حين وقف (زعيم البجا) على بعد مترين من البوابة رافضاً طلب الإذن بالدخول
(إن عملية استخراج تصريح من السلطات المصرية في مدينة حلايب بغرض دخول المثلث يعني اعترافاً كاملاً بتبعية حلايب لجمهورية مصر العربية) بهذه العبارة كان يتحدث معي أحد مرافقي مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد الى مثلث حلايب،
ومساعد رئيس الجمهورية كان على علم تام بأن الزيارة ستواجه اعتراضات جمة من قبل عدد من الأطراف بحجة عدم وجود أي دواعي للزيارة وأنه منذ أن دخل الطرفان في نزاع حول حلايب لم يقم أي مسؤول سياسي من الخرطوم بزيارة لها،
رغم أن السيطرة عليها مصرية بالكامل، وسكان حلايب سوادنيون،
استسلم بعضهم للأمر الواقع والآخر أصبح يجاري الحياة تارة يقيم خارجها وأخرى بداخلها وعلى طول الطريق من أوسيف الى بوابة مدخل مدينة حلايب تنتشر بعض مساكن لأسر وجماعات سودانية،
وهى مساكن تحمل ذات ملامح مساكن الشرق المعروفة، وتلك الأسر كانت تقيم داخل حلايب قبل دخول المصريين إليها في مطلع تسعينيات القرن الماضي، ولكنها الآن فضلت البقاء في الوديان والسهول وبين الجبال
هرباً من سوء المعاملة المصرية التي تحدث عندما يتعكر صفو العلاقة بين الخرطوم والقاهرة، وتتحسن عندما تعود المياه الى مجاريها، كما قال أولئك الموا
طنون .
السلك الشائك على امتداد المثلث
في تمام الساعة الثامنة صباحاً كانت حوالى تسع سيارات
من بينها سيارة مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد تقف علي بعد مترين من البوابة الرئيسية لمنطقة حلايب
قاطعة حوالي (288) كيلو متر حتى تصل الى تلك البوابة،
والتي وجدها الوفد مغلقة تماماً بواسطة (طبلة وجنزيز حديدي)
والبوابة التي من خلالها يدخل ويخرج الناس يمتد منها سلك شائك ارتفاعه من الارض حوالي مترين يمتد من ساحل البحر الأحمر شرقاً حتى تغيب عن النظر غرباً (بعض الأهالي لا يتردد فى تأكيد أن هذا السلك الشائك يمتد حتى الحدود الليبية) وبين مسافة والأخرى ترى نقاط المراقبة المنتشرة على جانبي السلك،
ويقف خلف البوابة مباشرة جنديان فقط من القوات المصرية بزي عكسري مكتمل،
وأن الدخول والخروج من والى المثلث يخضع الى إجراءات أمنية مشددة من قبل الجانب المصري، حيث لا يسمح للعربات الخالية بالدخول الى حلايب، وتستثنى فقط تلك التي تحمل بضائع.
مصرنة المجتمع في حلايب
الجانب المصري بحسب المواطنين الذين تركوا المنطقة فإن هناك حملة مكثفة تهدف الى مصرنة المواطنين من خلال استخراج بطاقات مصرية حتى يستطيعوا أن يحصلوا على الخدمات الأساسية في المنطقة،
وانتقد بعض منهم عدم تسهيل إجراءات الدخول للذين لديهم أقارب داخل حلايب أثناء العيد، أو عند ما تكون هناك مناسبات فرح او كره، وأنهم دائما ما يجدون الرفض من الجانب المصري،
الأمر الذي يجعلهم يتجهون الى تسلل السلك الى داخل حلايب ولكن هذا طريق ليس مسلوكاً بل محفوف بالمخاطر خاصة إذا تعرضت للتوقيف من الجانب المصري فبجانب ما يلاقيه الموقوف من عنت فأهله داخل المثلث لا ينجون من المساءلة إن لم تكن الملاحقة.
مائتا أسرة نزحت من حلايب
أحد المواطنين أصر على عدم نشر اسمه أو صورته، أبان في حديثه لـ(الأخبار) بأن عدد الأسر التي نزحت من داخل حلايب تقدر بحوالي (200) أسرة ينتشرون بالقرب منها في المدن الأخرى،
وأشار الى أن المثلث توجد بداخله ثلاث مدارس مصرية تدرس المنهج المصري فقط،
بينما كل التلاميذ سودانيون،
والمعلمون من جمهورية مصر العربية
وان الطالب الذي يتفوق في دراسته بعد تخرجه لا يوظف وإنما يظل عاطلاً دون عمل، وأن السلطات هناك تحاول التضييق على ارتداء الزي البجاوي، بل وقال محدثنا إنه حدث في بعض المرات التي تكون هناك مناسبات أن ملابس بعض المواطنين.أحرقت دون أن يشرح الكيفية التي تمت بها العملية.
لا انتخابات فى حلايب