|
Re: ما الذي يستوجب الاستقالة في السودان ؟ (Re: اسعد الريفى)
|
جاء بالصحف ان السودان تقدم مرة أخرى على غالبية الدول في سوء المعيشة. والسودان أخيرا، ظل يتقدم الدول في كل ما هو سالب. ففي التعليم العالي جاءت جامعاته في المؤخرة، بما فيهم جامعة الخرطوم التي كانت في مقدمة جامعات الدول الأفريقية والعربية، وبعضا من جامعات دول العالم الأخرى. والسودان جاء في مؤخرة الدول من حيث الشفافية، ولا عجب فما من مراجعة لأموال مؤسسات الدولة المختلفة، إلا وظهر العجب. وغير ذلك من تخلف السودان المتصاعد. رغم كل ذلك وغير ذلك، لم نسمع ولم نشاهد جهة واحدة ولا مسئولاً واحداً، اختشى وقرر ان يعفى السودان من مسببات فشله التي لا تخرج عن فشل إدارته.. فسوء المعيشة بالسودان لا يحتاج إلى إضاءة لمشاهدته. فأعباء المعيشة أرهقت كاهل المواطن وأفقرته، والأسواق لا زالت تقول، هل من مزيد. فالأسعار بلا ضابط ولا رابط، ولا تقع في دائرة اهتمام اى مسئول. وحياة المواطن وصحته ترك أمرها للمواطن ذاته، بعد ان تخلت الدولة عن واجبها تجاه ذلك. وآخر صيحات ما يتسبب فيه إهمال وتقصير المسئولين من علل وأمراض للمواطنين، ما تم كشفه حول إصابة بعض من مواطني شمال كردفان بمرض هستيريا الضحك، وشر البلية ما يضحك. حيث تم إرجاع المرض إلى سوء تخزين القمح. والمضحك أكثر ان المسئولين هنالك، بعد أن ارجعوا سبب المرض إلى سوء التخزين، حذروا المواطنين من تناول القمح المسبب للمرض. وطبعا ألأكليشيه إياه، ان الوزارة المسئولة قد كشفت عن تكوين لجنة لتفتيش مخازن الولاية، لفرز القمح المسبب للمرض من غيره. وطريقة تكوين اللجان هي الطريقة المثلى التي يتخارج بها المسئولون من مسئولية أية مشكلة كبرت أو صغرت، حيث تتولى تلك اللجنة لا مهمة البحث عن علاج للمشكلة، ولكن البحث عن مخرج للمسئول عنها. وفى مقدمة ذلك المخارج تطاول زمن مهمة اللجنة حتى ينساها الناس. ورغم ان الإصابات بذلك المرض المضحك المبكى، قد وصلت 104 إصابة، كل الذي فعلته الجهات المسئولة إنها حذرت المواطنين من استعمال القمح المسبب للمرض. طيب، ما البديل الذي هيأته له الوزارة المحترمة حتى يتجه إليه بدلا من القمح الممنوع؟ ثم ما المطلوب حدوثه أكثر من هذه الكارثة حتى يتكرم مسئول برفع إصبعه متحملا لمسئوليتها، ومن بعد إخلاء مقعده لمن يستطيع أن يطعم المواطنين من جوع ويؤمنهم من خوف. ولا نود ان نخيف الآخرين بالولايات الأخرى من إمكانية أن تمتد حمى الضحك إليهم، علما بأن هنالك الكثير من المواد منتهية الصلاحية بسبب سوء التخزين، يتم الإعلان عن إبادتها بواسطة السلطات بين حين وآخر،لا ندرى كم منها قد تسرب ليتم استخدامه قبل الاكتشاف.؟ أما بعد ان أرجع المسئولون بشمال كردفان، أسباب المرض هنالك إلى الجن ذاته، لا يسعنا إلا ان نهنئهم حسن اختيار المخرج.
_______________________
د.سعاد ابراهيم عيسي في الشأن العام -الصحافة 17-فبراير-2010 العدد:5963
|
|
|
|
|
|
|
|
|