محمود محمد طه في رؤى الأحلام .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2007, 06:16 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    عزيزي الشقليني
    أعود كما وعدت للتعليق حول اشادتك باستخدام القمني للابتدائي في مقابل البدائي.
    وفي الحقيقة أن القمني نفسه هو ضحية لتبنيه لمصطلح البدائية الكريه السمعة.
    ولذلك قلت:
    Quote: و بالرغم من قول القمني بالبدائية في وصفه لتلك الاديان ،لكنه لا ينفي تأثيرها القوي في الاديان التوحيدية والتي اسماها بالابتدائية كمقابل للبدائية.
    وكلامي عن المقابل لم يكن يعني المكافئ ،وانما يعني النقيض أو الآخر ،
    كما في حديثنا عن وفي المقابل يرى الاستاذ س .......
    او كما في حديث اهل المغرب عن مقابلة اي ماتش بمعنى اللقاء بين فريقين.
    مع محبتي
    و لي ملاحظة حول انعدام المداخلات ،اذا استمر الامر هكذا فليس هنالك جدوى من رفعك للبوست باسم ذرائع كثيرة و عبارات تدخل في باب الذرائع.
    يمكنك ان تغلق البوست ،وان يبدو البوست بوستا للقراءة ،وليس للنقاش والتفاعل المعرفي
    مع محبتي الموشاة بكثير من الالم
    المشاء
                  

10-19-2007, 07:20 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)


    عزيزي
    الكاتب : الخواض
    بالفعل بدأت التفكير في وقف المقارنة بين ابن عربي والأستاذ محمود ،
    لربما لبوست آخر وكذلك بوست عن الأستاذ و والسياسة
    كنت بالفعل في انتظار توضيح من الأخ / أبوبكر بشير
    حول ملخص له حول الذكورة أرسله لي في البريد الإلكتروني وطلبت موافقته ووصلني رد منه
    ولم أقرأ رغم محاولتي عن طريق ( الإنكودينق )

    تقبل تحيني
    وسوف نقلق البوست بعد مداخلة أبوبكر وردك إن أردت ،
    وسنقدم نصاً الوداع بما يليق
    ومن ثم نحفظه في أرشيفين : واحد لنا والآخر لأرشيف الأستاذ
    وطلب ذلك تفضلاً من الأخ بكري
    تحية لك
                  

10-20-2007, 08:46 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني
    احترم موقفك الاخير الشجاع
    ولنا ان نحني هاماتنا للقراء والقارئات
    محبتي
    المشاء
                  

10-22-2007, 06:05 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    لمزيد من القراءة قبل اغلاقه.
    محبتي
    المشاء
                  

10-23-2007, 10:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)



    شكر وعرفان لكل من أسهم معنا




    بسم الله المبتدأ ،

    يقول الذكر الحكيم :

    {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54

    يعُز علينا ونحن في منعطف هذه الدراسة وهي في كامل نضارها وألقها أن نختم هذا العمل الذي ما كان أن يتم إلا بفضل نعمة من نِعم المولى وبفضل نفرٌ عَمروا الفكر برؤاهم ، وقال أحدهم وهو الشاعر والناقد الأستاذ / أسامة الخواض :

    إن خير تكريم للمُفكر الراحل : الأستاذ / محمود محمد طه هو أن نقوم بدراسة رؤاه التي قضى فيها من العُمر ما يقارب الأربعين عاماً نهجاً ومسلكاً وعلماً مُيسراً للناس ، و يحتاج فكره جيشاً جراراً من المفكرين بتنوع اختصاصاتهم وإنجاز دراسة مُقارنة بمن سبقوه من مفكرين على جميع الأصعدة .

    لقد صدق الأستاذ / أسامة الخواض ، وهو والدكتور ياسر الشريف من الذين لهم القدح المُعلى في أن يُصبح هذا العمل الذي نزعُم أنه من أضخم الأعمال التي انتهجت حرية الفكر التي كان يدعو لها هذا المُفكر و البطل الباسق الأغصان و المُترف الثمار من أبطال هذا الوطن وقد تنوعت الدراسة في تأريخ فكره ورؤاه والزعم بأننا أنجزنا الكثير مُتبعين مناهج أكثر حُرية في التناول وأكثر شفافية وأكثر رصداً ، وأقمنا جميعاً ملفات عن المصطلحات التي يستخدمها الأستاذ ومناهجه في الفلسفة مقارنة مع من سبقوه من مفكرين كتبوا بالعربية وغيرها والكثير من علماء النفس وفلاسفة السياسة والدين الإسلامي ومن المتصوفة ما تيسر لنا من دراسة مقارنة .

    إن الدراسة الحُرة التي انتهجنا هُنا أخذت من الطرائق الأكاديمية روحها ، ومن النقد أكثر المناهج يُسراً وتقدماً وفق الذين أسهموا معنا.

    لم تكن الدراسة إلا طريق من طرائق تكريم مُفكري وطننا ، ونحن موعودون في كل مرة بغيبتهم الفاجعة ، وليست تلك بخفية على القراء الأفاضل والقارئات الفضليات . إن من مكر الأمم ذبح المُفكرين ، بيد بني وطننا وبيد من يديرون قطع الشطرنج من على البُعد كي لا تنهض أمة من غيبتها لتنهض بالعلم وبالمعرفة وتعبث ولم تزل القدم الهمجية أينما تيسر لها من العبث ليحصد من يقف من وراء ذلك حصاداً وضيعاً عن قصد أو عن جهل .

    لقد نذر الأستاذ " محمود محمد طه " فكره في دعوة أن ينهل الإسلاميون من منابع فكرهم فبنهج التأويل يمكن وفق ما رأى هو أن يتقدم فكر العقيدة ليُنازع الفلسفات التي تؤسس لحياة إنسانية كريمة مكانتها ، ولم يكن نضاله إلا بالقلم والخطاب الشفهي والدعوة المُرسلة بصراع الفكر لا صراع السيف والقتل ، ولما اشتد أوار صراع الفكر وعجز الذين يُصارعونه على المنازلة استخدموا سلاح بتر الجسد لعلهم يهزمون الفكر ، فوقف وقوف الأبطال في ساحة الوغى وأزل الحكام وربائبهم وسدنتهم ومن نصوبهم من أصاغر كتبة القوانين ليذلوا أعداء السلطان فكانت مقولة الأستاذ برفض التعامل مع محكمة مشوِهة للعدالة شكلاً ومضموناً وارتكزت على أكثر المرجعيات غلظة وأسهمت ضمن ما أسهمت في تشويه العقيدة كفكر حر ، والارتداد إلى عصور الغلظة والبتر والتقطيع وتكميم الآداب والفكر والفنون والقيم النبيلة وأنزلوا ستائر الجهل لحجب المعرفة و وقف طريق التقدم وأحالوا الوطن ومواطنيه إلى سجون القهر وأسهموا بالقدح المعلى في تعميق أزمة الهوية و وصم العقيدة بكل مُنفر .

    قبل أن نختم الملف يتعين علينا أن نمُد لغة المحبة ونهج عرفان الجميل على كل من أسهم في أن يرى هذا الأمر النور من كُتاب وقُراء وكاتبات وقارئات ونخص من أسهم من على البُعد برفدنا بالكثير من الآراء ومناهج التقويم التي جعلت من هذا الأمر الجليل الخطب ممكناً .

    كما نود أن نعتز بأن هذا الملف قد يسر لغة حوار ثري بيننا جميعاً ، على اختلاف رؤانا ونحن نقف موقفاً نحسبه يوطن للغة الخلاف والحوار الثري الذي لم نعتد في منابر كتابة السودانيين أو ذوي الأصول السودانية من حفظ الود وتعميق الصلات بين المتحاورين والمختلفين في رؤاهم ومناهجهم ومنطلقات فكرهم .

    ومن هذا المنبر نحيي مدونة ( سودانيزأونلاين ) التي يسرت الأرشفة ومدونة ( سودانايل ) ومدونة ( الفكرة ) لمدنا بالكثير من الوثائق التي جعلت من هذه الدراسة ممكنة ، وليعذرنا القراء والقارئات إن قصرنا في التناول أو الإيجاز في التبيين أو القطوف إن تجاوزت ، وكنا نأمل التبويب المتقن ولكن طبيعة الكتابة على الشبكة العنكبوتية والوقت المُيسر الذي ننتـزعه من هذه الحياة القاسية هو الذي ترك أثراً على طبيعة إخراج الدراسة .
    الشكر موصول للمذكورة أسمائهم أو أسمائهن من الأساتذة أدناه :
    الشكر الخاص لشركاء الدراسة :

    الأستاذ أسامة الخواض
    الدكتور ياسر الشريف

    والشكر للأستاذ / بكري أبوبكر للدعم الفني
    وتيسير مساحة ضمن ( البيت الكبير )

    والشكر للمشاركين والمشاركات :
    أبو الحسين
    محمد عكاشة
    عمر عبد الله
    حيدر بدوي صادق
    خالد كودي
    منعم الحويرص
    د.محمد حسن
    محمد آدم
    معتز قريش
    نادر
    مريم بت فاطنة
    عثمان محمدين
    عبد الغني كرم الله بشير
    أبو الطيب
    أبوبكر حسن خليفة حسن
    دوما
    مختار مختار محمد طه
    علي عمر علي
    عشة بت فاطنة
    عبد المنعم عمر إبراهيم
    دكتور النور حمد
    عثمان موسى
    عبد الحي علي موسى
    مسعود
    د. مهيرة

    وتقبلوا التحية والاحترام
    عبد الله الشقليني
    23/10/2007 م

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-24-2007, 03:12 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-24-2007, 03:36 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-25-2007, 04:31 AM)

                  

10-24-2007, 04:26 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    وداعا ،ونرجو ان نرى المساهمات تأخذ شكل كتاب ،
    وهذا ما اخطط له.
    مع محبتي
    المشاء
                  

10-28-2007, 05:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    نعم أيها العزيز
    أسامة
                  

03-13-2008, 10:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    Quote: و لي ملاحظة حول انعدام المداخلات ،اذا استمر الامر هكذا فليس هنالك جدوى من رفعك للبوست باسم ذرائع كثيرة و عبارات تدخل في باب الذرائع.
    يمكنك ان تغلق البوست ،وان يبدو البوست بوستا للقراءة ،وليس للنقاش والتفاعل المعرفي
    مع محبتي الموشاة بكثير من الالم
    المشاء
                  

10-23-2007, 06:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)




    التحية للأساتذة :
    الناقد و الشاعر : أسامة الخواض
    الدكتور : ياسر الشريف
    الأفاضل والفضليات
    والأحباء جميعاً

    قبل ختام الملف ،

    نهديكم :





    محمود محمد طه و تميمة الشفاء

    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-24-2007, 03:17 AM)

                  

10-23-2007, 06:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)







    محمود محمد طه و تميمة الشفاء




    (1)

    كتب الشاعر درويش :

    لملمت جُرحك يا أبي
    برموش أشعاري
    فبكت عيون الناس
    من حُزني ... ومن ناري
    وغمست خُبزي في التُراب
    ....................

    (2)

    وكتبنا :
    هذا زمان الطيف يُحْيي مَوات الأرض .
    هذا ربيع الصفاء ،
    يحمله الريح إلينا.
    يهُز جُذوع أشجارٍ
    لكَ تقرأ أسفاراً .
    تَمَهْلتَ الطريق إلى العُلا .
    مولدك المُنى يا سيد الغائبين ،
    يا عالياً في بُرجِك.
    اهتديت لتُهدي
    ومن ورائكَ الأحجارُ ،
    في تسبيحها حين تذكر رَبك ،َ
    تنظُرك َ بفرَح السُكون وتَبتهِج .

    (3)

    كُلنا لم نَعرفك حق عِرفانك إلا عند رحيلك الساطع ، حين توهج نجمك في ضُحى الجمعة العظيمة مرقتَ مروق السهم من بين أبناء جيلك. رميتَ القدح المُعلَّى وخير الطبقة التي أثرت من كدح الفقراء و من خير الزرع و الضرع .هُم تعلّموا وتيسرت لهم سُبل العيش الكريم وقليل منهم نذر حياته لرد الجميل .أنت مع القليل تبذُر للفلاح .
    جئت أنتَ سيدي من بطن أمٍ ولدتكَ والمستعمر يدُق أوتاده سنوات من بعد كرري واستباحة أم درمان .

    (4)

    اعتاد العُباد على المحبس الفردي ففيه يتخفف المرء من أحمال الحياة ويبدأ التعميد من جديد.كنت سيدي من السباقين ومن بعد فك أسركَ الأول جلستَ جلوس المُخلصين للقراءة والتأمُل في رُفاعة وجَلَست معك المحبة تقرأ لك من الذكر الحكيم :

    {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء .....} فاطر28 .

    سألت ربك وانفتحت نعمة الفِكَر عليك . كان إيمانكَ هو القوي فتدفقت نُذر الخير مطراً مِدراراً. من هناك تفتَّح الذهن المُتقد واستبطنتَ التاريخ القديم والحاضر و وَلجتَ المُستقبل ونهلت من أعذب الموارد التي ينهل منها صِحابكَ المتصوفة وهم في الطريق . جلستَ للصفاء وحفرتَ بأظافر تقواكَ حتى انفتحت لكَ الآفاق .جالس أنتَ على بُساط الأرض . لباسكَ من لباس العامّة ومجلسكَ للعلماء مكاناً للترويح . فروحكَ السَمحة بوابة للنفوس العطشى لتغرف من الروح عندما يكون الإنسان مُتصالحاً مع نفسه .

    (5)

    لم تغب أنتَ عن رؤى الذين من حولكَ وكنتَ وسطاً مُبدعاً يرى العقيدة روحاً تُرفرف تُعيد للإنسان حيويته ومحبته للآخر . أوجزتَ رؤاكَ عن البدائل التي تحترم الفرد وتحترم الحرية . تحدثت عن علوم النفس البشرية وعن فكرتك غير المسبوقة في تأويل النصوص تمهيداً للفهم العميق للرسالة المُتسامحة التي احتجبتْ من ثِقل عظمتها عن عقول الذين عاصروا حياة النبوة ونَسَختها الشريعة فهي تُناسب أهل الزمن الماضي إلى أن جئتَ بنظرتكَ الثاقبة واكتشفت العقيدة وروحها بالتأويل، فكانت الرسالة الثانية .

    (6)

    عندما يجلس الذين ينتظرون الفيض الرباني عند الشروق أو المغيب تتبدى فتنة الشمس في ألقِ بهائها . تخرُج موجات تحت الحمراء لتُقِّوي الأجساد والأرواح . جلستَ أنتَ جلوس الصبر في خلوتكَ ساكناً مُتأملاً , دواخلكَ يصطخِبُ موجها وإلى الشواطئ تستريح . نهلتَ من زاد المتصوفَة و حيواتهم الضاربة في عمق التاريخ وهي تقول لك :

    ـ اركب رواحِلنا إن كنتَ ظمآن لترتوي .

    نهلتَ سيدي من الينابيع الصافية فخير الزاد التقوى . صبرت على الدُنيا وهي تُغريك بلباسها المُترَف ولم تستجب . على بساط الأرض حيث تدُب الكائنات تطلب رزقها جلستَ أنتَ تتأمَلْ .
    على وجهكَ كلما نظرنا يفتَّر بَسمك . عابدٌ أسعدته الدُنيا وغسلت نفسهُ من كل تاريخ الإنسانية الأسود وَعُدتَ طفلاً ملائكي الملمح والمشرب والمسكن والمسلك .ضرب ذهنك المُتقد الآفاق بأجنحة فراشٍ خُرافي يأمل أن ينظره ذو مِرِّّة حين يستوي على الأفق الأعلى . يلمحه بطرف ذاكرة النبوة حين تفيض على المُحبين . سِرتَ تطلُب الرُقي وكان النبي الكريم سائراً قبلكَ وعلى خطوه مَشيت .

    (7)

    على كفيكَ قمرٌ هُنا وشمسٌ هُناك ، تَحمَّل وجدانَك طريق المتصوفة بعقولهم النيِّرة . آن لمخاض الفتح المعرفي أن يكشِف الدروب التي تأمل أن ترتقي سُلم المجد الرباني . رحيلك البهي سيدي وأنتَ تتلألأ إشارة أن موعد التغيير قد حان أوانه . للذين يمشون على وقع الحافر من بَعدك ، عليهم خطوات لغسل ما تبقى من أثر غلظة ماضٍ ينتظر تثقيف السِنان برِقة الإنسانية .
    على الزهر الذي أينع في ذكراك تكوَّر الندى وتجمع السحاب في السماء يُظللنا من شمس الضُحى وهي تعتدل إلى الظهيرة .أفواج المُحبين والمندهشين جاءوا لوداعَكَ فالجلاد لم يكن في حُلة الرُعب يرتجِف مثل ما كان ذاك اليوم .أغمضَت الشمسُ أجفانها نذير عافيةٍ كصراخ الأمهات عند الطلق وإلى موالد الأنوار أطفالاً إلى المُستقبل و نفض العُقاب جناحيه وانتفض .
    أيها البهي الذي ينظرنا من العُلا : كنتَ تعُدّ العُدّة لتكملة النذر الذي نذرته على نفسِكَ و وهبتَ تلاميذك والقراء جميعاً مفاتيح كيف يرتقي المرء من أرضه وتُطل السماء بأنوارها علينا و تُزهر حقول الحياة .

    عبد الله الشقليني
    21 /10 / 2007 م
                  

10-23-2007, 10:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ العزيز والصديق الغالي عبد الله الشقليني،

    تحية المودة

    أخجل أن أكتب أي كلمة بعد رسالتك هذه الخاتمة، فالصمت في حرم الجمال أبلغ في تقديري..

    الله يبارك في عمرك..

    ولا نقول وداعا ولكن إلى اللقاء..

    ياسر
                  

10-29-2007, 10:02 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ الفاضل الأديب عبدالله وضيوفه الأكارم:

    أود أن اكمل مشاركتى فى هذا البوست قبل اغلاقه، وهى تتعلق بموضوع مداخلاتى الأساسى حول التفسير والتأويل القرآنى فى خطاب الأستاذ،
    Quote: يقول الأستاذ: (وحين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي ((علمية)) القرآن.. فإن هذا العصر الحاضر هو عصر العلم.. العلم المادي التجريبي.. هذا هو أعظم شئ في صدور الناس الآن، وسيجيء الحـق، في الرسالة الثانية من الإسلام بصورة تشبه هذا العلم، ولكنها تبزه، وتتفوق عليه.. وسيذعنون لها، وستستيقنها نفوسهم، وسينقادون لها.. لا يشذ عنها شاذ، ولا يعصي أمرها عاص.. يقول تعالى في ذلك: ((طسم * تلك آيات الكتاب المبين * لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم، من السماء، آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)).. وهذه الآية إنما هي بيان الكتاب المبين المطوي في آية ((طسم)) هـذه.. وهـذه هي مهمة الرسالة الثانية من الإسلام.. هذا مجال التفاوت في فردياتها.. تلك الفرديات التي تنشأ على أديـم مجتمـع تحكم علائـق أفراده الشريعة التي تقـوم على أصول القرآن..)

    وقد تساءلت فى أحد مداخلاتى عن:
    * ماهو الكتاب المبين المطوى فى آية ( طسم) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    وبالعودة الى كل السور المبتدأة باحرف وهى 29
    1- البقرة وهى مدنية: (الـ̃ــم̃* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيه ِ هُدى ً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَآئِكَ عَلَى هُدى ً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَآئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *)
    2- آل عمران وهى مدنية: (الـ̃ــم̃ * اللَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقا ً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ*)
    3- الأعراف وهى مكية: (الـ̃ــمـ̃ص̃ * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَج ٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِه ِِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلَا ً مَا تَذَكَّرُونَ *)
    4- يونس وهى مكية: (الـ̃ــر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُل ٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق ٍ عِْنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِر ٌ مُبِين*) ٌ
    5- هود وهى مكية: (الـ̃ــر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُه ُُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير ٍ * أَلَاَّ تَعْبُدُوا إِلَاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِير ٌ وَبَشِير ٌ* وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَنا ً إِلَى أَجَل ٍ مُسَمّى ً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل ٍ فَضْلَه ُُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْم ٍ كَبِير*) ٍ
    6- يوسف وهى مكية: (الـ̃ــر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاه ُُ قُرْآناً عَرَبِيّا ً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِه ِِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ *)
    7- الرعد وهى مدنية: (الـ̃مـ̃ـر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ * اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَد ٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلّ ٌ يَجْرِي لِأجَل ٍ مُسَمّى ً يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءَِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ*)
    8- ابراهيم وهى مكية: (الـ̃ــر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ~ُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَه ُُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْل ٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَاب ٍ شَدِيد ٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَآئِكَ فِي ضَلَال ٍ بَعِيد*) ٍ
    9- الحجر وهى مكية: (الـ̃ــر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآن ٍ مُبِين ٍ * رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ* ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَة ٍ إِلَاَّ وَلَهَا كِتَاب ٌ مَعْلُوم *)ٌ
    10- مريم وهى مكية: (كـ̃ــهيـعـ̃ــص̃ * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَه ُُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّه ُُ نِدَآءًَ خَفِيّا*) ً
    11- طه وهى مكية: (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَاَّ تَذْكِرَة ً لِمَنْ يَخْشَى *)
    12- الشعراء وهى مكية: (طـسـ̃ــم̃ * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * لَعَلَّكَ بَاخِع ٌ نَفْسَكَ أَلَاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَآءَِ آيَة ً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ *)
    13- النمل وهى مكية: (طـس̃ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَاب ٍ مُبِين * هُدى ً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *)
    14- القصص وهى مكية: (طـسـ̃ــم̃ * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْم ٍ يُؤْمِنُونَ*)
    15- العنكبوت وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ *)
    16- الروم وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ*)
    17- لقمان وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدى ً وَرَحْمَة ً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَآئِكَ عَلَى هُدى ً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَآئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْم ٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب ٌ مُهِين*) ٌ
    18- السجدة وهى مكية: (الـ̃ــم̃ * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيه ِِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاه ُُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْما ً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِير ٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ *)
    19- يس وهى مكية: (يس̃ * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاط ٍ مُسْتَقِيم *)ٍ
    20- ص وهى مكية: (ص̃ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّة ٍ وَشِقَاق ٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْن ٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاص *)ٍ
    21- غافر وهى مكية: (حم̃ * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ~َ إِلَاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ * مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ*)
    22- فصلت وهى مكية: (حم̃ * تَنزِيل ٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَاب ٌ فُصِّلَتْ آيَاتُه ُُ قُرْآناً عَرَبِيّا ً لِقَوْم ٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرا ً وَنَذِيرا ً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ *)
    23- الشورى وهى مكية: (حم̃ * عـ̃سـ̃ـــق̃ * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَه ُُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ*)
    24- الزخرف وهى مكية: (حم̃ * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاه ُُ قُرْآناً عَرَبِيّا ً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّه ُُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيم ٌ * أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنتُمْ قَوْما ً مُسْرِفِينَ *)
    25- الدخان وهى مكية: (حم̃ * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاه ُُ فِي لَيْلَة ٍ مُبَارَكَة ٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم ٍ * أَمْرا ً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَة ً مِنْ رَبِّكَ إِنَّه ُُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*)
    26- الجاثية وهى مكية: (حم̃ * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَات ٍ لِلْمُؤْمِنِينَ *)
    27- الاحقاف وهى مكية: (حم̃ * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَل ٍ مُسَمّى ً وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ*)
    28- ق وهى مكية: (ق̃ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَآءَهُمْ مُنْذِر ٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْء ٌ عَْجِيب ٌ* أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابا ً ذَلِكَ رَجْع ٌ بَعِيد*)
    29- القلم وهى مكية: (ن̃ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُون *ٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُون ٍ* وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق ٍ عَْظِيم*) ٍ
    وبمراجعة افتتاحيات هذه السور القرآنية تجد أن اختيار الاستاذ محمود لافتتاحية سورة الشعراء (المكية) كان هو الأنسب لما ذكره لبيان الكتاب المبين المطوى فى هذه الآية والذى استدل به على مهمة وزمان ورسول الرسالة الثانية كما ذكر الأستاذ:
    Quote: (يقول تعالى في ذلك: ((طسم * تلك آيات الكتاب المبين * لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم، من السماء، آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)).. وهذه الآية إنما هي بيان الكتاب المبين المطوي في آية ((طسم)) هـذه.. وهـذه هي مهمة الرسالة الثانية من الإسلام.. هذا مجال التفاوت في فردياتها.. تلك الفرديات التي تنشأ على أديـم مجتمـع تحكم علائـق أفراده الشريعة التي تقـوم على أصول القرآن..
    وذلك للأسباب الآتية:

    1- فالآية كما ذكرنا مكية، وهو يدعو الى العودة لآيات الأصول المكية.
    2- وجود كلمة ( مؤمنين) وتشير الى أن من آمن بالدعوة المحمدية فى ذلك الزمان هم مؤمنين وليسوا مسلمين مثل ( أمة الأخوان التى ستأتى فى القرن العشرين وهى الأمة المسلمة).
    3- التطور العلمى فى القرن العشرين هو الآية التى ستشد البشر الى الرسالة الثانية والتى سيخضعون
    لها.
    4- الأحرف ط، س، م ، تشير الى اسم وجنسية الرسول الذى سيبلغ الرسالة لثانية،وهو:
    محمود محمد طه السودانى
    والذى يدل على ذلك هو قول الأستاذ نفسه:

    حيث أكد الأستاذ محمود فى كتاباته أنه هو المأذون له بتبليغ الرسالة الثانية ، والتى ستنتشر من السودان لتعم العالم .
    Quote: يقول الأستاذ محمود:-
    (انطلاق الدعوة من السودان الى العالمية:
    نحن دعاة تغيير.. نحن دعاة ثورة فكرية، وثورة اجتماعية، تحدث عن طريق الإسلام.. نحن دعاة بعث – بعث للأمة السودانية، وللأمم الإسلامية، وللأمم العالمية، إن شاء الله، على هدى الإسلام – الإسلام دين الفطرة).
    ويقول في رد له على الاستاذ أحمد لطفي السيد:

    ( أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء..).


    تحياتى

    (عدل بواسطة مهيرة on 10-29-2007, 11:26 PM)
    (عدل بواسطة مهيرة on 10-30-2007, 00:02 AM)

                  

10-31-2007, 03:43 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: مهيرة)

    لكِ سيدتي الدكتورة مهيرة
    التحية والإحترام

    وكُنا ننتظر منذ زمان مشتركة السادة والسيدات الأفاضل ،
    بسبب تراجع ثراء المُداخلات ،
    وها أنتِ اليوم تُثرين الملف قبل إغلاقه .

    سنعود لإيراد ما تيسر من الأسفار واللقاءات التي تُنير
    عن الرسالة الثانية ومخاضها ، وقد كتب الأستاذ / أسامة
    الخواض ، وكتب شخصي ومن قبل ذكر الأستاذ في سفره
    عن الرسالة الثانية ( من المأذون )
    نرجو تفضلاً الرجوع للنصوص التي كتبنا وسنورد ملاحظاتنا
    على ما أورده الأستاذ ، ونقارن بينها وبين ما تفصلتِ به
    قبل إغلاق الملف .
    لكِ منا الشكر الجزيل على الإفاضة الثرية والرؤية الواضحة
    وأنتِ كما ذكرنا :
    من يحمل ثقل القول ،
    وتعتذر أننا لسنا في مقام التقييم ، بل في مقام من يتعرف
    على ثقل المشاركة في موازين الحوار .
    لك والشكر وسنعود قبل الوداع
                  

11-17-2007, 07:00 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    الدكتورة مهيرة :

    تحية طيبة لك والشكر أن أحييتِ الدراسة وهي على وشك إغلاق المرحلة الأولى منها. لن نكون إلا بالقدر والمآل الذي يُنبهنا به الأفاضل والفضليات من أمثالكم ، ينيرون الطرق لتوهج الذهن الذي يبحث ، لا الذي ينقل . وتلك مَيزة نأمل ألا نكون كأصحاب شؤون البيع والشراء والمواعيد التي لا تقبل الزحزحة ، وما مشاركتكم المبذولة إلا شاطئ يتوقف فيه المرء ليأخذ من نسيم البحر في أفضل أوقاته .
    بهذا يمتد الحوار معك لحين اكتماله ، ومسببين التمديد بفتح الحوار ، وهو الأمر الذي نبهنا بأن الحوار لحم من جسد الفكر .
    أذكر مُجدداً بأنا قدمنا الكثير عن من المأذون له ، ويرى الناقد الأستاذ / أسامة الخواض أن الأستاذ محمود قد عنى نفسه مُضمراً الحديث ، في حين أني لا أرى الأمر كذلك . لقد تحدث الأستاذ كثيراً عن أن الأمر قيد مخاض عسير وأن نذره تنبئ ، ولم يتحدث عن شخصه ، بل عن آلية المأذون له ، ويعرفونه من مفاتيح تلك المعرفة .
    حول الآية ( طسم )
    فالآيتين وردتا في سورتي القصص الآية ( 1، 2 ) والشعراء الآية ( 1، 2 ) ، ولم ترد في غيرهم. ويلحظ القارئ أن الآيتان وردتا في مقدمة السورتين ، وقد اكتملت بالنص الذي يلي : تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ . وهو ما لا أرى أنه في حاجة لما بعده لتفسيره . ونذكر هنا من تفسير الجلالين :

    من تفسير الجلالين لكلا الآيتين التي وردتا في مقدمة ( القصص ) و( الشعراء ) نورد ما يلي :
    طسم{1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ{2}

    طسم :
    الله أعلم بمراده

    تلك آيات الكتاب المبين :
    (تلك) هذه الآيات (آيات الكتاب) القرآن الإضافة بمعنى من (المبين) المظهر الحق من الباطل.

    قطوف حول المأذون :

    من هنا نقطف من سفر الأستاذ الرسالة الثانية من الإسلام و من مقدمة الطبعة الرابعة دون البتر لتكن الصورة واضحة دون لبس :
    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    (( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي .. فمن يكفر بالطاغوت ، ويؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها.. والله سميع عليم .. ))
    (( ومن يسلم وجهه إلى الله ، وهو محسن ، فقد استمسك بالعروة الوثقى .. وإلى الله عاقبة الأمور .. )) ..
    صدق الله العظيم ..

    مقدمة الطبعة الرابعة

    هذه مقدمة الطبعة الرابعة من كتاب (( الرسالة الثانية من الإسلام )) .. وهو كتاب قد صدرت طبعته الأولى في يناير من عام 1967 ، الموافق لشهر الله المكرم رمضان من عام 1386.. ولقد لاقى رواجا عظيما ، ونجـد أن رواجه يزداد كلما تقادم عليه العهـد ، ذلك أن الناس قـد أخذوا يتفهمونه ، ويتقبلونـه ، ويقبلون عليه .. وهـذا الكتاب هـو ، بالنسبة للدعوة الجمهـورية ، الكتاب الأم .. ومع ذلك ، فانه موجز ، أشد الإيجاز ، ويتطلب شرحاً ، وتفصيلا ، وتبيينا ، ليس إليه اليوم من سبيل .. وسيطيب لذلك الوقت عما قريب إن شاء الله .. وما أريد في هذه المقدمة إلى شئ من تفصيل يتناول مواضيع الكتاب المختلفة ، وإنما أريد بها إلى تقرير أمر يهمني تقريره ، بادئ ذي بدء ، وذلك أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن ، ورسالة ثانية تقوم على أصوله .. ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى .. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل .. وسيتفق لها ذلك حين يجئ رجلها ، وحين تجئ أمتها ، وذلك مجئ ليس منه بـد .. (( كان على ربك حتماً مقضياً )) ..
    العروة الوثقى

    العروة هي المقبض .. أو هي اليد التي يحمل بها الإناء .. أو هي العقدة في طرف الحبل التي بها يستوثق القابض على الحبل من قبضة الحبل .. فالعروة الوثقى هي مقبض الحبل الوثيق .. والحبل هو الـدين .. قال تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ، ولا تفـرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم ، إذ كنتم أعداء ، فألف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخواناً .. وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها .. كذلك يبين الله لكم آياته ، لعلكم تهتدون )) .. فالحبل هنا هو الإسلام ، وهو القرآن ، وذلك معنى واحد .. وقد قال المعصوم ، في حديث يرويه علي بن أبي طالب : (( ألا إنها ستكون فتنة !! فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله !! فيه نبأ ما كان قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم .. هو الفصل ، ليس بالهزل .. من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله .. وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو السراط المستقيم .. هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه .. هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد .. من قال به صدق ، ومـن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعى إليه هدى إلى سراط مستقيم )) .. هذا قول المعصوم .. وهذا الحبل إنما تنزل من الله في إطلاقه إلى أرض الناس.. فأوله عندنا ، وآخره عنده تعالى ، في إطلاقه.. وهذه الصورة محكية ، أجمل حكاية ، في قوله تعالى ، من مطلع سورة الزخرف : (( حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهذا الحبل هو أيضا المسمى بالهدى في قوله تعالى ، مخاطبا إبليس ، وحواء، وآدم: (( قلنا اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خـوف عليهم ولا هـم يحزنون )) .. فان هذا الهدى قد تنزل من الله في إطلاقه إلى المهبط الذي هبطه إبليس ، وحواء ، وآدم ، وهو الأرض .. ومن ههنا كانت صورة الهدى ، وصورة الحبل عبارة عن أمر واحد ، ذلك الأمر هو القرآن .. والعروة الوثقى التي قلنا عنها أنها مقبض الحبل الوثيق إنما هي طرف الحبل الذي لامس الأرض - أرض الناس -.. وهذا ما يحكيه ظاهر القرآن الذي تعطينا إياه اللغة العربية .. وقد عبر تعالى عنه بقوله : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) .. عبارة لعلكم تعقلون هي التنزل لأرض الناس ، وهذه هي الشريعة .. ولقد تنزل هذا الحبل الوثيق من الإطلاق ، وقد عبر تعالى عن نقطة متنزله من الإطلاق بقوله تعالى (( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وقـد أشار إلى نقطة متنزله من الإطـلاق بقـوله تعالى : (( حـم )) أشار هنا إشارة فقط ، وهي إشارة في غاية الرفعة .. وعبر هناك عبارة ، وهي عبارة في غاية البلاغة .. وبين العبارة والإشارة اختلاف مقدار.. والمعبر عنه ، والمشار إليه ، أمر واحد ، هو الذات .. وإنما جاء اختلاف المقدار لضرورة التنزل إلى الافهام .
    فالعروة الوثقى هي الشريعة .. والحبل الوثيق هو الدين .. وبين الشريعة والدين اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع .. فالشريعة هي القدر من الدين الذي يخاطب الناس - عامة الناس - على قدر عقولهم .. ولقد صدرنا هذه المقدمة بآيتين ، أولاهما: (( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي . فمن يكفر بالطاغوت ، ويؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها .. والله سميع عليم..)).. العروة الوثقى هنا الشريعة ، وهي (( لا انفصام لها )) من الدين لمن (( يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله )).. فإنها له موسلة ، وموصلة .. هذا شرط عدم انفصامها عن الدين - الكفر بالطاغوت ، والإيمان بالله .. وهذا يعني أنها منفصمة عن الدين لمن يستمسكون بها بغير كفر بالطاغوت ، وبغير إيمان بالله ، وهو ما عليه حال المسلمين اليوم .. هذه أولى الآيتين ..
    وأخراهما (( ومن يسلم وجهه إلى الله ، وهو محسن ، فقد استمسك بالعروة الوثقى .. وإلى الله عاقبة الأمور..)).. وهذه الآية في معنى تلك ، ولكنها تذهب أكثر منها في توضيح توسيل الشريعة .. جاء في هذه بقوله : (( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن )) في مقابلة (( فمـن يكفر بالطاغـوت ، ويؤمـن بالله )) في تلك.. وجاء بالفاصلة : (( وإلى الله عاقبة الأمور )) ، ليدل على الرجعى بالصعود على الحبل المتنزل من الإطلاق ، حيث كان الإنسان ، قبـل أن يزل ، ويطـرد بسبب الزلة ، ويبـعد ، (( قلنا: اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون )).. وورد في نفس هذا المعنى ، قوله تعالى : (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون )).. فالأجر (( غير الممنون )) يعني غير المقطوع .. وهو ، من ثم ، (( العروة الوثقى ، لا انفصام لها )) ..
    السنة هي الرسالة الثانية

    السنة شريعة وزيادة .. فإذا كانت العروة الوثقى هي الشريعة ، فإن السنة أرفع منها .. وإذا كان حبل الإسلام متنزلا من الإطلاق إلى أرض الناس ، حيث الشريعة - حيث مخاطبة الناس على قدر عقولهم - فإن السنة تقع فوق مستوى عامة الناس .. فالسنة هي شريعة النبي الخاصة به .. هي مخاطبته هو على قدر عقله .. وفرق كبير بين عقله ، وبين عقول عامة الناس .. وهذا نفسه هو الفرق بين السنة والشريعة .. وما الرسالة الثانية إلا بعث هذه السنة لتكون شريعة عامة الناس ، وإنما كان ذلك ممكنا ، بفضل الله ، ثم بفضل تطور المجتمع البشري خلال ما يقرب من أربعة عشر قرنا من الزمان .. وحين بشر المعصوم ببعث الإسلام إنما بشـر به في معنى بعـث السنة ، وليـس في معنى بعث الشريعة .. قال : (( بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بـدأ .. فطـوبى للغرباء !! قالـوا : من الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يحيون سنتي بعد اندثارها )) .. ويجب أن يكون واضحاً أنه لا يعني إحياء الشريعة ، وإنما يعني إحياء السنة .. والسنة ، كما قلنا ، شريعة ، وزيادة .. السنة طـريقة.. والطـريقة شريعة موكدة ..
    السنة ليست خاصة بالنبي

    كثيرا ما نسمع الفقهاء يقولون : إن هذا العمل خاص بالنبي .. وهذا خطأ شنيع ، وقد كان له سود العواقب في تثبيط الناس .. والله تعالى يقول ، على لسان نبيه: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ، يحببكم الله )).. ومن ههنا انفتحت الشريعة على السنة ، وأصبح مطلوبا من السالك أن يترقى من الشريعة إلى الطريقة .. (( السنة )) .. بيد أن هذا الترقي لم يكن فرضا مفروضا على عامة الناس ، وإنما كان أمرا مندوبا إليه .. وما منعه ألا يكون فرضا إلا حكم الوقت .. فقد كانت الفترة الأولى من الدعوة خاصة بأمة المؤمنين .. وكان عمل النبي ، في خاصة نفسه ، عملا في مستوى المسلمين .. فلم يكن في الأمة المسلمة غيره .. والإسلام مرتبة مترقية على الإيمان ، وقد ورد تفصيل هذا في متن الكتاب ، فليراجع في موضعه .. والذي يهمنا هنا أن نقرر أن وقتنا الحاضر وقت تتهيأ فيه الأرض لظهور أمة المسلمين .. وهذه الأمة هي أمة الرسالة الثانية .. وشريعتها هي سنة النبي ، لا شريعة الأمة الماضيـة ، بكل تفاصيلها ، وذلك بفضل الله ، كما أسلفنا القول ، ثم بفضل تطور المجتمع البشري خلال هـذه المدة الطويلة ، مما جعله مستعدا لتفهم التشريع المتطور من الشريعة إلى السنة .. فكأن أرض الناس قد ارتفعت خلال هذه المدة .. وكأن طرفاً من الحبل قد انطوى من البعد إلى القرب .. وأصبحت بذلك العروة الوثقى الجـديـدة أقـرب إلى الإطـلاق من العـروة الوثـقى القـديمة .. وذلك لقرب أرض الناس – أعنـي مستوى فهمهم - من الإطلاق ، إذا ما قورن بمستوى الفهم القديم ..
    والأمة المسلمة هي التي سماها النبي الكريم بالاخوان ، حين سمى الأمة المؤمنة بالأصحاب ، وفي ذلك ورد حديثه المشهور الذي قال فيه : (( واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : بل أنتم أصحابي .. واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : بل أنتم أصحابي .. واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا : من إخوانك ؟ قال : قوم يجيئون في آخر الزمان ، للعامل منهم أجر سبعين منكم !! قالوا : منا أم منهم ؟ قال: بل منكم !! قالوا : لماذا ؟ قال : لأنكم تجدون على الخير أعوانا ، ولا يجدون على الخير أعوانا ..)) .. وعن الأخوان قال ، في موضع آخـر: (( الأنبياء أبناء أم واحدة )) يعني هم أخوان لأنهم جميعا يرضعون من ثدي واحد ، هو ثدي (( لا إله إلا الله )).. وفي ذلك إشارة إلى أن أمة المسلمين يكون الناس فيها ، لكمال معرفتهم بالله ، كأنهم أنبياء .. وليسوا بأنبياء ..
    ومما يدحض القول بأن السنة خاصة بالنبي قول الله تعالى : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رءوف رحيم )).. وروح هذه الآية في عبارة : (( من أنفسكم )).. يشير إلى أن ما اتصف به النبي من كمالات هو لكم ، إذا اتبعتم طريقه ، لأنه من عنصركم ، وليس من عنصر غريب عليكم .. والاختلاف بينكم وبينه اختلاف مقدار ، لا اختلاف نوع .. وقول من يقول بأن هذا العمل خاصية من خاصيات النبي يخطئ الحكمة في إرسال الرسل إلى البشر من البشر لا من الملائكة .. فإذا كانت الأرض اليوم ، بكل هذه الطاقة المادية الهائلة ، والتقدم البشري الرفيع في وسائل الدنيا ، ثم بكل هذه الحيرة المطبقة على عقول الناس ، وقلوبهم ، إنما تتهيأ لظهور أمة المسلمين عليها ، فقد أصبح واجباً على ورثة الإسلام - على ورثة القرآن - أن يدعوا إلى الرسالة الثانية ، تبشيرا بالعهد الجديد الذي أصبحت البشرية تشعر بالحاجة الملحة إليه ، ولكنها تخطئ طريقه ، وإنما طريقه في المصحف ، ولكن المصحف لا ينطق ، وإنما ينطق عنه الرجال .. قال تعالى في ذلك : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون )).. ومما تنطق به صدور الذين أوتوا العلم أن طريق العهد الجديد - طريق المسلمين على الأرض - ترسم خط سيره آيات الأصول - الآيات المكية - تلك التي كانت في العهد الأول منسوخة بآيات الفروع - الآيات المدنية - وإنما نسخت آيات الأصول يومئذ لحكم الوقت .. فقد كان الوقت وقت أمة المؤمنين .. وآيات الأصـول تخاطب أمة المسلمين ، وهي أمة لم تكن يومئذ .. وإنما نسخت آيات الأصول في معنى أنها أرجئت ، وعلق العمل بها فيما يخص التشريع ، إلى أن يحين حينها ، ويجئ وقتها ، وهو الوقت الذي نعيش نحن اليوم في تباليج فجره الصادق .. وإنما من ههنا وظفنا أنفسنا للتبشير بالرسالة الثانية ..
    الرسالة الثانية من الإسلام

    الإسلام دين واحد .. وهو دين الله الذي لا يرضى غيـره .. قال تعالى فيه: (( أفغير دين الله يبغون ، وله أسلم من في السموات ، والأرض ، طوعا وكرها ، وإليه يرجعون ؟؟ )) وهو ، بهذا المعنى إنما هو الاستسلام الراضي بالله رباً .. وبالإسلام جاء جميع الأنبياء من لدن آدم وإلى محمد .. قال تعالى في ذلك : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ، والذي أوحينا إليك ، وما وصينا به إبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .. كبر على المشركين ما تدعوهم إليه .. الله يجتبي إليه من يشاء ، ويهدي إليه من ينيب ..)) .. (( شرع لكم من الدين )) هنا لا تعنـي الشرائع وإنما تعنـي (( لا إله إلا الله )) .. ذلك بأن شرائع الأمم ليست واحدة ، وإنما هي مختلفة اختلاف مقدار ، وذلك لاختلاف مستوياتها.. وإنما (( لا إله إلا الله )) هي الثابتة ، وإن كان ثباتها في مبناها فقط ، وليس في معناها .. وإنما يختلف معناها باختلاف مستويات الرسل .. وهو اختلاف مقدار أيضا .. قال المعصوم في ثبات مبنى (( لا إله إلا الله )) .. (( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي (( لا إله إلا الله ..)) واختلاف شرائع الأنبياء الناتج عن اختلاف مستويات أممهم لا يحتاج إلى طويل نظر .. ويكفي أن نذكر باختلاف شريعة التزويج بين آدم ومحمد .. فقد كان تزويج الأخ من أخته شريعة إسلامية لدى آدم .. وعندما جاء محمد أصبح الحلال في هذه الشريعة حراماً .. أكثر من ذلك أصبح التحريم ينسحب على دوائر أبعد من دائرة الأخت .. قال تعالى في ذلك: (( حرمت عليكم أمهاتكم ، وبناتكم ، وأخواتكـم ، وعماتكم ، وخالاتكـم ، وبنات الأخ ، وبنات الأخت ، وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ، وأخواتكم من الرضاعة ، وأمهات نسائكم ، وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ، فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم .. وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم .. وأن تجمعوا بين الأختين ، إلا ما قد سلف .. إن الله كان غفورا رحيما )) فإذا كان هذا الاختلاف الشاسع بين الشريعتين سببه اختلاف مستويات الأمم ، وهو من غير أدنى ريب كذلك ، فإنه من الخطأ الشنيع أن يظن إنسان أن الشريعة الإسلامية في القرن السابع تصلح ، بكل تفاصيلها ، للتطبيق في القرن العشرين ، ذلك بأن اختلاف مستوى مجتمع القرن السابع ، عن مستوى مجتمع القرن العشرين ، أمر لا يقبل المقارنة ، ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلا ، وإنما هو يتحدث عن نفسه .. فيصبح الأمر عندنا أمام إحدى خصلتين : إما أن يكون الإسلام ، كما جاء به المعصوم بين دفتي المصحف ، قادرا على استيعاب طاقات مجتمع القرن العشرين فيتولى توجيهه في مضمار التشريع ، وفي مضمار الأخلاق ، وإما أن تكون قدرته قد نفدت ، وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع القرن السابع ، والمجتمعات التي تلته مما هي مثله ، فيكون على بشرية القرن العشرين أن تخرج عنه ، وأن تلتمس حل مشاكلها في فلسفات أخريات ، وهذا ما لا يقول به مسلم .. ومع ذلك فان المسلمين غير واعين بضرورة تطوير الشريعة .. وهم يظنون أن مشاكل القرن العشرين يمكن أن يستوعبها ، وينهض بحلها ، نفس التشريع الذي استوعب ، ونهض بحل مشاكل القرن السابع ، وذلك جهل مفضوح ..
    المسلمون يقولون إن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة .. وهذا صحيح .. ولكن كمالها إنما هو في مقدرتها على التطور ، وعلى استيعاب طاقات الحياة الفردية ، والاجتماعية ، وعلى توجيه تلك الحياة في مدارج الرقي المستمر ، بالغة ما بلغت تلك الحياة الاجتماعية ، والفردية من النشاط ، والحيوية ، والتجديـد .. هم يقولون ، عندما يسمعوننا نتحدث عن تطوير الشريعة ، يقولون : الشريعة الإسلامية كاملة ، فهي ليست في حاجة إلى التطوير ، فإنما يتطور الناقص .. وهذا قول بعكس الحق تماما ، فإنه إنما يتطور الكامل .. فالكمل من العارفين مثلهم الأعلى أن يتخلقوا بما وصف الله تعالى به نفسه حين قال عز من قائل: (( كل يوم هو في شأن )).. فهم يجددون حياة فكرهم ، وحياة شعورهم ، كل يوم .. واليوم عندهم هو يوم الله .. وليس هو هنا أربعاً وعشرين ساعة ، وإنما هـو وحـدة (( زمنية )) التجلي ، وتلك (( زمنية )) أصغر من الدقيقة ، بل أصغر من الثانية ، بل أصغر من الثالثة .. إنها (( زمنية )) قد تنقسم فيها الثانية إلى بليون جزء ، حتى أنها لتكاد أن تخرج عن الزمن ، في المفهوم الذي يتصوره العقل للزمن .. فهم قد ينطلقون ، أو قد يحاولون أن ينطلقوا ، مع الله في إبداء مظاهره لخلقه ، يجددون حياة فكرهم ، وحياة شعورهم بهذه الصورة المستمرة .. هذا هو الكمال .. وليس الكمال التزام صورة واحدة .. فالعشبة الضئيلة التي تنبت في سفح الجبل ، فتخضر ، وتورق ، وتزهر ، وتثمر ، ثم تلقي ببذرتها في تربتها ، ثم تصير غثاء تذروه الرياح ، أكمل من الجبل الذي يقف فوقها عاليا متشامخا ، يتحدى هوج العواصف .. ذلك بأن تلك العشبة الضئيلة قد دخلت في مرحلة متقدمة من مراحل التطور - مرحلة الحياة والموت - مما لم يتشرف الجبل بدخولها ، وإنما هو يطمع فيها ، ويطمح إليها ..
    وبالمثل ، فإن كمال الشريعة الإسلامية إنما هو في كونها جسما حيا ، ناميا ، متطورا ، يواكب تطور الحياة الحية ، النامية ، المتطورة ، ويوجه خطاها ، ويرسم خط سيرها في منازل القرب من الله ، منزلة ، منزلة .. ولن تنفك الحياة سائرة إلى الله في طريق رجعاها ، فما من ذلك بد .. (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )).. وإنما تتم الملاقاة بفضل الله ، ثم بفضل إرشاد الشريعة الإسلامية في مستوياتها الثلاث : الشريعة ، والطريقة ، والحقيقة .. وتطور الشريعة ، كما أسلفنا القول ، إنما هو انتقال من نص إلى نص .. من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فأحكم إلى نص اعتبر يومئذ أكبر من الوقت فنسخ .. قال تعالى : (( ما ننسخ من آية ، أو ننسئها نأت بخير منها ، أو مثلها .. ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير ؟ )) .. قوله : (( ما ننسخ من آية )) يعني : ما نلغي ، ونرفع من حكم آية .. قوله : (( أو ننسئها )) يعني نؤجل من فعل حكمها.. (( نأت بخير منها )) يعني أقرب لفهم الناس ، وأدخل في حكم وقتهم من المنسأة .. (( أو مثلها )) يعني نعيدها ، هي نفسها ، إلى الحكم حين يحين وقتها .. فكأن الآيات التي نسخت إنما نسخت لحكم الوقت ، فهي مرجأة إلى أن يحين حينها .. فإذا حان حينها فقد أصبحت هي صاحبة الوقت ، ويكون لها الحكم ، وتصبح ، بذلك هي الآية المحكمة ، وتصير الآية التي كانت محكمة ، في القرن السابع ، منسوخة الآن .. هذا هو معنى حكم الوقت .. للقرن السابع آيات الفروع ، وللقرن العشرين آيات الأصول .. وهذه هي الحكمة وراء النسخ .. فليس النسخ ، إذن ، إلغاء تاما ، وإنما هو إرجاء يتحين الحين ، ويتوقت الوقت .. ونحن في تطويرنا هذا إنما ننظر إلى الحكمة من وراء النص .. فإذا خدمت آية الفرع التي كانت ناسخة في القرن السابع لآية الأصل غرضها حتى استنفدته ، وأصبحت غير كافية للوقت الجديد - القرن العشرين - فقد حان الحين لنسخها هي ، وبعث آية الأصل ، التي كانت منسوخة في القرن السابع لتكون هي صاحبة الحكم في القرن العشرين ، وعليها يقوم التشريع الجديد .. هذا هو معنى تطوير التشريع .. فإنما هو انتقال من نص خدم غرضه .. خدمه حتى استنفده إلى نص كان مدخرا يومئذ إلى أن يحين حينه .. فالتطوير ، إذن ، ليس قفزاً عبر الفضاء ، ولا هو قول بالرأي الفج ، وإنما هو انتقال من نص إلى نص ..
    من المأذون؟

    ولكن رسول الله قد التحق بالرفيق الأعلى وترك ما هو منسوخ منسوخا ، وما هو محكم محكما .. فهل هناك أحد مأذون له في أن يغير هذا التغيير الأساسي ، الجوهري ، فيبعث ما كان منسوخا ، وينسخ ما كان محكما ؟؟ هذا سؤال يقوم ببال القارئ لما سلف من القول .. والحق أن كثيراً ممن يعترضون على دعوتنا إلى الرسالة الثانية من الإسلام لا يعترضون على محتوى هذه الدعوة ، بل إنهم قد لا يعيرون محتوى الدعوة كبير اعتبار .. وإنما هم يعترضون على الشكل .. هم يعترضون على أن تكون هناك رسالة ، تقتضي رسولا ، يقتضي نبـوة ، وقد ختمت النبـوة ، بصريح نص ، لا مرية فيه .. وإنه لحق أن النبـوة قد ختمت ، ولكنه ليس حـقا أن الرسالة قد ختمت : (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله ، وخاتم النبيين .. وكان الله بكل شئ عليما )).. ومعلوم أن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا .. ولكن النبوة ما هي ؟؟ النبـوة هي أن يكون الرجل منبأ عن الله ، ومنبئاً عن الله .. أي متلقياً المعارف عن الله بواسطة الوحي ، وملقيا المعارف عن الله إلى الناس ، على وفق ما تلقى ، وبحسب ما يطيق الناس .. فبمرتبة التلقي عن الله يكون الرجل نبياً ، وبوظيفة الإلقاء إلى الناس يكون رسولا .. هذا هو مألوف ما عليه علم الناس .. ولكن هناك شيئا قد جد في الأمر كله ، ذلك هو معرفة الحكمة وراء ختم النبوة بمعناها المألوف .. لماذا ختمت النبوة ؟؟
    أول ما تجب الإشارة إليه هو أن النبـوة لم تختم حتى استقر ، في الأرض ، كل ما أرادت السماء أن توحيه ، إلى أهل الأرض ، من الأمر .. وقد ظل هذا الأمر يتنزل على أقساط ، بحسب حكم الوقت ، من لدن آدم وإلى محمد .. ذلك الأمر هو القرآن .. واستقراره في الأرض هو السبب في ختم النبوة .. وأما الحكمة في ختم النبوة فهي أن يتلقى الناس من الله من غير واسطة الملك ، جبريل - أن يتلقوا عن الله كفاحا - ذلك أمر يبدو غريبا ، للوهلة الأولى ، ولكنه الحق الذي تعطيه بدائه العقول ، ذلك بأن القرآن هو كلام الله ، ونحن كلما نقرؤه إنما يكلمنا الله كفاحا ، ولكنا لا نعقل عنه .. السبب ؟ أننا عنـه مشغـولون .. قال تعالى في ذلك: (( كلا‍‍!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا!! إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )).. وإنما جاء القرآن بمنهاج شريعته ، ومنهاج طريقته ، وبأدبه في كليهما ، ليرفع ذلك الريـن ، حتى نستطيع أن نعقل عن الله ما يحدثنا في القرآن ، فإذا وقع هذا الفهم لرجل فقد أصبح مأذوناً له في الحديث عن أسرار القـرآن ، بالقدر الذي وعى عن الله ..
    من رسول الرسالة الثانية ؟؟

    هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام ..
    كيف نعرفه ؟؟

    حسنا !! قالوا أن المسيح قد قال يوما لتلاميذه : (( احذروا الأنبياء الكذبة !! )) قالوا: (( كيف نعرفهم ؟؟ )).. قال : (( بثمارهم تعرفونهم )) ..


    لك سيدتي لشكر الجزيل مُجدداً
                  

11-17-2007, 07:27 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)







    بين الأستاذ محمود وبين أدونيس



    الأحباء جميعاً :
    تحية طيبة ،

    نعود من بعد فترة من الزمان ، ونحن لم نزل بصدد إغلاق الملف لولا مدخل الدكتورة مهيرة وما نبهتنا من أن للشاعر أدونيس محاضرة ثرية قدمها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في العام 2005 م ، وكانت التعقيبات أكثر ثراء وقد تطرقت لنظرته للعقيدة ، من وجهتي النقل والإبداع .
    وذلك مدخل لو وجدنا الوقت لأجرينا مقارنة لرؤاه في ملخص تلك المحاضرة الذي بين أيدينا و رؤى الأستاذ ، في دعوته للرقي بالحرية إلى مرحلة الفردية .وتلك أحسبها في رصيد الدراسة التي لها علاقة بالحداثة إذ أن أدونيس طود في تلك الحداثة وفق ما أرى .
    نعلم أن كثيرين من أصحاب الشريعة بمنظارها السلفي يرغبون عن المقارنة بين رؤى الشاعر أدونيس الفلسفية والشعرية وبين المقارنة برؤى تتحدث عن العقيدة وقد أغلظ البعض في وصفه ، ولا يعينا رأيهم من بعيد أو قريب بقدر ما تعنينا الرؤى التي تحمل والجرعة الفكرية التي لا تهزمها سوى جرعة فكر ورؤى .
    هذا لا يدخل في باب دراستنا . فالمبحث يليق بأن تتم المقارنة بين رؤى الشاعر أدونيس كرائد من رواد الفكر ، وبين رؤى الأستاذ محمود .
    نورد هنا نص ملخص المحاضرة ، ونترك المقارنة والتحليل لوقت آخر إن تيسر :





    أدونيس يعلن في محاضرة بالجامعة الأمريكية
    موت الخيال
    أحترم الإسلام ولكني أرفض المؤسسة الإسلامية

    حسن عبد الموجود

    ألقي أدونيس محاضرة مساء الأثنين الماضي بالقاهرة حول الإسلام والحداثة، مركزا علي تجليات فكرة التوحيد علي الصعيد السياسي التي جعلت من الحاكم إلها آخر أرضيا واحدا.. وقد امتلأت قاعدة إيوارت بالجامعة الأمريكية التي تستضيف أدونيس عن آخرها رغم تنظيم قسم النشر بذات الجامعة لنشاط آخر مواز، حيث احتفلت بصدور ترجمة عدد من الكتب بينها رواية 'نفتالين' لعالية ممدوح الفائزة بجائزة نجيب محفوظ العام الماضي و'غائب' للكاتبة العراقية أيضا بتول الخضيري.
    الدكتور حمدي السكوت قدم علي أحمد سعيد رواية حكاية اختياره لاسمه 'أدونيس'.

    تحدث أدونيس عن ثقافة التكفير التي قادت عملية الامتناع عن التفكير: حيث لا مجال للتساؤل إلا في إطار ما حلل، وهذا الذي حلل لا يشكل سوي قشرة العالم وزبده، الثوب حلل أما الجسد كله فممنوع، هو مادة للنبذ والإقصاء لتحويله إلي تراب وهو في أوج الحياة.
    ثقافة الكذب ولدت ثقافة النفاق وصنعت للرياء مؤسسة، ومن هذه الملحوظة ينتقل أدونيس إلي تأويل النص الديني الذي يفصل بينه وبين الحياة وبدلا من أن يكون النص فضاء تجعل منه خندقا وبدلا من أن يكون محيطا يصير غديرا. هذا التقييد للنص ينبع من التعامل معه بوصفه حقائق، لا بوصفه إبداعا يحمل الحقيقة داخله، وبهذا لا يكون أمام قارئه سوي التحول إلي صخرة جامدة، وليس مع هذا سوي موت الفكر، ولموت الفكر اسم آخر هو موت الإنسان.
    وأضاف: نعم إن كانت هناك حقيقة فهي موت الإنسان وحريته لا النص لأن حامل الحقيقة هو الإنسان لا النص، أخطر ما في النص الحقيقة التي تحوله إلي نص حزب، نص نظام، نص جماعة، نص أمة، وفي هذا محو للذات والفرادة التي تتحول إلي ملك جماعي، وتلك هي الرؤية الوحدانية متجسدة في رؤية جمعانية باسم الواحد الأحد.
    تساءل أدونيس: ما معني أن تحل هذه الرؤية محل التعددية؟ مضيفا: ذلك سؤال مفتاح أضاء في قراءة التراث العربي وجعلني أري القطيعة التي حققتها هذه الرؤية مع العالم التعددي قبلها، خصوصا أنها قدمت نفسها باعتبارها قلبت النظرة إلي الإنسان والعالم!


