هيئة( معر.........ين) السودان تحرم المظاهرات.... و المعارضة تسخر من الفتوى

Quote: نداء اليقظة..ظاهرة البغاء السياسي..!! الكاتب رئيس التحرير الخميس, 10 ديسمبر 2009 15:31 ٭ هناك قضايا يجب أن تناقش بوضوح وصراحة، لأن ترك الأوضاع هكذا سيكون وبالاً على السودان، وعلى الأجيال القادمة، خاصة اللُحمة الاجتماعية في شمال السودان، التي تتعرض لهجمة شرسة وتفريط لا حد له لتمزيقها وتشتيتها، وقد بُليت حياتنا السياسية وبُلينا كلنا بقيادات الأحزاب الكبيرة التي لا ترى إلا تحت أقدامها، ولا تريد التفكير في المسائل الاستراتيجية الكبرى، مفضلة العاجلة على الآجلة، والمصالح الذاتية والحزبية الضيقة، على مصلحة البلاد العليا وتماسك الكيان صاحب الهوية الواحدة والتوجه المتحد والمصير الذي لا يقبل القسمة على اثنين. ٭ يمكن القول إن السياسة في بلدنا وممارستها، صارت مثل مهنة البغاء، وهي ثاني أقدم مهنة، في التاريخ، كما يقول الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، الذي لم يرَ بعد ممارسته للسياسة، أن لا فرق أبداً بين المهنتين. ٭ من هذه النقطة، فإن ما يحدث في الساحة السياسية من ضياع القيم والثوابت، واختلاط ما لا يمكن أن يجتمع وتداخل المتناقضات وتوحد الأضداد وتزاحمها، هو البغاء السياسي نفسه، الذي يجعل حدود وفواصل القيم والمبادئ الفكرية والقواطع في الرؤى، أمراً لا قيمة له على الاطلاق، وهذه هي الأزمة الحقيقية التي تعيشها بلادنا اليوم.. إذ انتفى كل شيء واختلط الحابل بالنابل، وصار القاتل والمقتول جسداً واحداً، والجلاد والضحية حميمين لا يفترقان، وأقصى اليسار وأقصى اليمين نقطة التقاء واستواء كاملة. ٭ المشهد السياسي الذي نراه وتجسده العلاقة والتحالف والتشارك بين أحزاب المعارضة الشمالية والحركة الشعبية، هو أبلغ دليل على أننا فقدنا المعايير الضابطة، ليس في العمل السياسي وإنما في كل شيء، فما الذي يجمع المؤتمر الشعبي أو حزب الأمة بالحركة الشعبية أو الحزب الشيوعي التائه في متعرجات الدروب؟!.. ليست هناك قواسم مشتركة ولا برنامج ينبع من معين فكري واحد، ولا هدف سياسي تواضعوا عليه، ولا جوامع في الرؤى والأفكار ومراجع في المنابت والمناشئ التي نهلوا منها، فكل الذي يجمعهم الآن هو التآمر والخبث والخبائث، والغل والحقد الأعمى والكيد الذي سيحيق بصاحبه لا محالة. ٭ إن حزب الأمة القومي ومجموعة مبارك الفاضل والمؤتمر الشعبي وأية قوى شمالية أخرى، فقدت أهليتها الأخلاقية والسياسية، بأن تنساق وراء الدعاية والأحقاد وأغراض الحركة الشعبية والشيوعيين، فالهدف ليس هدفاً للإصلاح السياسي ومعارضة السلطة القائمة وإزاحتها سلمياً، الهدف كان أكبر من ذلك، ويكفي أن منفستو الحركة الشعبية وأدبياتها وأقوالها، كلها تتصادم مع ما يريده حزب الأمة وكيان الأنصار والمؤتمر الشعبي الذي قاتلت كوادره في الجنوب مع إخوانهم في المؤتمر الوطني، وذهب من ذهب إلى علياء السماء شهيداً، فكيف تذوب كل هذه الفواصل تماماً ليكون العملاء وربائب الأمريكان من أمثال باقان وعرمان هم الإخوة الذين يبادلونهم الود ويتخندقون معهم ويحاربون في صفهم ويدافعون عنهم ويذودون عن حياضهم..؟! ٭ هذه الظاهرة الغريبة التي ترفضها قيمنا وتاريخنا، إلا في إطار محدود، مثل وثيقة وعهد الاتفاقيات التي لا تغني شيئاً مقابل بقاء الحواجز والحدود والفواصل التي تحجب الذوبان والتماهي، هذه ظاهرة غريبة، يتحدث أصحابها حديثاً مضللاً وتافهاً، لا يستند الى منطق سليم لتبرير انقيادهم وانسياقهم وراء الحركة الشعبية التي صارت حبيبتهم، وهم لا يريدون منها إلا أن تتقدمهم ويستخدمونها لضرب خصمهم ونفث سمومهم، وهو موقف لا يرضاه العقل السليم ولا القلب المعافى من الضغائن. ٭ وعلى جماهير الأنصار وحزب الأمة وقواعد المؤتمر الشعبي وبقية التنظيمات الشمالية الأخرى، أن تعي جيداً أن العدو لن يكون صديقاً، وسيكونون هم أولى ضحاياه إذا حقق أغراضه، وليتركوا القيادات التي تحاول احتراف البغاء السياسي.