|
|
 Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
قال الموسيقار محمد وردي : ان الفنان إبراهيم عوض عليه الرحمة علمني الغناء حين التقيت به أول مرة بمدينة شندي وكنت أعمل معلما وحينها كان إبراهيم عوض فنان السودان الأول وصاحب الجماهيرية العريضة ويعود له الفضل في تغيير النمط الغنائي من القديم إلى الحديث ويواصل وردي حديثه بالقول :
إبراهيم عوض بالنسبة لي فنان قدوة استمعت اليه كثيرا واستمتعت بغنائه وقلدته حتى اكمل شخصيتي
الفنية بالحاني الخاصة وكان الراحل شجاعا في حياته لايخشى في الحق لومة لائم . عليه رحمة الله بقدر ما أدخل السعادة في قلب الشعب السوداني بفنه .
وتعود تفاصيل لقاء محمد وردي بالفنان إبراهيم عوض إلى انه كان إبراهيم عوض يحيي حفلا غنائيا بمسرح سينما مدينة شندي في العام 1959 م وفي فترة الإستراحة أخبره د . عامر جمال الدين والذي كان مشرفا على الحفل بأن هناك فنان واعد وأسمه محمد وردي يطلب رؤيته وبالفعل ذهب إبراهيم عوض وسلم عليه وعرفه محمد وردي بنفسه وأن الناس قد قالوا بأنه يمتلك صوتا جميل وسأله إبراهيم عوض عن طبيعة عمله وعن راتبه فقال له وردي : انه يعمل معلما وراتبه في حدود 12 - 13 جنيه . وقال له إبراهيم عوض ياخي مالك ومال الغناء وطلب منه أن يستمر في عمله لان راتب الفنان كان في ذلك الوقت لايتعدى 6 جنيهات فقط حيث أن معظم الحفلات كانت مجانيةإلى أن قام المرحوم إبراهيم الكاشف بإدخال عملية الأجر على التغني في الحفلات والتي عرفت بعملية ( العداد ) . . وقد تكرر الموقف مرة أخرى بوجود الفنانان إبراهيم عوض و محمد وردي في أحدى الحفلات الغنائية بمدينة الخرطوم حيث جاء من يقدم نفسه لسماعه وإسداء النصح له كفنان واعد فنظر محمد وردي إلى إبراهيم عوض ونصح الفنان الواعد بالإبتعاد عن الفن ليذكره بموقفه السابق معه في مدينة شندي وجدير بالذكر ارتبط الفنانان إبراهيم عوض ومحمد وردي بصداقة قوية منذ تلك الفترة .
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الشاعر والملحن الطاهر ابراهيم تعاون مع الفنان الذري شعرا ولحنا في هذه الروائع :
عزيز دنياي , حبيبي جنني , لو بعدي بيرضيه , ياخائن , الذكرى الجميلة لو تعرف معناها , مهما تغيب عني يالحبيب , ملاذ أفكارنا , عهود ,
إعتذار , غصبا عني , شاركي حياتي , ليه تظلمني , الايام ( إختاروا اسايا ) , انت ليه سهرت عيني , أبيت الناس , متين ياروحي نتلاقى فراقك
ناره حراقه , فارقيه دربي , حبايب .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
وسيم الطلعة - كلمات إبراهيم الرشيد
ياوسيم الطلعة أوع حاذر أوعه
نحن اكبر أكبر من الشجن واللوعه
والقلوب الشابه ما بتعرف الدمعه
********
عارف المستقبل با الأمل راجينا
وكل معنى صبوح سحره مكتوم فينا
للجمال المشرق للربيع خلينا
نزرع الأزهار في ربوع وادينا
*******
الزمان لو عاند الدهر لو ألم
نكتم الأحزان مستحيل نتظلم
ومن تجاربنا نحن كم نتعلم
********
تنقفل كم سكه تنفتح أبواب
بي إرادة شابه وبي إرادة شاب
لابتعرف خوف لابتخشى صعاب
تنتصر لنهاية تسعد الأحباب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
| Quote: الشاعر الكبير سيف الدين الدسوقي التقى مع ابراهيم عوض في هذه الدرر : المصير ,أيوه جيتكم يا حبايب , المرأى الجميل , كفاح شعب , ياوطن , |
يالله ياعماد ياخ
الدسوقي خطر كمان في القاء قصائده
بطريقة رائعة جدا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
وشاية - كلمات ابراهيم الرشيد
ماتسمع كلام وما تصدق وشاية
مهما يقولوا ليك حكاية وراء حكاية
ديل حساد وحاتك عاملين بس دعاية
********
ديل حساد بيغيروا من حبي وغرامي
يا الزاهي في قوامك يا الراقي في كلامك
ما تشمت علي وما تبخل بي سلامك
*******
العاطفة الفي قلبك شمعه ونوره أنت
ماممكن تضوي لو ما أنت بنت
لو ما ديمه شفتك وتنظر لي أنت
*******
ده اليوم البمر وين نلقاه تاني
صابحني ببسمة ومسيني بأماني
أفديك بحياتي وأغمرك بي حناني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
مين قساك - كلمات محجوب سراج
مين قساك مين قسى قلبك آيه نساك يا ناسى حبك
*********
عشتا سنين وسنين طويله فى الحرمان أنا كل ليله
الآلآم ابكت عيونى والآهات واصوات شجونى
شوف عينى كم ألمونى عانك انت يا ناسى حبك
دون الناس يا دنيا مالى طال صبري وزاد انشغالى
**********
مال قلبى للقلبو خالى مين قساك ونسيت يا سالى
يا محيرنى يا حليل ليالى عاشو هناه قلبى وقلبك
هل رضيك سهدى وعذابى كيف يرضيك حرمان شبابى
حبى اليك ابكى الندامه وحبك لى عمره ابتسامه
مضت أيامى حسرة وندامه والأحلام يا حبيبى قربك
*********
يشهد لى الليل وصمته ضـقت الويل والهم عرفته
كاس وراء كاس المر شربته أدارى عذاب قلبى الحرمته
مين قساك وآيه الكسبته بتكوي عيونى عاشت تحبه
مين قساك مين قسى قلبك آيه نساك يا ناسى حبك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: قلقو)
|
Quote: الأستاذ عماد..
اين اسماء الملحنين ؟ فالوفاء يقتضى ايضا ان نكتب اسماءهم ولا نكتفى بأسم المؤلف فقط .اليس كذلك ؟
مع تحياتى . |
الأستاذ قلقو
تم ذكر أسماء الملحنين في الصفحة الأولى ولابأس من اعادة ذلك
مرة أخرى وسيتم انزال صورهم لاحقا . .
تحياتي
قام بتلحين أغنيات إبراهيم عوض :-
عبد الرحمن الريح : هيجتني الذكرى , تحية الشروق , ياغائب عن العين , انفاس الزهر , علمتني الحب , أسرار العيون , هوى الروح , الدنيا منى وأحلام , كيف انسى سيد روحي , بعد الوداع , ياعيد تعود يا عيد , أبو عيون كحيلة, متين ياربي تاني تلمنا .
الطاهر إبراهيم : عزيز دنياي , الأيام , لو بعديه بيرضيه , أبيت الناس , عهود , يا خائن , حبيبي جنني , غصبا عني , إعتذار , شاركي حياتي , ليه تظلمني , الذكرى الجميلة , مهما تغيب , ملاذ أفكارنا ,فارقيه دربي , انت ليه سهرت عيني , متين ياروحي نتلاقى , فارقيه دربي وحبايب .
عبد اللطيف خضر : غاية الأمال , تذكار عزيز , دنيا غريبة , لو مشتاق حقيقة , المصير , زهرة ناديه , قلبك حجر , أبقى ظالم , سحابة صيف ( الزمان اشقاني مرة ) , لو داير تسيبنا , ما بقدر أبوح , وسيم الطلعة , وشاية , يا زمن وقف شوية , طريق الثورة , يا وطن , جمال الثوار .
السني الضوي : ليه بتسال , مين قساك , قاصدني مامخليني , المرأى الجميل .
برعي محمد دفع الله : جمال دنيانا , أعز مكان وطني السودان .
احمد زاهر : بي حنيني .
بشير عبد العال : سلوى , مشاعل النور .
عبد الكريم الكابلي : عني مين قول ليا حاجبك . يا حليلكم .
إبراهيم عوض لحن الأغنيات : بسمة الأيام , شهر العسل , ألم الفراق , تحدي , غالي علي , لو قلت ليك , أيامي الحلوة , ليه ياقاسي , كفاح شعب , بيتنا نور , دائما مساهر ليه , صوت فلسطين , أه ياناري .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: قلقو)
|
Quote: اشكرك يااستاذ عماد وانا آسف لتسرعى ولك العتبة حتى ترضى فمثلك لاتفوته مثل هذه الأشياء المهمة,
مع تحياتى . |
ولايهمك أستاذ قلقو وجزيل شكري للاطلالة
وللملاحظة المهمة ولك كل الود .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
دنيا غريبة - كلمات إسحاق الحلنقي
دنيا غريبة غريبة دنيا شالت عيوني وأحلى منيا
أديني حبي واديني طبي خليني أسعد فيك يادنيا
*********
يحلف تاني مايكلمنا نحن بقينا زي ناس قاسين
ويصدق في كلامه معانا مايكالمنا يوم يومين
نحن كمان نماشيه نعمل برضه زي ناسين
********
نرجع بالمحنة نجيه كيف يتخاصم الحبان
ولما يشوفنا ضاحكناه يعقد حاجبه زي زعلان
ضفيراته الواحدة يرميها وسط عقدين من الرمان
حنين حتى في زعله بتشعر برضو فيه حنان
دنيا غريبة . . عجيبة دنيا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الاخ عماد
كيفك يا العزيز ومشتاقون شدييييد
وحياة ربي وقعت بالصدفة هسع في البوست الرائع دا
اديني فرصة اكمل بعد المهام واجيك مقبل بجاى
بشوف ليك خالد المنسي والمسانيح فيسل وعزو وطارق جبريل وود ابحوة وقريمان ومحى الدين ود جبريل كلهم بجوك لصبحية على انغام الفنان الراحل الجميل ابراهيم عوض.
اطيب المنى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: الطيب شيقوق)
|
الاخ عماد
كيفك يا العزيز ومشتاقون شدييييد
وحياة ربي وقعت بالصدفة هسع في البوست الرائع دا
اديني فرصة اكمل بعد المهام واجيك مقبل بجاى
بشوف ليك خالد المنسي والمسانيح فيسل وعزو وطارق جبريل وود ابحوة وقريمان ومحى الدين ود جبريل كلهم بجوك لصبحية على انغام الفنان الراحل الجميل ابراهيم عوض.
اطيب المنى
الأخ العزيز الطيب شيقوق
شوقنا زي المطر في خريف الدندر
ازدان البوست بمرورك
ومرحب بيك وحباب المسانيح في رحاب الفنان الذري
ابراهيم عوض وفي انتظاركم
اطنان من التحايا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
| Quote: ومرحب بيك وحباب المسانيح في رحاب الفنان الذري |
الجماعة ديل قالوا جايين بقيادة ود الكامل للاطلاع على امكانيات سناحتكم ليقرروا ما اذا كنت مؤهل للانضمام لتلك الكوكبة ام لا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: الطيب شيقوق)
|
| Quote: الجماعة ديل قالوا جايين بقيادة ود الكامل للاطلاع على امكانيات سناحتكم ليقرروا ما اذا كنت مؤهل للانضمام لتلك الكوكبة ام لا |
يدك معانا ياود شيقوق لكي ننضم لتلك الكوكبة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
Quote: الاخ عماد احمد
حياك الله
ما اروعك يا غالي علي هذا المجهود الخارق المبدع ، فانت تحمل ريشة دافنشي وتجوب بنا الافاق بين
اعتق الشعراء في سوداننا الحبيب ، واصل يا صديقي الي العلا وبالله التوفبق ..
ادام الله الود |
أخي عز الدين عباس الفحل
مرحب بيك
ولك كل الود والأحترام للمرور ولكلمات الاطراء والتحفيز والتشجيع
اطنان من التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الاستاذ عماد احمد
ربنا يرحم الفنان ابراهيم عوض الذي مايزال صوته يطربنا
التحيه لكل الشعراء والملحنين الذين تعاونوا معه
والتحيه لك على الجهود المقدر والوافي
الى الامام وربنا يقويك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: مريم عبد الله)
|
Quote: الاستاذ عماد احمد
ربنا يرحم الفنان ابراهيم عوض الذي مايزال صوته يطربنا
التحيه لكل الشعراء والملحنين الذين تعاونوا معه
والتحيه لك على الجهود المقدر والوافي
الى الامام وربنا يقويك |
الدكتورة مريم عبد الله
سلامات
الرحمة للفنان ابراهيم عوض والتحية لك للاطلالة
لك كل الود والاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
زهرة ناديه - كلمات مصطفى عبد العزيز
ياقلبي ودع هواك وأنسى كل الكان
مادام بقيت مظلوم ونصيبك النسيان
********
يا زهرة نادية ناديه في خيالي
ضماها قلبي وعاشت ليالي
انا بين ضلوعي زاد اشتعالي
نار تحرق وزمن يفرق ليه يادنيا ليه
********
عشت ليه في الحب يا قلبي
وضقت ليه الصد في حبي
والكان قريب عايش بجنبي
ليه يروح وهو روح وهواه غنوة
*******
كنت زهرة في الروض تدوري
العين تطاردك والشوق سميري
لكن يازهرة قطفوك لغيري
وبقيت لوحدي عايش لسهدي
ليه يادنيا ليه ! ؟ ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الاخ عماد..
مجهود كبير و مقدّر
متابعين معاك هذا العمل الكبير الذى تقوم به فى سبيل
التوثيق لهولاء المبدعين و الذين افنوا حياتهم فى تشكيل
وجدان الجميع و ذلك بما قدموهو من اعمال ستظل خالده
فى ذاكره هذا البلد..
لك التحيه و التقدير و واصل فى ما تقوم به من عمل جميل..
يديك العاافيه...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: محمد عثمان)
|
Quote: الاخ عماد..
مجهود كبير و مقدّر
متابعين معاك هذا العمل الكبير الذى تقوم به فى سبيل
التوثيق لهولاء المبدعين و الذين افنوا حياتهم فى تشكيل
وجدان الجميع و ذلك بما قدموهو من اعمال ستظل خالده
فى ذاكره هذا البلد..
لك التحيه و التقدير و واصل فى ما تقوم به من عمل جميل..
يديك العاافيه... |
محمد عثمان
زارتنا البركة والسعادة تغمرني بإطلالتك في هذا البوست
ماسطرته أعلاه سيكون خير دافع لنا للمزيد من التوثيق لهؤلا
العمالقة ..
كل الود والاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
عني مين قلي حاجبك - كلمات السر دوليب
عني مين قلي حاجبك
يا السهاد عيني عاجبك
******
يا حليل ايام لقانا
في القمر والليل حوانا
لارقيب لا عزول سوانا
في عيوني وقلبي حاجبك
الليلة شوفتك مستحيلة
******
ليلي طال ما شفتك فجرو
عمري ولى وجفا زهرو
اديني قلبي وفيك اسرو
بالهوى والريدة طالبك
الليلة شوفتك مستحيلة
******
انا عهدي باقي وعهدي غالي
وانتي كيف تنسي الليالي
يا هوايا وروح خيالي
عني مين قلي باعدك
الليلة شوفتك مستحيلة
******
عش هوانا ليكي حنا
والوجود بغرامنا غنا
انا لو شكيت لو عقلي جنا
ليه يا طبي شفايا غالبك
الليلة شوفتك مستحيلة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
في المساحات القادمة سنقوم باستعراض كل ماكتب عن الفنان
الذري إبراهيم عوض بعد وفاته ..
الأغنية الضائعة بين ابراهيم عوض وعثمان حسين
بقلم الدكتور الشاعر السر دوليب
حينما أطلق الصحفي رحمي سليمان لقب (الذري) على الفنان ابراهيم عوض فقد ادرك بعبقريته العفوية الفذة أن ليس هناك صفة تعبر عن الأثر الفني العميق السريع لهذا الفنان على القلوب والوجدان ، إلا أثر (الذرة) وقوتها الخفية الخارقة التي تعرفوا عليها عند نهاية الحرب العالمية الثانية ... وقد اصاب .
اذ لم يمض زمن طويل على ظهور ابراهيم عوض في الساحة الفنية حتي شغل الناس وأثر على الشباب عاطفة وشكلا وموضوعا وذلك باختياره لكلمات غنائيه والحانه العذبة وصوته الجاذب وتحركه الموقع واناقته الحديثة وتسريحة شعره التي اصبحت علامة مميزة انتشرت بين الشباب من الجنسين دلالة على التحضر والتمدن والاستعداد للاستقبال الجديد المبتكر في السلوك والتعامل والثقافة العامة ، وكأحد ابناء ذلك الجيل في الخمسينيات فقد اعجبت وتعرفت على الصديق ابراهيم عوض إبن ام درمان وحي العرب التي لا يفصلنا عنها سوى حي المسالمة.
ودون الخوض في اثر حي العرب على مسيرة الغناء السوداني يكفي أن نقول : تلقي الدنيا باسمة والايام طرب في حي العرب ... أما المسالمة فقد كانت مصدر الهام الشعراء وفناني ذلك الحي من قال: لي في مسالمة غزال .
اذا كان ابراهيم عوض صادقا مع نفسه حين اختار طريق الفن الغنائى وترك مهنة الحدادة والتي كانت تميز المشتغلين بها بالقوة والشجاعة ومهارة اليد والشهامة وقد حمل ابراهيم معه كل هذه القيم الممتازة ودخل دنيا الفن ، وبيئة حي العرب العامرة بالمبدعين والمكتشفين للنوابغ في هذا المجال ومنهم الشعراء والملحنين كعبد الرحمن الريح مكتشف المواهب وكاتب الرواية والذي تبني ابراهيم واحتضنه بشعره الثر والحانه العذبة كما فعل من قبل مع الراحل عمر احمد (كان بدري عليك) ثم بالنقلة المبكرة مع الطاهر ابراهيم (حبيبي جنني وغير حالي) وصاعدا كلمات جديدة سهلة ولحنا محركا للاحساس والجسد وتناغم بين صوت ملحن وشاعر ومؤدي نابغة وكان نجاحه منقطع النظير ، فاضاف اليه سيف الدين الدسوقي عمق الكلمة وعبق الشعر في (المصير) ورغم صداقته وحميمية العلاقة بيني وبين الفنان الراحل ابراهيم عوض وهو لم يغن لي سواء اغنية واحدة (عني مين قل ليا حاجبك .. يا السهاد عينيا عاجبك) والسبب هو التزامنا مع عثمان حسين منذ وقت مبكر كمعجبين أنا والشاعر حسين بازرعة منذ أن كنا معا في مدرسة وادي سيدنا الثانوية قبل بزوغ فجر ابراهيم عوض ولكني لم انقطع عن زيارته والوقوف على اغانيه الجديدة ودعوته الى أى عرس من الاصدقاء والزملاء ولم يكن ابراهيم محتاجا الى شعراء فقد كان في حي العرب !! وقد كان الغناء في ذلك الزمان هو غناء المجموعات المنسجمة وقد انضم الى جماعة ابراهيم عوض بالاضافة الى من ذكرتهم ابراهيم الرشيد وعبد اللطيف خضر (ود الحاوي) .
عاش ابراهيم عوض نجما مرموقا وسط هذه الكوكبة من الشعراء والملحنين والموسيقيين يغدق عليهم سلوكه الحميد ، وروحه الطيبة ، واريحيته وكرمه اللامتناهي ، فهو ابن بلد واخو اخوان ، بسيط متواضع ، يعشق جمهوره الذي ينتظره بشوق ليبدأ له حفلا في الساعة الحادية عشرة مساء بعد ان يخرج اليهم مستعدا في ابهي صورة ، انيقا ، مهندما ، معطرا ، براقا ، ونايرا ليغني لهم حتي الصباح !
قلت لصديقي الفنان عثمان حسين الذي كنت اعتقد ولا زلت اعتقد ان قدراته اللحنية اكثرمن احتياجه وانتاجه قلت له لماذا لاتلحن لابراهيم عوض ؟ وكان ذلك في منتصف الخمسينيات وافق عثمان بل رحب بالفكرة لتقديره واعجابه باداء ابراهيم عوض ، وماهي الا ايام حتي وصلنا الى منزل ابراهيم ومعنا قصيدة ملحنة وعثمان حسين يحمل عوده ويغني ويشاركه ابراهيم .. قد بلغت بنا النشوة اقصاها .. وتعاهدنا ان نلتقي وتركنا الشريط مع ابراهيم .. ولكن شاءت الظروف ان تظل الاغنية حبيسة الاذهان الي يومنا هذا .. وعددنا اكثر من سبب لذلك ! ولكنها بقيت ذكري جميلة ولم يوافق عثمان حسين علي اهدائها لاى مطرب ولم يغنها هو لانه كما ذكر لي انها لابراهيم عوض ، وفقا لصوته ، وجاذبيته ، ومداته ، وترانيمه واسلوبه المميز في الاداء.
كنت انا اسميه (الفيس برسلي السودان) وهذا كان مغنيا امريكيا مشهورا انيقا وجذابا يغني ويتحرك بايقاع راقص مع الحانه ونراقبه باعجاب حين نطل عليه في شاشات السينما .. ونهتز معه علي انغام السامبا والرمبا والروك اندرول وتلك ايقاعات ادخلها ابراهيم عوض في غنائه واهتز معها واهتز معه الشباب كما لم يهتز لمطرب من قبل ، فقد شغل ابراهيم الاذهان وانشغل به الشباب ولم تجد الصحافة الا كلمة «الذري» لنصف مقدار جاذبيته الفنية الخارقة.
اخترناه ونحن طلابا في الجامعة الامريكية ببيروت عام 1965 ليحضر الينا ترفيها للطلاب المبعوثين ذلك الامر الذي كان سائدا انذاك وتقوم بانجازه وزارة التربية والتعليم للطلاب المبعوثين في لبنان وبريطانيا ، واخترنا معه الفنان محمد وردي الذي كان يعشق غناء ابراهيم عوض في باكورة حياته الفنية .. وقصدنا ان نجمع بينهما معا في اجمل واسعد حفلات الطرب .. للعرب والاجانب من مختلف الجنسيات بالجامعة .. وكانت تلك ايام لا تنسي في تاريخ الغناء السوداني خارج الحدود وكانت لابراهيم عدة جولات فنية في اوروبا وامريكا سفيرا لهذا الفن الذي اعطاه حياته وروحه.
نعم لقد رحل عنا ابراهيم عوض وسيظل معنا باقيا صوتا ، ونغما ، ورمزا للفن والفنان المغني المطرب الذري فالذرة كم تحمل في العالم سرا كما قال التجاني يوسف بشير، فلنقف لديها ونتأمل في ذاتها
عمقا وغورا فالذرة لازالت تحتل مكانها المرموق حتي في هذا القرن الحادي والعشرين وتجعل من يمتلكها قويا مهابا وعظيما وخالدا كما اراد الشعب السوداني لابراهيم عوض ان يكون ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
وردة على قبر إبراهيم عوض
بقلم طارق شريف
وانا اتوسد سرير الملاريا، هاتفني صديق عزيز ونقل الى الخبر الحزين (ابراهيم عوض في ذمة الله)، قلت إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولكننا لا نقول الا ما يرضي الله ، وما بين الحزن والصبر والدعاء والاحتساب تسرب القلم من (تحت المخدة) الى ايد مرتجفة بحمي الملاريا، ولكني حاولت ان اكتب عن رحيل عزيز دنيانا الذري ابراهيم عوض. اكتب هوامش لم ترد في كتابنا المشترك عنه انا والصديق الدكتور عبد اللطيف البوني ...
الفكرة
(نهارك سعيد)، عبارة تردد صداها في صالة التحرير بصحيفة الصحافة، وعندما رفعت رأسي لاتعرف على مصدر الصوت كان صوت الدكتور عبد اللطيف البوني الذي كان يكتب حينها (بالصحافة) زاويته الشهيرة (حاطب ليل)، سألني الرجل هل صحيح انك تفكر في اصدار كتاب عن الفنان ابراهيم عوض؟. قلت نعم، فعرض على فكرته للاشتراك في اصدار هذا الكتاب ، وكان ردي بأن شرف الاشتراك مع د . البوني شرف لا يقل عن شرف الكتابة عن الفنان ابراهيم عوض، ثم شمرنا عن سواعد الجد وبدأنا في انجاز مشروعنا عن الفنان الذري ابراهيم عوض. الشاعر الالماني برتو بريخت قال :
من بين طيبة ذات الابواب السبع
في الكتب تقرأ اسماء الملوك
فهل حمل الملوك الاحجار فوق رؤوسهم
بابل التي تهدمت مرات عدة
من الذي اعاد بناءها كل مرة
وفي اى بيوت الطمي المذهب
باشعة الشمس كان يعيش عمال البناء؟.
ومشكلة المنهج التاريخي المتبع في السودان بل في كل العالم انه لا يهتم الا باخبار وسير الملوك كما يقول بريخت الطبقات الوسطي والفقيرة مهملة اهمالا تاما،وبالتالي التاريخ الاجتماعي لا وجود له فكتب التاريخ الموجودة في مدارسنا وفي ارفف مكتباتنا اليوم تبدأ بتهراقا وتنتهي بعمر البشير، فلا وجود للزراع والعمال والتجار والشعراء والفنانين ولاعبي الكرة، مع انهم هم ذخيرة التاريخ الحية وهم وقود حركة الحياة.
