## نـزاع :- مُجمع المزاد الشعبى ببحرى (إستاد التحرير) .. عطاء من لايملك لمن لايستحق ..##

Quote: منذ قديم الأزل وفي الضواحي البسيطة والمدن الراقية كانت هنالك مساحات كبيرة مخصصة لأهالي الحي أو القرية كميادين رياضية ومساحات تقام فيها الكثير من المناسبات وكل أهل قرية أو حي يفتخرون بكِبر مساحاتهم ومجدها وعراقتها، فكانت هذه المساحات حقوقا مكتسبة ومساحات حرة لكل من لديه مناسبة خاصة كانت أو عامة لا يستطيع كائن من كان أن يتعدى على هذا الحق الطبيعي مهما كانت قوته فهذه الميادين خرجت العديد من النخب الثقافية والرياضية مما أوجد لها تاريخا عريقا وأصبحت كالمقدسات لا يقدر على الجور عليها أيا كائن، لكن في الآونة الأخيرة ومع كثرة العقول الإستثمارية في أرض المليون ميل مربع صارت هذه الأمتار القليلة كثيرة على شبابنا ففي كل يوم نسمع بـ (انتزاع ميدان أو ملعب من الحي الفلاني لتشييد أندية حديثة استثمارية أو لقيام مبان ومتاجر) فإليكم قصة مجمع شعبي عريق تجاهل تاريخه من طمعوا فيه.. الصقر الأسود.. وتتواصل قضايا التصرف وسلب الميادين والمتنفسات الرياضية والثقافية في الأحياء وتحويلها الى منشآت استثمارية أو مخصصات لأغراض أخرى ومن ضمنها ما تعرض له حي المزاد شمال مِن تغول وسلب لبعض أراضيه حسب ما روته لجنة الحي المُمثِلة للسكان.. فقد أفادونا أنه تم سلب أراضيهم والتي تشمل ساحات وميادين ومدارس وقطع مخصصة لأغراض خدمية ومتنفسات للحي بلغت في مجملها (12) موقعاً، ويزيد عضو اللجنة المفوضة الأستاذ حسن قسم الله : من ضمن هذه الإعتداءات والسلب ما تم مؤخراً من تغول للمجمع الرياضي الشعبي بالمزاد وملعب فريق كرة القدم لنادي المزاد الرياضي(الصقر الأسود سابقاً) وهي القطعة رقم (15 مربع 1-2-3 ر غرب) وقد تم الإعتداء عليها من قِبل أحد أندية كرة القدم من منطقة أخرى غير المزاد تحت مُسمى (نادي التحرير الرياضي). ملاعب ناشئين.. ويواصل مفوضي حي المزاد السرد التاريخي الذي يثبت ملكية الأهالي لهذه الميادين إذ يقولون أنه ومنذ أوائل الستينات ومع بداية تخطيط حي المزاد شملت هذه القطعة ملاعب لفُرُق الناشئين والشباب بالحي والروابط الأخرى في ذلك الحين والجزء الشرقي منها كان ملعباً لفريق المزاد والذي كان يسمى بالصقر الأسود.. وكانت القطعة المعنية كاملة عبارة عن ساحة ليست بها أي مبان أو منشآت سوى الميادين الرياضية هذه، بعد ذلك تم تخصيص هذه المساحة وتسجيلها واستخراج شهادة بحث لها باسم (مجمع المزاد الرياضي الشعبي) بتاريخ 14/2/11875م. وتبرع لها وزير الشباب والرياضة بحكومة نميري القادر بمبلغ (عشرين الف جنيه) لإقامة المنشآت الرياضية اللازمة للمجمع وقد جاء في صحيفة الأيام في اليوم التالي أن وزير الشباب والرياضة سيقوم بوضع حجر الأساس للمجمع الرياضي الثقافي الشعبي بالخرطوم بحري جوار جامع الشيخ أونسة وكانت اللجنة الفنية للمجمع قد أجازت الخريطة المعدة له, وتم تكوين لجنة رئيسية برئاسة العمدة مقبول الصديق رئيس مجلس شعبي المنطقة الشرقية. تبرع أهلي... وفي 14مارس/ 1975م أرسى وزير الشباب والرياضة حجر الأساس للمجمع وتم عمل نموذج ومخطط للمنشآت الرياضية التي ستشيد للمجمع على هذه القطعة، واثناء الإحتفال بوضع حجر الأساس تم فتح باب التبرعات حسب رواية ممثل أهل المزاد وقامت جهات عديدة رسمية وأهلية وشخصية بالتبرع مادياً وعينياً وتم بناء المجمع بالعون الذاتي ومجهود أهالي الحي من شباب ونساء وأطفال وتبرعات بعض الأندية والروابط ومن المستغرب له أن فريق التحرير المتعدي والمغتصب لهذا الصرح على هذه المساحة الآن كان من ضمن المتبرعين وقتها، وبدأت نفرة شعبية كبيرة لتشييد وبناء منشآت المجمع شاركت فيه العديد من الجهات الشعبية وتم تكوين لجنة قامت بجمع التبرعات, وكان كل العمال من أهالي الحي الذين حفروا وحملوا الطوب على أكتافهم حتى تم تشييد الإستاد كاملاً يحتوي على ميدان كرة القدم ومصطبة رئيسية ومصاطب جانبية بطول الإستاد ومكاتب وغرفة للحارس وظل الميدان الشرقي المتبقي من القطعة كملعب لفريق المزاد.