إنذار مبكر: الصناديق المتحركة.. الجدوى وإحتمالات التزوير

Quote: بعض المراكز المعلنة كنادي بري الثقافي أبوابها كانت مغلقة والتي باشرت عملها كما هو الحال في مركز الساحة الشعبية بالديوم الشرقية الاقبال عليها ضعيف و الأسوأ من ذلك كله أن بعض الاحياء، كالكلاكلة شرق الوضع أسوأ ولا أحد يعرف المكان الذي يفترض أن يسجلوا أسماءهم فيه توطئة للإدلاء باصواتهم في وقت لاحق كما أن الكثيرين غير آبهين أصلا بالأمر. سيد أحمد محمد سيد أحمد قال إنه لم يبارح الحي طيلة يوم الامس ولم يسمع اعلانا عن مكان المركز و أضاف لا أعتقد أنكم ستجدون بين سكان الحي من يفيدكم . مواطن آخر أكد أنه سمع بتحديد نادي النهضة لاستقبال وتسجيل المواطنين فخلت للحظة أننا أمسكنا بطرف الخيط فتوجهنا صوب النادي لكنه كان خاويا على عروشه. الحال نفسه ينطبق على دار حزب المؤتمر الوطني الذي يقع على مرمى حجر من النادي، ثم توغلنا في الكلاكلة صنقعت غربا حتى محطة (12) ثم شمالا حتى محطة (3) نبحث عن المراكز أو أي معلومة عنها لكن المحصلة كانت لاشئ أحدهم قال لي عندما سألته مستنكرا ( من يسأل من) ( الصحافة تسأل المواطن أم العكس). نادي بري الثقافي أعلن رسميا كمركز وهو معلم واضح لايحتاج الجهد الذي بذل في شوارع وأزقة الكلاكلة توجهنا إليه مباشرة فوجدنا النادي ولا أثر للمركز فقد كان مغلقا وساكنا سكون القبور ولو لا بعض الاثاثات والكراسي المتناثرة في الباحة وتحكي عن سمار كانوا هناك لخلناه بيتا مهجورا. بعض المواطنين الذين التقيناهم بنادي بري الرياضي (هناك فرق بينه ونادي بري الثقافي) الذي ذهبنا إليه بإفتراض أن لبسا حدث وأننا خلطنا بين الثقافي والرياضي لم يكونوا على علم بمكان المركز غير أنهم رجحوا أن يكون في نادي بري الثقافي الامر الذي يوضح ضعف التنوير و الجانب الاعلامي. في مركز تسجيل الساحة الشعبية بالديوم الشرقية وجدنا ما كنا نبحث عنه لساعات فقد كانت الساحة تعج بالحركة رغم ضعف الاقبال فعند وصولنا إليه كان هناك حوالي (20) من الراغبين في التسجيل وعدد من مندوبي الاحزاب السياسية المكلفين بمراقبة العملية والمركز مخصص لتسجيل مواطني أحياء الديم وسط (واحد وإثنين) والتعايشة شرق. مندوبو الاحزاب بدوا راضين عن سير العمل مندوب المؤتمر الوطني عبد الحميد سيد أحمد محمود قال إن الاقبال على التسجيل الذي بدأ حوالي التاسعة من صباح الامس كان كبيرا في الساعات الأولى قبل أن يتراجع في ساعات منتصف النهار و اعترف بأن الاحزاب تقوم بحشد الناس خاصة كبار السن وتقوم بترحيلهم إلى المركز. وتوقع أن يتمكن الحزب في الاحياء المعنية من حشد وتسجيل ما يتراوح بين (2500) إلى (3000) من المناصرين و أشاد بما وصفه بالانضباط الذي تتم به العملية والتعاون الكبير الذي يبديه ضباط التسجيل. ممثل حزب الاتحادي الديمقراطي ( الاصل) قال إنه يتفق مع ممثل المؤتمر الوطني في وصفه لسير عمليات التسجيل وأضاف قائلا بأنها تمضي حتى الآن بسلاسة لكنه عاد وقال إنه لا يستبعد أن تحدث خروقات وتجاوزات لاحقا و انتقد التوقيت وقال إنه غير مناسب لعدة أسباب أجملها في أن معظم المواطنين في هذا الوقت يذهبون إلى أماكن عملهم وجلهم لا يعودون إلى الاحياء إلا بعد أو قبيل غروب الشمس فضلا عن أن العملية بدأت في بداية الاسبوع وسينتهي بعد (6) أيام. ومن الاشكالات الاخرى التي تطرق لها محمود قدوم بعض المواطنين بلا أوراق ثبوتية فنضطر للجوء إلى اللجان الشعبية لاثبات شخصيته و الامر كان يتطلب تسهيل الحصول على البطاقة الشخصية وغيرها من المستندات قبل انطلاق العملية. ممثلة الحركة الشعبية مريم عوض محمد أبدت رضاها التام لما يجري وأكدت أنها واثقة من حشد أكثر من (5) ألف من مناصري الحركة توطئة لا كتساح الدائرة و قالت إنها كانت تتوقع أن تحدث مشاحنات بين ممثلي الاحزاب ومناصريها لكن هذا لم يحدث. ممثل الحزب الشيوعي راشد ميرغني على عكس زملائه من مندوبي الاحزاب الاخرى قال إن العملية تفتقر للانضباط واكد أن عناصر المؤتمر الوطني تستغل اللجان الشعبية في استجلاب واستقطاب المواطنين و أكد مجددا أن بعض المواطنين سجلوا أكثر من مرة ،مشيرا إلى أن هذه الممارسات ستؤثر سلبا على نزاهة الانتخابات وانتقد راشد عدم توعية المواطنين و أكد أن الشارع لا يعرف ما يجري وليس له أدنى فكرة عن التسجيل رغم أهمية هذه الخطوة التي تمثل أساس الانتخابات وقال راشد إنهم سيرفعون هذه الملاحظات التي وصفها بالممارسات غير المقبولة للحزب ليمضي بها قدما وتوصيلها إلى الجهات المختصة. المواطنون الذين التقيناهم أكدوا أنهم سجلوا أسماءهم بكل سهولة ويسر غير أن أحمد تيركة انتقد الفترة الزمنية المحددة للتسجيل وقال إنها يفترض أن تعدل من الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساءا لتبدأ من العاشرة صباحا إلى السابعة مساءا لتمكين العاملين من ممارسة حقهم في التسجيل وبالتالي الانتخاب. وأكد تيركه أنه قدم إلى المركز بإرادته دون أن يطلب منه أو حتى يشجعه أحد. وهذا ما ما ذهبت إليه جارة محمد الشيخ التي كانت خارجة للتو من مكتب تسجيل الاسماء بعد أن ضمنت أنها من الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات القادمة و أضافت جارة ( نحن مابنتجر بنجي برانا وسجلت بي بطاقتي الشخصية) و أكدت جارة أن كل جيرانها قاموا بتسجيل أنفسهم ومن لم يتيسر له الآن سيأتي لاحقا. ضباط التسجيل اعتذروا عن تسجيل اسمي عندما قدمت لهم بطاقتي الصحفية طالبا ادراج اسمي في الكشوفات وقالوا لي إن التسجيل لايتم إلا بالبطاقة الشخصية بعدها اعتذروا مجددا عن الادلاء بأي افادات مؤكدين أنهم ممنوعون رسميا من التحدث إلى الصحافة. وعند مغادرتنا لمركز الساحة بالديوم الشرقية وبعد مرور حوالي (7) ساعات من فتح التسجيل كان عدد الذين سجلوا أسماءهم حوالي (140) ناخب.