ومن هنا أتي كتابنا (ابراهيم عوض خمسون عاما من الغناء العذب)، مكرساً للفنان ابراهيم عوض كفنان أسهم في تشكيل تاريخنا الاجتماعي، فإبراهيم عوض رمز من رموزنا يعرفه الناس في معظم انحاء السودان ان لم نقل كله، وحتي الذين لا يعرفونه غنوا اغانيه وطربوا لالحانه ورقصوا مع موسيقاه ، وتجاوز ذلك السودان الى دول الجوار ، ففي بلاد السودان الكبير الممتدة من نواكشط الي جيبوتي بين خطي عرض 14 ــ 15 شمالاً يعرف الناس الغناء السوداني ومن ضمن من يعرفون ابراهيم عوض الذي اسهم في توحيد الوجدان السوداني بأغانيه والحانه الراقصة ذات الكلمات البسيطة واسهم في نشر اللغة العربية ، فالكلمة المغناة اسرع في الانتشار من الكلمة العادية ، وابراهيم عوض اسهم في ايجاد الامة السودانية حتي وان كان ذلك بدون قصد ولكن رحلاته الفنية التي جابت كل انحاء السودان بل وطوافه خارج السودان علي كل قارات الدنيا باستثناء استراليا اكسبه كل ذلك وعيا قوميا فأصبح مدركا لما يقوم به من رسالة وطنية عبر الفن.
الطريق إلى بيت إبراهيم عوض
حي العرب من احياء ام درمان العريقة وسمي بذلك الاسم لان الكبابيش في ترحالهم الكثير كانوا يقضون بعض شهور السنة في اباره ولكنه من حيث التركيبة السكانية لا يختلف عن احياء ام درمان الاخرى غير أن مجاورته لسوق ام درمان جعلته مكتظاً بالحرفيين والذين كانوا يمثلون الطبقة الوسطى حينها والطبقة الوسطى هي مستودع الفنون والادب فقلقها المستمر وتأرجحها بين الطبقة الفقيرة والطبقة المؤثرة هو الذي ينتج الابداع لذلك لم يكن مستغربا ان يتفوق حي العرب على احياء ام درمان الاخرى في الابداع الفني فمعظم شعراء الاغنية الحديثة جاءوا منه . وظهر ابراهيم عوض ليشكل مرحلة مهمة من مراحل الغناء السوداني جاء ممسكا بناصية الحداثة الفنية لم يبدأ من الموروث التقليدي كالغناء القبلي والغناء الحديث انما بالغناء الاروكسترالي وحتي في ذلك الضرب من الغناء اختار خفيفه او على الاقل اشتهر في بدايته بالخفيف الذي كان يسمى (الكسرة) وكانت الحانه مستوحاة الى حد كبير من اغاني البنات ، ابراهيم عوض وليد شرعي لحداثة ام درمان ولطبقة حي العرب الوسطي حيث مجتمع الحرفيين وهو كان حداداً ووالده كان نحاتاً وشقيقه كان نقاشا ، ثم بعد ذلك جادت موهبة ابراهيم عوض المتمثلة في حنجرته الذهبية وهذه هبة من هبات الله واخيراً مظهره الاجتماعي (طريقة لبسه وتسريحته) وهذه لا يمكن ان تأتي الا من ابن مدينة كأمدرمان ركلت القديم وتطلعت للحديث وانفتحت نحو العالم ولا يمكن أن يأتي الا من شاب كأبراهيم عوض اصوله شمال عرض 22 ودخل المنطقة الصناعية منذ نعومة اظفاره ويسكن في جوار عبد الرحمن الريح والطاهر ابراهيم وسيف الدين الدسوقي.
الطريق الي منزل ابراهيم كان مشحونا بكل هذه الخواطر والتطلعات والامال حيث حي العرب ـ الدنيا باسمة والايام طرب وكنت اردد وانا على باب ابراهيم عوض اغنيته الوسيمة من كلمات سيف الدين الدسوقي.
جيت ازوركم احمل الاشواق هدايا
والمناديل والكتابات والاغاني
عندي كم باقة من اشعار جديدة
عامرة بالخير والمعاني
ونغمة من صوت البلابل
والعصافير الحواني
وقصة الريد المنور
وفي صالون المنزل كانت صورة الشيخ الراحل عبد الرحيم البرعي تتوسط مجموعة من الصور تغير بين الفينة والاخرى ولكن صورة الشيخ البرعي لا تغادر مكانها وقد سألت ابراهيم عوض عن حكاية الصورة فحدثني عن انتماء الاسرة الى الطريقة السمانية وعلاقتها الوثيقة بالشيخ البراعي واسرة ابراهيم عوض من قبيلة الكنوز وعلى وجه التحديد من قرية قلابشاب بصعيد مصر وهي اسرة محافظة وقد حكى الشاعر الاستاذ كمال بشير انه رجع الى مصر فسأله احد اقرباء ابراهيم عوض قائلا : (عندنا ولدنا هناك قالوا بقي فنان كبير ان شاء الله يكون ترك الغناء) والاشارة هنا لابراهيم عوض.
ويتفرد ابراهيم عوض بأنه لم يغن اغنية من اغاني الحقيبة رغم ان الحقيبة فن ام درماني خالص فكل الذين بدأوا بالغناء الحديث قبل ابراهيم عوض وبعده كانوا يلجأون للحقيبة ولكن ابراهيم لم يفعل ولا مثيل له في هذا الامر الا محمد وردي الذي لم يبدأ الغناء هو الآخر بالحقيبة بل بدأ باغاني ابراهيم عوض بيد ان وردي غني فيما بعد اغنية الحقيبة قسم بمحيك البدري ولكن ابراهيم طوال مسيرته الفنية لم يفعل ولا تظن ان في ذلك تمرداً مقصوداً بقدر ما ان فطرة ابراهيم وموروثه الثقافي والقبلي والمهني وعدم وجود تقاليد قبلية تكبله هو الذي جعله يبدأ من حيث ما وقف الاخرون ان عدم غناء ابراهيم عوض الاغاني الشعبية واغاني الحقيبة تفردا اعزوه للخلفية القبلية التي انطلق منها ابراهيم وان شئت قل قلة القيود القبلية التي نشأ فيها ابراهيم عوض.
وانت تجلس في صالون ابراهيم عوض يلتقيك بعد ثواني تسبقه ابتسامة مضيئة ويسلم عليك براحة يديه مثل الضفتين يكلمك بادبه الجم عن حياته الخاصة قليلاً ويتحدث في القضايا العامة اغلب الوقت فقد كان زولا مهموما بترابو وكل خلق الله اترابو وابراهيم عوض رغم انه لم يحترف السياسة فقد ارتبطت بعض اغنياته بظلال سياسية مثل اغنية (يا خائن) للطاهر ابراهيم واغنية ابسمي يا ايامي لعبد الرحمن الريح التي قدمها في بداية مشواره في العام 1953م بالتزامن مع اتفاقية الحكم الذاتي :
ابسمي يا ايامي
بسمة الزهر النامي
في هوى الحسن السامي
روحي وامالي واحلامي
وان كانت الاغنية عاطفية في مظهرها ولحنها ومخبرها الا انها كانت تعبر عن المرحلة الجديدة التي بدأ السودان يدخل فيها حيث اسرج الشعراء خيول الاغنيات :
ابسمي وقولي اغاني
فيها من روحي معاني
من تفاعيل اوزاني
او ترانيم الحاني
تروي ما يوحي جناني
من تسابيح واماني
نوري الدنيا واحلاها
تذهب احزاني والامي
ü روايات لم تدون
كثيرة هي الروايات التي لم تدون في (كتاب ابراهيم عوض) واذكر منها ما رواه لي ابراهيم عوض عن التعنيف الشديد الذي وجده من استاذه محمد صالح فهمي رئيس لجنة النصوص عندما اخطأ لغويا في اداء اغنية (هيجتني الذكرى) لعبد الرحمن الريح وقد نبهه لهذه الاخطاء بالصوت العالي وكان حينها ابراهيم عوض فنانا مبتدئا وعندما كرر ابراهيم عوض الاخطاء قال له محمد صالح فهمي فلتذهب اذن الى بيتكم حتي تتعلم الغناء وهنا ما كان من ابراهيم عوض الا ان اعتصر دموع الحزن وذهب الى المنزل وحفظ الاغنية عن ظهر قلب بطريقتها الصحيحة ثم عاد الى الاذاعة وغناها بطريقة صفق لها محمد صالح فهمي هذه المرة ،وقال لي ابراهيم عوض انه كلما كان يصعد الي المسرح ويغني هذه الاغنية يتذكر هذا الموقف.
الرواية الثانية التي لم تدون وقرأتها في مجلة الاذاعة هي خلاف ابراهيم عوض مع الراحل محجوب عبد الحفيظ بسبب اغنية (يا سلوى) للشاعر بشير عبد العال وقد كتب محجوب عن ظهور هذه الاغنية انها ضعيفة النص واللحن وان صوت ابراهيم عوض كان (فارق حينها) مما اغضب ابراهيم غاية الغضب واتصل بمحجوب ورد عليه رداً قاسيا فواصل محجوب كتاباته عن هذه الاغنية وفي نهاية المطاف تحولت العلاقة بينهما من العداء الى علاقة صداقة حميمة وانضم محجوب عبد الحفيظ الي قائمة اصدقاء ابراهيم عوض من الصحفيين امثال رحمي محمد سليمان وحسن ساتي والنعمان علي الله ود . عبد اللطيف البوني وغيرهم .
الرواية الثالثة التي لم تنشر في كتاب ابراهيم عوض هي الورش الفنية التي كانت تنظم في بيت عبد الرحمن الريح وتضم ابراهيم عوض والطاهر ابراهيم وسيف الدين الدسوقي والسرد دوليب وعبد الكريم الكابلي واخرين ، وعبد الرحمن الريح من مواليد حي العرب نشأ مشبعا بعبق ام درمان كان يلتقط الحانه من الشارع ثم يصيغ عليها الكلمات ، عاصر مرحلة الحقيبة في اول ايامه وفي اخر ايامها فغني له اساطينها امثال كرومة وابرز الفنان النادر عمراحمد (كان بدري عليك) وفيما تعلم عزف العود احتضن حسن عطية وغنت له مني الخير وعائشة الفلاتية وكان يقوم بمراجعة اشعار الشباب والحانهم ويأخذ بيد ناشئي الفنانين وقد حكي الفنان صلاح مصطفي ذات مرة انه عندما ذهب اليه في منزله بحي العرب وجده اشبه بالطبيب في عيادته الخارجية وجد طالبي خدمته مكدسين وهو بالداخل يدخل عليه الناس واحداً واحداً هذا شاعر وهذا ملحن وهذا مغني ، وكانت ثمرة هذه الجلسات العديد من الاغنيات التي زينت جيد الاغنية السودانية.
وكان بعض هؤلاء المبدعين يجتمعون في منزل ابراهيم عوض ويرددون بعض الاغنيات الخفيفة ومنها اغنية (عني مين) ورغم انها منسوبة للشاعر السر دوليب الا انه يقال ان كلماتها وضعت مشتركة بين الكابلي والسر دوليب.
عني مين قولي حاجبك
ياسهاد عيني عاجبك
يا حليل ايام لقانا
في القمر والليل حوانا
لا عزول لا رقيب سوانا
عن عيون وقلبك حاجبك
الاغنية تدخل الى القلوب بلا حواجز
عش هوانا ليك حنا
والوجود بغرامنا غنا
لوشكيت لو عقلي جنا
ليه يا طبي شفاي غالبك
ü تذكار عزيز
الشاعر الرقيق مصطفي عبد الرحيم شاعر مقل له ثلاثة أغنيات في غاية الروعة والشجن وهي اغنية (تذكار عزيز) لابراهيم عوض واغنية ( هوج الرياح ) لاحمد الجابري واغنية ( غرام الروح ) لزيدان ابراهيم واغنية( تذكار عزيز ) و كانت فتحا في غناء ابراهيم عوض كلمات ولحناً واداء :
جرحي الاليم الشايلو تذكار
طول حياتي اسى وهموم
جرحي الدفين العذبك يا قلبي
طول عمرك انين
داريتو في الاعماق سنين
غنيتو للعشاق حنين
شكوى وشجون
غنيتو اصدق اغنيات
معانيها عميقة اوزانها جديدة بكائية من نوع عذب تجلي فيها ابراهيم لحانا واداء ولذلك اكسبته مزيدا من الجمهور.
اصلو القلوب الهايمة تعبد في الجمال
بتضيع سنينها الحلوة بالريد ابتهال
ولهانة تحكم بالوصال مسكينة تحلم بالمحال
وهكذا قطف ابراهيم عوض من كل بستان زهرة حتى اثرى ليالينا ببديع انغامه العذبة (خمسون عاما من الغناء العذب) ثم رحل بعد عمر يناهز المائة اغنية غناها للجمال والحب والوطن وكان مثالا للفنان الملتزم الذي لم يرهن فنه لجهة بل عاش من اجل الفن عاش فنانا يجسد الفن بمعناه الانساني في سلامه وكلامه وهو رجل المجتمع الذي لا يشق له غبار ورب الاسرة الشفوق وانا اضع وردة علي قبره وأسال له الرحمة والمغفرة اتمني ان تجد اسرته الرعاية من الدولة فقد كان ابرهيم عوض ابا للجميع ومن واجبنا ان نرعي اسرته وابناءه ، وهم يواصلون تعليمهم في الجامعات فهلا تكفلت الدولة بنفقات دراستهم عرفانا للرجل الوطن ابراهيم عوض.
وداعا ابراهيم فقد عشت فينا جميلا وودعتنا جميلا كنت كالنهار وما اظن النهار العين تدورلو دليل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
عني مين قولي حاجبك
ياسهاد عيني عاجبك
يا حليل ايام لقانا
في القمر والليل حوانا
لا عزول لا رقيب سوانا
عن عيون وقلبك حاجبك
الاغنية تدخل الى القلوب بلا حواجز
عش هوانا ليك حنا
والوجود بغرامنا غنا
لوشكيت لو عقلي جنا
هلا وغلا يا عمدتنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
غاب الملك - بقلم د : أنس العاقب
أخر انفاس شمس الثلاثاء 23/5/2006 م تضرجت بحمرة حزينة ترسل أخر أشعتها مؤذنة بغروبها وفي اللحظات ذاتها كان إبراهيم عوض يلحد ويواري التراب واذ يسدل الليل استاره وتكاد تطبق الظلمة على مقابر البكري والحزن يخيم على الألاف من المشيعين الحزانى والمودعين نعرفهم ولانعرفهم من استبد به البكاء ومن كان بكافره صمتا ملتاثا ومن واقف وقد أخذه مقام الصمت وجيشان الفقد والفراق بين تلك القبور التي تملأ الرحب وصار إبراهيم عوض مرقدا بينها . . نعم غادر دنيانا إبراهيم عوض موشحا بحب الناس ودموعهم ودعواتهم ويبقى الموت هو حقيقة الحياة مهما طالت ومهما كانت . .
جسدا فارقنا إبراهيم عوض ولكن ( الذكرى الجميلة لو تعرف معناها لادنيا بتزيلها ولا أخرة بتمحاها ) نعم يا إبراهيم عوض ملك الغناء
الإنسان الفنان
والفنان الإنسان
ومن ينكر ذلك !
امسك بيدي الموسيقار محمد الحسن الشايقي قائلا : ( خلاص يا فلان جيلنا كمل . . فلنسستعد للرحيل ) قالها وهو يعتصر حزن الرفقة والإلفة والمعاناة التي قدمت لنا إبراهيم عوض مطربا وفنانا إكتسح ساحة الغناء وهز عرشها ثم تربع على مملكة الغناء ثلاثة عقود كان فيها النجم الأوحد شكلا ومظهرا واداء . .
غريب أمر السودانيين . . لاأدري كيف اتت كل تلك الألاف من المشيعين والمودعين الذين اكتظت بهم مقابر البكري مع غروب شمس الثلاثاء . . كل الناس كانوا هناك . . حتى الحزن يجمع الناس أحيانا فتختلط عبارات التعازي بكلمات التحية وحوار صامت عن الحال والأحوال .
نعم الموت يفرق الناس والمحبين قليلا من نودعهم يعيشون في داخلنا ويسكنون الذاكرة وكثيرون نصبنا لهم سرادق النسيان وهم أحياء .
إبراهيم عوض عبد المجيد المولود في العام 1933 م بحي العرب إلتحق بالإذاعة عام 1953 م ولم يصادف نجاحا في بدايته لربما يعود ذلك اما لان المطرب الجديد إبراهيم عوض ارتكز على الأسلوب التقليدي في تقديم نفسه اولربما كانت تجربة المطرب الشاب سيد خليفة اكثر نضجا بإعتبار نشاطه الكثيف في مصر وقربه من إذاعة ركن السودان في القاهرة ثم إحتفاء الأوساط الفنيةبسيد خليفة في مناسبات عديدة ولكن إنطلاقاته إبراهيم عوض الفعلية كانت في العام 1955 م عشية الإستقلال المجيد في صحبة ورعاية الشاعر المجيد والملحن المتميز عبد الحرمن الريح مفتتحا مسيرته بروائعه هيجتني الذكرى وبسمة الأيام ثم انفتح باب المجد على مصراعيه داعيا ومشجعا فولج منه إبراهيم عوض الي منصة الصعود إلى القمم ولم تمض يضع سنوات إلى وكان إبراهيم عوض قد ملاء الدنيا غناء وشغل الناس إسلوبا ومظهرا . . ثلاثة من ملوك الغناء كانوا هم الأشهر في أمريكا ومصر والسودان بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وظهر جيل ما بعد الحرب الرافض للحرب والإستعمار وكل القيم التقليدية في الغناء .
في أمريكا وقف الملك الفيس بريسلي يتحدى ويقدم فنا جديدا منطلقا من غناء الروك الذي قدمه بيل هيلي في أوائل خمسينات القرن الماضي فتحول الروك عند الفيس بريسلي إلى أسلوب إستعراضي ذي خصائص لم يكن يعرفها المجتمع الأمريكي من قبل الذي ما أن قبلها وهضمها فصدرها لأوربا ثم للعالم أجمع ومن من جيلنا لايذكر الفيس بريسلي في أفلامه بخصلة شعره المتميزة غلى جبينه وبازيائه البيضاء والملونة والمزركشة ثم ذلك الأسلوب الذي تميز به في الرقص .
وفي مصر ظهر بعد معاناة قصيرة شاب نحيل إسمه عبد الحليم شبانه ثم اطلق عليه عبد الحليم حافظ ومع قيام ثورة يوليو 1952 م تاكد بأن عبد الحليم حافظ ( العندليب الأسمر ) هو مفتاح وبوابة الغناء الرومانسي التعبيري الذي اصبح في فترة وجيزة هو الأسلوب الي جذب إليه شباب الغناء - شادية وفائزة أحمد ونجاة الصغيرة وهاني شاكر .
وإبراهيم عوض الفنان الذري صار هو ثالثهم جمع بين أناقة وحضور الفيس بريسلي وشفافية عبد الحليم حافظ دون أن يقلدهما بل جاء إبراهيم عوض أكثر تحديا ومثابرة وطموحا وإبداعا . . ما من شك إن مسيرة إبراهيم عوض لم تكن كلها مفروشة بالنجاحات وسهل القياد فقد وجد مقاومة ورفضا وهذا طبيعي من شاكلة من اترفتهم وخدرتهم المدرسة الغنائية التقليدية التي كانت في معاركها ضد إبراهيم عوض ترتدي عبارات إفتراء بحسب مقتضى الهجوم ومع ذلك فقد انهزم احيانا وقاوم احيانا وانتصر في النهاية وذهب الزبد جفاء . .
وكما كان لألفيس بريسلي مقلدون بلا عدد وكما صار لعبد الحليم حافظ مقلدون كثيرون ففي السودان كان لإبراهيم عوض مقلدون إلى درجة الإستستناخ الصوتي فقط لكن إبراهيم عوض كان يتمتع بخصال قل أن تجدها مجتمعة إلا في شخصية إبراهيم عوض فهو اولا كان مهموما بفنه إلى درجة الحساسية المفرطة ولم يكن ينشغل بما يدور في الوسط الفني واتحاد الفنانين بل ابتعد عن ذلك وكرس حياته العامة والخاصة لفنه وأسرته ولاصدقائه .
جمعتني بالراحل أيام لاتنسى في بورتسودان عام 1969م عشنا فيها سويا في كنف الرجل الإنسان عبد المنعم حسني رحمه الله ومنه عرفته عن قرب فتوصدت أواصر العلاقة بيننا ومهما قيل واقول فقد ادهشني إبراهيم عوض بكرم لا أقول فياض وحسب ولكن كرم و ( ضكرنه ) معا وفي مرة قلت له ( يا أستاذ كرمك هذا يعني انك جعلي ) ؟ ضحك ضحكة جذبت الينا الحاضرين وقال : ( انا كنزي ) فقلت له مداعبا وقد حبكت النكتة : ( طيب خفف من الكرم الكثير لان كنزك مابراك ) .
تغنى إبراهيم عوض باشعار العديد من الشعراء منهم عبد الرحمن الريح والطاهر إبراهيم وإبراهيم الرشيد ومحجوب سراج وعوض أحمد خليفة ونعمان علي الله وإسحاق الحلنقي وسيف الدين الدسوقي ومصطفى عبد الرحيم وعبد المعم عبد الحي . . وتغنى بالحان عددا من الملحنين منهم عبد الرحمن الريح والطاهر إبراهيم وبرعي محمد دفع الله وعبد اللطيف خضر وأحمد زاهر وقد ورد من معلومة كمبيوتر الإذاعة إن لإبراهيم عوض حتى العام 1996م من التسجيلات 76 ( ستة وسبعون ) عملا مع عشرات التسجيلات البرامجية .
الا رحم الله إبراهيم عوض واحسن اليه بعدد ماقدم من أنفاس الغناء وترانيمه العذبة الندية لكل أهل السودان وستبقى ذكراه الجميلة معنى لايزول ولايمحى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
اعناب وأشواك صاح القضاء : كن فنانا ذريا فكان
بقلم د. عبد الرحيم عبد الحليم محمد
- مدخل1
فلماذا عندليب الحب طار
والمرايا صدئت فوق الجدار
ولماذا استرجعوا مني القمر؟
والتعاويذ وقطرات المطر
عندما قلبي على
أرصفة الليل انكسر
المجوسي من الشرفة
للجار يقول:
يا لها من بنت كلبة
هذه الدنيا التي تشبعنا موتا
وغربة
فلماذا أغلقوا الأبواب في وجهي
لماذا
عندليب الحب طار
عندما مات النهار؟
(عبد الوهاب البياتي-حب وموت ونفي - 2004)
مدخل 2 القدوم
كانت ارادة الغناء الجميل يومها تغلف سماوات العالم العربي بمزن شفيف تحمله ريح الاذاعات ... هنا لندن ... هنا القاهرة ... اذاعة ركن السودان ... وهنا أم درمان . تحمل الرياح المموسقة مزن الغناءفيمطر بعيدا في التخوم العربية التي عرفت بيوتها يومها راديوهات القرندنج العتيقة التي تعمل ببطاريات البيريك الشهيرة .في وطننا كان الناس يتحلقون حول تلك الأجهزة لتنقل لهم عبر برنامج ما يطلبه المستمعون ... عبد الحميد يوسف وهو يشيع في الأفق البعيد معاني الغضب الجميل لرائعة الشاعر حميدة أبو عشر غضبك جميل ألهاوي حسن سليمان يغني غناء عربيا سودانيا في عذبة أنت ، ويلحن محبوبي لاقاني : للراحل حسن عطية ، عثمان ألمو وهو يدخل ألوان موسيقى الجاز الأمريكية والأفريقية ويروضها بنفس سوداني ملهم في رائعته طجنة العشاق ، أبو الفن ابراهيم الكاشف وهو يجري تدريبا نهائيا لرائعته حبيبي أكتب لى قبل أن يزحم براياتها الملونة آفاق الغناء في بلادنا ... محمد وردي وهو يقتحم الاذاعة برائعة الراحل خليل أحمد يا طير.
ذاك كان مشهد لحديقة الورد الغنائي في وطننا بشكل عام . وفي الاطار العربي وقبل تلك الفترة بحوالي عقدين ونصف منذ أن فتح أمير الشعراء أحمد شوقي الطريق واسعا أمام محمد عبد الوهاب ليتعرف على أبرز مثقفي مصر وسياسييها حين أنتجت يومها درر الفن الغنائي العربي أغنيات كان يشارك في مناقشتها أدباء في حجم طه حسين وسياسيون في حجمة مصطفى النحاس . وحين قدمت مطربة ريفية الى القاهرة في مطلع القرن الماضي اسمها أم كلثوم ، وحين أقتحم شاب اسمه عبد الحليم حافظ ساحة الغناء المصرية والعربية ، كانت أغاني القدودا الحلبية في الشام تتجاوب مع أغاني المقامات العراقية في بغداد . نشأت يومها حالة غنائية رأي الناس فيها قيام شراكات ابداعية بين المغنيين وبين الملحنين والشعراء ، فالفنان العظيم والمثقف ، كانا على الدوام توأمين وقد شهد تاريخ الفكر والفن صداقات وأعمال مشتركة بين موسيقي وفيلسوف أو مفكر ومثقف وكمثال لذلك بتهوفن وغوتة ، فاغنر ونيتشة ماهلر وتوماس مان كحالة أمير الشعراء مع عبد الوهاب السابق ذكرها.
في عام 1933 وعندما أطلق ابراهيم عوض صرخته الأولى صاح القضاء
كن فنانا ذريا .... فكان.
عندما كان شابا في العشرين ،مثل قدوم الفنان الذري ابراهيم عوض ، حالة من حالات الحصاد النادر للجيل الذي أتى بعد الجيل التالي للحقيبة ،وفي زمن غناء عربي وسوداني توافر الناس فيه يومها على أن صناعة الفنان هي صناعة ثقيلة. ظهر ابراهيم عوض عام 1953 مع اتفاقية الحكم الذاتي للسودانيين ليغني أبسمي يا أيامي . ويومها ابرز فهما وطنيا وعصريا عميقا لرسالة الفن والفنان فمثلت أغنيته تلك أمنيات وردية لقضية التحرر الوطني والانطلاق التي سادت يومها أرجاء العالمين العربي والأفريقي .تمكن ابراهيم عوض من تحويل الكسرة الى أغنية كاملة وتعامل مع جيل جديدعبر شراكات شعرية دخلت ذاكرة أمتنا ومزاجها الفني الملهم فغنى لشعراء مثل عبد الرحمن الريح والطاهر ابراهيم ومحجوب سراج وابراهيم الرشيد وسيف الدسوقي وملحنين مثل السني الضوي وعبد اللطيف خضر فرأينا أعمالا خالدة مثل يا جمال دنيانا ، وقلبك حجر ، ولو داير تسيبنا ، والمصير ، ويا زمن . وفي زمن سادت فيه تيارات قوية مجافية لحق الناس في الشدو والغناء ونظام اجتماعي لم يكن يستسيغ أن يقف رجل في كامل أناقته ليغني للحب والهوى والهيام ، علم ابراهيم عوض ثقافة الغناء في بلادنا هذه المعاني وقيم الأناقة وظل وردة ابداع متجدد وعطاء وطني وأسري واجتماعي على امتداد وادي النيل وأحزمة السلم الخماسي في قارتنا.
مدخل 3 الرحيل
من منزله في حى العرب في أحشاء العاصمة الوطنية الولود خرج نعشه الذري معبئا في حناجر الناس ودموعهم . كانت النسمات القادمة من دموع النيلين تهب على النعش الملفوف بذاكرة الوطن.وتأتي برائحة صندل ومحلب وبخور غامض وموحي . كانت هناك سيدة عجوز تحاول اصلاح حذائها لتلحق بموكب النعش وعلى جداول شلوخها فاض ماء العيون .كانت تحاول التوفيق بين هول الفجيعة ولطف الاحسان فبالأمس كان معها في المدرسة يدفع عنها في الخفاء قسطا مريعا عجزت عنه لأحد أبنائها، وفي الطريق يتوقف أمام مستشفيين لينزل من عربيته أكياس الفاكهة ومن قلبه النبيل أطيب الأمنيات لينصرف بعد ذلك في هدوء وسط حصار الاحبة وتدافع الناس.
مات عزيز دنيانا عندما كان يكمل مهمته في سقيا تربتنا بغناء ذري لم تأت أزمنته بعد .غناء يساعد تربتنا على تحسين نسل المعاني والألحان والمضامين لأزمة لم تأت بعد.
قبل ذلك باسبوع حكى أن ان احدى جاراته في الحى نهضت من نومها مذعورة بعد أن رات في حلم مرعب أن نسرا هائلا يحملها من على شاطيء النيل ويلقي بها في مغارة مهجورة . عرفت لاحقا أن تلك لم تكن سوى صحراء اليتم والضياع وانفضاض الانغام الذرية ورحيل العاشقين واستسلام الليل الى النوم المبكر والأرق المسيطر.. لم يكن ذلك الحلم مفزعا لتلك الجارة لأن امرأة سودانية الأصل ظلت تجاور منذ عقود اذاعة ركن السودان ، أسدت مؤخرا نصيحة لبرامجي عجوز بالاذاعة بأن تملأ اذاعتهم جيوبها من الأوتار الذرية لأنها رأت فيما يرى النائم فنانا طويل القامة ، دائم البسمة ، يرتدي بدلة أنيقة ويحمل عودا شرقيا بلا أوتار. في نفس الاسبوع :ان مذيعا سودانيا قديما في اذاعة هنا لندن يردد عن سهو هنا أم درمان ، لكنه يستدرك بعدها في ذكاء قائلا :
معذرة ...
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني اليه في الخلد نفسي.
أدرك المذيع القديم بعدها أن الذي تغني طويلا ب الدنيا منى واحلام ، يريد أن يمهد لفجيعة الرحيل بمقدمات عبر أحلام شفيفة يرى فيها الناس وطنا يسير بعده بلا أوتار وبلا غناء.
المآ ل
لم يكن ذلك العود المترجل عن صخب العالم سوى حقبة من الزمن الجميل ترحل برحيل الفنان الذري ابراهيم عوض . كانت أوتاره تقاطعات مدهشة اختزل من خلالها خطوط الطول والعرض في وطن رائع أنجبه.
قال له المولى كن عطاء بلا حدود ... فكان.
ونبلا انسانيا لا مثيل له فكان.
ومن ثرثرة طيور الحان ملونة غنية ومتعددة في فضاءات الوطن ، تمكن عبر حنجرته الثرية وشراكاته الفنية مع الشعراء والملحنين من هضمها في والمشي بها الي بيوت الناس وحقولهم ومدارسهم ومصانعهم ، رغم عبوس المواسم ووعورة الطرقات وتقلبات الأيام ورحيل الأحبة وفوضى الانقلابات العسكرية !!ومباذل الساسة واللصوص .
كان يغسل وجدان الأمة بغناء طهور . ويحمل أوساخ المدن وخطاياها نحو البحر ، وفي الطرقات يداعب الأطفال ويصادق أصحاب الحوانيت والاسر الفقيرة ويغني لهم في المناسبات وأعياد الحصاد بلا أجر ، والآن وصوته يعبأ في النعش الذرى تحت قناع موت ذهبي لينضم الى كوكبة الخالدين يقول له الوطن ... أحسنت وقد جاء يوم شكرك.
أقول:
أرحل تحت الثلج
أواصل موتي في الأصقاع
مات مغني الأزهار البرية
مات مغني النار
مات مغني عربات الحرب الآشورية
تحت الأسوار.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عوض : غناء السنوات العذب . . . ورحلة المجد الطويلة
بقلم طاهر محمد علي طاهر
الفنان إبراهيم عوض ظاهرة فريدة في عالم الأغنية السودانية وقد شكل ظهوره في العام 1953 م حدثا مهما في الساحة الفنية . إذ تزامن ظهوره مع توقيع اتفاقية الحكم الذاتي واستطاع ان يعبر عن المرحلة بذكاء شديد فقدم أغنية ( أبسمي ايامي ) للشاعر عبد الرحمن الريح والتي عبرت عن الزمان الجديد واصبح بالتالي إبراهيم عوض هو صوت الزمان الجديد . وواصل مشواره الفني بنفس الذكاء والحدس الذي بدا به مسيرته فغنى للفرح وغنى للحزن وغنى للوطن واستطاع ان يكون فنانا للشيب والشباب على السواء بفضل اغنياته التي تلائم كل الأذواق .
الفنان إبراهيم عوض مسيرة فنان أثرى مسيرة الأغنية السودانية وجاء ميلاده في مدينة امدرمان التي خرج منها الى العالم الفسيح . وإلى منصة الأحداث وفي البحث عن الاصول والجذور والمكونات التي شكلت مسيرة ذلك الفنان نجد هنالك مجموعة من الشعراء الذين زودوه بالمفردات الشعرية الأنيقة امثال الشاعر عبد الرحمن الريح وسيف الدين الدسوقي والطاهر إبراهيم ولن يتجاوز تاريخ إبراهيم عوض أسماء اخرى شكلت مسيرة اللحن والغناء العذب وفي قصته نموذجا للفنان العصامي الذي نشأ في أسرة متوسطة الحال . . حيث كان والده يتمنى أن يراه صاحب ورشة كبيرة وكثيرا ماكان يحدثه عن مستقبل الصناعة في السودان ويروي له قصصا كثيرة عن ثراء أصحاب الورش ولكن إبراهيم عوض كانت احلامه على المجد والشهرة في دنيا الغناء والطرب . الحقه والده بالعمل في ورشة الأسطى ناصر بشير الذي تعلم على يديه مهنة البراده وكان الأسطى ناصر يترك له حرية الحضور والإنصراف من الورشة فأخذ إبراهيم عوض في تلك الفترة يداوم على الإستماع لاغنيات الفنانين أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وحسن عطية من خلال الإذاعة ويهرب أحيانا من العمل ويسرع على أقرب راديو ليستمع إلى هؤلا الفنانين وحفظ مجموعة من هذه الأغاني . . ليأخذ في ترديدها في مكان عمله وساعده ضجيج الماكينات على تربية صوته وصقله وتدريب حنجرته على الأداء القوي وعندما شعر بان الفن يجري فعلا في دمائه قرر الإشتغال بالفن وشجعه المحيطون به وفي هذه الفترة اشترى عودا بمبلغ ( 75 ) قرشا وأخفاه في منزل صديقه علي سالم خوفا من ان يراه والده وبعد ان تعلم اصول العزف على العود بدا يشارك في الحفلات وفي منازل الأفراح كما ساعده على الانطلاقة سكنه في حي العرب الذي كان يعج بالنجوم في مختلف ضروب الإبداع فقد كان الحي يضم اساطين الفن أمثال سيد عبد العزيز وعبد الرحمن الريح وعبيد عبد الرحمن وعلي ابو الجود وميرغني المامون واحمد حسين جمعة والتاج مصطفى واحمد الجابري وغيرهم .
يرجع الفضل الأول في دخول إبراهيم عوض الإذاعة السودانية الى الشاعر الكبير عبد الرحمن الريح الذي شجعه ورعاه والف له ثلاثة اغنيات دفعة واحدة كانت من كلماته والحانه في العام 1953 م ليخضع لاختبار اللجنة الممتحنة لدخول الإذاعة وغنى إبراهيم عوض أغنياته الثلاثة ليجاز صوته من اللجنة مع الفنانين الراحلين سيد خليفة وصلاح محمد عيسى لتبدا مسيرته الحقيقية وحرك بعدها إبراهيم عوض الساحة الفنية باغنيات من انتاجه الخاص فالتف حوله الشباب واصبح ظاهرة فنية جديدة من خلال غنائه وزيه الذي كان في منتهى الأناقة وتسريحة شعره وسن الذهب واطلقت الصحافة عليه لقب ( الفنان الذري ) لسرعة انتشاره التي لم يستطيع أي فنان ان يجاريها فيه . وادخل نمطا جديدا على الأغنية السودانية حيث كان النمط السائد حينها الأغنية الكبيرة المصحوبة في نهايتها بكسرة ولكن راى البعض أن يتم فصل الأغنية الخفيفة عن الكبيرة لتصير أغنية قايمة بذاتها ليلقى هذا الاتجاه معارضة شديدة ولكنه اصبح واقعا في النهاية ليجي دور إبراهيم عوض بأغانيه الخفيفة التي سرت في كل اتجاه ونموذجا لها ( ابيت الناس وحبيبي جنني ولو بعدي برضيه ) لتصبح الأغنية الخفيفة نقطة تحول في مسيرة إبراهيم عوض الغنائية ليرددها الشعب السوداني بأسره وظل بعدها إبراهيم عوض حريصا على التجديد والتجويد في كل شئ خاصة الالحان والالات الموسيقية الحديثة المتطورة على الاوكسترا السودانية ويعتبر من اوائل الفنانين اللذين ادخلوا الة ( البنقز ) على يد الموسيقي خميس جوهر الذي درس الموسيقى في القاهرة . كما ادخل إبراهيم عوض الة ( الأكورديون ) عبر الموسيقار عبد اللطيف خضر .
هوجم إبراهيم عوض واتهمته الصحافة السودانية بانه يريد أن يحول الأغنية السودانية إلى أغنية جاز , لكنه صمد حتى النهاية بل تواصل تحديثه بإدخال آاتي ( الجيتار والأورغ ) وسافر إبراهيم عوض إلى القاهرة في أول زيارة له ليشارك في فيلم ( إسماعيل يس طرزان ) وذلك في أغنية ( اظهر وبان عليك الأمان ) . وفي العام 1958 م الف له الشاعر الالغنائي المصري فتحي قورة أغنية بعنوان ( على موج البحر ) وأرادت إذاعة ركن السودان إنتاج هذه الأغنية لتكون نواة للتكامل الفني لوادي النيل وتصادف وجود إبراهيم عوض بالقاهرة فتحمس للأغنية ورشحوا له سعاد مكاوي لتصاحبه بالغناء واسند تلحين الأغنية للموسيقار الملحن محمود الشريف التي صاغ لها لحنا جميلا معبرا وهكذا اعتبرت أول أغنية تكامل بين السودان ومصر وفتحت الباب لعشرات الأغاني المشتركة بعد ذلك .
شارك إبراهيم عوض بأغنياته في كل الاحداث الوطنية التي مرت على السودان ولعل أغنيته الشهيرة ( احب مكان . . وطني السودان ) تعتبر من أخلد الأغنيات التي تغنت بها الاجيال .
لقد عاش إبراهيم عوض قيثارة عذبة ولحنا طروبا ومثالا للفنان الذي يحترم فكرته ومهنته ورسالته ليجود عليها بالاجتهاد والفكر والتجديد الخلاق ليعبر بالتالي عن الاحلام الجديدة والرؤى والخيالات لإنسان الوطن البسيط الذي يجد في غناء إبراهيم عوض زاده وملاذه المطمئن .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
صبي الحداد . . الفيس بريسلي السودان
بقلم : د . إبراهيم دقش
عندما ظهر إبراهيم عوض قبل نصف قرن تقريبا كما الإعصار الكاسح , و كما الأمواج العاتية هز أركان الغناء بنفس القدر الذي هز به وجدان الناس . . فقد جاءت أغانيه موصولة بانفاس ذهبية لعبد الرحمن الريح والطاهر إبراهيم ومحجوب سراج وسيف الدين الدسوقي وإبراهيم الرشيد ومعطونة في شلال مشاعر دافق فكانت حبيبي جنني ولو بعديه بيرضيه ومين قساك وليه بتسال والمصير ويا زمن وقف شوية , ترى هل سمع الزمن وانتظر ثم استجاب ؟ ؟
يازمن وقف شوية
واهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
شيل شبابي شيل عيني
ظهر إبراهيم عوض وشد الناس إليه ليس من خلال صوته الجميل أو موسيقاه او غنائه البديع بل ايضا من خلال مظهره فقد كان يميز شعره بتسريحة اخذت إسمه و ( بشقة ) شعر إشتهر بها وبدأ يقلدها الشباب . . والمرحوم الصحفي رحمي محمد سليمان صاحب جريدة الأخبار هو الذي أطلق عليه لقب الفنان الذري فيما كان الأستاذ حسين عثمان منصور صاحب مجلة الصباح الجديد هو الذي ربط بين مظهر إبراهيم عوض وفنان الروك الأمريكي الشهير الفيس بريسلي الذي افتتن به الشباب الأمريكي وبقصة شعره وأتذكر كيف أن الأستاذ حسين عثمان منصور كان مشغولا بإبراهيم عوض إذ قال مرة عنه : صبي الحداد ذاك إبن حي العرب بأمدرمان هل الهمته طرقات ( الحدادة ) وهي تنهال على الحديد في إيقاعية عفوية فقلدها في عزفه على العود , ألم تلهم وطاة خف الجمل على الرمال في الصحراء صاحب العروض فأخرج منها أوزان الشعر " مستفعل , فاعل فعول " .
إبراهيم عوض الذي امتد عطتؤه الفني لنصف قرن من الزمان كان يمثل صورة الفنان المتكامل صوتا ومظهرا فقد كان لايفرط في اناقته ولايقدم عمل فني ناقص لانه يحترم سامعيه ومعجبيه باللحن الشجي وبالموسيقى المتحركة وبالأداء المتميز وأستطاع أن يبني حوله جبالا من المعجبين وأن يجمع حول شخصه شلالات من العواطف الإيجابية فإذا قال الشاعر :
يعيش الحظ زمانا بعد صاحبه
وصاحب الحظ تحت الأرض مدفون
فإن التراث الغنائي لإبراهيم عوض بكل إبداعاته وإشراقاته سيبقى لأزمنة وأزمنة وصاحب الإبداع في مقابر البكري مدفون فهو من صانعي الزمن الجميل وأحد اللذين شكلوا وجدان السودانيين العاطفي وأسهموا عبر اللحن والنغم والتطريب في نشر الفرح الجميل في المجتمع السوداني . . رحم الله إبراهيم عوض بقدر ما قدم لوطنه .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
مابقدر ابوح وماداير اصرح
بقلم حسن عمر خليفة
ما بين اعلان النبأ الحزين لرحيل الفنان الذري ابراهيم عوض وكتابة هذه الكلمات مساحة زمنية طويلة ما بين الاسى والتفكر والبحث المضني عن كلمات للحديث عن واحد من اعظم فناني السودان الذين اختزلوا بصدق مشاعرهم ونبل احساسهم مسافات الزمان والمكان فكانوا اساتذة علموا الناس المشاعر فاستوي علي مقاعد دراستهم الجيل بعد الجيل وظل معين عطاءهم الدافق يسيل انهارا عذبة صافية تروي الظامئين وتاوي المضني وتدل الحائر•
نكتب ونعلم اننا اقل قامة من مقام ابراهيم عوض ولكننا نكتب لنرد له دينا في اعناقنا وهو يقيل عثراتنا ويرشد خطواتنا ويمنحنا الزاد لمواصلة المسير كلما وهنت القوي وقل الصبر• والحال كذلك لابد ان نقف في حضرة ابراهيم عوض في هذا اليوم الذي يدخر الناس له الشكر نعم نشكر ابراهيم عوض ونرفع الاكف ضارعة للمولي عز وجل ان يمطر عليه شآبيب رحمته وان يغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد وان ينزله في دار البقاء منزلة الانقياء وان يتجاوز عن سيئاته ويعامله بالاحسان•
ورحلة ابراهيم عوض في عالم الغناء والموسيقي سفر باذخ وسجل مليء بالعطاء تقول سيرته الذاتية التي اوردها الدكتور عبد اللطيف البوني والاستاذ الزميل طارق شريف في سفرهما القيم : ابراهيم عوض خمسون عاما من الغناء العذب ـ ان اسمه الكامل هو ابراهيم عوض عبد المجيد سليمان اطلق صرخة ميلاده الاول عام 1933م في ام درمان مدينة الفن والابداع فشرب من فيض عطائها وفيها التحق بخلوة الشريف عمر الثوري ثم خلوة الفكي عثمان ثم مدرسة الفكي عوض عمر كان والده عوض عبد المجيد يعمل نحاتا ولم يختر ابنه ابراهيم مهنة بعيدة عن ذلك اذ عمل حدادا قبل دخوله المعترك الفني ورشة الشنقيطي ثم ورشة ناصر بشير بعد ذلك كان الفتى علي موعد اخر مع القدر الذي ادخر له ان يكون واحدا من اصحاب البصمة الغنائية البارزة والدامغة في الغناء السوداني•
ابراهيم عوض دون ترتيب او تسلسل تاريخي فنان غني للحب والامل والالم والمصير والانتصار علي الصعاب وقلد جيد الوطن بالدرر والروائع سمعناه وهو يشدو:
اعز مكان وطني السودان لانو حسانو اعز حسان
وطيورو صوادح وروضو جنان
هذا هو الوطن في ذاكرة ابراهيم عوض وان كان الراحل المقيم قد اهتم بجغرافيا الزمان والمكان فانه أس التغني لهذا الوطن هو انسانه الذي حمله ابراهيم عوض في حدقات العيون وهنالك النيل الذي يجري حاملا الحياة والخير والنماء وكل ذلك عند ابراهيم عوض قيمة خاصة للوطن:
فيهو النيل النيل الخالد
فيهو الخال والعم والوالد
فيهو تراث بين طارف وتالد
وفيهو الخير اشكال والوان
اوقد ابراهيم عوض مشاعل الامل ونادي بتحدي الصعب في رمزية خرجت بالحب من دائرة انفعال شخصي الي زاد رحلة حياة تطول فنادي بالثبات ومواجهة الصعاب:
ليه بنهرب من مصيرنا
ونقضي ايامنا في عذاب
ليه تقول لي انتهينا
ونحن في عز الشباب
وكم من مرة ومرة استنهضنا الهمم وواصلنا المسير زادنا في ذلك نداء ابراهيم عوض القوي والمعبر:
تاني ما تقول انتهينا
بتنهي جيل ينظر الينا
باني امالو وطموحو
ومعتمد ابدا علينا
نحن قلب الدنيا ديا
ونحن عز الدنيا بينا
تاني ما تقول انتهينا
نحن يا دوب ابتدينا
ومع ابراهيم عوض رددنا وغنينا لوسيم الطلعة نحن اكبر من الشجن واللوعة•
ومرة اخري نعود لمسيرة ابراهيم عوض الذي كاد ان يودع دنيا الغناء بعد ان تاخر لمعان نجمه قياسا بابني جيله الراحلين سيد خليفة وصلاح محمد عيسي لكن ارادة الفنان وايمانه برسالته دفعته ليواصل وسرعان ما حرك باغانيه مشاعر الشباب ليصبح ليس فنانهم فقط ولكن ظاهرة قلدوها في كل شيء بدءا من طريقة تصفيف الشعر مرورا بالملابس وصولا الي سن الذهب وكان لقب الفنان الذري الذي اطلقته عليه الصحافة الفنية تعبيرا واقعيا عن مدي الانتشار والقبول الذي وجده هذا الفنان والذي يعتبره الاستاذ ذو النون بشري ملك الاغنية الخفيفة وهو ينقل (الكسرة) الي اغنية قائمة بذاتها•
ويقول الاستاذ ذو النون ان ابراهيم عوض شارك في اول زيارة له الي مصر في فيلم بعنوان اسماعيل يس طرزان وذلك باغنية اظهر وبان عليك الامان•
وتاخذنا موجة الحزن علي رحيل ابراهيم عوض لتعيدنا مجددا لنسهر معه الليل ولنكون شهودا وهو يقول:
يشهد لي الليل وصمتو
شفت الليل والهم عرفتو
كاس ورا كاس المر شربتو
اداري عذاب قلبي الحرمتو
من قساك وايه الكسبتو
تكوي عيون عاشت تحبك
وفي بكائية الشاعر محجوب سراج ندير ظهورنا للمحبوب ونتسلي مرة اخري مع فناننا الذري الراحل المقيم وهو يلوم المحبوب:
ليه بتسال عني تاني
بعد ما شلت الاماني
ورحت خليتني لزماني
وانت عارفو عليا جاني
ولان فجيعتنا في رحيله كبيرة فاننا نهديه بقية المقاطع ونقول له:
لو بتفتكر الليالي بتداوي غلبي
ولا تاني ترجع الافراح لقلبي
انت واهم يا حبيبي
دي الليالي امر ليا
من دموعي الفي عينيا
وكل لحظة بتمر عليا
تنقص الايام شوية
تطفي شمعاتي القليلة
وافضل ابكي واقول حليلا
وابراهيم عوض الذي غني للشجن واللوعة هو ذاته ابراهيم الذي تودد للمحبوب وطلب منه فقط ان يكون عزيز دنياه وشرح له حاله في بعده وكيف تمر عليه الدقائق واللحظات:
كنت معاك سعيد
والليلة في بعدك ما اضناني
واصبر يمكن يفيد صبري
ويمكن نرجع تاني
الي ان يقول:
بهرب منك للقاك
وبحاول من اجلك انساك
امهد ليك تتخلص مني
القي خطاي تجمعني معاك
ولو تعرف عايش علي عطفك
وكل حياتي من املاكك
بتعرف يوم في دنيا غيابك
يساوي سنين في دنيا هناي
يا اعز عزيز في دنياي
انا طامع ابقي عزيز دنياك
وفي الختام لن نجد غير ان نقول:
ما بقدر اقول الزول داك سباني
والشوق صار رسول هيج لي جناني
بخاف الناس تقول وتقول عن حناني
واللاح يوم يزول وين القاهو تاني؟؟؟؟
طب في مرقدك هنيئا فقد اثريت الوجدان ودخلت القلوب وها هي ذي اليوم الاكف ترتفع ضارعة للمولي عز وجل ان يسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وان يلهم اهلك وذويك ومعجبيك الصبر وحسن العزاء•
خلال مسيرته الفنية الطويلة تعامل ابراهيم عوض مع عدد من الشعراء كان في مقدمتهم ابن الحي عبد الرحمن الريح الذي غني له ابراهيم عوض (بسمة الايام) (هيجتني الذكري) وغيرها وهنالك الطاهر ابراهيم الذي غني له (حبيبي جنني وغير حالي) و (لو بعدي برضيهو وشقاي يهنيهو اصبر خليهو الايام بتوريهو)• و (يا خائن)•
تغني كذلك فناننا الراحل لسيف الدين الدسوقي فكانت (احب مكان وطني السودان) و (ايوه جيتكم) ثم كانت قمة هذا التعاون في (المصير) ومع ابراهيم الرشيد والملحن الشاب حينها عبد اللطيف خضر ود الحاوي كان لابراهيم عوض عهد جديد فجاءت اغنيات (وسيم الطلعة) (يا زمن وقف شوية) (ولو مشتاق حقيقة ما بتغيب دقيقة) وفي لقاء امدرماني آخر كان ابراهيم عوض علي موعد مع محجوب سراج في ثلاث اغنيات (ليه بتسال) ثم (قاصدني ما مخليني) (مين قساك) وتعد اغنية (تذكار عزيز) للشاعر مصطفي عبد الرحيم من الاغاني الخالدة والباقية•
هنالك عدد من الشعراء تعامل معهم ابراهيم عوض مثل عوض احمد خليفة، اسحق الحلنقي، عبد المنعم عبد الحي، النعمان علي الله، حسين عثمان منصور، حسين محمود جقود، وبشير عبد العال(سلوى)، وغيرهم من الشعراء .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عوض الفيس بريسلي السودان يوم الحبيب ودعني راح ( 1 - 2 )
بقلم شوقي بدري
قبل بضع سنوات اتى الفنان العظيم ابراهيم عوض عبد المجيد إلى اسكندنافيا وتنقل بين استكهولم ومالمو ولوند وكوبنهاجن وكان مصحوبا بالعازف الامين جميل من الجزيرة مدني والعازف الدكتور عبد الله وابنه عوض ابراهيم عوض وكنت حينما اقابله في تلك الفترة لا اتمالك نفسي واقبل يده كلما نلتقي وبدأ هذا كشئ غريب للجميع او تصرف غير متوقع الا اننى كنت احس باننى اقبل قطعة من الوطن والثم ثغر ام درمان في شكل ابراهيم عوض ، غنائه ، ايماءاته كلماته وكنت اقول ابراهيم عوض ده اخوي الكبير واخو اخوي فقد كانوا رفقاء طفولة وصبا واصل اخي الدراسة والتحق ابراهيم عوض وسليمان قلوظ بورشة ناصر الحداد ثم صار ابراهيم عوض صديقا كذلك لكمال ابراهيم بدري الذي يكبر اخي عمر. اثناء التواجد في السويد كان ابراهيم يحكي لي كثيرا من القصص الامدرمانية. في احد حفلات آل بدري سأل العم احمد بدري القاضي عن ابراهيم عوض وعندما عرف ان ابراهيم عوض ليس فنان الحفلة طالب باحضاره تحت اي ظرف وعندما حضر ابراهيم عوض قام العم احمد بدري والذي كان قد فقد نعمة البصر وقتها بتقبيل رأس ابراهيم عوض قائلا للفنان صاحب الحفل انت يا ولدي الفنان الحا تغني لكن في امدرمان هنا ده الجرتق بتاع الحفلة هل في عرس بدون جرتق.
