مجال للضحك أو التأمل: ما يكتب على حائط المرهاض يطابق ما يكتب علي الأنترنت، أقرأوا هذا السجم!

Quote: عن واقع المثقف السوداني الممسوخ//عبدالغني بريش اللايمى//أمريكا سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 21/3/2006 8:01 م بسم الله الرحمن الرحيم --- عن واقع المثقف السوداني الممسوخ//عبدالغني بريش اللايمى//أمريكا من حسنات العلم في السياسة والإنفتاح ان موقع سودانيس اون لاين موقع متميز في اسلوبه وافكاره وجرأته ، وعندما نقرأ فيه خبراً مفاده ان الالاف القراء السودانيين سجلوا دخلوهم الى الموقع فهذا خبر جيد ودليل نجاح الموقع ويبعث على الأمل بشأن الخدمات المقدرة المقدمة من الاخ بكري ابوبكر واخرين في مجال الانترنت والكومبيوتــر لتنوير أفكار السودانيين الذين يعيشون في ظلام فكري دامـس بسبب تنشئتهم الأجتماعية على شاكلة معينة من جانب، والرقابــة المتشددة التي تضربها حكوماتهم على مسالكهم الفكري من جانب اخر فلا يجوز اطلاقا أن يحيد احدا خاصة في داخل السودان عن الخطوط المرسومة له حكوميا والتي غالبا ما تكون ممسحة ببعض المظاهر الظلامية 0 إن ظهور أجهزة الأنترنيت والستلايد والفضائيات الناقلة للاحداث والاخبار عبر القارات وبسرعة هائلة اصبحت مصدر قلق عظيم وكبير للحكومات الرجعية القمعية المتخلفة و يقوم الذين يكرهون التطور والعلم والتكنلوجيا بمنع واغلاق مصادر هذه المعلومات وحجبها واخفاءها عن الناس وعلى سبيل المثال عندما كان حامل شهادة دبلوما سنتين السيد (الطيب مصطفى مديرا لشركة الاتصالات السودانية )حاول بكل الوسائل غير المشروعة التشويش على سودانيس اون لاين لكي لا يتصفحها القراء لان ذلك قد يؤدي الى معرفة الحقائق التي يخفيها النظام على الشعب - لكنه لم يستطع الصمود أكثر في وجه الرياح العلمي القادمة والتي حطمت أبوابه ودخلت رغماً عنه سوداننا 0 ان الرجعية السودانية المهزومة تريد كل شئ من شعوبها حتى المستحيلات كأن تجبرها مثلا ان تترص في صفوف طويلة لمبايعة شخصا ما إماما عليهم وهو لا يصلي الآ في مناسبات دينية،او ان يطلب منهم تأييد ديكتاتورا أميا متسلطا متكرشا لم يتصفح صحيفة ما قط في حياته قادما على ظهر دبابة رئيسا عليهم - ومع ذلك لايريدون كل ما من شأنه أن يفتح ما انغلق من عقول السودانيين وينـوّر ما أظلم منها0 ومن جانب اخر مايـبعث على القلق والتشاؤم هو وجود أميين بين السودانيين لايجيدون القراءة والكتابة أصلاً وليس ذلك فحسب بل تعليم مثل هؤلاء لايحل القضية كلها فالطريق سيظـل طويلاً وشاقاً جداً لتنويرهم وتوجيههم وتعريفهم بالمتطلبات العصرية وفوائد التكنلوجيا ،فهناك طبقة تعتبر نفسها " مثقفة " بين السودانيين ومن بينهم خريجــو جامعات وكليات ومعاهد أو نالوا شهادات دراسيـة عليا ، وهي في الحقيقة ليست في المستوى المطلـوب من الثقافة(خاصة الذين تخرجوا في عهد الانقاذ تلك الجامعات والمعاهد التي لا تصل في مستواها الى مستوى الخلاوى الدينية وهي تفتقر الى ابسط متطلبات افقر جامعة في افريقيا