في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2009, 09:27 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين .

    **


    photo002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين .



    تذكرتُكَ اليوم .
    لا يوافق اليوم موعد ميلادِكَ أو رحيلك .
    الرُوح أنضرْ . لا يشبَعُ المرء من سكونها حولنا .
    تبُثنا خطاباً يستجد كل يوم و كل ليلة .
    كأنك سيدي لم تعتزلنا وترحل .
    كأنك جالسٌ مثل ما اعتدتَ مفترشٌ هذا البساط الكوني عندما دحاه سيدنا الأعلى عند الصِنعة الأولى . وأنت في غرفة اعتاد الأحباب أن يلتقونكَ عندها .
    صحوت من منامي اليوم ،
    وكأنك تُمسِك الخواطر إلا تُفلِت من ذاكرتي .
    كأنكَ استكتبتني رؤية الأحلام الأولى ، عندما كنت ذبيحاً على مشهد الذين ودّعوكَ في الجمعة الكُبرى .
    جاء الخاطر وأنا أسمع المذياع ، وبرنامج متنوع الطرائف العلمية والنوادر يثرثر مُقدموه . مبثوث النغم يوشوش بالغرائب .
    كي أكون مشغول البال : هزني الخاطر أن أنتبه، وقال لي :

    - أطفئ هذا الصوت الذي يُشغِلكَ ، وترقب صوتي . ففي منتصف الليل تأذن الشوارد بالفتوح الكُبرى. فلا تبخل على منْ يقرأ . أكتُب ما استطعت فإن نثير قلمِكَ كالريح بين الأغصان المُخضرّة ، يُصافحها ويهدأ .

    توضأت وقلتُ وأنا أذكُركَ ، لعلي قارئ بعضٍ من آي الذكر الحكيم ترحُماً عليكَ :
    فكانت سورة " الأحزاب " أول ما انفتحت مغاليقها أمامي .
    وجدت الآية تأخذ جِماع النفس فقرأت :

    {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب 35

    وتنبهت لسُلمك السُباعي الذي اكتشفتُه حين بدأ بالإسلام أوله .

    آية التقى فيها الذكور بالإناث متساوين في الخطاب، اجتمعوا تذكيراً وتأنيثاً في كل منعطف وفي كل مسلك . وتفرست في الأحرُف والكلمات :

    "الذاكرين الله كثيراً والذاكرات " . قلت لنفسي :

    - وما الذكر وما عدده ؟

    فقيل لي :

    - فوق ما تتصور.اذكر الله .. تتفتح الأبواب ويأتيك من أرياح الجنة جُرعات ،عندما تتوجّدْ .

    وقرأت :

    {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78

    وتنبهت للمواقيت ،

    ثم قرأت :

    {قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ }الجاثية14

    جاءت الآية قبل النسخ الأول في الرسالة الأولى التي ميّزها ذهنكَ الوثاب منذ منتصف القرن الماضي ، لتعود في الرسالة الثانية إلى حقيقتها ، مُطلقة الكسب . تغفر للخطاءين جميعاً ، ومن زاد أو لم يصل لطريق الله ....
    نذكرك اليوم سيدي ،
    ونذكر كيف ينفتح الذهن سيد التكليف ، وفي اللبِ حيث تضطرب الأحرف وترتجف الكلمات و تتناثر المعاني كأوراق الأزهار عند الضُحى ، ونور الشمس خفيف على الأجساد ، عميق بقدر الرؤيا . فتتحدث الكائنات العابِدة أنها مأخوذة بمحبة الله ، مُسبحة بحمده : الشجر والحجر والطير صافات والزاحفات والماشيات وكنوز لا نعرف أسماءها ، يعلمها صاحب الوقت وسيد العارفين.

    وقرأت :

    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة 260

    وعرفت السؤال مدخل الطمأنينة .

    لكم أنتَ يا سيدي في مقامكَ العالي ، تنظرنا روحك مُشفقة.
    فقد ظلّل عصرنا بدونك غيمٌ أسود لئيم ، لا يُبشر بالخير.
    في بطونه السمٌٌُ يسعى ، يلبس سرابيل الطيبين .
    لا يعرفهم إلا الراسخون فِي الْعِلْمِ : "يَقُولُونَ آمَنَّا... وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب ".
    ونبهتنا سيدي للذين يتطاولون في البنيان كما قال النبي الأعظم في شانهم .
    هذا اليوم .. نذكرك سيدي ،
    وقد جلسنا جلوس العُباد لنتبصر ،
    نطمحُ أن نرى كما كان يرى بصر سيدك النبي الأكرم حديدا .
    نذكُرك في الصفاء ،
    حين يهجد ضجيج الكائنات ، ويخفُت صوتها .
    بيننا هنا رفاق دربكَ وأحبابك في الله . بعضهم فرقتهم المنافي : فكانت أرضُ الله واسعة فهاجروا ، وقلوبهم مع الذكر والذاكرين والذاكرات .

    نعمتَ أهلاً وحللت رحاب الطيبين ،
    في مآلٍ نسأل المولى أن يكون أعظم .

    عبد الله الشقليني
    20/10/ 2009 م

    **

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-20-2009, 09:36 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-22-2009, 04:31 AM)

                  

10-21-2009, 05:03 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)




    في ذكرى" محمود محمد طه ": نتأمل روحَه في العِليين (2)



    أصبحت وأنا أستعد ليوم عملٍ جديد ، فحلّ الخاطر الذي زارني من بعد منتصف الليل وبقي إلى الساعات الأولى . لفحتني نسائمه ، وشممتُ روائح الحُسن .
    قال لي :
    - لم تستكمِل كتابك ...
    قلت :
    - إني حاضر اليوم ، وسأفرغ ما في النفس قبل ميعاد العمل .
    قال لي
    - إذن اكتُب .
    فكتبتْ :

    جاءني خاطر تِجوال الذواكر بين العقول الدُنيا ، التي في بعض نعيمها نسبح ، إن كانت في الخير . تتخاطر العقول وتتبادل مخزون الذواكر . تفتشُ الأرواح عن بعضها . ولا تلتقي إلا ساعة الصفاء . تكون النفس راضية ، مُستكينة ، لا تشوش عليها الأغراض ولا تُدنسها الشواغل وطعام الأجساد والعقول . بل تتنضد من زاد التقوى ، وبصيرة المُسبحين المُتأملين في الملكوت الذي تَبدّى من الروح التي أوجدت الكون حين فاضت وظهرت الكائنات جميعاً . تلك الروح التي نُسابق للحاق بشذراتها بالخيرات ، والنعيم الذي إن عرفته الملوك لنازعتنا عليه وقاتلتنا لتظفر .
    سيدي ..
    يا صاحب المقام العالي بإذن مولاه ،
    في حضرة روحك يقل المكتوب ، وتتفجر المعاني ، وتملأ الدُنيا الطيوب .فمن وجد سانحة في خاطرة سعيدة فلا يصبر عليها ، فإنها عجولة لا تنتظر دُنيانا وضجيجها الذي يُشتت الرؤى . هيّ تهِمّ بالسباحة في دُنيا تَخاطُر الأرواح ، ونعيم أن نتبادل مخزون المعارف عند هجود الكون وانحناءته ينتظر بُرهة الصفاء أن تطول .


    **

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-22-2009, 04:33 AM)

                  

10-21-2009, 05:19 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذ، صاحب القلم الرشيق والرسم البديع / عبدالله الشقليني

    سلامي وتحياتي

    اسمح لي ان اجلس علي اعتاب صالونك هذا واستمع واستمتع..

    لك احتراماتي
                  

10-21-2009, 06:10 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: جمال المنصوري)

    Quote: الأستاذ، صاحب القلم الرشيق والرسم البديع / عبدالله الشقليني

    سلامي وتحياتي

    اسمح لي ان اجلس علي اعتاب صالونك هذا واستمع واستمتع..

    لك احتراماتي


    الحبيب جمال المنصوري
    أهلاً بك في بُساطٍ يتجمل بالواردين والواردات ،
    فكيف به " جمال "؟

    في حضرتك يطيب الجلوس ،
    ويطيب المقام ،
    ويطيب الكلام


    *
                  

10-21-2009, 06:46 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)




    في ذكرى" محمود محمد طه ": نتأمل روحَه في العِليين (3)



    قال الخاطر :

    - لِمَ العليين ، أنا استكتبتَكْ ؟

    أطرقتُ ساهماً .

    قال :

    هي قطفٌ من معانٍ مفتوحة الأعيُن للكثير .
    قال الذكر الحكيم :

    {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ }المطففين18

    انفتحت الأبواب ، لمعرفة المعاني . قال الأقدمون :

    - (كلا) حقا (إن كتاب الأبرار) أي كتاب أعمال المؤمنين الصادقين في إيمانهم (لفي عليين) قيل هو كتاب جامع لأعمال الخير من الملائكة ومؤمني الثقلين وقيل هو مكان في السماء السابعة تحت العرش .

    ويقول الخاطر :

    - إن الأقدمين لهم حظ في المعرفة ، وللعابدين كل الحظوظ في التأويل .
    تأخذ المعاني دورتها في اللغة الظاهرة ، ورصيد المعارف المنقولة عن الآخرين .

    ذاك كتاب الأبرار ، فماذا عن الأرواح في فيحاء العِليين ؟

    هنا تتفتح أبواب المعارف إلى آفاق أوسع . تظهر الكلمات الطافية للمُتعجلين في دُنياهم ،
    وتسبح في أعماق المعاني ، حيث الإبحار عميقاً بقدر التأمُل ، وبقدر الصبر ،
    تلين الأبواب الصلبة ، فتَشِف ، تعبُر الأرواح برفقٍ ،
    لا تقف الحُجُب أمامها ....

    **
                  

10-21-2009, 07:51 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: جاءني خاطر تِجوال الذواكر بين العقول الدُنيا ، التي في بعض نعيمها نسبح ، إن كانت في الخير . تتخاطر العقول وتتبادل مخزون الذواكر . تفتشُ الأرواح عن بعضها . ولا تلتقي إلا ساعة الصفاء . تكون النفس راضية ، مُستكينة ، لا تشوش عليها الأغراض ولا تُدنسها الشواغل وطعام الأجساد والعقول .
                  

10-21-2009, 06:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Mohamed Abdelgaleel)



    الحبيب محمد عبد الجليل

    شكراً لك وأنت تقرأ ما أوحته لنا الخواطر ،
    هي صنيعة غريبة الأطوار .
    ليس لها مدى .
                  

11-03-2009, 08:01 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: جمال المنصوري)

    عظيم مصابه محمود...مارق قيل وهو عندى شهيد !!!!

    والدى= امد الله فى ايامه= كان يحرضنى منذ وقت باكر على حفظ الشعر وتذوقه وقراءة التاريخ الكامن وراءه...
    وهكذا دأب جدنا على ان نحفظ فى خلوته القرآن الكريم وعلومه ومتن العشماوية والعزية والفية ابن مالك والمعلقات العشرة على شرح الزوزنى...
    كان امرا ثقيلا على ناشئة مثلى وابناء عمومتى..
    المكتبة عامرة بطيف واسع من الكتب والمراجع والاوراد...
    ذات يوم التقيت صبية جميلةفى عشرينات العمر..وضيئة..دار حوار بيننا...
    أعربت لها عن ان شيئا ما يلفت انتباهى نحوها...لم يكن غزلا..كان حديثا مقصودا..رجوت معرفة لو انها من بيئة متصوفة...
    أجابتنى انها وعمرها بضع سنوات التقت رجلا شيخا جذبها بصورة لافتة..ثم وهو فى هيبته تلك اعطاها حفنة تمر اكلتها وماتزال اسيرة الى تلك الحالة...
    الدكتور عبدالله الطيب وتربطه بوالدى دوحة اللغة العربية الوريفة يظل علما فى دنيا الناس ويحظى بمكانة خاصة عندى وقدجلست اليه طويلا..
    اواخر ايامه كان حوارى اليه حول الرجل الذى سحر طفلة السنوات وعن قصيدته وقتها=عنوان البوست= وحديثه راسخ فى ذاكرتى وسؤاله عن اهتمامى بالرجل...
    الفنان ربيع طه له علاقة به ايضا يحكى عنها بصورة ساحرة وهو فى حال جذب بديع...

    الاستاذ..محمودمحمدطه
    نكتب فى سيرته..محبته وذكراه...
                  

11-03-2009, 08:09 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: محمد عكاشة)

    عظيم مصابه محمود...مارق قيل وهو عندى شهيد !!!!