* نبؤة نجاحه :
والدتي رحمة الله عليها كانت تقول لي ان ابراهيم كان يغني في الاربعينيات وهو صبي صغير في المنزل ومنزلنا كان وقتها في شارع العرضة وهو المنزل الاول بعد منزل مدير المستشفى الارسالية (التجاني الماحي حاليا) بعد تقاطع شارع الاربعين والعرضة وكما سمعت من والدتي وسليمان قلوظ واخرين ان ابراهيم بدري كان قد تنبأ لسليمان قلوظ بانه سيصير ناجحا في حياته ويصير غنيا ولقد تحققت هذه الرؤية كما تنبأ لابراهيم عوض انه سيصير فنانا كبيرا وابراهيم بدري كان من اكبر رواد دار فوز وصديقا لصيقا بتوفيق صالح جبريل وخليل فرح وتحققت رؤية ابراهيم بدري في ابراهيم عوض. الشئ الملفت في ابراهيم عوض هو تسامحه وبساطته ومقدرته على امتصاص الاهانة والتغول على حقه فالدكتور الذي اتى به إلى اسكندنافيا كان يقصد احضار شقيقه حتى يتقدم بطلب لجوء سياسي ولم يهمه تعريض الفنان ابراهيم عوض لمضايقات ومشاكل ولم يحسن حتى تنظيم الحفلات ولم يهتم. وعندما نظمت حفلة في كوبنهاجن واتت بعائد معقول اصر الدكتور الهمام ان يستلم دخل الحفل والا لن يسلم الفنان ابراهيم عوض تذاكر الرجوع ولم اكن موجودا حينها في اسكندنافيا وعندما احتج الابن عوض ابراهيم عوض طلب منه والده ان لا يتدخل وان يترك الامر . وهناك مئات الحفلات التي اسئ فيها للفنان ابراهيم عوض وكان يترفع كل الوقت عن الصغائر ومن هنا يذكر ان بعض الشباب قاموا بحمل الفنان ابراهيم عوض على اكتافهم بعد حفل في الجريف واختفى العداد من جيب البدلة (صيعوه على قول المصريين) ولم يذكر ابراهيم عوض الامر للعريس او اهل الحفل بل ذهب في اليوم التالي إلى العازفين واعطاهم حقهم .
* الفنان ... عازمنا حفلة !
في يناير عام 1985م كنت في اجازة في السودان فقال ابن خالي صلاح وزوج اختي : نحنا معزومين حفلة عند ابراهيم عوض في حي العرب فاستغربت لان صلاح لم يكن من سكان ام درمان وعرفت انه التقى بابراهيم عوض بدبي لفترة وعندما سمع ابراهيم عوض بحضوره اصر على دعوته لحفل وكنا نقول مافي فنان بيعزم ناس حفلات غير ابراهيم عوض ومن المشتركين من العازفين محمدية وعازف الايقاع الاخ ابراهيم كتوبا واخرين .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عوض الفيس بريسلي السودان يوم الحبيب ودعني راح ( 2 - 2 )
بقلم شوقي بدري
إبراهيم عوض كان من الفنانين الذين لا يتوقفون فاذا لم يحصلوه بالعداد يغادر بدون ان يتوقف وكان يمكن ان يكون من اغنياء ام درمان كما كان مجاملا إلى ابعد حد وعندما كان صغير كانوا يرسلونه لزنك الخضار إلى جاره وفنان الحقيبة ميرغني المأمون فردة احمد حسن جمعة وعندما كان يمر باحدى النساء المعروفات وهي امرأة ضخمة اشتهرت كاحد فتوات ام درمان كانت تنادى ابراهيم عوض وتجبره قائلة : ما اهو ده الخضار قدامك تعال اشتري وصار ابراهيم يأخذ لفة كبيرة خلف زنك اللحمة حتى يتفادى المرأة ولا يحرجها. في حديثي مع ابراهيم عوض كنت اذكره برحلة ملكال وجوبا والجنوب سنة 1958م واذكر ابراهيم عوض في سينما ملكال بالحانه الراقصة وشباب فريق جلابة الذين طبقوا تسريحة ابراهيم عوض او (بقدي) ابراهيم عوض وهي الشعر المشقوق والقجة واعتلى البعض وعلى رأسهم لاعب الهلال ابو رزقة الذي كان يعمل في الاشغال وقدموا فاصل رقص للسامبا والرامبا وصارت ملكال بعد حفلة ابراهيم عوض تغني على الحانه ويمارس الشباب الرمبا والسامبا في الشارع .تلك الرحلة المتعبة والطويلة كانت لصالح فريق المريخ الذي تكون قبل فريق الهلال في منطقة المسالمة وحي العرب وكما تردد قديما فان اسم المريخ قد اقترحه الوالد عوض عبد المجيد والد الفنان ابراهيم عوض وهكذا كان ابراهيم عوض سباقا للمساعدة والمساهمة في اي مجال وكنت اقول ان هناك مغنين ولكن ابراهيم عوض فنان لانه كريم ورقيق وبسيط ولم تغيره الشهرة او تهافت الناس نحوه كان يذهب إلى الاخرين ويبادرهم بالتحية ولم ينفصل عن واقعه وبيئته ولم يتنكر ابدا لاصدقائه .
* ذكريات الزمن الجميل
في سنة 1974م قتل احد العازفين المعروفين مهندسا شهيرا وفقاً عينيه ثم وضعه في زقاق على باب منزلنا وعندما اعتقل تكفل ابراهيم عوض بكل اتعاب المحامي عبد الحليم الطاهر وكان يتواجد بكثافة مع والد العازف الذي كان متقدما في السن واسرته وانحصرت حياته في تلك الفترة في محاولة انقاذه وبعض الفنانين عندما يقال لهم ان عازفك فلان محتاج كان يقول عايز شنو عداداته وكنت بديها ليه .وعندما كنت اذكره بزملاء وصنايعة ام درمان خاصة (ختر) بضم الخاء والذي صار اسمه منحوتا في ترباس اغلب صناديق اللواري كان يقول لي تعرف يا شوقي انا عندي عدة في البيت ومدربيته كنت اسأله : داير بيها شنو ؟ كان يقول لي : اعاين ليها واتذكر ايام زمان. شهادت ممثل التلفزيون الجيبوتي في كوبنهاجن يقول لابراهيم عوض اثناء تصوير فيديو انت كنت بمثابة الفيس بريسلي لكل المنطقة وابراهيم عوض يبدي خجلا وتواضعا ويقول : لا ده ما حصل انا كنت بغني بس.بالرغم من ان كثير من الفنانين بدأوا حياتهم بتقليد ابراهيم عوض وعندما صاروا كبارا اساءوا اليه بطريقة او باخرى الا انه كان يترفع عن الاساءة اليهم وكان يشيد بالفناين الذين سبقوه خاصة الشفيع الذي كان يكن له الكثير من الود وسمعته يقول : زمان الفنانين كان بيناتهم خوة لامن ظهر خميس بنقز الشفيع رسل لي وناداني وقال لي يا ابراهيم اسمع دي الة جديدة وبتنفع مع اغانيك.
* ثلاثتهم .. مع الضلالي :
إبراهيم عوض وعبد اللطيف الحاوي والشاعر وموظف البوستة إبراهيم الرشيد (شاعر اغنية يا زمن وبعض اغاني ابراهيم عوض) كانوا يمثلون الاناقة والشياكة ويتواجدون سويا في الحفلات التي تتهافت عليها حسان ام درمان . وكان الهادي الضلالي مغرما بحفلات ابراهيم عوض ويترصدها ويندفع مقبلا ابراهيم عوض وعبد اللطيف الحاوي مما يعطل الغناء فقرروا عدم اخباره بمكان الحفلات فصار الهادي الضلالي يرابط امام محلات محمد على حامد لتاجير المايكرفونات وبالسؤال يعرف مكان الحفلات وكما اخبرني ابراهيم عوض انهم ابتدعوا اسلوبا عندما يقترب منهم يقف الاثنان ويضع ابراهيم عوض العود امامه وينتصب عبد اللطيف بقامته الطويلة ويكتفي الهادي من الغنيمة بالاياب. من اعجب الاشياء كان الحديث عن ام درمان القديمة وفي مرة قلت له اللحن ده زي دقة حاجة كبره – بضم الكاف – فضحك ابراهيم عوض حتى خفت عليه وقال لي : انت يا شوقي لسه متذكر حاجة كبره ؟ وكانت من اكبر شيخات الزار في ام درمان وقالي لي : والله لو كان في فن حاجة كبره كانت تكون اكبر فنانة في السودان .
رحم الله ابراهيم عوض ونتمنى ان نرى اسمه على احد الشوارع قريبا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الموسيقار عبد اللطيف خضر ( ود الحاوي ) قام بتلحين هذه الروائع الغنائية للفنان إبراهيم عوض : غاية الأمال , تذكار عزيز , دنيا غريبة , لو مشتاق حقيقة , المصير , زهرة ناديه , قلبك حجر , أبقى ظالم , سحابة صيف ( الزمان اشقاني مرة ) , لو داير تسيبنا , ما بقدر أبوح , وسيم الطلعة , وشاية , يا زمن وقف شوية .
( الصورة بعدسة زميل المنبر صديق عمر من بورداب الدوحة )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إيراهيم عوض .... يا دنيا آ آ آ
د. خالد محمد فرح
الفنان الكبير المطرب إبراهيم عوض بلبل مغرد في روضة الغناء السوداني الحديث انطفأ بغيابه المحزن قنديل متوهج من قناديل الفن والإبداع. ولئن كان الناعون الكثيرون الذين شجاهم رحيل الفنان إبراهيم عوض ، فطفقوا يعدِّدون مآثره الجمّة وأياديه البيضاء التي رفدت ساحة الغناء السوداني بكل بديع وشجي من الألحان والأغاني الرائعة التي ظلت تشنف آذان معجبي فنه داخل السودان وخارجه لفترة تزيد قليلاً على نصف القرن ، وقد أكثروا بصفة خاصة في ما كتبوه وقالوه من ترديد لقب " الفنان الذريّ " الذي كان قد أطلقه الصحافي الراحل الأستاذ رحمي سليمان على إبراهيم عوض فور انطلاق مشواره الفني متزامناً مع بدايات عصر الذرَّة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي ، وذلك بحسبان أنّه قد شكّل نقلة نوعية في نمط الأغنية السودانية الحديثة ، ولكون أنه قد مثّل بمظهره الأنيق وسمته المميز وحضوره الذي يتسم بالخفة والحيوية من على خشبة المسرح ثورةً وفتحاً جديداً في زمانه في عالم الموسيقى والألحان والأداء ، وملهماً لشباب عصره ، حتى أنّ أحد الكتاب قد شبهه مؤخراً بعد وفاته بالفيس بريسلي. فإبراهيم عوض كان بحق ظاهرة اجتماعية في عصره ، تماماً مثل ما قال الشاعر محمد المهدي المجذوب عن البلابل حين ظهورهن في أوائل السبعينيات من القرن الماضي ، بأنهن ظاهرة اجتماعية. وكان المجذوب يعني أنّ المجتمع المديني في السودان ، والعاصمي منه بصفة خاصة ، قد دخل في طور اجتماعي وذهني جديد آنئذٍ – وهو المعروف بتمرده على تزمت عشيرته - صار من اللائق والمقبول اجتماعياً معه ، أي ذلك الطور الاجتماعي الجديد الذي يحمده هو، أن تصبح ( بنات الناس ) من الطبقة الوسطى مغنيات ومطربات. ولم يعد الغناء مقصوراً على مثل من قيل في حقها:
غنِّي وشكِّري يا ام قرقداً حسُّوه
أو الأخرى القائلة:
تبكي الرَحَمَة قالت يا قشاش دموعي
قش الدمعة سالت ... الخ
فلئن كان كل ذلك كذلك ، فإنّ مبعث أساي وحزني الشخصي على رحيل ابراهيم عوض ، هو أنّ غناءه يذكرني طفولتي بشدَّة مع غناء مطربين آخرين ، وحسبك بذكريات الطفولة مثيرةً للأشجان. فكلما استمعت إلى ابراهيم عوض في أغنيات معينة له ، كلما عدت بذاكرتي إلى زمان طفولتي الغضة في بحر الستينيات " أي والله شهادة ميلاد !". كنا حينها في الريف. وكانت وسيلة الترفيه الوحيدة آنئذِ هي الراديو وإذاعة أم درمان التي عمرت وجداننا بكل رائع وجميل: الاستماع لتلاوة القرآن بأصوات المشايخ: محمد بابكر ، ووراق ، وعوض عمر ، وصديق أحمد حمدون ، ومحمود سامي ، وغيرهم منذ الصباح الباكر ، ثم جلوسنا متحلقين حول الكانون طلباً للدفء والأنس معاً وشرب الشاي مع " الزيادة " واللقيمات أحياناً ، وخصوصاً في الصباحات الشاتية.. والوالدة جالسة على بنبرها العتيد ، و" هي تتبسّم.. في انتظار الشاي.. صمت يتكلم " على راي الغناي. والراديو فوق المنضدة. قال لي صديقي الأديب المرحوم حسن كفاح أنّ والدتهم نبّهتهم ذات مرة وهم جلوس مثل تلك الجلسة التي وصفتها آنفاً بقولها: " أمْسِكوا الرادي لا يقَعْ ! ". تحذرهم من أن يسقط الراديو من فوق التربيزة بلهجة الشايقية الحلوة. قال: فجاءت بها على وزن فاعلاتُن مفاعلُ. هذا ، والسٌكّر في علبة لبن كاني قديمة و" مزلّطة " ، والشاي في عليبة سجاير شامبيون أقدم منها. ومنى الخير تصدح في وصلة دعائية لحليب ( كاني ):
لبن كاني لذيذ وجديد
لبن كاني للصحة مفيد
لبن كانب يديك العافية...
ثم وصلة دعائية أخرى لصابون صافي الحيّر أوصافي الخ الخ.. فإشراقة الصباح يعده ويقدمه حمدي بولاد.
وكنت ربما أُرسلتُ في بعض تلك الصباحات لكي أحضر الشاي والسكر من أحد الحوانيت المجاورة ، فأعدو إلى الدكان فابتاع السكر والشاي وأحضرهما في قراطيس مخروطية الشكل من ورق صحف أوروبيية ذوات لغات غريبة تتألف من حروف لاتينية بعضها منقوط ، أرجح الآن أنها ربما كانت من لغات بعض بلاد الشمال الأوروبي المعروف بإسكندنافيا. وتكون إذاعة أم درمان تبث في غضون ذلك بعض الفواصل من الأغاني البهيجة المتفائلة أيام كان هنالك اهتمام أكبر بما يسمى بالتنسيق. وكان لإغنيات إبراهيم عوض القدح المعلى من بين تلك الأغنيات الصباحية مثل: " يا صباح يا زاكي العبير " ، و" أحب مكان وطني السودان " من ألحان العبقري برعي محمد دفع الله ، و " يا حنيني توريني " وخصوصاً " لو قلت ليك حياتي بيك " ، التي أغادر البيت وصدى مطلعها يرن في أذنيّ ،وأعود أليه مسرعاً ومعي السكر والشاي أو دقيق الفيني ، وإبراهيم عوض قد وصل في أدائه المطرب إلى: " غريب بلاد وغريب أهل وبلادي في سود المقل " في حوار مع أوتار الكمنجات مداعبة بالأيدي وليس بالأقواس.
أما في أوقات الضحى والظهيرة ، فقد كان يلذ لي سماع أغاني معينة لإبراهيم عوض ، أو بالأحرى أن تلك الأغنيات قد كانت وما زالت مرتبطة عندي بذينك الوقتين من اليوم على وجه التحديد. تلك أغنيات من قبيل: " الذكرى الجميلة " و " أبسمي يا أيامي " و " تشاركي حياتي " و " ولو بعدي بيرضيه " ، و " الدنيا منى وأحلام ". وفي المقابل ، ارتبطت لي العصريات والأصائل بأغنيات مثل: " لو داير تسيبنا " ، و " أبقى ظالم " ، و " المصير " ، و " يا زمن ".
وفي الليل ، وما أدراك ما الليل ، فإنّ سماع أغنية " هيجتني الذكرى " ، كان وما زال يهيِّج فيّ الذكرى وإحساساً غامضاً بالنوستالجيا والحنين لشئ لا أدري ما كنهه. ويأسرني في الليل أيضا الأداء الملتاع لأغنية " ألم الفراق " ، ذلك الأداء الذي أظن أنه هو الذي جعل أخانا إبراهيم الدلاّل الشنقيطي يصف حنجرة إبراهيم عوض في مقال رائع له نشر مؤخراً ، بأنها حنجرة ثكلى ترشح بالمواجيد ، وهو ذات الأداء الذي جعل عازف آلة القانون الأستاذ مصطفى كامل ، ذلك المصري الأصل ، السوداني الوجدان ، يتجاوب بصدق مع إبراهيم عوض وتوسلاته الحزينة وشكواه في هذه الأغنية بعد أن " صعب عليه ".
أما في الأعياد ، فلم يكن يخل أي عيد من طلبات المستمعين للأذاعة ، وخصوصاً تلك الموجهة لبرنامج ما يطلبه المستمعون ، من بث أغنية أو أكثر من أغنيات الراحل المقيم ، كما كانت أغنية " يا عيد تعود يا عيد " ، طبقاً ثابتاً في موائد البرامج الترفيهية بالإذاعة خلال مواسم الأعياد, رحمه الله رحمة واسعة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
في رثاء الفنان الراحل إبراهيم عوض – احترنا كيف نبكيك
للشاعرة فتحية عبد السلام
احترنا كيف نبكيك وانت العديل والزين
وقف الدمع حاير قطع القلب نصين
نص لي عزيز دنياي نص يجمع الاثنين
آهاتنا والأحزان في جوفنا زي سكين
قول للزمن وقف نسأل نشوفو متين
وين ياوسيم الطلعة ما نحن مشتاقين
ساكن احب مكان وطن التراث والدين
مات الفرح بعدك غاب العمر في الحين
ودع جمال دنيانا فارق سنين وسنين
العندليب سافر خلف نواح وأنين
هجر الكنار عشو والناي بكاهو حزين
تبكبك عيون امدر والطابية والنيلين
حي العرب حزنان محبوب سافر وين
يبكي الحضر والريف في الجوف لهيب نارين
نار موقده بفقدك وطبق الوجع وجعين
ونار حارقه في الوجدان ألم الفراق والبين
تبكيك ربوع بلدي يا اخر السمحين
ومين قسا قلبك آه ماكنت ديمه حنين
يابسمة الايام وفرح الزمن الزين
تذكار عزيز بيفوح منك عطر ياسمين
ياغاية الأمال ياسيد الرائعين
شلت الأماني ومشيت بعدك نقبل وين
رحماك بي رحماك تقبل دعاي في الحين
ترعاه من عطفك يا سيد الدارين
في الجنة خير ونعيم ومقامو في عليين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
حوار مع زوجة الراحل إبراهيم عوض
كانت دموعها في عيونها وهي تحدثني من ديوان الاسرة بحي العرب وكنت أحاول أن اخفف حزنها واقول لها ان ابراهيم عوض باقٍ بابداعه واذكرها بالذرية الناجحة التي خلفها زوجها الراحل عوض الابن الأكبر الذي اكمل دراسة الطيران خارج السودان ومازن طبيب الامتياز وهاشم وحسن ومحمد الذين يدرسون الصيدلة ومجتبى الذي يدرس طب الاسنان ورغم مواساتي لها إلا انني كنت اغالب حزناً ودموعاً في داخلي «عاودتني الذكرى»... في هذا المكان ديوان الاسرة الكبير كنت اجلس مع ابراهيم عوض قبل الرحيل.. نفس الصور المعلقة على الجدران والكراسي الخشبية ومكيف الهواء ولكن الذي تغير ان ابراهيم عوض لم يعد موجوداً معنا... وعبر المساحة التالية نبقى مع افادات الاستاذة علوية حامد في حوارنا معها...
? ابراهيم عوض... صورة عن قرب؟
- ابراهيم عوض كان رجلاً بمعنى الكلمة كان نبيلاً وكريماً.. حسن الخلق.. متواضعاً.. كان وفياً لأصدقائه.. ابراهيم عوض طبعه نادر ومن الصور المشرقة مبادراته الانسانية المتعددة ومنها انه كان يبادر بالغناء مجاناً لكل من يطلبه في الغناء في مناسبة خاصة ولا يملك ثمن الحفلة واحياناً كان يتكفل بأجر الفرقة الموسيقية من جيبه الخاص.
? هل كنت تقدمين له بعض الاقتراحات في الأغاني؟
- لم اكن اقدم له أي اقترحات.
? اقصد انك كنت تقفين خلف نجاح ابراهيم عوض؟
- شوف أنا لما تزوجت ابراهيم عوض كان له وضعه في الساحة الفنية واصبح نجماً بارزاً.
? يعني انك بعيدة عن حياته الفنية؟
- من طباع ابراهيم عوض انه كان يفصل بين حياته الفنية وحياته الاسرية.. ولا يناقش عمله الفني في البيت ولا يمنع ذلك ان اقدم بعض آرائي كمستمعة لأغانيه.
? أبناء ابراهيم عوض خارج نطاق الفن؟
- لا مانع لدى ان يتجهوا الى الغناء ولكن بشرط أن يكونوا شخصيتهم الفنية المختلفة وهذه هي كانت وجهة نظر ابراهيم عوض.
? بعض أبنائك جمد الدراسة في الجامعة لعام بسبب الرسوم الدراسية هل هذا صحيح؟
- أرفض الاجابة عن هذا السؤال.
? في الجزء الأول من الحوار وجهت انتقادات لبعض الفنانين والشركات وقلت انهم اعتدوا على حقوق ابراهيم عوض ولكن قانون المصنفات يعطي الحق للشاعر والملحن؟
- قانون المصنفات قانون ظالم واعتقد ان القانون روح وليس نصا فكيف نترك تراث فنان مثل ابراهيم عوض نهباً للشركات ونترك أغنياته ليشوهها صغار الفنانين تحت مرأى المصنفات، ابراهيم عوض لم يكن فناناً عادياً بل هو ظاهرة لن تتكرر والدول التي تقدر الفن تسن قوانين تحفظ حقوق رموزها الفنية كما يحدث في مصر لا أحد يستطيع التعدي على تراث أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ انني من هذا المنبر اناشد رئيس الجمهورية بالتدخل لحماية التراث الغنائي لأحد الرموز الغنائية في السودان الفنان ابراهيم عوض الذي كرمه رئيس الجمهورية بوسام النيلين في حياته والتدخل قد يكون بتعديل قانون المصنفات الظالم.
? معتمد أم درمان كان قد وعد بتسمية أحد الشوارع باسم ابراهيم عوض وتقديم دعم لأسرته هل أوفى بالتزامه؟
- أرفض الاجابة على هذا السؤال!!
? هل مازال اصدقاء ابراهيم عوض يتواصلون مع الأسرة؟
- كثير من أصدقاء ابراهيم عوض يحرصون على التواصل مع الأسرة والسؤال عن أولاده ومن هنا اتقدم لهم بجزيل شكري.
