فادحا ان لا تعرف انك تغيرت وان الشيخوخة وجدت طريقها الى قلبك الذى ظل يمارس خديعتك بانو - قلبك اخضر- كما تقول غناوينا, كلام هواء- ى وشايلو الهواء, واكثر فداحة ان تعرف انه لا احد يهتم بك, العالم منشغل بالبورصة واسواق المال اللاهثة, ستظل مهملا الى حين موعد الانتخابات وتكون انت وانا وهم وهن جسر العبور لانتصار حزب الحرية- وهل هناك حرية بلا ذلك الهواء النقى الدذى يشق رئتيى تلك السيدة العراقية الى دجلة وفرات؟ اى الانهار بعثت بها لغتك الفارسية؟ من اين انت؟ من اى كوكب يا سيدى العجوز الذى اكبره بسنوات من التأمل المحرق وحقيقة ان هذا العالم ليس لنا, امنحه اذن من براءة حاجبيك الكثيفه التى ابيضت كشاربك الكث. عليك ان تنظر آخر الشهر لتذهب الى ذلك المكتب الكائن فى الحى التاسع حيث كل يعيش عزلته وينسج داخلها احلاما واوهاما ما انزل الله لها من سلطان سوى سلطان المال والسياسة. تقبض مايكفى ايجار غرفتك الضيقه وزيت قليل للتدفئه وتدخل فى دوائر عزلتك سريعا كما تفعل تلك الكاربية, فلا تظن انك الوحيد المعزول فى هذا الكون, لو اتيح لنا ان نلتقى مرة اخرى وكلانا ملزما بمتابعة ايقاع هذى البلاد, افعل واكون اكثر اشتياقا فى النهار ان اعود الى قوقعتى؟ ماهى مواصفات قوقعتك ياسيدى الفارسى؟ هل تستطيع ان تقرأ عناوين المجلة التى تحمل؟ صعبة هذه اللغة!! قوقعتى هى بخور التيمان الذى اطلقه لاحس دفء تلك البيوت ورائحة التوابل والغرنجال, تسكن فى سكينتها ولا ينزعك منها سوى خرير الدمع. تذكرتك امس بعد عرض فيلم عن حياة البداوة لبعض نساء النيجر, كانت مخرجة الفليم Nathalie Borgers فيلم "Die Frauenkarawane"
ناتلى هاجرت حيث هاجرت انت وانا ولكنها هجره غير, من اوربا والى اروبا فهى لا تنتمى الى عالمنا الفقير, بجوارها وقف شاب نمساوى وسيم والذى عجبتنى خواتمه الكبيره اكثر, فقد هجر بلاده الى تلك – الادغال- ثم وقفت وفينى من ملامحك وهدهدات امهات النيجر والصحراء.. الفليم دارت احداثة فى الصحراء, ولم احكى كثيرا عن الفليم قدر ماحكيت عن الصحراء, الست ابنة تلك القارة وحاملة همومها؟ اليس السراب مغنينى فى ليالى الشتاء؟
قلت للجمهور الذى شاهد الفلم, منتظرا حواره مع المخرجة ومع تلك الافريقية- هى انا- , قلت لهم ان لا امنية اجمل من ان يعيش المرء فى صحراء لها من الاسرار مالها وفيها من صهد الروح مافيها, هناك حيث لا موبايل ولا انترنيت ولا كمبيوتر, حياة ولا ابسط, بسيطة مثل بريق فى عينيك لا اعرف كيف حافظت عليه كل هذه السنوات.. اعرف انه لا يهمك ان تعرف اى الايام واى شهر مر وسيمر فى حياتك, فمنذ واجهتك الشهور بالالمانية وانت تلوك فى جمرات لغتك الفارسية.. جميلة هذه اللغة, احب غناويها وصورها وتفاصيلها, احسها كما احس بان فيك من ابى.. لا تريد ان تعرف لان ذاكرتك مشحونة بتفاصيل تلك الجبال, كدت اسألك عن اكتشاف غاليلو, وهل الارض تدور لندور فيها ام تدور بنا؟ لا تجيب على كل هذا العبث والجنون, امضى ياسيدى, وسلاما- لعجاج كرعيك- أيها الشائخ مثلى فى انفاق هذه المدينة..
----------------- من رسالة طويلة الى ذلك العجوز الفارسى!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة