|
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي (Re: abubakr)
|
"مصر هي التي قدمت وضحت وعملت لاجل الاخريين وان الاخريين اما متحامليين او تاكلهم الغيرة او ناكري جميل " هو اهم الاصوات في الاسطوانة التي يدورها الاعلام المصري والساسة المصريين وحتي شعراء مصريين كاحمد عبدالمعطي حجازي والمؤشرات هنا فيما كتب ونشر في اهرام اليوم :
Quote: نحن أيضا مسئولون! بقلم: أحمد عبدالمعطي حجازي http://www.egypty.com/manshet/links_go.asp?id=2 أريد أن أستكمل اليوم ما بدأته يوم الأربعاء الماضي عما حدث بيننا وبين الجزائريين في مباريات الكرة من تجاوزات مؤسفة, طالبت بأن نكون هادئين ونحن نفكر فيها لنراها علي حقيقتها, وأن نكون صرحاء في التعبير عما نراه لتظهر الحقيقة ويعرف كل طرف واجبه نحوها.
وفي اعتقادي أن هذه التجاوزات التي حدثت في مبارياتنا مع الجزائريين لم تكن انفعالا طارئا نرد عليه بانفعال, ولم تكن عبارة نابية نقابلها بمثلها, وإنما كانت هذه التجاوزات تعبيرا عن ضغينة مكتومة, واستعداد مسبق عبر عنه الجزائريون في إشاراتهم وتلميحاتهم السياسية, كما في حديثهم عن فلسطين التي لم ننجح في تحريرها, وفي وضعهم نجمة داود شعار إسرائيل مكان النسر في العلم المصري, ومعني هذا أن وراء تجاوزات الجزائريين موقفا معاديا للسياسة المصرية, لا أعتقد أنه محصور في جمهور الكرة, وإنما هو بطبيعة موضوعه يتجاوز هذا الجمهور ويتعداه إلي جمهور أوسع, بل هو يتعدي حدود الجزائر ليجد من يتبناه في بلاد عربية مختلفة, وقد أشرت في الأسبوع الماضي إلي صور من هذا الموقف العدائي الذي تقف وراءه وتغذيه جهات عديدة في داخل المنطقة وخارجها ترفع أعلاما مختلفة, وتتحرك في اتجاهات شتي, لكن طرقها تتقاطع في نقطة مشتركة, وهدف جامع هو إيقاف مصر ووضعها داخل حدودها لا تتعداها.
منظمات سياسية, ونظم ثورية كانت تستمد وجودها وتكتسب شرعيتها وتشعر بأنها آمنة محمية مادام المصريون يقدمون تضحياتهم التي ظلوا يقدمونها وحدهم بلا مقابل منذ أواخر الأربعينيات إلي أواسط السبعينيات, ونظم أخري شعرت بالخطر يهددها من كل جانب في تلك المرحلة التي تعاظم فيها نفوذ المصريين, فضلا عن إسرائيل التي لا تستطيع أن تشعر بالأمن مادامت مصر ظلت تقود النهضة العربية وتؤدي دورها في المنطقة, وعن المصالح والأطماع الأمريكية المتحالفة بطبيعتها مع إسرائيل.
هذه القوي المختلفة تعاونت أولا فيما بينها علي الإيقاع بمصر واستثارة حكامها للزج بها في حرب انتهت بهزيمتها عام1967, ثم استغلت هذه الهزيمة وما طرأ علي السياسة المصرية في سبعينيات القرن الماضي من تطورات وتحولات لتهاجم مصر التي لم تنجح في تحرير فلسطين, وتؤلب عليها الجماهير, وتحول بينها وبين أداء دورها في المنطقة, وتسعي بكل الوسائل لتقلص من نفوذها بادئة من داخل مصر بإحياء نشاط الجماعات الدينية, وتبني مشروعها السياسي وتقديمه للمصريين بديلا عن مشروع النهضة الذي اعتبرته هذه الجماعات والواقفون وراءها في الداخل والخارج تقليدا للغرب الكافر أبعد المصريين عن عقيدتهم فعوقبوا بهزيمة يونيو التي كانت في نظر هؤلاء انتقاما ربانيا, كما أن انتصار أكتوبر لم يتحقق إلا بالملائكة الذين ساعدونا في عبور القناة.