? اقصد من الوسط الفني؟
- للأسف لا أحد من الوسط الفني يسأل عننا باستثناء الشاعر محجوب الحاج والاعلامي عمر الجزلي وكان ابراهيم عوض في حياته يقدم لنا أصدقائه في الوسط الفني بالقول عشرة عمر، ولكن للأسف بعد موته ...... الآن اتضح لي ان الوسط الفني لا وفاء له.
? هل صحيح انك ترفضين أن يبث التلفزيون أغنيات ابراهيم عوض بصوته؟
- ابراهيم عوض أول فنان يغني في التلفزيون عند افتتاحه في الستينات، ومن المفترض أن يكون التلفزيون وفياً له أنا لا أرفض ان يبث التلفزيون أغنيات ابراهيم عوض بصوته بل الذي أرفضه هو اتاحة الفرصة للهواة ليغنون بأغنيات ابراهيم عوض.
? ما هو الشاعر الذي تعتقدين بانه كان صاحب اليد الطولي في تقديم ابراهيم عوض؟
- هو الشاعر عبد الرحمن الريح الذي كان بمنزلة الاستاذ وقد كان ابراهيم عوض في حياته وفياً لأستاذه عبد الرحمن الريح مثلما كان وفياً لكبار الفنانين أمثال أحمد المصطفى... ابراهيم كان يعرف قدر الآخرين ومقامهم.
? كيف كانت علاقته بالفنانين الذين أتوا بعده أمثال وردي؟
- كانت علاقة متميزة وتحديداً علاقته مع وردي وحقيقة فان أسرة ابراهيم عوض تكن احتراما كبيرا للفنان وردي وهو فنان وصاحب تاريخ حافل بالابداع.
سيرة ذاتية
* الاسم: علوية حامد
* الميلاد: أم درمان حي السوق
* القبيلة: الكنوز
* الدراسة: المرحلة الأولية - الراهبات أم درمان - أبوروف المتوسطة - الثانوية القبطية الخرطوم
*الدراسة الجامعية: جامعة القاهرة - فرع الخرطوم
منقول
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الذكرى الجميلة - كلمات الطاهر إبراهيم
الذكرى الجميلة لو تعرف معناها
لادنيا بتزيلها ولا أخره بتمحاها
*********
مادام وعدت . . أوفي بوعدك
ايه المصير . . في الدنيا بعدك
وانا لو بعيوني ابنيه سعدك
*********
جيتك حزين . . أسبابي هي
أطلب مزيد من عطفك لي
والرحمة عندك . . بخلان علي
*********
توب وأستغفر يا إنسان
وخلي في قلبي للحب مكان
وأرجع زي ماكنا زمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
أبو خليل الجميل
بقلم سعد الدين ابراهيم
* لم أجد حتى هذه اللحظة كلمات ارثي بها الفنان العظيم الراحل ابراهيم عوض.. وقد عبرت عني الشاعرة فتحية عبد السلام في مرثيتها (احترنا كيف نبكيك).. فقد احترت فعلاً في كيفية رثاء هذه المؤسسة.. وقد كتبت مراثي كثيرة لكل الاحباء الذين فقدتهم شعراً ونثراً، إلا والدي الذي كلما كتبت كلمات احس بضآلتها، فلم ارثه حتى هذه اللحظة رغم سنوات الغياب الطويلة، ربما لأن صورته لم تفارق مخيلتي ابداً.. فقد كان الرجل اعظم من كل الكلمات.
* يمر بي هذا الشعور ايضاً امام رحيل ابراهيم عوض.. واسمه مطابق لاسم والدي.. ومن ذكرياتي معه.. انني كنت احبه منذ صباي.. وكانت آنذاك حفلات صباحية اسمها (الصبحية) تكون في العاشرة وحتى الخامسة مساءً.. وكان يسمح لنا ارتيادها دون محاذير.. وكنت اتابع حفلات ابراهيم عوض في مناحي ام درمان القريبة.. واذكر انه تميز ببدلته البيضاء وتسريحته المميزة.. وغالباً ما يكون الزحام شديداً ولابد من خسائر في الممتلكات جراء ذلك الزحام.
* وحدث اننا كنا نسكن بجوار احدى اسر (ابو العلا) وقد اقاموا حفلاً مسائياً فيه عدد من الفنانين.. احمد المصطفى، وعبد المنعم حسيب وكان ناشئاً والمنلوجست (بُلبُل) وابراهيم عوض.. وعندما عرف والداي بهذا.. لم يريدا لي حضور الحفل حتى لا اساهر، رغم ان الحفل كان في يوم خميس.. لذلك جعلاني بملابسي الداخلية واغلقا ملابسي في الدولاب واغلقا الحجرة.. ولم انم.. وانا استمع الى احمد المصطفى.. ثم منلوجات بلبل.. ثم عبد المنعم حسيب، إلا إنه عندما اعلن عن وصلة ابراهيم عوض لم اتمالك نفسي ونهضت وخرجت بتلك الملابس ودخلت الحفل.. فأخذ اصحاب الحفل يطردونني، إذ سأحسب على ابناء العائلة، ولم يكن طبعاً مقبولاً ان يحضر طفل بالملابس الداخلية حفلاً.. وكلما طردوني عدت مرة اخرى.. ولاحظ ابراهيم عوض ذلك فبعد نهاية اغنيته جاء الى وسألني لماذا لا تلبس ملابسك فحيكت له.. فذهب معي بكل هيبته الى البيت.. وطرق الباب وجاء والدايّ فزعين. وكانت المفاجأة انه تعرف على والدتي فثمة علاقة نسب تربطهما معاً، وعاتبهما وطلب اعطائي ملابس لارتديها لحضور الحفل وقد كان.
* لا أخفي عليكم أن هذا السيناريو ظل ملازماً لي بتفاصيله الصغيرة والكبيرة، ولم يمح من ذاكرتي.
* عندما عملت في الصحافة كان أول من حاورته وسعيت له الملحن والشاعر الفذ الطاهر ابراهيم، وقد اجريت معه حوارا طويلاً تحت عنوان «الطاهر ابراهيم البلبل الغريد».
* وحقيقة تفتح وعيي في محبتي لابراهيم عندما كان يغني للطاهر ابراهيم من كلماته والحانه.. واحب اغاني ابراهيم لي.. هى اغنيات الطاهر لبساطتها وعمقها في آن واحد.
* وربما حرضت بطريقة او بأخرى على عودة العلاقات بينهما، فغنى له يا ملاذ افكارنا.. ويا حبايب.. وقد كنت حزيناً لذهاب اغنية (اوليني اهتمامك) الى الفنانة عابدة الشيخ لأنها تشبه ابراهيم عوض جداً.
ً* قبل ايام قال (سيد الغُنا) محمد وردي انه عندما جاء سنة 1958م الى الاذاعة، لم يجد أحداً ينافسه سوى ابراهيم عوض ملك الاغنية الخفيفة.. فعمل لذلك بانتاجه اغنيات يا ناسينا وذات الشامة وغيرها.. واعتقد ان ذكاء وردي تمثل في ذلك السقف الذي وضعه لنفسه بابراهيم عوض واغنياته، لأنه اول فنان جماهيري بهذا المستوى.
* احب ان اذكر شيئاً مهماً.. فقد قدم التلفزيون في ذات يوم رحيل الفنان ابراهيم عوض، حلقة توثق له، حلقة توثيقية حقيقية وراءها المعد الشاطر (الشفيع عبد العزيز) وكانت ضربة معلم.. لكن البعض استهجن ذلك، ولا ادري ما سر الاستهجان.. وماذا يضير ذلك، بل ان هذا التوقيت هو الانسب. وقد كانت مشاركة مقدرة من التلفزيون القومي.
* واذكر انه في اليوم الثاني كنا نشارك في ندوة شركة (روان) المجتهدة جدا، عن تجربة الحلنقي. وقد ابدى لي الصديق (هلاوي) حرجه الشديد، واقترح ان نعتذر عن الندوة فقلت له لماذا؟ لقد كان ابراهيم عوض رمزاً للحياة وانطلاقتها.. وقد سمعت انه قبل سويعات من رحيله كان يغني ويبتهج بالحياة: فلماذا نعطل الحياة برحيله واقتنع.. لكني عبر الندوة لاحظت ان الاخ التجاني حاج موسى كان محرجاً، وقد أبدى ما يشبه الاعتذار.. كذلك الاخ حسين خوجلي لم يكن في كامل لياقته الروحية، وقد اشار الى رحيل ابراهيم عوض.. وقد كانت لفتة بارعة من (سيد الغنا) ان ابتدر اول حفل له بعد رحيل ابراهيم عوض بغناء أغنية (حبيبي جنني) تحية لرحيله.
* عموماً تعالوا نترك النواح الذي لا يجدي، ونسعى الى تكريم الفنان المؤسسة (ابراهيم عوض) بالتوثيق له، وقد اعجبني مانشيت «الصحافة» في نعيه بأنه (باقٍ في القلوب).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
لو تعرف يوم في دنيا غيابك !
بقلم كمال طه
خمسون عاماً وهو يملأ أفق الغناء السوداني بالروائع الخالدة، أحب الفن منذ نعومة أظافره، وترك المدرسة الأولية وزهد فيها لأجل الفن، مكتفياً بما ناله في «الخلوة».
في «حي العرب» بأمدرمان كان ميلاده، نشأ في هذه البيئة المترعة بالغناء، رافق العملاق عبد الرحمن الريح فانسابت الألحان عذبة بين يديه، وامتلك القدرة على اختيار الكلمة الصادقة الجميلة، تعلم العزف على آلة العود باكراً وترنم بأغنيات الكاشف «الحبيب وين.. قالوا لي سافر»..
بصوت شجي وألحان براقة بدأ مع رفيق دربه عبد الرحمن الريح الانطلاق في عوالم الفن الرحيب، تعامل مع عدد كبير من الشعراء تقدمهم عبد الرحمن الريح وسيف الدسوقي ومحجوب سراج وابراهيم الرشيد وحسين جقود وعوض أحمد خليفة ومصطفى عبد الرحيم وغيرهم من النجوم الزواهر، وكان هو واسطة العقد بصوته الدافئ..
تعامل مع ملحنين امتلكوا ناصية الموسيقى، منهم ود الحاوي وبرعي محمد دفع الله والطاهر ابراهيم..وكانت له أيضاً قدم راكزة في مجال التلحين «قاصدني ما مخليني، لو قلت ليك، تذكار عزيز» وغيرها من الألحان الوريفة التي تنقل بينها عبر مختلف الايقاعات، كيف وهو ابن امدرمان تلك المدينة التي رسمت ملامح السودان بمختلف قومياته، فجاءت ألحانه على ايقاعات السامبا والتمتم وعشرة بلدي والرومبا.. بالاضافة لإيقاع السيرة..
بهذه المسيرة الدفاقة تمكن مطربنا من القلوب وصار اكسيراً للمحبين، فخلدت أغنياته وازهرت فناً ووعداً وتمني، أغنيات زاهيات المتون، رقيقات الحواشي.. وكذلك حياته كانت مشواراً حافــلاً بالعطـاء، لم تـزده الســنوات إلا أصالة وتعتقاً..
أمس الأول رحل الفنان الذري ابراهيم عوض عن دنيانا، بعد معاناة طويلة مع المرض..نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم محبيه وأهله ومعجبيه الصبر الجميل على فراقه، وسنظل نردد ما أهدانا إليه ابراهيم ذات يوم مهما طال الزمن وتتابعت الأجيال:
ولو تعرف عايش على عطفك كل حياتي من أملاك
وتعرف يوم في دنيا غيابك يساوي سنين في دنيا هناك
يا أعز عزيز..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
تسريحة الفنان الذري إبراهيم عوض
بقلم- انتصار جعفر
موديل للحلاقين.. ومثال الأناقة والقيافة
الفنان الراحل المقيم ابراهيم عوض صاحب مدرسة فنية متفردة امتازت بالجمال والإبداع وما زالت أغنياته خالدة في وجدان المستمع لجزالتها ورصانتها فضلا عن علاقته المفرطة وهندامه الجميل اللافت، وتسريحة الشعر التي ارتبطت باسمه وجعلها المجتمع (موضة) اجتاحت الشارع السوداني في ستينيات وسبعينات القرن الماضي حتى أصبحت لازمته الاجتماعية.
مثال الأناقة والقيافة
الكاتب الصحفي الدكتور عبد اللطيف البوني والذي لا يخفي إعجابه بالفنان الذري إبراهيم عوض قال لـ (الرائد) وهي تسأله عن سرّ (التسريحة) التي أصبحت موضة فى الستينيات إن الفنان إبراهيم عوض بكل المقاييس ظاهرة فنية اجتماعية مخلوطة ببعضها البعض، فهو صاحب حركة التجديد والتحديث فى حركة الغناء السوداني لأنه كان مجددا للألحان، والكلمات، والأداء، حيث امتاز بالحركة المموسقة الرزينة التي تطرب، بالإضافة إلى أنه كان مجددا (في شكله وهندامه) الذي كان يمتاز بالأناقة، والجمال، وتسريحة شعر ميزته عن الجميع فاتخذه الشباب قدوة لهم، بالإضافة للبس الساعة، وفاطر الذهب (سن الذهب) وكثير من الأشياء الحلوة التى امتاز بها إبراهيم عوض، ويقول البوني: في اعتقادي أن إبراهيم عوض يمثل نقطة تحول كبيرة في خارطة الغناء السوداني بداية من ثبات الفنان، وشكله العام والمألوف والحركة الرزينة فهو ملك التطوير والتحديث في كل شيء، ويختتم د. البوني حديثه ضاحكا كما قال صديقي الدكتور عمر محمود خالد (الفنان إبراهيم عوض علّم الناس الأناقة والظرافة).
الدنيا منى وأحلام
بينما يقول الحاج جعفر عبد الله: ثمانون عاماً ولا تزال تسريحة الفنان ابراهيم عوض ظاهرة على شعره الناصع البياض، حيث يؤكد أن الفنان ابراهيم عوض عندما ظهر كصوت جميل وجديد كان الناس تعشق الاستماع إليه، وتردد أغنياته خاصة الأغنيات الخفيفة التي تطرب، وقد شغل المجتمع، فالكل يتحدث عن أغنياته الحلوة من جانب، وعن أناقته وجمال شكله وحسن مظهره من جانب آخر، فهو بحق كان بهي الطلعة وكامل الوسامة، وكنت ومازلت من المداومين على استماع أغنياته، وفى الماضى «زمن الشباب» كنت أسهر لحضور حفلاته فى المسرح وكل مناسبة زواج لدينا فى الأسرة «كان لازم نجيب فيها الفنان ابراهيم عوض» وعندما ظهرت أغنيته (الدنيا منى وأحلام) فى الستينيات كان زوجتي الراحلة الحاجة فاطمة محمد حمد قد أنجبت لى بنت أطلقت عليها اسم «أحلام « على تلك الأغنية الجميلة، وأحلام بنتي حاليا جدة.
وأخذ العم جعفر يدعو للفنان ابراهيم عوض وأن يتغمده المولى عز وجل بالرحمة والمغفرة.
سمة خاصة لرقي الفنانين
أما الحلاّق محمد عثمان الحاج فيصف تسريحة إبراهيم عوض بأنها كانت (موديل) خاص بالذين يترددون عليه، وهناك من يطلبها بالاسم لحلاقة أبنائه، ويشير محمد عثمان إلى أن تسريحة إبراهيم عوض والتي تحولت الى سمة خاصة به تدلل على رقي الفنانين السودانيين فى السابق، واهتمامهم بالشكل والمضمون، داعياً الى استعادة تاريخ هؤلاء الفنانين القدوة حتى ينصلح حالنا الغنائي.
منقول
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
وطني السودان - كلمات سيف الدين الدسوقي
وطني السودان
احب مكان وطني السودان
لان حسانو اعف حسان
وطيرو صوادح وروضو جنان
********
الانسام بالطيب تخشاه
والاقمار حفت بسماه
الازهار تبسم في رباه
فيها رقة وفيها حنان
فيهو النيل النيل الخالد
فيهو الخال والعم والوالد
فيهو تراث من طارف وتالد
والخيرات اشكال والوان
*******
السودان اشراقة جديدة
في افريقيا وبسمة سعيدة
فيهو عروبة وجوها عديدة
من اداب وفنون وبيان
لينا الغد الزاهي المبهر
لي افريقيا ونورا الاخضر
للسودان وشبابو الاسمر
للاحرار في كل مكان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
فنان الزمن الجميل – عبد الله علقم
جاء بزوغ الفنان إبراهيم عوض في النصف الثاني من سنوات الخمسين وكنت في سن صغيرة لكني كنت استمع للغناء واتذوقه ولكن تعصبي الشديد انذاك كان يجعلني لا استمع لغير سيد خليفة رغم وهج نجومية او صرعة إبراهيم عوض واستمر الحال كذلك لعدة سنوات حتي فاجأ سيد خليفة محبيه وكنت واحدا منهم بأغان على شاكلة ( أبوكم مين نميري ) فاقلعت على غير رجعة من الاستماع اليه وانطلقت اكتشف من جديد إبراهيم عوض وغيره من الاصوات التي حجبها عني تعصبي الجاهل واخذت استمع من جديد لعزيز دنياي وليه بتسأل ونفسك ابية وغيرها من روائع الزمن الجميل . أول مرة شاهدت فيها ابراهيم عوض كانت في اواخر الخمسينات حينما جاء لأحياء حفل في دار السينما الوطنية في مدينة القضارف وكان حدثا بارزا استوجب استعدادا وترتيبات أمنية . أو بلغة هذه الايام نفرة امنية كبيرة في المدينة . اكتظت دار السينما بالحاضرين بصورة لم تحدث من قبل وبقى كثيرون خارج السينما لايجيدون سبيلا للدخول . استقبلت الجماهير الفنان عندما صعد الى المسرح بنفس الحماس والترحاب الذي استقبلته به قبل الحفل في موقف البص السريع القادم من الخرطوم ولكن طرأ عطل على المايكرفون الوحيد مع بداية الحفل فافسد على الناس بهجة ليلتهم . مازال مطبوعا في ذاكرتي من وقائع تلك الليلة منظر إبراهيم عوض وهو جالس على الأرض في تواضع شديد وبساطة وهو منهمك مع الفني أو الكهربائي في محاولة يائسة لإصلاح المايكرفون . الأمر الذي أثار إعجاب الناس وتقديرهم لإبراهيم عوض بقدر ما أثار سخطهم على إدارة السينما ومنظمي الحفلة ومالبث ان اتخذ ذلك السخط شكلا اكثر عنفا .
نال إبراهيم عوض من النجومية والأضواء والشهرة في زمن جميل ما لم ينله غيره من الفنانين وكان مثالا يحتذى ليس في الأناقة والمظهر الجميل فحسب ولكن في التعامل الراقي الجميل مع الأخرين . كانت الأضواء هي التي تسعى اليه رغم زهده فيها وعفويته في التعامل معها وكسب الالاف بحسابات تلك الايام ولكنه كالزاهدين ينفق المال بسخاء وطيب خاطر على المحتاجين . ارتبط دائما ببيئته ووسطه الذي نشأ فيه ولم تحجبه عنه الشهرة . . غنى للوطن ( احب مكان وطني السودان ) وغنى للعيد حينما كان الناس يفرحون بالعيد ( يلعيد تعود ياعيد بالخير علينا سعيد ) واشاع الفرح بين الناس , كانت كلمات اغنياته بسيطة راقصة باسمة بالحانه . لم يعرف متاهات التصريحات قط ولم يدخل في صراع او خصومة مع احد في الوسط الفني في يوم من الايام . واتصور رغم اني لم اتشرف بمعرفته او التواصل الشخصي معه أنه لم يحمل غلا في قلبه لاحد وظل دائما نفس ذلك الحداد اوصبي الحداد البسيط الذي يفتخر بمهنته والذي تحول بمرور الزمن من نجم مشهور الى رمز من رموز مدينة امدرمان .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
أخي العزيز / العمدة
تحياتي ،
والله فعلاً تستحق اللقب الذي أطلقه
عليك الأخ العزيز / طارق ميرغني
( ملك التوثيق ) .
هذا جهد خرافي وعمل عظيم وتوثيق
مقدر لواحد من جيل العمالقة ، جيل
رواد الفن الأصيل والكلمة القوية
الرصينة واللحن السماوي الجميل .
ألا رحم الله الفنان الذري إبراهيم عوض
بقدر ما قدم لنا من فن وتطريب راقي
وبقدر ما أسعدنا بدرره الخالدات .
أتمنى أن تسعف ظروف العمل أخونا العزيز
الفنان عزالدين آدم علي .. والشهير
بـ (إبراهيم عوض الصغير) أن يتابع هذا
البوست التوثيقي الرهيب عن فنانه الأول ،
وسوف أرسله له الآن عبر إيميله الخاص
ليتمكن من الاطلاع عليه متى ما توفر له
الوقت .. حيث أعلم أنه مزنوق في عمله
ولا يعود للمنزل إلا متأخراً مما يتعذر
معه حتى مطالعة جريدة ، دعك من مثل هذا
البوست الراقي الدسم .
يعطيك العافية أخي عماد ، وواصل في
الدرب .. فعطاءك فيه جد رائع ومحمود ومشكور .
مودتي ،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: abdulhalim altilib)
|
ولأن الحديث ذو شجون ،
تذكرت الآن فقط حديث
راحلنا المقيم إبراهيم عوض
معنا وكنا متحلقين حوله في
احدى الأمسيات في شاليهات طريق الخرج ، في أخريات التسعينات
من القرن الماضي ، على ما أذكر ، حين جاء للرياض في زيارة وجاء
معه في ذات الوقت الفنان إبراهيم خوجلي .. وبدأ يحكي لنا عن
ذكريات زياراته الخارجية والطرائف والمفارقات التي صادفته فيها.
ومن ضمن حكاياته .. قال أنه كان ضمن أعضاء الوفد الفني
السوداني الذي زار الصين في منتصف السبعينات للمشاركة
في احتفالات الصين بالذكرى السنوية للحزب الشيوعي الصيني
(أيام زعامة ماوتسي تونج وشوان لاي) .
فذكر أن الوفد السوداني كان كلما دخل لمكان الاحتفال ،
وكان بالطبع مكان الاحتفال هو ما يشبه الاستاد الرياضي
كان كل الجمهور الصيني يقف ويهتف ويصفق ويصفر .. فقط
عند دخول الوفد السوداني .. أما بقية الوفود العربية
الأخرى فكانت تدخل بدون أي صيحات أو صفافير من الجماهير
الصينية ؟!! وكان هذا محل إستغراب وإستعجاب كافة أفراد
الوفد الفني السوداني ؟!
وواصل الراحل الفنان إبراهيم عوض الحديث فقال :
سالنا السفير السوداني وقتها عن سر هذا الاعجاب من
الشعب الصيني بالوفد الفني السوداني دون سائر بقية
الوفود .. وسر هذا الاحتفاء الغريب به والواضح من
خلال التصفيق الحار والصفافير المتواصلة ؟؟!!!
فقال لهم السفير أن السبب في ذلك يعود إلى أنكم
تلبسون الزي القومي السوداني (الجلابية والعمة)
وهو ذات الزي الذي يلبسونه لموتاهم قبل دفنهم ؟!!
أي أنهم كانوا يستغربون كيف لهذا الجثث الميتة أن
تتحرك وتمشي وهي ترتدي هذا الزي الذي يجعلونه هم
لموتاهم فقط ؟!!
وبالطبع ، أردف الراحل الذري : متنا من الضحك على
ما ذكره لنا السفير وقتها ؟!
شآبيب الرحمة والمغفرة على فناننا الراحل المقيم
إبراهيم عوض .
مودتي ،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: abdulhalim altilib)
|
حبيبنا ليمو
تحياتي وأشواقي
لينا توولة زي ماقالوا فلاتة
فاتني أن أتقدم لكم بشكري العميق
ولصاحب البوست إمبراطور التوثسق (العمدة)
على هذا البوست التوثيقي ولفنان يعتبر
صاحب النقلة الحقيقية للفن الحديث في السودان
عموماً أنني أتابع البوست بصفة يومية وسوف
لن أبخل بأية معلومة في خاطري
أكرر شكري،،، ومتواصل معكم بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
وأيضاً أغنية (البينا أيه) لم تسجل في الإذاعة.
يالبقيت تهجر تبالغ وتفوت بلدك تسيبا
حتى لو حنيت علينا سيرة ساكت مابتجيبا
دا البينا أيه وحاصل أيه
**********
تغيب عن عيوني، تزيد نيران شجوني
تروح بعيد بدوني تزيد همي وجنوني
لاشوق يجيبك لاتذكر حبيبك
ولا بتتحاشى اللصابني يرجع يوم يصيبك
***************
تعال أفراحي جيبا ياسيد روحي وحبيبا
روحي طال تعذيبا يانسمة وكلك طيبا
******************************
أبكي عليك ياماضي وتهون عليك جروحي
يالمابتفارق خيالي حتى لو فارقت روحي
بس والله مامتذكر شاعرها ألحقني بيهو يا إمبراطور التوثيق
تحياتي ،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إنت الندم مابفيدك ياقلبي مهما تندم
*************
ودموعك الحزانة تتهاوى تملأ دنك
*************
غيرك بيعيش نعيمو ولهيبك إنت مضرم
الجنة ليك وليهم وكيف ترضى بي جهنم
لو هان عليك شبابك أيه ذنبي تبتليني
*************
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الأخ / العمدة
تحياتي مجدداً يا أمبراطور التوثيق
ليس في بحري فقط بل في السودان
يازمن ماتبقى قاسي
أنحنا حققنا المحال
أنحن هدمنا وبنينا
ونسجنا في الخيال
ألف حيلة للقانا
وألف حيلة للوصال
لقيت أخوك كيف بالله؟
(إبراهيم عوض الصغير)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: elfadl abdellatif)
|
رسالة في البريد من الأخ العزيز عبد الرحمن محمد عبد الرحمن
Quote: الأخ عماد،،،
التحية والاحترام وبالغ التقدير على هذا البوست الرفيع...أثار فينا لواعج وأشجان....يقع بيتنا بنفس شارع بيت ناس أبراهيم عوض..
حين كنا (كنا) صغار نلعب بالتراب ولما الواحد تعضيهو نملة ببكي ويحك مكان العضة.
أهلنا فهمونا أنو تشيل شوية تراب وتضعه في مكان العضة وتغني: لو بعدي برضيهو وشقاي بهنيهو أصبر خليهو الأيام بتوريهو (الأيام بتوريهو دي للنملة ...وعندها ستموت النملة في التو)....
تلقانا كلنا قاعدين نغني ونبكي...عرفت ابراهيم عوض (الله يرحمه) كان عايش معانا لياتو درجة.
(طبعاً التفسير هو عدم الحك لمكان العضة مما يسبب irritation ).
المهم على قول تبارك..أنا قلت لازم أقول ليك شـكراً جزيلاً ..مع ملاحظة صغيرة
بعض كلمات الأغاني ليست صحيحة وربما كان مرد ذلك أنك تكتب بعضها من الذاكرة وقد تكون ناتجة من الطباعة..لو قدرت تراجع كلمات الأغاني بدقة..تكون ما قصرت (طبعاً ما دام انت طلعت لهذا الأمر الشاق لازم تتعب شوية وينوبك ثواب)
الشي الثاني لو قدرت تعزز المسألة بصور لحي العرب وبيت ناس إبراهيم عوض عشان يكون البوست متكامل بتكون تميت الناقصة.
اتذكر في يوم رحليه يرحمه الله التلفزيون السوداني قدم حلقة بعنوان (رحيل نغم) والله العظيم كانت ليلة موجعة لكل أمدرمان. لو قدرت تلم فيها بتكون مادة إضافية خصبة للموضوع.
يا سيدي ما أطول عليك...شاكر مرة أخرى وشاكر استجابتك السريعة بإرسال عنوانك.
ودعواتي تبراك وتغطيك
أخوك عبدالرحمن محمد عبدالرحمن |
أخي عبد الرحمن
سلامات
جزيل الشكر لهذه المشاركة القيمة
وساعود للرد عليها بكل تأكيد ..
خالص الود والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
Quote: أخي العزيز / العمدة
تحياتي ،
والله فعلاً تستحق اللقب الذي أطلقه
عليك الأخ العزيز / طارق ميرغني
( ملك التوثيق ) .
هذا جهد خرافي وعمل عظيم وتوثيق
مقدر لواحد من جيل العمالقة ، جيل
رواد الفن الأصيل والكلمة القوية
الرصينة واللحن السماوي الجميل .
ألا رحم الله الفنان الذري إبراهيم عوض
بقدر ما قدم لنا من فن وتطريب راقي
وبقدر ما أسعدنا بدرره الخالدات .
أتمنى أن تسعف ظروف العمل أخونا العزيز
الفنان عزالدين آدم علي .. والشهير
بـ (إبراهيم عوض الصغير) أن يتابع هذا
البوست التوثيقي الرهيب عن فنانه الأول ،
وسوف أرسله له الآن عبر إيميله الخاص
ليتمكن من الاطلاع عليه متى ما توفر له
الوقت .. حيث أعلم أنه مزنوق في عمله
ولا يعود للمنزل إلا متأخراً مما يتعذر
معه حتى مطالعة جريدة ، دعك من مثل هذا
البوست الراقي الدسم .
يعطيك العافية أخي عماد ، وواصل في
الدرب .. فعطاءك فيه جد رائع ومحمود ومشكور .
مودتي ،
( ليمو ) |
أخي العزيز عبد الحليم ( ليمو )
سلام
شكرا لك على هذه المداخلة الرصينة
وحقيقة اخجلت تواضعنا بكلمات المدح والثناء
الفنان الراحل إبراهيم عوض كان صاحب بصمة
في تاريخ الفن السوداني من خلال درره
الخالدة في أذهاننا ومهما تحدثنا عنه
لانستطيع ان نوفيه حقه , اللهم اكرمه بالفردوس
الأعلى من الجنة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
Quote: ولأن الحديث ذو شجون ،
تذكرت الآن فقط حديث
راحلنا المقيم إبراهيم عوض
معنا وكنا متحلقين حوله في
احدى الأمسيات في شاليهات طريق الخرج ، في أخريات التسعينات
من القرن الماضي ، على ما أذكر ، حين جاء للرياض في زيارة وجاء
معه في ذات الوقت الفنان إبراهيم خوجلي .. وبدأ يحكي لنا عن
ذكريات زياراته الخارجية والطرائف والمفارقات التي صادفته فيها.
ومن ضمن حكاياته .. قال أنه كان ضمن أعضاء الوفد الفني
السوداني الذي زار الصين في منتصف السبعينات للمشاركة
في احتفالات الصين بالذكرى السنوية للحزب الشيوعي الصيني
(أيام زعامة ماوتسي تونج وشوان لاي) .
فذكر أن الوفد السوداني كان كلما دخل لمكان الاحتفال ،
وكان بالطبع مكان الاحتفال هو ما يشبه الاستاد الرياضي
كان كل الجمهور الصيني يقف ويهتف ويصفق ويصفر .. فقط
عند دخول الوفد السوداني .. أما بقية الوفود العربية
الأخرى فكانت تدخل بدون أي صيحات أو صفافير من الجماهير
الصينية ؟!! وكان هذا محل إستغراب وإستعجاب كافة أفراد
الوفد الفني السوداني ؟!
وواصل الراحل الفنان إبراهيم عوض الحديث فقال :
سالنا السفير السوداني وقتها عن سر هذا الاعجاب من
الشعب الصيني بالوفد الفني السوداني دون سائر بقية
الوفود .. وسر هذا الاحتفاء الغريب به والواضح من
خلال التصفيق الحار والصفافير المتواصلة ؟؟!!!
فقال لهم السفير أن السبب في ذلك يعود إلى أنكم
تلبسون الزي القومي السوداني (الجلابية والعمة)
وهو ذات الزي الذي يلبسونه لموتاهم قبل دفنهم ؟!!
أي أنهم كانوا يستغربون كيف لهذا الجثث الميتة أن
تتحرك وتمشي وهي ترتدي هذا الزي الذي يجعلونه هم
لموتاهم فقط ؟!!
وبالطبع ، أردف الراحل الذري : متنا من الضحك على
ما ذكره لنا السفير وقتها ؟!
شآبيب الرحمة والمغفرة على فناننا الراحل المقيم
إبراهيم عوض .
مودتي ،
( ليمو ) |
أخي العزيز عبد الحليم ( ليمو )
مداخلة ايضا رصينة وأنيقة كسابقتها
ومع حديثك العذب انداحت ذكرياتك الجميلة
والتي شكلت إضافة نوعية للبوست من خلال إبراز
جوانب للراحل إبراهيم عوض لم نتعرض لها في هذا
البوست .. شكرآ لك مرة أخرى لهذا المرور الزاهي
كامل الود والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
Quote: وزير التوثق أخي عماد
يا سلام عليك يا عمدة على هذا الجهد الكبير الذي تبذله من اجل التوثيق لمبدعي بلادي..
متابعين هذا الابداع التوثيقي.. |
أخي العزيز الحاج حمد الحاج
سلمت وشكرآ للإطراء
والمدح وأتمنى أن
حسن ظنك دوما ..
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عوض ( الذري ) - بقلم عبد المنعم عقارب
حنجرة ما شاخت لاكثر من نصف قرن وأجمل صدحه ( أبسمي ايامي ) عندما انسابت عبر الاثير عام 1953 م . . كان ترياقا علمنا كيف نستكشف الجمال بين اشيائنا ( الدنيا منى واحلام ) وغيرها من درر تفوق السبعين تحتفظ بها مكتبة الاذاعة مثلما هي مسجلة ومحفورة في وجدان كل الشعب السوداني .
## إبراهيم عوض ( التسريحة )
## إبراهيم عوض ( سن الذهب . . البسامة )
## إبراهيم عوض ( الفينوكا . . والمظهر الأنيق )
عام 1968 م ونحن في الابتدائية قام أستاذ العربي بتحفيظنا محفوظة ( قبل طلوع الفجر يصيح ديكي بدري ) كانت المحفوظة على لحن ( الدنيا منى واحلام ) فكان التعلق الفطري بهذا الفنان وفنه . . وعندما كبرت أشجاننا وتداعياتنا الإنسانية وانفعالاتنا العاطفية كانت كل اتكاءاتنا في غنائه الدسم الذي نعالج به أمورنا بكل دفء وحميمية ( عزيز دنيانا ) , ( ليه بتسأل ) , ( هيجتني الذكرى ) , ( ياخائن ) ,( بيتنا نور ) , وكنوز فنية أخرى رائعة تدغدغ احساسنا . . إبراهيم عوض بفنه قد وحد وجدان الناس . . واجتمع الكل على دوحاته الفنية فما أغنية أهزوجة ( ذرية ) الا وخاطبت فينا اشيائنا الخفية والخاصة وكانما تربت على اكتافنا وصادقتنا كانت تؤازرنا وتواسينا بان ( الدنيا حلوة ) معي الى جانب روائع راسخة في الذاكرة لإبراهيم عوض ألبومات ( عزيز دنياي ) , ( ليه بتسأل ) فمحتويات هذه الأشرطة ( بندول ) نريح به اعصابنا ونهدهد به أجفاننا . . ( هوى الروح ) كلمات والحان جميلة وموسيقى معتقة لتسجيلات قديمة تبعث فيها ( ألة القانون ) جمالا أضافيا يجعلنا نستانس لهذا الفن الجميل الحقيقي .
إبراهيم عوض أكبر من ان تحكي عنه هذه المساحة القليلة . . لكنها حروف لبعض الوفاء الذي يكنه له كل انسان لهذا الفنان الانسان .
رحلت يا إبراهيم وافتقدناك ايها الرمز الفني الجميل المعتق ولكن يبقى صدى حنجرتك يواصل معنا رحلة الحياة يغرس فينا بفنه قيم التسامح والأماني والجمال والعتاب الرقيق وكل مايعنينا على مسايرة هذه الحياة المتقلبة الأحوال الفانية ,, ولكن بالأماني ومعاني أغنياتك نصنع زماننا الجميل النبيل .
فلتنم ( ياعزيز دنياي ) قرير العين مرتاح البال بعد ان سلمتنا مفتاح الصبر والجمال وعليه ديباجه مكتوب عليها ( الدنيا منى واحلام ) . . ألف رحمة عليك وجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة ولنا الصبر والقدرة على تحمل الفقد باذكريات التي تهيجنا . . لك الرحمة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عوض ورحيل جمال دنيانا – عبد المنعم مختار
الفنان إبراهيم عوض قنديل الضوء الأخضر الذي سار خلفه حتى الكبار أمثال وردي . . ظل يغذي الأغنية السودانية بالدرر والروائع وجواهر الأغنيات . . كيمائيا أغنياته مثل الذرة لاتفنى ولاتستحدث من عدم . . وفيزياء صوته يصل حد المرونة . . وتاريخيا ظل يسهم في مسيرة الأغنية السودانية .
بدأ بعبد الرحمن الريح ( هيجتني الذكرى ) حتى وصل إلى سيف الدين الدسوقي وبرحيله رحلت جمال دنيانا وتذكار عزيز ومين قساك وأنفاس الزهر . . رحلت مع الطيف ولكن بقيت خالدة في الوجدان تسمح بمرور حبات الرمل وقطرات الندى في زمن التغول والكساد . إبراهيم عوض ظل انيقا مرتبا مزج الفنان بالجمال والأناقة واربتط مع الناس بهذا التميز .
اسموه الفنان الذري فكانت أغنياته اكبر من الكيان والجزئيات . . لا اسبغ الكلمات بلون الحداد ولا احشد المعاني لتواكب التوابيت وانما ومضة استشفها من فنان غاص في الأعماق وادرك كنه الفن والإبداع والأن أثر الرحيل ( وبقايا ماقي الإبداع تفيض وعدا واخضرارا ) ومن يحبه الله يعجل إليه بالرحيل فقد احببناه وهو يصدح واحببناه وهو يبكي واحببناه وهو يصارع . . وتعاظم الحب حينما نوى الرحيل .
وعندما يرتبط الوجدان بالذكرى ويأخذ القدر بتلابيب النداء لابد أن يكون ( المصير ) وعلى عتبات الوداع يرسل الحزن شارات الوفاء . . الا رحم الله الفقيد إبراهيم عوض بقدر ما اعطى لهذا الشعب من احساس بالحياة والجمال .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
فنان سبق عصره – د. محمد المهدي بشرى
ربما يكون من المبالغة أن نقول عن هذا الشخص او ذاك قد سبق عصره لان من البداهة بمكان أن كل إنسان هو ابن عصره وابن الظروف والبيئة التي ينشأ فيها . لكن نقولها مجازا لان الكثير من المبدعين في سوداننا هذا قد سبقوا عصرهم . نذكر منهم على سبيل المثال : معاوية محمد نور وملكة الدار محمد والتجاني يوسف بشير وبالطبع من الفنانين والمبدعين خليل فرح كرومة وابراهيم عوض .
هؤلا جميعا تفتقت مواهبهم ونضجت عبقرياتهم في ظروف لاتشجع على الإبداع بقدر ماتقتل روح الخلق والابتكار . فملكة الدار محمد مثلا ماكان المجتمع ليسمح لامراة أن تعلن رايها في الواقع الاجتماعي في ظروف أربعينات القرن الماضي . دع عنك الإفصاح عن مشاعرها كأنثى وكإنسان يحمل عواطفا واحساسا . وقد صورت مأساتها هذه كاروع تصوير في رائعتها الروائية ( الفراغ العريض ) . .
اما الفنان الذري إبراهيم عوض فهو بحق عبقرية صهرت في غير أوانها ولم تجد الببيئة التي تعمل على تنميتها واستثمارها فنيا واقتصاديا . فإبراهيم عوض يحمل كل مقومات الفنان الشامل من إحساس نادر وأذن موسيقية وشاعرية تعرف كيف تنتقى الكلمة العذبة مع رشاقة في الجسم وعذوبة في الصوت لاتدانيها عذوبة ولابد ان الراحل كان يحلم ان يسير على خطى فناني الاستعراض الذين كان يراهم في الافلام الامريكية من شاكلة فرانك سيناترا والفيس بريسلي ودن مارتن وسامي ديفس وغيرهم .
لكن سوء حظه عانده فلم يحقق ماكان يطمح اليه ولابد ان الراحل كان يحلم بغناء يصاحبه الرقص والحركة . لكن لم يكن السودان على استعداد لمثل هذه الاحلام المستحيلة ولم يبق امام إبراهيم عوض سوى استثمار موهيته في الغناء وبقيت له كذلك اناقته وتسريحته التي يضرب بها المثل . اضافة الى اهتمام بشكل الفنان في محاولة لتأكيد احترامه للغناء والطرب .
من أسف لم تكن في السودان شركات إنتاج بوسعها الوقوف خلف موهبة الفنان الشامل الذي يجيد صنوف الغناء خاصة الخفيف منه الذي تصاحبه الرقصة .ولم يكن هناك المسرح الذي يستطيع ان يستوعب هذه الموهبة مع غياب المخرج الذي يقف خلف هذا المبدع العبقري .
ولو ظهر ابراهيم عوض في بلد غير السودان في مصر مثلا او في لبنان لكان اليوم واحدا من أعظم فناني الاستعراض ولملاتافلامه ومسرحياته الاستعراضية الدنيا . . لكن عزاؤنا في ماترك ابراهيم عوض من غناء سيخلده الزمان ولن تنتهي المتعة التي يحسها المستمع وهو يرهف أذنيه لأغنيات هذا الفنان العبقري . . وكيف ينسى المرء ( عزيز دنياي ) و ( ياخائن ) و ( حبيبي جنني ) و ( أبسمي ايامي ) ؟؟
الا رحم الله ابراهيم عوض الذي اضاف لونا خاصا على لوحة الغناء السوداني وترك بصماته مع الراحلين مثل خليل فرح وكرومة وعائشة الفلاتية وإبراهيم الكاشف .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عوض عزيز دنياي
بقلم محمد صالح اورتشي
ولقد تميز عطاء الفنان ابراهيم عوض بالنهضة الفنية في مطلع الخمسينيات من بعد ظهور ابراهيم الكاشف وعبد الحميد يوسف وعبد العزيز محمد داؤود واحمد المصطفى وسيد خليفة وعثمان حسين والتاج مصطفى ورمضان حسن وعبد الدافع عثمان ومحجوب عثمان وابراهيم ادريس وغيرهم، وتزامن ظهور ابراهيم عوض مع ظهور الفنان عبد الكريم الكابلي.
وبما ان الفن الحديث بريادة عبد الحميد يوسف وابراهيم الكاشف كان نقلة من فن الحقيبة لافاق ابداعية موسيقية وشعرية وفي الاداء، فان ابراهيم عوض يعتبر رمزا وركنا من اركان المدرسة الجديدة.
ولا شك ان عبد الرحمن الريح كشاعر وملحن ومبدع اسهم اسهامات كبيرة في مسيرة ابراهيم عوض وظهرت بصمات عبد الرحمن الريح على ابراهيم عوض كما ظهرت على غيره من فناني تلك الحقبة من تاريخ الطرب في السودان.
ان عظماء السودان وابراهيم عوض يستحقون التوثيق في دار الوثائق المركزية الكترونيا وتنوير الشباب عنهم عبر المناهج الدراسية مع استمرار الندوات التي تقيمها المراكز الفكرية والادبية كمركز عبد الكريم ميرغني ومركز الخرطوم جنوب ومركز البرير ومركز راشد دياب وجامعة الاحفاد وغيرها من المراكز داخل وخارج السودان.
وهنا نذكر في احدى السهرات التي كان يقدمها الاعلامي المعروف عطية الفكي في برنامج (صفحات من حياة فنان) في شهر رمضان ثلاثون حلقة والتي استضاف فيها الفنان ابراهيم عوض قبل وفاته باشهر قليلة، حين سأله عطية الفكي بأن يقدم ابراهيم عوض بعض الاغاني القديمة التي تغنى بها في بداية مشواره الفني، وقبل ان يترنم الفنان ابراهيم بهذه الاغاني قال (رجعتني للخمسينيات) وعندما تغنى ابراهيم بتلك الاغاني سبحان الله وتأكيدا لهذه العبارة ترجعك الذاكرة لبداية حياته الفنية في الصوت والاداء بالرغم من تقدم عمره.
وفي نفس الحلقة افاد الفنان ابراهيم عوض عن مناسبة اغنية (الم الفراق) التي ذكر ان مناسبتها وفاة امه وكان ذ لك بعد خمسين عاما من الوفاة علما بأن شاعرها هو عبد الرحمن الريح.
الا رحم الله الفقيد وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجعل البركة في ذريته واولاده ومعجبيه داخل وخارج السودان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
(تذكار عزيز)
جيت ازوركم احمل الاشواق هدايا والمناديل والكتابات والاغاني
شقة إبراهيم عوض موروثة لكل أبنائه.. وهذه قصة ارتدائه الساعة باليمين!!
غنى لمايو.. دعم القوات المسلحة.. ترنم للجنوب في 56 مركزاً.. ولم توجد حكومة قابلت هذا بالحسنى!!
أبونا مضياف وود بلد يرفض العنصرية والجهوية..
الفنان الذري إبراهيم عوض أثرى وجدان هذا الشعب السوداني بكل ماهو جميل.. امتدت مسيرته من الخمسينيات وحتى العام السادس في الألفية الثانية.. وطوال هذه السنين لم يكل أو يمل رغم وعورة الطريق في أحايين كثيرة.. «مراسي فنية» في إطار التذكير بعمالقة في خارطة الفن السوداني سجلت زيارة إلى أُسرة الراحل لتفقد أحوالهم وللحديث عن بعض ذكريات إبراهيم عوض.. وفي حي المسالمة حيث البساطة والتآلف الروحي بين الجيران نزلنا عليهم ضيوفاً لم نكن نعرف أين يسكن ولكن هو علم على رأسه نار، فحتى الأطفال الذين كانوا يلعبون «فلفلت» حول العمود تباروا إلى أن يقودونا إلى هناك وهم فرحين.. قابلنا «هاشم» ابن الراحل بكل بشاشة وفرح.. اتحفونا بكرمهم الفياض بالرغم من أنهم «اخوة» دون «أخت» في البيت.. بدأنا الحوار في صالون الراحل الذي تزين بذكرياته من صور نادرة وأوسمة.. التفوا حولي بكل حب أخوي.. شباب في مقتبل العمر تجري في دمائهم روح التكاتف والتعاضد.. يتميّزون بوعي ورجاحة عقل لم أتخيلها.. يدرسون جيمعاً كليات طبية في مراحل مختلفة.. حكينا الذكريات وخرجنا بالآتي..
(1)
..البداية
.في البداية وددنا أن نتعرف على أُسرته المكونة من أبنائه الستة ويكبرهم عوض المقرّب إلى ابيه والملازم له في حياته، فقد بدأ دراسة الطيران في باكستان وحدثت له مشكلة مشهورة فقد اتهموه هناك ضمن ستة من الطلبة السودانيين بإنضمامهم إلى تنظيم القاعدة، فرفض والده «إبراهيم عوض» ـ رحمه الله ـ أن يرجع إلى هناك مرة أخرى.. وبعد وفاته سافر إلى الفلبين لتكملة الدراسة.. أما «مازن» فيدرس الطب في السنة الأخيرة جامعة أعالي النيل.. والتوأم هاشم وحسن أطلق عليهما هذين الاسمين لعقيدته «إبراهيم عوض» في الختمية والسمانية ويدرسان صيدلة في جامعتي الرباط والخرطوم الطبية. ومازن يدرس طب الأسنان.. أما آخر العنقود محمد في ثالثة صيدلة.
.هكذا حدثنا «هاشم» عن اخوته والذين كانوا حضوراً ما عدا عوض.
(2)
..أمنية «إبراهيم عوض»
.طوال حياته كان يتمنى أن تكون له بنت ويطلق عليها اسم «مريم» تميناً بالعذراء، فقد كان يتميز بجانب روحاني لا يعرفه الكثيرون عنه.. ومشهود له بقراءة بعض الأوراد يومياً.. وقد أدى فريضة الحج مرة واحدة في عمره ولكنه قام بأداء العمرة كثيراً، كذلك تربطه علاقات صداقة مع الشيخ البرعي ـ رحمه الله ـ والشيخ حسن غريب الله والشيخ الياقوت.
(3)
..معرفة التاريخ
.رغم صغر سن أبنائه ولكنهم يقولون إنهم يعرفون تاريخ أبيهم جيداً منذ دخوله الإذاعة في العام 1953م إلى وفاته في 2006م فقد كان يعاملهم كأصدقائه ويحكي لهم عن كل شيء وبحكم القرب منه كانوا يدركون كل تفاصيل حياته اليومية، ولأنهم عندما كانوا أطفالاً كان يستدعيهم للجلوس معه إذا كان بصحبته أي ضيوف ويلزمهم بالصمت والهدوء.
(4)
..شقة إبراهيم عوض واستايل خاص
.يروي أبناؤه أنه كان يمثّل نموذجاً خاصاً للشباب فقد ظهر بـ«استايل» معيّن في الغناء وبتسريحة أطلقوا عليها «شقة إبراهيم عوض» فهي موروثة لكل منهم بل إن الكثيرين من الجنوبيين يقلدونها وهناك شخصية مشهورة في المجلس التشريعي «بتسرحها».
ويواصلون: أبونا لم يغنِ في حياته من غير أن يلبس البدلة والكرفته، والبدل موجودة وتم عرضها من قبل في جامعة الأحفاد وكل الأوسمة والهدايا التذكارية نحتفظ بها.
أما عن قصة لبس الساعة باليمين فيحكي مازن:
أبوي لما كان يرتديها في الشمال تسبب له حساسية وعلى حسب استخدامنا لليد اليمنى باستمرار فقد أضحت في يمينه وكلنا الآن نحذو حذوه .
(5)
..تدهور الغناء السوداني
.تجاذبت وأولاد إبراهيم عوض أطراف الحديث عن غناء أبيهم ومازحتهم «قالوا شرسين» في حق أبوكم وما بتخلوا زول يغني غناهو.. فأكدوا لي وبالإجماع نحن لم نمنع أحداً ولكننا بكل أدب وإحترام اختلفنا مع صلاح بن البادية عندما أصدر «ألم الفراق» بعد وفاة والدنا بشهور ولم يستأذننا وجميعهم «مجترات» يقول مازن كما كان يطلق عليهم أبي ويقصد «مقلداتية» ولو استمر وردي في تقليد إبراهيم عوض لما أصبح وردي الفنان الأول في السودان. أبونا دخل الإذاعة بثلاث أغنيات ملك له.. ونعتبر بهذا التقليد أن الفن السوداني توقف هنا ويرجع للوراء ولن يتطور أبداً.
(6)
..نجاح إبراهيم عوض
.ويسترسل أبناؤه في القصة: أبونا نجح لأنه أدخل الجيتار والبيز والأكورديون على الفرقة الموسيقية، وأدخل «الكسرة» والأغنية الخفيفة.. نجح أبي بدخوله إلى قلوب الناس فعند السيول والأمطار كان يغني لبناء مدرسة.. وقد غنى للجنوب في «56» مركزاً فعرّف الجنوبيين بالشمال.. وغنى لمايو بطريقة أستثنائية رغم أنه لم يكن مايوياً.. وزار كل مدن السودان ورفع علم هذا البلد في الصين وتغنى بالزي القومي هناك عندما لم تكن هناك سفارة لها بالسودان.
(7)
..الأوسمة والتكريم
.أخذ أكبر وسامين «للفنون والآداب» في البلاد وذلك في عهد الرئيسين النميري والبشير، وتم تكريمه من جهات عديدة ومختلفة وكلها كانت أوسمة تشريفية.
(8)
..هجوم وغضب
.غضب أبناؤه عندما سألتهم عن تواصل الدولة معهم وقالوا: أبونا قدّم للسودان كالابن البار فقد دعم القوات المسلحة بالغناء وثمن على هذا الحديث العميد معاش سليمان محمد سليمان لكن لا توجد حكومة سودانية إلى الآن قابلت هذا العطاء بالحُسنى.. والدولة عندنا لا تهتم بالمبدعين الذين لا يجدون أبسط مميزاتهم.. فمثل إبراهيم عوض، عثمان حسين، محمد وردي، كابلي وود اللمين «ثروة قومية» يحتاجون إلى التكريم الأدبي والمادي في حياتهم قبل مماتهم ولكننا نكرّم الأموات.. والمبدع لا يجد الإهتمام أو الضمان الصحي والإجتماعي.. والوزارات المصنوعة لأهداف أخرى بعيدة عن خدمات المبدع.
(9)
..متاجرة ووعود تجميلية
.يصر هاشم إبراهيم عوض على أن أي مسؤول يقف أمام المايكرفون يتجمّل ويطلق الوعود التجميلية الكاذبة والتي لا يتحقق منها أي شيء ولا نتوقع ذلك.. ففي كل مرة «نحن حانبني بيت إبراهيم عوض».. «نحن متكفلين بي تعليم أولاده».. ونؤكد لهم نحن لا نحتاج إلى أحد منهم رجاءً لا تتجملوا ولا تكذبوا باسم والدنا.
(10)
..إبراهيم عوض مدرسة
.عادوا بالحديث إلى نقطة أنهم يمنعون كل مَنْ يحاول التغني بأعمال والدهم ويقولون: نحن نريد أن نقول للناس إبراهيم عوض مدرسة متفردة ولم يقلد أحداً من الكبار وندعو الشباب للإبداع بأعمالهم الخاصة ونتمنى من الجيل الحالي أن يضع بصمة تظل باقية للجيل القادم.. وعندما رفض والدنا لأي إنسان ترديد أغنياته ليس من باب الأنانية ولكن لأنه كان يريد أن يوصل رؤية فنية وفكرة ورسالة ويريد أن يغرس في الشباب الإهتمام بالذات، وبذلك كان يرمي إلى أن يتذوّق الناس نكهة السودان المختلفة بتعدد المدارس الفنية.
(11)
..طي النسيان
.باغتهم بملاحظة: ولكن منعكم لترديد أغنيات والدكم قد يجعلها في طي النسيان.. فأكدوا لي أن للذكرى الآن مؤسسات توثّق لها وأعماله موجودة في الأسواق الآن، والفنانون الصغار لم يأتوا بجديد يذكر حتى يتم نسيان أعمال العمالقة.
(12)
..جوانب إنسانية
.مدح الأبناء آباءهم وأكدوا أن كل ابن بأبيه معجب «أنظروا لإبراهيم عوض من زاوية أخرى إنسانية» هكذا رددوا، والدنا مضياف وود بلد وإنسان بمعنى الكلمة، فهو زول سوداني ومثل أعلى للخلق الكريم والطيبة.. يرفض العنصرية والجهوية، يتعامل مع الخفير والوزير بمحبة عادلة، تربطه علاقات في الحي بعدد من الأقباط والجنوبيين.. ولذلك أي سوداني يحب إبراهيم عوض.
ويقول مازن: رغم أنني اتولدت في نهاية السبعينيات ولم أعش بوعي معه لسنين طويلة إلاّ أنه «كلمة احتواها معنى الإنسان».
(13)
..ثنائياته الغنائية
.كانت الثنائية الأبرز مع عبدالرحمن الريح الذي يتعامل معه أبي كالتلميذ والأستاذ.. هكذا قال هاشم.. فعندما سمع الريح صوت أبي وجد ضالته فيه ولولاه لما كان إبراهيم عوض، كذلك ربطته ثنائية مع الطاهر إبراهيم وثلاثية مع الملحن عبداللطيف خضر وإبراهيم الرشيد.. أما سيف الدين الدسوقي ربطبتنا به «الجيرة وكان تعاوناً مثمراً بينهما»
(14)
..تواصل مع الفنانين
.يشكرون اولئك العمالقة.. وردي، كابلي، المرحوم عثمان حسين لتواصلهم الدائم معهم.. ويذكرون أن والدهم لم يكن ينادي عثمان حسين إلاّ «يا أستاذ» أو «يا فراش» فقد كان يزورهم في المنزل بإستمرار رغم تقدم سنه.
(15)
..أغنيات محببة لإبراهيم عوض
.كان يحب أغاني الكاشف وأحمد المصطفى ووردي والتاج مصطفى وحسن عطية.. ويذكر حسن أنه لم يشاهد والده يحمل عوداً أو جيتاراً ولم يدندن بي «تذكار عزيز» المحببة إليه.. أو «هيجتني الذكرى» أو «المصير».
وعلى ذكر المصير فقد أداها أعضاء فرقة عقد الجلاد بطريقة تأبينية محترمة وهم يحملون صورة أبي، وكانت المرة الأولى والأخيرة منهم .. هؤلاء الشباب الذين يحملون فكرة فنية ناضجة
(16)
..مناشدة
.ناشد أبناؤه الأستاذ عبدالباسط سبدرات وزير العدل وبإعتباره فناناً ومذواقاً بحماية تراث أبيهم وجميع أعماله من الإنتهاك.. وهاجموا مسألة «الحق المجاور» المكفول للشاعر والملحن بالسماح بالتغني بكلماتهم ويعتبرون أن «المؤدي» حق أصيل
(17)
..زوجة الراحل
.عندما قمت بالزيارة لم أجد الوالدة علوية حامد ـ زوجة إبراهيم عوض ـ لأنها كانت في واجب عزاء وأكد لي أبناؤها لو أنها كانت موجودة لحكت ذكريات علاقاتها بأبيهم والذي ربطته بها صلة قرابة.. وقالوا لي «بس ما كانت حاتتصور لأنها لا تحب الصور».. وعدتهم بالمجيء إليها خصيصاً لتحكي لنا الذكريات في مرة قادمة.
(18)
..الختام
.كانت زيارة جميلة وموفقة إلى أسرة الراحل الفنان الذري إبراهيم عوض للحديث عن بعض ذكرياته ولتفقد أبناءه فكانت هذه الحصيلة التي جاءت على لسانهم رويناها لكم دون زيارة أو نقصان.
منقول من صحيفة الوطن . .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
حفل إبراهيم عوض بالمسلمية عام 1960 م مازالت تسير به الركبان
بقلم حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن
جاء المرحوم إبراهيم عوض للمسلمية في العام 1960 م لاحياء حفل زواج النابغة الاستاذ بخيت عثمان عبقري تدريس مادة الرياضيات بالثانويات سابقا وبالجامعات الأن . نزل بمحطة السكة حديد التي تبعد عن عن البلدة عدة اميال وكانت الليلة السابقة شهدت امطارا غزيزة مازال اهل المسلمية يسمونه بالطوفان .
حاملا عوده بيده ومشمرا عن ساقيه خاض الفنان الذري الاوحال على طول الطريق من المحطة الى منزل الزواج في زمن لايقل ساعتين ان لم يزد . وكان حفلا مازالت تسير به الركبان سهرت فيه المسلمية حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي ومعها كل القرى المجاورة رغم السيول التي كانت تسد الدروب .
أن الفنان السوداني في الستينيات لم يكن رهين العاصمة بل كان يجوب الريف والقرى النائية يرفه عن المواطنين ويدخل البهجة والسرور في قلوبهم . . وكانت هنالك السينما المتجولة التي تعرض أغاني احمد المصطفى وحسن عطية وغيرهم فما كانت هنالك حاجة لاهل الريف في أن ياتيهم في مكانهم حتى الفن والترفيه .
ورغم ان إبراهيم عوض احدث انقلابا في الغناء السوداني ورغم انه من مؤسسي اتحاد الفنانين ورغم انه استاذ لوردي وعبد القادر سالم . . فقد قال عبد القادر سالم سكرتير اتحاد الفنانين في مداخلة له مع برنامج المنوعات بالتلفزيون يوم الثلاثاء 23/5/2006 م يوم وفاة إبراهيم عوض ان اتحاد الفنانين سمع بذهاب إبراهيم عوض للأردن بعد 3 أيام . . ولاتعليق .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
متين ياروحي نتلاقى - كلمات الطاهر إبراهيم
متين ياروحي نتلاقى فراقك ناره حراقه
*********
أشوفك دائما أتمنى معاك ياروحي وأتهنى
تعال لاتتأنى اقلب النار علي جنه
*********
تعال يالمسكنك قلبي تعال أهديك دليل حبي
حرام هاجرني ما ذنبي لحاظ عينينك حرق قلبي
********
قلبيبي الشاكي يتظلم في نار هجره يتألم
أه بي حاله لو تعلم ياريت في حبه ما أتكلم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
عهود - كلمات الطاهر إبراهيم
اعاهدك واحلف احفظ عهدك
ابدا" مابحب تانى من بعدك
******
اعاهدك بالحب وارعى عهودى
اعاتبك بالدمعة الفى خدودى
اصلك لابتحس ولاحتى بتشعر بوجودى
******
اظهر اخلاصك كلمنى
قالو ايه الناس قالو ليك عنى
أنا لو كل الناس بقو عزالى
قول الناس مابى إثر فينى
******
أسهر فى غيابك كتير
واحمل همى وهموم الغير
تجهل حبى وأنا حبى ليك أول وأخير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
ليه تظلمني - كلمات الطاهر إبراهيم
ليه تظلمني ليه تظلمني
في هواك انا ليه بتلومني
********
ليه تظلمني تزيد الامي
ياتاج العفة يا نور احلامي
أقضي معاك يا جميل أيامي
كيف تنساها وتنسى غرامي
*******
ليه تظلمني وانا بتمنى
قلبك قاسي علي ما حــــن
أودع شجني واعيش في جنه
عليها بلابل الروض تتغنى
********
ليه تظلمني وانت حبيبي
أشعلت النار زدت لهيب
في الالام انت طبيبي
وقي الأحلام أنت حبيبي
*******
ليه تظلمني وانت ملاكي
نيران قلبك زايده هلاكي
أرجوك ترحمني وترحم ذاتي
كفاك ياروحي عذاب في هواكي
********
ليه تظلمني يا أول حبي
يا أحلى غرام وضعته في قلبي
أقسم بيك يا أعز محبي
وانت حبيبي ودقات قلبي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
الفنان الذري يرحمك الله
بقلم مشاعر عثمان
كلنا نصنت جيداً حينما يسحرنا بصوته العذب.. تسكن أفئدتنا.. ونطرب حد الثمالة للفنان الذري إبراهيم عوض رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
فقد عاش ورحل إبراهيم عوض ملء السمع والبصر.. ذائع الصيت بفنه الراقي الأصيل.. يذوب القلوب بحنجرته الذهبية وهو يدندن:
ليه بنهرب من مصيرنا
ونقضي أيامنا في عذاب
ليه تقول لي انتهينا
ونحن في عز الشباب
من منكم لا يذوب وهو يردد "الشباب.. اب .. اب .. اب"..
وأنا اليوم لست بصدد التحدث عن نجومية إبراهيم عوض في الغناء فهذا متفق عليه من الجميع، ولكنني أُشير إلى أن الفنان الذري بذات النجومية التي صنعها في الغناء صنع أيضاً نجومية خاصة في التعامل والقيم والمثل والأخلاق.
وقد حاورت إبراهيم عوض في حياته أكثر من حوار صحفي لم يتجنَ فيه على أحد ولم يذكر أحداً بالباطل؛ حتى وأن كان له رأي سالب في قضية أو شخص كان ينقلها بكل دبلوماسية وأدب وتهذيب.
وحين وفاته خرجت نساء حي العرب يبكينه بحرقة... بكن دماثة خلقه وطيبته.. وكم سمعت بأذني في ذلك اليوم الحزين.. "يا حليل رباي اليتامي".. إنه إبراهيم عوض.. نموذج الإنسانية.. عطاء غير منتهٍ.
تلك هي دنيا إبراهيم عوض.. تلك هي حياته الزاهية الجميلة فناً وأخلاقاً وقيماً..
اللهم أرحم إبراهيم عوض وأنزل عليه شآبيب رحمتك.. اللهم أرحمنا جميعاً أحياءً واموات.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
مهما تغيب - كلمات الطاهر إبراهيم
مهما تغيب عني يا الحبيب
قربك لي هناء وفرقك لي صعيب
********
ذكرتك تحوم في الخيال كل يوم
اذكر البعاد كتر الهموم
********
قلبي السعيد بيك ساهر لياليك
حطمته كيف قول لي يا قاسي هان ليك
********
ما أظن ابقى سعيد مادمت انت بعيد
لا القى رسالة تخفف لا القى اجابة تفيد
*******
انا برضي بستناك مهما البعاد طول
اصلو البحب لايمكن ينسى الهوى الأول
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
سلوى - كلمات بشير عبد العال
ياسلوى قلبي شن سوى
من صبرك من جوه
ساقو الشوق بالقوه
سقاه مر الريد والخوه
********
تبع الشوق مشوار بعيد
فيه عانى وتعب شديد
من شقاه ما هو السعيد
لقاه راح عليه الريد
********
مسكين قلبي مكسور الخاطر
يا حليل الزمن البجبر خواطر
أصبح ذكرى ما بعوضه الحاضر
ذكرى اطول من عمري يا هاجر
********
تمام الزمن غدار غدر بي جار
خلى دموعي زي الأنهار
عشت الليل بدون نهار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
ليه تعتذر لي - كلمات الطاهر إبراهيم
ليه تعتذر ليّ أنا ما بكن ليك
غير كل حنيه من قلبي وعينيه
*******
بتبكي ألحاني وتشكي حرمانى
راحت افراحي وحلت أحزانى
بدور اتوب وانسى وخايفو ينسانى
*******
أملى ضيعتو شبابى افنيتو
عمرى كيف يرضيك باكي قضيتو
بترعى حب غير حبي وحبي ما راعيتو
*******
السنين مرت وأنا مستني
منتظر منك رد يطمني
ليت يسعدني أو حتى يحطمني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
شاركي حياتي - كلمات الطاهر إبراهيم
شاركي حياتي اشاركك فيها
حاوة ومره مانهم بيها
*******
شاركي الحلوة البعمل ليها
اصلي المرة اعتدت عليها
اما العزله العايش فيها
عيوني النوم ما بتستهويها
*******
كوني نسمه اعيش بشهيقه
كوني احب واعز صديقه
دنيايا واسعه بحس بضيقه
عالجي همومي شوفي طريقه
*******
اصحى من النوم والقاك
دائما تاه قلبي معاك
مانعا كل الناس مايزوروا
ولاحتى عواطف تروح لسواك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عوض
اليوبيل الذهبي لعطائه الفني
بقلم - إبراهيم العوام:
الفنان ابراهيم عوض اسم له رنين خاص اصبح في آذاننا موسيقى الفتها دواخلنا تبعث فينا احلى المشاعر يفوح عطر ابداعه كشذى الزهور الربيعية الحلوة يتغلغل في مسام وجداننا ويلوِّن ثقافتنا الغنائية بروائعه البهيجة المفعمة بالعود والعنر والعطور الباريسية الانيقية.
منبت ضارب الجذور في ارض الحضارة الدولى ونشأة تهيأت لها كل الملكات المبدعة زبدة خصائص امة توهجت في آنيتها ملهمات الابداع وعرائس العبقرية المفطورة وأرسله الله طائراً ملون الريش يغرد في أناقة التجلي المبدع وفي سماحة العفوية وفي عمقه العميق الالهام العبقري الفذ.
هبط علينا بأجنحة ابداعه الذهبية قبل ما خمسين عاماً في حي ولود بالمبدعين وبيئة خصبة المنابت والازهار فتهيأت له الظروف وجرى النبع في مجاريه.
وكان ابراهيم فوق ذلك سليل منطقة حضارية ادهشت العالم بمنجزاتها يحمل جينات الابداع من نبتة ومروي عمقه التاريخي تضرب جذوره في آلاف السنين ورث حضارة اجداده بكل خصائصها المتفردة.
ابراهيم عوض استطاع ان يفتح لنفسه مصاريع الغناء بكل اقتدار ويفج لنفسه مكاناً بين عمالقة من امثال احمد المصطفى الرفيع والكاشف المبدع وحسن عطية الفنان وعثمان حسين المفعم بالشجن وابو داؤود صاحب الحنجرة الذهبية فناناً ذرياً ادهش بغنائه وصوته ورفيع تغريده السودان من اقصاه إلى اقصاه وملأ الساحة بالغناء الجديد المتفرد.. غنى فأبدع وتعلقت به الجماهير وصعد مراقي الاشتهار فأشبع طموح الشباب بالغناء ولمع نجماً مضيئاً في سماء الشدو وفتح دروب الإبداع والتجديد.
إنه اليوبيل الخمسين من العطاء المتواصل لهذا الفنان الفريد الذي يا ما اعطانا الحب فأحببناه فكان لابد ان نقف عنده لنرد عليه بعض فضله.
وتعرفت على إبراهيم عوض:
تعرفت على ابراهيم في العام 1954م بعد عام واحد من انطلاقة صوته من الاذاعة «عام 1953» وكان ذلك في منزل عمنا احمد حسن رحمه الله وكنا نعيش في منزله ونحن طلاب وكان عمي احمد يحب الغناء حباً عظمياً فكان يدعو الفنانين من امثال عبد العزيز محمد داؤود وعبيد الطيب وغيرهما وكان منزله بالخرطوم بحري.
في ذلك اليوم الذي تحفظه الذاكرة جيداً اتانا شاب انيق الملبس ملئ بالحيوية رقيق عظيم ولم نكن سمعناه قبلاً وجلسنا للفطور وكان يوم جمعة وقد ارتفعت شمس الضحى.
ذهبت للداخل لاحضار مزيد من «الشية» ويبدو انني تأخرت وانا قادم انطلق ذلك الصوت الذي اخذ على مجامعي فتوقفت في الحوش إذ كرهت ان اقاطع بدخولي وقفت منشدها في ذلك اليوم قلت لابراهيم بعد ان دخلت وجلست بجانبه انت ستكون عبد الحليم حافظ السودان فقال بتواضعه الجم «يا خي ما تكبروا لي راسى» ومن يومها امتدت صداقتنا حميمة على مدى خمسة عقود.
الاصل والنشأة
ابراهيم عوض عبد الحميد سليمان من مواليد حي العرب بامدرمان، حي نبت فيه الابداع نباتا حسناً مخضراً مورقاً مزهراً حلو الجني جاء اجداده من ارض الكنوز.
(امدرمان مسقط رأس والدي حبوبتي آمنه بت الاسطى هي التي ربتني كان عنقريبي دائماً ملتصقاً بعنقريبها تلمسني من حين الى آخر لتطمئن على وجودي بجانبها حتى وافها الاجل قبلما اربعين عاما).. ابراهيم يشرد بذهنه الى ذلك النبع من الحنان الصافي الذي دثر مشاعره بحرير ناعم الملمس والعاطفة المليئة بالرقة.
(نحن اصلاً من ابوهود وكلبشه وما زال باقي الاسرة هناك وطلعت لينا تعويضات عبارة عن اراضٍ سكنية واستلمناها بالفعل).
ويواصل ابراهيم (جدي جاء من جنوب مصر وامتلك بيتنا الحالي في المهدية هذه البئر حفرها عمي سليمان وقد قفلناها بطبلة عندما ركبت المواسير كانت هناك الحنفية النقاطة فكنا نضع تحتها الجردل ونستعمل ماءها للشرب فقط).
باسبورت إبراهيم عوض يقول إنه من مواليد 1933م ولكني اظنه من مواليد 1934م إذ كان يكبرني بعامين.
(التحقت في طفولتي بخلوة الفكي الشريف عمر الثوري ثم تركتها لخلوة الفكي عثمان قرب سوق أمدرمان، ولذلك حكاية إذ انني رفضت ان آكل الصدقة فضربني وكيل الفكي الثوري ولما علم اهلي حولوني لخلوة الفكي عثمان).
اما المدرسة فقد درس ابراهيم عوض في مدرسة الفكي عمر قرب منزل الفنان احمد حسن جمعة التي أنشأها عبد الله الثوري وعدد من افراد اسرته، يقول ابراهيم (مكانها الآن يسكن اقباط، فالناس تحت ضغط الحاجة باعت بيوتها حوش كامل بـ «12» جنيهاً ومولانا الثوري كان يقدم برنامجاً في الاذاعة وبعدها في التلفزيون وهو الذي انشأ المدرسة مع اخيه جعفر وكانت من خمس حجرات.
اما عن والدي ابراهيم عوض فقد كان من البنائين القديرين وعمل في جبل أولياء في الخزان في الحجر الجيري مع اخيه سليمان عبدالمجيد، وعلى لسان ابراهيم عوض «أذكر ان والدي كان يقوم باكراً ويأخذ التروماي من امدرمان الى الخرطوم حيث كان يعمل في نحت حجارة وزارة المالية من الحجر الجيري وكنا نغشاه انا ووالدتي عائشة بت علي عفيفي، الجاك عفيفي والسيد علي عفيفي هم اخوالي وقد حضروا من مصر».
وطفولة ابراهيم عوض كانت مثل طفولة كل اطفال الحي وفي منزلهم الكبير الذي له آنذاك احد عشر باباً كما يقول ابراهيم والذي كانوا يلعبون فيه الدافوري وفيه شجر اللالوب الذي زرعه ابواته وكان ابراهيم واقرانه يلقطون اللالوب، بعد دراسته في الكتَّاب كان لابد ان يتجه الى الحياة العملية.
ابراهيم يدخل عالم الورش:
(بداية عملي كانت ان ابن عمتي عامر محمود عامر الذي كان يعمل بالنقل الميكانيكي اخذني وقدمني لألتحق بالنقل ولكن عمري كان اصغر من العمر المطلوب فطلبوا مني ان التحق بورشة خاصة كتلميذ حتى اتم العمر المطلوب).
التحق ابراهيم بورشة الزين الشنقيطي شقيق محمد صالح الشنقيطي وكانت الورشة تصنع الخزن يقول ابراهيم (بعد قطع الصاج يأتي البرشام اذ لم يكن هناك لحام الاكسجين فأول من ادخله هو عمي مبروك وكانت الورش في ذلك الوقت هي ورش ناس حنفي وناس الكردي وناس سيد أحمد الذين ما زالوا يعملون بهذه المهنة.
اقتنع ابراهيم بالعمل في الورش في مجال الحداده وما زال يتحدث عن هذه الفترة بحميمية فعمل مع المعلم ناصر بشير الذي علمه صنعة عمل الابواب والشبابيك بعد ان انتشر لحام الاكسجين.
«كان هناك حدادون يسمونهم حدادين الواطة يعملون بالكير الذي ينفخ النار حتى يحمر الحديد وتلف المفصلات للابواب الكبيرة والشبابيك، ويستمر ابراهيم «كل الابواب الموجودة في بيتنا الآن والخزن صنعتها بنفسي وابواب عمنا عوض المر وعمي سليمان وعدد من الاهل، وما زلت امتلك عدة الحدادة ومداقيب كهربائية.
واستمرت علاقته بزملاء المهنة حتى بعد ان اشتهر وموّل بعضهم لينشئ ورشا وإبراهيم «ود بلد» وإنساني جداً حتى مع الذين آذوه ولذلك ظل وفيا لأصدقائه وزملائه وجيرانه.
أما عنايته الفائقة بهندامه فقد لازمته منذ البداية، وإبراهيم داخله أيضاً مهندم وهو جميل مظهراً وجوهراً سألته كيف كان اتجاهه للفن رغم تعلقه بمهنته؟ فقال في أثناء ضجيج الورشة وأصوات المطارق كنت أردد بعض الأغاني للفنانين احمد المصطفى وحسن عطية بالرغم من أنه لم يكن يوضح الكلمات والكاشف وعبيد الطيب وحتى الفنانين الآخرين كالفاتح سعيد وعمر
الطيب.
أما الحقيبة فان ظروفه لم تمكنه وهو في ورشة ناصر بشير متابعتها «كان لديها ناس ميرغني المأمون واحمد حسن جمعة» ويواصل إبراهيم «لفت غنائي ونقرشتي على السندان النظر بصوتي والسندان له كم صوت في النص ادكم وفي الطرف رنان».