    تجليات العنف


    وقال أدونيس: العمل الأول الذي أنجزه موحدكم إخناتون هو قتل المخالف، التوراة قتلت باسم الرب، الكنيسة لم تسلم من عنف الرؤية الوحدانية، ونحن نري الآن تجليات عنف الوحدانية الإسلامية، المشكلة أن هذه الرؤية الوحدانية السماوية التي انتصرت انسحبت علي الأرض، وتطابق الواحد الأرضي مع الواحد المسماوي، وتم تمجيد سلطة الأرض باسم سلطة السماء، تمت ترجمة مبدأ الإله الواحد علي الحاكم الواحد بل ان الأول أخذ يزيح الثاني ويأخذ سلطته وطبقا لهذا صارت الغاية تضفي القداسة علي الوسائل. وها هم أبناء الوحدانية يتنابذون باسم الإله الواحد. وتقدم القدس نموذجا عاليا لهذا التنابذ: فالمدينة الأكثر قداسة للوحدانيات هي الأكثر وحشية والأقل إنسانية.
    وأضاف: والناظر يبدو له أن الواحد علي ضفاف المتوسط لم يوجد إلاٌ أنظمة القمع والقتل.
    يدافع أدونيس عن مبدأ الشك النيتشوي باعتباره طريقا للمعرفة فالشك كما الإيمان جزء من إنسانية الإنسان ومن حقوقه، وقال: وتبدو عبارة 'موت الله' التي استعارها نيتشه كأنها مجرد لعب لفظي، ذلك أن من مات في الواقع ليس الله وإنما الإنسان، فلم يمت الإنسان كما يموت اليوم..
    وأشار إلي أن الموحدين نقلوا مبدأ 'الحاكم الواحد' وتفوٌقوا في ابتكار أساليب القهر باسمه، وربط أدونيس النقطة الأخيرة بمقولة لبورج شتاينر 'العلم لبٌي تطلع الإنسان إلي النظام والجمال والصدق الأخلاقي بشكل أفضل مما فعل الدين 'قبل أن يضيف: لقد تحول الإنسان إلي مجرد آلة لنقل ما هو ديني دون نظر وبحث، تحوٌل الإنسان إلي آلة في مسألة المعرفة.
    وتساءل: هل هو كائن ينقل المعرفة أم كائن يشتغل عليها؟


    إنكار المعرفة


    وانتقل إلي القول بأن الموروث الديني خاصة الإسلامي يعلمنا أن القائل رأيه في الدين مخطيء، يقول الطبري 'لا معرفة في الدين إلا بالنقل'، إذن المعرفة لا تجيء من الذات وإنما من النص الإجماعي، وبهذا تكون اعتقادا لا انتقادا، وهي جماعية لا ذاتية، وإن كان الإنسان يعرف فلابد أن يشك، ولهذا فإنٌ الناقل آلة حاضرة بلا حضور في زمان تكراري، هيراقليدس يقول إنك لا تسبح في النهر الواحد مرتين، الآلة تسبح في ذات النهر إلي ما لا نهاية.
    انعدام الذاتية عنوان آخر لثقافة بحاجة إلي تغيير، يقول أدونيس: نحن نولد عربا ومسلمين في واقع ينكر المعرفة نكرانا تاما، لأنها كاملة ونهائية بل وخاتمة المعرفة لأن نبينا خاتم الأنبياء، نبوته هي خاتمة النبوات، الأكثر كمالا، والمعرفة بالتالي هي الأكثر شمولا، ولهذا لا يضيف المؤمن إليها، فقط يفسٌر ويوضٌح ويطٌبق بانيا ما يحضر علي ما مضي، الحقيقة هكذا توجد في النص واللغة وليست في الشيء والمادة، ولهذا ليس للإنسان أن يضيف، فالنص ثابت والعالم متغير. ليس الإنسان من يمتلك النص، بل النص يمتلك الإنسان والعالم معا. وكل موجود في ذاته فذاته له، أما الموجود في آلة فذاته في غيره. ولذلك فإن مشكلاتنا لا تناقش في ذاتها: مشكلتنا الجنسية ليست جنسية بل أخلاقية دينية، كذلك كل شيء حتي الفن.
    في هذا الإطار كما يقول أدونيس يمكن أن نعطي اسما آخر للاتباعية وهو 'اللاذاتية'، ذات المسلم موضوع تكوٌنه التعاليم الدينية بمعني أن الخارج الشرعي هو الذي يكون الداخل الذاتية للمسلم..
    هكذا لا يكون دوره العقلي الكشف عن حقائق النص/ الوحي أو أن يستقصي العالم إنما يفسر وفقا لمعطيات النص.
    هكذا أيضا لا تعرف الاتباعية عذاب الأسئلة، فليس أمامها إلا اليقين، والطمأنينة، النفس لا ترفض ما آمنت به وفق هذا، ثمة نوع من القتل العرفي للنص وصل إلي مرحلة أن يكون جزاء النفس المرتدة.. التقل، من هنا لا نجد في هذه الثقافة مجالا للذاتية الفردية تتحرك فيه، الذاتية تصب في الجماعة الأم، خروجها خروج من الأمة ذاتها، وربما أن اللا تدين نزعة في الإنسان مثلها مثل التدين تبدو كأنها تحارب الطبيعة ذاتها، آلة لطمس الحرية والذاتي.
    وقال: الإنسان بحسب التأويل السلفي يولد كأنه نقطة أو كحرف في كتاب هو الأمة، نمط خارجي من الوجود وله عقل يخدم حصرا هذا النمط، يقول الفارابي كل موجود في آلة فذاته لغيره، وكل موجود في ذاته فذاته له، وفي هذا يبدو الدين كما يعلمه الأتباع ليس حقل معرفة، حقل بحث وتعقل واستبصار، وإنما مجرد حقل أوامر ونواه..


    مجرد ظاهر


    ويري أدونيس أن ثقافتنا تأذت بسبب نبذ عالم الحدوس والشطح ونفي الباطن، فلا حقيقة إلا للظاهر ولا حقيقة إلا في النص وحده، وهذا الطمس للداخل حوٌل النص الي أسطورة بثلاثة معان.
    أولا: استحالة نقده كما فعل مفكروا الغرب بالمسيحية.
    ثانيا: تكرار النص يوميا كحكاية يحكيها المسلم نفسه أو يتلقاها عن الآخرين وتمجيد الأمية اقتداء بأمية النبي.
    ثالثا: الممارسة الدينية في تجليها للآخرين، معظم العبادات ظاهرة وجماعية، أليست هناك تجربة فردية حميمة بين الإنسان وربه؟ أين هي وما يكون معني الإنسان إذا كان مجرد ظاهر؟ ألا يكون الظاهر دليلا علي الشك بوجود الداخل؟ ما معني أن يكون الإنسان مجرد طقس صوتي؟ ألفاظ وحركات؟ ألهذا نلحٌ علي الظاهرة ونرفض الباطن؟
    وأضاف: نفي الداخل انعكس علي 'الشعري' فشطر القصيدة إلي شكل ومضمون وبقدر ما يكون المضمون متطابقا مع الظاهر يكون عاليا، وبقدر ما يكون متطابقا مع الداخل معبرا عن تجربة الإنسان الخاصة يكون منحطا وفيه فحولية ورجعية كما يقول النثٌار العرب، أو كما يقول بعض النقاد الذين يخلطون بين الفردية والذاتية، وهكذا كان أفضل الفن ما يقلد الأوائل الكاملين، ولن يكون التقليد الكامل كاملا أبدا..
    وقال: الثقافة السائدة امتداد لثقافة الفقه، وسنري هذا منعكسا علي نظريات النهضة، والأيدولوجيات والأحزاب، فهي تسير وراء الاتباعية وتلغي الذاتية، أي انها ترفض الرأي الذاتي وفي ذلك تتساوي أحزاب اليسار واليمين في الوطن العربي، جميعها تلغي ال'هو' في سبيل ال'هم' و'الأنا' في سبيل ال'نحن'، هذا هو تقليد الأوائل، والحال أن تقليد الشعر الكامل لا ينتج بالضرورة شعرا كاملا، الجماعة قد تخطيء كما يخطيء الفرد، والتاريخ الإنساني يشهد علي ذلك، ولا تقاس صحة المعرفة بمقياس عددي، الجماعة ليست عقلا واحدا لكي تصل لحقيقة واحدة والمسلمون أنفسهم وصفوا الجماعة قبل دخولها الإسلام بأنها 'كانت ضالة'!


    ميراث الأوامر والنواهي



    ويعتقد أدونيس أن الفرد العربي يعيش رهين محبسين: محبس التأويل الوحداني ومحبس التأويل السلفي الذي يؤدي الي محو الذاتية. ومن حاولوا الخروج علي هذا همشوا وسجنوا وقتلوا، والمسألة قائمة حتي اليوم ولن يكون المسلم حرا إلا إذا خرج من المحبسين. وعندما نقول انعدام حرية إنسان يعني انعدام وجوده.
    وفصٌل كلامه قائلا: وهما محبسان قديمان تمت محاولات كثيرة لاختراقهما قام بها متصوفة وشعراء، وماذا تم فعله معهم؟ نبذوا، كفٌِروا، قتلوا بتهم الهرطقة والإلحاد والردٌة تبعا للظروف والحال..
    وأضاف: ولاتزال الحاجة لاختراقها ملحة، يتعذر أن تنشأ ثقافة عظيمة دون هذا الاختراق، من المستحيل أن يكون المسلم هو اللغة والعقل إلا إذا خرج منهما، وأفصح عن نفسه دون قيد وتحدث في أي موضوع، سماوي أو أرضي، هنا يكون الإنسان موجودا، لا حرية للإنسان تعني ألا وجود له، كل فرد لا يملك لغته الخاصة وطريقته التعبيرية الفريدة لا ذاتية له، فكيف تقدر اللغة اللاشخصية أن تعكس ذاتيته؟
    كيف يمكن أن نفهم الجنسي والديني والسياسي بدون لغة ذاتية؟
    وقال: لايزال الفرد المسلم العربي في بنيته العميقة كائنا دينيا سلفيا يرث أكثر مما ينتج، يعيش دينه بوصفه أوامر ونواهي، وفي هذا ما قد يفسر انعدام التجارب الإنسانية الكبري في العالم العربي، والتساؤلات الإبداعية الكبري.. هناك مليار و300 مليون نسمة يمثلون 5/1 البشرية ليس فيهم مفكر واحد يقرأ نصه الديني قراءة متفردة، أشعرأنني أنهار فعلا كلما فكرت في هذا، ولكن ربما يفسر ذلك الأمر الأسباب التي تجعل المسلم السلفي ضد، ونقيض،الخيال، كأن علي الفرد أن يعيش كمثل تمثال علي صورة النص، لا يتحرك، لا يتغير حتي يأذن الله، هكذا يبدو كل شيء في عالم يتحرك بدون ذاتية، كل شيءنقض لحضارة البحر المتوسط الذي نشأت فيه الأسئلة الكبري، والفرضيات، والفتوحات، نقض للطبيعة والذكورة والأنوثة واللذة والحياة وللأرض ساحة وبيتا..


    خلل في الرؤية


    وتابع: وقد شهدنا لحظات أدي التأويل إلي تحويل الوحدانية إلي قوة وهيمنة، ففي زمن الحروب الصليبية نفي الإنسان وتم تحويل الله إلي قائد عسكري. كان خلل في الرؤية الوحدانية للإنسان والعالم، وهو خلل يكمن في الرؤية من داخلها، وليس بفعل عوامل خارجية كما يري بعض المفكرين، وفي محاكم التفتيش أصبح الإنسان الخارج علي النص خارجا علي الوحدانية..
    لقد تم إخضاع الفكر أيضا لمعايير الحلال والحرام.. لقد بدأت الوحدانية سلطتها بالبطش، كأنها طاقة منذورة لتعطيل الحياة..
    ولقد كان بورخيس يري في اللاهوت نوعا من الأدب العجائبي، ولو جاء اليوم لمرآة عملا غرائبيا، ولكن علي كل حال هناك الأمل، والأمل أساسا في قدرة الإنسان علي طرح الاسئلة ، ومناقشة الداخل لتحرير كرة الإنسان الواقعة بين مطرقة السياسة وسندان اللاهوت..


    أسئلة


    الدكتور حمدي السكوت بعد انتهاء المحاضرة فتح الباب للأسئلة والمناقشات وطلب أدونيس أن يستمع إلي كل الاسئلة دفعة واحدة قبل أن يبدأ في الإجابة عليها.. أحمد عبدالرحيم 'كلية أصول الدين جامعة الأزهر'قال له اسمح لي ان أقول أنك تعتمد علي مقدمة غير صحيحة وهي أساس كثير من كلامك، لقد قلت أن المفسرين نظروا إلي القرآن باعتبارات الواقع العام وفي سبيل ذلك أبعدوا جانب الخيال والذاتي وهذا غير صحيح لأن الفقهاء والمفسرين لم يغفلوا جانبا واحدا من جوانبه وأشبعوه بحثا ودراسة، في الفقه، اللغة، البلاغة، الإشارات، أما كلامك عما تناوله الفقهاء والأقدمون وهل هو يتناسب أو لا يتناسب مع زماننا فأتفق معك فيه..
    الأمر الآخر والكلام لايزال لأحمد عبدالرحيم هل تتفضل بذكر ملامح ماتراه مناسبا لزماننا؟ ثم ألا تعتقد أن قراءة ابن عربي تؤدي بنا للقول إن محاولاته كانت خروجا علي النزعة الوحدانية؟
    سؤال آخر من حمد السوري: هل ظهور الطوائف الدينية المختلفة كان محاولة للتفاعل مع مستجدات الزمن رغم أنها غرقت بدورها في الموروث والأطر الحديدية؟
    وسأل أحد الحاضرين :هل يمكن أن يتحقق تحرير الإنسان؟
    صاحب السؤال أضاف، كل ما حررك قيدك، محاضرتك علي عذريتها ملآنة بالقيود، قيدتنا بطرق ومناهج، لا يمكن أن يتحرر الإنسان، حتي الصوفية كانوا يسعون لتحرير الإنسان ليتحدوا بشيء أعلي..
    وسأله سعيد الوكيل: هل ما تتحدث عنه يؤثر علي ثقافة بعينها؟ وكيف مثل عائقا أمام الشعرية العربية؟
    وسأله صلاح عبداللطيف: ما المقصود بالوحدانية؟ ومارأيك فيها؟
    وقال له عبدالسميع زين الدين: من المدهش أن نسمع صوتك في القاهرة الآن بعد أن حصد الإخوان عشرات الأصوات، ولكن لا جدوي أن نهدم المعبد ونجلس وسط الأنقاض، حتي لو حاولنا أن نبنيه سيكون قبيحا!
    وسأله محمود الربيعي: ماذا لو وجد الشاعر نفسه في حالة تصالح حقيقي مع هموم الجماعة؟ أيعبر عما يجري فيكون صادقا أم يبحث عن ذات أخري كما تقول؟
    وسأله محمود سعيد: ما المقصود بالتأويل عند أدونيس؟ ألا يعني إعمال العقل؟
    وسأله شخص لم يعرف نفسه: أنت تنكر الله.. هل أنت أسير وحدانية الحداثة..
    وسأله آخر: هناك مجتمعات غربية تتعايش فيها الأديان ووصلت إلي محصلة الحداثة، وأخري مثل الاتحاد السوفيتي تخلصت من الدين ولم تلحق بركب الحداثة.. هل هناك أسباب واضحة لذلك؟


    تأويل الوحدانية


    وبدأ أدونيس إجاباته قائلا: قسم من الاسئلة لو أصغي أصحابه إلي ما قلته في البداية ماكانوا سألوه، إنني هنا لا أنظر للنص الديني في ذاته، وإنما في تأويله السائد، لا أناقش الوحدانية كرؤية، إنما أنظر لتأويل الوحدانية وممارستها، أحترم جميع المؤمنين ومن لا أؤمن بإيمانهم، هذه مسألة بحتة ينبغي احترامها وإلا لن نكون أحرارا..
    وأضاف: أناقش كيف يحول شخص إيمانه إلي مؤسسة يفرضها علي غيره، وعلي هذا المستوي قلت انني لا أناقش الإسلام وإنما الممارسة الإسلامية عبر التاريخ وحتي اليوم، ليس من حق إنسان أن يرفض دين أي إنسان، فكيف أرفض الإسلام، أنا أرفض التأويل الإسلامي، والمؤسسة الإسلامية، من حقي أن أرفضهما، وأنا أرفضهما..
    وقال: هناك في الغرب لاتزال الوحدانية قائمة ومع ذلك نجحوا في إنجازاتهم الحضارية، فما الذي حدث، لقد كانت الكنيسة تسيطر علي المجتمع، ولكن بعد فصلها عن الدولة التي أصبح لها مؤسساتها حدثت النقلة، ونحن نطمح أن نقوم بمثل هذه الثورة فنفصل الدين عن الدولة، نحن لانزال نفكر ونكتب ونجسٌِيس ونتسيس والدين هو كل شيء بالنسبة لنا، في الغرب هناك مؤمنون وغير مؤمنين يتعايشون معا لأنهم منفصلون عن الدولة. وقال موجها كلامه إلي صاحب السؤال، صل معنا لكي نصل بمجتمعنا إلي هذا.. أما الاتحاد السوفيتي فلم يفشل في الحداثة وإنما فشل عسكريا وسياسيا..
    وقال، إذا فكرنا بصوت عال سنجد أن التصوف كما يفترض هو أعمق ثورة فكرية في تاريخ الإسلام، لم يغير بعض الأفكار، وإنما غير محورا أساسيا وهو فكرة الله كمجرد. الإسلام يري الله نقطة مجردة لا علاقة لها بالعالم المادي كما نري ذلك في اليهودية، أما الكنيسة فهودت المسيحية وأسلمتها، دمجتها بالرؤي الوحدانية الأخري، قالت بأن الله يتجسد في الإنسان، وليس الإنسان يموت في سبيل الله، الله يموت في سبيل الإنسان، والمسيح مات كإله لكي يفتدي الإنسان، الإسلام استعار فكرة اليهودية، الله فكرة مجردة عالية في السماء لا علاقة لها بالإنسان، التصوف استعار التجربة المسيحية، الله يتجلي بكل شيء في العالم، ليس مجردا وإنما متجسد، أفهم هكذا كيف ترفض السلفية التصوف، لأنه نقض كامل لفكرة الالوهة.. وتساءل: للأسف أعرف مفكرين عربا لا يجرءون علي قول آرائهم ' لا أريد أن أموت في سبيل فكرة' 'لا أريد موتا مجانيا'، 'الحياة أغلي من الأفكار'.
    وقال: إن ابن رشد صاغ التأويل الأوقع حيث قال 'إذا فهمنا الدين فهما صحيحا فإننا سنجد أنه لا يتناقض مع الواقع والحياة'..


    تجاوز الخليل بن أحمد


    وأشار إلي أن هناك عدة مفاهيم للجماعة في التأويل السلفي، مثل فكرة الجمهور، أنا أهدم هذه الفكرة، ليس هناك جمهور، نحن في هذه القاعة أفراد لكل منا عقله الخاص، وتجربته، كيف أجرد هذه القاعة إلي فكرة واحدة؟ الجمهور فكرة سياسية، أنا لي قراء، وأرفض احتراما للناس أن يكون لي جمهور..
    وفيما يخص قضية القدم والحداثة قال: هذه قضية ينبغي أن نتخطاها، لقد تناولناها في مجلة شعر منذ نصف قرن، اللغة العربية أوسع وأغني من أن نحصرها موسيقيا في 16 بحرا، الخليل بن أحمد قام بعمل عبقري ولكن هذا لا يمنع عباقرة آخرين أن يقوموا بجمع بحور أخري، لقد كنا نهدف لإتاحة المجال أمام الشاعر المبدع أن يضيف إلي الكتابة الشعرية المعروفة إضافة أخري، فالإضافة لن تضر العربية إذا لم تخدمها، ستكون عامل إغناء ولو في حدود التجربة البحتة..
    وأضاف، المجتمع العربي عرف الحداثة قبل مثيله الغربي، وهناك في العربية كتب عن القدم والحداثة، وقد قلت كثيرا إن مشكلة الحداثة عربية في الأساس..
    وختم كلامه بقنبلة: ليس هناك شاعر أكثر حداثة من أبي نواس والنفري، أو أبي العلاء المعري، الأخير علي الأقل زلزل في شعره الأسس الفكرية التي يقوم عليها مجتمعه، أي شاعر حديث يزلزل مجتمعه اليوم؟!
    نقلا عن اخبار الادب المصرية العدد647 4ديسمبر2005

    وعلى سودانيز اونلاين

    <a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...rd=80&msg=1133776075" target="_blank">http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...rd=80&msg=1133776075

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-17-2007, 07:32 AM)

                  

11-17-2007, 10:35 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    الأعزاء عبدالله الشقليني واسامة الخواض
    أصحاب القدح المعلى في هذا البوست الفخيم
    لكم الوقوف ثم الإنحناء لهذا العمل المتميز الذي اتسم بالصبر وبالمثابرة وبالتوقد العقلي والروحي. وأهم من كل ذلك بالمحبة الخصبة الخلاقة.
    لقد احتفلتم بالأستاذ محمود أفضل احتفال. فقد كان احتفالكم به لحظيا لا موسميا. ومع ذلك، ليتكم تركتم هذا البوست يستمر قليلا
    حتى تمر الذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال الأستاذ التي ستكون بعد ما يقارب الشهرين من الآن.
    أسعدتني فكرة إصدار هذا البوست في كتاب بعد إعادة تحريره.
    مرة لكم الإنحناء وفيوض الإعجاب والمحبة.
                  

12-14-2007, 12:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Dr.Elnour Hamad)

    B]


    لك الشكر عزيزنا:
    دكتور النور
    ونُشير بما يرى رفيقنا الناقد الأستاذ :
    أسامة الخواض

    ولحين رده....



    يقول الذكر الحكيم
    {.......... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }الكهف46

    ما الباقيات الصالحات ؟
    يقول تفسير الجلالين :

    هي سبحان الله
    والحمد لله ولا إله إلا الله
    والله أكبر زاد بعضهم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله

    أما (خير عند ربك ثوابا وخير أملا) :

    أي ما يأمل الإنسان ويرجوه عند الله تعالى
                  

12-30-2007, 01:31 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأحباء هنا

    عاد الملف ليكون حاضراً ذكرى رحيل الأستاذ ،
    الشكر موصول للأخ بكري أبوبكر ، ولكل المشاركين والمشاركات والقراء
    الأفاضل والقارئات الفضليات .

    كان الاحل مصباحاً يكتُب ومصباحاً يتكلم ، فيُضيء للناس طريق رشادهم


    وكل عام وأنتم بألف خير
                  

01-03-2008, 09:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    يناير شهر الفداء النبيل
                  

01-04-2008, 04:09 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: يناير شهر الفداء النبيل

    Greetings in this holy month, dear Abdally
                  

01-04-2008, 01:09 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    فوق لمزيد من القراءة
                  

01-04-2008, 05:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Sabri Elshareef)

    شكراً لك عزيزنا صبري ،
    بين بُرهة الرحيل والذكرى نيفوعشرون عاماً
    بُرهة أخرى من زمان التاريخ ، حين ودعنا من كانت له رؤيا ثم رؤية ،
    لم يحتبسهما في صدره وهي شيمة أهله ، ولكن نثر أزهارها لنقوم ونقعد
    لها بالدراسة والمقارنة مع رؤى غيره .... ولم تزل الأرض بكراً
                  

01-10-2008, 12:02 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    وميعاد ذكرى الرحيل في الطريق
                  

01-10-2008, 03:27 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-11-2008, 05:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)




    عزيزنا الدكتور ياسر :
    نعُمت صباحاً أو مساءً ،
    ففي حضرتُك المقام يعلو
                  

01-12-2008, 11:36 PM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-13-2008, 02:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Abu Eltayeb)

    Quote: الاخ الشقليني

    احي فيك صدقك و كرمك ونبلك و شجاعتك ووضوح رؤيتك

    اسمح لي بوضع وصلة الاحتفال هنا حيث يسجد القلب

    لطفي


    موعد الرُسل : يوم منبتهم وتألق أرتالهم التي تُصاحب وموعد سفرهم في الغيبة الكُبرى
    سيحين موعد وداع النبيل قريباً .
    الشكر لك للثمر الذي قدمت به
                  

01-13-2008, 00:39 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-14-2008, 05:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Elbagir Osman)

    Quote: الأعزاء عبدالله الشقليني واسامة الخواض
    أصحاب القدح المعلى في هذا البوست الفخيم
    لكم الوقوف ثم الإنحناء لهذا العمل المتميز الذي اتسم بالصبر وبالمثابرة وبالتوقد العقلي والروحي. وأهم من كل ذلك بالمحبة الخصبة الخلاقة.
    لقد احتفلتم بالأستاذ محمود أفضل احتفال. فقد كان احتفالكم به لحظيا لا موسميا. ومع ذلك، ليتكم تركتم هذا البوست يستمر قليلا
    حتى تمر الذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال الأستاذ التي ستكون بعد ما يقارب الشهرين من الآن.
    أسعدتني فكرة إصدار هذا البوست في كتاب بعد إعادة تحريره.
    مرة لكم الإنحناء وفيوض الإعجاب والمحبة
    .
    خالص الشكر للدكتور النور حمد،
    ونرجو ان تعود الينا ببعض من فيضك .
    المشاء
                  

01-14-2008, 10:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Elbagir Osman)

    العزيز الفاضل : الباقر عثمان
    أهلاً بك في البيت الكبير ،
    وشكراً للثراء وسنعودك مرة أخرى
    تقبل التحية والاحترام
                  

01-15-2008, 02:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    حذف لان المداخلة انزلت مرتين.
    عفوا
    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 01-15-2008, 02:26 AM)

                  

01-15-2008, 02:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    العلم الروحي التجريبي:
    في مقابل ما تطرحه الحداثة الغربية عبر العلم المادي التجريبي يطرح الاستاذ مفهوم العلم الروحي التجريبي،
    وهو يرى ان العلمين يكوِّنان ما يطلق عليه مصطلح "العلم".

    ففي "الدين والتنمية الاجتماعية" يوضح العلاقة بين العلمين من خلال مصطلحي البنية التحتية والبنية الفوقية،ومن الارجح انه أي الاستاذ يوظف ما قال به الخطاب الماركسي عن العلاقة بين البنية التحتية والفوقية:
    أن العلم يمثل البناء التحتي ، في حين أن الدين يمثل البناء الفوقي ، وبين البناء التحتي والبناء الفوقي إرتباط تكامل ، و وحدة ، إذ هما كلاهما ، يكونان "العلم" ، وهذا يسوقنا إلى أن نلاحظ ملاحظة عابرة هي: أن النظرة العلمية للأشياء لا تقوم على منهاج العلم المادي التجريبي وحده ، كما يدعي كثير من العلماء المعاصرين .. لا !! ولا هي تقوم على المنهاج الديني وحده ، وإنما هي تقوم على هذا الإقتران بين المادة ، و ما وراء المادة ..
    ويوجز ذلك التقسيم الثنائي للعلم ،حين يتحدث في كتابه "الدين والتنمية الاجتماعية، " يتحدث معرفا "العلم":
    ولقد تحدثنا ، في هذه المقدمة ، وبإيجاز شديد ، عن "العلم" وقلنا أنه إنما هو نتاج لقاح بين المادة ، وما وراء المادة ـ بين العلم المادي التجريبي الحديث ، وبين العلم الروحي التجريبي القديم ـ العبادة والمعاملة ـ


    وفي كتابه "الاسلام " يتحدث الاستاذ ،على غرار العلم المادي التجريبي عن وسائل العلم الروحي التجريبي.
    يقول في "الاسلام" عن وسيلتين للتجربة الدينية وهما القرآن و تحقيق لا إله إلا الله:
    يقول عن الوسيلة الاولى اي القرآن:
    ولا بد من كلمة قصيرة عن وسائل التجربة الدينية ، وأولها وأولاها ، القرآن ، ونحن نسمع الناس يقولون أن القرآن كلام الله ، فما معنى هذا ؟؟ إن الله ليس كأحدنا ، وليس كلامه ككلامنا ، بأصوات تنسل من الحناجر ، فتقرع الآذان .. إن كلام الله خلق .. فالشمس تطلع ، فترسل الضوء ، والحرارة ، فتبخر الحرارة الماء ، وتثير الرياح ، وتحرك الهواء ، وتحمل الرياح بخار الماء ، في سحب كثيفة ، إلى بلد بعيد ، فينزل المطر ، فيروي الأرض ، ويحييها بعد موتها ، فينبت الزرع ، وتدب الحياة ، بمختلف صورها ، وشكولها .. هذه صورة موجزة ، قاصرة ، مفككة الحلقات ، لكلام الله . فالقرآن صورة هذا الكلام ، أو قل هذا العلم ، مفرغ في قوالب التعبير العربية .. ويظن كثير من كبار العلماء أن القرآن هو اللغة العربية ، وذلك خطأ شنيع .. وهو خطأ جعلهم يلتمسون معاني القرآن في اللغة العربية ، فانحجبوا بالكلمات ، وهم يظنون أنهم على شئ .. واللغة أساسا ، نشأت بدوافـع الحاجة اليومية ، في الحياة الجسدية ، فهي ، مهما تطورت ، فإنها تعجز ، كل العجز ، عن تحمل معنى كلام الله وهي ، على خير حالاتها ، لا تقوم منه إلا مقام الرمز ، والإشارة .. والقرآن لا يدع لنا مجالا للشك طويلا ، فهـو يقـول (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه ، هدى للمتقين )) والإشارة هنا (( بـذلك )) إلى (( الم )) .
    ثم يقول عن الوسيلة الثانية اي تحقيق الشهادة:
    ثم تجئ الوسيلة الثانية ، وهي تحقيـق (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) وتحقيقـها يبـدأ بالثقـة بمحمد ، وبتصديقه التام ، وبتقليـده المتـقـن ، في أسلوب عبادتـه ، وفيما تيـسر من أسلـوب عادته ، ويشمل تقليده كل ما صح عنه ، بعد بعثه ، وقبله ، أثناء تحنثه في غار حراء ، ولست أريد أن أطيل هنا ، فإن الإيجاز في ذلك يكفي ، على الأقل في هـذه العجالة ، وقـد أعود في وقـت آخـر ، ومجال آخر ، للإفاضة في القول ..
    ثم يتحدث في نفس الكتاب عن موضوع العلم الروحي التجريبي ،وهو ما يسميه بمادة العلم التجريبي الروحي:
    قلت أن مادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية .. والحق أن عناية العلم الروحي بالكون المادي ، في جميع صوره ، هي في مرتبة الوسيلة ، في حين أن عنايته بالإرادة البشرية في مرتبة الغاية ، ولذلك يقول القرآن (( سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهـم أنـه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ )) وفي العلم الديني إن الإرادة البشرية هي صورة مصغرة للكون المادي ، المنظور منه ، وغيـر المنظـور . فنحن كلما كونا لأفكارنا صورة صحيحة عن الكون المادي ، كلما انبعثت ، بمقابل هذه الصورة الكونية ، صورة تضارعها ، في الصحة والدقة ، عن حقيقة إرادتنا ، أو قل شخصيتنا الفردية ، ولذلك فإن القرآن يقـول (( قـل انظـروا ماذا في السمـوات والأرض )) بنفس الصيغة التي يقـول لنا بها (( وأقم الصلاة )) ..
    لكي يصل الى موضوع أو مادة العلم الروحي التجريبي حين يقول تحت عنوان جانبي "ما هي الارادة البشرية:

    ويمكن القول إذن بأن موضوع العلم التجريبي الروحي هو الإرادة البشرية .
    وفي ذلك التعميم المطلق عدم دقة واضحة اذ ان الاستاذ لم يذكر ما قال به قبل ذلك من أن مادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية
    وفي "الاسلام" يقول ان العلم الروحي التجريبي يعنى:
    بالظواهر ، وبما وراء الظواهر ـ بالمادة وبما رواء المادة ـ وإن كانت عنايته بما وراء المادة أساسية ..

    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يرى ان وظيفة العلم التجريبي الروحي تتمثل في استكناه ما بعد المادة ،يقول في ذلك:
    وفي الحق ان العلم الحديث داع إلى الله بلسان بليغ ، فهو يرينا كل يوم ، كيف أن العالم المحسوس ، إذا أحسن استقصاؤه ، يسوقنا إلى عتبة عالم وراءه ، غير محسوس ، أو قل لا تدركه الحواس على النحو المألوف ، ثم يتركنا هناك وقوفا ، في خشوع وإجلال ، نلتمس وسائل غير وسائل العلم التجريبي المادي ، بها نهتدي في مجاهيل الوادي المقدس ، الذي يقع وراء عالم المادة التي نعرفها .
    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" لا يتحدث عن علم روحي تجريبي،وانما عن عمل روحي اي الدين :
    والإيمان، أو قل عدم إنكار ما لا يقع تحت إدراك عقولنا، من دلائل الفهم، ومن أوليات العلم .. سواء في ذلك: العلم التجريبي، أو العلم الروحي – الدين ..
    ويقول في "الدين والتنمية الاجتماعية" متحدثا عن الشرط التاريخي الذي تمت فيه ولادة كل من الدين والعلم معا:
    "وجد الإنسان الأول نفسه، في البيئة الطبيعية، أمام قوى رهيبة، يأتيه من قبل بعضها النفع، ويأتيه من قبل بعضها الآخر الضرر، فاهتدى إلى المناجزة والتمليق، في آنِ معاً.. أما المناجزة فقد هدته إلى إتخاذه الآلة البدائية، وإلى إفتنانه شتى الأفانين التي بها ييسر حياته، ويؤمنها، فكانت تلك نشأة العلم التجريبي الذي تطور الآن إلى إرتياد الإنسان الفضاء بمركبات الفضاء.. وأما تمليقه فقد تمثل في تقربه، وفي تزلفه، إلى تلك القوى التي فاقت قدرته، وأعجزت حيلته.. وكان دافع التمليق الخوف منها حيناً، والطمع فيها حيناً آخر، فكانت تلك نشأة الدين.. فالدين، والعلم التجريبي، نشآ معاً، وفي وقت واحد.. وهما إنما نشآ كوسيلتين متكاملتين.. ونشآ نتيجة لمحاولة الإنسان أن يتلاءم مع بيئته.. فكلاهما -العلم التجريبي، والدين- إنما نشآ بدافع الخوف والطمع الذين استوليا على الإنسان الأول، وبخاصة الخوف.. ذلك بأن الإنسان قد وجد نفسه في بيئته الطبيعية، محتوشاَ بالعداوات من جهاته الست، فكان، من ثم، كلتا الوسليتين -العلم التجريبي، والدين- وسيلة الإنسان إلى تيسير حياته، وتأمينها..
    ولقد نشأ الدين مع نشأة أول فرد بشري، وكذلك نشأ العلم التجريبي
    وفي مقدمة الطبعة الاولى من "الاسلام"يقول:
    وحين ينتهي بنا العلم التجريبي المادي إلى رد جميـع ظواهـر الكـون المادي إلى وحـدة هي (( الطاقة )) ، يبرز لنا من جديد ، وبصورة خلابة ، العلم التجريبي الروحي ، ليتولى قيادنا في شعاب الوادي المقدس ، الذي يقع وراء المادة ، ونستطيع ، بمواصلة البحث والاستقصاء ، في العلم التجريبي الروحي ، أن نرى هل يمكن أن ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت ظواهر الكون المادي إلى أصل واحد ، ويتم بذلك الاتساق ، والتلاؤم ، بين سلوك البشر ، وبين البيئة المادية التي يعيشون فيها ، فينتهي بذلك القلق الحاضر ، ويعم الأرض السلام ؟؟
    ويقول في "الاسلام":
    والعلم التجريبي الروحي ليس جديدا ، وإنما هو قـديم قدم العلم المادي ، وبحق ، إنهما توأمان ، ولدا في وقت واحد ، ودرجا معا ، وظلا يتعاونان في مدارج النمو ، فإن الإنسان الأول عندما وقف على رجليه ، لأول مرة ، أمام قوى الكون المادي الهائلة امتلأ قلبه بالخوف ، والتقديس ، فأما القوى التي أخافته هونا ما ، واستطاع مناجزتها فقد هدته إلى العلم التجريبي المادي ، وأما القوى التي استرهبته ، واستغرقته خشيتها ، فقد تزلف إليها ، وتملقها ، وهدته بذلك إلى العلم التجريبي الروحي . ونحن نسمي هذين التوأمين اليوم ، العلم ، والدين ، وقد قفز العلم قفزة واسعة جدا في العصر الحديث ، وتخلف الدين ، وبذلك حدث الاختلال في التوازن ، وظهر الاضطراب ، والقلق الذي أشرنا إليه ، في صدر هذه الكلمة ، وليس إلى إعادة التوازن من سبيل ، إلا إذا قفز الدين هذه القفزة الجريئة نفسها ، فرد قواعد الأخلاق البشرية إلى أصلها الأصيل ، على نفس النحو ، وبنفس القدر ، الذي به ردت مظاهر الكون المادي إلى أصلها الأصيل ..
    الفهم الذري للدين يجعله يناسب عصر الذرة

    .. نعم فالعلم التجريبي الروحي - الدين - ليس جديدا ولكنه سيعود جديدا ، لأن عصر الذرة يتطلب فهما ذريا للدين - أعني فهماً دقيقاً ، يصل إلى نواة الدين ، ويفجر تلك النواة تفجيراً يسمع له دوي أعتى من دوي تفجيـر النواة المادية ، ولقـد سايـر الديـن طفـولة البشرية في سحيـق الآماد ، وأحسن مسايرتها ، وكان بها رفيقا ، شفيقا ، يمد لها في الأوهام ، والأباطيل ، التي كانت تكتنف تفكيرها ، ريثما ينقلها ، على مكث ، وفي أناة ، من وهم غليظ ، إلى وهم أدق ، ومن باطل غليظ إلى باطل أدق ، وهكـذا ، دواليك ، حتى قطعت الإنسانية عهد الطفولة ، ووقفت اليوم ، في طور المراهقة ، تستشرف إلى عهد الرجولة ، والاكتمال وأصبح على الدين دور جديد ، هو أن يقفز بالإنسانية عبر هذا الطور القلق الحائـر المضطرب - طور المراهقة – ليـدخل بها عهـد الرجـولة ، والاكتمال . ولما كان الفرق بين الطفل والرجل كبيرا شاسعا ، فالرجل يتحمل مسئولية عمله ، بينما الطفـل يطلب الحماية من تلك المسئولية ، فقد أصبح على الدين ، منذ اليوم ، ألا ينبني على الغموض ، وألا يفرض الإذعان ، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري .. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة ، يخاطب العقل ، ويحترمه ، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية ، في كل مضطربها .
    الإرادة البشرية مادة الدين

    والعلم التجريبي الروحي - الدين - مادته الطاقة ، أيضا ، ولكنها في هذه الحالة ( الإرادة ) البشريـة .. هل هي ( مخيـرة ) أم ( مسيرة ) كالطاقة المادية ؟؟ ونحـن ألفنا ، عند التحدث عن الدين ، أن نتحدث عن أديان التوحيد ، والوثنيات التعدديات ، والحقيقة أن البشـر ، في جميع عصورهم ، لم يعبـدوا غيـر هـذه الإرادة البشـرية ، وهذا يفسر لنا السر في أن جميع الأوثان كانت تـنـحت على شكـل الهيـكل البشـري .. وحـتى اليـوم ، وفـي أرقـى الأديـان التـوحيـدية ، وأعـني به الإسلام ، فإن أرقى معتنقيه يعبدون من دون الله إلها آخر ، هو ( إرادتهم البشرية ) ولكنهم لا يفطنون إلى ذلك ، ويظنون أنهم يحسنون صنعا .. ويسخرون من باقي عباد الله من أصحاب الملل الأخرى . فلو أنهم تفطنوا إلى حقيقة أمـرهم إذن لاشتغلوا ، عن الزراية على الآخرين ، بتحصيل ما فاتهم ، هم ..
    إن العالم الطبيعي الكبير ، أينشتين ، يقف عاجزا ، حائرا ، على عتبة معضلة الجبـر ، والاختيار ، ويقول ، فيما يحدثنا الدكتور أحمد زكي: (( إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة ، القليلة ، التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة ، العاجزة ، وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هـذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله )) ونحـن ، بعلمنا التجتريبي الروحـي ، نبدأ من حيث انتهى هذا العالم الجليل بعلمه التجريبي المادي ، ومع أنه واضح أن أينشتين قد قرر الجبر ، وذلك بقوله : (( وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام )) ، إلا أنـه واضـح أيضا أنـه يتـسـاءل تسـاؤلا صامتا : ما هي هـذه القدرة العاقلة المهيمنة ؟؟ وما مدى هيمنتها ؟؟ ونعتـقـد أن الإجابة على هذين السؤالين هي الإجابة على مسألة الجبر والاختيار ، وبها ترد مظاهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت من قبل مظاهر الكون المادي إلى أصل واحد .
    قلنا أن العلم التجريبي المادي ، والعلم التجريبي الروحي توأمان ، ولدا في يوم واحد ودرجا في مراقي الحياة معا ، على تواد حينا وعلى تدابر حينا ، ولكن على تعاون في جميع الأحيان . ومادة العلم التجريبي المادي الكون المادي ، وإن كانت الإرادة البشرية تتدخل فيه ، ووسيلته المعادلات الرياضية ، ومعدات التجارب في المعامل ، ومادة العلم التجريبي الروحي الكون المادي ، والإرادة البشرية معا ، ووسيلته القرآن ، ومعدات العبادة ، في الخلوات ، والجلوات ، وأنتم ترون ، من هنا ، أن الدين الذي أعنيه في صدر حديثي هو الإسلام . وأحب أن أعترف أني بدأت عن تصديق ، لأني ولدت من أبوين مسلمين ، ولكن التصديق لم يبلغ بي درجة التعصب والعمى ، فيلتوي بنتائج تجربتي وإنما استطعت ، بتوفيق الله ، أن أسير مفتوح العينين ، إلى النتائج التي رسخت تصديقي البدائي ، وانتقلت بي إلى اليقين .
    ويقول في "الدين والتنمية الاجتماعية":
    أول ما نبدأ به هو تقرير الحقيقة الكبرى وهي أن التنمية الإجتماعية في السوادان لن تتم إلا على هدى "العلم" .. ولقد أسلفنا الإشارة إلى أن "العلم" إنما هو العلم بحقيقة البيئة التي نعيش فيها ، وهي بيئة روحية ، ذات مظهر مادي .. والعلم بها إنما هو ثمرة اللقاء ، واللقاح ـ الزواج ـ بين العلم "المادي" التجريبي الذي يعنى بظواهر الأشياء والعلم ”الروحي" التجريبي الذي يعنى بالظواهر ، وبما وراء الظواهر ـ بالمادة وبما رواء المادة ـ وإن كانت عنايته بما وراء المادة أساسية ..
    إن طريق السودان إلى "التنمية الإجتماعية" ليس طريق الحضارة الغربية ـ ليس طريق العلم التجريبي وحده .. فإن هذا طريق مقفول ، لأنه أهمل القيمة ـ أهمل الأخلاق ـ ونحن السودانين ، بفضل الله ، ثم بفضل كوننا مسلمين ، وورثة المصحف الكريم ، نستطيع أن نقدم النهج الجديد ، الذي ، بما يملك من القيمة ، يستطيع أن يجعل الإنسان سيد الآلة ، وموجهها ، بدلاً من خادمها ، وتابعها ، كما هي الحالة في الحضارة الغربية اليوم .. قال المعصوم: "الدنيا مطية الآخرة" .. يعني أن الحياة الدنيا وسيلة إلى الحياة العليا .. يعني أن حياة المعدة والجسد وسيلة إلى حياة الفكر والشعور .. وهذا يوجب أن ننظم حياة المعدة والجسد بكل الحذق ، والمهارة ، والعلم ، والمقدرة ، التي تجعلها وسيلة واسلة إلى الغاية المبتغاة منها ، ومن ههنا يدخل "التخطيط الإجتماعي" المرشد بالعلم الحديث ، بكل معطياته ، وبكل مقدراته .. إن هذا التنظيم الرشيد لحياة المعدة والجسد يكون البناء التحتي الذي هو وحده الدعامة للبناء الفوقي ـ حياة الفكر والشعور ـ وبقدر كفاية وكفاءة البناء التحتي ينتج لنا المنهاج التربوي الإسلامي ـ العلم الروحي التجريبي ـ البناء الفوقي ذا الكفاية والإقتدار والكمال ..
    وفي "الرسالة الثانية من الاسلام" يتحدث عن "بز" العلم القرآني للعلم المادي التجريبي:
    وحين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي ((علمية)) القرآن.. فإن هذا العصر الحاضر هو عصر العلم.. العلم المادي التجريبي.. هذا هو أعظم شئ في صدور الناس الآن، وسيجيء الحـق، في الرسالة الثانية من الإسلام بصورة تشبه هذا العلم، ولكنها تبزه، وتتفوق عليه..
    وفي هذا الاستشهاد نجد ان الاستاذ رغم حديثه عن توأمة العلم والدين ،لكنه يعطي دورا أكبر اهمية وتاثيرا و فعالية للعلم الروحي التجريبي .
                  

01-16-2008, 06:31 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    نشأ الخطاب الجمهوري كغيره من الخطابات النهضوية على مسالتين:
    المسالة الاولى مواجهة تخلف المسلمين
    والمسالة الثانية كيفية التعامل مع نمط عولمي مثل الحداثة الغربية.
    وقد حاول ان يحل المسالة بطريقة اكثر حداثة من خلال احترام المنجزات التي قدمها نموذج الحداثة الغربي في صيغتيه في ذلك الوقت اي المعسكر الراسمالي و المعسكر الاشتراكي.
    و من خلال التأويل تمت الاشارة الى رسالة ثانية خاتمة تحل التناقض بين الاشتراكية والديمقراطية.
    ورغم نقده لمصطلح الاشتراكية العلمية إلا انه يقوم بتفريغ العلامة اللغوية نفسها وملأها بمضمون اسلامي ،وكذلك الامر بالنسبة الى الديمقراطية.
    يقول في الرسالة الثانية من الاسلام:
    ونحن عندما نتحدث عن الاشتراكية العلمية ، أو عن الشيوعية ، فيما ندعو إليه ، لا نريد مذهب ماركس هذا ، بل إنا لنعلم أن اشتراكية ماركس ليست علمية ، وإنما هي متورطة في خطأ أساسي ، ليس هذا المقام مقام الخوض فيه ، وإنما سنخوض في تبيانه عند الكتابة عن (( الإسلام ديمقراطي اشتراكي )) الذي سيصدر عما قريب إن شاء الله .
    فالاشتراكية العلمية ، عندنا ، تقوم على دعامتين اثنتين ، وفي آن واحد : أولاهما زيادة الانتاج ، من مصادر الانتاج ، وهي المعدن ، والزراعة ، والصناعة ، والحيوان . وذلك باستخدام الآلة ، والعلم ، وبتجويد الخبرة الادارية ، والفنية . وثانيتهما عدالة التوزيع ، وهي تعني ، في مرحلة الاشتراكية ، أن يكون هناك حد أعلى لدخول الأفراد ، وحد أدنى . على أن يكون الحد الأدنى مكفولا لجميع المواطنين ، بما في ذلك الأطفال ، والعجائز ، والعاجزين عن الانتاج ، وعلى أن يكون كافيا ليعيش المواطن في مستواه معيشة تحفظ عليه كرامته البشرية .. وأما الحد الأعلى للدخول فيشترط فيه ألا يكون أكبر من الحد الأدنى بأضعاف كثيرة حتى لا يخلق طبقة عليا تستنكف أن تتزاوج مع الطبقة ذات الدخول الدنيا .. ومن أجل زيادة الانتاج وجب تحريم ملكية مصادر الانتاج ، ووسائل الانتاج ، على الفرد الواحد ، أو الأفراد القلائل في صورة شركة ، سواء كانت شركة إنتاج ، أو شركة توزيع .. ولا يحل للمواطن أن يملك ، ملكا فرديا ، إلا المنزل ، والحديقة حوله ، والأثاثات داخله ، والسيارة ، وما إلى ذلك مما لا يتعدى إلى استخدام مواطن استخداما يستغل فيه عرقه لزيادة دخل مواطن آخر . والملكية الفردية ، حتى في هذه الحدود الضيقة ، يجب ألا تكون ملكية عين للأشياء المملوكة ، وإنما هي ملكية ارتفاق بها ، وتظل عينها مملوكة لله ثم للجماعة بأسرها .
    ويقول في "الدستور الاسلامي نعم ولا ":
    ونحن الجمهوريين حين نتحدث عن الاشتراكية العلمية ، أو عن الشيوعية ، فيما ندعو إليه ، لا نريد مذهب كارل ماركس هذا المعروف باسم الماركسية اللينينية ، بل إننا لنعلم أن اشتراكية كارل ماركس ليست علمية ، وإنما هي متورطة في خطأ أساسي ، وجسيم ، وهو خطأ يشكل أكبر عقبة في سبيل انتصار الاشتراكية في الأرض وهي لن تنتصر إلا إذا صححت هذا الخطأ الأساسي ، وقد وردت الإشارة إلى هذا الخطأ بإيجاز في كتابنا "التحدي الذي يواجه العرب" الصفحة نمرة 14 ، وموعدنا بالتفصيل كتابنا المقبل "الإسلام ديمقراطي اشتراكي" الذي سيصدر قريبا إن شاء الله .
    وفي "التحدي الذي يواجه العرب" يقول:
    ومع ان كارل ماركس ليس اول اشتراكي، وهو، على التحقيق، لن يكون آخر اشتراكي يفلسف الاشتراكية، وانما هو يمثل مدرسة في الاشتراكية لها حسناتها ولها سيئاتها، وما يوضع في كفة سيئاتها اكثر مما يوضع في كفة حسناتها، الا ان هذا التشويش الفكري قد مكن للشيوعيين الماركسيين ان يوهموا الناس ان الاشتراكية العلمية تبدأ بالماركسية اللينينية وتنتهي بها.. وانك، ان اردت ان تكون اشتراكيا علميا، فلا سبيل لك الا ان تكون ماركسيا. والحق ان الاشتراكية لن تنتصر في الارض، وهي لا بد منتصرة، الا اذا هزمت التفكير المادي الماركسي اللينيني. أو قل صححت الاخطاء الكبيرة، الحاضرة، التي هي السبب في هزيمة الاشتراكية، في روسيا وفي الصين، على السواء.
    فلفك الارتباط بين نموذج الحدثة الغربي ونموذج الحداثة الجمهوري ،كان من الاوفق نحت مصطلح يحتفظ باستقلاليته ويبتعد عن ظلال النموذج الغربي.
    لكن من الواضح ان الاستاذ يتناص مع مصطلحات الحداثة الغربية ،ثم يحاول ان يجد معادلا لها في الخطاب الاسلامي عبر التأويل.
    النموذج الحل الذي يطرحه الاستاذ محمود محمد طه في جوهره لا يتعدى ان يكون نموذجا لا يمكن ا ثبات حيثياته.
    حيث يعطى للنص مفهوم تجاوز المكان والزمان ،على اعتبار انه اصلا جاء مبشرا بالديمقراطية قبل حلولها عمليا في نموذج الحداثة الغربي.
    كما انه يفرغ العلامة اللغوية كما في حالة الاشتراكية العلمية ،ويلبسها لبوس الدين.
    وقبل ذلك هو نموذج أقرب ما يكون الى الاشتراكيات الديمقراطية في الغرب.ولم يشر الاستاذ ،ولو مرة واحدة الى أن هنالك محاولات ضمن نموذج الحداثة الغربي تحاول الجمع بين الاشتراكية والديمقراطية.
    فما يطرحه هو نموذج حداثي غربي ذو مسوح ديني ،وذلك من خلال تطبيق الحدود،وهي شرائع تجمع المواثيق الدولية انه غير انسانية.
    وحتى في محاولة التاويل التي قام بها الاستاذ للجمع بين الاشتراكية والديمقراطية،فانه لم يكن متسقا مع ثنائياته الضدية اي القران المكي والمدني.
    ومن ثم نجد ان ذلك البديل الحداثي هو كوكتيل من المدني والمكي ،وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل حول مصداقية المكي والمدني ضمن النظر الى طرح نموذج حداثي اسلامي.
    وحتى في اطار طرحه المتقدم نسبيا مقارنة بالنماذج الاسلامية الاخرى ،فان الخطاب الجمهوري لا يزال يدور في محور الخطابات الاسلامية التي تتحدث عن الوسطية،فهو خطاب وسيط حاول ان يجمع بين الديمقراطية والاشتراكية.
    المشاء
                  

01-16-2008, 07:00 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)


    لقد أعدت إنزال هذا المقال مرة أخرى بعد أن اكتشفت أن النسخة التي أنزلتها منه لم تكن النسخة الأخيرة.
    فمعذرة
    النور حمد

    هذا المقال كتبته بطلب من مجلة الدوحة التي زاولت الصدور بعد غيبة طويلة. غير أن شهورا طويلة مرت ولم يتم نشر المقال.
    وقد رأيت أن أنشره في هذا الخيط الفخيم للأستاذين عبد الله الشقليني واسامة الخواض، وذلك احتفاء مني بالذكرى الثالثة والعشرين لإعدام الأستاذ محمود محمد طه.


    التسـامح الديني:
    هل هو ممكنٌ بغير اجتهادٍ جديد؟


    يقول العفيف الأخضر أنه لا سبيل إلى الخروج من حرب الديانات الدائرة اليوم إلا باعتراف المسلمين بالديانات التي سبقت الإسلام. ويورد العفيف الأخضر الآية: ((إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئون، والنصارى، من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) مشيرا إلى أن فقهاء العصور الوسطى هم الذين قالوا بأن هذه الآية منسوخة بآية ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخر من الخاسرين)). (1) غير أن النسخ ثابت، فآية السيف التي نصها، ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)) نسخت كل آيات الإسماح، مثال آية، ((فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر)) أو آية ((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))، وغيرهما من آيات الإسماح العديدة. وتأكيدا للنسخ جاء الحديث النبوي القائل: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)).

    المشكلة إذن ليست في ما إذا كانت آيات الإسماح قد تم نسخها بآيات الجهاد أم لا، فهي قد نسخت بالفعل. كما أن الجهاد قد قام بالفعل وبه تمددت دولة المدينة لتصل أعماق أسيا شرقا ولتصل إفريقية غربا. فآيات الإسماح لم يعد لها الحكم منذ أن قال النبي الكريم، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)). المشكلة ليست إذن في ما إذا كان النسخ قد جرى أم لا. فهو قد جرى بالفعل. المشكلة هي: هل النسخ مستمر أبد الدهر، أم هو إجراء مرحلي اقتضاه الظرف التاريخي في القرن السابع الميلادي، وأن آيات الإسماح التي تم نسخها يمكن أن تكون لها عودة؟ هذا السؤال المركزي جدا، هو ما عالجه الأستاذ محمود محمد طه في كتابه، "الرسالة الثانية من الإسلام". والأستاذ محمود محمد طه مفكر إسلامي سوداني مجدد، أعدمه الرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري بتهمة الردة في 18 يناير 1985. وحادثة قتله تمثل، في حد ذاتها، أكبر الشواهد على انعدام أسس للتسامح الديني في العالم الإسلامي. فالذين أفتوا بردته وقادوه إلى حبل المشنقة إنما كانوا فقهاء دولة، استندوا على النصوص، وعلى سوابق عديدة في التاريخ الإسلامي.
    جوهر فكرة الأستاذ محمود محمد طه يتلخص في أن النسخ ليس نهائيا، لأن آيات القرآن كما يراها تتبادل الحكم. فالذي نزل في البداية كان القرآن المكي، الذي يشير إليه الأستاذ محمود محمد طه بـ "قرآن الأصول". غير أن قرآن الأصول المكي قد جرى نسخه بـ "قرآن الفروع" المدني. فالأصل في الإسلام الإسماح والحرية والمسؤولية الفردية أمام الله تمشيا مع قوله تعالى: ((فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر)) وغيرها من آيات الإسماح العديدة. فالنبي مكلف فقط بالتذكير، وليس له أن يسيطر على المدعويين أو أن يكرههم على قبول الدعوة. غير أن هذا المستوى من الخطاب القائم على الحرية والمسؤولية قد تم نسخه بآية السيف، التي بناء عليها قال النبي الكريم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)). فالثابت أن الجهاد قد شرع بعد أن جرى نسخ آيات الإسماح التي لم يستجب لها المجتمع المكي، الذي قاوم الدعوة وآذى النبي، وتآمر على حياته حتى اضطره للهجرة، هذا فضلا عن ما جرى من تعذيب أصحابه، الذين قضى بعضهم بسبب ذلك التعذيب الرهيب.

    يقول الأستاذ محمود محمد طه لو كان النسخ سرمديا لأصبح خير ما في ديننا منسوخ بما هو أقل منه. وذلك يتعارض مع قوله تعالى: ((واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم)). ويقول أيضا، إن النسخ ليس تغيير رأي. فتغيير الرأي لا يجوز في حق الذات العلية. ولذلك، لم يبق إلا أن النسخ قد كان إرجاء. ويستدل الأستاذ محمود محمد طه على النسخ بالآية: ((ما ننسخ من آية أو ننسها، نأت بخير منها أو مثلها)). ويستدل الأستاذ محمود محمد طه على مجيء وقت الأصول اليوم ببروز المجتمع الكوكبي الراهن، الذي أصبح فيه السلام فيه والتعايش السلمي أمران لا مناص منهما. كما أصبحت كفالة الحقوق المتساوية للناس، بغض النظر عن الدين، أو العرق، أو اللون، أو الجندر، مطلبا بديهيا. ولذلك فإن الاجتهاد القادر على التصدي على تحديات عصرنا الراهن، فيما يتعلق بقضايا الحقوق الأساسية ـ وفق رؤية الأستاذ محمود محمد طه ـ إنما هو الاجتهاد الذي يتجه إلى بعث أصول القرآن المنسوخة، وليس الزعم بأن الشريعة الإسلامية المطبقة منذ القرن السابع الميلادي، صالحة لكل زمان ومكان. وفي هذا المعنى كتب الأستاذ محمود محمد طه:
    ((من الخطأ الشنيع أن يظن إنسان أن الشريعة الإسلامية في القرن السابع تصلح، بكل تفاصيلها، للتطبيق في القرن العشرين، ذلك بأن اختلاف مستوى مجتمع القرن السابع، عن مستوى مجتمع القرن العشرين، أمر لا يقبل المقارنة، ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلا، وإنما هو يتحدث عن نفسه. فيصبح الأمر عندنا أمام إحدى خصلتين: إما أن يكون الإسلام، كما جاء به المعصوم بين دفتي المصحف، قادرا على استيعاب طاقات مجتمع القرن العشرين فيتولى توجيهه في مضمار التشريع، وفي مضمار الأخلاق، وإما أن تكون قدرته قد نفدت، وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع القرن السابع، والمجتمعات التي تلته مما هي مثله، فيكون على بشرية القرن العشرين أن تخرج عنه، وأن تلتمس حل مشاكلها في فلسفات أخريات، وهذا ما لا يقول به مسلم. ومع ذلك فإن المسلمين غير واعين بضرورة تطوير الشريعة. وهم يظنون أن مشاكل القرن العشرين يمكن أن يستوعبها، وينهض بحلها، نفس التشريع الذي أستوعب، ونهض بحل مشاكل القرن السابع، وذلك جهل مفضوح)). إنتهى (2)

    الشريعة الإسلامية المحكمة منذ القرن السابع الميلادي أمرت بقتال الكفار حتى يسلموا، كما أمرت بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا، أو يقبلوا دفع الجزية عن يد وهم صاغرون. وقد فسر ابن كثير ((صاغرون)) بقوله: ((أي ذليلون حقيرون)) (3). أيضا تأمر الشريعة الإسلامية المحكمة منذ القرن السابع الميلادي بقتل الذي يبدل دينه، ((من بدل دينه فاقتلوه)). أكثر من ذلك، فإن الشريعة الإسلامية تأمر بقتل المسلم نفسه، إن هو ترك الصلاة! ولا ننسى أيضا أن الشريعة الإسلامية المحكمة منذ القرن السابع الميلادي قد أقرت الرق، وأقرت معه التمتع بالإماء، بغير عقد زواج. كما أنها لم تساو النساء بالرجال في الحقوق، وجعلت الرجال أوصياء على النساء. وكل ما تقدم لا يعيب الشريعة الإسلامية في شيء في ذلك الظرف التاريخي، ويرى الأستاذ محمود محمد طه أن كل ما جرى ذكره عاليه كان تشريعا إلهيا من لدن عليم خبير. وهو تشريع كان مناسبا جدا لذلك الوقت. ولذلك يقول الأستاذ محمود محمد طه، إن الإسلام ليس بحاجة لمن يعتذر عنه، لكونه قد استخدم السيف في القرن السابع الميلادي. وذكر في ذلك الصدد أن الإسلام قد استخدم السيف كما يستخدم الطبيب المبضع، وليس كما يستخدم الجزار المدية. كل ما في الأمر، أن القول باستخدام السيف اليوم، ومحاكمة الناس بالردة اليوم، وانتقاص حقوق الناس بسبب العقيدة، أو العرق، أو اللون، أو الجندر، أمر معيب ولا يجب أن يلصق بالإسلام في عالم اليوم.

    التعايش السلمي وحوار الطرشان:

    بعد هجمة الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك، كثرت المؤتمرات التي تنعقد تحت مسميات حوار الأديان والتسامح الديني. غير أن من يشارك في هذه المؤتمرات، ممن يحلو لهم بأن يسموا أنفسهم "علماء الإسلام" لا يملكون زادا يمكن أن يشاركوا به في موائد الحداثة، سوى اجتهادات فقهاء الحقب السوالف. وهي اجتهادات لم تعد تسمن أو تغني من جوع، في مواجهة تحديات الحاضر. فالعلماء الذين تندبهم الجهات الإسلامية الرسمية ليشاركوا في هذه المؤتمرات لا يؤمنون أصلا بما تواضعت عليه الحضارة المعاصرة فيما يتعلق بالتعايش. فهم رغم دعاوى الإعتدال والوسطية التي يدعونها، متطرفون تكفيريون، لا يختلفون في شيء عن جماعة القاعدة وجماعة طالبان. هذا إضافة إلى كونهم مدفوعين لهذه المؤتمرات بواسطة الأنظمة السياسية العربية التي توظفهم ضمن منظومتها القمعية الشاملة. فحين أحس الغرب أنه قد أصبح بحاجة ماسة إلى تأسيس ديني للسلام في الإسلام، أوعز ـ من فرط غفلته ـ لهذه الأنظمة التي يرعاها بأن تحرك علماءها تجاه ما يريد، فحركتهم! ولا غرابة إذن إن كان عطاء هؤلاء "العلماء" في كل تلك المؤتمرات عطاء بالغ الضآلة، ألأمر الذي جعل منها مجرد مناسبات روتينية لتبادل المجاملات، والابتسامات الصفراء.

    ما يحتاجه العالم الإسلامي اليوم هو اجتهاد جديد مستند على أصول القرآن وجوهر رسلة الإسلام المتمثلة في السلام وفي المسؤولية الفردية. ومثل هذا الإجتهاد لا يكون بغير الخروج عن إطار أحكام الشريعة السلفية في ما يخص شؤون حرية الإعتقاد، وحرية الرأي، وسائر الحقوق الأساسية، ليستند على أصول القرآن التي تلتقي في الإطار العام بما تنص عليه الدساتير، والديمقراطيات، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وحين عجز علماؤنا عن الخروج عن عقلية التجبر والسيطرة والكبت والمصادرة ذهبوا ليطالبوا بأن يستثنينا العالم من مقاييسه للحقوق الأساسية زاعمين أن لنا ((حقوق إنسان خاصة بنا))! وهكذا أصبحنا نسمع بمصطلح ((حقوق الإنسان في الإسلام))! وهكذا تحول الحوار في كل هذه المؤتمرات إلى مجرد حوار طرشان. فحقوق الإنسان ليست طلاسما مبهمة، وإنما يمكن تلخيصها في: حق الإنسان البالغ الرشيد في الاعتقاد، وفي التعبير عن رأيه، وفي السفر، والسفر بمفرده إن شاء، رجلا كان أم إمرأة، وفي قيادة السيارة إن شاء، رجلا كان أم إمرأة، وفي انتخاب حاكمه وعزله إن شاء. باختصار هي حقه في ألا تتم مصادرة حقه في الحرية على أساس العرق، أو الدين، أو الجندر، أو اللون، أو الطبقة الاجتماعية.

    كيف يفكرعلماؤنا؟

    علماءنا لا يؤمنون، من حيث المبدأ، لا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان! ويستوي في ذلك علماء السنة وعلماء الشيعة، وبلا فروق جوهرية تذكر. فقضية المواطنة وحق المواطنين قضية مركزية في بناء الدولة العصرية، ولكنها لم تلق اجتهادا يواجهها في مستوى التحدي الذي تطرحه. والذين جاءوا فيها باجتهاد نير، كالمجدد محمود محمد طه كان مصيرهم القتل. نحن لا نزال نقارب قضايا الحقوق الأساسية بأفق السلف، وبتشريعات الردة، وبفقه أهل الذمة. ويكفي أن نذكر هنا أن الدكتور حسن الترابي الذي يرى فيه البعض مجددا إسلاميا، لم يتردد أن يعلن إحتفاءه بإعدام الأستاذ محمود محمد طه، قائلا: ((لا أستشعر أي حسرة على مقتل محمود محمد طه .... إن ردته أكبر من كل أنواع الردة التي عرفناها في الملل السابقة)) (4)

    أما الشيخ محمد الغزالي القيادي البارز في تنظيم الإخوان المسلمين، والذي يرفعه الكثيرون كنموذج للاعتدال، فقد وقف حين استدعته المحكمة بناء على طلب من فريق الدفاع لكي يقدم شهادته، التي أراد بها الدفاع أن تكون في مصلحة المتهمين، قائلا، إن فرج فوده مرتد، ويستحق القتل، ولكن الذين اغتالوه افتأتوا على السلطة (5). مضيفا أن الحاكم هو الجهة الوحيدة المنوط بها تطبيق حكم الردة على المرتدين، حتى لا يؤول الأمرإلى فوضى. وحين سأله فريق الدفاع عن حكم الإسلام في من يفتئت على السلطة، أجاب الشيخ الغزالي بأنه لا يعرف حكما في الإسلام على من يفتئت على السلطة. وهكذا يا عمرو لا رحنا ولا جئنا! فالشيخ الغزالي يرى أنه لا توجد في الإسلام عقوبة لمثل الفعل الذي قام به قتلة الكاتب فرج فودة، لأن فرج فودة كافر كما أفتى هو! وهذا يعني ضمنا أن الإسلام يقر مثل تلك الفوضى، وذلك بتطبيق منطق الشيخ الغزالي نفسه!

    أما الشيخ يوسف القرضاوي فلم يخالف الشيخ الغزالي فيما ذهب إليه في تكفيره لفرج فوده وتجويزه قتله (6). والشيخ القرضاوي، أيضا يرفعه الكثيرون، رمزا للإعتدال، مع أنه قد أفتى هو الآخر بتكفير الكاتب حيدر حيدر، وتكفير راويته "وليمة لأعشاب البحر" (7) . أما في الكويت، فقد أورد الباحث خليل علي حيدر أن السيد، عبدالله العلي المطوع، أحد كبار الإخوان المسلمين الكويتيين، خين سئل إذا ما كان الإسلام يسمح للأحزاب القومية والعلمانية بممارسة نشاطها، أجاب بقوله: ((أما أن يكون في الدولة الإسلامية من يسمون أنفسهم بـ "مسلمين" ثم يقومون بأمور مخالفة للإسلام ومناوئة للدين والعقيدة فلن يقبل منهم ذلك أبدا)). (8) أما إسلاميو الجزائر فلا يختلفون عن إسلاميي المشرق العربي في شيء. فقد تبنت جبهة الإنقاذ على لسان أنور هدام أحد كبار قادتها إغتيال الجامعي الجيلاني اليابس، وذلك في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية. وقد أغتيل في الجزائر أكثر من ستين من المثقفين، بينهم الشاعر الطاهر جعوط. (9)

    ولا يختلف حال الشيعة عن السنة في مسألة الحقوق الدستورية الأساسية. إذ يكفي أن نورد فتوى أية الله الخميني في حق الكاتب سلمان رشدي، وإهداره لدمه بسبب كتابه "آيات شيطانية"، ونضيف إليه ما رواه الكاتب أمير طاهري من أن الخميني قد ظل طوال حياته، ((يفخر بالفتوى التي أصدرها بقتل المفكر الإيراني أحمد كسراوي سنة 1947. ولما سئل الخميني عام 1979 عن سبب إصداره أمراً بإعدام المعارضين دون محاكمة أجاب: ((لأنهم مذنبون ولا حاجة لإضاعة الوقت في محاكمتهم)) (10)!!. أما الشيخ حسن نصر الله، الرمز الشيعي السياسي الأبرز في لبنان، فيؤكد على ما أفتي به الإمام الخميني. فقد أوردت وكالة أنباء رويترز للأنباء، على أثر نشر الرسوم الكارتونية المسيئة للنبي الكريم في الدنمارك، أن الشيخ حسن نصر الله قال: ((لو قام مسلم ونفذ فتوى الامام الخميني بالمرتد سلمان رشدي لما تجرأ هؤلاء السفلة على أن ينالوا من الرسول لا في الدنمارك ولا في النرويج ولا في فرنسا)). (11) أفلا يدل كل ما تقدم على أننا بحاجة ماسة إلى اجتهاد انقلابي يخرج أمر الدين ومستقبله تماما من قبضة هؤلاء؟. فأي غد ينتظرنا وهؤلاء هم علماؤنا وقادتنا؟ خاصة أن من بينهم من رفعته كبرى وسائل الإعلام عندنا بالأمس، ومن ترفعه اليوم، كرموز وأمل لخلاصنا من نير السيطرة الغربية؟

    نزعة التكفير لا تعرف الحدود!:

    يظن كثيرون أن التكفير والإخراج من الملة أمر يطال فقط أولئك الذين يأتون بآراء تشذ عن ما تواضعت عليه الأكثرية. كما يظنون أن هناك فهما للدين تتشاركه غالبية من الناس، يشذ عنهم بعضى الشواذ الذين يجب ردعهم. غير أن ذلك غير صحيح. فالتكفير والإخراج من الملة في تاريخ الثقافة الإسلامية، ظاهرة يمكن أن تلحق في غرابتها باللامعقول. ولربما لا يعرف أكثرية المسلمين، مثلا، أن الإمام أبا حنيفة النعمان قد تم تكفيره من قبل خصومه في الرأي! وأنه أستتيب في حياته بضع مرات! بل إن سفيان الثوري حين بلغه نبأ وفاة أبي حنيفة قال: ((الحمد لله الذي أراح المسلمين منه، لقد كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة. ما ولد في الإسلام مولود أشأم على الإسلام منه)) (12)!! وهذه العبارة المروية عن سفيان الثوري رددها معه عدد من مخالفي أبي حنيفة، من كبار أهل الرأي. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، أيوب السختياني، ومالك، والأوزاعي، ووكيع، وجرير بن حازم، وإبن المبارك. كما جاء أيضا أن الإمام عبد الله قد روى بإسناده إلى حماد بن أبي سليمان أنه قال لسفيان: ((إذهب إلى الكافر إبي حنيفة، فقل له: إن كنت تقول: إن القرآن مخلوق فلا تقربنا)) (13). ورغم ذلك صار لأبي حنيفة أتباع عبر التاريخ الإسلامي، لا يقلون بحال عن أتباع مالك والشافعي وإبن حنبل وغيرهم من المجتهدين!

    الشاهد، أنه ليست هناك قواعد ثابتة تحكم نزعة التكفير. فالتكفير سلاح جرى استخدامه بأشكال عشوائية مختلفة في أزمنة مختلفة، بغرض التخلص من الخصوم الفكريين. وهو بتلك الأوصاف سلاح يمكن أن يطال أي أحد، وبلا استثناء. ولذلك فالمخرج من ورطته لا يكون بغير إخراج مفرداته كلية من القاموس الحي، ووضعها، وإلى الأبد، في أرفف التاريخ. ولكن ذلك لن يتحقق بغير اجتهاد إنقلابي منفلت تماما من قبضة السلف، ومن سائر الأطر الظرفية التاريخية التي حكمت اجتهاداتهم وخياراتهم. وإلا فدون التسامح الديني خرط القتاد!

    أما محاولة ترك الدين جانبا والإتجاه صوب "العلمانية" كما يرى بعض المثقفين المسلمين، فتمثل في نظري محاولة للسير في ذات الخط التاريخي الذي سارت عليه حركة فصل الدين عن الدولة، كما جرت في المجتمعات الغربية. فسيرنا في ذلك المضمار سوف يكون ضئيل المردود، كما أنه غير مطلوب أصلا، في ما أرى. فقضية الحرية كما عالجها الفكر السياسي والإقتصادي الغربي لم تثمر في نهاية مسارها سوى سيطرة مطلقة للمالكين، وقتلٍ ذريع للإنسان في الإنسان، وتبيان ذلك يطول. ما أراه هو ضرورة مواجهة قضية التحديث من داخل بنية ديننا نفسه، لا من خارجها. فارتداء الخوذة العقلية الغربية كما هي، غير ممكن في حالتنا، لأنه، وببساطة شديدة، لا يلمس الجماهير بأي تغيير. وأي تغيير لا يلمس الجماهير فسيكون تغيير فوقي لن يسفر في منتهاه إلا عن تكريسٍ للسلطة والثروة في أيدي النخب. هذا فضلا عن أن انعتاق الغرب نفسه، على علله الكثيرة، لم يكن ليحدث لولا أفكار مارتن لوثر، وجون كالفن، التي أعاد انتاجها وضخها في مجرى الرأسمالية المسيطرة اليوم ، الألماني ماكس فيبر.


    المراجع:

    1. العفيف الأخضر ـ الحوار المتمدن، العدد 1500 25-3-2006.
    2. http://www.rezgar.com/search/Dsearch.asp?nr=1500
    3. محمود محمد طه (1967) الرسالة الثانية من الإسلام. الكتاب متضمن في كتاب: نحو مشروع مستقبلي للإسلام: ثلاثة من الأعمال الأساسية للمفكر الشهيد محمود محمد طه. (ص. ص. 76- 77) (2001) الكويت: دار قرطاس والمركز الثقافي العربي ـ بيروت
    4. إبن كثير ـ الجزء الثاني ص 332
    5. صحيفة الوطن السودانية 30-4-1988
    6. د. رفعت السعيد (1998) الإرهاب: إسلام أم تاسلم؟ دار سيناء:القاهرة.
    7. د. يوسف القرضاوي (2000)الشيخ الغزالي كما عرفته، ص: 271-275 . وانظر أيضا: "أحكام الردة والمرتدين من خلال شهادتي الغزالي ومزروعة"، ص 298-300، للدكتور محمود مزروعة، طبعة خاصة بالمؤلف 1414
    8. . العفيف الأخضر، http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?t=2&aid=8336 زيارة الموقع في 23-12-2006
    9. خليل علي حيدر. (1998) إعتدال أم تطرف. الكويت:دار قرطاس
    10. العفيف الأخضر، http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?t=2&aid=8336 زيارة الموقع في 23-12-2006
    11. وكالة رويتر 2-2-2006
    12. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، (ص ص 370-371- 13).
    13. المصدر السابق نفسه

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 01-17-2008, 07:07 PM)

                  

01-16-2008, 02:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Dr.Elnour Hamad)

    في حضرة :
    الأستاذالشاعر والناقد : أسامةالخواض
    والدكتور : النور حمـــد

    نرصد الرفد الثري ، والكلمة التي تحترم خبز العقول ،
    ثم نعودكم من بعد شكر أفضالكم على العيون القارئة .
                  

01-18-2008, 05:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    الجمعة الكبرى : 18/ 01/ 1985 م
    الجمعة الذكرى : 18/ 01/ 1985 م

    أبت الذكرى إلا أن تأتلق اليوم : جمعة الرحيل وجمعة تاريخ الرحيل
    عند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الثامن عشر من يناير 1985م صعد الأستاذ محمود محمد طه درجات السلم راحلاً إلى العُلا .شجرة غصن فكره خضراء مورقة . ثمارها تتلألأ من تقاطر الندى ولم تزل .
    أيصنع المكر صنيع تاريخٍ قديم : تُحرَق الأسفار ، ويُحبَس من يؤمنون بالفكرة؟
    تألق الجسد ضُحى ، شمسه تُضاهي الشمس من فوق السماء وقد انحسر بهاؤها عند الضُحى ، تأسى على كبوة التاريخ عند دهرٍ همجيٍ وراءه مكر السوء . لبس الماكرون حُلة السلطان ومن ورائه طبخوا الطعام المسموم ، ظنهم أن الطريق قد تمهد لهم . سيد فكرهم رأى أن يقتص من الجسد ويحلم أن تتشتت العشائر من بعدانهيار سد مأرب ! .
    ***
                  

01-18-2008, 05:28 PM

محمد عبدالغنى سابل

تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    ولله فى خلقه شئون
    المصاب بمرض بشرزمة الله



    والمثقف الاول فى السودان
    والشهيد
    الى الله دون عناء



    إحدى إفادات حول الالحاد
    هو
    أقصى درجات العصيان
    هى اقصى درجات الايمان


    ونعم لو كان يتعلمون من مجرى التاريخ هولاء السفاحون



    مع انيق مودتى
    سابل
                  

01-19-2008, 05:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: محمد عبدالغنى سابل)

    Quote: ولله فى خلقه شئون
    المصاب بمرض بشرزمة الله



    والمثقف الاول فى السودان
    والشهيد
    الى الله دون عناء



    إحدى إفادات حول الالحاد
    هو
    أقصى درجات العصيان
    هى اقصى درجات الايمان


    ونعم لو كان يتعلمون من مجرى التاريخ هولاء السفاحون



    مع انيق مودتى
    سابل


    الشكر لك أيها الفاضل : محمد عبد الغني
    فقد أوجزت بكثيف المعاني

    جاء الزمان ليفتقد الذين تدثروا بغطاء السلطان أن ينكشف هزالة ما يحملون،
    وسذاجة رؤاهم.هؤلاء نقلة أحمال غيرهم ولا يُعملون العقل !!!!
    وإنها لنقمة حاقت بالبشرية أن طوال تاريخهم تمسحوا بعباءة السلطان وخربوا تاريخ أمة
    كان يمكنها أن تتبوأ مكانتها لو بقي الذين يعملون الفكر في كل شيء
                  

01-18-2008, 05:46 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    قال الدكتور النور في مقالته المهمة:
    Quote: أما محاولة ترك الدين جانبا والإتجاه صوب "العلمانية" كما يرى بعض المثقفين المسلمين، فتمثل في نظري محاولة للسير في ذات الخط التاريخي الذي سارت عليه حركة فصل الدين عن الدولة، كما جرت في المجتمعات الغربية

    نعم هذا جوهر ما قام به الاستاذ من محاولة ضخمة لتجسير الهوة بين الحداثة كمفهوم وواقع عولمي ،
    وبين الخطاب الاسلامي.
    تتبقى مسالة النظر الى كيفية تطور مثل ذلك التجسير،
    فربما ياتي وقت يصبح فيه تدخل السلفيين في حياة الناس غير محتمل ولا بد كما حدث في المجتمع الغربي من فصل الدين عن الدولة.
    المشاء
                  

01-18-2008, 08:31 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)

    العزيز الأستاذ أسامة الخواض

    التحايا وخالص المودة

    شكرا لك على الملاحظة الثاقبة.

    كل المحاولة وكل الجهد إنما ينحصران في تجريد السلفيين من أسحلتهم التي بها يرهبون العقول ويستبقونها في أسر قبضة الماضي والسائد مما يمثل ظلا للماضي.
    لم يكن لأوروبا حينها بد من فصل الدين عن الدولة، وإيقاف إرباك الكهنوت الكنسي لعقول الناس وللحياة باسم السماء.

    كان لابد لأوروبا من أن تسير الشوط الذي سارته، على الطريقة التي سارته بها.

    غير أن علينا أن نبدأ من حيث وقفت أوروبا اليوم، لا من حيث وقفت أوروبا قبل أربعة قرون. نحن ورثة شرعيون لنجاح التجربة الأوربية وهي تجعل الحياة أكثر طراوة وطلاوة.

    كما نحن ورثة لنقدها السديد لعقل الحـداثة الذي أهمل المكون الروحي في الحياة الإنسانية فشيأ الانسان وجعل منه مجرد ترس في آلة الرأسمالية الضخمة.

    علينا أن نبدأ من حيث وقفوا، لا من حيث بدأوا عقب عصر التنوير.

    مرة أخرى لك الشكر عزيزي أسامة على هذا الجهد المعتبر في هذا البوست العظيم.

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 01-18-2008, 08:34 PM)

                  

01-18-2008, 09:28 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي عبد الله والزوار الكرام،
    أرجو أن تتقبلوا مني "مقالدة" حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاررررة في هذا اليوم العظيم!
    وكل عام وأنتم بخير!!
                  

01-20-2008, 03:43 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    فوق. وذلك أضعف الإيمان!
                  

01-21-2008, 11:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    جاء في أخبار المنبر ان هنالك تنظيما جديدا اسمه الجمهوريون-التنظيم الجديد
    هل من معلومات حول هذا التنظيم الجديد؟
    محبتي
    المشاء
                  

01-23-2008, 05:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأحباء :
    الأستاذ / أسامة
    الدكتور النور

    سعدت كثيراً بمشاركة الدكتور النور ، وقد ذهب الأخ أسامة بعيداً في تتبع الخروج الذي ابتدره الأستاذ محمود ، وهو يُعلن أنه ليس تطويراً بل هو بالتأويل . وهنالك رؤاه حول الإشتراكية والرأسمالية والحرية الفردية ومنهجه في العبادات ، و محاولة فصل الرسالة الأولى عن الثانية ، وبين كيف عاش النبي حياته في خاصة نفسه .. ،
    تبقت وكما ذكرنا الكثير من بقاياً الرسالة الأولى وهي تُمسك بأطراف الرسالة الثانية وهي في طور التخلُق كما قال الأستاذ :

    1. تنتظر بقية العقوبات مصير ما تم بشأن المرأة والجهاد ، فلم تزل هنالك الكثير الذي ينتظر العمل الفكري ، ولم يتيسر الزمان لإنجازه بواسطة الأستاذ محمود ، وتلك فرضية أكثر فألاً ، إذ أن منهجه ينظر في تطوير العقوبات وإن ظلت بلا تطوير . في حين يرى الأستاذ أسامة أن بقاءها لا يناسب العصر .

    2. كنت أرى ولم أزل أتفاءل بأن يجد الكثيرون من رفاق الأستاذ وتلامذته الوقت لرفد الرؤى بمساحة متقدمة في تخليص الرسالة الثانية من غلظة الأولى ، رغم الحيطة التي صاحبت رؤى الأستاذ حول الرسالة الثانية ، من أنها لم تزل تتخلق ...

    ما رأي الدكتور يا تُرى فيما أوردنا ؟
                  

01-23-2008, 09:52 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

01-24-2008, 04:58 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: osama elkhawad)


    استمعت لحديث الدكتور دالي الأول ، وأرى أن العمل حسب رأيه جزء من العمل الفكري ،
    وأرى أيضاً أن منهج عمل الأستاذ من ذاك الحديث هو منهاج صعب ، وربما لا يُناسب العصر ،
    فعيش حياة النبي في خاصة نفسه ربما تتناقض مع الحياة العصرية ...

    فتنضيد المسلك في كل لحظة ونفس ، لايناسب إلا حياة المتصوفة المسلمين من الإنقطاع وبناء النفس من الداخل
    وسلوك منهاج الرسول المُبرأ من الشوائب ....
                  

02-11-2008, 02:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: فتنضيد المسلك في كل لحظة ونفس ، لايناسب إلا حياة المتصوفة المسلمين من الإنقطاع وبناء النفس من الداخل
    وسلوك منهاج الرسول المُبرأ من الشوائب ....
                  

02-11-2008, 05:19 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: استمعت لحديث الدكتور دالي الأول ، وأرى أن العمل حسب رأيه جزء من العمل الفكري ،
    وأرى أيضاً أن منهج عمل الأستاذ من ذاك الحديث هو منهاج صعب ، وربما لا يُناسب العصر ،
    فعيش حياة النبي في خاصة نفسه ربما تتناقض مع الحياة العصرية ...

    فتنضيد المسلك في كل لحظة ونفس ، لايناسب إلا حياة المتصوفة المسلمين من الإنقطاع وبناء النفس من الداخل
    وسلوك منهاج الرسول المُبرأ من الشوائب ....


    أرجو أن توضح نفسك أكثر يا عزيزي الشقليني.. ما الذي تقصده مما قاله الدكتور دالي؟
    كما أرجو أن تضرب مثالا كي توضح أين هو مسلك النبي عليه الصلاة والسلام الذي نصح الأستاذ به وأنت ترى أنه لا يناسب العصر..


    كما أرجو أن تتمكن من متابعة هذا البوست التوثيقي:
    الصراع بين الجمهوريين والسلفيين إبَّان نظام مايو.. إعادة قراءة..
    ولك شكري
    ياسر
                  

02-14-2008, 05:45 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)




    عزيزنا الدكتور ياسر الشريف
    أسعد المولى ايامك .
    كنت ولم أزل أتأسى بالذكر الحكيم حين يعاتب النبي الكريم :
    {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114

    فكيف بنا نحن ، دوماً نقصرُ عن الكثير ونعجل في الأكثر .
    مرفق نص الأستاذ مقطوف من رسالة الصلاة ، وهو يفصل
    كيف نعرج بصلاة التقليد إلى صلاة الأصالةونذكر بالنص الذي ورد في الخاتمة
    (أما بعد فهذه رسالة الصلاة.. تتحدث بإيجاز عن الصلاة في أدنى مستوياتها، حيث تكون عبادة لله، وفي أعلى مستوياتها، حيث تكون حياة عند الله.. وكل عبادة لله، إنما المراد منها أن تصير حياة لله، فإن قصرت عن ذلك فهي باطلة.)
    وتلك توضح بجلاء كيف تكون الصلاة في زمان يسرقنا بين الرمش وبين قطع السيوف في زمان صعب إلا أن نفعل ما يتيسر ، وما يتيسر يقصر دون الصلاة وفق نهجها الذي بينه صاحب الرؤية : الأستاذ محمود ،
    فهلا عذرتني .
    لك النص الذي قصدنا :


    Quote:
    أول ما يقال أن الصلاة هي أشرف عمل العبد، وأنه يجب أن يؤخذ كل ما يتعلق بها مأخذ الجد التام.. فالحضور فيها يجب أن يكون تاما جهد الطاقة، وأن تكون الطاقة مبذولة باستمرار ليطول الحضور فيها، وإنما يكون الحضور فيها قبل الدخول فيها، ومن أجل ذلك شرعت الطهارة الكبرى، أو الصغرى قبلها، مائية كانت، أو ترابية، وقصد منها إعداد القلب ليدخل فيها بحضور.. والنجاسة، في الأصل، ليست نجاسة الأعضاء الحسية بالحدث، وإنما هي نجاسة القلب بالغفلة عن الله. وإنما جعلت النجاسة الحسية دليلا عليها.
    قال السيد المسيح ((ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان. بل ما يخرج من الفم.. هذا ينجس الانسان)) يشير بما يدخل الفم إلى النجاسة الحسية، التي تكون من فضلات الطعام والشراب. ويشير بما يخرج من الفم إلى كلام المتكلم فيما لا يعنيه، أو فيما لا يعلم ((إذ تلقونه بألسنتكم، وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)) ويقول المعصوم ((إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائره، ألا وهي القلب)).
    وقد فرض الشارع الطهارة الصغرى بالماء، أو بالصعيد نائبا عن الماء، عند تعذره، أو عند تعذر استعماله، في حالة النجاسة بخروج الغائط، أو البول، أو الريح، أو النوم أو حالة النسيان. وفرض الطهارة الكبرى بالماء، أو بالصعيد نائبا عنه، عند تعذر وجوده، أو تعذر استعماله، عند الجماع، أو الاحتلام، أو الإغماء، أو الدخول في الإسلام.
    ويمكن رد كل أولئك إلى الغفلة.. فالأمر فيهما يرجع، إما إلى ممارسة لذة البطن، ونتائج تلك اللذة خروج الفضلات، وإما إلى ممارسة لذة الفرج، بالمواقعة، أو الاحتلام، أو ما دون ذلك، والغفلة دائما تصحب ممارسة اللذة.
    وقد أوجب الغسل على المشرك إذا دخل الإسلام، لأنه كان غافلا عن الله، الغفلة الكبرى، حين كان مشركا، وأما الغفلة في حالة الإغماء، أو حالة النوم، أو حالة النسيان، فأمرها واضح.
    فالنجاسة، إذن، إنما هي نجاسة القلب بالغفلة عن الله، وإنما جعلت النجاسة الحسية عليها دليلا، وعندما شرعت الطهارة الحسية للأعضاء الحسية، بالماء الحسي، إنما أريد أن تكون هذه الطهارة بمثابة القشرة، ولبتها الطهارة المعنوية للأعضاء الباطنية - القلب والعقل- بالماء المعنوي، وهو العلم.. يقول تعالى: ((أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها.)) الماء الحسي معروف، والأودية الحسية معروفة، ولكن من الناحية الباطنية الماء القرآن والأودية القلوب. ((فسالت أودية بقدرها.)) يأخذ كل قلب من القرآن طاقته من النور.
    فإذا أردت أن تحضر في الصلاة فيجب أن تحضر في الوضوء، ويجب أن تعرف له من الحرمة ما تعرف للصلاة تماما، لأنه طرف منها، فهو يبطل بما تبطل به الصلاة.
    والنية في الوضوء متنقلة مع غسل الأعضاء.. فلا يكفي فيها أن تقول عند الشروع في الوضوء، سواء بحضور أو بلا حضور، ((نويت أن أتوضأ)) مثلا، ثم تذهب في ثرثرة أو غفلة، تجول أثناءها في آفاق بعيدة، بينما تتحرك أعضاؤك في الوضوء، بشكل تمليه العادة فقط.
    إذا كنت تريد الوضوء حقا فيجب أن تسير الطهارة المعنوية مع الطهارة الحسية، متنقلة مع كل عضو.. فعندما تغسل أي عضو من الأعضاء تذكر، ماذا أدخل هذا العضو على القلب من ظلام؟ لأن أبواب القلب على الخارج، التي منها يدخل على القلب النور، أو يدخل عليه الظلام، إنما هي هذه الجوارح، التي ينصب عليها ماء الوضوء.
    عندما تغسل يديك تذكر، ما اقترفت بهما قبل مجلسك ذلك للوضوء؟ هل بطشت بهما ببريء؟ هل أخذت بهما حقا ليس بحقك من حقوق الناس أو من أعراضهم؟ هل قبضتهما عن نصرة مظلوم، أو هل قبضتهما عن بسط الخير لمحتاج؟ فإذا تذكرت شيئا من هذا، فاستشعر الندم، واعتزم التوبة، واستغفر الله. وإذا تذكرت حسنة فأخرج نفسك من رؤيتها وانسبها لله، ولحسن توفيقه إياك واشكره عليها. وليكن فرحك بالله لا بعملك. فإذا انتقلت إلى الفم ففكر في الأسنان وما مضغت، هل كان حراما أم حلالا؟ وفكر في اللسان، ترجمان القلب.. هل تحدث فيما لا يعنيه؟ هل اغتاب الناس، هل صمت عن قولة الحق، وعن نصرة المظلوم، وعن تلاوة القرآن؟ فإذا تذكرت شيئا مما تكره، فاستشعر الندم، واعتزم التوبة، واستغفر الله. وافعل مثل ذلك عند الأذن.. استرسالها في سماع الغيبة وفي سماع اللهو، وانقباضها عن سماع القرآن، وقولة الحق، وكذلك العين.. هل نظرت إلى محرم، أو غمزت عرض أحد، أو لم تنظر في المصحف؟ وكذلك الأنف، مظهر الأنفة، والعزة، هل ترفعه على خلق الله تكبرا، أم تضعه لله في الرغام، ذلا وتعبدا؟ والرأس ماذا يحوي؟ هل علما ينفعك وتعمل به، أم قشورا تضرك ولا تنفعك؟ وإذا انتقلت إلى الرجلين تذكر، هل مشيت بهما إلى المساجد، وإلى مواطن العلم، والذكر، وهل تمشي بهما في حاجة الناس، وفي مواصلة الجيران؟ هل حملتاك نحو فاحشة، أو حرام، أو عمل لا يرضى عنه الله؟؟ وكلما ذكرت عملا، من هذه الأعمال التي لا ترضي الله، فأكثر من الاستغفار، وصحح عزم التوبة، وإذا تذكرت عملا يسرك فلا تعظم من عملك، ولا تقف عنده طويلا، ولا تنسبه لنفسك، بل اشكر الله عليه، أن وفقك إليه بمحض فضله، بدون استحقاق منك لذلك التوفيق.
    ولا يظنن أحد، أن هذا العمل الذي ذكرناه، يستغرق وقتا طويلا، فإنه يحدث في وقت الوضوء العادي، والذي يجب أن يكون متصلا، وفوريا، ولا يجب، بالطبع، أن تذكر كل كبيرة وصغيرة، وخصوصا في بادئ أمرك.. وإذا انشغلت بجرم كبير اقترفته إحدى الجوارح استغرق كل وقتك، أثناء الوضوء - تقلبه، وتستهوله، وتستدركه بالندم والتوبة والاستغفار، فإنه يكفي.. فالأمر المهم هو إقبالك على قلبك بالتطرية والتليين.. وإذا نوعت بقراءة القرآن، أثناء الضوء وأنت حاضر يواطئ قلبك لسانك، فأنت بسبيل مما تريد ههنا.. ثم إنه، مع طول المران في هذه المحاسبة، فإن المخالفات تقل، والانحصار يزداد، وشريط الأعمال يمر بسرعة، يلين القلب، ويستجيب، لأنه لازم الحضور كثيراً.
    فإذا فرغت من وضوئك، بهذه الصورة، يكون قلبك قد تطهر بنور العلم، ولان بنار الندم، وتكون أعضاؤك قد تطهرت بالماء، فإذا ما قمت للصلاة، فإنك وشيك أن تحضر فيها، بجمعية مناسبة.
    ثم إنك إذا شرعت في الصلاة، فاعلم أن للصلاة حضرتين.. حضرة الإحرام، وحضرة السلام، وأن لكل من هاتين الحضرتين أدبها الذي لا تصلح إلا به.
    فأما حضرة الإحرام، فتبدأ عند شروعك في الصلاة بتكبيرة الإحرام، وتنتهي عند خروجك منها بعبارة السلام.. وأدبها حسن الحضور فيها مع الله، وستحصل الغفلة بالطبع، وخصوصاً في بداية السلوك، ويصحح أدب الحضور باستشعارك الندم، بعد الصلاة واستغفارك الله بعدها، وعدم رضاك عن نفسك بها، وذلك بنظرك دائما إلى جوانب النقص منها، مهما كانت حالة حضورك فيها، وبنظرك إلى جلال من أنت قائم بين يديه.. فإن العارفين لقدره، عندما ينصرفون من الصلاة، ينصرفون وهم يستشعرون ندم من ارتكب جرما عظيما في العلانية، وقد اطلع عليه الناس. وعند ذكرك الثلاث تسبيحات، ثلاثا وثلاثين مرة.. سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، فعند ((سبحان الله)) نزهه أن تكون صلاتك تلك في مستوى استحقاقه منك، وعند ((الحمد لله)) استشعر فضله، إذ أنه لم يطردك من حضرته مع سوء أدبك معه، حين جرت بقلبك الغفلة وأنت بين يديه، مع أنك، لو كنت واقفا أمام ضابط المجلس البلدي، في بعض حاجات دنياك، تكون في حالة حضور تام لما يقول لك في شأن حاجتك تلك.. ثم أنت، أمام ملك الملوك، غافل عن كلامه، إذ يكلمك.. تقرأ باللسان، والقلب غايب. وعند ((الله أكبر)) تأكد تماما أن الله أكبر من أن تكبره أنت، في جميع تكبيرات صلاتك، وفي جملة صلاتك، فبمثل هذا الشعور بالذل والقصور، يتم أدبك في حضرة الإحرام.. ويكون طريق العبودية أمامك ممهدا وميسرا..
    ثم ما ينبغي أن يدفعك استشعار القصور إلى اليأس، بل إلى إصلاح النقص دائما، وإلى انتظار الخير من فضل الله لا من عملك، فيكون نظرك إلى الفضل لا إلى العمل فقد قال المعصوم ((لا يدخل أحدكم بعمله الجنة)) قالوا: ولا أنت:؟؟ قال: ((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته)).
    وأما حضرة السلام، فتبدأ بعبارة السلام للخروج من حضرة الإحرام، وتنتهي عند تكبيرة الإحرام للدخول في الصلاة المقبلة.. فهي الصلاة بين الصلاتين.. هي الصلاة الوسطى، التي قال تعالى عنها ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا لله قانتين)) يعني حافظوا على الصلوات الخمس المكتوبة بتمام أدائها لمواقيتها، وكمال أركانها ((والصلاة الوسطى)) هي معاملة الناس بين الصلاتين المكتوبتين بمعاملة الله فيهم ((وقوموا لله قانتين)) يعني كونوا لله ذاكرين، غير ناسين، في كل مقام تقومونه، في المنشط والمكره، وفي متقلبكم ومثواكم، وأثناء أخذكم وعطائكم، في معاملاتكم بعضكم بعضا، في أمور معاشكم، وفي أمور معادكم.
    ولهذه الحضرة أدب جماعه السلام، وقد أجمله المعصوم في عبارة ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)). ولشمول معنى الحديث قلنا أن ((المسلمون)) تعني كل خلق الله، من الأشياء والأحياء، فإن كل شئ قد خلق بحكمة، ويجب أن نتوخى حكمة الحكيم في مباشرتنا إياه. ((قل أمر ربي بالقسط، وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد)) والقسط يعني توخي العدل والحكمة في كل معاملة، ((وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد)) يعني أقبلوا بوجوهكم، لا بظهوركم، ومعنى هذا، الإقبال عليه، بالحضرة لا بالغفلة. ((وعند كل مسجد)) يعني في كل حين، لأن المسجد هنا لا يعني البناية المعدة للعبادة المكتوبة فقط، وإنما يعني كل بقعة من بقاع الأرض.. في السوق، وفي الشارع، وفي المكتب، وحيثما تكونوا، لأن الأرض كلها قد جعلت للمسلم مسجدا.. وفي الحق أن المساجد هي الذوات كلها، وخصوصا الذوات البشرية، وبشكل أخص من كان منها مقبلا على الله.. وذلك بأن الله تعالى يقول ((ما وسعني أرضي ولا سمائي وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن)) والمساجد هي بيوت الله.. هي قلوب العباد، بالمعنى العام وبالمعنى الخاص، ومن يفهم شمول القرآن يعرف أن ((وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد)) تعني، عاملوا الأشياء والأحياء، بعناية وتوقير من يقوم في محراب الصلاة المكتوبة. وأدنى مراتب أدب حضرة السلام إفشاء السلام بين الناس، بالإكثار من التسليم عليهم بعبارة ((السلام عليكم)). ولا يكن قوله عن طريق العادة، ولكن بنية المسالمة والمواددة حاضرة في القلب.. ثم يلي إفشاء السلام، كف الأذى عن الناس.. ثم يليه احتمال أذاهم، ثم يليه توصيل الخير إليهم، بالنية الطيبة في الضمير والقول الطيب باللسان، فالله تعالى يقول ((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)) ويقول ((وقولوا للناس حسنا)).
    ثم بالعمل الصالح، والسعي الصالح، في حاجات الناس، والقاعدة ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) أو ((عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به)) أو بما تحب أن يعاملك الله به، يوم فقرك وحاجتك، فإنك كما تدين تدان.
    وهذه الحضرة - حضرة السلام- تتطلب نفس الحضور الذي تتطلبه حضرة الإحرام، وذلك أثناء معاملتك الناس. فإنك تتوخى وجه الله دائما، وتراقب حالك دائما، وقد سميت تلك الهيئة بالمراقبة، وبالمراقبة تكون حال التقوى.. فإن التقوى هي عمل، أو ترك للعمل، ابتغاء وجه الله.. ((ومن يتق الله يجعل له فرقانا)) و ((الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه. هدى للمتقين)) ((واتقوا الله ويعلمكم الله)).
    وستحصل الغفلة في حال المراقبة بالطبع، ويفلت الزمام من بعض الجوارح، وخاصة اللسان، ويقع الخطأ، ويتورط السالك في مخالفة أدب هذه الحضرة - حضرة السلام. ويكون جبر المراقبة بالمحاسبة، التي ذكرناها عند الوضوء، الذي يكون في أخريات حضرة السلام، للتهيؤ للدخول في حضرة الإحرام الجديدة، وفي المحاسبة استدراك لما أفلت من المراقبة، كما يقول أصحابنا. ثم، لجبر سوء الأدب في حالتي حضرة الإحرام وحضرة السلام، لا بد من الصيام، ولا بد من تقليل المنام، وتقليل الكلام.. فإن قلة الطعام، وقلة المنام، يقللان فضول الفكر، وفضول الخواطر، وفضول القول، ومن ثم فضول العمل، ويجعلان القلب متفرغا، للإقبال على الله بجمعيته.
    وهناك أمر يسير، وهين، وخفيف في الأداء، ولكنه عظيم النفع، وقد كان سنة المعصوم، وهو مراقبة تفضيل الميامن على المياسر.. فقد كان إذا دخل المسجد قدم رجله اليمين، وإذا خرج منه قدم رجله الشمال، وكان إذا دخل المرحاض قدم رجله الشمال، وإذا خرج قدم اليمين، وكان إذا نام توسد يده اليمين، واستقبل القبلة، وكان إذا أراد أن ينتعل بعد نهوضه من مجلسه، قدم رجله اليمين، إذا كان النعل ألين من الفراش الذي كان واقفا عليه، أو قدم رجله اليسرى، إذا كان الفراش ألين، وأنعم من النعل. فمثل هذه الأعمال اليسيرة لها عظيم الفائدة في محاربة العادة، التي تسيطر على تصرفاتنا دائما، إذ نتحرك في كثير من أعمالنا بغير وعي، ولا فكر منا، وإنما بما تمليه العادة، وفي محاربة العادة تنشيط للفكر ليحل محلها.. إن آفة كل عبادة أن تكون عادة.. هذه قاعدة ذهبية يحسن تذكرها كثيرا.
    وإيقاظ الفكر هو غرض العبادة، ولذلك فقد قال تعالى ((وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون)).
    ((وأنزلنا إليك الذكر)) يعني القرآن و ((لتبين للناس ما نزل إليهم)) يعني لتفصل للناس شريعتهم، ((لعلهم يتفكرون)) يعني لعل العبادة تشحذ فيهم ملكة التفكير ليتولى الذكر توجيهها في مراقيها العليا.
    ثم إن تفضيل الميامن على المياسر هو إعطاء كل ذي حق حقه، وهو وضع الأشياء في مواضعها.. وهو الحكمة، التي هي أخلاق الله.. وقد قال المعصوم: ((تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم)) فكأننا بهذا العمل اليسير، البسيط في تقليد المعصوم، قد بدأنا التخلق بأخلاق الله.. وبفضل الله وبتوفيقه ننتقل في معارج الحكمة، حتى نبلغ من هذه البداية الساذجة، البسيطة، مبلغ المعرفة بالله، إذا ما سرنا بعقول مفتوحة، وجعلنا العدل والقسط والاستقامة هي أسلوب معاملتنا للأشياء والأحياء.
    أما بعد فهذه رسالة الصلاة.. تتحدث بإيجاز عن الصلاة في أدنى مستوياتها، حيث تكون عبادة لله، وفي أعلى مستوياتها، حيث تكون حياة عند الله.. وكل عبادة لله، إنما المراد منها أن تصير حياة لله، فإن قصرت عن ذلك فهي باطلة.
    وسيظن أقوام أن في هذا القول شططا، وأننا غير مكلفين به، كما تعودنا أن نسمع منهم دائما، فليقرأ هؤلاء قوله تعالى ((واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون)) وأحسن ما أنزل إلينا من ربنا الإسلام، الذي هو نهاية، إذ به يتم سلامنا مع نفوسنا، وسلامنا مع إخواننا في الحياة.
                  

02-15-2008, 01:40 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    ساقوا للموت نبيا لا زاني


    ساقوه اتنادي القاصي والداني


    وتجمع للرجم السفهاء


    الحجر الاول والثاني

    والثالث من ايدي القرباء


    فيجيش بعطف رباني

    وهو يعاني

    جهلاء فافصح عنهم يا ابتاه

    كفوا عني يا اخواني



    كفوا عني اه اه


    ويموت ولم تكمل شفتاه


    وتصفق للملك الجائر


    ايدي رجمت راس الثائر


    ايدي الغوغاء


    ايدي الجوعي ايدي التعساء .......




    ....................




    ما جدوي تبرئة تاتيك وانت ملاك في الملكوت


    ما يغني تمثال او مرثية في ذكري موتك بعد الموت



    وعن اليوم الاخر فاسال اخر .. اعرف مني باللا هوت



    المرحوم الشاعر الاديب صلاح احمد ابراهيم عنوان القصيدة قتل قتل قتل
                  

02-15-2008, 08:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)




    كم نبيل أنت صبري
                  

02-15-2008, 08:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    إليك أيها الأب النبيل في عليائكَ
    نشتهي من يديك ثمار الجنان ،
    وأشجارها التي فرِحت من بعد انتظاركَ
    إن الشوق إليك سرطان العشق حلواً
    يجري سلسبيلاً تُزينه الأنجم تحت ظلالكِ.
    إني فقير لم أر نورك المضيء عند الرحيل
    فقد غشتني عبرة
    خنقتني
    حين جثا الموت من بهاء جلالكَ.
    من يشتري الورود التي تُطوق تيجان العشق أو الشوك؟
    فموت يسوع بذرة سكنت جنانَكَ
    عبد الله الشقليني

    *****

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-15-2008, 08:35 PM)

                  

02-16-2008, 01:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    سلامات يا عزيزي الشقليني..

    فتحت بريد موقع الفكرة هذا الصباح ووجدت هذه الرسالة هناك..


    Quote: التاريخ: 13/02/2008
    من: حيدر [[email protected]]
    الموضوع: من اين ابدأ؟
    على طبيعة العوام نتلقى الآراء السائدة و نؤمن بها ، و تحت رحمة اعلام الاقوى نبني معتقداتنا بل في مرحلة اخرى ندافع عنها . كان اسم محمود محمد طه كفيلاً لقلب مزاجي رأساً على عقب ، و لكن بمرور الايام و الانفتاح نتعلم سماع رأي الآخر و تقبله للتتبدل الافكار و يزاح الذي رآن على القلوب ...
    و للابحار في بحر الجمهوريين دلوني من اين ابدأ ،


    وكان هذا هو ردي عليه:

    Quote: التاريخ: 15/02/2008
    من: Webmaster [حيدر ]
    الموضوع: RE: من اين ابدأ؟
    الأخ حيدر،
    تحية طيبة
    رسالتك مليئة بالصدق والإخلاص.. إبدأ بحمد الله وشكره على ما اهتديت إليه.. أقترح عليك قراءة كل كتب الأستاذ محمود ولكني أخص: "الإسلام" "رسالة الصلاة" "الرسالة الثانية من الإسلام" "من دقائق حقائق الدين" "تعلموا كيف تصلون" "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" وكتاب "طريق محمد" وتمامه بالإلتزام بما جاء فيه خاصة قيام الليل..

    ونسأل الله أن نكون زملاء طريق إلى الحج الأكبر، وأن ينفعنا الله بما يعلمنا ويعلمنا ما ينفعنا..

    ياسر الشريف






                  

02-16-2008, 02:27 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    أمر، على استحياء، لأحييكم، ولأسجل، مرة، ومرات، أنكم تخجلوننا بهذه المواظبة، وهذا الصفاء، الذي لا يتأتى إلا لأهل الوفاء.
                  

02-18-2008, 12:43 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: أمر، على استحياء، لأحييكم، ولأسجل، مرة، ومرات، أنكم تخجلوننا بهذه المواظبة، وهذا الصفاء، الذي لا يتأتى إلا لأهل الوفاء.
                  

02-19-2008, 05:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: أمر، على استحياء، لأحييكم، ولأسجل، مرة، ومرات، أنكم تخجلوننا بهذه المواظبة، وهذا الصفاء، الذي لا يتأتى إلا لأهل الوفاء.


    أخانا الأكرم : الأستاذ حيدر

    تمر علينا وتقرأ ، وتضن علينا بكثير مما تحمل من رؤى
    هلا أثريت ملف الأستاذ في ذكراه ؟
                  

02-16-2008, 12:44 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: : التاريخ: 15/02/2008
    من: Webmaster [حيدر ]
    الموضوع: RE: من اين ابدأ؟
    الأخ حيدر،
    تحية طيبة
    رسالتك مليئة بالصدق والإخلاص.. إبدأ بحمد الله وشكره على ما اهتديت إليه.. أقترح عليك قراءة كل كتب الأستاذ محمود ولكني أخص: "الإسلام" "رسالة الصلاة" "الرسالة الثانية من الإسلام" "من دقائق حقائق الدين" "تعلموا كيف تصلون" "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" وكتاب "طريق محمد" وتمامه بالإلتزام بما جاء فيه خاصة قيام الليل..

    ونسأل الله أن نكون زملاء طريق إلى الحج الأكبر، وأن ينفعنا الله بما يعلمنا ويعلمنا ما ينفعنا..

    ياسر الشريف


    تلك مقالتهم
    وماذا يصير حالك إن رأيتهم ؟
    تُقبل عليهم إقبال العِطاش للنهر النمير


                  

02-19-2008, 06:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأحباء هنا تحية طيبة

    نتمنى أن يتسع لنا الوقت للمقارنة بين رؤى الأستاذ في التصوف ورؤى ابن خلدون ،
    ونورد هنا رؤى ابن خلدون


    من مقدمة ابن خلدون ـ الباب السادس
    الفصل السابع عشر في علم التصوف

    هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة. و أصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة و كبارها من الصحابة و التابعين و من بعدهم طريقة الحق و الهداية و أصلها العكوف على العبادة و الانقطاع إلى الله تعالى و الإعراض عن زخرف الدنيا و زينتها و الزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة و مال و جاه و الانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة و كان ذلك عاما في الصحابة و السلف. فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني و ما بعده و جنح الناس إلى مخالطة الدنيا اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية و المتصوفة. و قال القشيري رحمه الله و لا يشهد لهذا الاسم اشتقاق من جهة العربية و لا قياس. و الظاهر أنه لقب. و من قال اشتقاقه من الصفاء أو من الصفة فبعيد من جهة القياس اللغوي قال و كذلك من الصوف لأنهم لم يختصوا بلبسه.

    قلت‏ و الأظهر أن قيل بالاشتقاق أنه من الصوف و هم في الغالب مختصون بلبسه لما كانوا عليه من مخالفة الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف‏.‏ فلما اختص هؤلاء بمذهب الزهد و الانفراد عن الخلق و الإقبال على العبادة اختصوا بمواجد مدركة لهم. و ذلك أن الإنسان بما هو إنسان إنما يتميز عن سائر الحيوان بالإدراك و إدراكه نوعان‏.‏ إدراك للعلوم و المعارف من اليقين و الضن و الشك و الوهم و إدراك الأحوال القائمة به من الفرح و الحزن و القبض و البسط و الرضا و الغضب و الصبر و الشكر و أمثال ذلك‏.‏ فالمعنى العاقل و المتصرف في البدن ينشأ من و إرادات و أحوال و هي التي يتميز بها الإنسان‏.‏ و بعضها ينشأ من بعض كما ينشأ العلم عن الأدلة و الفرح و الحزن عن إدراك المؤلم أو المتلذذ به و النشاط عن الجمام و الكسل عن الإعياء‏.‏

    و كذلك المريد في مجاهدته و عبادته لا بد و أن ينشأ له عن كل مجاهدة حال نتيجة تلك المجاهدة‏.‏ و تلك الحالة إما أن تكون نوع عبادة فترسخ و تصير مقاما للمريد و إما أن لا تكون عبادة و إنما تكون صفة حاصلة للنفس‏ من حزن أو سرور أو نشاط أو كسل أو غير ذلك من المقامات‏.‏ و لا يزال المريد يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي إلى التوحيد و المعرفة التي هي الغاية المطلوبة للسعادة‏.‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة ‏"‏‏.‏ فالمريد لا بد له من الترقي في هذه الأطوار وأصلها كلها الطاعة و الإخلاص و يتقدمها الإيمان و يصاحبها و تنشأ عنها الأحوال و الصفات نتائج و ثمرات‏.‏ ثم تنشأ عنها أخرى و أخرى إلى مقام التوحيد و العرفان‏.‏ و إذا وقع تقصير في النتيجة أو خلل فنعلم أنه إنما أتى من قبل التقصير في الذي قبله‏.‏ و كذلك في الخواطر النفسانية و الواردات القلبية‏.‏ فلهذا يحتاج المريد إلى محاسبة نفسه في سائر أعماله و ينظر في حقائقها لأن حصول النتائج عن الأعمال ضروري و قصورها من الخلل فيها كذلك‏.‏ و المريد يجد ذلك بذوقه و يحاسب نفسه على أسبابه‏.‏ و لا يشاركهم في ذلك إلا القليل من الناس لأن الغفلة عن هذا كأنها شاملة‏.‏
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    و غاية أهل العبادات إذا لم ينتهوا إلى هذا النوع أنهم يأتون بالطاعات مخلصة من نظر الفقه في الإجزاء و الامتثال‏.‏ و هؤلاء يبحثون عن نتائجها بالأذواق و المواجد ليطلعوا على أنها خالصة من التقصير أولا فظهر أن أصل طريقتهم كلها محاسبة النفس على الأفعال و التروك و الكلام في هذه الأذواق و المواجد التي تحصل عن المجاهدات ثم تستقر للمريد مقاما و يترقى منها إلى غيرها‏.‏

    ثم لهم مع ذلك آداب مخصوصة بهم و اصطلاحات في ألفاظ تدور بينهم إذ الأوضاع اللغوية إنما هي للمعاني المتعارفة‏.‏ فإذا عرض من المعاني ما هو غير متعارف اصطلحنا عن التعبير عنه بلفظ يتيسر فهمه منه‏.‏ فلهذا اختص هؤلاء بهذا النوع من العلم الذي ليس لواحد غيرهم من أهل الشريعة الكلام فيه‏.‏ و صار علم الشريعة على صنفين.‏ صنف مخصوص بالفقهاء و أهل الفتيا و هي الأحكام العامة في العبادات و العادات و المعاملات. و صنف مخصوص بالقوم في القيام بهذه المجاهدة و محاسبة النفس عليها و الكلام في الأذواق و المواجد العارضة في طريقها و كيفية الترقي منها من فوق إلى فوق و شرح الاصطلاحات التي تدور بينهم في ذلك‏.‏

    فلما كتبت العلوم و دونت و ألف الفقهاء في الفقه و أصوله و الكلام و التفسير و غير ذلك كتب رجال من أهل هذه الطريقة في طريقتهم‏.‏ فمنهم من كتب في الورع و محاسبة النفس على الإقتداء في الأخذ و الترك كما فعله المحاسبي في كتاب الرعاية له. و منهم من كتب في آداب الطريقة و أذواق أهلها و مواجدهم في الأحوال كما فعله القشيري في كتاب الرسالة و السهروردي في كتاب عوارف المعارف و أمثالهم‏.‏ و جمع الغزالي رحمه الله بين الأمرين في كتاب الإحياء فدون فيه أحكام الورع و الإقتداء ثم بين آداب القوم و سننهم و شرح اصطلاحاتهم في عباراتهم‏.‏ و صار علم التصوف في الملة علما مدونا بعد أن كانت الطريقة عبادة فقط و كانت أحكامها إنما تتلقى من صدور الرجال كما وقع في سائر العلوم التي دونت بالكتاب من التفسير و الحديث و الفقه و الأصول و غير ذلك‏.‏

    ثم إن هذه المجاهدة و الخلوة و الذكر يتبعها غالبا كشف حجاب الحس و الإطلاع على عوالم من أمر الله ليس لصاحب الحس إدراك شيء منها. و الروح من تلك العوالم‏.‏ و سبب هذا الكشف أن الروح إذا رجع عن الحس الظاهر إلى الباطن ضعفت أحوال الحس و قويت أحوال الروح و غلب سلطانه و تجدد نشوؤه. و أعان على ذلك الذكر فإنه كالغذاء لتنمية الروح و لا يزال في نمو و تزيد إلى أن يصير شهودا بعد أن كان علما‏.‏ و يكشف حجاب الحس و يتم وجود النفس الذي لها من ذاتها و هو عين الإدراك‏.‏ فيتعرض حينئذ للمواهب الربانية و العلوم المدنية و الفتح الإلهي و تقرب ذاته في تحقيق حقيقتها من الأفق الأعلى أفق الملائكة‏.‏ و هذا الكشف كثيرا ما يعرض لأهل المجاهدة فيدركون من حقائق الوجود ما لا يدرك سواهم‏.‏ و كذلك يدركون كثيرا من الواقعات قبل وقوعها و يتصرفون بهممهم و قوى نفوسهم في الموجودات السفلية و تصير طوع إرادتهم‏.‏ فالعظماء منهم لا يعتبرون هذا الكشف و لا يتصرفون و لا يخبرون عن حقيقة شيء لم يؤمروا بالتكلم فيه بل يعدون ما يقع لهم من ذلك محنة و يتعوذون منه إذا هاجمهم‏.‏ و قد كان الصحابة رضي الله عنهم على مثل هذه المجاهدة و كان حظهم من هذه الكرامات أوفر الحظوظ لكنهم لم يقع لهم بها عناية‏.‏ و في فضائل أبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم كثير منها‏.‏ و تبعهم في ذلك أهل الطريقة ممن اشتملت رسالة القشيري على ذكرهم و من تبع طريقتهم من بعدهم‏.‏

    ثم إن قوما من المتأخرين انصرفت عنايتهم إلى كشف الحجاب و الكلام في المدارك التي وراءه و اختلفت طرق الرياضة عندهم في ذلك باختلاف تعليمهم في إماتة القوى الحسية و تغذية الروح العاقل بالذكر حتى يحصل للنفس إدراكها الذي لها من ذاتها بتمام نشوتها و تغذيتها‏.‏ فإذا حصل ذلك زعموا أن الوجود قد انحصر في مداركها حينئذ و أنهم كشفوا ذوات الوجود و تصوروا حقائقها كلها من العرش إلى الطش‏.‏ هكذا قال الغزالي رحمه الله في كتاب الإحياء بعد أن ذكر صورة الرياضة.

    ونواصل
                  

02-19-2008, 08:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    ويستمر ابن خلدون :

    ثم إن هذا الكشف لا يكون صحيحا كاملا عندهم إلا إذا كان ناشئا عن الاستقامة لأن الكشف قد يحصل لصاحب الجوع و الخلوة و إن لم يكن هناك استقامة كالسحرة و النصارى و غيرهم من المرتاضين‏.‏ و ليس مرادنا إلا الكشف الناشئ عن الاستقامة‏.‏ و مثاله أن المرآة الصقيلة إذا كانت محدبة أو مقعرة و حوذي بها جهة المرئي فإنه يتشكل فيه معوجا على غير صورته‏.‏ و إن كانت مسطحة تشكل فيها المرئي صحيحا‏.‏ فالاستقامة للنفس كالانبساط للمرآة فيما ينطبع فيها من الأحوال‏.‏ و لما عني المتأخرون بهذا النوع من الكشف تكلموا في حقائق الموجودات العلوية و السفلية و حقائق الملك و الروح و العرش و الكرسي و أمثال ذلك وقصرت مدارك من لم يشاركهم في طريقهم عن فهم أذواقهم و مواجدهم في ذلك‏.‏ و أهل الفتيا بين منكر عليهم و مسلم لهم‏.‏ و ليس البرهان و الدليل بنافع في هذه الطريق ردا و قبولا إذ هي من قبيل الوجدانيات‏.‏
    تفصيل و تحقيق

    ‏ يقع كثيرا في كلام أهل العقائد من علماء الحديث و الفقه أن الله تعالى مباين لمخلوقاته‏.‏ و يقع للمتكلمين أنه لا مباين و لا متصل‏.‏ و يقع للفلاسفة أنه لا داخل العالم و لا خارجه‏.‏ و يقع للمتأخرين من المتصوفة أنه متحد بالمخلوقات‏ إما بمعنى الحلول فيها أو بمعنى انه هو عينها و ليس هناك غيره جملة و لا تفصيلا‏.‏ فلنبين تفصيل هذه المذاهب و نشرح حقيقة كل واحد منها حتى تتضح معانيها فنقول إن المباينة تقال لمعنيين.

    أحدهما المباينة في الحيز و الجهة و يقابله الاتصال‏.‏ و تشعر هذه المقابلة على هذه التقيد بالمكان‏ إما صريحا و هو تجسيم أو لزوما و هو تشبيه من قبيل القول بالجهة‏.‏ و قد نقل مثله عن بعض علماء السلف من التصريح بهذه المباينة فيحتمل غير هذا المعنى و‏ من أجل ذلك أنكر المتكلمون هذه المباينة و قالوا‏ لا يقال في البارئ إنه مباين مخلوقاته و لا متصل بها لأن ذلك إنما يكون للمتحيزات‏.‏ و ما يقال من أن المحل لا يخلو عن الاتصاف بالمعنى و ضده فهو مشروط بصحة الاتصاف أولا و أما مع امتناعه فلا بل يجوز الخلو عن المعنى و ضده كما يقال في الجماد لا عالم و لا جاهل و لا قادر و لا عاجز و لا مدرك و لا موف‏.‏ و صحة الاتصاف بهذه المباينة مشروط بالحصول في الجهة على ما تقرر من مدلولها‏.‏ و البارئ سبحانه منزه عن ذلك‏.‏ ذكره ابن التلمساني في شرح اللمع لإمام الحرمين. و قال و لا يقال في البارئ مباين للعالم و لا متصل به و لا داخل فيه و لا خارج عنه‏.‏ و هو معنى ما يقوله الفلاسفة أنه لا داخل العالم و لا خارجه بناء على وجود الجواهر غير المتحيزة‏.‏ و أنكرها المتكلمون لما يلزم من مساواتها للبارئ في أخص الصفات و هو مبسوط في علم الكلام‏.‏

    و أما المعنى الآخر للمباينة فهو المغايرة و المخالفة. فيقال‏‏ البارئ مباين لمخلوقاته في ذاته و هويته و وجوده و صفاته‏.‏ و يقابله الاتحاد و الامتزاج و الاختلاط‏.‏ و هذه المباينة هي مذهب أهل الحق كلهم من جمهور السلف و علماء الشرائع و المتكلمين و المتصوفة الأقدمين كأهل الرسالة و من نحا منحاهم‏.‏ و ذهب جماعة من المتصوفة المتأخرين الذين صيروا المدارك الوجدانية علمية نظرية إلى أن البارئ تعالى متحد بمخلوقاته في هويته و وجوده و صفاته‏.‏ و ربما زعموا أنه مذهب الفلاسفة قبل أرسطو مثل أفلاطون و سقراط و هو الذي يعينه المتكلمون حيث ينقلونه في علم الكلام عن المتصوفة و يحاولون الرد عليه لأنه ذاتان تنتفي إحداهما أو تندرج اندراج الجزء فإن تلك مغايرة صريحة و لا يقولون بذلك‏.‏ و هذا الاتحاد هو الحلول الذي تدعيه النصارى في المسيح عليه السلام و هو أغرب لأنه حلول قديم في محدث أو اتحاده به‏.‏ و هو أيضا عين ما تقوله الإمامية من الشيعة في الأئمة‏.‏ و تقرير هذا الاتحاد في كلامهم على طريقين.

    الأولى‏‏ أن ذات القديم كائنة في المحدثات محسوسها و معقولها متحدة بها في المتصورين و هي كلها مظاهر له و هو القائم عليها أي المقوم لوجودها بمعنى لولاه كانت عدما و هو رأي أهل الحلول‏.‏ الثانية‏‏ طريق أهل الوحدة المطلقة و كأنهم استشعروا من تقرير أهل الحلول الغيرية المنافية لمعقول الاتحاد فنفوها بين القديم و بين المخلوقات في الذات و الوجود و الصفات‏.‏ و غالطوا في غيرية المظاهر المدركة بالحس و العقل بأن ذلك من المدارك البشرية و هي أوهام‏.‏ و لا يريدون الوهم الذي هو قسيم العلم و الظن و الشك و إنما يريدون أنها كلها عدم في الحقيقة. وجود في المدرك البشري فقط‏.‏ و لا وجود بالحقيقة إلا للقديم لا في الظاهر ولا في الباطن كما نقرره بعد بحسب الإمكان‏.‏ و التعويل في تعقل ذلك على النظر و الاستدلال كما في المدارك البشرية غير مفيد لأن ذلك إنما ينقل من المدارك الملكية و إنما هي حاصلة للأنبياء بالفطرة و من بعدهم للأولياء بهدايتهم‏.‏ و قصد من يقصد الحصول عليها بالطريقة العلمية ضلال‏.‏ و ربما قصد بعض المصنفين ذلك في كشف الموجودات و ترتيب حقائقه على طريق أهل المظاهر فأتى بالأغمض فالأغمض‏.‏
                  

02-20-2008, 06:32 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    ويواصل ابن خلدون في التصوف :


    و ربما قصد بعض المصنفين بيان مذهبهم في كشف الوجود و ترتيب حقائقه فأتى بالأغمض فالأغمض بالنسبة إلى أهل النظر و الاصطلاحات و العلوم‏.‏ كما فعل الفرغاني شارح قصيدة ابن الفارض في الديباجة التي كتبها في صدر ذلك الشرح فإنه ذكر في صدور الوجود عن الفاعل و ترتيبه أن الوجود كله صادر عن صفة الوحدانية التي هي مظهر الأحدية و هما معا صادران عن الذات الكريمة التي هي عين الوحدة لا غير‏.‏ و يسمون هذا الصدور بالتجلي‏.‏

    و أول مراتب التجليات عندهم تجلي الذات على نفسه و هو يتضمن الكمال بإفاضة الإيجاد و الظهور لقوله في الحديث الذي يتناقلونه كنت
    كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ليعرفوني. و هذا الكمال في الإيجاد المتنزل في الوجود و تفصيل الحقائق و هو عندهم عالم المعاني و الحضرة الكمالية و الحقيقة المحمدية و فيها حقائق الصفات و اللوح و القلم و حقائق الأنبياء و الرسل أجمعين و الكمل من أهل الملة المحمدية‏.‏ و هذا كله تفصيل الحقيقة المحمدية‏.‏ و تصدر عن هذه الحقائق حقائق أخرى في الحضرة الهبائية و هي مرتبة المثال ثم عنها العرش ثم الكرسي ثم الأفلاك ثم عالم العناصر ثم عالم التركيب‏.‏ هذا في عالم الرتق فإذا تجلت فهي في عالم الفتق‏.‏

    و يسمى هذا المذهب مذهب أهل التجلي و المظاهر و الحضرات و هو كلام لا يقدر أهل النظر على تحصيل مقتضاه لغموضه و انغلاقه و بعد ما بين كلام صاحب المشاهدة و الوجدان و صاحب الدليل‏.‏ و ربما أنكر بظاهر الشرع هذا الترتيب فإنه لا يعرف في شيء من مناحيه‏.‏ و كذلك ذهب آخرون منهم إلى القول بالوحدة المطلقة و هو رأي أغرب من الأول في تعقله و تفاريعه. يزعمون فيه أن الوجود له قوى في تفاصيله بها كانت حقائق الموجودات و صورها و موادها‏.‏

    و العناصر إنما كانت بما فيها من القوى و كذلك مادتها لها في نفسها قوة بها كان وجودها‏.‏ ثم إن المركبات فيها تلك القوى متضمنة في القوة التي كان بها التركيب‏.‏ كالقوة المعدنية فيها قوى العناصر بهيولاها و زيادة القوة المعدنية. ثم القوة الحيوانية تتضمن القوة المعدنية و زيادة قوتها في نفسها. و كذا القوة الإنسانية مع الحيوانية. ثم الفلك يتضمن القوة الإنسانية و زيادة‏.‏ و كذا الذوات الروحانية. و القوة الجامعة للكل من غير تفصيل هي القوة الإلهية التي انبثت في جميع الموجودات كلية و جزئية و جمعتها و أحاطت بها من كل وجه لا من جهة الظهور و لا من جهة الخفاء و لا من جهة الصورة و لا من جهة المادة. فالكل واحد و هو نفس الذات الإلهية و هي في الحقيقة واحدة بسيطة و الاعتبار هو المفضل لها كالإنسانية مع الحيوانية‏.‏ ألا ترى أنها مندرجة فيها و كائنة بكونها‏.‏ فتارة يمثلونها
                  

02-23-2008, 08:30 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    في ( العلم اللدني )

    الأحباء القراء هنا ،
    نعود إلى العلم اللدني ، ونبحث في كلمة ( لدن ) في الذكر الحكيم :


    {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء }آل عمران38

    {وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً }النساء67

    {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75

    {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1

    {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً }الإسراء80

    {قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً }الكهف2

    {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً }الكهف10

    {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }الكهف65

    {قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً }الكهف76

    {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً }مريم5

    {وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }مريم13

    {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً }طه99

    {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء17

    {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }النمل6

    {وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }القصص57
                  

02-23-2008, 11:28 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    أتابع معك يا عزيزي الشقليني..

    أرجو أن تسمح لي بوضع هذه القصيدة من
    ديوان الماء إذا تنفس

    للشاعر

    سيد أحمد علي بلال


    Quote: عنوان القصيدة
    محمود محمد طه يضع واو العطف بين الإسلام والسلام


    ساحة المعجزات تتشح بالثوب الأبيض
    سبع بلحات ووجنتان مغسولتان بندى الفجر
    تكفي للذكرى
    في تقاطع شارع محمود محمد طه بشارع الحرية
    ينتصب ثدي الحقيقة حيث تتحول الدماء إلى حليب
    ويرضع العائدون من صحراء الروح حتى الفطام
    حاول أن يضع سارية السودان
    على خط استواء القلب والعقل
    بعد أن وضع واو العطف بين الإسلام والسلام
    لكن الكهنة انعطفوا بواوهم على العنق
    حاول الظلام أن يتخلله فلم يستطع
    لكن الكهنة مروا بالحرف المقلوب والحرف المنصوب
    عبر البرزخ الذي يفصل الأعلى من الأدنى
    ومنذ يناير كانون الثاني عام 1985
    غطت ستارة الظلام الكبرى لوح محمود
    حتى تكتمل شرافته

    ــــــ
    الخرطوم يناير 1987


    Get this widget | Track details | eSnips Social DNA
                  

02-24-2008, 04:43 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    نصوص عن العلم اللدني وردت في كتابات الأستاذ محمود :
    من كتاب الصلاة :

    Bolt
    Quote: وآية فرضية صلاة الثلث على النبي ، وتخصيصه بها ، قول الله تعالى : ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك.. عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا..)).. وقول الله تعالى : ((يا أيها المزمل !! * قم الليل.. إلا قليلا * نصفه ، أو إنقص منه قليلا * أو زد عليه.. ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا * إن ناشئة الليلٍ هي أشد وطأً.. وأقوم قيلا * إن لك في النهار سبحاً طويلا * وأذكر إسم ربك ، وتبتل إليه تبتيلا * رب المشرق ، والمغرب ، لا إله إلا هو.. فأتخذه وكيلا)).. وفي هذه الآيات تجيء فضيلتها أيضاً ، وهي إعداد القائم بالثلث إعداداً به يتهيأ لتلقي العلم اللدني : ((إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا)).. القول الثقيل ، في حق النبي ، إنما هو القرآن ، والعلم اللدني.. وفي حق العباد ، المجودين ، إنما هو العلم اللدني..وكيف يعده القيام لتلقي العلم اللدني العظيم ؟؟ الجواب : لأن ذلك الوقت من الليل إنما هو وقت صفاء النفس ، لسكون الليل ، وهدوء البال : ((إن ناشئة الليل هي أشد وطأً.. وأقوم قيلا)) يعني يواطيء فيها القلب ، اللسان ، فيستقر القول ، ويستقيم الخاطر ، ويطمئن القلب ، وتستوي لكل أولئك ، الفطرة ، فتفيض المعارف الإلهية ، اللدنية فيضاناً يغمر القائم ، الموفق إلى التجويد، من جميع أقطاره..

    من كيف تصلون : الصلاة وسيلة :

    Quote: نحن نعلم ، بما علمنا الرسل ، أنه : ((لا إله إلا الله)).. وجميعهم قد جاءوا بها.. وعلمنا في هذا المستوى إنما هو علم بالتعلم ، هو علم كسبي ، وهو ، من ثم ، علم قليل الغِناء ، إلا إذا ما ترسخ في النفس ، وبترسخه في النفس يصبح يقيناً.. ولا يقع ترسخه إلا نتيجة للممارسة العملية.. فبالممارسة العملية يجئ العلم ((الوهبي)) ، في مقابل العلم ((الكسبي)).. وهذا العلم ((الوهبي)) هو ((العلم)) ، وبه تتأثر الأخلاق في إتجاه ما قال المعصوم : ((تخلقوا بأخلاق الله.. إن ربي على صراط مستقيم)) وهو هو المعنى بقوله تعالى : ((وأتقوا الله ، ويعلمكم الله)).. قوله ((وأتقوا الله)) يعني: أعملوا بالشريعة ، وهي العلم الكسبي ، ((ويعلمكم الله)) العلم ((الوهبي)) ، أو العلم ((اللدني)) لأنه من لدن ((الذات)) ، بلا واسطة.. قال تعالى عن الخضر ، في قصة ما جرى بينه وبين موسى : ((فوجدا عبداً من عبادنا ، آتيناه رحمةً من عندنا ، وعلمناه من لدنا علما)).. هذا العلم اللدني هو ((العلم)).. وهو لا يؤخذ إلا عن الله ((بلا واسطة)).. الأنبياء ، والرسل ، لا يعلمونه.. وإنما هم يعلمون الوسيلة إليه.. ولقد جاء في هذا المعنى حديثان ، عن النبي ، مأخوذان عن آية : ((وأتقوا الله ، ويعلمكم الله)).. أولهما : ((من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم)).. وثانيهما : ((إنما أنا قاسم ، والله يعطي.. ومن يرد به الله خيراً يفقهه في الدين.. ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يجئ أمر الله)).. قوله ، في الحديث الأول : ((من عمل بما علم)) يعني من عمل بالشريعة ، في العبادة ، والمعاملة.. ((أورثه الله علم ما لم يعلم)) عنى بها علمه الله العلم اللدني ، وهو علم ((أسرار الألوهية)).. وحين يوجب العلم ((بالشريعة)) تجويد ((العبادة)) يوجب العلم ((بأسرار الألوهية)) تجويد ((العبودية)) ، وهي الأدب الواجب على العبد ، نحو الرب.. والحديث الثاني أوضح في الدلالة على أن النبي ، إنما يعلمنا الوسيلة ، التي بها نتوسل إلى منازل العلم ((اللدني)).. قال : ((إنما أنا قاسم)) ، يعني ، إنما أنا معلم ((للشريعة)).. قوله : ((والله يعطي)) يعني ، والله يعطي ((الحقيقة)).. والحقيقة هي أسرار الألوهية.. قوله : ((ومن يرد به الله خيراً يفقهه في الدين)) هو لا يعني ((بالفقه)) هذا الذي يفني الناس أعمارهم في دراسته ، وتحصيله ، الآن.. وإنما يعني : معرفة أسرار الحكمة ((الباطنة)) ، في فعل الله ((الظاهر)).. وهذه هي ما عنيناها بعبارة : ((أسرار الألوهية)) التي سلفت الإشارة إليها.. وفي عجز الحديث سر عظيم ، وذلك حيث يقول : ((ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يجئ أمر الله))..

    القرآن ومصطفى محمود : الفصل السادس : معرفة الله :
    Quote: هؤلاء هم أهل السر والقرب والشهود. الأولياء الصالحون حقا. وهم ندرة شحيحة) هذا ما قلته أنت في صفحة 142 .. أسمع قولك: (ويصفون أنفسهم بأنهم أهل الحضرة)!! وأسمع قولك: (هؤلاء هم أهل السر والقرب والشهود. الأولياء الصالحون)!! ألا تدخل مثل هذه الأقوال التصوف في متاهات من الغموض تحول بينه وبين الشباب، في الوقت الذي فيه يمكن، بشرح هذه المسائل، وبردها إلى أصولها في السنة المطهرة، أن يكون هذا الكتاب حافزا للتقليد النبوي، وداعيا إلى الارتفاق في ذلك التقليد، بتجاريب الصوفية؟؟ ما ينعيه الصوفية على الفقهاء هو تعطيل الفكر، اعتمادا على النقل، حتى لقد لج بهم النقل فانتهوا إلى القول بأن (الدين نقل، لا عقل) .. وهذه العبارة لا تصح إلا في حد ضيق، هو أن شريعة الدين المأثورة عن المعصوم تؤخذ بالنقل، وتمارس في العمل .. فإذا ظهر لنا أن بعض أسرارها غير معقول لنا فإن علينا أن نلغي اعتبار عقولنا، ونلجأ إلى الإيمان بما جاء به النبي، ونعمل بما جاء به، ابتغاء أن يعلمنا الله، من أسرار تشريعه، ما يصلح حال عقولنا .. فمثلا، ليس من حقنا أن نقول لماذا فرض الله خمس صلوات، في اليوم، والليلة؟؟ وبالعدد الذي فرضه، وبالكيفية التي عينها، وفي الأوقات التي حددها؟؟ ثم نقرر أن هذا ليس معقول .. وإنما علينا أن ننقل ذلك عن النبي، وأن نعمل به، طاعة لأمره: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وذلك رجاء أن يعلمنا الله من عنده العلم اللدني .. وهذا موعودة حين قال: (واتقوا الله، ويعلمكم الله) يعني بـ(واتقوا الله) أعملوا بالشريعة كما بلغتكم عن المعصوم .. (ويعلمكم الله) يعني: يعلمكم الحقيقة، وهي الأسرار، ومنها أسرار الحكمة وراء شريعة العبادة .. قال الله على لسان النبي (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ..) .. وعند الصوفية أن الشريعة إنما شرعت لتوقظ الفكر، وتشحذه، وذلك أخذا من قول الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم .. ولعلهم يتفكرون) .. وقال المعصوم: (تفكر ساعة أفضل من عبادة سبعين سنة) .. فهل في نعي الصوفية على الفقهاء غرابة؟؟ أليس هو من طبيعة الأشياء في أمر الدين؟؟ ومسألة (العلم اللدني) تبدو غريبة على الأسماع، ولكن أليست هي عبارة (ويعلمكم الله)، من آية: (واتقوا الله، ويعلمكم الله)؟؟

    من دقائق حقائق الدين: مقدمة الطبعة الرابعة :

    Quote: وخصائص الأمة المسلمة المقبلة التي تختص بها ، فى مقابل الأمة المؤمنة الماضية ، هي أن تشريعها الجماعي ، إذ يقوم على أصول القرآن ، إنما يقوم على المسئولية ، لا على الوصاية ، كما كان تشريع الأمة المؤمنة الذي يقوم على فروع القرآن . (ويتوفر متن هذا الكتاب على تفصيل التفريق بين الأصول التي قامت على المسئولية ، والفروع التى قامت على الوصاية) هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن حظ أفراد هذه الأمة المسلمة المقبلة انما هو السعى الى بلوغ مراتب أصحاب الشرائع الفردية!! لأنهم هم انما يرتفعون من مستوى (الايمان) الى مستوى (الاسلام)!! (ويتوفر متن هذا الكتاب ، كذلك ، على تفصيل التفريق بين الإسلام والإيمان) ... والاسلام مرتبة فرديات ... وفى مرتبته يبلغ الفرد العلم اليقيني بالله تعالى بعد ان كان مؤمنا به ، مجرد الايمان ... والعلم اليقينى بالله هو الاطلاع على بعض أسرار الحقيقة الإلهية الأزلية ... الشهود الذاتي الذى اتفق للنبي الكريم فى ليلة المعراج ، عند تخلف جبريل عنه ، في سدرة المنتهى .. وهذا العلم اليقينى بالله هو العلم اللدنى ، المأخوذ مباشرة ، بلا واسطة ، من لدن الله تعالى ... وهو علم بأسرار الالوهية يوجب على العبد الادب اللائق بالربوبية .. ومظهر هذا الأدب هو (الإسلام) او (الاستسلام) لله تعالى .. لإرادته ... من غير اعتراض عليه ، لا في السر، ولا في العلن!

    إنما يبعث الإسلام ببعث الصلاة :
    Quote: فإذا أراد أحدنا أن يبعث (لا إله إلا الله) فيه من جديد فإن عليه أن يقلد المعصوم ، في أسلوب عبادته وفي ما يطيق من أسلوب عادته ، وأن يتقن هذا التقليد إتقانا يخرج من اعتباره أي بدعة ، مما سمي مؤخرا (بالبدع الحسنة .. فإن السنة لم تغادر صغيرة ، ولا كبيرة نحتاجها في أمور عبادتنا ، إلا أوسعتها تبيينا .. فإذا أتقنا تقليد المعصوم نعلم ، بضرورة هذا الإتقان ، أن التقليد ليس غاية في ذاته ، وإنما هو وسيلة إلى الأصالة .. وعند الأصالة تزول واسطة النبي من بيننا وبين ربنا ، وذلك لكمال تبليغه ، ويرفع بزوالها عنا ، الحجاب الأعظم ، ونأخذ من الله بلا واسطة ، ويكون الله هو معلمنا العلم اللدني .. والقاعدة في ذلك من كتاب الله (واتقوا الله ويعلمكم الله ..) ومن حديث المعصوم قوله: (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ..) وقوله أيضا: (إنما أنا قاسم والله يعطي ، ومن يرد به الله خيرا يفقهه في الدين .. ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ، لا يضرهم من خالفهم حتى يجيء أمر الله ..) قوله: (إنما أنا قاسم) .. يعني أنا مرسل (بالشريعة) .. قوله: (والله يعطي) .. يعني يعلِّم (الحقيقة) .. هذا نفسه هو معنى الحديث السابق ، ومعنى الآية الكريمة .. (واتقوا الله) .. يعني اعملوا بالشريعة .. (ويعلمكم الله) يعني العلم اللدني .
                  

02-24-2008, 04:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)


    نداء إلى مُحرري مدونة الفكرة :
    ينبغي على القائمين على تحرير مدونة الفكرة المراجعة الإملائية لبعض الكلمات ،
    ونورد نصاً قبل التقويم وبعده ليقوم القائمين بأمر التنقيح من ضبط الإملاء ،
    ولهم الشكر الجزيل .

    النص قبل التدقيق الإملائي :

    Quote: من دقائق حقائق الدين: مقدمة الطبعة الرابعة :

    وخصائص الأمة المسلمة المقبلة التي تختص بها ، فى مقابل الأمة المؤمنة الماضية ، هي أن تشريعها الجماعي ، إذ يقوم على أصول القرآن ، إنما يقوم على المسئولية ، لا على الوصاية ، كما كان تشريع الأمة المؤمنة الذي يقوم على فروع القرآن . (ويتوفر متن هذا الكتاب على تفصيل التفريق بين الأصول التي قامت على المسئولية ، والفروع التى قامت على الوصاية) هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن حظ أفراد هذه الأمة المسلمة المقبلة انما هو السعى الى بلوغ مراتب أصحاب الشرائع الفردية!! لأنهم هم انما يرتفعون من مستوى (الايمان) الى مستوى (الاسلام)!! (ويتوفر متن هذا الكتاب ، كذلك ، على تفصيل التفريق بين الإسلام والإيمان) ... والاسلام مرتبة فرديات ... وفى مرتبته يبلغ الفرد العلم اليقيني بالله تعالى بعد ان كان مؤمنا به ، مجرد الايمان ... والعلم اليقينى بالله هو الاطلاع على بعض أسرار الحقيقة الإلهية الأزلية ... الشهود الذاتي الذى اتفق للنبي الكريم فى ليلة المعراج ، عند تخلف جبريل عنه ، في سدرة المنتهى .. وهذا العلم اليقينى بالله هو العلم اللدنى ، المأخوذ مباشرة ، بلا واسطة ، من لدن الله تعالى ... وهو علم بأسرار الالوهية يوجب على العبد الادب اللائق بالربوبية .. ومظهر هذا الأدب هو (الإسلام) او (الاستسلام) لله تعالى .. لإرادته ... من غير اعتراض عليه ، لا في السر، ولا في العلن!


    النص بعد التدقيق الإملائي :Bolt

    من دقائق حقائق الدين: مقدمة الطبعة الرابعة :

    وخصائص الأمة المسلمة المقبلة التي تختص بها ، في مقابل الأمة المؤمنة الماضية ، هي أن تشريعها الجماعي ، إذ يقوم على أصول القرآن ، إنما يقوم على المسئولية ، لا على الوصاية ، كما كان تشريع الأمة المؤمنة الذي يقوم على فروع القرآن . (ويتوفر متن هذا الكتاب على تفصيل التفريق بين الأصول التي قامت على المسئولية ، والفروع التي قامت على الوصاية) هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن حظ أفراد هذه الأمة المسلمة المقبلة إنما هو السعي إلى بلوغ مراتب أصحاب الشرائع الفردية!! لأنهم هم إنما يرتفعون من مستوى (الإيمان) إلى مستوى (الإسلام)!! (ويتوفر متن هذا الكتاب ، كذلك ، على تفصيل التفريق بين الإسلام والإيمان) ... والإسلام مرتبة فرديات ... وفى مرتبته يبلغ الفرد العلم اليقيني بالله تعالى بعد أن كان مؤمنا به ، مجرد الإيمان ... والعلم اليقيني بالله هو الاطلاع على بعض أسرار الحقيقة الإلهية الأزلية ... الشهود الذاتي الذي اتفق للنبي الكريم فى ليلة المعراج ، عند تخلف جبريل عنه ، في سدرة المنتهى .. وهذا العلم اليقيني بالله هو العلم اللدني ، المأخوذ مباشرة ، بلا واسطة ، من لدن الله تعالى ... وهو علم بأسرار الإلوهية يوجب على العبد الأدب اللائق بالربوبية .. ومظهر هذا الأدب هو (الإسلام) أو (الاستسلام) لله تعالى .. لإرادته ... من غير اعتراض عليه ، لا في السر، ولا في العلن!
                  

02-24-2008, 08:57 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الأخ عبد الله الشقليني،

    تحية طيبة وشكرا لك على الملاحظات.. بالفعل هناك فرصة دائما لتصحيح الأخطاء الإملائية والطباعية.. لاحظت أنك تقصد بعد الكلمات مثل "السعي" والتي كتبت "السعى" و "اليقيني" وقد كتبت "اليقينى".. طبعا الكتابة في الكتب المطبوعة القديمة لا تفرق بين الياء المعرجة والألف اللينة، فكلاهما تطبع هكذا "ى".. أما في الكتابة الرقمية على الكمبيوتر فهناك إمكانية للتفريض بين الإثنين، فالأولى تكتب "ي" والثانية تكتب "ى"، وهذا يجعل الكتابة مفهومة أكثر وسأضرب لذلك مثلا بكلمة "مبنى" وكلمة "مبني" فكلاهما يعطي معنىً مختلفا، وكذلك كلمة "معنى" وكلمة "معني".. لا يزال هناك كثير من الناس لا يلتزمون بالطريقة الرقمية الجديدة.. من ناحيتي أحاول دائما أن أكتب بهذه الطريقة، وأن أصحح الكلمات في الكتب الموضوعة بموقع الفكرة على هذا الأساس عندما يتوفر الوقت..

    وسأقوم بعمل التصحيح ولكني أعرف أن هناك الكثير من الكلمات المشابهة.. وأرجو أن يتم الإتفاق على طريقة الكتابة..

    ياسر
                  

02-25-2008, 10:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: تحية طيبة وشكرا لك على الملاحظات.. بالفعل هناك فرصة دائما لتصحيح الأخطاء الإملائية والطباعية.. لاحظت أنك تقصد بعد الكلمات مثل "السعي" والتي كتبت "السعى" و "اليقيني" وقد كتبت "اليقينى".. طبعا الكتابة في الكتب المطبوعة القديمة لا تفرق بين الياء المعرجة والألف اللينة، فكلاهما تطبع هكذا "ى".. أما في الكتابة الرقمية على الكمبيوتر فهناك إمكانية للتفريض بين الإثنين، فالأولى تكتب "ي" والثانية تكتب "ى"، وهذا يجعل الكتابة مفهومة أكثر وسأضرب لذلك مثلا بكلمة "مبنى" وكلمة "مبني" فكلاهما يعطي معنىً مختلفا، وكذلك كلمة "معنى" وكلمة "معني".. لا يزال هناك كثير من الناس لا يلتزمون بالطريقة الرقمية الجديدة.. من ناحيتي أحاول دائما أن أكتب بهذه الطريقة، وأن أصحح الكلمات في الكتب الموضوعة بموقع الفكرة على هذا الأساس عندما يتوفر الوقت..

    وسأقوم بعمل التصحيح ولكني أعرف أن هناك الكثير من الكلمات المشابهة.. وأرجو أن يتم الإتفاق على طريقة الكتابة..

    ياسر


    شكراً لك عزيزنا الدكتور ياسر ، نهدف تنضيد الكتابة من كل عيب كي تكون اللغة بقدر ما أراد صاحبها أن تكون:
    سجادة عبادة

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-27-2008, 09:57 PM)

                  

03-03-2008, 04:42 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    وBoltنواصل في ملف صاحب الرؤية ،

    في وجه
    ملفات ملفات التكفيريون الذين يؤيدون النفي عن الدنيا
    بسبب الخلاف الفكري ، واي فكر ...
    الذي نضد فيه عمره ولغته وأعمل ذهنه الوقاد
    ليقدم نحتاً جديداً ...
                  

03-04-2008, 01:42 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: ونواصل في ملف صاحب الرؤية ،

    في وجه
    ملفات ملفات التكفيريون الذين يؤيدون النفي عن الدنيا
    بسبب الخلاف الفكري ، واي فكر ...
    الذي نضد فيه عمره ولغته وأعمل ذهنه الوقاد
    ليقدم نحتاً جديداً ...
                  

03-03-2008, 09:13 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    و نواصل
                  

03-04-2008, 04:39 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: ونواصل في ملف صاحب الرؤية ،

    في وجه
    ملفات ملفات التكفيريون الذين يؤيدون النفي عن الدنيا
    بسبب الخلاف الفكري ، واي فكر ...
    الذي نضد فيه عمره ولغته وأعمل ذهنه الوقاد
    ليقدم نحتاً جديداً ...


    عزيزي عبد الله الشقليني،
    تحية طيبة
    ملفات التكفيريين لها وجهان.. وجه قبيح يعكس قبح ما بداخل أصحابها وضيقهم بالحرية وبكل القيم الإنسانية الجميلة، ووجه حسن هو الذي يذكِّرنا بأننا يجب أن ندافع عن حريتنا وعن إنسانيتنا.. وجود هذه البوستات في واجهة المنبر ضروري كي نتذكر أن السودانيين يعيشون كل لحظة من من لحظات حياتهم تحت رحمة نظام قاتل ظالم اختطف الدين والوطن وعاث في الأرض فسادا، بإسم الله وبإسم النبي عليه السلام.. يرفعون سلاح التكفير والتخوين وينكرون على الناس التفكير.. "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"..

