الي بورداب (جنيف)

Quote: الطريق الثالث بقلم : بكري المدني جمال علي حسن .. سلام يا صاحبي..!! * نكتب عن الاستاذ الأخ جمال على حسن اليوم وهو غائب عنا ولو كان بيننا لما سمح بمثل هذا المقال..! * ونكتب عن جمال اليوم وهو في بلاد الصقيع يبحث عن أشعة شمس يتدفأ بها. * ونكتب عن جمال الصحفي الموهوب وليس الصحفي الموهوم وما أكثر الموهوبين في الصحافة وما أقل الموهومين بها!! * وجمال موهوب وكل الأشياء عنده أصيلة وأصيلة في الحال والمكان. * وفي الحال ومنذ أن ولج جمال عالم الصحافة وسار على بلاطها بقدميه ظهر كاتب عمود يومي الى جانب من لا يرتقي الى مقامهم احد من الاحياء أو الأموات ومنذ ذلك الحين وحتى الراهن المعاصر فانه لم يؤجر عموه (شقة مفروشة) لواحدة من المحررات أو المتحررات!! * وعندما انشأ جمال صحيفة الحرة مع نفر من أصدقائه ونجح فانه لم يكتب انه نجح رغم الحاقدين والذين يحسدونه وذلك ببساطة لأنه ليس هناك من يحقدون عليه أو يحسدونه فجمال متصالح مع ذاته والآخرين!! * عندما تقدمت بالحرة الشهور فإن جمال لم يباه بأرقام التوزيع ولا معدلات التأثير وإن كان في ذلك الكثير مما يدعو للفخر ولكن جمال يؤمن بأن النجاح من الله وانه ليس صدفة وليس خدعة..!! * ونشهد بأن جمال عندما انشأ "الحرة" مع آخرين انه لم يملأ يوماً صدره برجال من السلطة ولم يوهم نفسه برجال من المعارضة ولم يسع الى تمجيد نفسه وانما اراد أن يقول كلمته ويمضي من دون ان يلتفت للأثر الذي يخلفه ولذلك فهو لم يوجه في يوم من أيام الحرة محرراً ولا متدرباً بعمل تحقيق صحفي أو اعداد تقرير خبري يتضمن صورته أو يحمل اسمه!! * وذاك في مجال الحال اما في مجال المكان فالاشياء ايضاً عند جمال اصيلة واصيلة وليس فيها صدفة تسبب (خلعة) فجمال ابن الخرطوم والد عن ولد - وكل اجزائه لنا وطن - ولقد نشأ في بيوت بنور ودش ومع ذلك هل قرأ له احد في يوم من الأيام فخر له بالمكان مع انه لعب في ساحات وزارة الخارجية وتنزه في حدائق الحيوان وعبر السكة حديد (شافعاً) الى حيث يقيم في الصحافة.. ان ذلك لم يحدث ببساطة لأن انتماءه للمكان اصيل وليس بمستجد حتى يجعله يجاهر به في غير صدق متنكراً للجدود والجذور والساق ومحدثاً فقط عن الأوراق!! * ولجمال في الآداب والشعر فنون فهو ناقد سليم الذوق وليس بغاوٍ لا يفرق بين الشعراء، ناهيك عن بحور الشعر!! * ولجمال في السياسة شئون ولو أراد الرجل أن يترشح في احدى دوائره في الخرطوم بالاصالة وليس بالوكالة فإن له صدقاً حظوظا وليس أدّل على منزلهم العامر بالصحافة ذلك الذي شهد ترتيبات أشهر دائرة في تاريخ الانتخابات السودانية تلك التي خسر فيها الرقم الدكتور حسن الترابي مقابل الاحزاب الأخرى!! علي الطريق الثالث ارم قدام يا صحابي وراء مؤمن!! وعد سالماً غانماً ظافراً ولا زلنا في بداية الطريق (والفتر يمرق)..!