في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ).

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2010, 04:34 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ).




    في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب- صاحب" الصراحة (1915 - 1986).



    (1)
    سيدي ،
    هذا هو يوم الذي يوافق يوم رحيلك . بالتقويم الميلادي السادس من يناير عام 1986 م . غادرت الروح فجراً . عوت كل ذئاب الكون في موطننا . فرت الطيور من أوكارها فكتاب العُمر انطوى .
    نخاطب روحك في مجلسها العالي وأرائكها تتكئ في جنة النعيم المأمول بإذن مولاك .
    كنت بيننا في بيتك العامر أبداً وكأنك غبت يوم أو بعض يوم . مجلسك في مجلس قصي في ديوان الضيوف شتاءً أو في فسحة الدار أمام المدخل الرئيس .اعتدت قراءة الصحف والدوريات وتُصحح ، وتترجم ، وأنت مأخوذ بمهنة التدقيق على التحرير أكثر من نصف قرن من الزمان . كانت فرحة حياتك اليومية الساكنة هي بين المطابع وأنينها القديم أو بين الأوراق وفي اليد قلم الرصاص . تبدأ أنت من بعد مغرب الشمس إلى منتصف الليل . لا يُكسر الترتيب إلا زيارة عزاء أو حضور عقد قران .
    سيدي ،
    لكَ إرادة الصخر وأنت تُطلّق التدخين دون رجعة ذات يوم أوائل السبعينات و قد التصق هو بمهنة الصحافة ولم تتراجع أنتَ عن قرارِكْ و لم تستكِن لغلبة الإدمان ،بل كسرتَ سلطان العادة بتصميمك أن الإرادة تفلُ الحديد. هي ذات الإرادة التي جلبت الصحافة إلى قصرك الفخم تتوسل حُراسه أن تعمل لديك ، فحال أن رأتك أحبتك ورأت فيك داءها وأدواءها ، فصاحبة الجلالة في موطننا يتحسس من قوتها أصحاب السلطان ويفرِّغون سُخطهم عليها وعلى الصحافيين بغلظة . كنتَ سيدي ، مُلاحَقاً منذ أيام الإنجليز ومن بعد الاستقلال ، وأغلظت الطائفية عليك ومدّت أيدي التابعين المأمورين إلى الأذى الجسدي وتحملت ،فهو ضريبة الرأي الحُر ، والقول الصراح .
    سافرت أنت كثيراً داخل قرى وأحراش موطنك ، أريافه قبل أشباه المُدن وسافرت خارج الوطن منذ الثلاثينات ، وأفسحت لأبناء العامة أن يرتقوا في شخصك القمم . التقيت أصحاب القرار الثقافي والسياسي والتعليمي والأدبي والإعلامي حيثما قادتك الدروب وكنت رفيق الأحداث وأنيس الليل .تراجع أنموذج الطبعة الأولى " للصراحة " . تُلاحق الخبر بالتعليق . فتحتَ " الصراحة " في زمانكَ صدرها للآراء الحُرة وحاسبوكَ أنتَ على أفعال السلطان ! . لم تزل حتى رحيلك عاتب على من استغلوا صحيفة " الصراحة " ليتحدثوا عن رؤى حزبهم وهاجموا شخصكم النبيل آخر المطاف في السنين المُنكسرة ، كأنك صاحب القرارات وصانع الأحداث! .
    كنت سيدي في أوائل السبعينات على وشك الهجرة إلى ليبيا ، تُجهّز عُدة السفر وعتاد المهاجر، وحين علم رأس الدولة حينها بالأمر ، استدعاكَ و أصر على بقائك ضمن طاقم صحافة القصر . قبلت أنت على مضض ، ورفضتَ وأنت في القصر سيارة الدولة وسكن الدولة وهاتف الدولة ، وقررت أن تكون " أغبشاً " تستأجر داراً للأسرة حيثما اتفق .تدخل مكتبك في القصر راجلاً من محطة المواصلات العامة ، ذهاباً وإياباً. تشترى الصحف والمجلات من حُر مالك . يعرفك سائقي الحافلات بحقيبتك والصحف والمجلات في يد وفي الأخرى عصا تتوكأ عليها من أثر كسرٍ قديم . ولما أحسست بتقلبات السياسة ، اهتممت بالترجمة كقلم راتب في الصحافة ، ولم يزل كتابك المُسلسل عن " دراسات سيكولوجية " في مجلة " الإذاعة والتلفزيون " ينتظر الجمع والترتيب من دار الوثائق ، فقد غلبت ابنك صديقنا الصحافي " عبد الحفيظ عبدالله رجب " مشاغل الدُنيا ، ولكن الأمر في سويداء الخاطر .
    (2)
    ليس اليوم كالأمس ، فعندما نتذكر كيف كانت صحافة الأمس ، نعرف أن ميراث صحيفة " الفجر " في الثلاثينات لصاحبها " عرفات محمد عبد الله " باقٍ لم يزل ، فهو رمز من رموز الوطنية ،وعرفنا أن بين أيدينا قامات شامخة مثل تلك الأولى ،حملت الراية . آخت بين الكلمة المكتوبة والقراء بالأخذ باللغة بالمُيسرة وتناول الشؤون العامة وقضايا الشعب ، حريته ، تعليمه ، ممثليه ، وشؤون حياته اليومية والقضايا التي يتعين أن يعرفها أبناء هذا الوطن ليكونوا على بينة من أمرهم . من هنا كان " أغبش " أو الصحافي " عبدالله رجب " أحد هؤلاء الذين أنجبتهم الحياة من أبناء العامة . أنجبته الأرياف من صلبها . من الذين تحملوا الحياة بجلد واعتصموا من نار الجهل بأن علّموا أنفسهم بأنفسهم ، وجعلوا جُل غايتهم نشر الوعي .
    لم يكن العمل الصحافي مُيسراً : "الرصاص المسكوب " وصفّ الأحرف من قبل العام 1949 م. كان الاستقلال من أهداف الوطنيين . فنال الذين يعرفون قضايا بلادهم حظهم من مصادرة الصحُف ومن السجن . رافق الأستاذ / عبدالله رجب الأستاذ / محمود محمد طه في سجنه الأول ، ولم يتيسر تدوين ذلك في " مذكرات أغبش " في الطبعة التي صدرت عام (1987 ) بعد مرور عام على رحيله
    .نذكره اليوم ، وقد تراكمت علينا الأزمات وصارت الصحافة ملازمة للمنع والمصادرة والسجن والغرامة . كأن أيام المستعمر الماضية وقد نبش الحاضر قبرها ، فجاءتنا بصلف جديد وطعم مُرّ. رقباء يأتون في الساعات الأولى من الصباح ، وبقلم الإلغاء يبترون هذا ويلغون ذاك ويمنعون ما شاء لهم المنع ، ويتركونك في حيرة كيف تكون الصفحة الأولى ، وقد يصادرون كل الأعداد !؟
    (3)
    إن مهنة الكتابة في الصحف في عصر الكتابة الرقمية أيسر على التدوين والمراجعة ، والأخذ بأسباب التقدم وسهولة الكتابة والتعديل ، بل يسرت شبكة الإنترنيت لكل من يرغب المشاركة في العمل الصحافي والإعلامي ، بعلمٍ أو بغير علم . تفاوتت اللغة التي نجدها في الصحف . بعض الكتُّاب لديهم جرس لغوي فخم ومُميز،فأنت تقرا بصوتك العالي ما يدونون في الصحافة فتطرب ، وتقرأ الموضوعات التي تختلط فيها الأخبار بالتحليل ، بمهنية وبدونها .
    آن للعصر أن ينتشي وهو يتدخل بقدرة الانتشار الشفاف للمعارف ، فالمعلومة تصل في الوقت والساعة والمراسلون عبر الأقمار الصناعية ينقلون الأحداث. رغم ذلك نكتشف عيوب التدقيق اللغوي !.

