|
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي (Re: abubakr)
|
ومقال سوداني اخر اكثر هدؤا لحيدر ابراهيم .... ولقد اشار الي الحريات الاربع والتي صارت في اتجاه واحد .. واود ان اشير الي ان امر الخبرات المصرية ليس اساسيا ففي الشتات السوداني الاف من خبرات فنية ومهنية اعرف ببلدها وامكانياتها ..فالمعرفة والمعلومة والخبرة صارت عالمية ولا تستوجب جيرة ...
Quote: عن العلاقات المصرية السودانية
حيدر ابراهيم علي: البيان الاماراتية تعتبر العلاقات المصرية السودانية، رغم مظاهرها الخارجية، من أكثر علاقات الدول المجاورة تعقيداً، إذ من المعتاد أن تتميز علاقات الدول المتجاورة بقدر من التعقيد. ولكن ما يميز علاقات مصر والسودان من مشكلات، يجعل الأمر يحتاج إلى كثير من التأمل والتحليل، وإلى أحكام وتقديرات جديدة باستمرار. فهذه العلاقات مثقلة بعبء تاريخ ليس كله إيجابيا، مما أنتج عقدا تاريخية يفضل الجانب المصري تسميتها «حساسيات». وعجز المصريون والسودانيون عن التعامل مع تاريخهم المشترك، كمصدر فقط للدروس والعبر الماضية والمفيدة في تشكيل مستقبل أفضل. فالجانبان يصران على حمل أخطاء التاريخ على ظهورهم، واستدعائها في التعامل مع الحاضر وتحديد المستقبل. لذلك، اتسمت العلاقات بالهشاشة أمام أي اختلالات تصادف المسيرة المشتركة بين البلدين، إذ يمكن لحدث شديد التفاهة أن يترك آثارا خطيرة في العلاقات. وهذا يعني أن النتيجة ليست محصلة السبب المباشر، ولكن التاريخ والعقد الماضية هي التي تحدد النتيجة. هذا الواقع هو ما يمكن أن يفسر الإصرار على زج السودان في «معركة الجزائر ـ مصر» الأخيرة، بل وجعل منه بعض الإعلاميين والمسؤولين المتهم الأول، وتعرض السودان من قبلهم إلى هجوم يفوق كثيرا ما كان يجب أن يوجه للمتهم الأصلي. وهذا ما أغضب السودانيين حقيقة، خاصة وقد بذلوا جهدا فوق طاقتهم المنهكة لإبداء مظاهر الكرم والاحترام والتقدير لأشقائهم المصريين، فغضبوا لظلم ذوي القربى. وكان الموقف مرشحا لتدهور سريع وخطير، لولا تدخل حكيم من الحكومة وبعض العقلاء من الساسة والإعلاميين. فقد ردد أغلب السودانيين «نحن دائما الحيطة القصيرة للمصريين»! وهذا تعبير شعبي بسيط للغاية، ولكنه مليء بمشاعر الغبن والإحساس بعدم الاحترام والمكانة الدونية التي يحتلها السوداني عند كثير من المصريين. فمن المعلوم أن القنوات الفضائية المصرية ذات انتشار ونفوذ قويين في الظروف العادية، فما بالك في وقت ما سمي بـ«موقعة» أو «معركة» الخرطوم! ففي قمة التوتر والغضب، يطل من أهم القنوات المصرية إعلاميون معروفون لـ(يفرشوا الملاية) للسودانيين، فالمسألة لم تكن رسالة إعلامية. ففي أحد الاتصالات يقول أحد المشاهدين، جامعا بين الجزائريين والسودانيين: نحن علمناهم الحرف اللي بشتمونا بيه! ويقاطعه مقدم البرنامج: أنت كده جبتها من الآخر!. لا يسمح المجال لتعداد المضامين المسيئة والتحقيرية في هذه البرامج، ولكنني اخترت التعليق السابق، لأنه يساعدني في فهم ظاهرة هامة تسود العلاقات المصرية ـ السودانية. واجهت كثيرا سؤالا هاما من الزملاء المصريين: لماذا يكرهنا السودانيون، بل أغلب العرب، مع أننا قدمنا لهم الكثير؟. أولا، أعيب على السؤال التعميم المخل والضار، فهناك الكثيرون العاشقون المتيمون بمصر، خاصة بين النخب، وبصورة لا تقل عن حبهم لأوطانهم. ولكن هذا السؤال، يحمل في ثناياه الجواب، إذ يوحي بالامتنان وإشعار الطرف الآخر بأنه مدين لكم بالكثير. فالسوداني ليس جحودا، ولكن اتركوه يشكركم بنفسه، لأنه يتضايق من إشعاره بالامتنان وأن هناك يدا عليا وأخرى سفلى. فأغلب المصريين يفسدون عطاءهم الكريم بالحديث عنه، خاصة في الأزمات بقصد إفحام الآخرين. وهكذا يذرون ما قدموه للريح، وقد يصل الطرف الآخر درجة المكابرة والنكران لمواجهة إحراج الامتنان. وهنا لا بد من جملة اعتراضية ضرورية، إذ قد لا يعرف البعض أن التعليم في السودان أسسه البريطانيون، وجاءت البعثات التعليمية المصرية متأخرة ومكملة. كما أحب التنويه إلى أنه لا يوجد ضمن أفضل 500 جامعة في العالم، أي جامعة عربية. لذلك أتمنى أن يستخدم معيار التفاخر ببسط التعليم لدى بقية العرب بحذر. ولأسباب تاريخية وواقعية، على الإخوة المصريين التقليل أو إسقاط شعور الامتنان كسلاح في سجالاتهم العربية، وبالذات السودانية. فالامتنان يفترض ألا يوجد بين الأشقاء الحقيقيين، لأن الواجب يقتضي الأخذ بيد الشقيق. هذا عامل نفسي ـ اجتماعي حاسم في تحديد العلاقات الصحية، وأخشى أن يكون الامتنان هو سبب كل الخسارات المصرية في السودان والعالم العربي. هذا عن التاريخ، فماذا عن المستقبل؟ هناك مصالح مشتركة عديدة تحكم علاقات البلدين، ولا بد من إدراكها جيدا وتوظيفها من أجل خيرهما. وقد وقّع البلدان اتفاقية الحريات الأربع، وبدأ السودان من جانبه في تنفيذها وما زالت مصر لم تفعل. ولكن المهم في الاتفاقية أنها تسهل حرية حركة الناس ورؤوس الأموال والخبرات بين البلدين. وهذه مسألة حساسة، لأنها تتيح الفرصة لاحتكاك مباشر بين الشعبين، وهنا تتكون الصور المتبادلة لدى كل طرف عن الآخر. وهذا الاحتكاك سلاح ذو حدّين، إما تقديم صورة إيجابية تحقق التقارب والمودة والتكامل، أو صورة سلبية تولد الكراهية والتنافر. فقد لاحظت تدفق المصريين على السودان، ولكنها هجرة يبدو أنها عشوائية وبعيدة عن تخطيط الدولة، لذلك فهي تحمل في أحشائها الكثير من المشكلات والألغام. فالسودان في حاجة حقيقية لخبراء في الزراعة والري، ولمهندسين في الطرق والجسور. ولكن أغلب المهاجرين الحاليين، من العمالة غير الماهرة والباعة المتجولين، وبالمناسبة أصبح بعض الأماكن وكأنها العتبة أو وكالة البلح. ومن المناظر التي أصبحت عادية أن تجد عربات نصف نقل تقف أمام مكاتب الحكومة، عليها باعة مصريون يبيعون للموظفات، وبالتقسيط، الأقمشة والأواني المنزلية. وهذه مباراة يومية أخشن من مباراة الجزائر، يتم فيها تبادل الشتائم والعنف. وهذا نموذج للصور المتبادلة التي سوف تقرر مستقبل العلاقات بين البلدين. في الماضي جاء إلى السودان أساتذة وخبراء عظام، ما زلنا نذكرهم بالخير والعرفان. فلا يعقل أن تأتي إلينا بعد هذه العقود الطويلة والتي توترت خلالها العلاقات المصرية، فئات اجتماعية أمية وشبه أمية. فمثل هذه الهجرة ضارة وعديمة الجدوى لنا ولمصر، لأنها لا تضيف شيئا وغير مجدية اقتصاديا. صحيح أن هناك بعض المستثمرين، وإن كان أغلبهم في مجال الأكل والاستهلاك، ولكننا في حاجة لاستثمار الهجرة لتقوية الروابط والارتقاء بها وتمتينها. وهذا يعني أن تقدم مصر أفضل ما لديها من البشر، لكي تجتذب عقول وقلوب السودانيين، كما كان الحال في فترات سابقة من التاريخ. هذه دعوة لنقاش صريح يقوم على النقد والنقد الذاتي، والذي نخشاه ونتجنبه كثيراً بسبب الثقافة السائدة. فالعلاقات السودانية ـ المصرية في مفترق طرق، والسودان في لحظات تاريخية حاسمة تقرر مصير وجوده كدولة موحدة، مما سيؤثر على مجمل الأمن القومي المصري، وليس الماء فقط كما يختزل البعض العلاقة. |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
"ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-01-09, 08:09 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | ماضي ابو العزائم | 12-01-09, 08:49 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-02-09, 11:28 AM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-02-09, 12:20 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-02-09, 12:38 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | ombadda | 12-02-09, 01:08 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-02-09, 01:24 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | بكري عباس علي | 12-02-09, 10:41 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-03-09, 02:33 AM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-03-09, 03:34 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-04-09, 01:45 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-04-09, 05:18 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | احمد ضحية | 12-04-09, 06:47 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-04-09, 07:13 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-04-09, 08:31 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-05-09, 06:53 AM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-05-09, 01:27 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-05-09, 02:28 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | ombadda | 12-06-09, 03:05 PM |
Re: "ليه عملتو فينا كدة ؟ " ومحاور د.الفقي | abubakr | 12-06-09, 07:42 PM |
|
|
|