واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 05:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2010, 06:11 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!!

    إهداء

    إلى الصاعدين على عتبات سلم السودان الجديد .. أهدي هذه الرسالة.

    "بالطبع، سيكون هناك من يطالبون بالصمت المطلق والطاعة العمياء. ونحن نتوقع ذلك من اليمين المتطرِّف؛ وأي إنسان آخر على دراية بسيطة بالتاريخ، سيتوقع ذلك من مثقفي اليسار أيضاً، ربما حتى بشكل أكثر حدَّة من اليمين. ولكن من المهم ألآَّ نخاف من الجعجعة الفارغة الهيستيريِّة ومن الكذب، وأن نقترب ما استطعنا من مسار الحقيقة والشرف والاهتمام والقلق على النتائج الإنسانية التي تصدر من أفعالنا التي نجحنا فيها أو التي فشلنا في إتمامها. إنها كلها بدهيات، لكنها تستحق أن تبقى في ذاكرتنا وأذهاننا.وفي ما وراء البدهيات، علينا التوجُّه نحو المسائل المحددة للبحث فيها، والتقصي ومن ثم القيام بالفعل اللازم."
    نعوم تشومسكي ، في لقاء صحفي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ..
    ويكتب فرانسيس مدينق :
    "الأشياء التي لا تقال هي ما يفرق الناس".

    ويكتب الشاعر والناقد فضيلي جماع في قصيدته، كون الرصاصة وردة:
    "وأن التخفي ..
    وراء الحروف الرموز ..
    بعصر الوضوحِ جريمةْ!"



    ـــــــــــــ
    المخطوطة هي لكتاب القائد الأديب أمير بابكر بذات الإسم
    وفيها يقف شاهداً على العصر بعلاقة الحركة الشعبية والتحالف
    لأهميتها ولأهمية أن يعرف الشعب السوداني ما خُفي عليهم من تلك الفترة
    نعيد نشرها عله تجد حظاً إضافياً من القراءة ... والكاتب يتمتع بقدرة فائقة على وصف الأحداث
    بلغة أدبية دقيقة وأنيقة ...
                  

01-28-2010, 06:26 AM

شول اشوانق دينق
<aشول اشوانق دينق
تاريخ التسجيل: 02-13-2006
مجموع المشاركات: 5332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

                  

01-28-2010, 06:39 AM

على محمد على بشير
<aعلى محمد على بشير
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 8648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: شول اشوانق دينق)

    .
                  

01-28-2010, 07:02 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: على محمد على بشير)

    Quote: يكتب فرانسيس دينق :
    "الأشياء التي لا تقال هي ما يفرق الناس".


    صدق رسول السودان الجديد
    لا كما كذب ربه ..


    ..
    سلامي للحضور والمحامي
                  

01-28-2010, 08:12 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: عمر التاج)

    تمهيد

    علمت، من زملائي في مكتب إعلام التحالف بأسمرا، أن أفراد من جهاز الاستخبارات الأرتري يبحثون عنى، يقودهم فرد من مكتب استخبارات حرس الحدود يدعى (برهاني)، ذهبت إلى مقر المكتب التنفيذي للتجمع فإذا ذات الشيء يحدث "ولكنهم لم يجدوك!!!" هكذا قال لي مدير المكتب. ذهبت مصادفة إلى الشارع المؤدي لمنظمة السودان للرعاية الاجتماعية، أيضاً وجدت ذات الخبر. فقط لم يسألوا عني في الإستراحة التي يقيم فيها عبدالعزيز خالد رئيس المكتب التنفيذي للتحالف حيث كنت متواجداً بصفة شبه دائمة، أساهم مع زملائي في التغلب على الحصار المفروض علينا لعلاج أزمة التحالف التنظيمية (كما كان يطلق عليها)، الذي قادته إليها الطرق الملتوية لتحقيق (طموحات مشروعة)، وإن غلب عليها طابع الذاتية والوصولية وعدم التأهيل الذاتي والموضوعي للذين تصدوا لقيادة تيار حاول الإنقلاب على إرث وتاريخ –رغم بدايات عمره- أسهم في صياغة أحداث جسام في مسيرة السياسة السودانية. وخطط لذلك الإنقلاب (الذي مني بالفشل الزريع) وساهم في تنفيذه –بشكل مباشر ودون حياء- الدولة الأرترية التي تسيطر عليها الجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة)، وسخرت له كل قدراتها السياسية والإعلامية والمالية والعسكرية والأمنية.
    ولكن لماذا تبحث عني الاستخبارات الأرترية؟؟ لم يكن التساؤل مثيراً للدهشة بقدر ما هو مثير للسخرية، خاصة إذا كان من وضع نفسه في موقع العدو بالنسبة لك يجهل قدراتك، ويبدأ في فعله أو رد فعله بعد فوات الأوان. وكان فعلها (الجبهة الشعبية) مجرد رد فعل بعد فوات الأوان. هل لأني ساهمت بشكل رئيسي في عرقلة مخططها الذي يستهدف التحالف، بالفضح المتواصل لما يرمي إليه قادة ذلك التيار بعد تقديم إستقالتي من أمانة الثقافة والإعلام، التي تقع ضمن دائرة اختصاصات قائده. وهل لأني أشرت في إحدى مقالاتي إلى علاقة الجبهة الشعبية بما يجري للتحالف ووقفت ضد تدخلها في شئون لا تخصها. لست أدري .. ولكن وجدت نفسي معتقلاً منذ الأول من أبريل 2004م ولمدة ثلاثين يوماً مع الأشغال الشاقة في سجن تحت الأرض على الحدود الغربية لأرتريا بعد رحلة طويلة بشاحنة مرسيدس إنطلقت بنا من العاصمة أسمرا.
                  

01-29-2010, 06:11 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    ما لا يعلمه قادة ذلك التيار ممن أعمته وصوليته ومن وقفوا إلى جانبه، أن المؤامرة ضد التحالف -بزرع الفتنة من أجل تدميره- لم تبدأ عندما استدرجت القيادة السياسية الأرترية منذ المؤتمر التمهيدي الثاني في يوليو 2001م قادة ذلك التيار للعب دور "بروتس"، بل هي بدأت عندما جاء دور الجبهة الشعبية المسيطرة على مقاليد السلطة في أرتريا لدفع فاتورة الدعم الذي تلقته من بعض الجهات أثناء حربها مع إثيوبيا، وكان بعض الثمن هو استهداف التحالف والعمل على شل قدراته. ورغم أن هذه الجهات قدمت طللباتها –بقوة عين- للقيادة السياسية الأرترية إلاّ أنها لم تكن تدرك ماهية التحالف ومكامن قوته ومواضع ضعفه، وكان من حسن حظه أن (عظْمه السياسي وانتشاره) كان بعيداً عن المركز الأرتري سوى وجود رمزي للمكتب التنفيذي.

    ولكن لماذا تستهدف تلك الجهات التحالف؟ لم يكن يهم تلك الجهات التحالف ولا غيره، ولم يكن يهمها معرفة التحالف عن قرب او بعد. ولكنها، وفي خضم الصراع السوداني السوداني قررت الانحياز لحليف مؤثر داخل الخارطة السياسية السودانية كان يرى في التحالف "بعبعاً" سيجعله يعيد حساباته، وهو (الحليف) لا يريد ذلك -على الأقل- في الوقت الحاضر. وكان الانحياز هو الضغط على الجهاز السياسي الأرتري من أجل شن حرب ضد التحالف (كان الاعتقاد السائد أن التحالف مجرد صنيعة أرترية يمكنها أن تدمره متى ما أرادت ذلك، خاصة وأن قوات التحالف -التي لعبت دوراً مؤثراً في الصراع المسلح في الجبهة الشرقية- يمكن السيطرة عليها بالقوة بواسطة القوات الأرترية إن استدعى الأمر ذلك). وكان لابد للجهاز السياسي الأرتري من الاستجابة للطلب، فلا زال صوت المدافع الأثيوبية يتردد صداه في أرجاء أرتريا ولا يزال نظام الجبهة الشعبية الحاكمة مهدداً بالفناء.

    كان الأقرب بالنسبة لقادة الجبهة الشعبية وجهاز أمنها هو البحث عن أقصر الطرق لتنفيذ هذا الطلب (المتواضع). ووجدوا ضالتهم في إحياء الإشاعة التي ماتت في مهدها حينها (في عام 2000م)، وهي أن قائد التحالف يتجسس لصالح أثيوبيا، وأن قوات التحالف المتواجدة في شمال النيل الأزرق هي الغطاء الذي تعبر من خلاله المعلومات عن أرتريا إلى أثيوبيا. ولكنها لم تكن كافية هذه المرة أيضاً، ولابد من دعمها بأسباب تنظيمية داخلية تخص التحالف، بإشاعة فتح رئيس المكتب لقنوات اتصال سرية مع حكومة الخرطوم من خلف ظهر عضوية التحالف. إضافة لقضية الوحدة التي وقعها التحالف مع الحركة الشعبية في نهاية فبراير 2002م، والتي خلقت جدلاً وتبايناً بين عضويته. ففي الوقت الذي رفضها البعض تماماً وآثر الابتعاد، فضلت البقية الصراع حول مفهوم الوحدة وهل يندمج التحالف داخل الحركة الشعبية أم يجب الانتظار حتى إنجاز ما اتفق عليه داخل أجهزة التنظيم وخاصة مجلسه المركزي الذي وضع أسساً واضحة لإنجاز وإكمال إجراءات الوحدة، وعلى رأسها الاتفاق على برنامج سياسي وهيكل تنظيمي يتم التوقيع عليهما من الجانبين.

    لعبت الجبهة الشعبية الأرترية ، (وساعدها في ذلك ضبابية موقف الحركة الشعبية وعدم حماسها لإنجاز وإكمال الخطوات الباقية لمشروع الوحدة، وربما محاولة التنصل منه) لعبت الجبهة الشعبية على ذلك التناقض الذي صبغ الأزمة التنظيمية بصبغته. وقررت أن هذا هو الوقت المناسب لبدء تنفيذ رغبة (تلك الجهات)، لتعلن إنحيازها الواضح للمجموعة التي ارتمت في أحضانها وابتلعت الطعم من التحالف، والتي لاقت الأمور في نفسها هوىً وهي ترى أن أحلامها ستتحقق، وستسير على خطى الزعامة، التي هي هدفها الأساسي، دون كبير عناء. وبدأت في تنفيذ المخطط المرسوم دون أن تدري خلفياته ودون أن تدري مآلاته، ولا المأزق الذي أدخلت نفسها فيه (وهي لا تدري أنها لا تدري). وصارت مجرد (شماعة) إضافية، ستعلق عليها الجبهة الشعبية أخطاء قراءاتها السياسية في مستقبل علاقاتها مع الشعب السوداني وتنظيماته السياسية.
                  

01-29-2010, 08:11 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    شول أشوانق دينق

    شكراً على مرورك ياريس

    (عدل بواسطة Ahmed musa on 01-29-2010, 08:24 AM)

                  

01-30-2010, 07:45 AM

Hassan Bakri Nugud
<aHassan Bakri Nugud
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    متابعة
                  

01-29-2010, 08:40 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: عمر التاج)

    Quote: ..
    سلامي للحضور والمحامي


    ولك اخي وصديقي عمر التاج
                  

01-29-2010, 08:23 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: على محمد على بشير)

    علي محمدعلي بشير
    شكراً على مرورك

    (عدل بواسطة Ahmed musa on 01-29-2010, 08:23 AM)

                  

01-29-2010, 10:55 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    فوق
                  

01-29-2010, 02:29 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: د.نجاة محمود)

    Quote: فوق


    شكراً د. نجاة
    وفوق إلى إعلان سقوط كل الدكتاتوريات
    القديمة و(الجديدة)
                  

01-29-2010, 03:05 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    هذا هو المشهد قبل الأخير لبدء الخطوات العملية (كثير من المتابعين يعلمون اللغط الذي دار داخل التحالف وخارجه عن الوحدة مع الحركة الشعبية ومظاهر الأزمة التنظيمية قبل هذا المشهد). وقد حان وقت تسديد الضربة القاضية بلغة حلبات الملاكمة وساعة الصفر بلغة العمليات العسكرية.

    وجاء اجتماع 18 فبراير 2004م التاريخي، الذي ضم الأمين محمد سعيد أمين عام الجبهة الشعبية والجنرال تخلي منجوس من جانب، وأعضاء المكتب التنفيذي للتحالف المتواجدين حينها بأسمرا لحضور مشهد احتضار رئيس مكتب التحالف التنفيذي، وتنصيب وفرض قادة ذلك التيار على قمة هرم التحالف مؤقتاً حتى يمضي التحالف (وهم معه) إلى ذمة التاريخ. ولكن طاشت الضربة المميتة، وطاشت معها أكبر رؤوس الجبهة الشعبية السياسية.

    قررت بعدها الجبهة الشعبية وجهازها الاستخباري تقييد حركة أعضاء التحالف المتواجدين في أسمرا، والاستمرار في قطع صلتهم بالقوات في الميدان، في الوقت الذي منحت فيه الضوء الأخضر والدعم الكامل سياسياً ولوجستياً للذين ارتموا في أحضانها للتحرك وإظهارهم بمظهر القوي القادر، في محاولة منها لتجاوز خيبتها الأولى.

    وبعد تصاعد الضغط من أجل إطلاق سراح رئيس المكتب التنفيذي (الذي كان قيد الإقامة الجبرية) ومنحه حق السفر إلى حيث يشاء، اعتقلتني المخابرات الأرترية في ذلك التاريخ، لتطلق سراحي بعد الضغوط التي واجهتها وتبقيني قيد الإقامة الجبرية مع بقية رفاقي من التحالف (الذين رفضوا الانصياع لأوامرها والخضوع لتهديداتها بالموافقة على القيادة التي حاولت فرضها عليهم).

    لم تكتف بذلك، بل بلغ بها الأمر أن تجمع كل القوات بقوة السلاح (بعد تجريد وحداتها من السلاح) وتعلن المخابرات الأرترية حل القيادة الميدانية للتحالف وتعتقلها، وتضع الجميع أمام أربعة خيارت: الرضوخ لرغبتها بالانقياد للقيادة التي فرضتها وعلى رأسها ذلك (الأكاديمي)، أو الإنضمام لأي حزب سياسي آخر من الأحزاب والقوى المعارضة في الجبهة الشرقية، أو البقاء داخل إرتريا كلاجئين أو الذهاب إلى السودان. وهي الخيارات التي تليت علينا نحن أيضاً كقيادات لنختار من بينها.

    اخترنا السودان، سوى قلة لا تذكر، مما أزعج القيادة الأرترية العليا التي كان لها رأي آخر، فأمرت استخباراتها بالضغط علينا وترحيل القوات إلى مزارع تابعة للجيش الأرتري من أجل تشتيتها. لم يثننا الضغط الذي مارسوه عن خيار عودتنا إلى أهلنا ولا إغراءات الإنضمام للقوى الأخرى عن ذلك. لنبقى (نحن المدعوون قيادات) رهن الاعتقال المباشر للمخابرات الأرترية منذ الأول من أغسطس وحتى الثلاثين من سبتمبر 2004م، ليتم ترحيلي ضمن ثلاثة آخرين إلى سجون الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجبهة الشرقية.
                  

01-29-2010, 10:53 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    الحديث عن الحركة الشعبية لتحرير السودان –كما يقولون- ذو شجون، أما الكتابة عنها أو حولها فذات أشجان. وأن أكتب أنا حولها فهي الأشجان ذاتها، خاصة تحت هذا العنوان. وإذا كان العنوان ملفتاً بدرجة ما، وقد يوحي بما سيوحي به، فإن ما سيرد تحته من سرد ورؤى وأفكار سيكون له علاقة مباشرة وغير مباشرة به. أما سبب إختياري الكتابة تحت هذا العنوان فهو أنني جلدت في سجن الجيش الشعبي لتحرير السودان، وبواسطة طاقم حراسته، وعلى مؤخرتي واحدة وثلاثين جلدة ، بعد أن وافقت قيادته في الجبهة الشرقية رأي المخابرات الإرترية على نقلنا وإستمرار أعتقالنا في سجونها بدلاً من السجون الإرترية. أما دوافعها فهو تلك العلاقة التي تربطني بالحركة الشعبية والتي سأتعرض لها في موضعها، وكذلك محاولة للمساهمة –من وجهة نظري- في تلمس وجهة المرحلة المقبِل عليها السودان، وإبداء الرأي –الذي ربما يكون مفيداً- في بعض القضايا التي قد تهم الحركة الشعبية وغيرها من القوى السياسية.

    أرجو أن يتسع صدر فخامتكم "Mr. Chairman" لما سأكتبه –كما عودتمونا- وإنني مليء بالثقة في أنكم ستولون القضايا المطروحة هنا جل عنايتكم واهتمامكم.
                  

01-30-2010, 02:27 AM

على عمر على
<aعلى عمر على
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    شكرا صديقى احمد موسي
    اتابع باهتمام كبير
    تحية للقائدامير(بابكر)
                  

01-30-2010, 04:52 AM

ماجد حسون
<aماجد حسون
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: على عمر على)

    احد اهم البوستات فى هذا العام
    نتابع باهتمام بالغ
                  

01-30-2010, 05:31 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: ماجد حسون)

    "جلدة أولى"


    كان الوقت مساءاً، حين قذف حراس السجن بأحد مقاتلي الجيش الشعبي داخل السور الشوكي، وهو يترنح سكراً ونشوة. ورغم آثار الضرب المبرح البائنة على وجهه وجسده إلاَّ أنه وقف وسط باحة السجن "الشوك" وتمطى، ثم بدأ يمارس رقصة "تور مجوك" الدينكاوية الشعبية الممتعة في هالة من ضوء القمر، وهو يترنم بصوت عذب وبلحن "مورالي" جذب إنتباهنا رغم التعب:
    نحن جيش شعبي
    نحن جيش تحرير
    قائدنا د. جون قرنق قال:
    سودان قديم لازم نغيِّرو.
    ابتسمت دواخلي، إبتسامة تعلَّق بحوافها طعم حبة الكلوروكين حين يتجشأها مريض الملاريا والحمى تكاد تهرس عظامه ومفاصله، ولكنه ينتظر موعدها –بشغف ووجد- صباح الغد ليبتلعها مرة أخرى. ورغم أنه يغمض عينيه بشدة ولكنه لا يفعل ذلك خوفاً منها ولا من طعمها، ولكنه يخاف ذلك الطعم العالق بذاكرته حين يضطر لأن يتجشأ يوم غدٍ.
    وتذكرت كيف أن سعادة كبيرة غمرتني –وهي بالتأكيد غمرت الآخرين- حين أمرنا قائد ثاني مركز تدريب القوات الخاصة الإرترية –المشرف على أمر إعتقالنا- في موقعه قرب الحدود السودانية، بالإستعداد للمغادرة إلى موقع قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان بالجبهة الشرقية في منطقة "ربدة"، على أن يتم ذلك خلال خمس دقائق نلملم فيها بقايا دفء في مفاصلنا التي اعترتها إفرازات الرطوبة، وبعض متاع تبقى لنا أثناء رحلة المعاناة والتعب. جاء ذلك الأمر بعد شهرين قضيناهما –نحن سبعة سودانيين من قيادات التحالف- رهن الإحتجاز بواسطة المخابرات الإرترية، وبأوامر مباشرة من القيادة السياسية والعسكرية للنظام الحاكم في إرتريا في ذلك المركز، وهي الفترة منذ الأول من شهر أغسطس وحتى الثلاثين من سبتمبر العام 2004م.
    منبع تلك السعادة هو مغادرتنا لذلك الموقع البائس، ونهاية الرهق النفسي الذي عانيناه طوال فترة إعتقالنا في ذلك المركز، وخلفنا مصوبة فوهات البنادق كما مجرمين عتاة بما فيها بعض بنادق تخص الجيش الشعبي لتحرير السودان استعانت بها المخابرات الإرترية لحراستنا. أما منبع السعادة الآخر فهو إقترابنا المكاني من أرض الوطن الذي يسكن وجداننا، وأن هذا الإقتراب سيجيء عبر بوابة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وذلك لإحساسي بأنني جزء لم ينفصل عنها أصلاً، لمعرفتي القديمة بها واللصيقة ببعض قياداتها، ولأنها بوابة منفتحة آفاقها على السودان الجديد مرتكزة قوائمها على إحترام الآخر وخياراته (أو هكذا توهمت)، وكذلك لعلم قيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي بالجبهة الشرقية (أو الجبهة السادسة كما يسمونها) –بصفة خاصة- بظروف إعتقال المخابرات الإرترية لنا وملابسات ذلك الإعتقال، ومعرفتهم الشخصية بكل المعتقلين ومتابعتهم الدائمة لذلك وعلاقتهم المباشرة أو غير المباشرة بإنفجار الجرح المحتقن في جسد التحالف. وعلى رأس هذه القيادات المقدم بيونق والمقدم ياسر جعفر ورجل الإستخبارات الأول الرائد أوغستينو مدوت، وهي القيادات التي كانت متواجدة في تلك الفترة.
                  

01-30-2010, 08:07 AM

Hassan Bakri Nugud
<aHassan Bakri Nugud
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    Quote: احد اهم البوستات فى هذا العام
    نتابع باهتمام بالغ
                  

01-30-2010, 08:49 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: على عمر على)

    أخوي وصديقي علي عمر (تروس)
    سعدتُ جداً كعادتي حين مرورك
                  

01-30-2010, 09:41 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    جاءت عربة لاندكروزر (بك أب) مع مغيب شمس يوم 30 سبتمبر -بعد خمس دقائق من إخطارنا- يقودها بعض عملاء المخابرات الإرترية إلى موقع إعتقالنا لتنقلنا (أنا وثلاثة آخرين هم مجدي سيد أحمد، ياسر محمد أحمد وحامد إدريس) إلى موقع الحركة الشعبية. ولكن قبل أن يستقر بنا المقام على ظهرها، همس لنا أحدهم بأن قادة الحركة رتبوا الأمر مع المخابرات الإرترية بحيث سننتقل من (هنا) إلى سجن الجيش الشعبي لتحرير السودان. حاولت تخفيف وقع الخبر على نفسي والاخرين بأن إعتقالنا سيكون سودانياً هذه المرة فلا بأس من ذلك. ثم ران صمت ظاهري، ولكن شغل حديث طويل دواخلنا قاطعاً المسافة بين الموقعين، لنجد أنفسنا أمام بوابة سجن الجيش الشعبي بمنطقة ربدة، ونخضع لتفتيش مستفِز ودقيق لمتاعنا الفقير أصلاً، قبل أن يقذف بنا –حفاة- عبر بوابة شوكية اخرى إلى داخل السجن (الشوكي) في تلك الليلة المعتمة سوى من بصيرة جعلتنا نتحسس طريقنا وسط تلك الأجساد التي تفترش الأرض وتلتحف السماء. واستلقينا –بعد مساعدة أحد زملاءنا (عوض حامد عربي) وجدناه قد سبقنا- ننتظر صباح الغد، يملؤنا أمل لقاء بقادة الحركة في الجبهة الشرقية.




    ("جلدة ثانية"




    سيدي الرئيس

    كثيرون يعتقدون –ومن بينهم أعضاء قياديون فيها- أن تاريخ الحركة الشعبية لتحرير السودان بدأ منذ تمرد مايو 1983م عندما قررت هيئة أركان الجيش السوداني الإستمرار في سياسة نقل القوات من المنطقة الجنوبية إلى الشمال، ورسخت الحركة نفسها هذا الاعتقاد في الأذهان. ملصقة بمسيرتها –منذ ذلك التاريخ- الطابع العسكري والإقليمي الذي لم تستطع تجاوزه حتى هذه اللحظة (كما سأبين لاحقاً) مما ساعد خصومها واعداءها لحصرها في هذه الزاوية، على النقيض من ما عبرت عنه حوارات وكتابات قياداتها، "على النقيض من كل حركات التمرد في الجنوب، لم تدْعُ الحركة الشعبية لتحرير الجنوب من هيمنة الشمال، بل أكدت على رغبتها -منذ البداية- في تأسيس سودان جديد يعم فيه العدل، وينعم فيه اهل السودان جميعهم بالاستقرار." منصور خالد –أهوال الحرب وطموحات السلام –ص360.
    وأكثر ما ساهم في تشكَّل طقس هذا الفهم والتكلس داخل أطره هو تاريخ الحركات المسلحة في جنوب البلاد منذ تمرد 1955م ومن ثم حركة أنيانيا 1 و2، وكلها انطلقت نتيجة الإحساس بالغبن والظلم بسبب سياسات المركز العقيمة والمتواطئة مع مصالحه. ولكنها اكتفت بنجاحات شوهها سطوع قدراتها العسكرية وعدم قدرة الأنظمة الحاكمة على اكتساحها وشلها، في مقابل ضبابية مواقفها الفكرية والسياسية مما جعلها توافق على حدود دنيا من مطالبها، وحتى دون ضمانات كفاية لإستمرار تحققها وتمنع التغول عليها، مثلما ما حدث لإتفاقية أديس أبابا 1972م.


    (ولكن هل حقيقة أن تاريخ الحركة الشعبية بدأ منذ ذلك التاريخ؟؟
                  

01-30-2010, 11:00 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    بالرغم من تداعيات التغول العملي على بنود اتفاق أديس أبابا من قِبل النظام المايوي، وإرهاصات التنصل لمقرراته إثر تحالف النميري مع الإسلاميين في النصف الثاني من السبعينيات، انتظمت في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ونشطت بكثافة في بداية الثمانينيات، حركة نشطة إثر بروز ملامح إنهيار ذلك الاتفاق. وإذا كانت الحركات السابقة موزعة بين إنفصال الجنوب عن الشمال وقيام دولة مستقلة وبين نظام حكم فدرالي يضمن للجنوبيين حكم نفسهم بأنفسهم في ظل الدولة الواحدة، فإن تلك الحركة (ويطلق عليها إسم "نام" إختصاراً) تجاوزت بتفكيرها بنود إتفاق أديس أبابا وخلفياته ومن ثم تداعياته. حيث ارتكزت أهم ملامح بنيتها السياسية والفكرية على تجاوز التقوقع والتعامل مع واقع أن السودان بلد غني بتنوع مصادره الفكرية والسياسية والثقافية والإثنية ويمكنه أن يسع الجميع، وأن يكون دولة واحدة وقوية في ظل كل هذا التعدد والتنوع إذا ما تراضى الجميع على بنائه دون نزعات الهيمنة والاستقطاب الأحادي.

    ولكن اهم ما في الأمر هو أن المبادرة هذه المرة جاءت من سودانيين من الإقليم الجنوبي تحاول إستقطاب مجموع شمالي، مخترقة بذلك كل الحواجز المدعاة، وهي مدَّعاة لأن مسبباتها أصلاً غير منطقية وغير متسقة مع طبيعة السودان الفطرية، وإنما تعبر عن طرائق تفكير منغلقة لسياسيين آثروا التمترس في خندق مصالحهم الحزبية والعقائدية –وربما الشخصية- آخذين سطوتهم من تمركز السلطة في يدهم من قبل خروج المستعمر. وكان للجدية التي اتسمت بها قوة الطرح الخاص بتجاوز حالة الشمال جنوب أو الجنوب شمال وتبعاتها، التي تعيشها الحركات والأحزاب السياسية رغم (الشطحات الديكورية)، إلى حالة حركة سياسية قومية تعبر عن كل السودانيين، وليس الاكتفاء بكتابة ذلك في ديباجة الدساتير واللوائح الحزبية، وإنما العبور به إلى آفاق التحقق عملياً، السحر الجاذب لإستقطاب وإلتفاف الكثير من المتطلعين إلى مفاهيم جديدة للمارسة السياسية.

    كان المعبر عن تلك الأفكار والمبشر بها –إبان تلك الفترة وأنا في بداية المرحلة الثانوية في مدرسة بورتسودان الثانوية- هم الطلبة من الإقليم الجنوبي المنتشرين في كل المدارس الثانوية في الشمال. وعلى رأس هؤلاء الطلبة باقان أموم الذي بلغ مرحلة الجلوس لإمتحانات الشهادة الثانوية والتحق بعدها بكلية القانون جامعة الخرطوم. وقد كان مبرزاً على المستوى الأكاديمي ويمتلك نواصي القدرات القيادية على المستوى السياسي في مرحلة التلمذة، والآخر هو صديقي العزيز بيتر قرنق دي كويك (وهذا أسم الكنيسة) أما إسم القبيلة فهو كير قرنق دي كويك، وهو شخصية لمَّاحة يقرأ المستقبل بذهن رائق وينفذ إلى جوهر الأشياء دون مراوغة. وهما الآن –كما هو معروف- قياديان بارزان في الحركة الشعبية.
                  

01-31-2010, 08:15 AM

Hassan Bakri Nugud
<aHassan Bakri Nugud
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    up
                  

01-31-2010, 04:13 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Hassan Bakri Nugud)

    شكراً حسن بكري حضورك الدائم
    ونواصل
                  

02-01-2010, 06:15 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    وفي ظل القبضة الأمنية الباطشة لنظام نميري، خاصة بعد ان لبس عباءة الإمامة وتلفح ثوب الدين دون أن يكترث كثيراً للتطهر من رجس دواخله، حملت حركة "نام" رؤى واضحة لمقاومته –نتيجة وضوح رؤاها الفكرية والسياسية- تفاعلت داخلها الثقافات النضالية للشعب السوداني مجتمعة، وكان من أبرزها على الإطلاق الكفاح المسلح. جاء ذلك في نهاية العام 1980م وبداية العام 1981م، عندما طلب مني بيتر قرنق التوقيع على ورقة بعد الإطلاع عليها جيداً، أثناء رحلة مدرسية من بورتسودان إلى مدينة الأبيض، نظمتها جمعية التاريخ للطلاب المنضوين تحتها عن طريق السكة حديد، وكنا – هو وأنا وثلاثة طلبة آخرين- على رئاسة مكتبها التنفيذي.
    مضمون الورقة (المكتوبة بخط اليد) هو تعهد والتزام للموقِّع عليها وجاء فيها: "أنا أمير بابكر عبدالله أتعهد وألتزم بالإستجابة لأي نداء يصدر لي من الحركة للإنخراط في الكفاح المسلح ضد دكتاتورية نظام مايو." ولأن الثقة متبادلة بيننا بدرجة كبيرة لم أتردد في استخراج القلم للتوقيع، ولكنه استخرج موسى من جيبه وأمسك بإبهامي ونقره بمهارة فنيي التحاليل الطبية وطلب مني أن أبصم بدمي. وعندما أكملت كل تلك الطقوس، رأيت وجهه متهللاً وهو يطوي الورقة ويضعها في حقيبته ويقول لي "إنه عهد الدم". رغم إحساسي العميق بالإرتياح المفعم بروح الطلبة المنفعلة بالثورة، أدركت أن ما هو مقبل أمر جلل.
    عرجنا أثناء رحلة العودة من عروس الرمال، وبعد توقفنا في العاصمة الخرطوم ليومين اثنين، بسبب انتظار القطار الذي سيقلنا مباشرة إلى بورتسودان، عرجنا إلى داخليات جامعة الخرطوم للإلتقاء بالرفيق باقان أموم. ولكنه لم يكن موجوداً، وكأنه "فص ملح وداب"، لم يكن له أثر حتى في كل السودان. لم أسمع بإسمه بعدها إلاَّ في العام 84 عند إختطاف الطائرة العمودية التي كانت تقل بعض الأجانب العاملين في قناة جونقلي أو –ربما- في شركة شيفرون. اما صديقي بيتر قرنق فقد إفترقنا بعد عام تقريباً، إذ عاد هو إلى الجنوب واستقر به المقام كمعلم في مدرسة إبتدائية هناك ليرسل لي خطاباً طويلاً تشي سطوره بشيء ما يلوح في الأفق، ويذكرني فيه ب"عهد الدم". ولم أسمع عنه إلاَّ مؤخراً في الجبهة الشرقية بعد أن طلبت من بعض القياديين كانوا في طريقهم إلى مدينة "يـي" تسليمه نسخة من روايتي "فقاعات زمن التصحر" التي أهديتها إليه وقد أصبح "قائداً كبيراً" ، حيث تمت ترقيته إلى رتبة (Commander) قبل سنوات كما قال لي أحد قادة الحركة الشعبية.
                  

02-01-2010, 01:26 PM

omar alhag
<aomar alhag
تاريخ التسجيل: 10-03-2006
مجموع المشاركات: 2339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    الصديق
    احمد موسي

    السرد الرائع للوقائع واللغة الادبية الرفيعة هل تسطيع تغليف بعض الحقائق وتغض طرف (الحكي عنها)

    بمتابعة لما (كتب) الرجل عن واقع حال التحالف وعلاقته بالارتريين او عموم حال الجبهة الشرقية وهي بين فكي الرحي بين دولتيين متحاربتين (اثيوبيا وارتريا) ومناطق تماس مع الحدود السودانية ...
    هنالك (سناريوهات) لم تر النور بعد واطماع ممتدة الي ذات لحظة (تعليقي) علي الموضوع ...
    الجلد قانون الجيش الشعبي ساد علي الكل بما فيهم قيادات عليا فتلك طبيعة المرحلة (وشغل جيش كما يقولون)
    علق صديقي احد شهود ما (خطه الرجل) علي برهاني وهو ليس بحرس حدود من مواليد مدني ارتيري بانه (اي برهاني) قدم خدمات جليلة للمقاتلين في وقتها (فهو اسمر قصير) شهم واخو اخوان....
    حسب إفادة صديقي (شاهد علي احداث ما خطه الرجل)

    مودتي وتقديري
                  

02-01-2010, 03:57 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: omar alhag)

    Quote:

    السرد الرائع للوقائع واللغة الادبية الرفيعة هل تسطيع تغليف بعض الحقائق وتغض طرف (الحكي عنها)


    Quote:
    الجلد قانون الجيش الشعبي ساد علي الكل بما فيهم قيادات عليا فتلك طبيعة المرحلة (وشغل جيش كما يقولون)


    Quote:
    علق صديقي احد شهود ما (خطه الرجل) علي برهاني وهو ليس بحرس حدود من مواليد مدني ارتيري بانه (اي برهاني) قدم خدمات جليلة للمقاتلين في وقتها (فهو اسمر قصير) شهم واخو اخوان....
    حسب إفادة صديقي (شاهد علي احداث ما خطه الرجل)


    صديقي ... ممّا ذكرت تأكيد على ما خطه القائد (أمير بابكر) من جلده بواسطة الجبش الشعبي
    أما كونه سلوك عادي (داخل) الجيش الشعبي فذلك لا يعني أن يُجلد مقاتل (خارج) الجيش الشعبي
    من ناحية ثانية فلم تشكيكك في رواية (أمير) المعروف إسمه ودوره بسبب (صديق) مجهول فيها شئ من الوقفة !!!!
    ودمت صديقي
                  

02-01-2010, 10:47 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد انطلقت من عقالها وأطلقت "منفستوها"، الذي لم يطلع عليه إلاَّ "ذوو الإختصاص" وقتها، ولكن ظلت جموع الشعب السوداني تنتظر الثالثة بعد الظهر من كل يوم، في حميمية لصيقة وسرية كبيرة، لتدير مؤشر الراديو إلى الموجة القصيرة حيث ينطلق صوت كفاح الشعب السوداني المسلح، بعد تلك المارشات العسكرية التي تثير في النفوس نشوة غريبة، ويبدأ المذيع في تلاوة أنباء المعارك العسكرية (وكفى)،س وتنقل إلى كل بيت سوداني صوت دوي المدافع و"أن قوة من الجيش الشعبي بقيادة الملازم أو النقيب (فلان) هاجمت معسكراً للقوات الحكومية في المنطقة (الفلانية) .. وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد .. وأسماء قتلى وأسرى من بطاقات عسكرية وآليات ومعدات عسكرية تم الإستيلاء عليها"، في الوقت الذي تتجاهل فيه وسائل الإعلام (الحكومية) ما يدور هناك. هل كان ذلك حباً في الحركة وإيماناً بها وبجيشها الشعبي أم نكاية في نظام مايو وبغضاً له؟!!!!!


    "جلدة ثالثة"
    صبيحة اليوم التالي لانتقالنا لسجن الحركة الشعبية في منطقة ربدة كانت الصورة قد بدأت تتضح ملامحها بالنسبة لي. حيث إن الضغط على السلطات الإرترية كان قد بلغ أشده من أجل إطلاق سراحنا، وبرغم أن هذه النقطة واضحة بالنسبة لكم - سيدي الرئيس - استميحكم عذراً في شرحها لمن تقع بين يديه هذه الرسالة. فبعد أن فشل مخطط الجبهة الشعبية (الحزب الحاكم في إرتريا) الذي كان يهدف إلى إنهاء وجود التحالف الوطني السوداني بقيادة عبدالعزيز خالد، وثبت لها بما لا يدع مجالاً للشك خطأ قراءتها لقدرات التحالف، وبعد ان اضطرت - تحت الضغط الدولي والإقليمي - إلى السماح لعبدالعزيز خالد بمغادرة أراضيها بعد أن ظل قيد الإقامة الجبرية في العاصمة الإرترية منذ 18 فبراير وحتى نهاية مايو 2004م، قامت المخابرات الإرترية - منفذة لأوامر عليا - بمحاصرة قوات التحالف وتجريدها من سلاحها (تسللت تلك القوات بصورة أذهلت الأرتريين إلى داخل الأراضي السودانية فيما بعد) واعتقال قيادات التحالف السياسية والعسكرية الموجودة داخل أراضيها والبالغ عددهم تسعة أشخاص في الأول من أغسطس 2004م، وقامت بإطلاق سراح بعضهم فيما استمرت البقية داخل معتقلاتها حتى نهاية سبتمبر من نفس العام، حيث تم نقل أربعة منهم (من بينهم شخصي) إلى سجن الحركة الشعبية.
                  

02-02-2010, 06:42 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    ولكن لماذا تم نقلنا إلى سجون الحركة الشعبية ومشكلتنا أصلاً مع السلطات الإرترية؟ وهل هناك تنسيق بين قيادة الحركة الشعبية العليا وبين السلطات الأرترية في هذا الشأن، أم هو مجرد تنسيق بين قيادة الحركة الشعبية في الجبهة الشرقية والمخابرات الأرترية التي كانت تعتقلنا؟ ولماذا لم يتم تسليمنا إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي؟ وأين هو التجمع الوطني الديمقراطي طوال هذه المدة؟ هذه وأسئلة أخرى ظلت تحلِّق حول رؤوسنا وكنا قد قررنا طلب مقابلة قيادة الحركة في الجبهة الشرقية حسب ضوابط السجن، إلى أن حل المساء وحان موعد التمام (عد الرؤوس) ليطمئن السجان إلى أن سجنه مكتمل العدد. وبعد فراغه وإعطاء الإشارة بالانتهاء تدافع الجميع إلى الباب الشوكي للدخول إلى باحة السجن، فيما أمرنا القائد المناوب (نحن الأربعة) بالبقاء فجلسنا القرفصاء في الباحة الخارجية في انتظار أوامر اخرى. وجاء السجان والجلاد يحمل سياطه ليأتينا الأمر -وسط دهشة أفراد الجيش الشعبي وضباطه السجناء- بتنفيذ حكم الجلد علينا، وتم تنفيذ الحكم. وكان إحدى وثلاثين جلدة على مؤخرة رجل، تلاشت معها كل الأسئلة الموضوعية والتي تحتاج لإجابات واضحة، لتأتينا الإجابة عبر الأيام التي قضيناها متنقلين بين سجون الحركة من وضع سييء إلى وضع أسوأ منه.

    وتدافعت إلى ذهني كل الصور، وتلك الرحلة من بورتسودان إلى الأببيض وصديقي البشوش بيتر قرنق دي كويك، والقائد باقان اموم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الذي لا يصعد إلى مكتبه في مبنى المكتب التنفيذي قبل المرور على مكتبي وتنويري بما يجري أو باستخراج موضوع ما من الشبكة وغير ذلك، والقائد ياسر سعيد عرمان وطعم تلك الوجبة الدسمة التي دعاني ذات مرة إلى تناولها معه في المطعم الصيني، ود. برنابا بنجامين وهو يشجعني على مواصلة الكتابة ويدعم رغبتي في الكتابة عن الجانب الآخر للجيش الشعبي ويحمل خطابي بهذا المعنى إلى قيادته العليا ونسختين من الروايتين اللتين أصدرتهما في وقت سابق وهو يقول لي بأنهما سيكونان من ضمن منهج التعليم في المدارس في المناطق المحررة. ومع كل جلدة تتراءى لي صور أصدقائي ورفاقي وهم يبتسمون ابتسامات وكأنها تقول لتلك السياط القاسية كوني برداً وسلاماً.
                  

02-02-2010, 07:29 AM

omar alhag
<aomar alhag
تاريخ التسجيل: 10-03-2006
مجموع المشاركات: 2339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    صديقي احمد موسي

    بعض ما اوردته هنا ... تعليق لما كتبه امير عبد الله
    لشاهد علي الاحداث هو من احب اصدقائي (مقاتل بالجيش الشعبي لتحرير السودان الجبهة الشرقية) وهو شاهد علي تلك الاحداث (بخور ربدة)

    ويعرف تفاصيل ادق عن امير بابكر ومحمد قرنق ..........

    وهو يعلم علم اليقين

    كيف سجن ..............

    ولماذا سجن ......

    وهنالك فرق بين

    تصحيح المعلومة والتشكيك فيها
    مودتي وتقديري
                  

02-02-2010, 07:38 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: omar alhag)

    Quote: من ناحية ثانية فلم تشكيكك في رواية (أمير) المعروف إسمه ودوره بسبب (صديق) مجهول فيها شئ من الوقفة !!!!
                  

02-02-2010, 08:33 AM

Hassan Bakri Nugud
<aHassan Bakri Nugud
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: omar alhag)

    الفاضل/ عمر الحاج

    إحترامي،

    بعيداً عن السياسة،ما نتابعه في هذا البوست هو عمل أدبي غاية في الأمتاع ، من واقع المقدرة الفذّة للمؤلف (أمير بابكر) في سرد الأحداث بصورة درامية غاية في الروعة ، تكاد الشخصيات تقفز-حيّةً- من داخل هذا السيناريو الممتع.

    لذا، إذا تفضّلت أخي إسمح للأخ / أحمد موسى بمواصلة إيراد النص كاملا أولاً للفائدة الأدبية وحتى يتثنى لنا الإستمتاع بالنص كنص ( فالصمت في حرم الجمالِ جمالُ)،ثم عقب ذلك يمكنك التعليق والتداخل كما شئت.

    تقبّل مودّتي،
                  

02-02-2010, 08:34 AM

Hassan Bakri Nugud
<aHassan Bakri Nugud
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: omar alhag)

    الفاضل/ عمر الحاج

    إحترامي،

    بعيداً عن السياسة،ما نتابعه في هذا البوست هو عمل أدبي غاية في الأمتاع ، من واقع المقدرة الفذّة للمؤلف (أمير بابكر) في سرد الأحداث بصورة درامية غاية في الروعة ، تكاد الشخصيات تقفز-حيّةً- من داخل هذا السيناريو الممتع.

    لذا، إذا تفضّلت أخي إسمح للأخ / أحمد موسى بمواصلة إيراد النص كاملا أولاً للفائدة الأدبية وحتى يتثنى لنا الإستمتاع بالنص كنص ( فالصمت في حرم الجمالِ جمالُ)،ثم عقب ذلك يمكنك التعليق والتداخل كما شئت.

    تقبّل مودّتي،
                  

02-05-2010, 12:24 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Hassan Bakri Nugud)

    "جلدة رابعة"
    السيد رئيس الحركة الشعبية ..

    السودان الجديد ليس مجرد أحلام تمضغها الأسنان وتلوكها الألسن ثم يبصقها الفم –على استحياء- خلف ظهور الناظرة، إنما هو رؤى وأفكار تتخلق لتبدأ من النطفة وإلى "وكسونا العظام لحماً"، ولكنها لا تتخلق بعيداً ولا داخل أرحام مجهولة الهوية، حيث لا جدوى لأطفال الأنابيب هنا، فلا بد أن يكون الرحم طبيعياً متصلٌ فيه الماء الدافق بالدم المتدفق. هذا هو –وانتم سيد العارفين- السودان الجديد إنه يتخلق داخل القديم ويتشكل بين جنباته ويتغذى من عصارته حتى ينمو ويخرج إلى الوجود سلوكاً وممارسةً ومنهاجا. وكما يقولون داخل كل حضارة قديمة تولد حضارة جديدة، فإننا ننتظر أن يولد السودان الجديد من رحم السودان القديم بأفكاره ورؤاه ومؤسساته، يحمل داخل جيناته بعضاً من إرث تنعكس كروموزوماته على سلوك وممارسات ومنهاج ما هو جديد، وربما سيثقل كاهله إلى حين من الدهر ولكنه أمر طبيعي. كما ننتظر أن يولد سودان أجدَّ من صلب ما نحلم به الآن. إنه التجدد ما يسم الأشياء أثناء مرور العمر.
    هي –سيدي- مائة وسبعة وعشرون يوماً فقط لا غير، عشتها بين ظهراني معمل تفريخ لدعاة السودان الجديد، متنقلاً بين سجن ربدة وسجن خور ملح، ورغم أنها كانت تفتقر لطعم الملح حتى، إلاَّ إن إشراقات مضيئة تخللتها وأنا أتلمس مصادر عديدة لمعرفة أكثر بالسودان زادت من حصيلتي وأكدت صِحَّة إنتماءني وتمسكي بموقفي. وكنا نفكر، عندما تقدمنا بطلبنا لإدارة السجن برغبتنا في لقاء قيادة الحركة في الجبهة الشرقية، بأنهم يفعلون مثل ما يقولون وأنهم لا يبصقون أقوالهم خلف ظهورنا. فقد التقيناهم كثيراً جداً وفي مواقف سياسية متباينة كثيرها متقاطع وآخر متواز. ولكن يبدو أن مياهاً كثيرة –أو ربما سيول- جرت تحت الجسر، وجرفت معها كثير من الأقوال لتبقى الأفعال شاهدة.
    سأقول لكم ما تهربت قيادتكم من الإستماع إليه ورفضها حتى الرد على طلب رغبتنا في لقائها بالسلب أو الإيجاب،( وسأبدأ بطرح ذات التساؤل، وهو، لماذا وافقت الحركة الشعبية أن تكون شماعة للمخابرات الإرترية بعد أن تزايد الضغط عليها من أجل إطلاق سراحنا؟) والإجابة عندي تحتمل ثلاثة تفسيرات لا رابع لهم، أولها أن الحركة الشعبية متواطئة مع الجبهة الشعبية الإرترية في قضية التحالف، وثانيهما أن ما حدث قد وافق هوى قديم داخلها فمضت بكل قوة تعمل على تعميقه، أما ثالثهما فهو أن الحركة الشعبية رضخت للضغط الإرتري بنقلنا إلى سجونها.
    (سأجيء من التفسير الأخير) وهو أنها رضخت للضغط الإرتري وآثرت التعامل مع قضية اعتقالنا وفق تكتيكاتها التي تقضي برعاية مصالحها والمحافظة عليها ولو على جثث الآخرين، أو كما قال الروائي إميل زولا في رواية سعادة السيدات "أجل لقد كان ذلك ضريبة الدم، فكل ثورة تتطلب شهداء، ولا يسير البشر إلى الأمام إلاَّ على جثث الموتى". وكان النظام الإرتري قد رفع (الكرت الأصفر) للحركة الشعبية وبرزت بوضوح نقاط إفتراقهما بعد وضوح مسار مشروع السلام السوداني الذي يرفضه النظام الإرتري. ولكن ظهر الحركة وجيشها الشعبي مكشوف تماماً في الجبهة الشرقية سياسياً ولوجستياً إلاَّ من إرتريا التي يمكن أن تفعل أي شيء حتى ولو قطع خطوط الإمداد عن الجيش الشعبي بعدده الضخم. إذاً نحن جزء من كبش فداء (أو كله) من أجل أن تظل خطوط إمداد الحركة وجيشها هناك مفتوحة إلى حين الانتهاء من إجراءات مشروع السلام والتوقيع النهائي بينها والنظام في الخرطوم. وربما اختلف الوضع إن كان المكان غير المكان، ولاستقبلتنا ذات القيادات بالأحضان وسعت لأن نلتقي بقيادات عليا، من أجل الترويج لنفسها سياسياً، وهي المقبلة على مرحلة تستدعي انفتاحها وفتحها لكل الأبواب والنوافذ.
    أما ثاني التفسيرات المتعلق بهوى الحركة الشعبية الذي وافق محاولات الجبهة الشعبية الإرترية تحطيم التحالف الوطني السوداني وقواته (كما وافق شن طبقه) يمكن مقاربته بتاريخ العلاقة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والتحالف. وهي علاقة كانت مشوبة بالتوتر الشديد في بداية عهدها، بل وصلت درجة العداء والمواجهة المسلحة في مرحلة من مراحلها (كما حدث في شمال النيل الأزرق)، بينما ظلت متذبذبة في مراحل أخرى تحكمها المواقف التكتيكية للحركة الشعبية وطموحات التحالف، إلى أن بلغت أعلى مراحل درجاتها الإيجابية بإعلان الوحدة بينهما في نهاية أبريل 2002م الذي وقعتم عليه –سيدي الرئيس- إلى جانب عبد العزيز خالد رئيس المكتب التنفيذي للتحالف.
    والمعروف أن التحالف سطع نجمه في الجبهة الشرقية إبان محاولات الحركة الشعبية استقطاب أعداد كبيرة من (الشماليين) داخل وعاء أفرزته لهم أطلقت عليه إسم "لواء السودان الجديد" "لماذا أضطرت الحركة الشعبية لإفراز هذا الوعاء أصلاً وبعد مضي أكثر من عشرة سنوات من إنطلاق الكفاح المسلح؟ وهل كما قال د. منصور خالد: "ولربما كان من بين العوامل الضاغطة لإنشاء ذلك الشق العسكري للواء المبررة من بعض عناصر الجيش الشعبي: لماذا نريق وحدنا الدماء من أجل بناء السودان الجديد؟" عموماً الإجابة على هذا التساؤل تضيء جوانب كثيرة من قضايا سابقة، ظلت عالقة لإلتفاف المعنيين حولها، وقضايا آنية ومستقبلية."
    الفكرة –في جوهرها- مرتبطة برؤى حركة "نام" السابق ذكرها، ولكنها جاءت شوهاء إذ فارقتها في صميم بنيتها الفكرية. فبينما اعتمدت "نام" على كسر الحواجز النفسية عبر طرح رؤى مكتنزة بمفاهيم واقعية ومرتكزة على إحترام الآخر، قام "لواء السودان الجديد" على سياسة "التكويش" معتمداً على تلك القوة الضاربة للحركة الشعبية وسجل انتصارات جيشها خلال سنوات تجاوزت العقد من الزمان وقولبت كل الرؤى التي ظلت ترددها حول السودان الجديد وبناءه داخل ذلك الإطار وليس العكس. هذا ما جعل الفكرة تتعثر منذ بداياتها رغم محاولات ردم حوافها. ومن يحاول تعليق ذلك التعثر –سواء من الحركة أو التحالف أو غيرهما- على شماعة سطوع نجم التحالف وقدرته على استقطاب اعداد مقدرة إلى صفوفه من ذات القاعدة التي تستهدفها، مما ساهم في تعثر ذلك الوعاء، يفارق المنطق السليم للقراءة والنفاذ إلى عمق الحقائق بالرغم من أن بدايات العداء تزامنت مع هذه الفترة.
    رغم كل التوتر ومظاهر العداء التي اتسمت بها المرحلة الأولى إلاَّ أنهما، وخلال مسيرة ليست قصيرة من التواصل والعمل المشترك الذي فرضه الفضاء المكاني المشترك، وصلا إلى اتفاق (وحدة) بينهما. ولكن ما الذي اعترى هذا التوافق الذي بلغ درجات عليا من سلم التعامل الإيجابي؟! وهل (تاور الضرس) قيادات الحركة –أو بعضهم- في تحقيق رغبات قديمة بسحق التحالف ودفن حطامه في رصيف النضال الوطني؟ ومن أين تنزَّلت (السوسة) التي لامست (الضرس)؟ "جاء موضوع الوحدة مع الحركة الشعبية متوافقاً مع الآفاق السياسية للتحالف. بعد لقاء قيادات التحالف لوفد الحركة الشعبية –بقيادة القائد جيمس واني إيقا- في سبتمبر 2001م، وإن اختلف الطرفان على آليات تحقيقها، كان واضحاً رغبة الطرفين في المضي بها إلى نهاياتها. وبعد أن وقع الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية وعبدالعزيز خالد رئيس المكتب التنفيذي للتحالف إعلان الوحدة بينهما في 28 فبراير 2002م على أسس واضحة، أسقط في يد قادة الجبهة الشعبية، وبرز تناقض واضح في موقفها تجاه هذه الخطوة الاستراتيجية، خاصة بعد أن بدأت خطوات السلام السودانية تتضح ملامحها في مشاكوس ومن ثم نيفاشا وهو ما لايرغب فيه النظام الأرتري".
    أما أول التفسيرات الذي يدَّعي تواطؤ الحركة الشعبية لتحرير السودان مع الجبهة الشعبية الإرترية في قضية التحالف فهو ينسف التفسير الثالث تماماً لأنه وببساطة شديدة يعني أنهما متفقان وعبر خطة مدروسة لتحقيق هذا الهدف. وأنا لا اتفق مع هذا التفسير –رغم إحتماله- لأن ما لدي من معلومات مؤكدة تذهب إلى تدخل أطراف إقليمية –لصالح قوة سياسية سودانية- بالضغط على النظام الحاكم في إرتريا (الذي يدين لها بالكثير) في تلك القضية. بينما يتماهى مع التفسير الثاني ويتسق مع بعض عناصره إذ إلتقت مصالح الطرفين، ولكن دون إتفاق مسبق بينهما منذ البداية، بعد أن فكرت الحركة الشعبية (أو تاور قياداتها الضرس)، بعد أن لاقت الطقس مواتياً، في الإبحار مع الجبهة الشعبية في ذات السفينة (ربما لأنهما الاثنتين تتصفان بالشعبية).
    عموماً كل المؤشرات ترجح كفَّة ثالث التفسيرات، فالحركة ما كانت ستضطر للرضوخ للضغوط الإرترية في ظروف مختلفة عن تلك التي وجدت نفسها فيها، ولن تقدم على ما أقدمت عليه –حتى مجرد إعتبارنا (أمانات عندها) كما قال المقدم ياسر جعفر أثناء لقاءنا الصدفة- لإعتبارات عديدة من بينها الكياسة والفطنة السياسية التي تحتم عليها ذلك، خاصة وأنها مقبلة على التوقيع على الإتفاق النهائي للسلام (وبهذه المناسبة صادفنا التوقيع النهائي ونحن في سجن "خور ملح"). ولكنها أقدمت على وضعنا في سجونها رغم أن ذلك سيوقعها تحت طائلة عدم الفطنة السياسية (مرغم أخاك لا بطل)، وهو ما أكده قول أحد أعضائها من القيادات الوسيطة الذي التقى بنا مرة بشكل غير رسمي، حيث قال إن الحركة مضطرة للرضوخ لرغبة الإرتريين في هذا الموضوع خاصة في هذه المرحلة، وهي مضطرة لمعاملتنا بهذه الصورة نزولاً عند رغبتهم أيضاً. وهي مرحلة اتسمت بعلاقة فاترة بين (الشعبيتين) لأسباب أشرت إليها من قبل.

    (عدل بواسطة Ahmed musa on 02-05-2010, 12:32 PM)

                  

02-05-2010, 01:49 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    "جلدة خامسة"

    سألني الملازم طون أرياي –وهو من أبناء دينكا قوقريال- قائد منطقة "بلاسيد"، وهي من بين المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجبهة الشرقية، وفي ذات الوقت هو المسئول عن إستخبارات الحركة فيها ويقع سجن "خور ملح" –الذي نقضي بين جنباته مدة لا ندري مداها- ضمن سلطاته، سألني إن كنت سأكتب عن الفترة التي قضيتها في سجون الحركة. وكانت تلك آخر أيام لنا مع سجونها، بعدها تمت إعادة تسليمنا للمخابرات الإرترية مرة أخرى. قلت له إنني سأفعل بكل تأكيد .. هذا إذا كتب لي الخروج منها.
    وها أنا أفعل الآن، حضرة الملازم ثاني طون أرياي، في خطابي الموجه لرئيس الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق. وربما تكون الآن في الخرطوم وأنت تتابع قراءة هذه الرسالة، وربما لا تقع بين يديك قط.
    للحركة الشعبية لتحرير السودان سجنان في منطقة "ربدة"، الواقعة في الحدود بين السودان وأرتريا وهي تقع شمال شرق مدينة كسلا. السجن الأول يقع تحت مسئولية الشرطة المناط بها الحفاظ على الأمن هناك، وتحول إليه القضايا الإدارية والمخالفات البسيطة. أما السجن الآخر –الذي سأتحدث من داخله- فهو يتبع لإستخبارات الحركة ويقوده ضابط برتبة ملازم أول –من أبناء الدينكا- يتبع لمسئول إستخبارات الجيش الشعبي في الجبهة الشرقية (الرائد أوغستينو مدوت، من أبناء الدينكا). وإليه تحول القضايا الأمنية وقضايا الهروب وحالات الانتظار في الجرائم الكبرى خاصة القتل أو الشروع فيه، إضافة إلى وجود العديد من أسرى الحرب فيه. وهو عبارة عن أرض واسعة محاطة بسور شوكي (يطلق على هذا السجن إسم الشوك)، مقسمة إلى أربعة أجزاء. الجزء الأول ويشغل الحيز الكبر من تلك المساحة يخص حراسة السجن (يقودها الرقيب مشار من أبناء الدينكا) من سكن ومباني إدارية، الأجزاء الأخرى عبارة عن أسوار شوكية داخل السور الكبير. الأول يتحفظ داخله بأصحاب الرتب العسكرية (الضباط)، والآخر يخص الأسرى وبعض الحالات، أما الذي يضمنا فيخص الجنود وضباط الصف التابعين للجيش الشعبي، والمواطنين الذين رمت بهم الظروف في طريق الجيش الشعبي، أو قامت المخابرات الأرترية بتسليمهم للحركة كما هو حالنا.
    وهذه السجون وغيرها من السجون المنتشرة في مناطق مختلفة من الجبهة الشرقية والجبهات الخمس الأخرى يفترض فيها أنها تقوم المنحرفين عن مسار السودان الجديد. ولكن اول ما فوجئت به –على الأقل في سجن ربدة- هو أنهم لا يسمحون لك بإصطحاب كل ما هو متعلق بالقراءة والكتابة. فمنذ اللحظة الأولى وخلال تفتيش متاعنا، رفعت الأقلام وجفت الصحف بعد أن تم جمعها وتخزينها مع بقية متاعنا، حيث لم يسمح لنا بعبور البوابة إلى داخل الموقع الخاص بنا سوي بملابسنا التي على أجسادنا. وجاءتنا عبارة قاسية من الرقيب مشار المسئول الإداري للسجن وقد ضبطنا، نحمل بعض قصاصات لصحف قديمة، أثناء حملة تفتيشية (إن هذا سجن وليس مكاناً للتعليم) وجمع بعض الكتب التي نجح بعض السجناء في تسريبها عبر الأشواك.
    لا أتوقع أكثر مما رأيت وعايشت في كل ما يتعلق بما هو يومي، خاصة بعد إسترجاعي لأنفاسي وإنجذاب العديد من الملاحظات، خلال مسيرة معرفتي بالحركة الشعبية، لمركز تقييمي الداخلي. وهي مفارِقة لكثير من مفاهيم السودان الجديد التي تبثها الحركة الشعبية هنا وهناك. ويمكن لأي متابع أو مراقب ان يعزي ذلك إلى أنها لا زالت تعيش مرحلة الكفاح المسلح وتواجه حرباً لا تحتمل تنزيل أي من تلك المفاهيم، الساطع بريقها داخل نفق الواقع المظلمة مآلاته والمستقبل الضبابي الملامح، على صعيد الممارسة اليومية. وما يزيدها سطوعاً هالة ضجيج المعارك والانتصارات العسكرية الكبيرة. ولكن تبقى هناك حقائق تقف عائقاً امام كل المحاولات لتعويم تلك المفاهيم.
    هي تفاصيل دقيقة تذوب وسط الضجيج ولا تتم ملاحظتها داخل أطر اللافتات الضخمة، التي تملؤها تلك الشعارات ذات الخطوط العريضة، وإنما تتم ملاحظتها أثناء المعايشة والمتابعة اليومية. ويمكنها –حتى- أن تعبر هكذا، دون أن تثير الانتباه. وما يجعل تلك التفاصيل تذوب وسط الضجيج هو البنية التنظيمية للحركة الشعبية، وهي بنية مركبة يتداخل في طيفها ما هو سياسي بما هو عسكري بما هو مدني، ولكنها ترتدي الثوب العسكري وتسير وفقاً لإيقاع المارشات وأوامر المارشالات.
    ما هو أكيد أن السياسي هو والد العسكري وهما معاً يقودان إلى السيطرة على رقعة ما، وفي حالة الحركة الشعبية هي الأراضي التي تمكنت من تحريرها وإقامة سلطة (السودان الجديد) عليها. أن تزاوج البنية التنظيمية للحركة الشعبية بين الثلاثة محاور هذه خلق داخلها، أو بالأحرى خلق داخل ذهن الناظر إليها، من الربكة حيث تتبدى في زي شمولي أكثر أناقة خاصة وهو مرصع بتلك النجوم المضيئات على الأكتاف. وجعلها تتحرك في حقل مغنطيسي لا تقبل داخله، أو في مجاله، سواها أو من يأتيها طائعاً أو يطاوعها إلى حين. وهو ما ظل واقعاً في مناطق إدارة (السودان الجديد) الخمس (الاستوائية، أعالي النيل، بحر الغزال، جبال النوبة والنيل الأزرق –أما المنطقة السادسة وهي الجبهة الشرقية فحديثها مختلف) وما كشفت عنه المفاوضات بينها ونظام الإنقاذ، فلم نسمع بأن هناك قوى أخرى في هذه المناطق لها صوت (يتفق أو يختلف) غير صوت الحركة الشعبية، رغم علمنا أن الرقعة التي تسيطر عليها ليست بالصغيرة مساحةً وبشراً. مع العلم أن الحركة السياسية كان لها انتشار مقدر في تلك المناطق أثناء الهدنة ما بعد أديس أبابا وقبلها. هل كلها انخرطت في صفوف الحركة أم أن الحركة أزاحتها من الوجود (على الأقل في تلك المناطق)؟ كلنا يعلم أن للقوى السياسية خاصة تجمع الأحزاب الجنوبية (يوساب) وغيرها من فصائل تحمل السلاح، وجود في المناطق التي لا تسيطر عليها الحركة بل يسيطر عليها نظام الإنقاذ، وحتى الإنشقاقات التي حدثت داخل الحركة وقادها قياديون بارزون في الحركة لجأت إلى مناطق (الحكومة). ثم ما هو موقف المواطن الذي ظل يعيش في تلك المناطق، بل ما هو مصيره إذا كان موقفه مغايراً لسياسة الحركة ورؤاها؟ وهل يملك أن يخالف تلك الرؤى إلاَّ أن يغادر أو يصمت او يقبل بالتدجين. وطبعاً الحركة الشعبية في حالة حرب.
                  