الابداع الغنائي كان كامناً فتفجر قدراً مقدوراً مما دفع ابراهيم ليهتم بالغناء ويسعى في دوربه فبدأ يواظب على سماع الاذاعة إذاعة امدرمان التي أنشئت اساساً لنقل اخبار الحرب العالمية الثانية والتي كانت في بادئ أمرها تبث من مبنى البوستة وكان روادها يجلسون في الميدان امام البوستة، وخلف سينما قديس «ولم يكن من الأدب أن يجلس الصغار وسط الكبار» بعد ذلك كان ابراهيم يتابع الاذاعة من الراديوهات التي كانت قليلة العدد من راديوهات ود اللغا وجورج مشرقي.
يقول ابراهيم عوض: «أول اغنية غنيتها كانت «الحبيب وين قالوا لي سافر لأحمد المصطفى وكنت قد تجاوزت العاشرة وسمعني عدد من الناس واعجبوا بصوتي ولكنني لم أجرؤ على الغناء علناً خوفاً من ابي وأهلي وأول مرة غنيت كانت في منزل عمنا حمد النيل في شارع الشنقيطي».
كان الناس في ذلك الوقت محافظين جداً وكان هناك كثير من المحرمات منها الغناء «حتى الحلاقة الكاري كانت ممنوعة. ويقول إبراهيم: «عندما كنت اتعلم في الحبيب وين، كان هناك نجار لديه عود جوار الورشة التي كانت جوار سوق العيش جابوه ليهو للتصليح ولم يأت صاحبه وكانت المرة الأولى التي أرى فيها العود فكنت اقف واعاين فيه وتعلق قلبي به وفي مرة لاحظني المعلم صديق سعد الله فناداني وقال لي: شافيك بتجي وتعاين للعود انت بتعزف؟ قلت لا ولكن صديقي «الفاتح حاج سعد يعزف المهم في الآخر اشتريت العود بخمسة وسبعين قرشاً».
من حسن حظ ابراهيم ان سافر ابوه لخزان اسوان فمكنه ذلك من ان يحضر العود للمنزل وبدأ محاولاته مع الاوتار وكان يحاول تقليد كلمات اللحن «كان بيوزن لي العود على ابراهيم ابن اخت الاستاذ عبدالرحمن الريح وكان علي يكبرني سناً حتى تعلمت وزنة العود» هكذا تجلت الموهبة التي كانت دافعاً قوياً وتهيأت الظروف لتدفع به في طريق الفن. «تعلمت في فترة وجيزة إلى ان استطعت ان اعزف الحبيب وين وكنت امسك العود يوميا قرابة الساعات الخمس كنت آخذ العود للتدريب لبيت قرشي الذي كان تاجر صيني في السوق وكان يقرب لنا» لقد كان اكبر سند لابراهيم في ذلك الوقت والدته التي كانت تشكل له حماية كبيرة «الوالدة كانت في صفي وما بترضى فيني اي كلام».
ويحكي ابراهيم عوض قائلاً: «طبعاً كنت اغني بالدس -سراً- وكان قد سبقني الفاتح سعد الذي أدخله دنيا الغناء خاله عبد الرحمن الريح وقد تبنى الاستاذ بعده الفنان عمر احمد ولم يكن قد اكتشف صوتي بعد، كان ابراهيم دائم الدندنة على العود يمرن اصابعه الغضة على العزف وحين يأتي والده كان يخبئ العود «كانت والدتي حريصة ألا أدس من والدي».
كان ابراهيم يغني دون ان يعلم اهله ومع ذلك لفت انظار المستمعين فبشروه بمستقبل باهر «بدأت بشكل سري جداً وقد رحلنا لمنزل عمنا قرشي الذي اعطانا غرفة ومطبخاً مما جعلني لا أستطيع إحضار العود للبيت».
كان ابراهيم يذهب إلى إذاعة البوسطة التي كانت تذيع اغانٍ بين فواصل أخبار الحرب، ويقول في هذا «الأسطى ناصر بشير لم يكن يعلم أنني كنت اذهب للبوسطة إنما كنت استأذن لاذهب للحمامات وكنت اردد الاغاني التي اسمعها».
وتوفيت والدة ابراهيم بعد ان ظللته زماناً واصابه الذهول «وتجرس جرسة شديدة وفي لحظة الهول تلك أدركوه «بعزيمة» من ناس الشيخ قريب الله وكان لابد للحياة أن تستمر في طريقها المقدر».
في كنف الاستاذ
عبد الرحمن الريح
كان علي ابراهيم ابن اخت عبد الرحمن الريح الذي يكبرابراهيم شيئاً ما صديقا له وكان عبدالرحمن الريح كبيراً في مكانته العالية بالنسبة لفناننا الذي لم يكن يجاهر بالغناء خاصة امام الكبار تأدباً ولم يكن ابراهيم يطمح ان يعرف عنه الاستاذ ذلك ولكن بخدعة من صديقه علي تم ذلك حيث ادعى لابراهيم أن لديهم في منزلهم غرفة يستطيعون ان يمارسوا فيها تمارين الغناء على انفراد وكان قد دبر أن يسمع الاستاذ عبد الرحمن الريح غناءه «كنت اتمرن على العود وعلي يغني أغنية (إشراق البشاشة) وأنا أقلد أحمد المصطفى والشفيع والكاشف وكان الأستاذ يسترق السمع من وراء الشباك وبعد فترة طالت دخل علينا الأستاذ فتوقفنا ووقفنا فبادرني قائلاً انت مافي أخوك في مثل صوتك فشكرته فرد علىَّ قائلاً إن الذي أشكر الله ان جاءني بمثل هذا الصوت وأخذني لحوش الضيوف وقال لي أنت ليك مستقبل باهر وانت ممكن تغني في الإذاعة».
كانت رعاية الاستاذ عبد الرحمن الريح لابراهيم عوض رعاية حقيقية ولم يبخل عليه فكان ان قدم له ثلاث اغنيات كما كانت تطلب الاذاعة «هيجتني الذكرى، واسرار العيون، وعلمتني الحب» يقول ابراهيم: «الاستاذ عبد الرحمن يكتب الاغنية ويضع اللحن وأنا احفظها وارددها في أثناء رجوعي للبيت لقد كان الاستاذ متواضعاً واخلاقه عالية ومشاعره جميلة وعندما غنيت له الأغنية الأولى بكى واشاد بي وقال لي اتعرف ان الفرق بيني وبينك هو صوتك الجميل هذا».
بعد هذا تشهد الأيام الأستاذ عبد الرحمن الريح وهو يأخذ هذا الشاب الصغير السن الى الاذاعة وفي جعبتهم الأغنيات الثلاث المطلوبة «كان مدير الاذاعة هو الاستاذ متولي عيد فطلب ان تقدم اغنية واحدة ونرى انعكاسها على الجمهور وكان معه نائبه خاطر ابوبكر ومتولي عيد من أهلنا الكنوز».
وجاءت اللحظة التاريخية وكانت لحظة رهيبة على شاب لم يتجاوز العشرين «لم أجد معي الريشة فعزفت بورقة صندوق سجاير».
هكذا دخل ابراهيم الاذاعة، حلم كان يراه بعيد التحقيق فجاءت خطابات من جميع انحاء السودان وكان تأييداً منقطع النظير ولفت الانظار من اول اغنية وانتشر الخبر عنه.
وبدأت المتاعب فما عاد يغني سراً من وراء الحجرات، إذ كان المغنون يعتبرون صعاليك وصيعاً وعلم اهله في ارض الكنوز وانهالت البرقيات والرسائل فطرده ابوه ليذهب لبيت عمه سليمان ولم تنفع الوساطات ولم تجدِ.
في هذه الفترة ادخل ابراهيم عوض «الكسرة» وصيرها أغنية مستقلة واستمر عبدالرحمن زمانا وهو يقدم شعره والحانه لابراهيم وقد وجد فيه ضالته بعد ان خبا نجم عمر أحمد يقول إبراهيم «عمر احمد ضروه اصحاب السوء بالشراب وعلم الاستاذ عبد الرحمن فغضب منه وكان تخريباً مقصوداً».
وكان لابد لأهل السوء ألا تعجبهم هذه العلاقة الإبداعية الراقية بين ابراهيم والاستاذ عبد الرحمن فسحوا للوقيعة بينهما ويقول ابراهيم «كان الاستاذ يعرف ما أكنه له من احترام وحب وتقدير فلم يصدق الوشايات التي حاولت بث الفرقة بيننا والاقاويل المغرضة» لقد حبا الله ابراهيم بصوت ينتقل بيسر بين الطبقات المختلفة حتى يصل إلى الصوت الحاد كما حباه موهبة موسيقية مكنته من تنويع ادائه وألا يركن للرتابة مع إدراك عميق لروح عصره. اما عن دخول الطاهر ابراهيم لدنيا ابراهيم عوض الذي صار بالفعل دنيا فقد كانوا يلتقون في منزل عبدالرحمن الريح ومعهم الشاعر سيف الدسوقي وكانت البداية عزيز دنيايا.
لا شك أن لكل شاعر لونيته ونمطه في التلحين فكانت مرحلة الطاهر ابراهيم مرحلة اخرى وهنا لابد من الإشارة لميزة من ما تميز به هذا الفنان وهي قدرته المفطورة على اختيار اجمل النصوص والألحان بل مقدرته - إبراهيم- على إعطائها لونيته بصوته المتفردة. الطاهر ابراهيم أضاف لإبراهيم ازماناً موسيقية غير موسيقى الكلمات ويقول إبراهيم الطاهر كان يكتب الأغنية ملحنة ثم يحفظني اللحن والى اليوم».
أما سيف الدسوقي فقد لحن لابراهيم «احب مكان وطني السودان» وكتب كلماتها وقصد ان يجدد في الاغنية الوطنية وهكذا نوّع ابراهيم عوض شعراءه فغنى الطاهر ايضاً «حبيبي جنني».
و«يا غايب عني عيني» لعبد الرحمن الريح، و«ليه بتسأل عني تاني» محجوب سراج ولحنها السني الضو، «أعطاني الملودية وواصلت بالتمارين».
يقول ابراهيم «لقد تأثرت بأغنية عبد الحليم حافظ «أبو عيون جريئة» واعطيت الفكرة لعبد الرحمن الريح فكتب على منوالها «أبو عيون كحيلة».
«أما الشاعر عبد المنعم عبد الحي والذي كان يقيم بالقاهرة بصورة مستمرة فقد اجتمعنا بمنزله بباب اللوق وكان معنا الأستاذ برعي محمد دفع الله ومن نقرشته على التربيزه في أثناء الونسة ولدت أغنية «يا جمال دنيانا».
كان ابراهيم عوض قد دعي ليشارك في فيلم «إسماعيل يس طرزان».
لم يكن ابراهيم عوض مجرد متلقي الحان بل انه لحن كثيرا من الاغاني الخفيفة مثل «يا ناري انا ياناري» و«ليه قاسي يا قاسي» وغيرها «وانا كنت بصلح بعض الاشياء الصغيرة».
الشعراء الذين تعاملت معهم ايضاً الاستاذ حسين عثمان منصور الذي ينتمي الىَّ بصلة قرابة وقد التقينا في القاهرة وكنا ذات مرة في طريقنا بالبص إلى مصر الجديدة وكانت هناك حسناء تبادل معها حسين النظرات فكانت اغنية «لوقلت ليك حياتي بيك» واكمل كلماتها بعد ذلك في البلكونة ». ثم جاءت فترة عبداللطيف خضر وهي من المراحل الخصبة في مسيرة ابراهيم عوض يقول ابراهيم «أما كيف توثقت بيننا العلاقة فقد اشترك معي بالعزف وكنت اذهب لمنزلهم وبدأ يأخذ من بعض الشعراء ويلحن».
ابراهيم عوض يحمل لعبد اللطيف خضر مشاعر طيبة، ويقول وفي صوته رنة أسى بل تلمح فيه العتاب عبد اللطيف اصبح يعطي انتاجه لناس ما بستأهلوه».
يقيني ان ثنائية ابراهيم وعبد اللطيف ادت للاغنية خدمة كبيرة كما وان عبد اللطيف كان انجح بكثير مع ابراهيم عوض، فإبراهيم جوهرة وصوته امكاناته عالية، له عدة ميزات أخرى كثيرة وقلبه يحمل وفاء الذين تعاونوا معه في مسيرته يتحدث عنهم بطيب ارومة وصدق مشاعر.
هذا التفاؤل المدهش عند إبراهيم ظهر لي عندما سألته عن الحاضر والمستقبل فقال «أنا عندي الجديد فالآن استعد لتقديم اغنيتين جديدتين «يا سلوى» و«بقيت تهجر تبالغ» لبشير عبدالعال، بشير دخل فيها ما يلزم الاغنية من لزمات موسيقية وايقاعات تليق بالكلمات وقد وقعت اللحن بالجيتار وهو عمل التوزيع بالآلات واتوقع لهاتين الأغنيتين نجاحاً منقطع النظير».
وعن الفنانين الجدد أجاب إبراهيم «الغناء في الساحة الآن دخلت عليه أشياء كثيرة لا علاقة لها بمسار الغناء السوداني من حيث مستوى الكلمات ومن حيث الالحان وفي غياب رقابة حقيقية حدثت فوضى شديدة ويضيف لاحقا هؤلاء المغنون الجدد يجنون على حقوق الفنانين الذين سبقوهم في الحانهم ومزيكتهم وادائهم ومعظهم ليوسوا فنانين حقيقيين بهذا الانفعال والمرارة تحدث ابراهيم عوض وبينما كنت اسجل فكرت بهذا الزمن الذي غير كل شئ نحو الأسوأ.
الفنان ابراهيم عوض مثله مثل كل مبدعي هذا البلد لا يؤمن له عطاؤه الفني العيش الكريم ليقدم عطاءه الفني ربما ابناؤه سينفعونه وانا اغادر بيته اعتذر عن توصيلي لانه لا يملك سيارة - تذكرت كيف كان ابراهيم يملك افخم السيارات وابراهيم الذي لم يكن ينظر للماديات طوال عمره يقول «بفضل الله تعالى عندي دستة اولاد من ناحية ضمان المعيشة مستقبلاً وكلهم يدرسون فعوض يدرس طيران وهاشم وحسن «تيمان» حسن يدرس طب حسب رغبته ومازن يدرس طب في جامعة اعالي النيل ومحمد ومجتبى شهادة سودانية كل هذا يحتاج لمصروفات وخالهم محمد بدر الدين حامد يعاون ويرسل مصروفات الدراسة ويرفع عني بعض العبء.
وابراهيم نفسه لاشك يحتاج لمصروفات البروفات والعازفين والترحيلات ان مثله مِنْ مَنْ اثروا وجدان هذا الشعب وسكبوا ارواحهم عطاء متميزاً كان يجدر بنا ان نوفر لهم حياة اكرم وامكانات اوسع.
آراء المتخصصين:
ذهبت إلى كلية الموسيقى والدراما لا سأل المتخصصين رأيهم الاستاذ الماحي سليمان يقول: لقب ابراهيم عوض عند ظهوره بالفنان الذري وذلك لسرعة سطوع نجمه وكانت اهم انجازاته انه نقل الاغنية الخفيفة التي كانت تابعة للاغنية الاساسية «الكسرة» كما كان يطلق عليها نقلها لتصبح عملاً قائماً بذاته والأغنية الخفيفة كانت قبلاً في مصر وسميت بالطقطوقة مثل «زوروني في السنة مرة» ونحن تأثرنا كثيراً بالأغنية العربية ومصر امتداد حضاري منذ عهود التاريخ القديم.
وتأثرنا من خلال الأفلام والاسطوانات.
ثانياً كان الفنانون يخالفون من المناطق الحادة في الصوت ويتجنبونها إلا ابراهيم عوض مثال «والله جنني» وكان معظم الفنانين يغنون في المنطقة الوسطى.
ثالثاً تميز ابراهيم عوض بالايقاعات الرشيقة وكأنه متنبئ زمانه وقد استطاع ان يتنبأ بإيقاع الحياة المقبلة والآن اصبح الإيقاع سيد الغناء.
رابعاً: قدرة إبراهيم على اختيار النصوص الخفيفة التي تصلح مع الشباب بل ان اختياره عموماً للنصوص جيد.
خامساً: كانت النقلة عامة في الثقافة وفي السياسة وفي الشعر وفي كل منشاط الحياة- الايقاعات النشطة.
سادساً: المهم جداً ان نربط ابراهيم عوض برومانسية الفترة فترة الغناء الجميل وفي تلك الفترة كان كل فنان يتميز بصوت خاص لا يشبه صوت فنان آخر فصوت كل فنان كان بصمة خاصة.. ويستطرد الاستاذ الماحي متوسعاً في صوت إبراهيم عوض قائلاً ان صوته اصلاً غنائي «Lyvieal» تعبيري يؤثر في الانسان وفيه مغنطسية تشد اليه فصوت ابراهيم «Tenov» تينور يغطي مساحتين الدولى والثانية فمساحته واسعة جداً.
بروفيسور د. الفاتح الطاهر
ثم زرت د. الفاتح الطاهر عميد كلية الموسيقى والدراما في مكتبه فأوجز الآتي:
اولاً: تميز ابراهيم عوض بلونية جديدة وتفرد بصوته المتميز كما انه لم يكن يشبه الفنانين الآخرين حتى في شكل هندامه وتسريحته الفريدة.
ثانيا: ساعد في ذلك الالحان الجميلة وقدرته على الاداء المتميز.
ثالثاً: هناك مرحلة الطاهر ابراهيم الذي اتى بتعابير جديدة مثل «أبيت الناس وابيت خلاني»، وقد استطاع ابراهيم ان يقدمها باحاسيس وانفعالات وروح شبابية فصادفت وتراً حساساً عند الشباب.
رابعاً ابراهيم يتمتع بأداء صوتي مذهل وفي نفس الوقت كان ابراهيم رومانسياً ولذلك شق طريقه بتلك الصورة السريعة.
خامساً: اخلاق ابراهيم كانت عالية جداً ولم يكن ينظر للماديات.
سادساً: كانت الحان الطاهر ابراهيم جميلة جداً واستطاع ابراهيم ان يؤديها بإقتدار كبير.
سابعاً: ابراهيم ادخل آلات موسيقية كثيرة في غنائه مثل «الطرمبة» والجيتار الكهربائي والسيكسفون وكانت هذه الآلات غير معتادة في حفلات الفنانين الغنائية.
ثامناً: تعامل ابراهيم مع شعراء مصطفين ومتميزين مما أعطى غناؤه بعداً قوياً.
تاسعاً: تعامل ابراهيم ايضاً مع ملحنين متميزين من امثال ود الحاوي «عبداللطيف خضر» وبرعي والطاهر ابراهيم، هذا عدا عبد الرحمن الريح الذي كان له الفضل الاول.
عاشراً: ابراهيم انسان ووفيٌ جداً لاصحابه ولابد ان نذكر ان د. الفاتح الطاهر كان يعزف جيتار ابراهيم عوض مدة «سنتين».
الاستاذ الفنان محمد عجاج
الاستاذ الفنان محمد عجاج كان في بداياته الاولى مِنْ مَنْ قلدوا ابراهيم عوض، زرته في منزله فقال: اولاً في الفترة التي ظهر فيها ابراهيم عوض كانت الاصوات في معظمها «بارتون» اي أصوات مابين الغلظة والحدة مثل صوت عبدالعزيز محمد داؤود وحسين ضرار «تينور ثاني» والكاشف من التينور أول منطقة قرار، وظهر ابراهيم عوض ومساحة صوته تينور اول قرار وحيد، فكان صوته جد ملفتاً.
ثانياً: اهتم ابراهيم عوض بالاغنية الخفيفة «الكسرة» فحررها من التبعية وغناها اغنية قائمة بذاتها.
ثالثاً: معظم اغنيات ابراهيم اهتمت بالإيقاعات الراقصة والجمل الموسيقية القصيرة المنمقة وتكامل ذلك مع «شكله وتسريحته» المعروفة فأصبح نموذجاً لقطاع كبير من الشباب في تلك الفترة.
رابعاً: احتضن ابراهيم مجموعة من الشعراء من امثال عبد الرحمن الريح الذي بلور الاغاني الخفيفة واغاني التم تم وارتقى بالنصوص والأداء والاستاذ عبد الرحمن عمل اغانٍ خفيفة حتى لعبد العزيز داؤود «بعيد الدار» ولكن لم تجد ما وجدته عندما غناها ابراهيم عوض الذي اعطاها قوة ووراؤه عبدالرحمن كفكر موسيقى.
خامساً: حي العرب كان حي مبدعين ميرغني المامون، واحمد حسن جمعة، وعبد الرحمن الريح، والطاهر ابراهيم، وسيف الدسوقي، وآخرون مِنْ مَنْ شكلوا فترة الخمسينات والستينات.
سادساً: فترة السبعينات كانت فترة ثنائية ابراهيم وود الحاوي حيث طرحا افكاراً قوية مثل «يا زمن» فكانت كل اغنية تجسد ايقاعاً معروفاً مثل الجيرك وغيره».
سابعاً: فترة أواخر السبعينات واوائل الثمانينات شكلت بداية الركود والندرة في تقديم الجديد رغم ان صوت ابراهيم عوض ظل محتفظاً بكل امكاناته من قوة وجمال.
ثامناً: ابراهيم عوض اثر تأثيراً كبيراً في جيل كامل من المغنين امثال محمد مسكين وغيره وهو من الشخصيات النادرة التي اثرت في حركة الغناء السوداني.
تاسعاً: ابراهيم جسد عصره عالمياً ففي تلك الفترة ظهر القيس برسلي ومورث سوفاكيه في فرنسا حيث طغى شكل الاغنية الراقصة التويست والروك والجيرك فتجسدت عنده في جمل خماسية وايقاع راقص وشكل البدل والزي العام.
عاشراً: ابراهيم كريم جداً يقول عنه برعي دفع الله انه ما كان يحتفظ بالفكة مهما كانت ويعطيها العازفين وكانت خرفانه دائماً مربوطة وجاهزة للضيوف.
رحلات إبراهيم عوض
الداخلية والخارجية
رحلات ابراهيم الداخلية كثيرة جداً حيث طاف السودان من اقصى شماله حلفا ودنقلا وكل مدن الشمال وغرباً من الفاشر ونيالا والابيض وشرقاً بورتسودان وكسلا ومدن الجزيرة والجنوب اهم رحالاته كانت التي طاف فيها معظم مدن الجنوب.
اما رحلاته الخارجية التي أهمها رحلته الى الصين التي قابل فيها الزعيم ماوتسي تونج ونائبه شوين ادى وغنى فيها باللغة الصينية كما زار موسكو ولندن حيث غنى في ستروليفربول وباريس والسويد والدنمارك والمانيا الشرقية والمانيا الغربية وتشكو سلوفاكيا كما زار من دول الجوار مصر عديداً من المرات واثيوبيا حيث تجاوب معه جمهورها والكمرون وتشاد ونيجيريا.
علاقات ابراهيم
عوض الاجتماعية
ابراهيم من اكثر الفنانين صداقات وخاصة في اوساط الاسر الكبيرة التي عرف بمراعاة حرماتها واميزها مع آل بدري الذين كانوا يعتبرونه جرتق مناسباتهم وأسرة عبود وناس نديم وآل شلقامي وآل حجار وآل الكردي وآل الفوال وغيرهم وغيرهم اما أصدقاء إبرهيم فهو يقول إنهم بلا عدد من أمثال كمال محمود المحامي وعمر حسين ومحجوب الحاج والبروفيسور الطيب يوسف ود. البوني ود. نصر الدين شلقامي د. السر عبدالماجد وما لا يحصى.
«نص من كتاب إبراهيم عوض اليوبيل الذهبي».
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
Quote: الاخ عماد
بعد السلام والاحترام
مجهود جبار للتوثيق لمطرب كبير هو احد اعمدة الغناء السوداني
وليتني كنت املك ما اساهم به
لك مني خالص الود والتقدير |
الأخ الفاضل عبد اللطيف
سلام
مداخلتك الكريمة تكفينا وشكرآ
لطيب مشاعرك ..
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان الذري ابراهيم عوض (Re: Emad Ahmed)
|
Quote: وأيضاً أغنية (البينا أيه) لم تسجل في الإذاعة.
يالبقيت تهجر تبالغ وتفوت بلدك تسيبا
حتى لو حنيت علينا سيرة ساكت مابتجيبا
دا البينا أيه وحاصل أيه
**********
تغيب عن عيوني، تزيد نيران شجوني
تروح بعيد بدوني تزيد همي وجنوني
لاشوق يجيبك لاتذكر حبيبك
ولا بتتحاشى اللصابني يرجع يوم يصيبك
***************
تعال أفراحي جيبا ياسيد روحي وحبيبا
روحي طال تعذيبا يانسمة وكلك طيبا
******************************
أبكي عليك ياماضي وتهون عليك جروحي
يالمابتفارق خيالي حتى لو فارقت روحي
بس والله مامتذكر شاعرها ألحقني بيهو يا إمبراطور التوثيق
تحياتي ،،،، |
الأخ عز الدين
جمعة مباركة
اصدقك القول لم أسمع بهذه الأغنية من قبل خصوصا
وكما ذكرت أنت بانها غير مسجلة وربما يكون إبراهيم
عوض قد تغنى بها في حدود ضيقة وبالطبع لا اعرف شاعرها
شكرآ جمبلا لهذه الإضافة الثرة للبوست
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Emad Ahmed
Sidgi mattar
وليد عبد اللطيف
قلقو
كمال علي الزين
الطيب شيقوق
عزالدين عباس الفحل
مريم عبد الله
عزالدين آدم علي
Zomrawi Alweli
abdulhalim altilib
الحاج حمد الحاج
elfadl abdellatif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست