من قاموس اللجهة العامية البقارية .. أختبر معرفتك بالبقارة؟

Quote: الدرملي.. اصل الغناء الكورالي.. حينما دخلت جامعة الخرطوم.. في 1988.. كانت الأسابيع الثقافية عامرة..و منتشرة.. اول مرة حضرت كورال الجبهة الديموقراطية.. و هو مكون من طالبات و طلاب الجامعة.. ادهشتني فكرة الغناء الجماعي..و الأداء المميز.. طبعا كل الأغاني هي اغاني وطنية و حماسية..طبعا الواحد بدون ما يشعر انجذب لهذه النوعية من الغناء.. و كان سر غريب.. سرعان ما اكتشفته..فانا قدمت من بيئة.. تتميز بالجماعية في كل حاجة.. النفير.. الفزع..المناسبات.. ختة الفريق.. المسار.. التسوق.. الخ.. تذكرت الدرملي..و صرت أسأل الناس في الجامعة.. البعض يظنها اكلة.. البعض يظنها منطقة..والبعض يظنها كلمة اعجمية..لا معنى لها.. مطلقا لم يقل احدهم بأنها لعبة أو رقصة..ناهيك عن ربطها بثقافة الكورلات..و الغناء الجماعي.. و حينما بدأت بشرح الحكاية لبعض الأصدقاء و الصديقات.. اصابتهم الدهشة..و في نفسي خرجت بالحقيقة التي اهاتي بها حتى الآن ..و هي أن مشكلة السودان الأساسية.. أن الناس لا تعرف بعضها البعض..ناهيك عن حاجات الناس و ثقافاتهم..و طبعا دي خلاصة التمركز.. و المركزية الثقافية.. يعني كل وسائل الإعلام .. مشغولة بتقديم لونية واحدة للتراث..و قد نجد لهم بعض الأعذار.. قلة الإمكانيات.. قلة الباحثين و الباحثات..و عدم الإستعداد للسفر..و مباراة الضعائن..و الفرقان.. في المجاهل الوعرة..المهم.. لا ادري أصل مفردة الدرملي..و لكني أفهمها كمصطلح..و هو تعبير عن الغناء الجماعي .. الذي يشترك فيه الرجال و النساء..و غالبا ما يكون موضوعه الحماسة..او المناحة.. في مناطق المسيرية.. يسمى بالرنة..و يشترك في الأداء الرجال و النساء..و يكون الوضع في شكل صفوف قصيرة (اربع افراد.. مثلا) تتابع..أما في منطقة الحوازمة.. فيكون الروق واحد.. اوله فتاة..يليها شاب..تليه فتاة..و هكذا.. المدهش في الأمر .. فطرة الناس و سلامتها في تنسيق الأصوات.. الرخيمة و الغليظة..و تقسيم الدخول بصورة منظمة..و اداء المقاطع.. غالبا ما ترقص الرنة (عند المسيرية) و الدرملي (عند الحوازمة) في نهاية مناسبة الفرح..في مناطق المسيرية.. يطوف الراقصين و الراقصات .. سبع مرات حول بيت المحتفى به.. هناك نصوص كثيرة لأغنيات الدرملي..و لكن اشهرها اغنية الجنزير التقيل..و هي منتشرة في مناطق المسيرية و الحوازمة..و الثابت هو صدر الأغنية: الجنزير التقيل .. البقلا يا تو البي يعوقد نارا.. بدفاها هو يا ولد ام درجات المأصل ماك نفو اليوم الحار الزول بيلقى اخو.. ثم بعد ذلك تضاف اشياء و اسماء..و هي اسماء فراس و شجعان و كرماء..و تتغير بمرور الزمن.. غالبا ما تؤدي هذه الرقصة في وقت المغربية.. باعتبارها خاتمة.. الغريبة يا ابو ريم.. حضرت لي مناسبة في سنة 1989..و الصدفة.. كان الدرملي ختامها .. و كان ذلك في ضواحي لقاوة.. بعد شوية سجالتي قعد يلكزوني..و انا ما جايب خبر.. و كانت الأغنية اسمها "جيب ملاح"..و انتهت الحفلة وزولك ما جايب خبر.. و في زمن التعليلة "الونسة المسائية" اصحابي قعدوا يقرقوا علي.. كيف البنات و الصبيان بغنوا فيني..و ما هزيت فيهم..! ضحكت و قلت ليهم نسوي حفلة تاني ..و ابشر.. فيكم..! عوجة.. ناس تغني في ناس..و الناس ما جايبة خبر.. الشكر لأخونا الفنان الأستاذ عباس عبده..و هو من الباحثين المجدين.. فلقد طاف في كل بوادي الحوازمة و المسيرية.. لجمع اغنيات التراث..و لديه ذخيرة جيدة.. و عباس له فلسفة خاصة جدا في هذا الأمر.. فكان يصر على عدم ادخال الآلات الموسيقية .. باعتبار أن المنتوج منتوج صوتي..ولا يتقيد كثيرا بالآلة الموسيقية.. حتى آلة العود فلقد استخدمها على مضض..أما الكمان.. فعنده.. له صلة بأم كيكي..و التي اظنها هي الأصل الأول للكمان..و عباس ايضا تشكيلي .. و عباس عبده هو اول من قدم الجنزير التقيل..و التي التفتت لها مجموعة ساورا( عن طريق اخونا ربيع).. ثم غنتها الأستاذة منال بدر الدين.. بعد معالجة اخونا الجيتاريست أحمد تاور " شقيق محمود"..ثم قدم عباس عبده.. ام كحيل..النسيم المرا بالليل.. بكيت كتير ..و التفتت لها ساورا.. ثم غناها محمود عبد العزيز لاحقا..و كذلك اغنية " حرة مأصلة .. جميلة مفصلة.. بيت امك يا حوه.. مدينة منورة"..و التي تغنى بها اخونا الفنان هاشم بابنوسة.. في الثمانينات نشط اخونا عباس عمر..و كان من فناني مدينة الأبيض..نشط في تنويت و توزيع أغنيات السيرة في مناطق الحوازمة.. خاصة اغنيات مثل "ولد الغالي عرسو.. سمن البار ريسو"..و " فاطنة بت النبي..يا محمد تعالي"..و اخر حفل حضرته لعباس عمر .. هو مناسبة زواج اخونا دكتور عبد الله اسماعيل.. في الثمانينات ايضا .. نشط اخونا الفنان جمعة عبد الله " من فناني مدينة الدلنج" في تجميع و تنويت بعض من اغاني النمانج..و اداها بصورة جيدة.. لكن التوثيق لم يكون موجود..و ضاع جهده..و نتمنى ان نلتفت اليه.. نشوفكم تاني.. يا ريت واحد يلحقنا بأغنيات البن..