|
Re: استهداف النوبيين ليس جديدا (Re: Suad I. Ahmed)
|
عزيزتي سعاد، أحر تحياتي ومحبتي، قرأت بشغفٍ وحُرقة خطابك المشتعل الوضئ المعتد بتاريخ وبعطاءٍ ثقافيين يستحقان الإعتداد بالفعل لا بالادعاء. وسوف أضيف هنا ما أعلم أن سخائك وتواضعك يمنعانك من قوله، بل من أن يخطر حتى على بالك أصلاً. نعم فقد أعطى النوبيون لبلادناكل من ذكرتِ من المبدعين في مختلف حقول الإبداع الفكري والحضاري والسياسي والإداري والثقافي. إلا أن النوبيين قد أهدونا أيضاً درة هذا العطاء الثر. اللؤلؤة التي ظلت تحتضنها صَدَفَة الحضارة النوبية على مر الدهور إلى أن تفتقت عنها في في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي: سعاد إبراهيم احمد، واسطة هذا العقد النضيد من جواهر الثقافة النوبية. هذه المثقفة بمعنى الكلمة الحقيقي، العالمة، العارفة، التي لم تصمت عن قول كلمة الحق أبداً، في كل الظروف والتي لم تتردد لحظةً في بذل كل ماتملك بكل معاني الكلمة. والتي فضلت بتصميمٍ ووضوح رؤيةٍ مؤكدين هذا الخيار الصعب الشائك: خيار الدفاع عن مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية والإخاء الإنساني في أعلى صورها وأكثرها جذريةً، في وقتٍ كانت كل الخيارات السهلة الأنانية حسيرة النظر هناك، طوع الأكف و ملء خزائن سوق النخاسة السياسي والثقافي الأفندوي. شكراً على مساهماتك الشامخة في البورد. وشكراً على سخائك وعلى فلم تستكثري نفسك ولا وقتك على أجيالٍ من الشباب هي في أمس الحاجة إلى استعادة الثقة بالوطن وبالأجيال الماضية/الحاضرة من مثقفيه الشواهق من قريناتك وأقرانك وأمثالك ومثيلاتك، ممن تسعى مؤسساتٌ ظلاميةٌ عديدةٌ للتعتيم عليهم وعليهن وعلى مساهماتهن ومساهماتهم المشرقة المشرفة الشامخة. وشكراً لك ياستي وعزيزتي وزهرة أصدقائي وأحبابي اليانعة على ذلك اليوم الجميل الباهي، الذي قضيناه أنا والصديقة سلوى سعيد في دارك المؤقته العامرة بحلولك فيها. وشكرا لسماح ايضاً. واسمحي لي بأن أقول لهاإن مَن تقف إلى جانب سعاد في هذا الظرف الصعب فإنما تسند ركيزةً مكينة من ركائز وطننا الأساسية. هيا يا أستاذتي وذخري وسندي، وركازتي، وركَّازَة أجيالنا المتعاقبة نحن العصاة الذين تعلمنا منك أن نرفع "سواعدنا وأكفنا ضد الشروط (المذلة)، وضد إحناء الجباه الفارعة"، هيا، أرفعي صوتك هيبة وجبره خلي جراح اولادِك تبرا، كبروا مكان الضحكة العبرة، إلا يقينُن فيكي اتماسك. عفوا أولادك وبناتك. وبناتك قبل أولادك. محبتي "بالآلاف لا يوم الوقاف" (وهذه تقريها بلغة بربر والبطانة)
عزيزك بـــولا
|
|
|
|
|
|
|
|
|