    السيدعبدالوهاب سعران يخرج من قريته (مويس)يحتقب هدمته واثوابه يصوب نحو الخرطوم العاصمة والجامعة المهيبة وفى سنده تطلع طموح ووالدته التى لاتكف عن الدعاء له طرفى النهار والليل وتغمره بالمحبة هو زاده للرحلة ...
    وهبه..وهكذاكنا نطلق عليه لاحقا..
    جاء الى كلية الاقتصاد نهاية السبعينات ولباحاتها رونق وبهاء ...
    ثم وهبه.. يحكى لى قصته ذات يوم منتصف التسعينات فى حالته (البوهيمية) انه احب اثنين فى هذه الدنيا وكان ارتباطه بهما فوق طاقة البشر وتصديق ان الموت غاية كل حى..امه العطوفة التى كانت وكان هوكذلك ينتظران اقرب فرصة للعودة الى شندى لينعم بلقاءها والتملى من حضورها وائتلاق النور من جوفها تمنحه امتدادات عميقة... بعيدة التصور فى اطلاق..
    حدثنى وعيناه ضارعتان..
    ان والدته كانت تحتفل بطلته مثل(عيدالضحية البفتحو لو البيت) فى حال من الطرب والسرور...حبه لها وتعلقه بهاليس يعدله شىء فى الحياة..
    والايام ماضية لاتعبأ بنا والناس فى شقوة منها وفى شقاء..
    وهبه..والامتحانات تدهمه وهو الاذكى بين دفعته ينعى الناعى دون استئذان رحيل روحه ومعنى وجوده فى جحفل من الظلمات ليسبح غير مصدق فى ملكوت هو حاله التى عليها من الذهول بين الحضور والغياب ..
    ثم,,,,
    يقرن حديثه لى عن والدته بحديث عن والده الذى لم يخرج من بين صلبه وانما عالم الذر الذى تكاشفا فيه وسؤال (الست بربكم)واجابته (بلى ) يطرق سمعه وبصره الحديد...
                  

11-03-2009, 08:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: محمد عكاشة)




    الحبيب الأستاذ / محمد عكاشة

    قدمت إلينا ، فتطلعت السماء إلى الصحُبة ،
    واستكتبك ندى القلب ،
    فكتبت .
    نضد بنانك القص فقصصت لنا مما عرفت .

    بعض الذين يقابلونا في مسيرة حياتنا،
    يتركون بصمة مورقة في النفس ،
    لن ينساها المرء .

    لك من الشُكر أجزله ،
    فقد أثريت المكان وأسريت مع الأرواح الراحلة .


    *
                  

10-21-2009, 11:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote:


    تذكرتُكَ اليوم .
    لا يوافق اليوم موعد ميلادِكَ أو رحيلك .






    *
                  

10-21-2009, 01:39 PM

عصام علي أحمد
<aعصام علي أحمد
تاريخ التسجيل: 07-16-2006
مجموع المشاركات: 2419

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    التحية لسيد شهداء الفكر الاستاذ محمود محمد طه
                  

10-21-2009, 07:46 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عصام علي أحمد)

    Quote: التحية لسيد شهداء الفكر الاستاذ محمود محمد طه


    وتحية لك أيها الأكرم : عصام علي أحمد
    أن كنت معنا في شجرة الذكرى
                  

10-22-2009, 04:35 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: "الذاكرين الله كثيراً والذاكرات " . قلت لنفسي :

    - وما الذكر وما عدده ؟

    فقيل لي :

    - فوق ما تتصور.اذكر الله .. تتفتح الأبواب ويأتيك من أرياح الجنة جُرعات ،عندما تتوجّدْ .
                  

10-22-2009, 07:25 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)




    في ذكرى" محمود محمد طه ": نتأمل روحَه في العِليين (4)



    يقولون إن الكائنات تتشارك المعارف . بعضها لا يُدرك كيف تتبادلها . الكائنات الدُنيا في مراتب الوعي والمُتقدمة في وعيها و أعلاها الإنسان ، جميعاً تتبادل الوصال بين بعضها البعض، بلغاتها التي لا يُدركها بعضنا إلا بالغوص في رحلة صفاء وسكون ، يتفتح الذهن فيه للإصغاء . وعندها نُدرك أن الكائنات كما هي تعتاش على بعضها ، فهي تُخاطِب بعضها ، وتلك تخوم من العلم الذي ينتظر بعضه الفتوح .

    وحده الإنسان قادرٌ على إعادة التوازن للكائنات في صيرورة الزمان والمكان ولكن حاجاته العاجلة تمنعه النظر إلى الحاجات الآجلة ، وتلك أزمة ، ولا تُحل إلا بخلق بيئة أكثر صحواً كما هي الدعوة التي تنتظم عالم اليوم .
    فهل نحن بقدر عِظم مستوجبات العقل ؟
    فمن أوجب موجبات العقل أن يتفكر .

    فقد كنتَ سيدي، قبل غيبتك الكُبرى في مقامك كله تتفكر ، وتدعو غيرك أن يتفكر ، بل أنت تقول إنك تحتفي حتى بالرأي المُخالِف . وتلك ميّزة قدمتكَ على غيرك من المفكرين ، وعمقت الإحساس بأنك تشارك من يحاوركَ وتبحث عما يدعم الفكرة أو ينقيها من الشوائب ،ولو خالفك مُحاوروك الرأي .
    إنك يا سيدي تُحسن الخلاف ، وتذهب فيه قمم إبداع الحوار ، ولم يعرف الذين وقفوا ضدك أنهم في غشاوة حجبت عنهم المعرفة و ولغوا في النقل عن الأقدمين دون إعمال الفكر .

    بدأ فكرك حول التأويل ينبو حين توهجتَ وأنت في حبسِك في سجن المُستعمر أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضي أولاً ، وفي خلوتكَ في " رفاعة " ثانياً ، وأضأت الطريق إلى الرسالة التي سميتها الرسالة الثانية، التي تُليق بإنسان لعصر .


    *
                  

10-22-2009, 09:48 PM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    لفت نظري نادر إلى جمال هذا المجلس.. أردت ان يشاركنا فيه آخرون

    تحية لك أ.عبدالله، ولكل ضيوفك
                  

10-23-2009, 09:36 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: مريم بنت الحسين)

    Quote: لفت نظري نادر إلى جمال هذا المجلس.. أردت ان يشاركنا فيه آخرون

    تحية لك أ.عبدالله، ولكل ضيوفك


    حللتِ سيدتي الفاضلة مرين بنت الحسين سهلاً،
    ونعُمتِ مجلساً . قدومَكِ حفاوة بمن فيه وبمن يزور ، أو تزور .
    هذا مقام الخواطر عندما يهِلُ هلالها من بين السحاب ،
    وتُمطر لؤلؤيا .






    **
                  

11-04-2009, 03:56 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    ((عند أتم هبوطة الأخير إلي أعلي ، بهر عينيه سطوع إبتسامة محمود محمد طه الطيبة المتسامحة، فمثل بين يديه وقال له: - اعذرني يا ابتاه، لقد قارعت دولة الهوس الديني بعلمانيتي النبيه، لكنه الجسد تخلي عني.
    تخلي عني يا ابتاه.
    - لا عليك، يابني، معلمنا قديماً قال للأفكار أجنحة.
    ====
    عندما طافت رائحة صندل مهيمن تأكد بأن سعيد الشائب قريباً منه بدائرته المغنطيسية الصندلية التي تسبقه مجيئه دائماً، ولمحه هناك يضع يده علي اذنه اليمني كي يسمع بالآخري جيدة، ويتحدث بلا أسلاك مع شخصاً آخر في زمان آخر، متفقداً احوال الأخوان قارة، قارة!))

    عفيف إسماعيل

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=36608
                  

10-22-2009, 11:12 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عصام علي أحمد)

    Quote: وقرأت :

    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة 260

    وعرفت السؤال مدخل الطمأنينة .
                  

10-23-2009, 09:48 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)




    في ذكرى" محمود محمد طه ": نتأمل روحَه في العِليين (5)



    قبل أقل من العام ، طلّ علينا من صحابِكَ سيدي ومن التلامذة ، احتقنت المحبة حتى التقيت بهم وتفجرت .
    وكتبنا على استحياء :



    في صحبة أهل الكرازة من تلامذة الأستاذ ( محمود محمد طه )

    يقولون في المحبة الإلهية :


    أموتُ إذا ذكرتُكَ ثم أحيا.. ولولا حُسن ظني ما حييتُ
    فأحيا بالمنى وأموت شوقاً ..فكم أحيا عليكَ وكم أموتُ
    شرِبتُ الحبَ كأساً بعد كأسِ .. فما نفد الشرابُ وما رويتُ

    رفعتُ الهاتف النقال وأنا بصحبة الصديق ( عبد الرحيم ) ذات مساء وسمعت صوت (دالي ) أحد صحاب الأستاذ محمود وأحد تلامذته . قلتُ مُرحباً بقدر ما تيسر لي من لغة الترحاب الخجول وهبط الوجد سيد المؤانسة وانعقد اللسان . بيني وبين رؤيته عياناً نيفٌ وثلاثون عاما . كذا الدُنيا تدور بكَ وبالشمس التي تنظرنا كل يوم ولم يتيسر الأمر إلا الساعة ! .

    هبطت طائرته الإمارات العربية المتحدة لتمنحه يومين ، خصصهما لرؤية من يستطع من الأصدقاء والمعارف والأحباب .رغب هو لقاءنا رغم ضيق وقته والسفر. قال إن الدنيا ليست ملك أيدينا وسيزور الصحاب جميعاً في أبو ظبي ساعة زمان من عصر يوم غد ، فما كل ما تشتهي الأنفس تلقاه . أيمكن أن يعود الذي خرج من بين أيدينا مُعسراً لا يملُك إلا فكرة جاذبة أحبتُه وأحبها ؟ . صدق من قال :
    قلوبُ العاشقينَ لَها عيونٌ .. ترى ما لا يراه النَّاظرونا
    لا يلجُ الزمان ساعة صفائنا كما يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ، بل يأتي خفيف الظل لا ينتظر . يقف على الغُصنٍ بُرهة ، ثم يفترق الأحباء بوعد أن يتقابلوا في فضاءٍ أرحب . تؤاخينا العاصمة ... و ترمينا بالمحبة .

    التقينا ساعة الوداع ! . أقلّتنا سيارة للمطار يقودها الصديق ( علي ) .على يساري ( دالي ) وعلى المقعد أمامي الصديق ( عبد الرحيم ) . هم بصفاء نفسٍ وصدق سريرة . تجاذبنا أطراف الحديث ، وتلمسنا الجانب الرخو من هوى الأنفُس. واقتسمنا شراكة محبة هادئة في منعطف العُمر . حبلها ممدود حتى نوشكُ أن نكون شُركاء طريق و جُلساء طعام العقول ، وشاربي كؤوس سُكر المحبين لمُتعة الفكر . فتحوا أبواب الزمن الماضي ومُستقبل الأيام وانكسار الشرق أولاً ثم الغرب لاحقاً. بعض الحديث جُرعات مُكثفة وكبسولات تنتظر خلوتَكَ لتنمو وتزدهر .

    الطريق إلى المطار أقصر مما عهدتُه ويقصُر أكثر إن كنتَ في صحبة الدُرر التي أجلتها نيران الدعوة ، وقد تلمّس طريقها الأستاذ " محمود محمد طه " منذ أواخر الأربعينات من بعد اعتكافٍ في محبسه ، ثم اعتكافه اللاحِق في " رُفاعة " ثم نثر كنوزه للعامة والخاصة .

    ما أعذبها نُزهة قصيرة بصحبة الأحباب وهم يتسامرون ، فسيارة الصديق ( علي ) فرِحةٌ بلقائنا .تلتف على حبائل الطريق راقصةٌ كي يمُد لها الزمان فسحةً ولا يمُد لها لسانا. نزعنا أنفسنا من الزمان برهة وتفرّستْ القلوب وهي تنظر بعيونها التي ترى وتَفرَح بصحبة الذين حملوا الكرازة في صدورهم . فتشوا الأرض الخصبة ليُدفنوا ثمرها لينمو في مُقبِل أيامهم . جاء المطر زخاً وتيسرت سُبل حياتهم بقدر زهدهم في زينة الدُنيا وهي تتبدى لهم وهم في شغل عن بذخ نعيمها . انحسرت رغباتهم عن بهرجها وهبت عليهم رياحين محبة تجلو الذاكرة من تعب السنين وبطء مسير العافية. يُعينك صفاؤهم أن تنتبه إلى نفسكَ وتُحاسبها على أصغر الهفوات و " اللَّمَمْ " .

    أبعدَتهُم عن موطنهم الذي أحبوه غِلظة " أهل الظاهر" وهم يتتبعونهم بالعصي الغليظة التي أسرفت حتى توسّمت أجسادهم بآثار القهر . لم يكتفِ " أهل الظاهر " إلا بمعلمهم " محمود محمد طه " ليستشهِد في الجمعة العظيمة. نَذْكره اليوم حيث تُرفرف طيورُ الجنان من فوق مِقعده جالساً في أحلامنا وفي المآل الذي ينبغي له بإذن كريم فاض على نفسه ومنحنا دُنيانا التي فيها نحيا .تََذكَّر تلامذة الأستاذ أيامهم الحزينة الأولى في المهاجر من عنت قهر الماضي . تبصروا ملاطفة المولى لِنَبيه الكريم في الذكر الحكيم وفي سورة الضُحى حين غشته غمامة الحُزن من تأخُر الوحي :

    { والضُّحَى{1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{5} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى{ 8 }

    صبروا و صابروا ، وتنـزَّلت عليهم السكينة من ربهم وغَشتْ أعشاشهم أطيافُ الغمامِ بأجنحتها الرحيمة . بدءوا حياتهم على الضفاف التي تتسع للمراعي وهي تنبسط اخضراراً بمدّ البصر . عرِفوا أن أرض الله واسعة فهاجروا فيها ولم يكونوا ظالمي أنفسهم . قلوبهم مكنوزة بالخير . بمسلكهم يحسِنون لأعدائهم ولمن يحبونهم .

