|
الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة
|
لعل مارشح من شائعات خلال اليوميين الماضيين عن عزم تحالف المعارضة ترشيح السيد الصادق المهدي للرئاسة, لهو امر غير مستبدع ولا مستغرب رغم ماساويته ,فالحيرة السياسية والارتباك وفقدان الوجهة وثقوب الزاكرة,تلك هي المكونات التقليدية للسياسة السودانية.كما ان السيد الصادق في مقاماته الصادقية لابد انه لازال عاكفا يبتهل الي الله ان يفيئ عليه بنعمائه ليحكم السودان للمرة الثالثة بعد ان حكم مرتين,فالصادق رغم تناقضه الداخلي واخفاقاته المريرة ,فهو شخص يحسن الظن بنفسه مهما كانت النتائج الماثلة, لذلك تجده بعد كل ماجري ومايجري ,لايري خلاصا للسودان الا باعطائه فرصة اخري للحكم ان اردنا النجاة من محنة ماحقة. حقيقة رغم ان هنالك نفي خجول للخبر من هنا وهناك,الا انه تملكني انطباع قوي بان الاعلان عن مثل تلك الاخبار,وعبر وكالة انباء اجنبية بعد تجاوز كل الميديا المحلية في شان دقيق كهذا,ربما يشي بان الامر تسريب مخابراتي او تسريب من جهات في الداخل علي سبيل جس النبض, واختبار ردود الافعال في محاولة لحساب النتائج قبل الاقدام علي خطوة كهذه. ولكن ايا كان الامر,فهل الصادق باسهاماته المعروفة في واد التجارب القليلة المشرقة لشعبنا هو بادرة الخلاص التي طال انتظارنا لبزوغ فجرها ام ان ذهب المضطر نحاس كمايقول الفيتوري? من ابدع ماوصف به السيد الصادق ,احد ي ماثورات د.منصور خالد الخلاقة,حين قال ((الصادق رجل وقواقة)),اي كثير الكلام بلاطائل ودونما حاجة.فالرجل لن يكون اكثر من جواد خاسر كما كان شانه في جل تجاربه, حاكما ومعارضا, فماذا يترجي المراهنين عليه من شخص اثر الجمع بين النقائض,فالصادق الحداثي يسعي لارساء قواعد الديمقراطية بمفهومها الليبرالي ,واحترام حقوق الانسان وكفالة الحريات بمافي ذلك حرية العقيدة بالمعني المتعارف عليه في عالم اليوم,ولكنه وفي ذات الوقت, لا يستنكف ان يوقع مااسماه (اتفاق تراضي) مع نظام التكذب باسم الله, يدعي فيه انه لم يقدم علي مااقدم عليه الا لانه يلتقي علي (قطعيات الشريعة) مع طغاة,بغاة لم يتركوا حقا الا واستباحوه,وما من باطل الا وكانوا اول الوالغين فيه, فاي شريعة واي قطعيات?هل يلتقي الصادق مع هؤلاء في شرعة التطرف الاسلاموي المستمد من فكر ابوالاعلي المودودي? ام يريد السيد الامام ايهامنا ان نظام الاكثار في الباطل وجتراح الكبائر والامتناع عن قبول الحق معاندة, هو الذي يلتقي مع السيد الامام في اماميته الملهمة بعد ان اتخذوا العنف منهجا وخاصموا الحكمة?!! الشاهد ان الجبهة القومية الاسلامية التي نفذت انقلاب الانقاذ بسبب من تلكؤ الصادق في تنفيذ اجندة السلام وانغماسه في المماحكات الحزبية وفشله في حماية النظام الديمقراطي بعد ان نامت نواطير مصره عن ثعالبها, فالراجح انها ليست مجرد حركة سياسية سودانية وحسب, بل ثبت بالتجربة انها ايضا جزء من شبكة دولية معقدة من حركات سياسية تتسربل بسربال الاسلام وتنسب نفسها اليه,والثابت عنها جميعها هو مناهضتها للقيم الكونية المعاصرة التي استقرت عليها الانسانية في هذه اللحظة التاريخية,وبالتالي تعمل هذه الجماعات علي اخراج امة الاسلام من بؤرة الوعي الانساني.