السوداء، وقد جاءت الجامعات السودانية في المرتبات الدنيا افريقيا وعالميا في دراسة قامت بها منظمة اوروبية امريكية مشتركة لتقدير مستوى الجامعات في العالم) فأساس تفكير هذه الطبقة مبني على أسس غيــر عملية بمعنى إن تفكيرها أعوج التأسيس إذا صحت العبارة فهي على سبيــل المثــال لا الحصر تقوم بترجيع عجلة التطور والتقدم الى الوراء وذلك بتفسيرهم الظواهر الدينية والسياسية تفسيراً متخلفاً وسطحياً مبنياً علـى أساس ماسمعوه في صغرهم من جهلاءهم ومسايرين ما نشـؤوا عليه وبذلك يكونون طلاب مطيعين لأسلافـهـم الجهلاء -- يرفضون فك أغلال الماضي ويرفضون التغيير نحو الأحسن ونبذ ما هـو غير ضروري والتخلي عن ما هو ضار بالمسيرة الحضاريـة للإنسان --فمثلا رفضت هذه الطبقة مشروع السودان الجديد الذي تبنته الحركة الشعبية والذي ينادي بالمساواة والعدالة والوحدة ومواكبة ما تطرأ على العالم من تغييرات رفضا باتا لانها تخشى تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها لهم الاسلاف 0 إن أُسس التفكير الإيجابي يمكن تـثبيتها في عقلية الشخص منذ الصغر وإدخال هذه المبادئ في مناهج التعليم المدرسية على ان تكون افكار مجردة مــن كافة الانتماءات الدينية والقبلية والطائفية و العائلـــية وعدم التعصب لان محاكاة الأسلاف معناه بقاء الوضع علـى ما هو عليه من تأخر عن اللحاق بركب الحضارة -- وفي سوداننا حتى اليوم هناك اعتقاد واسع في الاوساط الرجعية ان هناك فروقات كبيرة وواسعة بين الشعوب السودانية لذلك تتمسك قبائل بعينها بالسلطة والثروة والسلاح وتحتقر وتسيئ الى بعض القبائل انطلاقا من التفكير الرجعي المؤذي جدا -- فهذه التربية الرجعية المتخلفة اشعلت نيرانا وفتحت جروحا عميقة تصعب التئامها على المدى المنظور فالحروبات التي شهدها بلادنا منذ الخمسينيات القرن الماضي ترجع اساساً لعدم ترسيخ المبادئ السليمة والصحيحة في اذهان هذه الطبقة المسخفة، فابناء الجنوب الذين حملوا السلاح ضد الشمال كانوا يبغون تحقيق مطالب بديهية على وهي المساواة والعدل والتنمية المتوازنة في جميع انحاء البلاد كما ارادوا ارسال اشارات ايجابية لتذكير الشماليين وتنبيههم بان العالم يتغير بفعل العلم والتكنلوجيا ويجب ان يتغيروا هم ايضا وهم بحاجة الى وقفة مع الذات ومراجعة ومحاسبة ومساءلة جادة لمنظومة افكارهم وتصرفاتهم وانفعالاتهم ليوجهوا بوصلة العقل والوعي والضمير توجيها صحيحا"لكن لم تكن هناك آذان صاغية" 0 هناك مسألة اخرى وهي ضعف الإرادة أو انعدامها عند الطبقة التي ذكرناها قد تكون ذا وعي تام بالصالح والطالح من الأمور لكنها لاتجرؤ على اتخاذ خطـوات عملية للتغيير نحو الأصلح ورفض ماضيها المظلم ، وتنمية روح الإرادة وتقويتهـا والتي تحتاج الى التمرد على الطائفية والقبلية والاسرية --وبدون حصول عصيان وتمرد حقيقي على الاوضاع القائمة التي تجر البلاد الى الوراء خاصة من النخب والطبقة المذكورة فان واقع السودان سيزداد اكثر قتامة وظلاما 0000000000000000والسلام [email protected]