    افتقدت أنا مجلسك العالي ، وضحكتك المُجلجلة حين تجتمع الطرائف عند اتفاق الألفاظ واختلاف المعاني ، أو حين نستفتيك في المعارف اللغوية فتُيسر لنا ما كان عصياً . كنتُ حينها تلميذاً يرقب عن قُرب ، وما كنتُ أعرف إني سأكتُب في مُقبل الأيام ما يصلُح للقراءة .
    نحييك في مجلسك حيث المُنى كل المُنى رفقة أصفياء الرحمن بإذن مولاهم ، تأتلف وينعقد مجلسك الطروب . تُسامرك المعارف على سعتها ، وتتدنى لك الطيوب .

    عبدالله الشقليني
    6/1/ 2010 م


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-25-2010, 12:12 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-06-10, 04:34 PM
  Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-06-10, 04:40 PM
    Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). Mamoun Ahmed01-06-10, 05:51 PM
      Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-06-10, 09:04 PM
        Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-07-10, 07:22 AM
          Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-07-10, 11:08 AM
            Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-07-10, 11:10 AM
              Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-11-10, 09:37 AM
                Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). Emad Ahmed01-11-10, 10:17 AM
                  Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). Emad Ahmed01-11-10, 10:19 AM
                    Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). Emad Ahmed01-11-10, 10:22 AM
                      Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). Emad Ahmed01-11-10, 10:24 AM
                        Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-11-10, 11:38 AM
                          Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-11-10, 05:02 PM
                            Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). اسعد الريفى01-11-10, 07:32 PM
                              Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). عبدالله الشقليني01-11-10, 08:51 PM
                                Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). Emad Ahmed02-20-10, 04:19 PM
                                  Re: في الذكرى (24) لرحيل الصحافي: عبد الله رجب - صاحب" الصراحة (1915- 1986 ). اسعد الريفى02-20-10, 06:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de