صفقة الدوحة ... لا تمت الي دارفور بأدني صلة ...

Quote: لخميـس 02 ربيـع الاول 1425 هـ 22 ابريل 2004 العدد 9277 افتتاح مفاوضات أنجمينا لحل نزاع دارفور والبشير يعطي تعليماته لوفد الحكومة لحسم الملف السياسي الخرطوم: اسماعيل ادم وسوسن أبو حسين افتتحت امس بالعاصمة التشادية انجمينا المرحلة الثانية من المفاوضات بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في ولايات دارفور السودانية، وهي مرحلة تتناول المسائل السياسية في النزاع في هذه المنطقة الواقعة غرب البلاد التي تشهد معارك منذ اكثر من عام ادت الى قتل عشرات الآلاف ونزوح اكثر من 700 الف. ويرعى المفاوضات الرئيس التشادي ادريس ديبي وبحضور مراقبين من الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وقدم الطرفان امس مقترحاتهما حول القضايا المطروحة في الجولة. وتنعقد هذه المفاوضات بعد اسبوعين من جولة سابقة انتهت بالتوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار بين الطرفين، وبعد يوم واحد من تسمية الفريق الخاص بمراقبة وقف اطلاق النار اثناء اجتماع عقد اول من امس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية في تصريحات امس ان الجولة تبحث الترتيبات الخاصة بنشر قوات لمراقبة وقف اطلاق النار والقضايا السياسية حل الخلاف في دارفور، وعلمت «الشرق الأوسط» ان المقترحات الحكومية تضمنت العلاقة بين دارفور والمركز والقضايا الخاصة بتنمية الاقليم، ومشاركته في القضايا المركزية. واعلن وزير الخارجية التشادية ناغوم ياماسوم افتتاح المفاوضات رسميا، بعد تأجيلها لمدة 24 ساعة لحل بعض العقبات الاجرائية. وكان من المقرر ان تبدأ هذه المفاوضات اعتبارا من اول من امس حسب نص اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في الثامن من الشهر الجاري بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، الا ان احد الوسطاء اعلن ارجاءها الى يوم امس. وأعطى الرئيس السوداني الفريق عمر البشير تعليمات للوفد السوداني المفاوض بضرورة حسم الملف السياسي في مسألة دارفور. وتأتي هذه التعليمات قبل زيارة البشير للاقليم بساعات لتفقد الاوضاع الانسانية. من جهة اخرى كشف الحاج عطا المنان ادريس أمين المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم عن مفاوضات سرية انعقدت في باريس من 23 الى 28 مارس (آذار) الماضي بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة احدى الفصائل المسلحة في دارفور. ورأس وفد الحكومة عطا المنان ادريس، ومن جانب الحركة رئيسها الدكتور خليل ابراهيم، وقال ان «اللقاء جاء بمبادرة من رجل الأعمال السوداني آدم عبد الله وصدر بيان عنها يؤكد على مبدأ الحوار السلمي والاتفاق حول القضايا العالقة مثل المساواة في السلطة والثروة وان يحل جزء من هذه القضايا من خلال ما يتفق عليه في عملية السلام النهائية في نيفاشا بكينيا». وأشاد عطا المنان بهذا الاتفاق مع حركة العدل والمساواة وقال ان الوضع في دارفور قد عاد الى طبيعته وان مسألة التحرك من المدن الى القرى أصبحت أفضل مما كانت عليه. وأكد المنان أن الحكومة السودانية تولي اهتماما خاصا للوضع الانساني والتوصل للتعايش السلمي بين القبائل، واضاف ان الملف المتبقي هو الملف السياسي بعد أن تم اقرار وقف اطلاق النار وتوصيل الاغاثة الانسانية. وقال المسؤول السوداني ان الرئيس التشادي ادريس ديبي تبنى المفاوضات في انجامينا والتي تعقد في تشاد بمساعدة الاتحاد الاوروبي والافريقي والمعونة الاميركية وبحضور اثنين من الحركات المسلحة. وقد اسفرت المفاوضات عن توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار لمدة 45 يوما قابلة للتجديد، واضاف «اليوم (امس) بدأت جولة جديدة للمفاوضات في انجامينا لاستكمال اجراءات وقف اطلاق النار ومعالجة اقتراح وضع آلية للرقابة بها من قبل القوات المسلحة». وقال المسؤول السوداني انه تم مناقشة الملف الانساني وتم التوقيع عليه وكذلك ملف اعادة توطين اللاجئين وهو مطمئن جدا، أما اجندة التفاوض السياسي والمشاركة السياسية لأهل دارفور فقد طرحت الحكومة ان تكون مسألة حكم السودان في اطار اتفاقية نيفاشا بكينيا لان غرب السودان لا يتجزأ عن شماله ووفق حدود عام 1956 التي اقرت حرية التعبير كفلها دستور عام 1998. وأضاف المسؤول السوداني ان الحكومة قررت بسط هيبة الدولة واحكمت السيطرة على كافة المناطق في دارفور، وأشار الى أن القوات المسلحة ساهمت في اعادة اللاجئين وفتح الطرق وتحسين الوضع على الأرض بصورة واضحة، كما ان الحكومة السودانية بدأت في إعادة الثقة بين القبائل مع بناء النسيج الاجتماعي على أساس التعايش السلمي وهو الأمر الذي دفع الى ترتيب مؤتمر سيعقد في دارفور، اضافة الى الجهد الذي يبذل في انجامينا خاصة بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار والعمل على التنمية الخدمية في كل المجالات في دارفور واستيعاب كل من حمل السلاح. وحول التدخل الاميركي في مؤتمر انجامينا، قال عطا المنان ادريس ان روجر وينتر ذهب الى انجامينا وأخذ الملف الانساني باعتباره يمثل المعونة الانسانية ولكنه أصر على أن يكون له دور في المفاوضات، والأكثر من ذلك ان المتمردين رفضوا الحديث إلا في ظل وجود الممثل الاميركي ولكن الحكومة السودانية رحبت بالدور الاميركي في الاطار الانساني واكتفت بالوسيط الافريقي لان المشكلة في دارفور لا تحتاج لهذا التدخل الدولي الكبير.