الحركة الشعبية مفتاح الحل ..

Quote: الحركة الشعبية مفتاح الحل .. بقلم الباقر موسى سوداننا الغني بناسه وثرواته لا يستحق الفقر والجوع .. شعبنا المعلم لا يستحق القهر والذل .. لأكثر من نصف قرن ظل السودان يراوح مكانه - إن لم يتراجع - وذلك لإصرار قلة على الإنفراد بكل شئ وإقصاء الآخرين، بما في ذلك منتجي القطاع التقليدي من مزارعين ورعاة تشكل منتجاتهم حوالي 80% من الصادرات بينما لا يتجاوز إنفاق الدولة عليهم الصفر بكثير (أقاليم كاملة بدون طرق أو خدمات طبية). تركزت قوى التغيير في المدن والقطاعات الحديثة وعجزت عن أن تصل لأهل القطاع التقليدي مما سهل إنقضاض الإقلية المحتكرة عليها بل واستخدام المهمشين كأداة لضرب اخوانهم في المدن تارة وفي الأقاليم الأخرى تارة أخرى. نتيجة لعلو صوت المهمشين والتقدم الإجتماعي الذي حدث انتشر بين معظم القوى السياسية – بما فيها الحاكمة - الميل للتخلي عن الصيغة القديمة والقبول بفكرة الدولة القائمة على المساواة والمواطنة والعدالة والتنمية المتوازنة. في وجه ذلك صعد "الأخوان المسلمون" (بإختلافات أسمائهم) في محاولة أخيرة للتمسك بصيغة دولة الإحتكار والإقصاء تحت واجهات النقاء الديني والعنصري. من الناحية المقابلة كانت قلب صعود الحركة الشعبية تلك المعادلة ونجحت الحركة - وشبيهاتها من حركات الأقاليم الأخرى – في تحويل مهمشي الريف إلي جزء أساسي من قوى التغيير. وبذلك حلت الحركة الإشكال الأساسي الذي واجه قوى التغيير: العزلة عن المسحوقين في القطاع التقليدي. فأصبحت إمكانية تجميع صفوف مهمشي أو مسحوقي الريف والمدن في كتلة واحدة أمكانية قابلة للتحقق. وتكوين كتلة كهذه سيكون أداة حاسمة في إنهاء مشاكل السودان المزمنة نهائيا. بالطبع الصورة ليست وردية وبسيطة وتقف أمامها عدة تحديات أهمها: · أثر الظروف التي حكمت نشوء الحركة – وأخواتها – كالطابع العسكري وقلة الخبرة بعمل المدن بالتالي، والطابع الإقليمي، بل والتيارات الإنفصالية والعرقية المضادة داخل تلك الحركات. لكن لا ينكر أن بها تيارا ديمقراطيا قوميا. · عدم تقبل العديد من مواطني المدن الوضع الجديد لقوى الريف والدور الضخم - وربما القيادي - الذي صارت تلعبه . هذه التحديات رغم صعوبة بعضها قابلة للحل ضمن عملية تكوين كتلة التغيير، مع ضرورة الإنتباه إلى أن مواجهة وحل هذه التحديات هو مسئولية كل الأطراف. من جانبها أسهمت الحركة بخطوات ملموسة في طريق إنجاح بناء كتلة التغيير: · اختيارها – منذ نشأتها - التوجه الديمقراطي القومي المرتبط بالحركة الديمقراطية القومية أكثر من أرتباطه بالحركات الإقليمية السابقة · المشاركة الضخمة في معارضة ديكتاتورية الإنقاذ عبر التجمع الوطني الديمقراطي وما تلاه من أشكال التنسيق · الإسهام بالقدر الأكبر من المقاومة المسلحة كرافد للنضال القومي لاستعادة الديمقراطية · الإسهام في العمل السياسي والفكري مثل الإسهام في مؤتمر القضايا المصيرية · تضمين التحول الديمقراطي في إتفاقية السلام · محاربة التيار الإنفصالي الإنتهازي داخلها (فصل لام أكول وغازي سليمان) · الدعوة لمؤتمر جوبا 2009 وإنجاحه · المشاركة في قيادة التظاهرات 2009 المطالبة بالحريات العامة · رفض فهم "الشراكة" الذي كان المؤتمر الوطني يسعى لتسويقه بما يعني إطلاق يد المؤتمر الوطني في الشمال ودعم مرشحه، حين وجهت الحركة ضربة موجعة لذلك الحلم بتقديم مرشح قوى عن الحركة لرئاسة الجمهورية · رفع رايات محاربة الفساد قد يصوت الجنوبيون للإنفصال إذا أصرت مجموعة الإنقاذ على العمل ضد روح إتفاقية السلام وتبني دولة القمع والإقصاء، لكن في نظري لن يكون الإنفصال إلا مؤقتا. فغالبية القوى السياسية في الشمال والجنوب (قوى مؤتمر جوبا) وقوى الأقاليم المختلفة متفقة على إنهاء دولة الإقصاء وإنشاء دولة المساواة والمواطنة والديمقراطية. وسيكون استمرار الإنفصال رهينا ببقاء سلطة المؤتمر الوطني في السلطة، وسيوضع بند إعادة توحيد السودان على قمة أولويات القوى الديمقراطية في الشمال والجنوب، ومتى ما إنتهت ديكتاتوريته المؤتمر الوطني أمكن لقوى الديمقراطية اتخاذ خطوات عملية لإعادة توحيد البلاد على أسس المساواة والمواطنة المتفق عليها. أيا كانت تطورات الأحداث في السنوات القادمة فعلى جميع قوى الديمقراطية وقوى التغيير عدم الإنتظار بل العمل على إنجاز مهمتهم التاريخية ببناء كتلة الديمقراطية والتغيير، بإعتبارها الأداة الناجعة في القضاء على مشاكل السودان المزمنة. ويبدأ ذلك منذ الآن بمواصلة وتعميق الحوار مع الحركة الشعبية وحركات الأقاليم الأخرى، لتطوير وتنقيح مشروعهم المشترك لسودان المستقبل. ويجب أن يتسع ذلك الحوار والتفاعل ليشمل منظمات المجمتع المدني وومراكز صنع الرأي العام والناشطين من مختلف الضروب الذين يجمع بينهم التوجه نحو الديمقراطية والتغيير كحد أدنى. الباقر موسى 19 مارس 2010م

(عدل بواسطة Elbagir Osman on 03-21-2010, 11:43 AM)