الصيد في بحر الدم: الحزب الشيوعى يعارض إتفاق أبوجا، نقلاً عن صحية السودانى

Quote: الصيد فى بحر الدم !!! عادل الباز امس الاول، اوغل السيد قطبى المهدى فى سراديب الفتن. أسال الله ان يرفق بحال السودان ويجعل اهل الانتباهة اكثر رأفة بحال البلد الذى لاتنقصه سوى انتباهة نخبه لما آل اليه حاله . شهدت اروقة الحزب الشيوعي السوداني نشاطا عجلا تمخض عن بيان يوضح موقف الحزب من اتفاق ابوجا, ولعمرى انها لسرعة مدهشة. انتظر المؤتمر العام للحزب اربعين عاما ولم يجد قرارا يقضى بانعقاده حتى لحظة كتابة هذا المقال!!. فى تقرير جيد اعدته الصحفية النابهة صباح احمد، ونشر فى هذه الصحيفة بالامس، قال كمال الجزولى (عضو الحزب الشيوعى ( وجدت نفسى رغم كل المآخذ على نيفاشا مجبرا على قبولها لمجرد انها اوقفت الحرب، وبنفس القدر اجد نفس مضطرا لقبول هذا الجانب فى ابوجا ).لأن كمال الجزولى شاعر ذو حس انسانى رفيع، حدق فرأى فى وريقات ابوجا ان نهرا من الدم سيجف، وهذا هو بيت القصيد فى المسألة كلها، ولكن للاسف سياسيونا بلاحس، لم ينظروا لابوجا الا من زاوية خسائرهم ومكاسب الحكومة، ثم طفقوا يصطادون فى بحر الدم . كان حريا بالحزب الشيوعي ان يحتفي بأبوجا، لان من كابد آلام مخاضات الدم،يدرك ان لاسلطة ولا ثروة تعادل ازهاق نفس واحدة. لماذا عارض الحزب الشيوعى اتفاق ابوجا ؟ . اكد بيان الحزب ان هذا لاتفاق جاء مخيبا لآمال الشعب السودانى، وبشكل خاص محبطا لتطلعات اهل دارفور الذين قدموا تضحيات جمة للوصول الى اتفاق مناسب يتوافق مع مطالبهم العادلة فى قسمة الثروة والسلطة). انتهى النص). من اين للحزب الشيوعى ان الشعب السودانى كله محبط من الاتفاق ؟.بل من اين له ان شعب دارفور محبط.؟.لقد وقع قسم من اهل دارفور على الاتفاق وسيحتفلون غدا فى حسكنيتة به !!. الجزء الذى لم يوقع يدفع الآن بواسطة المجتمع الدولى وكل الحريصين على اهل دافور ليلتحق بالاتفاق ؟. القبائل العربية قالت انها ليست جزءا من الاتفاق، وهذه حقيقة ولكنها رحبت بوقف القتال وتنتظر نتائج مؤتمر الحوار الدارفورى -الدارفورى، الذى نصت عليه ابوجا..الشعب السودانى بلا شك سيكون سعيدا لو اوقف هذا الاتفاق نزيف الدم فى دارفور، ولو جزئيا. لو ان الحزب الشيوعى كان ذا افق لرحب بابوجا واعتبرها خطوة، ودعا لمزيد من المكاسب لاهل دارفور . ولكنه فى غمرة صراعاته وعداواته مع الانقاذ،أصابه صمم وعميت بصيرته عن رؤية اى خير جاء به الاتفاق لاهل دارفور. هل كل ما ينقص اهل دارفور هو ان يصبح عبد الواحد نائبا للرئيس وتعويضات لاتغنى شيئا و«شوية مناصب لاتسمن ولاتغنى من جوع». هل هذه هي كل طموحات اهل دارفور التى يقيم عليها الحزب الشيوعى هذا المأتم؟ .آلاف اليتامى ليسوا هم القضية, آلاف المشردين لايعنون الحزب الشيوعى!!!. يعارض الحزب الشيوعى الاتفاقية «لانها ثنائية » وهى شبيهة بنيفاشا فى ثنائيتها، وهى ايضا شبيهة بها فى الضغط المكثف الذى مارسه العنصر الخارجى لفرضها. وهى اكثر نقصا وضعفا برفض حركتى العدل والمساواة وتحرير السودان جناح عبد الواحد التوقيع «.انتهى النص» . ونسأل اولا ماذا لو وقع غدا عبد الواحد وخليل وهما لايمثلان شعب دارفور كما اكدا بنفسيهما، ولكن ماذا لو وقعا، هل سيراجع الحزب الشيوعى موقفه من الاتفاق؟.قاتل الله العجلة !!.وما لها ثنائية نيفاشا ؟ اولم تدخل نوابا من الحزب الشيوعى للبرلمان؟ اوالم تتح للحزب الشيوعى خروجا كريما من تحت الارض لممارسة نضاله التاريخى فوقها ؟ . اولم تعطِ افقا اوسع للحركة السياسية وهامشا للحريات . وهى كلها مهام عجز المناضلون الذين فوق الارض وتحتها طيلة ستة عشر عاما عن انجازها.؟.لو كانت السياسة تجرى بمسؤولية لاحتفل الثنائى: حزب الامة والحزب الشيوعى بهذه الاتفاقيات الثنائية، لانها اعطتهما مالم يستطيعا ان ينجزاه بنفسيهما وبصحبتهما جوقة التجمع. ستة عشر عاما حسوما اهدرها الشعب السودانى فى انتظار معارضة لم تقوَ على تسيير مظاهرة ضد النظام . الغريب ان السيد الصادق يعيب على الاتفاقية انها صناعة خارجية، ويدعو فى ذات الوقت للتدخل الدولى!!!.لوكنت مكان الحزب الشيوعى لا ثنيت على المجتمع الدولى الذى اكره الانقاذ على ان تعطى بعضا من مقاعد البرلمان للحزب، ووفرت له شيئا من الحرية ليخرج بياناته وكوادره للعلن . اخيرا يقول بيان الحزب الشيوعى « كما لم يرد النص المحدد للآليات التى يتم بها نزع سلاح الجنجويد وإلقاء القبض عليهم، وتقديم من اجرم منهم فى حق اهل دارفور للمحاكمة».انتهى النص . الذين صاغوا هذه الفقرة من المؤكد انهم لم يطلعوا على الاتفاق، وهم بهذا يستحقون القبض عليهم قبل الجنجويد لانهم اجرموا فى حق حزب عريق . كيف لحزب مسؤول ان يصدر بيانا اويوكل لمجموعة لم تقرأ الاتفاق اصلا مهمة صياغة بيان عن الاتفاق. هل هذا حزب نثق فى حكمته وقدراته فى نقد الاتفاق؟.ارجو ان يعيد الحزب قراءة الفصل الثالث: وقف إطلاق النار الشامل والترتيبات الأمنية النهائية المادة 22 مبادئ عامة. والمادة (27 ) فكّ الارتباط وإعادة الانتشار والمراقبة المحدودة للأسلحة.كما ارجو معاقبة هؤلاء المستهترين بسمعة الحزب وتاريخه. بالطبع لا آمل فى مراجعة الحزب لمواقفه من ابوجا، فالتاريخ علمنا ان احزابنا تتراجع فى كل شئ، ولكنها لاتراجع اىا من مواقفها، لا ماضيا ولا حاضرا.