والصادق عبر مسيرته السياسية علي تقلب الازمنة لم يكن علي الدوام ليجد لحزبه حليفا سياسيا افضل من هؤلاء, فقد ركب مركبهم في الديمقراطية الثانية ووجدوا فيه خير رديف مطاوع لحمل اجندتهم التكفيرية في ذلك الوقت والتي لم تابه لتقويض الدستور من انتقام رخيص من حزب سياسي يمارس حقه المشروع في التواجد ودعم التجربة الديمقراطية,ثم جاء البرلمان الاخير, ووقفت الجبهة سدا منيعا منذ البداية ضد الاجماع الوطني الذي اثمر علي الاقل نظريا ميثاق الدفاع عن الديمقراطية, ومارست الجبهة هرجا وتهريجا عابثا ,في محاولة لاضعاف هيبة التجربة ومن ثم الاجهاز عليها,ومع ذلك هفا قلب الصادق لوفاق مع اصحابه القدامي من الاسلامويين رغم وجود معارضة معتبرة لرموز ذات وزن وتاثير من داخل حزبه,رغم كل ذلك فقد ادخلهم الصادق مااسماه بحكومة الوفاق الوطني,ثم يعيد التاريخ نفسه في تفاهمات جنيف وجيبوتي ثم التراضي فحدث ولا حرج. ايضا من ابدع متناقضات الصادق موقفه بعد ان دانت السلطة للانقلابيين وبقي الصادق حبيس السجن والدار (رهين محبسين),كان حزب الامة يعمل بفاعلية في الخارج مع قوي التجمع الاخري,في حين اختار الصادق نمط من المعارضة في الداخل معزول تمام العزلة عن طبيعة نضال حزبه في الخارج,وحتي يتقي بطش النظام به,كان يتحدث عن ما اسماه بالجهاد المدني,في حين كان حزب الامة منخرط ضمن فصائل التجمع في تفاصيل الكفاح المسلح وكان سقف الاحلام انذاك الانتفاضة محمية بالسلاح.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: Hisham Osman)
|
ولن يكتمل المشهد دون استعراض رد فعل الصادق المباشر فيما تلي انقلاب الجبهة من احداث, اولا الصادق الذي لم يستبين نصح ناصح ولاتحذير محذر من الذين افضوا اليه بالمعلومات المفصلة حول الانقلاب قد صدمته المفاجاة المكشوفة سلفا وهو في مناسبة عرس, فانظر ماذا صنع الرجل الذي اقعده فقر المخيلة السياسي عن توخي الموقف الرشيد كتب الصادق من مخباه يقول للانقلابيين: معكم القوة ومعنا الحق,ثم دعا من دانت له الامور لحوار بين القوة والحق!!!!!!!!بالله عليكم هل من سلبك حقك بالقوة سيجد في نفسه دافعا للحوار?هل الحق مفهوم متطابق مع القوة ? ام انهما مفهومان متضادان? ورغم هذا الخطاب الناعم في مواجهة الخارجين عن القانون,فلم يجد السيد الصادق من النظام سوي المهانة والجلافة وقلة الذوق. تلك فقط صفحة واحدة من كتاب الصادق المحتبل بالاعاجيب, ولم ناتي بعيد لخزلانه المخزي لقضية دارفور بقعة انصاره بالوراثة,ابتداء من معارضته لدخول قوات الحماية الدولية مرورا بتصريحاته المخجلة يوم ان دخلت قوات العدل والمساواة امدرمان وليس انتهاء بموقفه من المحكمة الجنائية, حتي صار الصادق بشيرا اخر لنظام الانقاذ,بل وحدثنا الصادق عن تمازج عضوي بينه وبين البشير,فشوكة في جلد البشير يتداعي لها جلد السيد الامام. واعتقد انه بعلاج اعطاب الزاكرة السودانية, وارتفاع مستويات الوعي بفعل ثاثيرات الحداثة علي اجيال سودانية ناهضة, نشات وهي لا تري شيئا مثيرا للاهتمام في شخصية السيد الصادق او في تجربته,سيذكر التاريخ الصادق كشخص عادي عبر من زمن عابر, وهذا مايخشاه السيد الصادق والذي يعي جيدا ان ضمان استمرار الولاء له مرتبط بوجوده في السلطة, وليس من مصلحته الابتعاد طويلا عنها, اذ ستكبر اجيال وهو بعيد عن دوائر التاثير,فيفقد سطوته الوجدانية عليهم,لهذا السبب تجده لايتورع ان يصالح اخبث الدكتاتوريات ولو كانت المحصلة موقعا ديكوريا كما حدث في تجربة ماسمي بالمصالحة الوطنية,والتي بررها الصادق في سياق ولعه باستيلاد المنطوقات الكلامية التي لاحس ولامعني لها, شرح دوافع مصالحته للنميري ب اذا احتربت يوما وسالت دماؤها...تذكرت القربي ففاضت دموعها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: Hisham Osman)
|
wow very intersting. ما هو الحل؟؟؟؟؟؟ لغه الارقام تقول بان البشير سوف يفوز اذا لم تتحد المعارضه فى زعيم مشهود له بالعفه والاستقامه وله قبول من عامه الشعب ولم يشترك فى الانقاذ بكل مسمياتها ؟؟ كل من يشكك فى مرشح المعارضه مهما كان فلا محاله فانه يصب بوعى او غير وعى فى تمكين الانقاذ وتاييد خطها. فى كل انتخابات الدنيا يكون القبول الجماهيرى هو الاساس الاول للاختيار وماانتخابات امريكا ببعيده الرجاء عدم خلط الامانى بالواقع.. شخصيا سوف ادعم منصور خالد,نقد,الترابى, الميرغنى,سلفا,منى او اى من توفرت فيه شروط هزيمه ممثل الكيزان وطبعا توفرت دى تقاس علميا وحسابيا وليس على طريقه الامانى العزبه
جمعه مباركه دودى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: Mohamed Doudi)
|
Quote: ما هو الحل؟؟؟؟؟؟ لغه الارقام تقول بان البشير سوف يفوز اذا لم تتحد المعارضه فى زعيم مشهود له بالعفه والاستقامه وله قبول من عامه الشعب ولم يشترك فى الانقاذ بكل مسمياتها ؟؟ كل من يشكك فى مرشح المعارضه مهما كان فلا محاله فانه يصب بوعى او غير وعى فى تمكين الانقاذ وتاييد خطها. فى كل انتخابات الدنيا يكون القبول الجماهيرى هو الاساس الاول للاختيار وماانتخابات امريكا ببعيده الرجاء عدم خلط الامانى بالواقع.. شخصيا سوف ادعم منصور خالد,نقد,الترابى, الميرغنى,سلفا,منى او اى من توفرت فيه شروط هزيمه ممثل الكيزان وطبعا توفرت دى تقاس علميا وحسابيا وليس على طريقه الامانى العزبه
|
لاخ دودي..تحياتي وشكرا لمرورك الكريم اولا وقبل ان اذهب بعيدا في الردود,دعني اؤكد دهشتي واستغرابي من جماهيرية السيد الصادق المزعومة هذه,ورغم ايماني العميق بان التعويل بشكل الي وميكانيكي علي الجماهير دون اعادة تنظيم وتوعية,ودون تمكينها من تطوير ذاتها,يعد مدخلا خاطئا للعمل السياسي خصوصا في بلد مثل السودان تعد مشاكله نموزج لكل مشاكل العالم وواقعه ملوث بكل ماتعارفت عليه المجتمعات من اوبئة. البحث عن الجماهير كان هاجس كل النخب السياسية السودانية, منذ مؤتمر الخريجين وحتي تلك الشلل السياسية التي تخلقت في رحم الاسافير, لذلك كانت سمتنا الاساسية طوال فترات وجودنا هي الدوران حول النفس كما حجر الرحي, لذا التلويح باعادة ترشيح صاحب نهج الصحوة وصاحب التراضي الوطني هو من قبيل ممارسة عادة الدوران الاثيرة لدنيا, والا فكيف نلتمس الحل عند من هو بمثابة الاب البيولوجي للازمة. ثانيا ياسيدي, الكلام عن جماهيرية اي شخص لايمكن ان يكون بهذه المجانية, المسالة محتاجة لمفهوم احصائي,وقرائن الاحوال تشير الي ان السيد الصادق خسر جل قوته الجماهيرية المؤثرة بانصرافه عن المحن والالام الاجتماعية لاهل دارفور الذين ربما حسبهم مجرد مخزون بشري له, وهو بتقاصره عن مناصرة هؤلاء, يكشف عن خلل هائل في ادراك المعاني العميقة للديمقراطية والتي تعني شيئا سوي توقير كرامة الانسان. اخيرا ياخ دودي..لو كان لي ان اختار مرشحا, لاخترت ان نترك النظام يواصل غيه, فهو ماضي بعجلة تزايدية نحو حتفه الاخير,فهو الان يخشي علي غده اكثر من خشيته علي يومه, لذلك دعوه يسقط بمفاصلة نهائية لاجل القصاص التاريخي الذي ينتظره كل شريف وطاهر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: حاتم علي)
|
تحياتي استاذ حاتم فعلا من جرب المجرب لايستحق سوي الندامة, حقيقة بعد كل التصدعات الراسية والافقية التي احدثها نظام الجبهة في الحياة السودانية, كنا نظن اننا وعينا الدرس...ولكن!!!! خلاصة القول, الصادق هو تجسيد حي لمشروع السودان القديم الذي اوردنا المهالك, وهو واعي تماما بذاته وميوله وتحيزاته, لذا عبر الصادق بشجاعة وفي اكثر من مناسبة بانه ليس مع السودان الجديد وانما مع مااسماه بالسودان البديل في مخاتلة وتدليس واضحين, ارضاء لغرور فكري وسياسي وربما اثني ايضا. تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: Tragie Mustafa)
|
Quote: .لو كان لي ان اختار مرشحا, لاخترت ان نترك النظام يواصل غيه, فهو ماضي بعجلة تزايدية نحو حتفه الاخير,فهو الان يخشي علي غده اكثر من خشيته علي يومه, لذلك دعوه يسقط بمفاصلة نهائية لاجل القصاص التاريخي الذي ينتظره كل شريف وطاهر. |
قاطعوها يرحمكم الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: حاتم علي)
|
ما يغيب عن هؤلاء الدجالين (بعض) انصار حزب الامه بمنابر الحوار
انه جرت مياها كثيره تحت الجسر منذ آخر رئاسة للصادق المهدي للسودان.
فسودان اليوم 2009 ليس سودان 1990
وانصار اليوم 2009 ليسوا انصار 1990
I heard the same slogan before Sudan 1985 is not Sudan 1969
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
صحيح كلامك يا حاتم لكن قلة من تعي...
Quote: لو كان لي ان اختار مرشحا, لاخترت ان نترك النظام
يواصل غيه, فهو ماضي بعجلة تزايدية نحو حتفه الاخير,فه و الان يخشي علي غده اكثر من خشيته علي يومه, لذلك دعوه يسقط
بمفاصلة نهائية لاجل القصاص التاريخي الذي ينتظره كل شريف وطاهر. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: جملة جامعة مانعة، يا صديقي العزيز! يديدل العافية يا د.هشام! |
استاذنا د.حيدر...تحياتي مجددا انا حقيقة مندهش لموقف الحركة الشعبية كيف تركن وتطمئن الي مثل هذا الترشيح وهي تعرف جيدا من هو الصادق وخبرت ماهية نظرته للحركة ومشروعها للتغيير, بل وتعرف حقيقة موقف و مشاعر الصادق تجاه الزعيم الفذ قرنق..ثم اين هي الحركة وهي كانت دوما تؤكد جاهزيتها لخوض الانتخابات في كل مستوياتها,ماسر فتور الهمة?والتراجع ? وصراحة اعتقد ان الحركة منيت منية كبري بوجود سلفاكير في دفة القيادة, ولاادري مالذي يؤهل الرجل لقيادة الحركة في ظل وجود قائد مثل باقان اموم, فسلفاكير ثبت تماما بانه ليس علي قدر التحدي, علي المستوي الفكري والسياسي والتنظيمي فباقان هو رجل المرحلة ويمكن ان ينجح سلفا في قيادة الجيش, ولولا ضعف الاداء السياسي لسلفا لما تمكن الصادق من ان يطل براسه من جديدة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: Awad Elkarim Babiker)
|
Quote: *إياكم والصادق المهدى فديمقراطيته لا تقل فتكا عن بندقية البشير .. بقلم: كامل الشيبانى – تورنتو السبت, 05 ديسمبر 2009 11:08
هل يعقل أن نلدغ من الجحر الواحد ألف مرة دون أن ترتعش أجسادنا ؟؟ و هل تشبعت أجسامنا بالسموم حتى صرنا لا نكترث باللدغات المتكررة ؟؟ و هل تركزت هذه السموم فى منطقة الذاكرة من عقولنا حتى شلتها تماما و عدنا لا نذكر حتى أمسنا ؟؟ تتوارد الأنباء أن تحالف جوبا بصدد ترشيح السيد الصادق المهدى لمنصب رئيس الجمهورية. و منذ أن سمعنا بهذا النبأ و قبل صدوره بصورته الرسمية جحظت أعيننا هلعا و لم تتوقف قلوبنا عن الخفقان السريع خوفا و ظلت ألستنا ليل نهار تلوك عبارة واحدة لا غير "الله يكضّب الشينة". و لعجبى أن البعض قد كبر و هلل و آخرون امتطوا صهوة الإسفير يبشرون بفجر جديد، و أى فجر جديد لا تشرق بعده شمس الديمقراطية التى ظللنا نتطلع اليها، و ظل الصادق المهدى واحدا من ألدّ غيومها التى لا تفتر. اية ديمقراطية تللك التى يعرفها الصادق المهدى و هو لم يتزحزح قيد أنملة من منصبه طوال أكثر من أربعين عاما. و قد بدأ حياته العملية من نهاية السلم و كانت أول وظيفة يتلقاها فى حياته أو يتلقفها هى رئاسة الوزراء، و لما يبلغ بعد سن الرشد المطلوبة لهذا المنصب. و قد اقتلعها من المحجوب الذى تعدت سنوات تجاربه فى الحياة السياسية و خارجها عمر الصادق فى ذاك الوقت. و من يومها لم يتوقف عن اقتلاع أى أحد يتطاول عليه و لو بالرأى حتى و لو كان من دمه و لحمه. و قد ظل يعود الينا وفى كل مرة يكون أكثر جهلا بحكمنا فيسوء حالنا من بعد سوء. ففى الديمقراطية الأولى كنا نتلّمس الخبز حتى لا نشترى البائت منه، و فى ديمقراطيته الثانية لم يبت خبز، و فى الثالثة احتفى الخبز. فى الديمقراطية الأولى كان لكل منا فى المدرسة كتاب، و فى الثانية تشاركنا الكتاب، و فى الثالثة ضاع منا الكتاب. أرادنا العالم أن نكون سلة لغذائه و بفضله و فضل خلفائه العسكر صرنا متسولين لغذائه. فالى متى نظل حقلا لتجاربه الفاسدة و رهناء لخلفائه العسكر. أية ديمقراطية يعرفها الصادق و هو الذى يزرع الجهل فى أصقاع السودان ليحصدها مقاعد فى البرلمان، و لم نسمع به و لا بأحد من أتباعه قد فاز فى دائرة للخريجين. لم نشهده يفتتح معهدا أو جتى مدرسة فى أية واحدة من دوائره التى تعجّ بالجهل. لم يسعفهم بالتعليم و لا بالتنمية و لكن مدهم بالسلاح و الدمار ليفرضوا سطوتهم على بعضهم البعض و لم تتوقف فتنتة الى يومنا هذا. أية ديمقراطية يعرفها الصادق و هو الذى ساهم فى طرد أعضاء برلمانيين كانوا يمثلون الشعب فى