وفي ظل مناخ محلي وعربي ودولي محبط تراجعت فيه أحلام البشرية في التقدم والتضامن أتيح لهذه الخرافات أن تنتشر, وللإسلام السياسي أن يروج ويروج معه الفكر الأصولي القائم علي النقل والإملاء والتقليد المعادي للعقل والاجتهاد والتجديد, وأن يجد له أنصارا في داخل الأزهر الذي احتل مكانه المرموق كمرجع ديني حين تبني حركة تجديد الفكر الديني التي قادها إمام النهضة محمد عبده, فإذا به يتنازل عن هذا المكان في ظل الردة السلفية التي لم تكتف بالسعي لتدمير مشروع النهضة الذي أتاح للمصريين أن يحتلوا فيه مكان الرواد, وأن يلعبوا دورهم في المنطقة العربية, وإنما هي تسعي فوق ذلك إلي إعادة مصر إلي ما كانت عليه في العصور الماضية, أي أن تعود ولاية تحتكم للفكر الديني السلفي الذي يفرضه أصحابه من خارج الحدود!
وأنا هنا لا أكتفي بقراءة ما وراء الأخبار, ولا أبالغ في تصوير ما تشير إليه, وإنما أنقل ما صرح به واحد من دعاة هذا الفكر السلفي. لقد رحب هذا السيد بقيام دولة دينية تنضم لها مصر ويحكمها ماليزي أو باكستاني, وهذا هو المناخ الرديء الذي دارت فيه مباريات الكرة بيننا وبين الجزائريين, ووقع فيه ما وقع بيننا وبينهم.
ولقد أشرت إلي السبب الأصلي الذي صنع هذا المناخ, وهو سقوط مشروع النهضة, وإلي القوي التي سعت سعيها لإسقاطه, والقوي التي استفادت من ذلك, ومنها بعض النظم العربية التي تحب أن تزكي نفسها بالطعن في الآخرين, وتحب أن تلهي شعوبها بقضايا عابرة للحدود تتعمد فيها الكذب وإخفاء الحقائق, وإثارة النزعة الغوغائية في الجمهور البسيط, وتحريضه علي هؤلاء الذين لم ينجحوا في تحرير فلسطين, وصرفه عن الاهتمام بقضاياه الداخلية, لأن اهتمامه بهذه القضايا الداخلية يحمل النظم الحاكمة ما لا تطيق.
غير أننا أيضا مسئولون لأننا نقع نحن أيضا فيما يقع فيه الآخرون, ولأننا لا نكشف دائما عن الحقيقة, ولا نعلن بالقدر الكافي عما قدمناه لأشقائنا, ولو أن الجمهور الجزائري الذي أساء للمصريين كان علي علم بما قدمه المصريون للثورة الجزائرية لما تصرف علي هذا النحو.
ولقد يظن بعض أشقائنا أن سقوط مشروع النهضة, وتراجع الدور المصري في المنطقة, يمنحهم فرصة الحركة في المجالات التي خرج منها المصريون, لكن هذا وهم, لأن مصر ستظل تلعب دورها في المنطقة حتي في ظل الردة السلفية التي لن ينحصر خطرها في بلد واحد, وإنما ستنتقل من بلد إلي آخر لتعيدنا جميعا إلي عصور الظلام, وليس هذا مجرد توقع, وإنما هو واقع ملموس.. الفتن الطائفية والعرقية تهدد الجميع, والحروب الأهلية تشتعل هنا وهناك, في المشرق والمغرب, والإرهاب الديني لا ينال من مشروع النهضة وحده, بل ينال كذلك من الإسلام وحضارته ومكانه في العالم. |
|
|
|
|
|
|