02-06-2010, 07:04 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    "جلدة سادسة"

    سيدي رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ..

    هل تعرَّفت إلى مقاتل في الجيش الشعبي إسمه "كواج نيور كواج"؟! هو شاب مضطرب نفسياً ومعتقل في سجن "ربدة" باعتباره (مجنون). ولكنه واحد من الإشراقات التي التقيت بها في تلك (الزريبة الشوكية) التي لا تصلح للحياة الآدمية، إنما يمكن أن تحفظ داخلها أبقار وأغنام دون أن تثير حساسية المدافعين عن حقوق الحيوان، ولكنها تحدث خللاً أو شرخاً نفسياً في من يعتبرون متوازنين نفسياً قبل دخولها، أمثال "أبو حديد" من أبناء دارفور و"أليكو" من أبناء الزاندى وغيرهما، ناهيك عن المضطربين أصلاً.

    قصة "كواج" كما يرويها –وسط حكاويه المضطربة- هي قصة الحرب في السودان، ولكنها تبرز بوضوح وجلاء آلية التعبئة التي تعتمدها الحركة الشعبية في الاستقطاب لصفوفها، وإذا كانت شهادة (المجنون) لا تعتمد لدى الدوائر القانونية ولكني أعتمدها هنا برغم صعوبة إلتقاط كافة خيوطها. وهي –الآلية- تعتمد بشكل أساسي على محاربة "الجلابة"، وهو مفهوم فشلت الحركة في الإلتفاف حول مضامينه الإثنية برغم محاولاتها إضفاء صبغة فلسفية عليها والتنظير له. وظل هذا المفهوم (بمضامينه الإثنية) هو ركيزة خطابها التعبوي في محاولاتها استقطاب أعداد كبيرة جماعية (قبلية) وفردية من أبناء الجنوب.

    "كواج نيور كواج" من أبناء دينكا منطقة "أويل" وبالتحديد من قرية "مريال باي" التي كثيراً ما يتغنى بها ولها، ويطلق عقيرته بالغناء في أعلى لحظات صفائه الروحي ودائماً ما يقرنها بحب شقيقته "أتاك"، وشقيقته "أتاك" هذه،كما يستشف منه في لحظات هذيانه، متزوجة وتعيش في الخرطوم بحري بمنطقة الحاج يوسف. ولد "كواج" –إذاً- في "مريال باي" ضواحي مدينة أويل في إقليم بحر الغزال، كما تقول روايته. وله عدد من الأشقاء والشقيقات، وربما كان يرعى الأبقار في صباه ومورست عليه ومارس كل الطقوس، حتى تلك الشلوخ المخطوطة أعلى جبهته العريضة تقول أنه لم يغادر مرتع صباه إلاَّ بعد أن شب قليلاً.

    تلك المنطقة حول أويل تعشعش ملامحها في ذاكرتي وتسعفني تلك الصور الفوتوغرافية (التذكارية) التي إلتقطها والدي إبان فترة قضاها هناك غطت المنطقة حتى مدينة واو موظفاً في هيئة سكك حديد السودان أيام عزها، إلى أن أحاله أهل (الإنقاذ) إلى (الصالح العام) بعد أن عمل في معظم بقاع السودان، شرقه وغربه، شماله وجنوبه. وقد ساعد ذلك الوضع في تشكيل وعيي بشكل رئيسي.

    كانت هيئة السكة حديد وقتها تضم هيئة النقل النهري وهيئة الموانئ البحرية. وقد كتبت مرة مقالات حول السكة حديد تناولت خلالها زوايا إجتماعية جاء فيها " هي – بحق - عالم تتلاقى داخله كل الأطياف العرقية والسياسية والدينية جمعهم القطار. ولنتخيل حجم هذا الطيف البشري الذي يعمل في خدمة القطار وحجم الطيف البشري الذي يستفيد من خدمات القطار من ركاب وباعة في المحطات الكبيرة والصغيرة، وحجم الشبكة الحديدية التي هي بمثابة شرايين واوردة تربط كافة أنحاء السودان، من واو جنوباً إلى نيالا وبابنوسة إلى الرهد والأبيض إلى الدمازين والروصيرص إلى كسلا وبورتسودان إلى وادي حلفا إلى مدني وسنار إلى أبوحمد وكريمة، شرايين يتدفق فيها دم سوداني حار مختلط بعرق وأنفاس لا يمكن التمييز بينها.

    أنها مثل الشرايين والأوردة، فهي خريطة لدورة دموية كبرى تغذي كل السودان تساعدها دورة دموية صغرى متمثلة النقل النهري عندما كان يتبع لمصلحة السكة الحديد حيث يقودنا إلى أجزاء وأطراف يصعب على الخطوط الحديدية اختراقها ورغم أنها فقدت ذلك الطعم الخاص لصافرات القطارات إلا ان طعم صافرات البواخر النيلية له خصوصيته." هل لدى الحركة الشعبية خطة فاعلة لإعادة الحياة لهذا الصرح العملاق فهو، بحق واحد من دعامات تحقيق الوحدة في ظل كل هذا التنوع.

    لم يذكر "كواج" شيئاً عن طفولته، وربما لا يذكر شيئاً، بسبب الأحداث التي مرَّ بها منذ خروجه من بحر الغزال متجهاً شمالاً. ولأن عمره مبهم بالنسبة لي فمن الصعب تحديد تلك الفترة بدقة لقراءة مجريات أحداثها. لكن وعيه لا يزال يذكر فترة حكم النميري، وأعتقد أن هذه الذكريات مرتبطة بالنصف الأخير من عهده لأنه يلصق بها إسم الصادق المهدي رئيس وزراء (الديمقراطية الثالثة) دون المرور بفترة الحكم الانتقالي (يبدو أنها لم تترك أي أثر لديه). وهذه الفترة ارتبطت ببدايات تنصل النظام المايوي من اتفاق أديس أبابا، كما ارتبطت بتوترات منطقة التماس. فواحدة من المحطات المركزية أثناء تداعيات خواطره الغير منتظمة تطل دائماً أحداث أقرب إلى الخيل والفر والكر، وأخرى بتلك الحادثة الشهيرة في محطة "الضعين" عندما مات العديد من أبناء "الدينكا" حرقاً داخل عربات السكة الحديد بعد أن هاجمهم رجالات الرزيقات، وقد أصدر أستاذان من جامعة الخرطوم هما (بلدو وعشاري) كتاباً حول هذه الحادثة أثار ضجة كبرى وقتها وأدى إلى إتهامهما من قِبل السلطة الحاكمة إتهامات تصل عقوباتها حد الإعدام. إن سلطة المركز طوال فترة الحكم الوطني إفتقرت إلى الحكمة في التعامل مع العديد من القضايا مما ادى إلى تراكمها وتراكم تبعاتها لتثقل كاهل الوطن والمواطن في خاتمة المطاف، بل إن سلطة المركز ساهمت في تأجيج ودعم الكثير من التوترات القبلية أو غضت الطرف عنها ولم تبادر بإطفائها، نتيجة حسابات سياسية خاطئة. وتقف دارفور الآن شاهداً على كل ذلك، بالرغم من البعد الخارجي فيها والذي لولا أن وجد الأرض خصبة وثمارها دانية لما استطاع أن يتوغل عميقاً (على الأقل بهذه السرعة).

    عينا "كواج" تقدحان شرراً وهو يسترسل في تلك الرواية التي تتخللها موضوعات كثيرة غير مترابطة، فبعد ان يثني على "النميري" ويسبه، يلعن سلسفيل السيد "الصادق المهدي" وصهره الترابي ثم يعرج على عمر البشير يهتف من أعماقه "SPLA وييييي" ويقوم بتحيتكم التحية العسكرية، ثم يفترش لهيب الرمضاء دون أن يهتم كثيراً للعرق المتصبب من كل جسده. ينطفئ لحظتها ذلك اللهيب المتقد في عينيه ويسترخي كل جسده ليروح في إغماءة سريعة عميقة ويسيل لعابه على جنبات شفتيه.

    عاش "كواج" فترة من عمره في ضاحية الحاج يوسف بالخرطوم بحري وفي منطقة كوبر حيث وصل المرحلة المتوسطة في دراسته وعمل في ذات الوقت في أحد مصانع الصابون بمنطقة صناعات بحري. ويبدو أنها كانت مترعة بذكريات طيبة لا زالت عالقة ببقايا ذاكرته ومن بينها الكثير من أسماء سودانيين من الجنوب والشمال، أصدقاء أو معارف دراسة او في العمل. ولكن أهمها شقيقته "أتاك" وزوجها. كان عادة ما يصرخ بإسمها أثناء نوبات هيجانه.