دوائر انتخابية قبل أن يمثلوا الحزب الشيوعى. و فى ظاهرة كانت هى الأولى و لا زالت الأخيرة فى تاريخ الديمقراطيات. أية ديمقراطية يعرفها الصادق و هو يضرب بمصالح الملايين من السودانببن فى الخليج عرض الحائط و التى انعكست سلبا على أهلهم فى السودان، و هو يغادر فى أول رحلة له خارج البلاد بعد تنصيبه الى ايران، و الذى كان فى حرب مع المنطقة العربية. لم يكن غرضه الصلح مع العرب و لكن لاشباع رغبة نرجسية ظن أنها سترفعه الى الأضواء العالمية ان هو نجح فى حل قضية الرهاثن الأمريكان فى إيران. و هذه من شر بلياته التى تضحك إذ كان الناس فى السودان يعانون شظف العيش و هو لا ينفك يحدثهم عن مشكلة الرهاثن الأمريكان، يكررها حتى و لو كان يخطب فى مزارعى الجزيرة أبا ما دامت هناك كامرات تلفزيون، فتلطقتهم و هم يلهثون من الإعياء بعد ركضهم خلف عربة سيدى الذى لم يقل لهم كلمة واحدة عن محصول ذاك العام غير هذه الطلاسم عن إيران. و لا يتفوق عليها فى حسّانيته الا بيانه الذى أصدره قبل مباراة كرة القدم بين مصر و الجزائر بعد أن فرغ من ممارسة هوايته المفضلة الكلام فى المنتديات المصرية و البلد هنا تنضح بالمشاكل. مصيبة هذا الرجل المهذب فى حياته العامة أنه لا يحس ما يحسه الشعب و سيأتى اليوم الذى يسألنا فيه لماذا لا نأكل البقلاوة. نرجسية الصادق المهدى قد أودت بأرواح الألوف من أبناء الجنوب كان يمكن أن يهنأوا بالعيش و تهنأ البلاد بالإستقرار و السلام لو أن أقدارهم لم تدفع برجل كالصادق المهدى الى السلطة، ليماطل فى اتفاقية للسلام جاء بها الميرغنى من كوكادام. لم تسمح له هذه العلّة أن يكون غريمه فى السياسة هو الفائز بحل مشكلة السودان المزمنة. و ظل يماطل و يسأل عن توضيحات لغير ما غموض فى بنود الإتفاق و التى لم تتضمن استفتاء للإنفصال. لم تشفع شلالات الدم المتدفق فى الجنوب و لا دموع الثكلى من اليتامى و الرمل فى كل أرجاء البلاد، لم يشفع الإنهيار فى الإقتصاد بسبب الحرب و بسببه، و لم تشفع شفاعات الأمة كلها و تضرعاتها عند هذا الرجل لتثنيه عن رأيه و يقبل بالإتفاق، و ظل على عناده حتى أسلمها كعادته كل مرة للعسكر. لكم أن تتخيلوا أى ثمن غال دفعه هذا البلد لمراوغة سياسية بلهاء، فغير الأرواح التى زهقت و غير البلايين التى ضاعت فى الحرب، كانت البلاد قد حافظت على وحدتها و هى اليوم على شفا جرف هار من الإنفصال بعد اتفاقية نيفاشا التى لا تضاهى فى عدلها اتفاقية كوكادام. جاء معه حب الذات يسبقه الى القاهرة بعد مهزلة تهتدون و لما يهتد بعد، إذ لم يعجبه الحال بترؤس غريمه للتجمع. فاجتهد فى تعديل المناصب حتى يمسك بالقيادة و عندما فشل فى ذلك خرج من التجمع و خرح على الجماعه بتوقيعه اتفاقا مع الترابى فى جيبوتى، لم يجن منه جناح بعوضة. و من التبريرات الغريبة لترشيحه و التى يثيرها البعض أنه لم يشترك فى انقلاب عسكرى و لم تمتد يده للمال العام فى حياته. و الله عال، و هل أ صبح الإنقلاب العسكرى و السرقة سمة من سمات سياسينا حتى نشيد بمن لم يمارسهما. وهذا التبرير لا يقل سخفا عن قرينه القائل بأنه أقل ضررا من غيره، و هذه حجة مغرضة و لا تبشر بخير ما دام الضرر لا محالة سيدركنا و لو قليله. أما عن حجة ديمقراطيته فحدث و لاحرج، و كأنه لم يكن يقبض بيد من حديد على زمام الأمور داخل حزبه حتى أحال الجميع الى تبع لا يعصون له أمرا، و ان فعلوا فلا بقاء لهم فى الحزب حتى لو كانوا من أصحاب القامات أمثال مادبو و غيره كثر و هو يعد العدة لتوريث أبنائه. ثم أنه و بعد أن يعود للحكم فأول شيك يخرج من المالية سيكون لدفع تعويضاته كما فعل فى المرة الأخيرة، و لم يكترث للوضع المالى المتردى للبلاد و لم يستحى من اللذين قدموا أرواحهم أغلى ما يملكون رخيصة للبلد، ناهيك عن الذين شردهم خلفاؤه العسكر و هم لا يملكون قوت يومهم و لم يكترث حتى بإعادتهم لأشغالهم. ان وجود الصادق المهدى و أمثاله من الديناصورات القابعة فى الساحة السياسية تحجب الضوء عن الكثير من الوجوه والمواهب الجديدة و لا تطيق وجودها و لا تفسح لها مجالا الا ان كانت من أصلابها. فأوباما الذى ظهر من غياهب المجهول ليعتلى مقعد السلطة فى أقوى بلد فى العالم و فى زمن اعجازى لا شك ان أمثاله موجودون فى كل مكان و لكن لا يؤذن لهم بالظهور فى غياب الديمقراطية الحقة. فى الختام أتوجه اليك السيد الصادق المهدى بالرجاء أن تذهب عنا، فقد مسّنا و أهلنا الضر،ّ و لم تعد فى أجسادنا الهزيلة موقع للدغات جحرك الواحد، و لا فى آذاننا الموقورة متسع لكلماتك و لا فى جيوبنا المنزوعة قرش واحد لدفع تعويضاتك. إذهب سيدى فكلامك المعسول لا يطعم طفلا فينا و لا يشفى عليل. إذهب و لتبقى لك و لأحاديثك العذبة كل صوالين العالم و محطات تلفزيوناته. أدعوك باسم الملايين من الصامتين المحزونين و المصطفين على أرصفة الأمل انتظارا لبارقة أن تذهب. أدعوك باسم كل الذين لم يحركوا ساكنا فى نهار من نوفمبر و فجر من مايو و يونيو يلعنون الماضى و ينعون المستقبل أن تذهب، بل أدعوك باسم كل الذين ماتوا فى أحراش الجتوب انتظارا لتوضيحاتك أن تذهب، و لتذهب معك كل الوجوه القديمة، فكل مساحيق الأرض لن تغير شيئا من ملامحها. كامل الشيبانى – تورنتو
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة (Re: الغالى شقيفات)
|
الاخ هشام عثمان
تحياتي
كيف يستطيع ان ينهار النظام لوحده، و ما هي اليات التبنؤ و التي هي مبنية علي الواقع السياسي الحالي التي تعضد من هذه القراءة؟.
علينا مساندة و دعم قوي الاجماع الوطني عند ترشيحها لمرشح واحد ( اي كان تسيمته) لخوض الانتخابات ضد البشير، هذه هي الالية الوحيدة التي يمكن ان تغير النظام الحاكم، هذا في حالة وافقت هذه القوي علي خوض الانتخابات. و قطعا هو الفائز في حالة نزاهة الانتخابات المقبلة.
نظام جديد - تحول ديمقراطي حقيقي هو الهدف في المرحلة المقبلة، و لتمارس كل جماعة و كل حزب نقدها لبعضها البعض، النقد الموضوعي و الذي يستند علي رؤية التغيير نحو الافضل في فترة الديمقراطية الحقيقية.
لنجعل هدفنا الان هو ان تقف الديمقراطية علي رجليها اولا، كهدف استراتيجي عام، ثم لنبدأ بعد ذلك في تقييم و تقويم قادة الاحزاب المشاركة في السلطة و كذلك برامجهم المختلفة.
تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|