جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2010, 06:30 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    البركس وما أدراك ما البركس
    !

    دعنا أيها القارئ الكريم نبدأ حدثينا عن جامعة الخرطوم بإلقاء ضوء ساطع على داخليات البركس؛ لأن البركس له طعم خاص ومذاق مميز في ذائقة الذين عاشوا في رحابه، ونهلوا المعارف غير الأكاديمية الصرفة من معين فيضه الاجتماعي والثقافي الزاخر. فتاريخ البركس يرجع إلى عهد الحكم الإنجليزي المصري في السودان (1898-1956)؛ لأنه في ذلك الوقت كان ثكنات للقوات النظامية، وبعد الاستقلال تمَّ تحويله إلى داخليات لسكن طلاب جامعة الخرطوم التي توسعت بمتوالية هندسية من حيث الكم الطلابي والتنوع في المساقات العلمية. وكانت داخليات البركس تحمل أسماء عدد من أنهار السودان ومديرياته المختلفة، ونذكر منها: النيل الأزرق (أ/ب)، والنيل الأبيض، وبحر الزراف، وبحر الجبل، وجبل مرة، وأربعات، وبركة، والدندر، والرهد، والقاش، وعطبرة، وكسلا، وكردفان، ومروي، والقرشي التي أسست تخليداً لذكرى الطالب أحمد القرشي الذي استشهد عشية ثورة أكتوبر 1964م، والذي يُعد استشهاده أحد الشرارات الأولى التي أسهمت في إزكاء ثورة أكتوبر 1964م، علماً بأن البركس قد استضاف تلك الندوة الشهيرة التي سبقت اندلاع الثورة في 21 أكتوبر 1964م، وهي كما نعلم كانت غير مرخصة رسمياً من قبل القوات العسكرية وأجهزة أمن النظام العسكري الحاكم (1958-1964م) التي فرضت حصاراً محكماً على جامعة الخرطوم في ذلك الظرف العصيب.

    في ضوء هذه الخلفية الموجزة يمكننا القول إن البركس كان عالماً آخر، بفضل أعرافه وتقاليده الموروثة، ونظمه وقوانينه المرعية، وعلاقاته الاجتماعية المتقاطعة في قواسم مشتركة داخل نسيجه القطاعي، المكون من الطلبة، والفراشين، والكناسين، والغسالين، والمكوجية، والطباخين، والسفرجية، والحرس، وعمال البوفيهات، وبعض أبناء السبيل، وفوق هذا وذاك تيس البركس وأغنامه التوابع. وكان طلاب الأقاليم أحرص الطلاب على توثيق تلك العلاقات المتقاطعة؛ لأنها كانت تعينهم في تيسير كثير من أمورهم الاجتماعية المُكْلِفة، والمرتبطة باستضافة الصحاب من خارج الجامعة، والسكن في الداخليات أثناء العطلات الرسمية، وأحياناً بعد التخرج، وخلال فترة الطيران المدني (أي البحث عن العمل). وكان الأخ الصديق الدكتور توفيق الطيب، مرجعنا وأبرعنا في هذا الشأن، وقد أشرت إلى ذلك في مقال سابق، عندما ذكرتُ أن غرفته في داخلية بحر الزراف كانت تعج بالضيوف القادمين من كل حدب وصوب؛ إلا أن الأخ توفيق بحكم علاقاته الممتدة وألوان طيفها المتنوعة كان قادراً على أن يوفر لهم كل واجبات الضيافة، من مراتب زائدة، وغرف استثنائية، ووجبات غذائية فاخرة بالسفرة الجديدة وغيرها.

    لم يكن البركس محلاً للنوم، والراحة، والخلود إلى النفس فحسب، بل كان خلية نحل دائبة بالنشاط، حلقات الأنس تحت ظلال أشجاره الوارفة مع أكواب الشاي وعصير الليمون، والصلوات الجامعة وتراتيل القرآن المنتظمة بمسجده العتيق، وملاعب التنس المحجوزة لأولاد الزوات، وحوض السباحة الذي كان يجمع بين النقائض: الحناكيش وأبناء المدن من طرف وأبناء الترابلة اللذين عاشوا على ضفاف نهر النيل الخالد من طرف آخر، ويتعاظم الكسب الثقافي والاجتماعي لروابط الأقاليم بدار الاتحاد التي تقبع في الركن الشمالي الشرقي للبركس، وتطل في شموخ عفوي تجاه شواطئ النيل الأزرق ذات الخضرة العسجدية، وإن أنسى لا أنسى سينما النيل الأزرق، وأفلامها الماتعة والمائعة، ومدرجاتها الوثيرة التي كانت حكراً لأهل السعة والدعة، وسطوح داخليات النشر والأشجار المجاورة لها، والتي كانت من نصيب اللذين يشكون من ضيق ذات اليد، ورقة الحالة المالية من أمثالنا.

    أول وصولي إلى داخليات البركس كان في صباح باكر من عام 1983م، وعبر البوابة الغربية الجنوبية المجاورة لمدرسة الخرطوم القديمة، ومنها انطلقتُ إلى الداخل متأبطاً شنطةً كبيرة، تدل على أنني طالب جديد، وفي وجهي سحنة من القروية ظاهرة مثل الشمس في رابعة النهار. وأثناء سيري المثقل الخطى سمعت صوتاً ينادي من على بُعْدٍ، وإذا به الأخ الصديق صالح عثمان صالح (قنتي/الرياض) الذي كان يقطن داخلية بحر الزراف، وفي غرفة مجاورة للأخ توفيق الطيب، وفي الغرفة المواجهة للسفرة الجديدة يسكن الأخ الدكتور عبد اللطيف محمد سيدأحمد (معتمد الدبة حالياً)، والدكتور المرحوم عبد الله عبد الرحيم. وأشعرتني صحبة هؤلاء الأفاضل بنوع من الطمأنينة، وبعد ذلك رتب الأخ عبد اللطيف أمر سكنى بداخلية النيل الأزرق (أ)، وفي الغرفة رقم (1)، صحبة الأخ أحمد حسين قروص (الدويم/ ملحق اقتصادي بروكسل)، ومنيل بشرى محمد أفندي (المجلد/ قاضي محكمة استئناف)، وعبد المنعم جعفر السائح (الدويم)، وكرستوفر جرمه (الاستوائية). هكذا بدأت رحلة الحياة بجامعة الخرطوم، وهكذا توسعت أوعية التواصل الاجتماعي، فكان البركس يمثل نقلة نوعية من حيز المنطقة الجغرافي إلى رحاب الوطن المنبسط في شموخ تاريخي، وذلك بفضل تنوعه الثقافي، والسياسي، والاجتماعي، والديني. وظلت تنصهر في رحاب هذا التنوع الفسيفيسائي بعض شوائب القبلية ورائحتها المنتنة، وفي المقابل تنداح دائرة الوحدة في إطار التنوع في وطن متعدد الأعراق والأجناس.

    نواصل ...




    [center

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 01-22-2010, 06:33 PM)
    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 01-23-2010, 03:43 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk01-22-10, 06:25 PM
  Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk01-22-10, 06:27 PM
    Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk01-22-10, 06:30 PM
      Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk01-22-10, 06:35 PM
        Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك munswor almophtah01-23-10, 01:58 AM
          Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk01-23-10, 12:20 PM
            Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk01-24-10, 06:40 AM
              Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك SHIBKA01-24-10, 09:31 AM
                Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك الطيب شيقوق01-24-10, 10:16 AM
                  Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk02-13-10, 04:47 AM
                    Re: جامعة الخرطوم: حصاد الذكريات. أحمد إبراهيم أبوشوك د.نجاة محمود02-13-10, 05:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de