فالتتكاتف الجهود لرفع الظلم عن المفصولين من العمل تعسفيا بالسودان منذ 30 يونيو 1989م

Quote: لجنة إعادة المفصولين وخفي حنين ! بعد طول انتظار لقضية هامة لا تهم المفصولين فقط بل تهم كل أفراد الشعب السوداني لتأثيرها على أداء الخدمة المدنية وأمر المفصولين فلقد تمخض جبل هذه القضية فولد فأراً. تلخصت قضية المفصولين في إعادة (251) شخصاً فقط للخدمة وتسوية (1589) شخصاً تسوية معاشية باعتبار بلوغهم السن القانونية وحتى الذين تمت إعادتهم للخدمة فرض عليهم عدم العودة للآتي: أولاً: إلزامهم بتسديد متأخرات جاري المعاش والتأمينات عن الفترة التي قضوها خارج الوظيفة (أي عودة بعد حكم بالنفي والغرامة أيضاً) فأي عدالة هذه في جريمة ارتكبها غيرهم وحل بغير جارمها العذاب. ثانياً: أن يرفع العائد درجة وظيفية واحدة على التي كان يشغلها قبل الفصل مع العلم بأن زملاءهم ترقوا في هذه الفترة ما بين ترقيتين وثلاثة فأي مذلة بعد هذه المذلة والمهزلة وهذا يعني (صدور الحكم مع وقف التنفيذ) وتعلل اللجنة على هذا الأمر طول الغيبة وعدم الخبرة وتقادم العهد بين المفصول والوظيفة ولكن هنالك أسئلة تفرض نفسها في ساحة المفصولين أرجو من اللجنة الإجابة عليها بكل أمانة: أولاً : كل المفصولين للصالح العام من النوابغ ومن الأذكياء وأصحاب القيم والمثل الذين قالوا للسلطة الحاكمة "لا" بكل قوة ولم ينجرفوا في تيارها فكان أقرب طريق للخلاص منهم ما يسمى (بالصالح العام) حتى يخلو الجو لسدنتهم فيبيضوا ويصفروا، فبعد هذا أية مواكبة سياسية أو وظيفية تتحدث عنها اللجنة الموقرة ؟؟ ثانياً : إن الخدمة المدنية تُكون الإدارة العامة وإدارات مساعدة من شؤون أفراد ومالية وفنية وخدمات اجتماعية فالذي يمتلك اللبنات الأساسية لهذه الوظائف لا يضيره ولا يعجزه التقدم في السلم الوظيفي في ممارسة الدرجة المصعد لها حتى ولو كان في الدرجة "ك" المدخل الوظيفي للخدمة المدنية والدليل على ذلك ما يعرف في الخدمة المدنية "بشغل الوظيفة بالإنابة" فلماذا يتجاهل أعضاء اللجنة أسرار الخدمة المدنية وهم قيادات فيها ؟؟ ثالثاً : إن الخدمة المدنية حلقات متداخلة فمن يشغل الدرجة "J" يمكنه أن يشغل الدرحة "H" ومن يشغل "H" يمكنه أن يشغل الدرجة "G" وهكذا دواليك والدليل على ذلك ما يعرف "ببدل الوظيفة" إلى حين الترقية. فهل لا توجد مثل هذه النماذج في إدارات أعضاء اللجنة الموقرة ؟؟ رابعاً: إن قاعدة الهرم في الخدمة المدنية الدرجات الدنيا وهي مركز الثقل في تحريك دولاب العمل وقمة الهرم الدرجات العليا وهي وظائف إشرافية فقط تشارك أحياناً عند وجود معضلة. أفلا يعلم أعضاء اللجنة هذه الحقائق ؟؟ خامساً : ادعت اللجنة بأن تقادم العهد بين المفصول والوظيفة أفقده المواكبة والخبرة حتى ولو كان يمتلك ضميره الخبرة المدنية فسؤال أخير لأعضاء اللجنة الموقرة فهل الذين دخلوا القصر مستشارين ومساعدين لرئيس الجمهورية ووزراء ووزراء دولة ومعتمدين ووزراء إقليميين من الحركات التي كانت تحارب الحكومة يملكون خبرة تؤهلهم لهذه الوظائف وهل كانت هنالك جامعات في الغابات والأحراش والأدغال أم كانت هنالك معاهد تدريب و كورسات خدمة مدنية أم هي لغة القوة والسلاح الذي يتحدث بها هؤلاء بينما يتحدث المفصولون بلغة "الكلمة الناعمة". وأخيراً أقول لأعضاء اللجنة الموقرة لقد أخذ السيد رئيس الجمهورية هذه المظالم من عاتقه ووضعها على عواتقكم وملككم عصا موسى وخاتم سليمان "فلا معذرة بعد الميسرة" فأعدلوا فإنكم لم تعدلوا وإن لم تفعلوا فعند الله تجتمع الخصوم وتفصل بين حصيلة دنيانا الموازينا. محمد احمد العوض محمد احمد صالح عام – هيئة الموانيء البحرية بورتسودان