    ولكن هناك حادثة ما، متعلقة بموت أخيه أو بمرض عضال أصابه فيما يبدو، ظلت تحلق حول تخوم تلك الذكريات هي ما قاده في النهاية للعودة جنوباً بعد أن ترك جزءاً من عقله هناك (كما يزعم بعض رفاقه). وعاد إلى "مريال باي"، ومن ثم إنضم إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان. وجاء إلى الجبهة الشرقية ضمن قوات الجيش الشعبي المنقولة جواً (Timber 1) ومن بعدها جاءت أيضاً (Timber 2) لتشكلان قوة إضافية لقوة "الجنقو" التي استقطبتها الحركة الشعبية من العمال الزراعيين في غرب أرتريا وإثيوبيا وشرق السودان. ولم تنمحي مشاعر الغيرة بين القوتين رغم محاولات قيادة الجيش الشعبي ورغم النظام العسكري الصارم الذي يحكمه.

    ضحك "كواج نيور كواج" –ضحكته المميزة التي تثير عاصفة من الفرح حوله- عندما رأى سياط الجلاد تنزل علينا بلا هوادة وقال، مخاطباً نفسه أولاً والجمع المتحلق بنظراته فيما يحدث، في براءة :"كيف تجلدوا الجلابة!!".
                  

02-07-2010, 06:01 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    "جلدة سابعة"


    قوة (Timber 1) و(Timber 2) ألقتا بظلالهما على قوات الجيش الشعبي في الجبهة الشرقية، خاصة بعد ضعف فعالية فكرة "لواء السودان الجديد". ولهذا الإسم قصة طريفة فقد تم نقلهما بطائرات (شحن) من جنوب السودان عبر الأجواء الإرترية، ويبدو أنها عبرت أجواء دولة أخرى وعندما تمت مساءلة قائد الطائرة عن محتويات حمولته، إدعى أنها (خشب). ولكن ما هو أطرف من هذا تعليق أحد مقاتلي تلك القوات –التي لا يعرف الكثير من أفرادها سوى جنوب السودان- عندما شاهد تلك الجبال والفيافي القاحلة إلاَّ من شجيرات لا يقمن ظلاً، وهو القادم من وسط الأدغال الإستوائية بحيواناتها وأمطارها، وقف لحظتها وقد أنهكه التعب وأخذ منه العطش ماخذاً بعيداً ليقف في منتصف المسافة ويقول "والله د. جون ده جابنا بلد قديم قُدُم".

    جاءت تشكيلة القوة (1) في أغلبها من أبناء الاستوائية، تم تجميعها بعد إكتساح قوات الجيش الشعبي لمنطقة الاستوائية خاصة غربها، وكانت الحركة قد تجاوزت جرح انقساماتها التي حدثت في بداية تسعينيات القرن الماضي، واستعادت عنفوان شبابها مرة أخرى. كان على رأس قيادة تلك القوة القائد "توماس سريليو" وهو من عائلة إستوائية معروفة بعد ان نُقِل القائد "عبدالعزيز الحلو" لجبهة "جبال النوبة" بعد إستشهاد القائد "يوسف كوة". فيما جاءت تشكيلة القوة (2) من مجموعات قبلية متنوعة وغالبيتها من قبيلتي "الدينكا" و"النوير". لتضاف تلك القوة مجتمعة إلى قوة "الجنقو" التي تم استقطابها أصلاً في الجبهة الشرقية، ورغم أن الأولى تفوق الثانية عدداً فقد ظل "الجنقو" جنقو و(Timber) (Timber).

    إنعكس الخطاب التعبوي للحركة الشعبية المتعدد المستويات على مجمل بنيتها التنظيمية. فهي وإن بدأت، بعد تمرد مايو 1983م وإعلان إنطلاق الكفاح المسلح، بخطاب تعبوي إنعكست بين سطوره رؤى حركة "نام" التي إنخرطت معظم (إن لم يكن كل) عضويتها من السودانيين في جنوب السودان –وهم في معظمهم ذوو توجهات ماركسية أو كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي السوداني- في الحركة الشعبية لتحرير السودان، بل وشكلوا القاعدة السياسية لها. وهو الأمر الذي ألقى بكثيف ظلاله على "المنفستو" الذي أعلنته، وجعل من "إثيوبيا منقستو الماركسية" قاعدة صالحة لإعادة تنظيم صفوفها، وليس العكس -كما يظن البعض- بأن لجوءها لإثيوبيا هو ما دفعها لتبني الخطاب الماركسي في عهدها الأول. "الملاحظة التي أثارت فضول وإهتمام الكثيرين .. هي أن قرنق رغم أنه تلقى إهتماماً ورعاية وتعليماً من قبل أقصى اليمين الرأسمالي .. إلاَّ أنه إنطلق في عدائه وتمرده على الخرطوم من أقصى اليسار الماركسي .. وهناك من رد ذلك إلى ما هو معروف في النقد الأدبي بعبقرية المكان الذي أطلق منه غضبته على الخرطوم وهي إثيوبيا الماركسية إحدى دول محور عدن خاصة وأن نظام نميري كان يتحرك وقتها مطمئناً تحت المظلة الأمريكية وكان يحاول حسم الحركات الجنوبية المتمردة عليه بسطوة الدعم الغربي!!" ضياء الدين بلال –الشماليون داخل حركة قرنق.

    هذا الخطاب الداعي لتحرير كل السودان، والذي تجاوز الخطاب الداعي لفصل الجنوب، كان –برغم الطعم الماركسي الذي يمكن تذوقه بين ثناياه- يعبر عن أشواق أعضاء حركة "نام" من السودانيين الجنوبيين، الذين إنضووا تحت لواء الحركة، في إختراق حاجز جنوب شمال والتمدد السياسي القومي، وشجعها ذلك النجاح الذي لاقته الدعوة –وقتها- في إستقطاب أعداد مقدرة من السودانيين شمالاً وجنوباً، كما جاء ليعبر عن أشواق الحركة وعضويتها القيادية في الخروج مبكراً من خندق الإقليمية الذي يمكن أن توصم به.

    قلة مردود هذا الخطاب في استقطاب شماليين (كما هو متخيل) –ليس بسبب عدم جدواه بل لثقافة مختلفة في النضال لم يتم وضعها في الحسبان- جعل قيادة الحركة تعيد قراءة خطواتها، بعد أن بدأت خطوات تحرير الأرض. وصارت مواجهة بضرورة التعامل مع الواقع، لتلجأ إلى مد صلاتها بالزعامات القبلية في الجنوب من أجل تجييش الشباب وإستيعابهم في الجيش الشعبي، وذلك فضاء لاتجدي معه دعاوى القومية ولا الماركسية ولا تحرير السودان.

    هنا كان لابد من خطاب تعبوي مختلف تمثل في الحرب ضد "الجلابة" التي ظلت تعني بالنسبة للمنخرطين في صفوفه "الشماليين" (الذين كانوا يشترون الدجاجة منهم بقرش ويبيعونهم ريشها بخمسة قروش)، فيما ظلت إذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان تنقل أنباء إنتصارات قواتها على القوات الحكومية إبان حكم النظام المايوي وما تلاه من الأنظمة، داعية كل السودانيين للنهوض ضدها. وتنوع خطاب الحركة الشعبية وتحدثها بأكثر من لسان ظل صفة ملازمة لها، فلديها لكل مقام مقال من أجل بلوغ غاياتها. فهي مع نفسها بخطاب ومع جنودها بآخر ولعامة السودانيين بلسان وللعالم بعدة ألسن، حسبما يقتضي الظرف الزماني والمكاني.

    إذاً جاءت قوات (Timber 1,2) إلى الجبهة الشرقية من تلك البيئة المناهضة للجلابة، لتجد "الجلابة" بشحمهم ولحمهم يقاتلون بجانبها هذه المرة، سواء داخل الجيش الشعبي أو في الفصائل العسكرية المنضوية تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي، ولتجد أن رئيس القيادة العسكرية للتجمع هو د. جون قرنق القائد العام للجيش الشعبي والقائد باقان أموم هو منسق قوات التجمع. إلتقوا بالشايقي والزغاوي والهدندوي والجعلي والرشايدي والنوباوي والنوبي وغيرهم. وفوق جبال التناقضات التي وجدت نفسها داخلها، جاءت تضيف أخرى تحملها داخلها زرعها الخطاب التعبوي للحركة الشعبية هناك.

    اعتمدت الحركة –كما ذكرت- على الخريطة القبلية في قراءتها لوقع خطواتها المستقبلية، والتي أحدثت فيها ما أحدثته من نتائج كارثية خلال مسيرتها، مثلما حدث عند إنشقاق د. رياك مشار بقوته وقواته (القبلية) وهو من أبناء قبيلة "النوير" وقياداتها البارزين، ود. لام أكول، الذي ينتمي لقبيلة "الشلك" بقواته "الشلكاوية" وغيرها من تشظيات قبلية أصغر حجماً. وألقى الواقع القبلي بظلاله الكثيفة على الحركة في مناحي كثيرة الشيء الذي جعل فخامتكم –سيدي الرئيس- تجيبون في ضيق، مرة، على أسئلة صحفية بأن لا ذنب لكم في أنكم تنتمون إلى قبيلة "الدينكا" وأن لا ذنب لقبيلة "الدينكا" في أنها أكبر قبيلة في جنوب السودان أو في السودان. ورغم أن هذه حقيقة –لا ذنب لكم في ذلك- لكن تبقى الحقيقة الأخرى أن الحركة الشعبية فشلت في صياغة خطاب تعبوي من شأنه إزالة الإستقطاب القبلي الحاد داخلها، خلال مسيرتها النضالية الطويلة.

    أضاعت الحركة الشعبية فرصة تاريخية بتجاهلها لهذا الواقع أو عدم قدرتها على التعامل الإيجابي معه، فمعركة النضال الطويل (أكثر من عشرين عاماً) كانت كفيلة بتحقيق نتائج طيبة في كسر حدة الاستقطاب القبلي داخلها وبالتالي في كل الإقليم. فالكفاح المسلح (طويل الأمد) يشكل معملاً مناسباً وأكثر سرعة، تتفاعل داخله عناصر التقارب إذا ما أضيفت مقاديرها بالنسب الصحيحة. وهي في هذه الحالة خطاب تعبوي وبرنامج توعوي زائداً قيادة قادرة على تجاوز حالة الإستعلاء. أضاعتها لتدخل مرحلة ما بعد الحرب وهي تحمل على أكتافها وداخلها كثير من الأورام التي يمكن أن تصير إلى التقيح إن لم تتسرطن.
                  

02-11-2010, 09:35 PM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واحدة وثلاثون جلدة على مؤخرة رجل (رسالة إلى جون قرنق) !!!! (Re: Ahmed musa)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de