البائس أموم : سنقضي علي دولة الجلابة ...!!!

Quote: قبل نيفاشا التي لطالما حذَّرنا منها لم يكن بمقدور خيول المغول الجدد أن تحلم بدخول جوبا أو واو أو ملكال لكنها اليوم ـ وبفعل نيفاشا ـ تدخل بجيشها إلى الخرطوم وتعمل على استباحتها ويتطاول باقان وينتفخ وينتفش ويخاطب سكان الخرطوم ومجاهديها القدامى وجماهير شعب السودان الشمالي بأن يخرجوا لمناصرته للإجهاز عليهم وأن يمدوا رقابهم ليذبحهم من الوريد إلى الوريد كما تفعل قواتُه بشعبه في جنوب السودان!! قبل نيفاشا خرج عرمان من الخرطوم خائفاً يترقب بعد أن فعل فِعلته الشنعاء عقب مقتل الشهيدين الأقرع وبلل في جامعة القاهرة فرع الخرطوم حيث كان يدرس أما بعد نيفاشا فقد هبطت طائرتُه في مطار الخرطوم ورفع يده من سلم الطائرة بعلامة النصر وصوّرته كاميرا صحيفة أخبار اليوم!! نصر بلا حرب.. نصر يُمكِّن باقان وعرمان بل وقوات الجيش الشعبي من دخول الخرطوم من خلال التفاوض بعد أن كانوا عاجزين عن دخول أيٍّ من مدن الجنوب من خلال البندقية!! بربكم أية غفلة تلك التي تسوقنا اليوم لحتوفنا بأظلافنا بل أية خيانة وأي شيطان ذلك الذي يجعل الترابي محرِّض المجاهدين قديماً على قتال باقان وعرمان وزعيمهما قرنق يدخل اليوم دار الحركة الشعبية ويدعو إلى تمكين باقان من رقابنا انتقاماً ممّن أقصوه عن السلطة وكأنه لم يُقصِ الصادق المهدي ذات يوم عن تلك السلطة ولم يصِمْه ذات يوم بالخيانة حينما وضع يده في يد قرنق وأنشأ معه تجمُّعهم القديم الذي جُدِّد اليوم على يد الترابي وغيره من الحاقدين تحت اسم قوى الإجماع الوطني أو قوى تحالف جوبا!! إنه الحقد الأعمى الذي ساق قابيل قديماً لنحر شقيقه هابيل إذعاناً لشيطان (السلطة والثروة) وحظوظ النفس الأمّارة بالسوء.

Quote: إنه الترابي (موديل 2009) الذي كَفَر بكل إرثه وتاريخه بل ودينه القديم الذي كان يحرِّم مجرد الجلوس إلى الحزب الشيوعي لا التحالف معه والذي كان يخاطب المجاهدين بفقه الولاء والبراء الذي ركله اليوم بقدميه: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم...)، وهل من محاددة أكبر من أن تعترض الحركة الشعبية ممثلة في شيطانها عرمان على إيراد البسملة في صدر الدستور الانتقالي وفي أول جلسة لمناقشة الدستور بعد أن حطوا بأقدامهم النجسة على أرض الخرطوم؟! وهل من محاددة أكبر من تلك الحرب التي تشنها حكومة الجنوب اليوم ـ والتي جاءت بفعل نيفاشا ـ على الإسلام والمسلمين في جنوب السودان والتي بلغت درجة رفع الأذان في كثير من مناطق الجنوب وتحويل جوبا والجنوب إلى ماخور كبير للرذيلة والموبقات وساحة ضخمة للموت والخراب الذي يعملون اليوم من أجل تعميمه على الشمال المسلم؟! (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون). هل تذكرون قرائي الكرام تصريح باقان لصحيفة (الصحافة) في يوليو2004م أي قبل نحو ستة أشهر من توقيع اتفاقية نيفاشا والذي جاء بعنوان: (نيفاشا ستقضى على دولة الجلابة)؟! بربكم ألا يحق له الآن أن يشعر بالغبطة أنه بات قاب قوسين أو أدنى من إقامة مشروعه القميء على رقابنا بعد أن تمكن من قيادة الترابي والصادق وأصبح متحدثاً باسمهما وغيرهما من الغافلين والمتآمرين؟! لقد اعتنق الترابي ديناً جديداً اسمه الحريات ونصب عجلاً للسامري بات يتعبد في محرابه اقتبسه من ثقافته الفرنسية التي نهل من معينها الكثير وساقه دينُه الجديد إلى التحالف مع الحركة الشعبية التي يعلم علم اليقين نوعية الحريات التي تمارسها في جنوب السودان حيث يُقتل المعارضون بدم بارد ويُعتبر من يُزج بهم في السجون من الرابحين وهل من دليل أكبر من تصريح رئيس الجنوب لقناة الجزيرة بأنه لن يسمح لحزب التغيير الديمقراطي الذي يتزعّمه د. لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية... لن يسمح له بممارسة العمل السياسي وهل من دليل أكبر من مريم برنجي التي قُتلت وغيرها كثير؟!

(عدل بواسطة بشير أحمد on 12-10-2009, 09:10 PM)

Quote: لكن الترابي وصحبه من حلفاء اليوم أعداء الأمس بمن فيهم الصادق المهدي لا يهمهم ما يجري في جنوب السودان الذي لا يتصارعون ولا يتنافسون في حكمه وإنما تهمهم الخرطوم التي يسيل لها لعابُهم ناسين أن باقان لن يكون أرحم بهم من رحمته للام أكول الذي يُضيِّق عليه الخناق ولكاربينو الذي قُتل ولصمويل قاي توت الذي ذُبح وللقاضي ماجير الذي صُفِّي ولوليم نون الذي سُحل وللعشرات بل المئات الذين قضوا على يد قرنق وأولاده لمجرد إبداء آراء مخالفة؟! إن الترابي والصادق وغيرهما هم الجلابة الذين ظل باقان يتوعدهم بالليل والنهار طوال السنوات الماضية. وإذا كان باقان وزعيمه قد ركلا التجمُّع الوطني قديماً وضحّيا بزعمائه قديماً وحصدا ثمار نيفاشا، فإن باقان عندما يحكم الخرطوم بمؤازرة الترابي والصادق المهدي الذي أرجو أن يعيد النظر في إيلاء الأمر السياسي في حزبه لابنته مريم التي تتصف بكثير من السذاجة وفقدان المرجعية الفكرية للحزب، خاصة وأنها قريبة جداً من عرمان وباقان... أقول إن باقان عندها سيبدأ بهم ذلك أن الغدر عقيدة عند هؤلاء الذين لم يُخفوا مشاعرهم في يومٍ من الأيام وستُقام مشانق زنجبار من جديد في قلب الخرطوم (ليفشوا غبينتهم) وينفثوا أحقادهم وتسيل الدماء في شوارع الخرطوم أنهاراً. هل نسي الناسُ أحداث الإثنين الأسود التي (بشّر) بها باقان الذي حذر قبل توقيع نيفاشا من انفجار ما سمّاه بالحزام الأسود حول الخرطوم.. وهل نسي هؤلاء تحذير قائد مخابرات الحركة الشعبية قديماً الحاقد إدوارد لينو الذي قال قبل (الإثنين الأسود) إن ملايين الغاضبين حول الخرطوم سيتحركون؟!! نسي الترابي في غمرة أحقاده الدفينة أن الحرية يُضحّى بها في سبيل الدين الذي يستشهد في سبيله معتنقوه بأرواحهم وأنها لا تُقدَّم البتة على الدين إلا أن السؤال الذي ينبغي أن يُعاد تكرارُه لهؤلاء الغافلين: هل يطلبون الحرية عند باقان أم هل يضمن الترابي الذي يدعو من دار الحركة الشعبية إلى إسقاط الحكومة الحالية البديل أم أن الشيطان ـ حتى ولو كان باقان ـ أفضل من البشير الذي انتزع منه السلطان؟! ثم ألا يخشى الترابي من عقابيل سقوط هذه الحكومة بما في ذلك انهيار الدولة وصوملتها أم أن كل شيء يهون في سبيل تصفية الحسابات ومضغ كبد حمزة كما فعلت هند بنت عتبة يوم أُحد؟!

Quote: مآخذي على الإنقاذ كثيرة وهل خرجتُ منها إلا مستقيلاً بعد أن بذلتُ وقدمتُ (أستغفر الله) احتجاجاً على بعض الممارسات؟! لكني والله لن أبيع ديني ووطني استجابة لمرارات شخصية ذلك أن فقه الأولويات يقتضي أن نترفَّع عن الصغائر وحظوظ الأنفس الشح بل أن نسمو ونترفّع عن الكبائر اتّقاء لكبائر أكبر. إني لأدعو جماهير الثلاثاء المجيد الذي أعقب يوم الإثنين الأسود إلى الخروج دفاعاً عن أنفسهم ودينهم ووطنهم من أن يغدر بهم المغول الجدد وأن ينتظموا في مسيرة هادرة من عدة ملايين تكبح جماح كل من تُسول له نفسه احتلال الخرطوم كما أود أن أسأل قبيلة النعام: أما آن الأوان لركل نيفاشا وتمزيقها تطبيقاً للآية الكريمة: (وإما تخافنّ من قوم خيانةً فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين)؟! أما آن لنا أن نستيقن الآن أن هؤلاء المغول لن يشبعوا حتى ولو أُنزلت عليهم المن والسلوى واستُحلبت لهم الطير؟! فلو كانوا يشبعون لفرحوا بنيفاشا واكتفوا بها وشكرونا على ظلمنا أنفسنا وتنازُلنا عن حقوقنا وهواننا على أنفسنا لكنهم لا يشبعون إلا بعد أن يرتووا من دمائنا