|
|
 مداد كثير يراق .. ودمع غزير .. ولكن لات حين فراق !!!!
|
هل كنا ونحن في أرحام أمهاتنا موعودين بكل هذه التعاسة؟؟
جاء الحبيب معتصم ونحن ثلة بمعهد الكليات التكنلوجية بالسنة الرابعة بتجارية الدراسات الإضافية في بواكير العام 1991م .. وهو بعد برلوم يافع .. كنا وقتها أعضاء بالرابطة الوليدة ، والدورة في نهايتها .. نبحث عمن يحل الراية بعدنا .. جاءنا الحبيب معتصم يحمل معه كل الجمال .. ذهنه الوقاد .. أصالة معدنه .. روحه المرحة .. نظرته الفذة .. بصيرته الثاقبة .. ونقاء سريرته .. جاء يحمل عقل شيخ .. وروح صبي .. وقلب طفل .. ينطق بالحكمة وكأنه يلقي نكتة .. أو يعلق تعليقاً طريفاً .. فكثيراً ما كان يهزل في مكان الجد .. ويجد عندما يكثر الآخرون الهزل .. لكنك دائماً ما تجد الرأي الثاقب في ثنايا حديثه ..!!
فهل كنا ونحن في أرحام أمهاتنا موعودين بكل هذا الحزن؟؟
كان أجمل ما يميزه.. وضوحه .. وحضوره الطاغي .. وأصالة معدنه ..
كان يقول رأيه في الآخرين بشفافية .. ودائماً ما يسبقه باعتذارية لطيفة .. أعددنا قائمة المترشحين بمشاركة فاعلة منه .. ففازت بأغلبية ساحقة ..
كان مزاجياً .. كثير التقلب .. يتعكر منه المزاج .. تسوء نفسيته .. تتبدل حتى صحته .. لكن شيئاً واحداً يظل فيه ثابتاً لا يتغير .. أصالته !!! .. أينما ووقتما احتجته .. تجده!! .. إن جئته تعاني وتشكو .. تسامى على نفسه ووقف بجانبك .. ثم تكتشف أنه كان يعاني وقتها أكثر منك .. فإيثاره نادر ..!!
فهل كنا ونحن في أرحام أمهاتنا موعودين بكل هذا الفقد ...؟؟
كان كثيراً ما يُصدم في بعض (الأصدقاء) .. وكانت تلك واحدة من أكثر حالات تعاسته وحزنه .. لديه لزمة دائماً ما يرددها في مثل هذه المواقف .. (أنا والله ما زعلان علي مساعدتي ليه .. أنا زعلان عليه هو) .. وكان والله يقولها صادقاً ..
كان جريئاً مقداماً .. جريئاً في رأيه .. جريئاً في الصدع به .. جريئاً في العمل به .. جريئاً أحياناً حد التهور .. ولا يندم على قرار اتخذه .. وإن كانت جرأته ووضوحه قد سببتا له الكثير من المشاكل ..!!
تحمل عناء المسؤولية مبكراً .. فقد جاءنا يحمل دفاتره بيد .. والوظيفة باليد الأخرى .. كانت دراستنا مسائية .. وعندما كنا نأتي صباحاً لنتسكع في فناءات الجامعة .. كان هو يكابد عناء الوظيفة .. موظفاً ببنك البركة فرع السجانة .. ولسكني بعض الوقت قريباً من البنك .. كنت غالباً ما أمر عليه لنخرج سوية للجامعة .. ما احتاج أحد من معارفي لخدمة مصرفية .. إلا وأشرت عليه بمعتصم .. فهو إما أن يخدمك .. أو يعطيك رأياً حصيفاً .. أو تجد منه حديثاً طيباً .. لم يكن يخذل أحداً ..!!
فهل كنا ونحن في أرحام أمهاتنا موعودين بكل هذا العناء؟؟
|
|
 
|
|
|
|
عبد الباقي الجيلي
إسماعيل وراق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست