|
نحو حملة قوميه لجعل تلفزيون السودان أكثر أنفتاحا وديموقراطيه
|
فجأة وبدون مقدمات ومنذ يومين فقط بدأت تنتابني ما يعرف بحمي الأنتخابات. في غالب الظن أن مرد ذلك هو بدء ظهور أسماء مرشحي الأحزاب التي غابت طويلا عن الواجهات الأعلاميه. فمثلا وفي صحف هذا الصباح أعلن الإتحادي الأصل مرشحيه لدوائر ولاية نهر النيل الجغرافيه. في الدائره رقم 7 شندي الجنوبيه " البسابير" والتي يغلب فيها أهلنا الصفر والعمراب تم إختيار الناطق الرسمي الأستاذ حاتم السر لمنازلة القيادي بالمؤتمر الوطني الأستاذ علي كرتي. كما يقول المعلق الرياضي التونسي " معركة ولا أبدع, نزال ولا أروع" وسوف تكون أسخن من لقاء مصر والكاميرون المرتقب في ربع نهائي أمم أفريقيا الكرويه, والبقية تأتي. أول عهدي بمثل هذا الأنتشاء كان في العام 1968 في مسقط رأسي الفتيحاب, وقتها ونحن زغب نلامس بدايات الوعي البكيره كان والدي ومعه أثنان من أصدقائه هم القائمون علي حملة الأستاذ موسي المبارك الحسن الأنتخابيه ضد عبد الله الشيخ دفع الله, وكلاهما بأسم الحزب الوطني الأتحادي – أبو الليبراليه في السودان – تصور! وثالثهما كان الأستاذ عبدالله عبيد, أبن الجموعيه أيضا عن الحزب الشيوعي (أبو الشي ذاته) والذي تنازل في آخر مراحل الحمله للفائز حينها وبهامش ضئيل الأستاذ موسي المبارك, وفي ذلك وقائع كثيره عل أحد أبناء أبوسعد – ياها الفتيحاب ذاتها – يتحفنا بها. حزب الأمه لم يرشح أحد, السبب يعود ألي عدم ود تاريخي بينه وأهلي الفتيحاب تعود جذوره إلي قيام الخليفه عبدالله بن محمد التعايشي – لأسباب أمسك عن ذكرها الآن - بتهجير الفتيحاب من مضارب القبيله الأصليه في مكان السلاح الطبي إلي موقعهم الحالي. ولذلك ظلت هذه الدائره علي الدوام أتحاديه, حيث فاز فيها الأستاذ أبو المعالي في أنتخابات الحكم الذاتي, وفي الخمسينات تسيدها عميد التمثيل الأممي السوداني الأستاذ إبراهيم المفتي (عاطر التحايا لأبنائه الذين تشرفت بلقياهم في بروكلين 88/89), وفي الستينات آلت دائرتنا العتيده إلي عملاق الزنارخه (أشقاء الفتيحاب) موسي المبارك. وظل الحال كذلك أيضا في عهد مايو حتي أنتزعها الدكتور بابكر جابر كبلو بسبب تعدد مرشحي الأتحادي لصالح حزب الجبهه القوميه الأسلاميه في العام 1986 .في عامنا الفصل هذا .... والهفي عليها وكل الناس تسيل لعابها شوقا إليها وقد صارت قلب الولايه النابض. هذه الإفتتاحيه – والتي كان يمكن أن تكون أطول لو ماعملت حسابي – سببها تقاطع هذا الجيشان بالأنتخابات وأريجها القديم المتجدد بمشاهدتي صباح هذه الجمعة الكريمه لعرض الصباح الأخباري في التلفزيون السوداني. كارثه! (في ما يخص آمال الإنفتاح وأخذ منحي ديموقراطي نحو مستحقات العمليه) نفس عقلية التسعينات وأضغاث بكائيات عمر الجزلي. وأذا تناسيت اللافته الدعائيه الضخمه للمرشح الرئيس البشير فما ممكن تفوت ليهم عرض الصحف الصادره صباح اليوم في الخرطوم, وكانت بهذا الترتيب: • الرائد • آخر لحظه • الأنتباهه • ثم أخيرا الصحافه وبس !!؟ معقول ياأخوانا ... ياعالم ..... يابشر ....... ياهووو ..... يابجر. ظآااااااهره, كما يروي عن المرحوم د. عوض دكام في رد له شهير للأستاذ حسين خوجلي. هذا نموذج, وبالجد سوف أفرح أذا تكرم أحد بمثال في الأتجاه المعاكس.. ولكن القضيه خطيره ولا تقبل التسويف. الإنتخابات باقي ليهامن الليله بالضبط 100 يوم ... نكون أو لا نكون! وحتي نتجنب التوهان في غابات كينيا والملايو (دي ما سجعه؟ البلدين تعرضوا لما يقارب الصدمه بعد أحداث عنف رافقت أنتخاباتها وخصوصا في الجاره كينيا) ومرارات الأحتقان الملازم للشعور بالغبن في حالة الخساره بصوره غير نزيهه فأنني ومن هذا المنبر الأغر أدعو للقيام بحملة قوميه من قبل مناصري نيفاشا لفك إسار التلفزيون القومي من رهن أيادي مقاشري نيفاشا! فك أساره وجعله متاحا للجميع من كل مشارب المجتمع السوداني الطامحين لتمثيل من يثق فيهم. بجديه أدني أن تكون مميته: هذه هي الفرصه الأخيره فأغتنموها هداكم الله.ولتكن حملة تتصدي لها الأحزاب والنقابات, منظمات المجتمع المدني وعديد التجمعات, الناشطين والخاملين من المهتمين والمهمومين بمصير هذا البلد كله وليس شقه الجنوبي فقط. وأظن ديل نحن كلنا يا أخوانا؟ الكلام دا مهم! كانت تلك هي اللازمة المحببه ل د. جون, ثاني إثنان (مع أستاذ علي) إعتزلا العالم وأعتكفا في دوحة نيفاشا ليخرجا علي التعبانين في السودان بوثيقة هي بادرات المحبه وفجر السلام. وحتي لا يضيع ذلك المجهود الماراثوني فأن المناشده موجهه بشكل خاص لحزب المؤتمر الوطني – والذي بكل الواقعيه هو الأول دورا في منصة القفز المباشر علي السلطة بعد أنتخابات الربيع القادم (وبالطبع فلآخرين لهم حق الخوض والحلم المصادم) – ليثبت أنه فعلا حزب قائد لوطن رائد وليكون فوزه لو كان, نصرا للعقل وبدايه حقيقيه لتضميد الجراح. أما عن كيف فلا أفتي وأنا في مدينة مالك. فأنا أعي تماما أن يا أهل المنبر أن بين ظهرانيكم العشرات إن لم يكن أكثر من بنات وأبناء السودان الذين كم تصدوا وكم لعديد النداءات والحملات – فأفعلوها يرحمكم الله!
|
|
|
|
|
|