    نهدي البوست رائعة من كتابات الأستاذ محمود التي كانت من نصوص التكفير في محكمة الردة وفي محكمة المكاشف [نقلا من الأولى بدون زيادة ولا نقصان]..


    Quote: وحين تطلع النفس على سر القدر ، وتستيقن أن الله خير محض ، تسكن إليه ، وترضى به ، وتستسلم وتنقاد ، فتتحرر عندئذ من الخوف ، وتحقق السلام مع نفسها ، ومع الأحياء والأشياء ، وتنقي خاطرها من الشر ، وتعصم لسانها من الهجر ، وتقبض يدها عن الفتك ، ثم هي لا تلبث أن تحرز وحدة ذاتها ، فتصير خيرا محضا ، تنشر حلاوة الشمائل في غير تكلف ، كما يتضوع الشذا من الزهرة المعطار.
    ههنا يسجد القلب ، وإلى الأبد ، بوصيد أول منازل العبودية . فيومئذ لا يكون العبد مسيرا ، وإنما هو مخير . ذلك بأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف ، فأسلمه إلى حرية الاختيار ، فهو قد أطاع الله حتى أطاعه الله ، معاوضة لفعله .. فيكون حيا حياة الله ، وعالما علم الله ، ومريدا إرادة الله ، وقادرا قدرة الله ، ويكون الله .
    وليس لله تعالى صورة فيكونها ، ولا نهاية فيبلغها ، وإنما يصبح حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين ، وذلك بتجديد حياة شعوره وحياة فكره ، في كل لحظة ، تخلقا بقوله تعالى عن نفسه ، (( كل يوم هـو في شأن )) والى ذلك تهدف العبادة ، وقد أوجزها المعصوم في وصيته حين قال (( تخلقوا بأخلاق الله ، إن ربي على سراط مستقيم )) وقد قال تعالى (( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) .
    وفي حق هؤلاء قال تعالى (( لهم ما يشاءون عند ربهم ، ذلك جزاء المحسنين )) فقوله تعالى (( لهم ما يشاءون )) يعني هم مخيرون وقوله (( عند ربهم )) يعني مقام العبودية ، لأنه لا يكون عند الرب إلا العبد ، وقوله (( ذلك جزاء المحسنين )) يعني بالمحسنين من أحسنوا التصرف في الحرية الفردية المطلقة ، وذلك باستعمالها في تحقيق العبودية لله ، فإنه تعالى قد قال (( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )) .
    ههنا منطقة فرديات ، والشرائع فيها شرائع فردية ، والداعية فيها إلى الله، الله نفسه .. يقوم فيها العبد في مواجهة الرب ، وقد سقطت من بينهما الوسائط ، ورفعت الحجب - حجب الظلمات وحجب الأنوار- العبادة فيها عبودية ، والعمل فيها ملاحظة السابقة ، وضبط اللاحقة عليها ، حتى يستقيم الوزن بالقسط، إذ محاولة العبد هنا أن يكون لربه كما هو له ، وهذا معنى أمر الرب سبحانه حين قال (( وأقيموا الـوزن بالقسط ولا تخسـروا الميزان )) فإذا كان حضور العبد مع الرب كحضور الرب مع العبد ، تماما ، فقد أقيم الوزن بالقسط .. وهيهات !! ولا بأس هنا من استطراد بسيط إلى القيمة العملية من العبادة ، ذلك بأن قيام العبد في مواجهة الرب ، وقد سقطت من بينهما الوسائط، تعني اللقاء بين الحادث والقديم ، وقد رفعت من بينهما الحجب ، والحادث هنا العقل والقديم القلب ، وهو ما يعبر عنه أيضا بالعقل الباطن . وهذه الحجب هي جثث الرغبات المكبوتة على سطح العقل الباطن ، بفعل الخوف الموروث ، في سحيق الآماد، من لدن النشأة البشرية الأولى ، وهي (( الرين )) الذي وردت الإشارة إليه في قوله تعالى (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) .
    ولا يمكن أن يبلغ الفـرد الحرية الفردية المطلقة وهو منقسم على نفسه ، وبعضه حرب على بعض . بل لا بد له من اعادة الوحدة إلى بنيته ، حتى يكون في سلام مع نفسه ، قبل أن يحاول أن يكون في سلام مع الآخرين ، فإن فاقد الشئ لا يعطيه . وهو إنما يكون في سلام مع نفسه حين لا يكون العقل الواعي في تضاد، وتعارض مع العقل الباطن ، ويومئذ تتحقق سلامة القلب ، وصفاء الفكر . وبعبارة أخرى ، تتحقق حياة الفكر ، وحياة الشعور ، وتلك هي الحياة العليا .. وتوحيد القوى المودعة في البنية إنما يتم بأن يفكر الإنسان كما يريد ، ويقول كما يفكر ، ويعمل كما يقول ، وهذا هو مطلب القرآن إلينا جميعا ، حين قال ، عز من قائل ، (( يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ؟ * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) .
    وإنما يفض التعارض القائم ، بين العقل الواعي والعقل الباطن عن طريق فهم التعارض القائم بين الفرد والجماعة ، وبين الفرد والكون وقد بينا فضل الإسلام في ذلك ، وهكذا يتضح ان ضرورة فهم علاقة الفرد بالجماعة ، والفرد بالكون ، فهما دقيقا إنما تجئ من الحاجة العملية إلى المنهاج الذي به يتم تحقيق الحرية الفردية المطلقة ، ولا يتم بمنهاج سواه .
    بقي شئ .. وهو أن هنالك خطأ يتورط فيه كثير من المفكرين ، وذلك حين يظنون أن القول بالتسيير فيه سلبية والحق غير ذلك .. ذلك لأن تغطية ما سبق به القدر ، وكشف ما جاءت به الشريعة ، قد أوجبا على الإنسان العمل بأوامر الشريعة ، ونواهيها ، جهد الإتقان ، والإحسان ، ثم الرضا بعد ذلك بما عسى أن يكون مكتوبا عند الله ومقدرا ، وذلك توكلا عليه ، وثقة به - ولقد قال المعصوم (( إن الله كتب الإحسان على كل شئ ، فإذا قتلتـم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحدد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته . )) بل إني لا أعلم إيجابية تبلغ إيجابية من يعمل الواجـب المباشـر جهد الإتقان (( لأن الله قد كتب الإحسان على كل شئ )) ثم يرضى بالنتيجة مهما كانت من غير أن تذهب نفسه حسرات عند الخيبة ، أو يستخفه الفرح عند النجاح ، والله تبارك وتعالى يربينا ، في ذلك ويؤدبنا ، بقوله جل من قائل (( ما أصاب من مصيبة ، في الأرض ، ولا في أنفسكم ، إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ، إن ذلك على الله يسير * لكيـلا تأسـوا على ما فاتـكم ، ولا تفرحـوا بما آتـاكم ، والله لا يحب كل مختال فخور . ))

    من كتاب الرسالة الثانية من الإسلام..

    نعم، الأستاذ محمود لا يحتاج منا إلى دفاع، ولكننا نحتاج أن ندافع عن أنفسنا وعن حريتنا في أن نفكر كما نريد وبالطريقة التي نريد..
    ولا يأتي مثل هؤلاء التكفيريين بما جاءوا به على لسان المكاشفي.. أنظر إليه ماذا صنع بالجزء الذي التقطه من هذا النص الرائع بعاليه!!




                  

03-04-2008, 11:50 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)
                  

03-04-2008, 11:54 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    لاحظت إستعمال السيد كمال فرانكلي لعبارة "المحدود بحد الردة" في العديد من بوستاته عن الأستاذ محمود محمد طه..

    وكثيرا ما يخرج متظاهرون يرددون "الحد الحد للمرتد" كما حدث في قضية محمد طه محمد أحمد قبل نحو عام من مقتله البشع.. وقبل ذلك سمعنا المكاشفي طه الكباشي يردد في يوم 15 يناير 1985 "فقد كفر ووجب أن يُحد"..

    وأنا هنا لا أريد أن أناقش فرانكلي أو أي من مكفِّري الأستاذ محمود في ذلك، لأنني لا أرى أن الأستاذ محمود مرتد أو كافر، بل هو مسلم حتى المشاش ومن أولياء الله الكمَّل.. إسلام الأستاذ محمود عندي غير خاضع للنقاش..

    الأستاذ محمود من الذين يقولون بأن الشريعة الإسلامية اشتملت على عقوبة الردة لحديث النبي عليه الصلاة والسلام "من بدل دينه فاقتلوه" وقوله: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بواحد من ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة".. قتل القاتل تابع للقصاص وليس من الحدود، وقتل الزاني من الحدود المعروفة، أما قتل التارك لدينه فلا هو حد ولا هو قصاص وإنما هو عقوبة شرعية دون الحدود ودون القصاص.. القصاص يمكن لولي الدم أن يعفو عنه.. والتارك لدينه يستتاب ثلاثة أيام فإن أبى أن يرجع يعامل معاملة الكافر ويقتل تماما مثلما يقتل المشرك "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم".. أما حد الزنا في الشريعة فلا ترفعه التوبة ولا عفو الإمام الحاكم.. مجرد أن المرتد يمكنه أن يتوب فيرفع عنه حكم القتل لا يجعل يلحق عقوبة الردة بعقوبات الحدود..

    الحدود المعروفة في الشريعة الإسلامية هي 1/الزنا 2/القذف 3/السرقة 4/ قطع الطريق والحد الخامس هو حد السكر..

    التاريخ الديني وغير الديني يخبرنا بأن الذين تعرضوا للقتل كان منهم أنبياء ورسل وأولياء وعلماء.. وها هو القرآن يوبِّخ بني إسرائيل: "ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون"
    بخصوص الأستاذ محمود فقد نشرت الصحف قبل سنوات تحقيقا مع قائد الطائرة التي حملت الجسد الطاهر الشريف وتم دفنه في منطقة غرب أمدرمان.. ولعله مما يحسب لصالح نميري أنه لم يفعل بجسد الأستاذ محمود ما يردده فرانكلي هنا من أنه أسقط من الطائرة لتأكله السباع والنسور.. [والحق يُقال فالنميري أحسن من صدام، مثلا، الذي كان يذيب معارضيه بالحامض ويفرمهم]..

    "يوم يعض الظالم على يديه ، ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا"
    صدق الله العظيم..
    رحم الله الراحل البروفيسور علي المك فقد تحدث في الذكرى الأولى للأستاذ محمود في نادي الأساتذة بجامعة الخرطوم في يناير 1986..




    وهذا الشهيد المجاهد عمر المختار الذي قتله الإيطاليون في ليبيا عام 1931، وقام أنطوني كوين بتمثيل الدور ببراعة بالغة.. أما مشهد الأستاذ محمود فقد شاهده الآلاف من الناس وكل واحد ربما يتذكره بطريقة مختلفة عن الآخر..




                  

03-05-2008, 09:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: التاريخ الديني وغير الديني يخبرنا بأن الذين تعرضوا للقتل كان منهم أنبياء ورسل وأولياء وعلماء..




    ويقول الذكر الحكيم مصداقاً لما ذكرت :
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ
    اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة 91

    عزيزنا الدكتور ياسر

    تحية طيبة لك وقد أعدت لنا رونق الحديث والمفاكرة .
    لن أتحدث كثيراً عن رؤى التكفيريين ، في الدنيا الكثير من العقائد التي تسند رؤاها
    إلى الإسلام ،ومن يحكمون العقل غير النقلة لنصوص غيرهم .الذين يذبحون بدم بارد .

    وإنها لسانحة لنتحدث عن أن العقوبات إن سرنا على الدرب والمنهاج الذي كشفه الأستاذ ،
    فإنها تنتمي للرسالة الأولى ، التي لم تقدر على الرفعة في الإسماح ، وانتهجها النبي
    في خاصة نفسه .

    تلك ما أرى أن الأستاذ كان بصدد تحقيقها في مقبل أيامه لولا القتلة الذين يرتدون ستر الدين
    ليستروا عريهم من الجريمة النكراء البربرية التي تمت وتتم في حق الأستاذ محمود وفي حق كل من طالته
    جرائم البتر والنفي من الدنيا وقطع الأطراف ، فكلها تنتمي وفق التسلسل المنطقي
    للرسالة الأولى ، رسالة مجتمع المدينة .

    فهل يا ترى أصبنا في زعمنا أن العقوبات تنتمي لعصر المدينة لا عصر الرسالة الثانية وهي في
    طور مخاضها ....

    نأمل المساهمة والمفاكرة ، لأنني كنت أرى أن تلامذة الأستاذ ومشاركوه الفكر هم أول من عليه واجب إتمام العمل
    الذي نذر له حياته كلها .
    وإني أرى منهاجه واضح لا لبس فيه

    ****
                  

03-06-2008, 10:30 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)



    ويقول الذكر الحكيم مصداقاً لما ذكرت :
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا
    وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ
    اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة 91
                  

03-06-2008, 12:10 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لن نستطيع هزيمة التكفيريين لو ازورَّ المثقفون عن مواجهتهم.. (Re: عبدالله الشقليني)

    أخي العزيز عبد الله الشقليني،

    تحية طيبة


    Quote: وإنها لسانحة لنتحدث عن أن العقوبات إن سرنا على الدرب والمنهاج الذي كشفه الأستاذ ، فإنها تنتمي للرسالة الأولى ، التي لم تقدر على الرفعة في الإسماح ، وانتهجها النبي في خاصة نفسه .

    لا أدري إن كنت سأفلح في تبيين وجهة نظري في هذا الموضوع الحيوي..
    بالرغم من أن مسألة الحدود والقصاص ثابت من نصوص الأستاذ محمود أنها لا يلحقها تطوير إلا فيما يخص التوسع في درئها بالشبهات، إلا أنني في نفس الوقت لا أجد نفسي متفقا مع شخص يريد تطبيقها وهو ليس بالمسيح المنتظر..
    في تقديري أن دعوة الأستاذ محمود التي استشهد في سبيل التدليل على صحتها لن يستطيع أحد أن يطبقها في مداها كله إلا أن يكون هو المسيح المنتظر..
    إذن ماذا نستطيع أن نطبق من الإسلام اليوم؟؟ الإجابة نستطيع أن نطبق ما يتفق مع ما توصلت إليه البشرية حتى الآن من أعراف صالحة تمثلت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل الإتفاقات العالمية التي تحترم الكرامة الإنسانية وتمنع الظلم والبغي..

    Quote: تلك ما أرى أن الأستاذ كان بصدد تحقيقها في مقبل أيامه لولا القتلة الذين يرتدون ستر الدين
    ليستروا عريهم من الجريمة النكراء البربرية التي تمت وتتم في حق الأستاذ محمود وفي حق كل من طالته
    جرائم البتر والنفي من الدنيا وقطع الأطراف ، فكلها تنتمي وفق التسلسل المنطقي
    للرسالة الأولى ، رسالة مجتمع المدينة .

    الأستاذ محمود كان متسقا مع فكرته تماما في الجانب النظري إلى آخر لحظة من حياته بين الناس، ولكنه جسَّد الفكرة في حياته وفي الطريقة التي قَبِل راضيا أن يواجه بها خصومه، وهي الإستعداد للموت في سبيل التدليل على يقينه بصحة ما يقول.. وقد شهدنا جميعا أن وقفته تلك كانت في سبيل منع نظام النميري من تطبيق عقوبات الحدود.. إذن ليس هناك ما يمنعنا من الوقوف بصلابة ضد تطبيق هذه العقوبات في السودان وفي أي مكان في العالم.. وهذا يتفق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص في مادته الخامسة:
    Quote: لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة.

    وباللغة الإنجليزية
    No one shall be subjected to torture or to cruel, inhuman or degrading treatment or punishment.

    وبالفرنسية
    Nul ne sera soumis à la torture, ni à des peines ou traitements cruels, inhumains ou dégradants.
    بالأسبانية:
    Nadie será sometido a torturas ni a penas o tratos crueles, inhumanos o degradantes.
    بالروسية:
    Никто не должен подвергаться пыткам или жестоким, бесчеловечным или унижающим его достоинство обращению и наказанию.

    بالألمانية:
    Niemand darf der Folter oder grausamer, unmenschlicher oder erniedrigender Behandlung oder Strafe unterworfen werden.

    وبلغة الدينكا بادانغ
    Raan thok eben aciben e lëëŋ kemen bi köuc yöŋ ci min elai,keme bi joor bi ci thëk
    وبلغة الهوسا
    Ba wanda za a yi wa azaba, ko a yi masa hukunci ko horo wanda bai dace da dan-adam ba, ko wanda zai kaskanta shi.
    [ملحوظة: الإعلان مكتوب بـ 335 لغة]

    Quote: فهل يا ترى أصبنا في زعمنا أن العقوبات تنتمي لعصر المدينة لا عصر الرسالة الثانية وهي في طور مخاضها ....

    نأمل المساهمة والمفاكرة ، لأنني كنت أرى أن تلامذة الأستاذ ومشاركوه الفكر هم أول من عليه واجب إتمام العمل الذي نذر له حياته كلها .
    وإني أرى منهاجه واضح لا لبس فيه

    بإعتبار أننا نعيش الآن في عصر مخاض الرسالة الثانية، بحسب عبارتك البليغة، فأنا كما قلت سابقا، أقف بشدة ضد هذه العقوبات، وأطالب بإلغائها في الدول التي تطبقها وبخاصة في بلدنا السودان.. وكما قلت، هذا هو عين ما فعله الأستاذ.. والسؤال هو: هل نستطيع أنا وأنت، أن نقف في وجه تيار الدعاة السلفيون، وبخاصة السلفيون الجهاديون، الذين يقتلون بدم بارد كما قلت؟؟ ويكفِّرون كل من لا يقول بقولهم؟؟ هذا يرجعنا إلى تعليقك في بداية المداخلة:
    Quote:
    لن أتحدث كثيراً عن رؤى التكفيريين ، في الدنيا الكثير من العقائد التي تسند رؤاها
    إلى الإسلام ،ومن يحكمون العقل غير النقلة لنصوص غيرهم .الذين يذبحون بدم بارد .

    الدفاع عن الحرية ليس فرض كفاية [بحسب تعبير الفقهاء] إذا قام به البعض سقط عن الباقين.. وإنما هو فرض عين على كل مثقف مؤمن بحرية الإنسان وبكرامة الفكر.. لن نستطيع هزيمة التكفيريين لو ازورَّ المثقفون عن مواجهتهم وكشف زيفهم وتعاليهم وتكبرهم.. نقول لهم أن الشريعة الإسلامية غير صالحة للتطبيق اليوم بصوت مرتفع وبإرادة قوية..
    ونضع يدنا مع المجتمع الدولي بكل قوة لمحاربة الإرهاب والإرهابيين الذين يخدِّرون كثيرا من المسلمين والعرب بحجة النصوص وبحجة ما مضى من الإسلام، وما علموا أن الإسلام لن يعود بوجهه القديم..
    وباستطاعة المثقفين أن يستفيدوا من حجج الفكرة الجمهورية في هزيمة السلفيين ودعاة الشريعة الإسلامية.. بهذه الطريقة قد نتمكن من الخروج من النفق المظلم الذي تعيش فيه مناطقنا ودولنا، وبخاصة السودان..
    ولك شكري
    ياسر
                  

03-06-2008, 03:58 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)




    العزيز الدكتور ياسر الشريف

    منذ أيام الجامعة ، كنا نستمتع بدفء حديث الدكتور دالي و كان حينها طالباً . أجلس مع الصديق حسن ختام في حضرة رواية الكلام وفلسفة الحديث ، وتقف كلها في وجه أذهانٍ ممسوخة إن كشفت لك نفسها لوليت منها فرارا . نعم إن الصراع بين الحضيض والعُلا يُكشف أين نقف في فلك الإنسانية أم في قرون ما قبل التاريخ .
    لعلها دعوة صحيحة أن نقف في وجه هؤلاء المسخ ونطرق رؤوسهم الصماء بمنطق العصر ، والذهن تحجر والإنسان منهم انخفض دون القردة العُليا !!!!
    كنت في ذلك الزمان لا أطيق صبراً على المنطق ( الخِلاقة ) كما تقول الجدات . كنت أرى النقاش مع هؤلاء ضرباً من الجنون :
    عندما يقولون لك " لا اجتهاد مع النص "
    وتحكي عن عام الرمادة و وقف قطع اليد ...لا يقولون شيئاً ،
    وعندما يتحدثون عن العورة والفُحش واتهام الغزل بالمجون والشعراء بالعُهر ، تجد النبي الكريم جالساً في عتبات التاريخ يستمع للشاعر كعب بن زهير بن أبي سُلمي يُشعر :

    هيفاء مُقبلة عجزاء مُدبرة ..لا يُشتكي قصر منها ولا طول

    فتخلع النفس الذكية البُردة ويلبسها الشاعر الذي كان قبل اللقاء مهدور الدم .

    أين نحن من هذه الأجيال الممسوخة والتي حرمت على نفسها نعم الحرية
    الحديث معك متعة وإن لم يكتمل .

    وللعقوبات حديث عميق وهو ذو شجون
    وأمرها معلق يحتاج مثابرة

    لك شكري أيها النبيل

    ***
                  

03-11-2008, 08:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: العزيز الدكتور ياسر الشريف

    منذ أيام الجامعة ، كنا نستمتع بدفء حديث الدكتور دالي و كان حينها طالباً . أجلس مع الصديق حسن ختام في حضرة رواية الكلام وفلسفة الحديث ، وتقف كلها في وجه أذهانٍ ممسوخة إن كشفت لك نفسها لوليت منها فرارا . نعم إن الصراع بين الحضيض والعُلا يُكشف أين نقف في فلك الإنسانية أم في قرون ما قبل التاريخ .
                  

03-13-2008, 11:00 PM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الفاضل الشقليني

    اين انت يا جميل

    لطفي
                  

03-15-2008, 05:41 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Abu Eltayeb)

    الحبيب أبو الطيب :
    القلب المُحب لا ينام
    أهلاً بك
                  

03-21-2008, 05:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Abu Eltayeb)

    Quote: الفاضل الشقليني

    اين انت يا جميل

    لطفي
                  

03-25-2008, 12:26 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    قرأت هذه المداخلة من الأخ "نبتة" Nabta في أحد بوستات فرانكلي وأحب أن أضعها هنا:

    Quote: الاستاذ محمود محمد طه وفدائيته الباسقه لن ينال منها أمثال هذا البائس ربيب الإصوليه .مثل هذا البائس وكتابته الصفراء واجهها الاستاذ الشهيد فى يوم الفداء متمثلة فى هتافات الغوغاء و دهماء الهوس الدينى فطاف مسيح القرن العشرين بعينيه على الجموع و غفر لهم جهلهم وغوغائيتهم قبل أن يعمد بدمه درب النجاة لهؤلاء البؤساء الذين ما دروا بانهم يقتلون مخلصهم.يختلف كتير من الناس مع محمود حول أفكاره مع إيمانهم بحقه فى نشر هذه الافكار ولكن لايختلفون فى أنه بموته أعطى الإستشهاد معنآ آخر هو من حظ المخلصين والقديسين الذين هم كالجواهر النادره توشح ثوب الوجود البشرى من مبتداه.
    إنه رجل جدير بالإحترام والتبجيل وفيه تمثلت بشكل ساطع كل معانى الشجاعه والفداء فى درجاتها القصوى ...رجل قال فكرته وحينما أرادوا مساومته إختار طوعآ فناء جسده مقابل ديمومة الفكره فكان له ما أراد .إنكم يا بؤساء الإصوليه لم تقتلوا محمود محمد طه ولم تحدوه ولم يشبه لكم وإنما هو وبكامل إختياره أسلمكم جسده لتبقى كلمته تهزم كل يوم ضلالاتكم وترهاتكم وتلوح أمام نواظركم يا عمى البصيرة مشنقته منصة إنطلاقه الى العلا ولن يتجاسر أحدكم ليعتليها.هو حى مكتوب إسمه فى سجل الخالدين مخلصى البشريه ما بقى على ظهر الأرض بشر وأنتم جيف تسعى بين الناس لتنشر النتانة و القبح
                  

03-25-2008, 07:10 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزنا الدكتور ياسر
    شكراً لك أن جلبت الرد على التباهي بالقتل الذي يبرره صاحبه تحت مسمي يتعلق ليس بحقوق الغير ، بل بحق الرؤية والعقيدة ، وهو طرب للقتل بسبب الرأي ، وأن يجهر به صاحبه في وجه الصحائف لهو إذلال لحرية لا يستحقها صاحبها ، واستخفافاً بمبدأ إنساني : هو تنتهي الحرية عند حقوق الآخرين في اعتقاد ما يشاءون ، والأعجب أن يقتل من تختلف رؤياه في تأويل ذات الدين !!!!
    شكراً لك
                  

03-31-2008, 11:24 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    إلى الأعلى ..
    -------------

    ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض )

    صدق الله العظيم .
                  

04-01-2008, 05:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    Quote: إلى الأعلى ..
    -------------

    ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض )

    صدق الله العظيم .


    شكراً لك أيها الصادح بالحق :
    مأمون أحمد إبراهيم


                  

04-01-2008, 05:35 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    للأحباء هنا :


    خط الشاعر الفخيم : عالم عباس محمد نور مرثية شعرية في العام 1985 م ،
    وردت في ديوانه " شعاع من شمس المعشوق إلى قمر العاشق "
    وسماها صاحبها :

    السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني
    " إلى روح الشهيد محمود محمد طه "

    وهذا مطلعها :



    الجوهرة

    كدأبِكَ ما تنفكُّ أجلَىَ وأَضْوَاُ
    وغيرُكَ في الأوحال يخبو ويصدأُ
    وشأوُكَ عالٍ لا تُرام سماؤُهُ
    وما أدركوا إلاَّ الذي مِنهُ تبْدَأُ

    الثمرة

    والشجرُ إذا يُسقى من ماءٍ آسِن
    ماذا يطرَحُ غيرَ الثمرِ الآسنِ

    الفعل

    وفي الدار شجعانُ الأقاويلِ جَمَّةٌ
    و لَكنَّ شجعانَ الفعالِ قليلُ
    فإن قُلتُ قولاً لا تموتُ وراءَهُ
    ليحيا ، فلا معنى لِما ستقولُ

    ***
                  

04-04-2008, 06:51 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني
    " إلى روح الشهيد محمود محمد طه "
                  

04-04-2008, 09:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    لك التحايا النواضر يا عزيزي الشقليني.. هذه القصيدة نشرها صاحبها في منبر الفكر الحر في عام 2004 وأيضا نشرها في سودانايل.. أهديها إلى هذا البوست الفخيم.. وأحيي الدكتور معتصم سيد أحمد في كل صبح ومساء وأرجو أن يكون بخير..

    Quote: قصيدة إلى العارف بالله الأستاذ محمود محمد طه
    د. معتصم محمد سيد أحمد/بيروت
    [email protected]

    يا صاحب الطوفان هذا شرعهم** من لم يكن منهم يكن زنديقا
    مصوا دماء الشعب فهى قصورهم** طالت علوا شاهقا وسحيقا
    آتاك ربي العلم فكرا صادقا ** فبخلق أهل الحق كنت خليقا
    لم يسمعوك و لم يعوا ما قلته ** بل زوروه وكذبوا تلفيقا
    جعلوا أكفهم على آذآنهم ** وأتوا بران بالقلوب لصيقا
    لبسوا لباس الدين للدنيا هوى ** ورأوا بصدقك عائقا ومعيقا
    فتدبروا أمرا فنضح اناؤهم ** وأتوا عليك بحكمهم تطويقا
    ودوا لو أنك ساجدا مستشفعا ** فيباد جمعك كله تفريقا
    فجهرت قول الحق في قاعاتهم ** بهت القضاة مشيرهم وفريقا
    لا خوف لا طمع بقلبك سيدا ** متعبدا حرا فصرت طليقا
    فكشفت عن حوض المعارف حجبها ** و سلكت درب العارفين طريقا
    ترجو الاله وسالك في دربه ** فدنوت من قوسين كنت مطيقا
    حسبوك من حبل المشانق جازعا ** فشددته لله أنت وثيقا
    حشروا فنادوا تلك أبشع موتة ** وكذا سيذهب فاسقا هرطيقا
    سترون نعلا طائشا من محدث ** عاض لسانا بارزا ومريقا
    ناداك ربك عندها من تحتهم ** أن الق حبلك غالبا صديقا
    فوقفت بالوادي المقدس في تقى ** رجلا نقيا طاهرا وأنيقا
    و خلعت نعلك للاله تأدبا ** و مشيت نحو الله أنت رفيقا
    ما زاغ بصرك في المنصة ما طغى ** هي سدرة للمنتهى تصديقا
    جاء التجلي عندها في نوره ** وكساك ثغرا باسما ورقيقا
    فصعدت في المعراج لطفا رائعا ** وذهبت اسراء له تحليقا
    وأتاك كوثر عابقا في مسكه ** وسقاك مختوما صفا ورحيقا
    والروح كانت في المقام بقربه ** ومقام محمود كفى تشويقا
    (د. معتصم محمد سيد أحمد) القاضي
    الجامعة الأ مريكيه في بيروت ، لبنان
    فبراير 22/2004
                  

04-05-2008, 10:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Yasir Elsharif)

    [QUOTE


    ]لك التحية عزيزنا الدكتور ياسر ،
    آمل أن أجد الوقت لتكملة مقارنة بين رؤى ابن عربي
    والأستاذ
    محمود محمد طه

                  

04-12-2008, 03:45 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    **************
                  

04-19-2008, 11:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Sabri Elshareef)

    العزيز صبري
    الشكر لرفع البوست
                  

05-01-2008, 12:12 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

04-21-2008, 11:09 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    بوست يحتاج ان يتصدر اعلي المنبر العام
                  

05-02-2008, 07:46 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: بوست يحتاج ان يتصدر اعلي المنبر العام






    نعم يستحق هذا الملف أن يكون عنواناً يتصدر المنبر



    ***
                  

05-29-2008, 08:16 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    نعم يستحق هذا الملف أن يكون عنواناً يتصدر المنبر
                  

05-03-2008, 09:32 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

05-09-2008, 10:03 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: نعم يستحق هذا الملف أن يكون عنواناً يتصدر المنبر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 8 „‰ 8:   <<  1 2 3 4 5 6 7 8  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de