دوال ديو . . . قائد ثورة النوير

Quote: العزيز ماضي التحية للاستاذ احمد حسن الضو الإداري السوداني ومتعه الله بالصحة. اتى في بوست دوال ديو ان الاستاذ الضو كان مساعد مفتش سنة 35 في ملكال. هذا الكلام خطأ لم يبلغ اي سوداني منصب مساعد مفتش قبل عام 1949 في السودان. عندما خطط الانجليز بالإستفراد بالسودان قاموا بقبول 10 سودانيين في مدرسة الادارة وهذا سنة 22 . والدفعة كانت مكونة من عشرة من الشباب تخرج منهم 7 فقط. واذكر منهم توفيق صالح جبريل , الخواض, غلام الله , ابراهيم بدري و طمبل. الدفعة التي تلتهم شملت محمد صالح الشنقيطي رئيس الجمعية التشريعية فيما بعد ورئيس البرلمان السوداني والقاضي , وبإسمه سمي الشارع في امدرمان. ومحمد علي شوقي الذي سميت انا عليه. وصار مسجل الاراضي في حكومة السودان. وبعد حوالي عقد كانت المجموعة الاكبر, منها داوؤد عبداللطيف الحلفاوي ورجل الاعمال فيما بعد , مكاوي سليمان اكرت اول مدير سوداني لكردفان واول ظابط لبلدية امدرمان ومحجوب خليفة الذي كان في اللجنة الثلاثية التي اجرت التحقيق في حوادث الجنوب اغسطس 1955. مع القاضي الباكستاني قطران و لوليك لادو. ومن تلك المجموعة كذلك سيرانو الصغير , الكاتب والاديب محمد عثمان يس اول مدير لأعالي النيل في فترة السودنة ووكيل وزارة الداخلية وصديق توفيق صالح جبريل وبسببه كتبت قصيدة كسلا. وبعد هؤلاء بفترة تأتي دفعة الاستاذ الضو. دوال ديو او داك ديو كما يعرف لا دخل له بأي نضال او حرب مع الانجليز . ولم يكن شريكا في حروبات دينق كوور. لأنها كانت في بداية القرن. ومشاكل داك ديو او دوال ديو كانت مع الدينكا. ولم تكن سنه تسمح له بالمشاركة. وكما اورد ابراهيم بدري في (سودانيز نوتس اند ريكوردس) فإن أبندينق عندما كان يحتضر اعطى ابنه نجانق جد الدينكا البقرة واعطى ابنه نوير الاصغر العجلة الا ان نجانق اخذ البقرة والعجلة وعندما احتج نوير لوالده قال له والده لا تزعل فأنت واحفادك ستنهبون ابقار نجانق واحفاده. ابراهيم بدري اول من وضع قواعد واسس لغة الدينكا وكان يتكلمها بطلاقة وكان يمتحن الاداريين الانجليو في كلية غردون وكان متزوجا من ابنة السلطان الدينكاوي عمر مرجان وهي منقلا والدة عمر بدري. ليس هنالك قبيلة اسمها الدينكا ولكن الجلابة بدأوا يطلقون علي قبائل البادانق والابليانق اسم ناس دينكاك إشارة الى السلطان دينق كاك وحفيد دينق كاك هو الناظر لول الذي خلفه كناظر على عموم قبائل شمال اعالي النيل الناظر الحالي الاخ يوسف نقور جوك شقيق اخي فنقوق نقور و اعرف انا بابو فنقوق نسبة لإبني فنقوق نقور جوك. الدينكا يقسمون نفسهم الى دينكا اقر كما في رمبيك , ملوال ,نقوك كأهل ابيي, قوقريال , بور, اكون.....الخ. الكجور داك ديو . كان يحرض النوير على نهب ابقار دينكا بور. وعندما تعب منه الانجليز قاموا بإعتقاله ووضعوه في السجن في ملكال في اصوصا. ثم سمحوا له ببناء منازل خارج السجن والعيش هنالك بزوجاته وكانوا يعطونه مرتبا. وعندما اعتصم والجيش في ملكال رفضوا ركوب الباخرة في ملكال. اغتنم داك ديو الفرصة وهرب وبدأ يعد لهجوم على الدينكا الا انه اعتقل مرة اخرى بعد جهد. يقول احد المتداخلين ان داك ديو كان محبوبا ومحترما من الدينكا وهذه ليست حقيقة الدينكا لم يحبوا ابدا داك ديو وكان عدوهم الاكبر. عندما رجع داك ديو من السجن وجد ان نفوذه قد ضعف. واكثر من حاربوا نفوذ الكجور كان العم بوس ديو وهو من فنقاك وكما اورد المفتش بل كاردين في كتاب حكايات كانتربري السودانية فإنه في سنة 1951 كان مفتش فنقاك التي نكتبها نحن الشماليون خطا فنجاك. كما نكتب ماكال ملكال وارنق نكتبها الرنك وملوث ملوط .....الخ, فإن حرب قد نشبت بين النوير واشتبك فيها 500 محارب من جهة و350 محارب من جهة اخرى وعندما ذهبوا لجزيرة الزراف محل المعركة كان بعض القبائل المحايدة والسلاطين قد فصلوا بين المجموعتين. . ثم استدعي كجور جلد النمر الذي يحترمه الجميع وانتهت المشكلة وذهب 850 من النوير الى السجن بسلام. وهذا يعني ان سلطة الكجور دوال ديو لم تكن موجودة لأنه ببساطة كان سجينا. مع الانتخابات الاولى في فنقاك كانت هنالك مواجهة بين العم بوث ديو الوزير فيما بعد و(الكوت) اكبر كجور في فنقاك. ولقد كسب بوس ديو تلك المواجهة وزعزع ثقة الناس بالكجور. هنالك حديث عن الهرم وهذا الهرم موجود في جزيرة الزراف. وجزيرة الزراف هي الجزيرة التي في شكل مثلث جنوب ملكال وهي ارض شاسعة شيد الدينكا فيها هرما من الصلصال المحروق. ودينكا البادانق في انتقالهم من منطقة بور قبل اقل من 300 سنة الى شمال اعالي النيل قد استقروا في هذه الجزيرة لفترة ولكن النوير انتزعوا هذه الجزيرة من الدينكا. النوير هي القبيلة التي ترتبط اطرافها ببعضها البعض ولا تفصلها اي قبائل اخرى. وهم اكثر الناس اعتزازا بنفسهم ويتمتعون بطولة اللسان ويتفوقون في ردودهم السريعة على الرباطاب ولا يتقبلون اي سلطة يقول عنهم الدينكا (هؤلاء اخوانا لكن راسهم سخن او ناشف). في اعالي النيل قديما كانت هنالك 8 مراكز كان للنوير, بنتيو, فنقاك, اكوبو ويشاركون الانجواك في الناصر. النوير متشددون في عاداتهم وتقاليدهم ولا يتنازلون ابدا عن الشلوخ وكسر الاسنان وكان مجموعة من الجلابة ضحايا لتشددهم منهم العم حاج عمر صاحب سينما ملكال. فلقد قام النوير بتشليخه وقلع اسنانه الامامية لأن الرجل ليس برجل قبل ان يشلخ. واحد اسباب خلافاتهم مع دينكا بور ان دينكا بور مثل البطل جون قرنق لا يلتزمون بالشلوخ او قلع الاسنان الامامية او يتشلخون في شكل سبعات مثل مولانا ابيل الير وابن خاله شيك بيج زميلنا في مدرسة ملكال الاميرية . ويمكن الاستعانة بالاخ جعفر عبدالرحمن (جوكس) المتواجد الآن في اليابان وعضو سودانيز اون لاين وهو اكثر مني دراية بالامر. آخر حرب قامت بين الاجليز والنوير كانت حرب نهاية العشرينات وبداية التلاتينات والتي قتل فيها المفتش و السبب شخصي. ولا دخل له بالنضال فلقد اتت شقيقة جاركويك البطل للباخرة لكي تتعالج من جرح في قدمها فأعجب بها المفتش واحتفظ بها الى ان ابحرت الباخرة فانتقم منه جاركويك بان تربص به وطعنه بالكوكاب الا ان اخرجه من ظهره. وعندما قتل الانجليز الابقار بالطائرات انتقاما , خاصة بعد ان فشلوا في إخضاع النوير , سلم جاركويك نفسه . وحكى لنا الناس انه مشى للمشنقة بثبات وشجاعة النوير. وعندما سالوه كالعادة عن رغبته الاخيرة قال انه كان يتمنى لو ان له ابن لكي يكبر ويحارب الانجليز. المفتش لم ينزوج بنويراوية لان للزواج رسوم اقلها عشرين بقرة ولكن يحدث ما يعرف بكسر بيت وهي اقامة علاقة مع بنت بدون زواج واذا لم يكتمل الزواج تكون هنالك غرامة بقرةالى ثلاثة بقرات. فالمفتش لم يكن متزوجا نحن الشماليون من اخطأ في جنوب السودان وسبب انتفاضة الجنوب خاصة اللاتوكا هو ان احمد المهدي عندما كان طالبا في الإعدادية وبرفقة بوس ديو قد شتم اللاتوكا في عقر دارهم وقال لهم سنحكمكم وانحنا الطلعنا الانجليز وانحنا اسياد البلد ووو......الخ. ولقد لامه السيد عبدالرحمن على هذا واحمد المهدي موجود اليوم. ولقد قال له السيد عبدالرحمن لو قدمت لمحاكمة خليك راجل واتحمل مسؤوليتك ولكن لم يجرؤ احد على توجيه تهمة لإبن السيد عبدالرحمن. فأهل امدرمان استفزوا في سنة 1953 عندما كان السيد الصادق واحمد المهدي يركبون الخيل وحولهم الانصار وهم يهتفون البلد بلدنا وانحنا اسيادا. ونحن اطفال في الاولية كنا نتضايق من هذا الكلام . واذكر ان شارع الاربعين وقتها لم يكن مرصوفا. ثم كان قرار طرد 300 عامل جنوبي في مصنع انزارا للنسيج . وتم استبدالهم بشماليين وهذا قبل شهرين من ثورة توريت. وقام الجيش والبوليس .( الضابط محمود والضابط مقبول) بإطلاق الرصاص بالنادق والمدافع الرشاشة على المتظاهرين الجنوبيين العزل. وشارك اثنين من الجلابة في إطلاق الرصاص على المتظاهرين وهما كمال حسون ومحمد علي واحدهم كان يطلق الرصاص ببندقية صيد فيل. ولم يحاسب. ثم اتت ثالثة الاثافي وهو القرار البليد بنقل القوات الجنوبية الى الشمال. خاصة و إن الجنوبيين قد سمعوا بحوادث مارس 1954 وكيف قتل الشماليون بعضهم البعض امام القصر. والجنوبيين كانوا يقولون اذا كان عملوا كده مع اهلهم انحنا حا يعملوا معانا شنو. ارجو ان ننظر الى التاريخ بموضوعية وبصدق وان نقول الحقيقة وان نعترف بخطأنا بدون البحث عن شماعة الاستعمار انحنا حكمنا السودان اكثر من الاستعمار عملنا شنو؟. كل هذا الكلام من الذاكرة ولا ادعي انه قرآن ولكن فرصة لإعادة التفكير..... التحية.... ع. س, شوقي