في البدء لا بد أن أشير انه لا علاقة لي بالرياضة البتة ، و لا اتابع أخبارها ، و لا أنتمي لأي فريق كرة سوداني ، فأنا أزهد الناس في شأن (الكورة)
و لكن المتتبع للأخبار يلاحظ أن هناك إستقطاباٌ حاداً و محاولات لتحديد موقف كل سوداني و سودانية من مبارة (مصر و الجزائر) الفاصلة و لربما يحاول البعض تمرير قضايا معينة ، ذات صبغة (سياسية و ثقافية) ما عبر الوقوف مع أحد الفريقين ضد الآخر و الرياضة في أصلها رسالة سامية للتقريب بين الشعوب و ازالة حواجز الكراهية و العداوات و كم من مباريات و مناسبات رياضية ازالت عداوات تاريخية و ارث بغيض من الحروب و الدماء المراقة بين شعوب لم تستفد من ذلك شيئاُ بالطبع.
نفس هذا الاستقطاب جرى في البداية بين الشعبين المصري و الجزائري و ادى الى حالة عداء بين بلدين ليس بينهما تاريخ من الكره او مشاكل حدودية او سياسية معينة ، و قد قام الاعلام الاخرق بصنع هذه الحالة الوهمية من الكراهية بين البلدين على اللاشئ تقريباً ، فلن يربح أياُ من شعبي مصر و الجزائر شيئاٌ من انتصار فريقهم الرياضي على الآخر وستظل أحوالهم الاقتصادية و المعيشية كما هي بلا تغيير يذكر.
الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) اختار السودان كمكان للمبارة الفاصلة بين البلدين في حال تساويا في النقاط في مباراة يوم السبت الفاصلة بينهما و هو اختيار بناه الاتحاد الدولي على الموقف المتقارب للسودان من مصر و الجزائر كبلد جار وشقيق لهما و يفترض فيه ان يكون محايداٌ وينبغي ان يكون كذلك.
في الختام سيظل لدينا - نحن - كسودانيين رؤانا المتباينة في مسألة هوية السودان (العربية) ، و كذلك سيكون لدينا موقفنا الواضح من الاراضي السودانية المحتلة في (حلايب و شلاتين) من قبل - الحكومة المصرية و ليس الشعب المصري - و سيظل للنوبين أحزانهم القديمة المتكررة على ضيعة (حلفا القديمة) وآثارها التاريخية تحت مياه السد العالي بدون إنصاف لهم و رد لحقوقهم على مدى تلكم السنين الطويلة و لكن
و لكن :
كل هذه الخلافات و الاختلافات السياسية و الثقافية و التاريخية ليس مكانها الرياضة ==============================================
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حاتم علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست