإسلام ومناوئة للدين والعقيدة فلن يقبل منهم ذلك أبدا)). (8) أما إسلاميو الجزائر فلا يختلفون عن إسلاميي المشرق العربي في شيء. فقد تبنت جبهة الإنقاذ على لسان أنور هدام أحد كبار قادتها إغتيال الجامعي الجيلاني اليابس، وذلك في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية. وقد أغتيل في الجزائر أكثر من ستين من المثقفين، بينهم الشاعر الطاهر جعوط. (9)

    ولا يختلف حال الشيعة عن السنة في مسألة الحقوق الدستورية الأساسية. إذ يكفي أن نورد فتوى أية الله الخميني في حق الكاتب سلمان رشدي، وإهداره لدمه بسبب كتابه "آيات شيطانية"، ونضيف إليه ما رواه الكاتب أمير طاهري من أن الخميني قد ظل طوال حياته، ((يفخر بالفتوى التي أصدرها بقتل المفكر الإيراني أحمد كسراوي سنة 1947. ولما سئل الخميني عام 1979 عن سبب إصداره أمراً بإعدام المعارضين دون محاكمة أجاب: ((لأنهم مذنبون ولا حاجة لإضاعة الوقت في محاكمتهم)) (10)!!. أما الشيخ حسن نصر الله، الرمز الشيعي السياسي الأبرز في لبنان، فيؤكد على ما أفتي به الإمام الخميني. فقد أوردت وكالة أنباء رويترز للأنباء، على أثر نشر الرسوم الكارتونية المسيئة للنبي الكريم في الدنمارك، أن الشيخ حسن نصر الله قال: ((لو قام مسلم ونفذ فتوى الامام الخميني بالمرتد سلمان رشدي لما تجرأ هؤلاء السفلة على أن ينالوا من الرسول لا في الدنمارك ولا في النرويج ولا في فرنسا)). (11) أفلا يدل كل ما تقدم على أننا بحاجة ماسة إلى اجتهاد انقلابي يخرج أمر الدين ومستقبله تماما من قبضة هؤلاء؟. فأي غد ينتظرنا وهؤلاء هم علماؤنا وقادتنا؟ خاصة أن من بينهم من رفعته كبرى وسائل الإعلام عندنا بالأمس، ومن ترفعه اليوم، كرموز وأمل لخلاصنا من نير السيطرة الغربية؟

    نزعة التكفير لا تعرف الحدود!:

    يظن كثيرون أن التكفير والإخراج من الملة أمر يطال فقط أولئك الذين يأتون بآراء تشذ عن ما تواضعت عليه الأكثرية. كما يظنون أن هناك فهما للدين تتشاركه غالبية من الناس، يشذ عنهم بعضى الشواذ الذين يجب ردعهم. غير أن ذلك غير صحيح. فالتكفير والإخراج من الملة في تاريخ الثقافة الإسلامية، ظاهرة يمكن أن تلحق في غرابتها باللامعقول. ولربما لا يعرف أكثرية المسلمين، مثلا، أن الإمام أبا حنيفة النعمان قد تم تكفيره من قبل خصومه في الرأي! وأنه أستتيب في حياته بضع مرات! بل إن سفيان الثوري حين بلغه نبأ وفاة أبي حنيفة قال: ((الحمد لله الذي أراح المسلمين منه، لقد كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة. ما ولد في الإسلام مولود أشأم على الإسلام منه)) (12)!! وهذه العبارة المروية عن سفيان الثوري رددها معه عدد من مخالفي أبي حنيفة، من كبار أهل الرأي. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، أيوب السختياني، ومالك، والأوزاعي، ووكيع، وجرير بن حازم، وإبن المبارك. كما جاء أيضا أن الإمام عبد الله قد روى بإسناده إلى حماد بن أبي سليمان أنه قال لسفيان: ((إذهب إلى الكافر إبي حنيفة، فقل له: إن كنت تقول: إن القرآن مخلوق فلا تقربنا)) (13). ورغم ذلك صار لأبي حنيفة أتباع عبر التاريخ الإسلامي، لا يقلون بحال عن أتباع مالك والشافعي وإبن حنبل وغيرهم من المجتهدين!

    الشاهد، أنه ليست هناك قواعد ثابتة تحكم نزعة التكفير. فالتكفير سلاح جرى استخدامه بأشكال عشوائية مختلفة في أزمنة مختلفة، بغرض التخلص من الخصوم الفكريين. وهو بتلك الأوصاف سلاح يمكن أن يطال أي أحد، وبلا استثناء. ولذلك فالمخرج من ورطته لا يكون بغير إخراج مفرداته كلية من القاموس الحي، ووضعها، وإلى الأبد، في أرفف التاريخ. ولكن ذلك لن يتحقق بغير اجتهاد إنقلابي منفلت تماما من قبضة السلف، ومن سائر الأطر الظرفية التاريخية التي حكمت اجتهاداتهم وخياراتهم. وإلا فدون التسامح الديني خرط القتاد!

    أما محاولة ترك الدين جانبا والإتجاه صوب "العلمانية" كما يرى بعض المثقفين المسلمين، فتمثل في نظري محاولة للسير في ذات الخط التاريخي الذي سارت عليه حركة فصل الدين عن الدولة، كما جرت في المجتمعات الغربية. فسيرنا في ذلك المضمار سوف يكون ضئيل المردود، كما أنه غير مطلوب أصلا، في ما أرى. فقضية الحرية كما عالجها الفكر السياسي والإقتصادي الغربي لم تثمر في نهاية مسارها سوى سيطرة مطلقة للمالكين، وقتلٍ ذريع للإنسان في الإنسان، وتبيان ذلك يطول. ما أراه هو ضرورة مواجهة قضية التحديث من داخل بنية ديننا نفسه، لا من خارجها. فارتداء الخوذة العقلية الغربية كما هي، غير ممكن في حالتنا، لأنه، وببساطة شديدة، لا يلمس الجماهير بأي تغيير. وأي تغيير لا يلمس الجماهير فسيكون تغيير فوقي لن يسفر في منتهاه إلا عن تكريسٍ للسلطة والثروة في أيدي النخب. هذا فضلا عن أن انعتاق الغرب نفسه، على علله الكثيرة، لم يكن ليحدث لولا أفكار مارتن لوثر، وجون كالفن، التي أعاد انتاجها وضخها في مجرى الرأسمالية المسيطرة اليوم ، الألماني ماكس فيبر.


    المراجع:

    1. العفيف الأخضر ـ الحوار المتمدن، العدد 1500 25-3-2006.
    2. http://www.rezgar.com/search/Dsearch.asp?nr=1500
    3. محمود محمد طه (1967) الرسالة الثانية من الإسلام. الكتاب متضمن في كتاب: نحو مشروع مستقبلي للإسلام: ثلاثة من الأعمال الأساسية للمفكر الشهيد محمود محمد طه. (ص. ص. 76- 77) (2001) الكويت: دار قرطاس والمركز الثقافي العربي ـ بيروت
    4. إبن كثير ـ الجزء الثاني ص 332
    5. صحيفة الوطن السودانية 30-4-1988
    6. د. رفعت السعيد (1998) الإرهاب: إسلام أم تاسلم؟ دار سيناء:القاهرة.
    7. د. يوسف القرضاوي (2000)الشيخ الغزالي كما عرفته، ص: 271-275 . وانظر أيضا: "أحكام الردة والمرتدين من خلال شهادتي الغزالي ومزروعة"، ص 298-300، للدكتور محمود مزروعة، طبعة خاصة بالمؤلف 1414
    8. . العفيف الأخضر، http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?t=2&aid=8336 زيارة الموقع في 23-12-2006
    9. خليل علي حيدر. (1998) إعتدال أم تطرف. الكويت:دار قرطاس
    10. العفيف الأخضر، http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?t=2&aid=8336 زيارة الموقع في 23-12-2006
    11. وكالة رويتر 2-2-2006
    12. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، (ص ص 370-371- 13).
    13. المصدر السابق نفسه

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 01-17-2008, 07:07 PM)

                  

01-16-2008, 02:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Dr.Elnour Hamad)

    في حضرة :
    الأستاذالشاعر والناقد : أسامةالخواض
    والدكتور : النور حمـــد

    نرصد الرفد الثري ، والكلمة التي تحترم خبز العقول ،
    ثم نعودكم من بعد شكر أفضالكم على العيون القارئة .
                  

01-18-2008, 05:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    الجمعة الكبرى : 18/ 01/ 1985 م
    الجمعة الذكرى : 18/ 01/ 1985 م

    أبت الذكرى إلا أن تأتلق اليوم : جمعة الرحيل وجمعة تاريخ الرحيل
    عند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الثامن عشر من يناير 1985م صعد الأستاذ محمود محمد طه درجات السلم راحلاً إلى العُلا .شجرة غصن فكره خضراء مورقة . ثمارها تتلألأ من تقاطر الندى ولم تزل .
    أيصنع المكر صنيع تاريخٍ قديم : تُحرَق الأسفار ، ويُحبَس من يؤمنون بالفكرة؟
    تألق الجسد ضُحى ، شمسه تُضاهي الشمس من فوق السماء وقد انحسر بهاؤها عند الضُحى ، تأسى على كبوة التاريخ عند دهرٍ همجيٍ وراءه مكر السوء . لبس الماكرون حُلة السلطان ومن ورائه طبخوا الطعام المسموم ، ظنهم أن الطريق قد تمهد لهم . سيد فكرهم رأى أن يقتص من الجسد ويحلم أن تتشتت العشائر من بعدانهيار سد مأرب ! .
    ***
                  

01-18-2008, 05:28 PM

محمد عبدالغنى سابل

تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    ولله فى خلقه شئون
    المصاب بمرض بشرزمة الله



    والمثقف الاول فى السودان
    والشهيد
    الى الله دون عناء



    إحدى إفادات حول الالحاد
    هو
    أقصى درجات العصيان
    هى اقصى درجات الايمان


    ونعم لو كان يتعلمون من مجرى التاريخ هولاء السفاحون



    مع انيق مودتى
    سابل
                  

01-19-2008, 05:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: محمد عبدالغنى سابل)

    Quote: ولله فى خلقه شئون
    المصاب بمرض بشرزمة الله



    والمثقف الاول فى السودان
    والشهيد
    الى الله دون عناء



    إحدى إفادات حول الالحاد
    هو
    أقصى درجات العصيان
    هى اقصى درجات الايمان


    ونعم لو كان يتعلمون من مجرى التاريخ هولاء السفاحون



    مع انيق مودتى
    سابل


    الشكر لك أيها الفاضل : محمد عبد الغني
    فقد أوجزت بكثيف المعاني

    جاء الزمان ليفتقد الذين تدثروا بغطاء السلطان أن ينكشف هزالة ما يحملون،
    وسذاجة رؤاهم.هؤلاء نقلة أحمال غيرهم ولا يُعملون العقل !!!!
    وإنها لنقمة حاقت بالبشرية أن طوال تاريخهم تمسحوا بعباءة السلطان وخربوا تاريخ أمة
    كان يمكنها أن تتبوأ مكانتها لو بقي الذين يعملون الفكر في كل شيء
                  

01-18-2008, 05:46 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    قال الدكتور النور في مقالته المهمة:
    Quote: أما محاولة ترك الدين جانبا والإتجاه صوب "العلمانية" كما يرى بعض المثقفين المسلمين، فتمثل في نظري محاولة للسير في ذات الخط التاريخي الذي سارت عليه حركة فصل الدين عن الدولة، كما جرت في المجتمعات الغربية

    نعم هذا جوهر ما قام به الاستاذ من محاولة ضخمة لتجسير الهوة بين الحداثة كمفهوم وواقع عولمي ،
    وبين الخطاب الاسلامي.
    تتبقى مسالة النظر الى كيفية تطور مثل ذلك التجسير،
    فربما ياتي وقت يصبح فيه تدخل السلفيين في حياة الناس غير محتمل ولا بد كما حدث في المجتمع الغربي من فصل الدين عن الدولة.
    المشاء
                  

01-18-2008, 08:31 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    العزيز الأستاذ أسامة الخواض

    التحايا وخالص المودة

    شكرا لك على الملاحظة الثاقبة.

    كل المحاولة وكل الجهد إنما ينحصران في تجريد السلفيين من أسحلتهم التي بها يرهبون العقول ويستبقونها في أسر قبضة الماضي والسائد مما يمثل ظلا للماضي.
    لم يكن لأوروبا حينها بد من فصل الدين عن الدولة، وإيقاف إرباك الكهنوت الكنسي لعقول الناس وللحياة باسم السماء.

    كان لابد لأوروبا من أن تسير الشوط الذي سارته، على الطريقة التي سارته بها.

    غير أن علينا أن نبدأ من حيث وقفت أوروبا اليوم، لا من حيث وقفت أوروبا قبل أربعة قرون. نحن ورثة شرعيون لنجاح التجربة الأوربية وهي تجعل الحياة أكثر طراوة وطلاوة.

    كما نحن ورثة لنقدها السديد لعقل الحـداثة الذي أهمل المكون الروحي في الحياة الإنسانية فشيأ الانسان وجعل منه مجرد ترس في آلة الرأسمالية الضخمة.

    علينا أن نبدأ من حيث وقفوا، لا من حيث بدأوا عقب عصر التنوير.

    مرة أخرى لك الشكر عزيزي أسامة على هذا الجهد المعتبر في هذا البوست العظيم.

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 01-18-2008, 08:34 PM)

                  

01-18-2008, 09:28 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي عبد الله والزوار الكرام،
    أرجو أن تتقبلوا مني "مقالدة" حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاررررة في هذا اليوم العظيم!
    وكل عام وأنتم بخير!!
                  

01-20-2008, 03:43 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    فوق. وذلك أضعف الإيمان!
                  

01-21-2008, 11:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    جاء في أخبار المنبر ان هنالك تنظيما جديدا اسمه الجمهوريون-التنظيم الجديد
    هل من معلومات حول هذا التنظيم الجديد؟
    محبتي
    المشاء
                  

01-23-2008, 05:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأحباء :
    الأستاذ / أسامة
    الدكتور النور

    سعدت كثيراً بمشاركة الدكتور النور ، وقد ذهب الأخ أسامة بعيداً في تتبع الخروج الذي ابتدره الأستاذ محمود ، وهو يُعلن أنه ليس تطويراً بل هو بالتأويل . وهنالك رؤاه حول الإشتراكية والرأسمالية والحرية الفردية ومنهجه في العبادات ، و محاولة فصل الرسالة الأولى عن الثانية ، وبين كيف عاش النبي حياته في خاصة نفسه .. ،
    تبقت وكما ذكرنا الكثير من بقاياً الرسالة الأولى وهي تُمسك بأطراف الرسالة الثانية وهي في طور التخلُق كما قال الأستاذ :

    1. تنتظر بقية العقوبات مصير ما تم بشأن المرأة والجهاد ، فلم تزل هنالك الكثير الذي ينتظر العمل الفكري ، ولم يتيسر الزمان لإنجازه بواسطة الأستاذ محمود ، وتلك فرضية أكثر فألاً ، إذ أن منهجه ينظر في تطوير العقوبات وإن ظلت بلا تطوير . في حين يرى الأستاذ أسامة أن بقاءها لا يناسب العصر .

    2. كنت أرى ولم أزل أتفاءل بأن يجد الكثيرون من رفاق الأستاذ وتلامذته الوقت لرفد الرؤى بمساحة متقدمة في تخليص الرسالة الثانية من غلظة الأولى ، رغم الحيطة التي صاحبت رؤى الأستاذ حول الرسالة الثانية ، من أنها لم تزل تتخلق ...

    ما رأي الدكتور يا تُرى فيما أوردنا ؟
                  

01-23-2008, 09:52 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-24-2008, 04:58 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)


    استمعت لحديث الدكتور دالي الأول ، وأرى أن العمل حسب رأيه جزء من العمل الفكري ،
    وأرى أيضاً أن منهج عمل الأستاذ من ذاك الحديث هو منهاج صعب ، وربما لا يُناسب العصر ،
    فعيش حياة النبي في خاصة نفسه ربما تتناقض مع الحياة العصرية ...

    فتنضيد المسلك في كل لحظة ونفس ، لايناسب إلا حياة المتصوفة المسلمين من الإنقطاع وبناء النفس من الداخل
    وسلوك منهاج الرسول المُبرأ من الشوائب ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 8 „‰ 8:   <<  1 2 3 4 5 6 7 8  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de