    بدأ ثُلة مع تلامذة الأستاذ "محمود محمد طه "تجميع أقوال الشهيد وأسفاره ولقاءاته المسموعة والمكتوبة ودونوها من بعد صحوتهم من إعسار التشتُتْ و افتتحوا "منبر الفكرة ". جلس للتدوين والتدقيق نفرٌ كريم منهم على نار الفكرة التي تُدفئ من برودة الحياة عند موات العقول . أوقد عندهم السراجُ زيتَه وعمّت الأضواء القُرى والمدائن في أركان الكون . أحسنوا همُ عملهم عملاً بقول النبي:( من عمِل عملاً فليتقنه ) و نَهَلْنا نحن من عذوبة لغة كاتب الرسالة الثانية من الإسلام وتفرُّد نهجه . آل على نفسه بعد أن عمّتْ الجهالة أن يمهر الدفاع عن الفكر بالدم .
    بأحضان أهل السودان ونحن نودع الدكتور ( دالي ) ، امتلأت الرئة ببلسمٍ ضاحِك . فكانت نار الفراق سلاماً علينا جميعاً وعليه وهو يودعنا بأمل اللقاء القريب . طرِبَتْ الذاكرة وأخرجت من ثمرها البهيج قول ابن منصور العاشق لربه :


    وَبَدَا له مِنْ بعدِ مَا اندَمَلَ الهَوَى .. بَرقٌ تَألقَ مَوْهِناً لَمَعاَنُهُ
    يَبْدُو كَحَاشيةِ الرِّداء ، وَدُونهُ .. صَعْبُ الذُّرَى مُتَمنِّعٌ أَركَانُهُ
    فَدَنا لينظُرَ كيفَ لاحَ فَلَمْ يُطِقْ .. نَظَراً إليهِ ، وَصَدَّهُ سَجّانُهُ
    فالنارُ ما اشْتَمَلتْ عليهِ ضُلُوعُهُ .. والماءُ ما سَحَّتْ بِهِ أَجْفَانُهُ


    عبد الله الشقليني
    23/12/2008 م


    *
                  

10-24-2009, 03:57 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    سلام أيها الإنسان*** و هل يبقى سوى الإنسـان؟
    نسائم أنسـه هبت*** تضوع بنكهة الإنســـان

    ســـلام منك يدنيني***ســــلام فيك يبقيني
    يضيء ظلام أوعيتي***فيحـييني و يحـــييني

    لقد أوصدت غار حــراء*** بلا منٍ بلا استـعلاء
    وعرشك كان في الفرش ***وعرشك كان فوق الماء


    هكذا قال أستاذي عصام عبد الرحمن البوشـي، الشاعر العرفاني والجمهوري القيادي الـفـذ.
    وإني إذ أهديك أبياته، يا عزيزي شقليني، لا أبذل إلا جهد المقل في شكرك جزيلاً و الاعتراف
    بفضلك في التذكير بسيد شهداء السودان، وبأسمق قمة فكرية انجبها الشعب السوداني والعالم
    الإسلامي قاطبة.
                  

10-25-2009, 08:26 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    قف بالديار وحيي الأربع الدرسا*** ونادها فعساها أن تجيب عسى
                  

10-25-2009, 09:14 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)


    وكما عودتنا دكتور حيدر بدوي صادق :

    تقدم النفائس في جرعة مكثفة .

    عندما نتذكر " طويل الباع " ذاك العصي على الإزلال :
    الأستاذ : محمود محمد طه ،
    نتذكر وقفته الشّماء ، وكبرياء المُعلمين ،
    وصدق الرُسل الذين يحملون بين أجنحتهم
    الفكر الذي لم نزل نحاول الإحاطة بتلك الفتوح ،
    ولكنها مائدة مفتوحة على الغرائب ،

    تحية لك سيدي في المقام العالي
                  

10-25-2009, 10:18 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لقد أوصدت غار حــراء*** بلا منٍ بلا استـعلاء
    وعرشك كان في الفرش ***وعرشك كان فوق الماء



    (والشعراء يّتبعهم الغاوون.ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون.وأنهم يقولون ما لايفعلون.إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)

    الآية
    اللهم اهدني..وحيدر..والشقليني
                  

10-26-2009, 04:45 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عماد موسى محمد)

    مولده ونشأته

    ● ولد الاستاذ محمود محمد طه فى مدينة رفاعة بوسط السودان فى العام 1909م تقريبا، لوالد تعود جذوره الى شمال السودان ، وأم من رفاعة ، حيث يعود نسبه الى قبيلة الركابية من فرع الركابية البليلاب نسبة الى الشيخ المتصوف حسن ود بليل من كبار متصوفة السودان.

    توفيت والدته – فاطمة بنت محمود - وهو لماّ يزل فى بواكير طفولته وذلك فى العام 1915م تقريبا، فعاش الاستاذ محمود وأخوته الثلاثة تحت رعاية والدهم ، وعملوا معه بالزراعة ، فى قرية الهجيليج بالقرب من رفاعة، غير أن والده لمّا يلبث أن التحق بوالدته فى العام 1920م تقريبا، فانتقل الاستاذ محمود وأخوانه للعيش بمنزل عمتهم برفاعة.
    الخلوة

    ● بدأ الاستاذ محمود تعليمه بالدراسة بالخلوة ، وهى ضرب من التعليم الأهلى ، كما كان يفعل سائر السودانيين فى ذلك الزمان ، حيث يدرس الاطفال شيئا من القرآن ، ويتعلمون بعضًا من قواعد اللغة العربية ، غير أن عمته كانت حريصة على الحاقه وأخوانه بالمدارس النظامية ، فتلقى الاستاذ محمود تعليمه الاوّلى والمتوسط برفاعة . ومنذ سنى طفولته الباكرة هذه أظهر الاستاذ محمود كثيرا من ملامح التميز والاختلاف عن أقران الطفولة والدراسة ، من حيث التعلق المبكر بمكارم الاخلاق القيم الرفيعة ، الأمر الذى لفت اليه أنظار كثير ممن عاش حوله.


    كلية غردون ودراسة الهندسة

    ● بعد اتمامه لدراسته الوسطى برفاعة أنتقل الاستاذ محمود في عام 1932 الى عاصمة السودان ، الواقع حينها تحت سيطرة الاستعمار البريطانى ، وذلك لكى يتسنّى له الالتحاق بكلية غُردون التذكارية ، وقد كانت تقبل الصفوة من الطلاب السودانيين الذين أتّموا تعليمهم المتوسط ، حيث درس هندسة المساحة. كان تأثيره فى الكلية على محيطه من زملائه الطلبة قويا ، وقد عبر أحد كبار الأدباء السودانيين عن ذلك التأثير بقوله: ((كان الاستاذ محمود كثير التأمل لدرجة تجعلك تثق فى كل كلمة يقولها ! ))
                  

11-04-2009, 04:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    (( "هذه القوانين قال عنها الشهيد الأستاذ محمود محمد طه"
    (أنا أعلنت رأي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م
    سمعتها طازجةً منه بصوته العميق المثقل بمكابدات الفكر ونفاذ البصيرة . هذه الذكري هي من أثمن ممتلكاتي في هذه الحياة البئيسة ، فإن كان لي أن أفخر فإنا بذلك فخور . ظللتُ أسمعها ويقشعرُّ بدني كلما سمعتها وأدرك فداحة الفقد في كل مرّةٍ بكيفيةٍ جديدة . الآن أقرأها فيقشعرُّ بدني وأختنق . هل هي حالة العجز المتفاقم أمام الكيفية المتجددة لفداحة الفقد ؟))

    محمد عبد الملك
                  

10-26-2009, 05:04 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عماد موسى محمد)

    Quote: اللهم اهدني..وحيدر..والشقليني

    أقول معك "اللهم آمين،" يا عزيزي عماد.

    أما الآية الكريمة التي أوردتها فإن العبرة بفهمها وليس بنصها الحرفي، إذ ما قولك في حسان بن ثابت؟ أكان من الغاوين أم من المبشرين الناصحين؟
    الشعراء العرفانيون، يا عزيزي، ليسوا شعراء بالمعنى السائر للكلمة. هم عارفون، سالكون، مسلكون، في المقام الأول، ثم هم مستخدمون لأداة الشعر في
    المقام الثاني. وهؤلاء ليسوا كالشعراء الذين يجيدون صنعتهم كأداة مع مفارقة قولهم لعملهم.

    ولا شك عندي أنك تحفظ بعض أبيات شعر تسترشد بها، وتعين الآخرين، على التزام القيم السوامق. أفي هذا أيضاً غواية منك للآخرين؟

    عموماً، أشكرك على حسن نواياك ومشاعرك نحوي، ونحو صفيي شقليني، سائلاً الله أن يزيدنا جيمعاً في تجويد ملكة حسن التدبر والتفكر والانفتاح نحو الآخر.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 10-26-2009, 05:43 AM)

                  

10-26-2009, 07:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)


    الشكر الجزيل للدكتور حيدر بدوي صادق
    لإثرائه الملف ، ودعمنا دوماً في إحياء
    ذكرى الأستاذ / محمود محمد طه بما يليق بقامته .
                  

10-26-2009, 05:36 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عماد موسى محمد)




    في ذكرى محمود محمد طه : نتأمل روحه في العليين (6)



    كتب الأكرم : عماد :
    Quote: Quote: لقد أوصدت غار حــراء*** بلا منٍ بلا استـعلاء
    وعرشك كان في الفرش ***وعرشك كان فوق الماء
    (والشعراء يّتبعهم الغاوون.ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون.وأنهم يقولون ما لايفعلون.إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
    الآية
    اللهم اهدني..وحيدر..والشقليني

    الأكرم : عماد موسى محمد
    لك السلام بأفضل اللغات ، مطمورة بقليل الحديث الموجز.
    أولاً : نعُمنا بدعوتك لنا جميعاً بالهداية ، وهي مُنية المتمني .
    فقد كانت ولم تزل الهداية للذين يتعقلون ، ويُعمِلون الصناديق التي بين أكتافهم والتي تكرمت بالعقل لمعرفة دينهم ، وحياتهم ، ومعرفة المقاصد من الطرق ، ومعرفة الوسائل من الغايات .
    نعم الشعراء يتبعهم الغاوون ، وليس استثناء ، ويتبعهم غير الغاوون ، ويقولون ما يفعلون ، وتلك من صناعة الشعر في صعودها اللغوي .
    ألم يكن الصحابي عبد الله بن رواحة شاعراً ؟
    ألم يكن حسان بن ثابت شاعراً ؟
    ألم يكن صاحب بُردة النبي شاعراً ؟
    لقد كتبنا مقالاً فيه الكثير الذي يحكي عن كيف تسربل الشاعر كعب بن زهير ابن أبي سلمة ببردة النبي ، التي سار بنهجها الشعراء :
    وهذا هو النص ، علكَ يا سيدي ، تُغسل طعوم المعاني المُضمرة التي جاءت ضمن ردك علينا ، وفهمنا أننا قد فارقنا الطريق ونحتاج الهداية !!
    رجاء اقرأ النص ، وراجع مواقف النبي الأكرم من الشِعر ومن الشعراء :
    النص :



    بُردة النبي وثقافة التسامُح : ضد ثقافة القتل



    (1)
    لن نتحدث عن فتاوى القتل ضد الرأي أياً كان الرأي :
    من أطلقها ومن نفذها ، ومن مثَّل بالضحايا .
    لن نتحدث عن ماكينة القتل من مفتاح التحريض في المُبتدأ ،
    وإلى الذي يأخذ القانون أياً كان بيده وينفذ .
    لن نُقلِب صفحة الماضي القريب أو السحيق ،
    سنختار خياراً يستحِق .
    اليوم نبدأ بأنموذج من ثقافة التسامُح ،
    أنموذج لم يأتِ من إبداع النَقلة أو اجتهاد صفوة لبسوا لباس التقديس ،
    وأطلقوا رائحة الدم للأنوف الجائعة ،
    أو من مهدوا لمكر السياسة أن يستحم في دماء المغدورين .
    جاء الأنموذج على يد كريم أخذ الكرم من سجاياه وتجَمَّل .
    أخذت المحبة من حضنه الكريم فتعطرت .
    أخذت النفس البشرية من ملامح وسامته فتنضدت .
    هو من مدحه عبد الله بن رواحة رضي المولى عنه وأرضاه حين قال :

    ـ ولما حججت وزرته صلى الله عليه وسلم ،
    تطفلت على جنابه المُعظم ،
    وامتدحته بأبيات أنشدتها بين يديه بالحجرة الشريفة ،
    تجاه الصندوق الشريف ، وأنا مكشوف الرأس ..أبكي :

    يا سيد السادات جئتك قاصداً ... أرجو رضاك واحتمي بحماكَ
    والله يا خير الخلائق إن لي ... قلباً مشوقاً لا يروم سواكا
    و وحق جاهك إنني بكَ مُغرم ... والله يعلم أنني أهواكَ
    أنت الذي لولاك ما خُلق امرؤ... كلا ولا خلق الورى لولاكا
    أنت الذي من نورك البدر اكتسى ... والشمس مشرقة بنور بهاكَ
    أنت الذي لما رُفعت إلى السما... بك قد سمتْ وتزينت لسُراكا
    (2)
    كعب بن زهير : شاعر عالي الطبقة والمكانة ،
    من أهل نجد . أخوه بجير ، وابنه عقبة ، و حفيده العّوام ،
    كلهم شعراء . أبوه الشاعر زهير بن أبي سلمة ،
    صاحب المُعلقة ذائعة الصيت ، ونذكر هنا بعض أبياتها الشعرية :

    أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ ... بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
    وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا ... مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
    بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً ... وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
    وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً ... فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
    (3)
    قال كعب بن زهير :
    ـ كانت الدُنيا أفقاً مفتوحاً ، وكان الشعر فضاء رحيباً ،
    وكانت اللغة عجيناً طيعاً . تلك حسناوات كواعب يوجِعنَّ القلب .
    يستيقِظ الخاطر بجنونه يطُرق أركان اللُغة ، ويستحلب الندي .
    قلت فيمن رأيت من الحسان ما قلت .
    قالوا لي بعث الله رسولاً وصدَّقت رسالته أمةٌ من الناس .
    يستقوي به الضعفاء و يأمر بمكارم الأخلاق .
    عرفت الخبر ولم أعرف الرسالة و لا النبوءة .
    غضب هو من تشبيبي بنساء المسلمين .
    أخذتني لوثة الطيش ، وما عرفت قدر مكانته وهجوته .
    في ظلمة البطحاء أعلمني من يُحبني أن أنجو بنفسي ،
    فقد أُهدر دمي من سوء ما فعلت .
    أزللت البعير وقهرتها على البوادي هارباً من المصير .
    ضاقت بي الدُنيا على رحابتها .
    حفرت في ذاكرتي واستللت سيوف أبي الشِعرية من مخابئ الرمَد ،
    وتجلت ناظريَّ . هبطت الخواطر زرافات عليَّ
    وكان الشِعر صديقي فقلت أتحصن أو أتسلى ببعض شعري :

    نَفَى شَعَرَ الرَّأْسِ القَدِيمَ حَوَالِقُهْ .. ولاحَ بشيبٍ في السَّوادِ مفارقهْ
    وأفنى شبابي صبحُ يومٍ وليلة .. وما الدهرُ إلاّ مسيُه ومشارقهْ
    وأدركتُ ما قد قالَ قبلي لدهرهِ .. زُهَيْرٌ وإنْ يَهْلِكْ تُخَلَّدْ نَوَاطِقُهُ
    تبصَّرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ .. كَنَخْلِ القُرَى أَوْ كالسَّفِينِ حَزَائقُهْ

    عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً ،
    لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ،
    وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا .
    هُناك مجلس النبي وأصحابه .
    طرقت وأُذن لي ودخلت بلثامي أطلب الأمان ، فأمِنت
    . استقبلتني الطلعة النورانية ، لو كنت رأيتها من قبل
    لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ،
    وبإشراق محبته نوراً هادياً . بدأتُ أنشد :

    بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ
    وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ
    هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ
    تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ
    شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ
    تَنْفِي الرّيَاحُ الْقَذَى عَنْهُ وَأَفْرَطَهُ .. مِنْ صَوْبِ غَادِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ
    فَيَا لَهَا حُلّةٌ لَوْ أَنّهَا صَدَقَتْ .. بِوَعْدِهَا أَوْ لَوْ إنّ النّصْحَ مَقْبُولُ
    لَكِنّهَا خُلّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا .. فَجَعٌ وَوَلَعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ
    فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا .. كَمَا تَلَوّنَ فِي أَثْوَابِهَا الْغُولُ
    وَمَا تَمَسّكَ بِالْعَهْدِ الّذِي زَعَمَتْ .. إلّا كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ
    فَلَا يَغُرّنّكَ مَا مَنّتْ وَمَا وَعَدَتْ .. إنّ الْأَمَانِيّ وَالْأَحْلَامَ تَضْلِيلُ
    كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا .. وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلّا الْأَبَاطِيلُ
    أَرْجُو وَآمُلُ أَنْ تَدْنُو مَوَدّتُهَا .. وَمَا إخَالُ لَدَيْنَا مِنْك تَنْوِيلُ
    أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ لَا يُبَلّغُهَا .. إلّا الْعِتَاقُ النّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ
    وَلَنْ يُبَلّغَهَا إلّا عُذَافِرَةٌ .. لَهَا عَلَى الْأَيْنِ إرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ
    مِنْ كُلّ نَضّاخَةِ الذّفْرَى إذَا عَرِقَتْ .. عُرْضَتُهَا طَامِسُ الْأَعْلَامِ مَجْهُولُ
    تَرْمِي الْغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرِدٍ لَهَقٍ .. إذَا تَوَقّدَتْ الْحِزّانُ وَالْمِيلُ
    ضَخْمٌ مُقَلّدُهَا فَعْمٌ مُقَيّدُهَا .. فِي خَلْقِهَا عَنْ بَنَاتِ الْفَحْلِ تَفْضِيلُ
    غَلْبَاءُ وَجْنَاءُ عُلْكُومٌ مُذّكّرَةٌ .. فِي دَفّهَا سَعَةٌ قُدّامُهَا مِيلُ
    وَجِلْدُهَا مِنْ أُطُومٍ مَا يُؤَيّسُهُ .. طِلْحٌ بِضَاحِيَةِ الْمَتْنَيْنِ مَهْزُولُ
    حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجّنَةٍ .. وَعَمّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ
    يَمْشِي الْقُرَادُ عَلَيْهَا ثُمّ يُزْلِقُهُ .. مِنْهَا لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ
    عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ بِالنّحْضِ عَنْ عُرُضٍ .. مِرْفَقُهَا عَنْ بَنَاتِ الزّوْرِ مَفْتُولُ
    كَأَنّمَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحُهَا .. مِنْ خَطْمِهَا وَمِنْ اللّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
    تَمُرّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْلِ ذَا خُصَلٍ .. فِي غَارِزٍ لَمْ تَخَوّنُهُ الْأَحَالِيلُ
    قَنْوَاءُ فِي حُرّتَيْهَا لِلْبَصِيرِ بِهَا .. عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدّيْنِ تَسْهِيلُ
    تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهِيَ لَاحِقَةٌ .. ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ
    ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ .. ذَوَابِلٌ مَسّهُنّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ
    سُمْرُ الْعُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَى زِيَمًا .. لَمْ يَقِهِنّ رُءُوسُ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ
    كَأَنّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهَا وَقَدْ عَرِقَتْ .. وَقَدْ تَلَفّعَ بِالْقُورِ الْعَسَاقِيلُ
    يَوْمًا يَظَلّ بِهِ الْحِرْبَاءُ مُصْطَخِدًا .. كَأَنّ ضَاحِيَهُ بِالشّمْسِ مَمْلُولُ
    وَقَالَ لِلْقَوْمِ حَادِيهِمْ وَقَدْ جُعِلَتْ .. وُرْقُ الْجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الْحَصَا قِيلُوا
    شَدّ النّهَارُ ذِرَاعًا عَيْطَلٍ نَصَفٌ .. قَامَتْ فَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ
    نَوّاحَةٌ رَخْوَةُ الضّبَعَيْنِ لَيْسَ لَهَا.. لَمّا نَعَى بِكْرَهَا النّاعُونَ مَعْقُولُ
    تَفْرِي اللّبَانَ بِكَفّيْهَا وَمِدْرَعِهَا.. مُشَقّقٌ عَنْ تَرَاقِيهَا رَعَابِيلُ
    تَسْعَى الْغُوَاةُ جَنَابَيْهَا وَقَوْلُهُمْ .. إنّك يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ
    وَقَالَ كُلّ صَدِيقٍ كُنْت آمُلُهُ .. لَا أُلْهِيَنّكَ إنّي عَنْك مَشْغُولُ
    فَقُلْت خَلّوا سَبِيلِي لَا أَبَا لَكُمْ .. فَكُلّ مَا قَدّرَ الرّحْمَنُ مَفْعُولُ
    كُلّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ .. يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
    نُبّئْت أَنّ رَسُولَ اللّهِ أَوْعَدَنِي .. وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ مَأْمُولُ
    مَهْلًا هَدَاك الّذِي أَعْطَاك نَافِلَةَ الْ .. قُرْآنِ فِيهَا مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ
    لَا تَأْخُذَنّي بِأَقْوَالِ الْوُشَاةِ وَلَمْ .. أُذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ فِيّ الْأَقَاوِيلُ
    لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ بِهِ .. أَرَى وَأَسْمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ
    لَظَلّ يَرْعَدُ إلّا أَنْ يَكُونَ لَهُ .. مِنْ الرّسُولِ بِإِذْنِ اللّهِ تَنْوِيلُ
    حَتّى وَضَعْت يَمِينِي مَا أُنَازِعُهُ .. فِي كَفّ ذِي نَقَمَاتٍ قِيلُهُ الْقِيلُ
    فَلَهُوَ أَخَوْفُ عِنْدِي إذْ أُكَلّمُهُ.. وَقِيلَ إنّك مَنْسُوبٌ وَمَسْئُولُ
    مِنْ ضَيْغَمٍ بِضَرّاءِ الْأَرْضِ مُخْدَرُهُ.. فِي بَطْنِ عَثّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ
    يَغْدُو فَيَلْحَمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهُمَا .. لَحْمٌ مِنْ النّاسِ مَعْفُورٌ خَرَاذيلُ
    إذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لَا يَحِلّ لَهُ .. أَنْ يَتْرُكَ الْقِرْنَ إلّا وَهُوَ مَفْلُولُ
    مِنْهُ تَظَلّ سِبَاعُ الْجَوّ نَافِرَةً .. وَلَا تَمْشِي بِوَادِيهِ الْأَرَاجِيلُ
    وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ .. مُضَرّجُ الْبِزّ وَالدّرْسَانِ مَأْكُولُ
    إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ
    فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا
    زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ
    شُمّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لَبُوسُهُمْ .. مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الْهَيْجَا سَرَابِيلُ
    بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكّتْ لَهَا حَلَقٌ .. كَأَنّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ
    ليْسُوا مَفَارِيحَ إنْ نَالَتْ رِمَاحُهُمْ .. قَوْمًا وَلَيْسُوا مَجَازِيعًا إذَا نِيلُوا
    يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ الزّهْرِ يَعْصِمُهُمْ .. ضَرْبٌ إذَا عَرّدَ السّودُ التّنَابِيلُ
    لاَ يَقَعُ الطّعْنُ إلّا فِي نُحُورِهِمْ .. وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ

    نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ،
    وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبسنيها عفوا وسماحاً .
    سُميتْ قصيدتي من ساعتها بالبُردة ،
    تيمُنا بمَكرُمته ألف صلاة وألف سلام عليه .
    (4)
    في أفق الخير الممدود ، هنالك وجه للعفو وللصفح وللتسامح .
    أنموذج صدح مُتدثراً بعباءة الرضا . غمر السَّماح قصائد الغزل كلها ،
    فعلى مسمع منه حملت سيرته الرُكبان ،
    و ملأ ت الصدور رئتيه بهواء الصحارى ومهابط الحضر القديمة ،
    وجبال الجلوس للصفاء .
    سمع النبي الكريم شعر المدح ،
    وسمع مداخِله الثرية في الغزل فتهللت أساريره ،
    فما بال الذين يكرهون شِعر الغزل ، كأنه يُجافي العقيدة .
    لقد نثر الشاعر البوح كله أمام الوجه الكريم ،
    صاحب السيرة العطرة ، فاستحسن الشعر بمَكرُمته .
    (5)
    على نهج السماح والصفح ،
    أحب الإمام البصيري سيرة المدح ونهج بُردة كعب بن زهير ،
    ونقطُف مما كتب :

    راعت قلوب العدا أنباء بعثته .. كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ
    ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ .. حتى حكوا بالقنا لحماً على وضمِ
    ودوا الفرار فكادوا يغبطون به .. أشلاءَ شالت مع العقبان والرخمِ
    تمضي الليالي ولا يدرون عدتها .. ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُمِ
    كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم .. بكل قرمٍ إلى لحم العدا قـرمِ

    لم تَزل البُردة تتدثر في قلوب قصائد المدح ،
    تتسلل من قلوب المُحبين لساعات الصفاء .
    نقطُف مما كتب الشاعر أحمد شوقي في نهج البردة :

    يا رب صل و سلم ما أردت على .. نزيل عرشك خيـر الرسل كلهم
    محيي الليالي صلاةً ، لا يقـطعُها .. إلا بدمع من الإشفاق مُنسجـم
    مسبحاً لك جُنحَ الليل ، محتملاً .. ضُرًّا من السُّهد ، أو ضُّرًا من الورم
    رضيةُ نفسُه ، لا تشتكي سأماً .. وما مع الحــبِّ إن أخلصت من سأم
    وصل رب على آلٍ لهُ نُخبٍ .. جعلتَ فيهم لواء البـيت والحــرم

    إنها بُردة السماح و كِسوة العفو . خيار لو قرأناه بمحبة ،
    لصفت أنفسنا مما بها ، وغسلنا قلوبنا من طحين القُبح .

    عبد الله الشقليني
    8/9/2006م

    انتهى النص :
    ـــــــــــ

    النص كتبناه في مدونة : سودان رأي :

    http://sudaniyat.org/archive3/showthread.php?t=3260


    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-26-2009, 05:41 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-26-2009, 05:46 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-26-2009, 06:02 AM)

                  

10-26-2009, 03:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

10-27-2009, 04:11 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    السكك الحديدية والنضال السياسى

    ● تخرج الاستاذ محمود فى العام 1936م وعمل بعد تخرجه مهندسًا بمصلحة السكك الحديدية ، والتى كانت رئاستها بمدينة عطبرة الواقعة عند ملتقى نهر النيل بنهر عطبرة ، وعندما عمل الاستاذ محمود بمدينة عطبرة أظهر انحيازًا الى الطبقة الكادحة من العمال وصغار الموظفين ، رغم كونه من كبار الموظفين ، كما أثرى الحركة الثقافية والسياسية بالمدينة من خلال نشاط نادى الخريجين ، فضاقت السلطات الاستعمارية بنشاطه ذرعًا ، وأوعزت الى مصلحة السكة حديد بنقله ، فتم نقله الى مدينة كسلا فى شرق السودان فى العام 1937م ، غير أنّ الاستاذ محمود تقدم باستقالته من العمل في عام 1941، وأختار أن يعمل فى قطاع العمل الحر كمهندس ومقاول ، بعيدا عن العمل تحت امرة السلطة الاستعمارية.
    ● كان الاستاذ محمود فى تلك الفترة المحتشدة من تأريخ السودان ، وفى شحوب غروب شمس الاستعمار عن أفريقيا ، علما بارزا فى النضال السياسى والثقافى ضد الاستعمار ، من خلال كتاباته فى الصحف ، ومن خلال جهره بالرأى فى منابر الرأى، غير أنّه كان مناضلا من طراز مختلف عن مألوف السياسيين ،حيث كان يمتاز بشجاعة لافتة ، لا تقيدها تحسبات السياسة وتقلباتها ، وقد أدرك الانجليز منذ وقت مبكر ما يمثله هذا النموذج الجديد من خطورة على سلطتهم الاستعمارية ، فظلت عيونهم مفتوحة على مراقبة نشاطه.


    زواجه وأبناؤه

    تزوج من آمنة لطفى عبد الله ، وهى من اسرة لطفى عبد الله العريقة النسب والدين ، والتى تنتمى لفرع الركابية الصادقاب ، وقد كان زواجهما فى أوائل الأربعينات من القرن الماضى . كان أول أبناؤه (محمد) وقد نشأ فى كنف أبويه متفردا بين أترابه ، غير أنه ما لم يكد يخطو نحو سنى الصبا حتى غرق فى النيل عند رفاعة فى حوالى عام 1954، وهو لما يتعد العاشرة من عمره ، وقد صبرت أمه آمنة على فقده صبرا عظيماً . كان الاستاذ محمود وقتها خارج رفاعة ، فعاد اليها عندما بلغه الخبر ، وتلقى العزاء فى أبنه راضيا ، قائلاً لمن حوله: لقد ذهب أبنى لكنف أبٍ أرحم منى!
    له من الابناء بعد أبنه (محمد) بنتان هما (أسماء) ، و (سمية) .
                  

10-27-2009, 12:38 PM

Abdelhai Omar
<aAbdelhai Omar
تاريخ التسجيل: 09-16-2009
مجموع المشاركات: 227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الأحباب الكرام عبدالله الشقليني ودكتور حيدر
    الأستاذ محمود أفضى إلى ما قدم و لن ينفعه مدح بعد اليوم ولا ذم.
    وهو الآن بين يدي ملك عادل وحده من يعلم إن كان قد اقامه في عليين أو في سواها
    فلا حاجة لكم للتألي على الله.
    ولا حاجة لكم لتسخير أقلامكم وقدراتكم التعبيرية الفذة لتعظيم مخلوق مثلكم
    لم يملك لنفسه ضراً ولا نفعا في تلك الجمعة الأخيرة.
    أما كان أولى بكم وأنفع لدنياكم وآخرتكم توجيه تلك الملكات في تعظيم رب محمود وهو المانح الحقيقي لتلك الملكات؟
    أما قال لكم (ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)؟
    أما سمعتماه يخاطب نبيه ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين)؟
    أتعجب من تضييعكم لهذا الوقت الغالي فيما لم يطلب منكم.
    واتعجب لأمثالكم كيف لم تنظرون إلى المآلات فتتعلمون منها فقه الإستعداد؟
    أليس لكم في طوفان نوح عليه السلام وطوفان الأستاذ محمود قبس من نور مقارنه؟

    طيب الله أيامكم بكل خير
    عبدالحي
                  

10-27-2009, 04:41 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Abdelhai Omar)




    في ذكرى محمود محمد طه : نتأمل روحه في العليين (7)

    Quote: الأحباب الكرام عبدالله الشقليني ودكتور حيدر
    الأستاذ محمود أفضى إلى ما قدم و لن ينفعه مدح بعد اليوم ولا ذم.
    وهو الآن بين يدي ملك عادل وحده من يعلم إن كان قد اقامه في عليين أو في سواها
    فلا حاجة لكم للتألي على الله.
    ولا حاجة لكم لتسخير أقلامكم وقدراتكم التعبيرية الفذة لتعظيم مخلوق مثلكم
    لم يملك لنفسه ضراً ولا نفعا في تلك الجمعة الأخيرة.
    أما كان أولى بكم وأنفع لدنياكم وآخرتكم توجيه تلك الملكات في تعظيم رب محمود وهو المانح الحقيقي لتلك الملكات؟
    أما قال لكم (ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)؟
    أما سمعتماه يخاطب نبيه ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين)؟
    أتعجب من تضييعكم لهذا الوقت الغالي فيما لم يطلب منكم.
    واتعجب لأمثالكم كيف لم تنظرون إلى المآلات فتتعلمون منها فقه الإستعداد؟
    أليس لكم في طوفان نوح عليه السلام وطوفان الأستاذ محمود قبس من نور مقارنه؟

    طيب الله أيامكم بكل خير
    عبدالحي



    الأكرم : عبد الحي
    تحية طيبة ، ونُضمر في أنفسنا خير التحية مما عرفتَ ، ومما عرفْنا ، ومما لم تَعرف ، ويسر المولى لنا أنا انتوينا لك كل الخير ،
    وما ذكرنا "الأستاذ محمود " إلا من باب ذكر محاسن الموتى. والدعوة لصعود مكانة العليين ، هي دعوة نتمناها من المولى، مُضمرة، وهو نهج في آداب الكتابة ، ونفائس المحذوفات ، التي ما كتبنا بها إلا لأصحاب العقول النيّرة ، التي كلّفها المولى وحبب إليها من آيات الذكر الحكيم :" تعقلون ، تتفكرون ، أولي الألباب..." . وتلك من مِران العقول التي تتطيب بالحفر في مدية التعقُل والتفكُر . ذاك الذي توجست الكائنات عندما عُرضَ عليها التكليف :

    "{ ...فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ..} الأحزاب 72

    من هنا فقد توسمنا فهماً أكثر عمقاً وصبراً من قرائنا الكرام على المعاني المُبطنة التي حجبناها ، وقد تأسينا بمخاطبة العقول التي نتوسم نباهتها من ثقل ما تحمل :


    الحديث: "اذكروا محاسن موتاكم" وكفوا عن مساويهم، أبو داود في الأدب والترمذي في الجنائن وللنسائي من حديث منصور بن صفية عن أمه عنها قالت: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال: لا تذكروا هلكاكم إلا بخير"

    سيدي ،
    هنالك الأبواب واسعة للترحم ، ولذكر محاسن الموتى ، فلم تكُن الأبواب إلا مُشرعة ، ولست أدري لِمَ تُضيق الواسع ، فذكر المولى الذي تطلبه لن نتباهى به هنا ، وتلك عبادة الخفاء .وذكر موتانا الذين أعملوا ذهنهم الوَثاب ، ونهلوا من نفائس الذكر الحكيم ، نُضمِر فيه تمجيد الصانع في صنعته . فقد قص المولى على نبيه الأكرم :
    {... نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ...} يوسف 3

    ونحن أمام الباب الواسع ، نتخير خير اللغة ، وبصيرتها النافذة ، ومعدنها النفيس الذي استجار ببلاغته وجرس موسيقاه المُتألقة كافة كُتاب العربية ، فأحيى السباق لمُجاراة اللغة في القص ، ما تأدبنا ، إلا حين عرف قراؤنا ما نحن فيه من بسطة وسهولة ويُسر مع الفخامة ، وهي من أثر السير نتقفى اللغة القرآنية ، وأنت سيدي من هؤلاء ، وقد توسمت فينا أنت قدرة على الكتابة الناصعة ، والتي ترى أنا قد وظفناها فيما لا يفيد !!! .

    إن لدينا من الملكة ونحن نصعد أعتابها الأولى ،و ما وصلنا ما وصلنا إليه إلا بملاحقة الذكر الحكيم ، وتتبُع نهجه اللغوي ، ومُجاراة بلاغته وسِحر بيانه .

    من هنا نشكر لك الحوار ، والدعوات الطيبات ، والمحبة التي أفصحت عنها ، ونحن نكُن لك مثلها ، فهي دفع لنا جميعاً لنكُن سباقين في السعي إلى الخيرات ، ما استطعنا إلى ذلك من سبيل .

    تحية لك أخي وندعو لك بالتوفيق والسداد .


    **

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-27-2009, 04:51 PM)

                  

10-27-2009, 05:06 PM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
    الاستاذ الفاضل عبد الله الشقليني مودة واحترام

    واصل فنحن نستمتع بوهج الكلم الفخيم وروح المعاني خلف الحروف وبين السطور
    يا لها من سيرة عظيمة لرجل عظيم وعبقري
    علي
                  

10-27-2009, 06:37 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: degna)

    يا شقليني ... دوحتك دائما مما يستظل بأفيائه من أطيب الغرس ... قال لي دكتور أحمد المصطفى حسين أمس أن أمر الاستاذ دة في ناس ربنا بفتح ليهم بصائرهم كدة "منّة وفضلا" وفي ناس بحوشوهم منو حوش!!! دهشت لهذه التصاريف وتقافزت في ذهني صور عديدة ... أحدهم ... أمي ... لا يعرف القراءة ولا الكتابة .. تاقت نفسه وهامت برؤية الاستاذ ... قيل له مرة أنه قد جاء لحي الدباغة بود مدني لعزاء .. فذهب اليه من توه لا يلوي على شيء (حكى فيما بعد أنه رآءه كالشامة وسط الناس ظاهرا) .. ما أن دنا منه الا وجدع نعله "ملصا" وخلع عمامته "رميا من الرأس" تأدبا وأنشأ قصيدة طويلة، على السليقة يحضرني منها خاتمتها:
    يا طه وأحمد ومحمّد
    حسن السجمان ومرّمد
    ختو حملو فوقك وغمّد
    صورة أخرى لخليفة الشيخ السماني في "الصعيد" .. لما زاره الأستاذ محمود فرش له ثوبه ليجلسه عليه وخاطبه قائلا:
    أعصر خمر، وأضرب زمر، يأتيك من كل فج زيد وعمرو!!
    وبالموردة يقول له السيد الحسين الإدريسي كل طعامنا هذا يا أستاذ فقد طبخته لك بيدي!!!
    يا شقليني: أيه يا مولاي ايه فإنا ههنا قاعدون وبدوحكم مستظلون
                  

10-27-2009, 07:18 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)

    نشأة الحزب الجمهورى

    ● فى يوم الجمعة 26 أكتوبر 1945م أنشأ الاستاذ محمود وثلة من رفاقه هم: أمين مصطفى التنى، عبد القادر المرضى ، منصور عبد الحميد ، محمود المغربى ، واسماعيل محمد بخيت حبّة ، حزبًا سياسيًا أسموه (الحزب الجمهورى) ، حيث اقترح التسمية أمين مصطفى التّنى ، اشارة لمطالبتهم بقيام جمهورية سودانية مستقلة عن دولتى الحكم الثنائى ، وقد أُختير الأستاذ محمود رئيسا للحزب ، وعبد القادر المرضى سكرتيرا له ، وقد كان هذا الحزب هو الحزب السياسى الوحيد وقتها فى المطالبة بالحكم الجمهورى ، وفى المطالبة بالاستقلال التام ، فى الوقت الذى كانت فيه الحركة الوطنية السودانية ، بقسميها الذين يقودهما حزبا الاتحادى والامة لا يناديان الا بالاتحاد مع مصر (الاتحاديون) أو بالاستقلال فى تحالف مع التاج البريطانى (الامة). وقد عبر هذا الموقف التأريخى من مصير السودان ، أصدق تعبير ، عن الرؤية الثاقبة ، والبصيرة المسددة التى ستكون لاحقا سمة الحركة الجمهورية التى أنشأها ورعاها الاستاذ محمود محمد طه .

    أول سجين سياسى فى الحركة الوطنية!

    نشأ الحزب الجمهورى أول ما نشأ على المصادمة المباشرة للاستعمار ، دون أن تقعده الرهبة ، أو يصرفه اليأس ، فحفظ تأريخ السودان للأستاذ محمود صورًا ناصعة من الاخلاص المتجرد من الخوف والطمع ، فى مواجهات مكشوفة مع الاستعمار ، ومع الطائفية السياسية التى كانت تحرك الشعب لمصلحة قادتها. ورغم أن الحزب الوليد اتخذ من الاسلام مذهبيةً له ، غير أنه فى تلك الفترة لم يكن يملك من تفاصيل تلك المذهبية ما يمكن أن يقدمه للشعب ، فأنصرف أفراده الى ما أسماه الاستاذ محمود (ملء فراغ الحماس) ، متخذين من قضايا مثل سياسة الاستعمار تجاه الجنوب ، وقضايا مزارعى مشروع الجزيرة مواضيع للنضال ولتحريك الشعب ، فضرب رجال الحزب الجمهورى وعلى رأسهم الاستاذ محمود الأمثال فى شجاعة المواجهة ، حيث كان الحزب يطبع المنشورات المناهضة للاستعمار والتى يقوم أفراده بتوقيع أسماءهم عليها ، ثم توزيعها، فى عمل فريد من أعمال المواجهة العلنية ، اضافة الى قيامهم بالخطابة فى الاماكن العامة ، حتى استشعرت السلطات الاستعمارية الخطر ، فتم اعتقال الاستاذ محمود فى يونيو من عام 1946م وتم تقديمه الى المحاكمة ، حيث خُيّر بين السجن لمدة عام ، أو امضاء تعهد بعدم ممارسة العمل السياسى فأختار السجن دون تردد. كان الاستاذ محمود بذلك أول سجين سياسى فى تأريخ الحركة الوطنية السودانية. وحتى فى السجن فقد واصل مقاومته للمستعمر بعدم تنفيذ أوامر السجن ، فى حين واصل رفقاؤه فى الحزب مقاومتهم خارج السجن ، فأضطُرت سلطات الاستعمار الى اطلاق سراحه بعد خمسين يوم من سجنه. وقد أدى نبأ اطلاق سراحه ، تماما كنبأ سجنه ، الى تجاوب واسع من قطاعات الشعب ، أظهرته برقيات التأييد التى انهمرت على الحزب من كافة محافظات السودان.
                  

10-29-2009, 02:17 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    ثورة رفاعة

    ● بعد اطلاق سراح الاستاذ محمود واصل الحزب الجمهورى نضاله ضد الانجليز ، حتى حانت فى سبتمبر 1946م فرصة أخرى لتصعيد المقاومة ، اذ قامت سلطات الاستعمار بتفعيل قانون منع الخفاض الفرعونى والذى كان قد صدر فى ديسمبر من عام 1945م ، حين قامت السلطات فى رفاعة بسجن ام سودانية خفضت بنتها خفاضا فرعونيا ، فنهض الاستاذ محمود الى التصدى لحادثة الاعتقال هذه ، معتبرا أنّ الاستعمار بتفعيله القانون فى مواجهة عادة متأصلة لا يمكن محاربتها بالقوانين ، انما يرمى الى اضفاء الشرعية على حكمه عن طريق اظهار نفسه محاربا لعادات الشعب السيئة من ناحية ، واظهار السودانيين كشعب غير متحضر مستحق للوصاية من ناحية ثانية.
    ● خطب الاستاذ محمود خطبة قوية فى مسجد رفاعة مستنهضا الشعب للدفاع عن المرأة التى نزعت من بيتها الى ظلمات السجن. فتوحدت المدينة بأكملها خلفه فى ثورةٍ عارمة تصاعدت الى اقتحام السجن ، وأطلاق سراح المرأة ، رغم المواجهة العنيفة التى ووجهت بها من قبل السلطات والتى وصلت لحد أطلاق النار على الشعب . وقد تجلت فى ثورة رفاعة جسارة الاستاذ محمود فى مواجهة المستعمر والتزامه جانب المستضعفين من شعبه ، مما خلب ألباب الأحرار ، حيث عبّر أحد شعراء السودان عن ذلك فى مقدمة قصيدة له فى تمجيد ثورة رفاعة بقوله : ((من المنبر فى مسجد رفاعة انبعثت الصيحة ، وخرج المسلمون - كالمسلمين الأوائل - فى لحظة الهية يندفعون الى الكافر ، ولقيهم هذا خلف صف من العساكر ، وأنطلق الرصاص ، وتقدم الرجال يمشون على خطى محمود !))
    ● تمخضت ثورة رفاعة عن سجن الاستاذ محمود لمدة سنتين ، حيث ُسجن فى سجن ودمدنى لبعض الوقت ، ثم أتم باقى مدة السجن فى سجن كوبر الشهير بمدينة الخرطوم بحرى.

    السجن، والخلوة، والمذهبية الجديدة

    ● فى السجن الثانى للاستاذ محمود بدأت تتضح له تفاصيل المذهبية الاسلامية التى وقف حياته للدعوة اليها ، حيث أخذ نفسه بالعبادة ، وبخاصة الصيام الصمدى ، والصلاة ، فتهيأ لأداء المهمة التى أدرك أن الله انما يعده لها.
    ● بعد اتمامه لمدة سجنه فى العام 1948م خرج الاستاذ محمود الى مدينة رفاعة حيث اعتكف لمدة ثلاث سنوات فى خلوة عن الناس ، حيث أتم ما كان قد بدأه فى سجنه من تهيؤ لدعوته الاسلامية. كانت أيام خلوته واعتكافه عامرة بالاشراقات الروحية ، والسمو النفسى ، وقد بدا واضحا أن الاستاذ محمود قد أقبل على موضوع كبير وخطير ، وكان الحزب الجمهورى طوال فترة اعتكافه قد توقف نشاطه ، فى حين كان أفراده ينتظرون خروج قائدهم من اعتكافه.

    الحزب الجمهورى يخرج من جديد

    ●خرج الاستاذ محمود من اعتكافه فى اكتوبر 1951م ودعا الحزب الجمهورى الى اجتماع عام عقد فى 30 اكتوبر 1951م . فى هذا الاجتماع طرح الاستاذ محمود المذهبية الاسلامية الجديدة ، والتى تقوم على الحرية الفردية المطلقة ، والعدالة الاجتماعية الشاملة ، ليتجه الحزب الجمهورى من ملء فراغ الحماس الى ملء فراغ الفكر.
                  

10-29-2009, 05:46 AM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: تذكرتُكَ اليوم .
    لا يوافق اليوم موعد ميلادِكَ أو رحيلك .
    الرُوح أنضرْ . لا يشبَعُ المرء من سكونها حولنا .
    تبُثنا خطاباً يستجد كل يوم و كل ليلة .
    كأنك سيدي لم تعتزلنا وترحل .
    كأنك جالسٌ مثل ما اعتدتَ مفترشٌ هذا البساط الكوني عندما دحاه سيدنا الأعلى عند الصِنعة الأولى . وأنت في غرفة اعتاد الأحباب أن يلتقونكَ عندها .
    صحوت من منامي اليوم ،
    وكأنك تُمسِك الخواطر إلا تُفلِت من ذاكرتي

    سلام عليك ، وعليه ،

    فى العالمين ..

    الشبليني العزيز ،

    تحياتي .
                  

10-30-2009, 09:03 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    Quote: سلام عليك ، وعليه ،

    فى العالمين ..

    الشقليني العزيز ،

    تحياتي .


    الحبيب : مأمون أحمد إبراهيم
    تحيات زاكيات يا حامل المسك في كل مرة تزورنا فيها .




    *
                  

10-29-2009, 05:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)




    في ذكرى محمود محمد طه : نتأمل روحه في العِلِيين ( 8)



    Quote: ا شقليني ... دوحتك دائما مما يستظل بأفيائه من أطيب الغرس ... قال لي دكتور أحمد المصطفى حسين أمس أن أمر الاستاذ دة في ناس ربنا بفتح ليهم بصائرهم كدة "منّة وفضلا" وفي ناس بحوشوهم منو حوش!!! دهشت لهذه التصاريف وتقافزت في ذهني صور عديدة ... أحدهم ... أمي ... لا يعرف القراءة ولا الكتابة .. تاقت نفسه وهامت برؤية الاستاذ ... قيل له مرة أنه قد جاء لحي الدباغة بود مدني لعزاء .. فذهب اليه من توه لا يلوي على شيء (حكى فيما بعد أنه رآءه كالشامة وسط الناس ظاهرا) .. ما أن دنا منه الا وجدع نعله "ملصا" وخلع عمامته "رميا من الرأس" تأدبا وأنشأ قصيدة طويلة، على السليقة يحضرني منها خاتمتها:
    يا طه وأحمد ومحمّد
    حسن السجمان ومرّمد
    ختو حملو فوقك وغمّد
    صورة أخرى لخليفة الشيخ السماني في "الصعيد" .. لما زاره الأستاذ محمود فرش له ثوبه ليجلسه عليه وخاطبه قائلا:
    أعصر خمر، وأضرب زمر، يأتيك من كل فج زيد وعمرو!!
    وبالموردة يقول له السيد الحسين الإدريسي كل طعامنا هذا يا أستاذ فقد طبخته لك بيدي!!!
    يا شقليني: أيه يا مولاي ايه فإنا ههنا قاعدون وبدوحكم مستظلون



    الأكرم : الأستاذ / رفيق الأستاذ : عبدالله عثمان

    لا تعدل ملذات الكون جُرعة من شراب الصفاء ، ولا تعدل جلسة مع الذين اغتسلت قُلوبهم
    من شراب الجلوس في حضرة الرحمن توجدا . هذا يوم من الأيام الزاهيات . تغلب فيه النفس صاحبة العافية المأذون سيرتها بيننا برزق المولى ، تغلب فيها الدفائن في تخوم النفس التي ورثناها وهي أمارة تشوش علينا من هطول أمطار الكساد السوداء . لم تترُك لنا بُرهة لنحتفي بالذين يعلمون الناس كيف تكون الإنسانية وهي ترتقي سلالم النقاء ، ويعلمون المسلمون في درجتهم الأولى : كيف يتطهرون وكيف يتوضأون ، وكيف يصلون ...
    من هذا المنبر الذي يسره أصحاب العقول التي تكسر حجارة زماننا القاسي ، ونعرف أن للزمان إدارة : للعقل أن ينام بعضه ويصحو البعض ، لنا أن نقرأ ، وننام ، ونهوى بخلايا جُبِلنا أن نعرف أنفسنا ونتأمل الآفاق .
    تحيات زاكيات ، كالأنفس الرقيقة ، وهي تتنسم ريح الأحباء أنّا يكونون ، في أدنى الأرض . تأتي بهم أدوات العصر لنجلس وبصحبتهم نتجمّل .
    تحية لك وأنت تُثري الملف بمقال يمُد لنا طُنُبا .

    يقول الذكر الحكيم :

    {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة148



    **
                  

10-29-2009, 05:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: degna)

    Quote: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
    الاستاذ الفاضل عبد الله الشقليني مودة واحترام

    واصل فنحن نستمتع بوهج الكلم الفخيم وروح المعاني خلف الحروف وبين السطور
    يا لها من سيرة عظيمة لرجل عظيم وعبقري
    علي





    الحبيب الفاضل : دقنة
    تحية لك وأهلاً بك صاحب ، وشريك ، فخير الأمم التي عرفت مكارم الأخلاق ،
    وعرفت الذين قالوا وكتبوا من أجل الناس كافة .
    تحية طيبة وود كثير .


    **
                  

10-30-2009, 12:41 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    قالوا: جزاؤه؟!
    قال: من وجد في رحله فهو جزاؤه!
                  

10-30-2009, 03:49 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)
                  

10-30-2009, 05:55 PM

لطفي علي لطفي

تاريخ التسجيل: 08-16-2009
مجموع المشاركات: 1287

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)

    الاخ الشقليني

    لك مني التحية و التقدير و الاجلال فكل ما تكتب عن سيرة سيد الشهداء تجدني حافي الرأس و القدامين عارياو مادي قرعتي لله يا محسنين, قلت اتبرك ببوستك و انزل رابط عبدالله عثمان لكن سبقني

    لكن تبركا برضو

    الأستاذ محمود محمد طه: قالوا ولم نقل!!!

    لطفي

    (عدل بواسطة لطفي علي لطفي on 10-30-2009, 05:56 PM)

                  

10-31-2009, 01:26 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: لطفي علي لطفي)

    كلي تفنيه وتوجده ولقاك فنائي موعده
    ظهرت بتجليك الأشياء والأمر بها مدت يده
    والحضرة بثي رونقها فينا إننا نتودده
                  

10-31-2009, 06:42 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)




    في ذكرى محمود محمد طه : نتأمل روحه في العِليين ( 9)








    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">



    جزء (1) من محاضرة part 1
    وهي مقدمة من حديث للأستاذ/ محمود محمد طه في محاضرة عامة
    عن الدستور وذلك خلال الديمقراطية الثانية بعد أن قررت المحكمة الشرعية
    في أواخر الستينات وقبل انقلاب (25) مايو بالحكم عليه بالردة !!

    يتفرس المرء في اللغة ، وفي المنهاج الذي اتبعه والرؤيا العميقة لأزمة
    السودان من قبل الإستقلال ...


    **

                  

10-31-2009, 07:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)




    في ذكرى محمود محمد طه:نتأمل روحه في العليين (10)




    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">





    الأستاذ/ محمود محمد طه عام 1977 م في محاضرة يبدأ فيها بمقدمة عن الرؤيا
    الخاصة بفتوحاته الفكرية في مسألة التأويل .
    part 1a

    **
                  

11-03-2009, 07:43 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    غلت الدعوى يدياً***فأتى يسعى إليا
    حل أسرى *قال أسرى*ليلك الداجي مطية
                  

11-04-2009, 01:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)




    لك الشكر وموفور الصحة : أخي : دكتور حيدر بدوي :

    قاربتَ وأشجيت ،
    وجالستَ ،
    فأوفيت مجلسكَ الضيافة ،
    وحنين القول الشِعري .

    لك تحية مباركة .




    .
                  

11-04-2009, 05:26 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    يقولون في المحبة الإلهية :


    أموتُ إذا ذكرتُكَ ثم أحيا.. ولولا حُسن ظني ما حييتُ
    فأحيا بالمنى وأموت شوقاً ..فكم أحيا عليكَ وكم أموتُ
    شرِبتُ الحبَ كأساً بعد كأسِ .. فما نفد الشرابُ وما رويتُ
                  

11-04-2009, 04:08 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    اسمح لي يا عزيزي يا شقليني ان اضع نثارا على عتبات دارك المقدسة متبركا آمل له ان يكون كنقش حناءعلى يد عروس يزينها ويتزين بها
    =====


    المبارك شيخ الظهر شوفني جنيت ولا دستّر
    وقبته تزار بنواحي الركابية باطراف "مورة" الشيخ حسن ودبليل ... عشت ردحا من الزمن قريبا من هناك وجداتي يذهبن له بالنذور والرايات يحرسنني من "عين الغريب الفيها عود وعين الفتاة البتقد الواطة"
    وجوه سيف .... واليماني والتلياني ... والعراقي والعركي .. والحجّاز ... وهندي محمد ابوزيد وجعفر السوري وخليل الأردني وحمد الليبي .. كل ذلك ذكرني بالعم الراحل سيداحمد عبدالكريم تركي "زول الزومي" ... (نفعنا الله بجاهه) لما حكى دكتور خليفة عن الأخ الذي قال للأستاذ أوصني فأوصاه الأستاذ (ألزم الأخوان) تذكرت العم تركي .. ما داير أقول هو من قيل له .. لكني تذكرته على كل حال وحال قد اعتراه سأحكي عنه لاحقا...
    يحكي لي عنه الأخ بابكر محمد أحمد "الشايقي" .. يقول لي كان عم تركي مزارعا "فالحا" وكان برضو "شيخ ظهر" تتحلق حوله "الحريم" وتؤمن به ... أكثر ما يميزه حبه للتنباك ... تركي ابن أخت للشيخ حسن خشم الموس وماخد منو الكتير ... شيخه فى "الظار" كان اسمو "شيخ بابكر" ... "تركي" دة بى ظارو وتنباكو دة أنا كنت شايفو أحسن زول ..يقول عنه بابكر الشايقي.... واليتو "نضم نضم نضم" ضمي بس أنضم وحاتك لامن التزم .. "الحريم" إتحيرن...أى!!! الليدقلنا الظار يا منو؟؟ ... يجن يسألنوا أى!! الرسول يا تركي "القشرنك" من "ظارنا" دة يا منو؟؟ يقوللهن : "قشرني فيهو شيخ بابكر وقشرني منو شيخ بابكر"!!
    ودع "تركي" يوما العم عثمان محجوب (نفعنا الله بجاههم جميعا) ووفده في محطة القطار بكريمة .. حملّهم سلامه وأشواقه للأستاذ (قولولو سيداحمد قارعلو مويي .. ما يقدر يجي) يغادر القطار ويعود هو للزومة .. تنطلق فوقو (ناريي) تحميهو القعدة ... ومثلما وجد "شيخ الكسرة" صائحا يصيح "مكوار!! مكوار" فركب ذلك اللوري لأمر قد قدر كما يحكي النور حمد لات "حجيج قد قطع .. قاصد نور البقع"... ركب عم تركي لوريا شق به العتمور وانزله صباحا عند حبيبه الأعظم .. وصل عثمان محجوب ووفده بعد يوم ... يبلغون الأستاذ تحايا واعتذار "تركي" يقول لهم الأستاذ: سيداحمد وصل ... ينظر اليه الأستاذ فيلتفتون ويرونه بالمجلس ... يقوم تركي يقول للأستاذ بفصيح لهجة الشايقية (بعد ما دفرت طفٌر ركٍب) يضحك الأستاذ حتى تمتليء عيناه دموعا (تسحرني لهجة الشايقية) (الاستاذ)

    حكي لي بابكر أن الراحل سيداحمد قبيل رحيله ظل لفترة فى شبه اغماءة لا يعي بما يدور حوله ولا يتحدّث، ولما جآءته "فجة الموت" كما يقولون: رفع اصبعه وتلا بوضوح وتقعيد، على طريقة الأستاذ (سنريهم آياتنا في الآفاق!! وفي أنفسهم!! حتى يتبين لهم أنه الحق!! أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)!! يقول أنه شدّد على وجرّ الياء في كلمة "فييييييى أنفسهم"!!
    أولم يكف؟؟؟ بلى!! بلى!!
                  

11-04-2009, 06:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)




    في ذكرى محمود محمد طه:نتأمل روحه في العليين (11)



    الحبيب : عبد الله عثمان

    تتوهج دائماً حين تحكي ،

    **
    للمعلم الذي رَحل ،
    عندما دنا وتدلي .... كالقُرط في يوم الجمعة العظيمة .
    **
    حين تأتي الكائنات وتجلس لدى مجلسه ، يتكرم العقل .
    عند مجلسه ، ترِف فراشات المعرفة ،
    وتُزغرد زُرافات الطيور :
    { إنا نُوَحِد ، وهوَ يُوَحِد } ،
    فأين مجالس الجميع من مجلسه .

    في ليلة ظلماء ، يتوهج يذكرك ربي ،
    ويتعرف عليك لأنه يغترف من سلسبيل نَعمائكَ .

    **
    عند مجلس الأستاذ النضيد ،
    يأتي أهل الفن ،
    فهم في ارتقاء النفوس في صفائهم يتألقون ،
    يعرف دواخلهم ، وقلبه مع العلوم التي ييسرها المولى ،
    نذكر من علاقات سيدنا في مقام مجلسه العالي بأهل الموسيقى ، ورباط كل ذلك بالذكر الحكيم ،ونذكر علائق اللغة القرآنية بموسيقى الكائنات و بمعارف السَجع و الشِعر وجُلها هناك على الرُبا يستنير العقل وتتوهج بالبصائر .
    وفي علوم الأستاذ المنثورة : انقطاع النبوة ، ومُجاهدة الأفراد وهم صعوداً في ترقيهم المعرفي وبصعودهم في سلم العبادة ، أنهم في سعيهم يتلقون عن ربهم في قراءتهم للذكر الحكيم : لفظاً ومعنى وموسيقى واستبطان :

    في قرابة السجع والشعر بالذكر الحكيم نذكر أنموذجاً :

    العاديات(مكية)11
    **
    وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً،
    فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً،
    فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً،
    فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً،
    فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً.


    إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ،
    وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ،
    وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ،


    أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ،
    وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ،
    إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ.



    حُييت سيدي ،عبدالله ،
    فلا تحرمنا من طلّك الندي .


    عبد الله الشقليني



    **
                  

11-05-2009, 01:14 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    قم بنا يا نديم/ إن خمري قديم/كأسه نستديم/.يا حبيبي عساك/ أن توالي لقاك
                  

11-05-2009, 05:36 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)



    .
    حبيبنا الدكتور حيدر بدوي
    تحية لك وأنت تُجالسنا كل حين ، وتنثر الدُرر أمامنا شِعراً .
    صدق المولى حين تحدث في الذكر الحكيم عن قومٍ يحبهم ويحبونه ،
    يعرفون أنهم جاءوا بعطرهم المعرفي الفواح وبقراءتهم التي استبطنت
    من بطن الكتاب دُرره .



                  

11-05-2009, 09:00 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    ((الكلمات أواني والمعاني تنزلات))الأستاذ محمود محمد طه

    ((اني لأجد ريح يوسف))
    يقولون أتبكي كل قبر رأيته لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك
    فقلت "ان الشجي" يبعث الشجى فدعنى فهذا كله "قبر مالك"

    عندما كتب الأديب عبدالله الشقليني عن "أكليل" الشيخ ... أخذت ذلك "الأكليل" ووضعته في الصالون "ملتقي اسفيري خاص بالجمهوريين" وقلت(للأستاذ) "كل من قال يا حبيبي افتكرتو بشير اليك"
    ====

    في ذكرى إكليل الشيخ




    قلما يتحَدث .. يستمع دوماً . تعليقاته مملوءة بالخفايا الباطنة . إن تتبَعت نبرات صوته المُشبعة بالفخامة كأنك تنظُر من فوهة بئر عميق لترى مارِداً في قاعها يضحَك . إن نظرتَ وجدت الرؤيا تُحلِق في سماوات لا تأخذ بالمُقدمات أو الأسباب لتصل إلى النتائج ، بل تتخذ من اللُغة البهيَّة سجادة يفترشها ليعبُر إلى عوالم غريبة التكوين .
    لا تشبه أفكاره ( التين إدجرز ) في زمان الستينات . وجد في فن الرسم ضالته التي طوعت رؤاه . منها عبر من مدرسة التقليد والمُحاكاة إلى دراسة الأجسام والمساحات وسلطانها وإيحاءاتها . قرّبته سماواتها العالية من الإستشراق الذي أحب . قدم هو إلى المؤتمر الثانوية بأمدرمان متفوقاً من مدرسة ود نوباوي الوسطى .
    في قاعة الدرس في الثانوية تخيّر هو المقاعد الخلفية ، على غير المُعتاد من الخيارات . ربما يسمح الجلوس في مؤخرة القاعة أن تنتبه للدرس أو تُغمض عينيك عنه أو تأخذ حُريتك على حساب الدروس التي تمَلّ أو ( تسرح بغنم إبليس ) . قربتني لشخص ( إكليل ) محبتنا المُشتَركة للفنون التشكيلية . يراني حاذقاً بما يكفي لمشروع فنان تشكيلي مُحتَمل ، و أراهُ فوضوياً لا يُحسن ترتيب الدُنيا من حوله . غامض في مشاعره ، يتركك تتحدث ويقتضِب الإجابة حين تنتظر التفصيل! .
    صدفة كنت جواره و الوقت راحة من بعد الظهيرة . أمسكَ كتِفي وقال :
    ـ أنظر يا عبدالله .. هنالك .
    نظرت .. هناك معمل الفيزياء ، وبعض زملاؤنا يتسامرون . عيونهم مُعلقّة إلى كُرة تقفز في الهواء ، يغازلونها والضحِك يملأ الأرجاء .
    قلت له بعفوية :
    ـ وما هناك ؟
    قال كمن أحبطه الرّد :
    ـ كنتُ أظنك أكثر عمقاً مما تصورت ! .
    استدركت مُحاولاً تحسين صورتي فقلت :
    ـ لم أكن منتبهاً .
    قال لي :
    ـ دع عنك غشاوة العادة وانظر الوجوه الضاحِكة وتفاصيل الوداعة ، ورسم الأفراح على الأوجه وحركة الأجسام . راقب الأصوات ورنينها ، ألا توحي لكَ شيئاً ؟ . أرجو أن تُحسن فهمي ، فلست مُخالفاً نواميس الكون ! .
    صمتَ هوَ برهة أحسست فيها بالحَرج ، ثم واصل قائلاً :
    ـ لا تأسرني يا عبد الله العادة . راقب أنتَ اللوحة المُتحركة أمامك وتأمل عناصرها برويَّة . لو انتبهنا إلى العالم من حولنا لوجدناه أكثر اتساعاً مما نحسب . تأتلف العناصر، الإنسان والنبات والحجر والهواء والمطاط وتتخلَّق كخيوط ملونة في مَشغَل تنتظر أن تكون نسيجاً زاهياً .
    نـزلت كلماته كفجرٍ ملون بأحمر الخُطورة ، وانتبهت أنني في شَرك حقيقي . أمامي فلسفة مُتماسٍكة الأركان ، وأنا أحاول السباحة جاهِداً ألا أخذل صفاءه . نظرت اللوحـة الهلامية المُتحركة أمامي ، وعلمت حينها أن أبواباً جديدة تفتح لي مغاليقها وتدعوني الدخول . أيمكن للمرء أن يُحوِّل الواقع بعناصره المتفاوتة التركيب والمصادر إلى حلمٍ ناصع في ظهيرة يوم دراسي ؟
    أيعقل أن يتحول المشهد العاديّ برهة كونية شديدة التعقيد ، تلتقي فيه الأنفُس والجمادات ، تموج وتنسج وشياً لا يعرفه إلا من اتسعت آفاق البصيرة لديه ؟.
    مادة الفنون في ثانوي الستينات من القرن الماضي ، لها قامة فارعة وأساتذة من المُتدربين وأرباب الصنعة . في مرسم الفنون ترى البَطر بادياً بمقاييس سودان اليوم : الألوان والأقمشة والأوراق والأقلام ومعدات الرسم والمقاعد والمساند والألواح . خامة يمكنها أن تصنع من عابري الدرس عمالة رسم ماهرة على أقل تقدير ، فمن مناهج التقليد يمكنك التدرب على المُحاكاة ، ومن قوانين النظر وأبعاده البشرية يمكنك النقل إن كنتَ صافي الذهن من الشوائب ، أو أن جنون الفنون قد مَسَّكَ لهبه وولَجت معبده الفخيم . إن جلست في المرسم ورفعت رأسك عند بدء الدرس ، تجد الأستاذ ( مبارك بلال ) أمامك باسماً هادئاً يعلو رأسه الشيب ، يُبعِد عنك الأشباح التي تتراقص من حولك كلما ذُكرت الفنون . إحساس يحتويك أكثر طمأنينة لعالم جديد .
    تلك تُفاحة وذاك كوب ، وزجاجة بينهما مملوءة بالماء إلى ما بعد نصفها ، جلسوا أو وقفوا جميعاً على قماشة تتكسّر أمواجها على منضدة عالية ليراها الجميع . إنارة السقف و النوافذ تُلقي بأشعة بدت سِحرية من رهبة إعادة النظر إلى الأشياء .
    قال أستاذنا ( مُبارك ) :
    ـ هذه هي الحياة الساكِنة . يمكنكم نقلها إلى الورق . قلم الرصاص هو الوسيلة المُتاحة هذا اليوم وهو الصاحِب ولا مُعين غيره . تعلموا أولاً كيف تنظرون ...
    تفوَّق ( إكليل ) في تقنية الرسم . ينقل ويُضيف من رؤاه . يُحرِّك القلم كصديق تُمسِك بكتفه وتَخطو معه . شغله الرسم بعوالمه الداخلية ، تحركت نُـزرها من جوف الخيال الجامِح ، و من غُبار الحكاوي قَدِمت الخواطر ، مُتحررة من قيودها تُجالس صديقنا وقد أغرته بمفاتنها واشتبكت برؤاه الفلسفية .
    خطوة ثم أخرى مُتدرجاً .. بدأ ( إكليل ) يتنصل من البرنامج الدراسي ، ويتحرر من قيوده ، وملكَ الفن حياته . مشى الدرب إلى أقصاه ، وفي السنة قبل النهائية جلس نهاية العام الدراسي لاختبار مادة الفنون وهجر اختبارات بقية المواد الدراسية الأخرى ، بل غادر المدرسة الثانوية إلى غير رجعة . كانت الصرامة المنهجية للقائمين على التعليم حينذاك لا تقبل الخروج عن المألوف أو الانفلات من الضبط .
    صديقي ( بدر الدين حامد ) و ( إكليل الشيخ ) وشخصي ، كُنَّا أقرب المُقربين للأستاذ ( مبارك بلال ) . تستفرد بنا لمساته الحانية وتعليقاته المُميّزة . عقد علينا الآمال عريضة حتى تفاجأ باختفاء ( إكليل ) ، وكان ذاك حدثاً حزيناً مضى كمسلكٍ بوهيمي ، غريباً علينا و على الجميع !.
    التحق بدر الدين بكلية الفنون الجميلة من بعد الثانوية ، وغادرت أنا لهندسة العمارة بجامعة الخرطوم .
    قلت لصديقي ( بدر الدين ) من بعد زمان :
    ـ كيف حال كلية الفنون معك ، رغبتك وقد تحققت ؟
    قال :
    ـ هي عالم جديد مُنفلت ، تُكسِر أنتَ مَسلَك الرَّتابة وتبدأ حياة عامرة بالخلق ، لكن لدي مُفاجأة لك ..( إكليل الشيخ ) هو الآن أحد زملائي في السنة الدراسية الأولى بكلية الفنون !
    عجبت وسألته كيف استكمل هو المرحلة الثانوية ؟ . قال :
    ـ أنا لا أعرف ، و ( إكليل ) لم يزل كما هو : مقِلّ في الإفصاح عن نفسه و لا يروي لكَ ظمأً مهما سألت .
    مرت سنوات الدراسة الجامعية ولم نلتقِ . إلا أن حبال المفاجآت لم تنقطع . سألت عن أحواله ذات مرة ، فقال بدر الدين :
    ـ اختار ( إكليل ) أن يكون مَثَّالاً . شرع بناء مشروع التمثال استعداداً لمهرجان التخرج في السنة النهائية للدبلوم . جلس للعمل الساعات الطوال ، يُسابق الصبر على التفاصيل . في الأيام الأخيرة اكتشف خطأ ما في التفاصيل ، سعى حثيثاً للاستدراك ولم يستطع . بكآبة سوداء قرر في ليلٍ أسودٍ بهيم هدم التمثال ، وفعل . كلفته تلك الليلة وتوابعها الكثير الذي ينتظر ...
    أهي لعنة ؟ .
    لستُ أدري ، فكثير ممن نعرف و نترقب تفرُّدهم ، يُداهمهم عنت الحياة في تقاطعاتٍ تقصِم الظهر ، قبل اكتمال نار المَصاهِر الإبداعية لديهم ، ولا نشهد من بعد ذلك كثير شيء . ربما تكالبت الجِمار على الوقود ، واحترقوا جميعاً !.
    أخذت الدنيا دورتها. وذاب هو في لُجَّة الحياة وقِدرَها المُتضخِم . الدولاب الدوَّار توقف على الرقم مُبكراً في قُرص العُمر. كان على صديقنا من الزمن الغابر أن يرحل ، فقد قضى الزمان أن يصعد عتبات لم يعُد منها من يخبرنا عنها .لن تقف المراثي عند تفاصيل الشخوص كثيراً ، ولن تفي النعوت شخصه وقد ميَّزه تفرده ، إذ كان أكثرنا جرأة حين رفض الانصياع لأحكام العادة والسير مع التيار واختار الخيارات الصعبة : يُحب أو لا يرغب ، ولن يأخذ بالحلول الوسط . وحدها تلك ميِّزة تَدفع القاطرة الإنسانية في الطريق الذي ترتجّ له التقاليد وترتعِد ، فتخاف خروج أمثاله عن المألوف .
    تظل روحه تحوم حولنا ذات ذكرى لن تندثر .نجمٌ خفت في الزمان وعجينة الخلق لم تـزل تتخمر وتنتظر.
    تنفتح علينا بوابة الأثر الروحي من الذاكرة الجَمعية ونقرأ :
    ( من شُرفات جِنان الحُلم القديم ، يتسَلل الإصبَاح بإذن مولاه ليُشرِق عند مرقده ..و يُنير ثراه .)


    عبد الله الشقليني


    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 11-05-2009, 09:07 AM)

                  

11-05-2009, 09:04 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)

    وعندما كتب الأديب عبدالله الشقليني عن
    " فيليب بنايوتي مماكـس "

    وضعته في الصالون ضمن خيط عنوانه ((السودانيون ملح الأرض)) يعلي من شأن السودانيين والسودان الذي قال عنه الأستاذ "مركز دائرة الوجود" فكتب أخي بدرالدين عثمان موسي "حفيد الشيخ خوجلي" والمقيم بأيوا – امريكا – كتب ما يلي:
    ((والله إن هذه الكتابة المذهلة قد أثرت في بشكل غريب، وأحزتني كثيراّ وقد تذكرت كذلك زميلاّ مسيحياّ آخر، مثل زميله في الدراسة، وقد كانت لي معه صلات شبيهة! وقد ظل يلاحقني طوال قراءتي هاجس يقول: بالله شوف! وقال ليك البشير يرقص على أنغام من حمرة عينو أسلموا النصارى! وا أسفاي، وا أسفاي، وا أسفاي!))
                  

11-05-2009, 11:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)



    ولك سيدي : عبد الله عثمان
    محبة وود ، ولك ما كتبنا منذ زمان :



    في ذكرى محمود محمد طه:نتأمل روحه في العليين (12)




    محمود محمد طه ...وهجٌ في الزمان


    عُدت الآن إلينا تُطل من قُبة السماء .
    تَنفرج صورتك البهية كأول الغيث .
    الضوء برقٌ والرعود زلازل ،
    والأحجار جماجم على الثرى ،
    و ذكراكَ نبتة عُشب أخضر ،
    وكتابُك استبرقْ .
    ( 1)
    لن ينتحب الدهر
    وبين أيدينا ورثنا عَرشَكَ المُتَكلم ،
    وصورتك المُنى .
    الحُلم عَجِّل بالرحيل ،
    وريح تبَسُمَكَ الصفاء لنا .
    (2)
    فتحنا عُلب الذاكرة :
    على العشب الذي يُغطي الأرض وأنت تنظُر الأفق :
    للأخضر حزماً من الألوان وللمكان فُسحة تُسابق الريح فيها الخيل .
    وجدناكَ هناك تمشي بخُطى الرُسل ومؤسسي الديانات القديمة .
    في محبسكَ القديم جلست إلى الصفاء وصادقت نفسُكَ وتصالحت مع الدُنيا ثم خرجتَ خُروجاً بيِّناً .
    من يقرأ لك ، أسفاركَ أو أقوالكَ ، يعلم أن وراء المُعلِّم رؤيا في حُلم انكشف ستره .
    كأنه يركب سرج سابحٍ له أجنحة ضاربة عرض السماء بذيل طاؤوس.
    سرتَ حافياً بين أسفار العقيدة. قرأت من الماضي واستنبطتَ
    الجُوار المحمدي ، ومسَّت بصيرتكَ
    الصورة الباهرة ثم صعقتكَ الأحلام .
    كانت أردية النبوءة أثقل على لباس المُريدين ولم تزل ،تخاطر حاضره من مورد الماضي .
    استقيت من البِرَك التي لا تنضب . جلستَ
    لمولاكَ
    الذي زين لكَ
    الكون جُرعة محبة و بصفاء هبطت الرؤيا هبوطاً سدَّ الأفق :
    جوهرةً، جسداً وروحاً .
    ما بين حناياكَ
    أكبر من أن تُخفي حتى تيسر لنا أن يستكتبك مولاكَ فكتبت.
    (3)
    أيهم أطول خطواً :
    من تغرَّد بمدح النبي أم من سار على نهجه ؟
    تتبع المعلمُ سيرة النبي المصطفى
    ، قرأ وتتبع الأقوال والأفعال . استبطن من ذاك عال المقام كيف يُميّز بين نهجه في تدريس أهل زمانه ، ونهجه الذي ينفلت من عصره إلى مُقبِل الأيام وفتوحات المُستقبل . قرأ وصلى وترقى في صلاته لتأتيه النفحات المُباركة وتتساقط عليه كسفاً في اليقظة وفي المنام . كان المحبس الجبري عندما بدأ التأمُل، ثم كان محبسه الذي اختاره لنفسه منذ منتصف القرن الذي رحل .
    بدأت الصلاة عنده من أولها : تتوضأ وتقف و تُكبر
    وتقرأ وتركع وتسجد ... فالطريق الذي يوصل يبدأ من هُنا ثم صعودا . استبطن من المنقول عن النبي خيطاً يميز به خطاب النبوءة في عصرها و خطابها
    حين مدَّ التسامُح طوفانه وما استطاعت الدُنيا حينئذ أن تكون بقدر ذاك ، فرأى ( محمود ) أنها نُسِخَت لأنها أرفع مكانة وتستأهل الإنسانية القادمة .
    جلس هو جلوس الصفاء وهصر بدنه حتى تتخفف الحُجب الغليظة وقرأ ما وراء الخطاب : التأويل .فالعامة عنده يقرءون على عجل ، والعلماء أغلبهم نَقَلة تجارب الماضي وحَفَظة نصوص . لم تُسعفهم مكانتهم العالية في اللغة ودراسة علوم الدين أن يستبطنوا المآل من الخطاب الكثيف إلا من رأى منهم الشمس بازغة ، وهم قلَِّة . لمسوا خيوط محبة المصطفى و نسجوا نسيجاً باهراً ، وقرءوا الذكر بعد أن تبينوا معانيه وانتهجوا النهج من أول السلم وصعدوا . بعضهم كتب في السُدُف النورانية التي لا توافق ظاهر الشرائع التي ترى الرسالة واحدة : نُسخت فيها آيات السماح وإلى الأبد .
    قرأ العابد وجلس جلوس الصفاء فتفتحت قرائحه إلى كيف تصلون وما شريعة الأحوال الشخصية وما مكانة المرأة وما جهاد السيف . حفر الذهن ومدَّ بصيرته لرؤى تقف في وجه التقليد ، وتكشف الحُجب التي كان يتعين على أمثاله أن يكتبوها للناس ، فهو رسول من رسل القراءة التي تُعيد للعقيدة تسامحها ورأى أن المولى قد اختارها لعباده درجة ثم أخرى إلى يوم يُصبح الفتح أعظم والإنسان سيد بعلمه لا بسيفه .
    (4)
    في يوم الجمعة العظيمة صعد الشهيد (محمود ) عتبات الوجود لرحلة العبور إلى دُنيا غير التي نحيا ، كان فَرِحاًَ يتبسم . قتلته انـزووا في ظلمة الكسوف الأكبر . رحلت عنهم الكرامة و الحق فالدُنيا نعيم لمن يتصالح مع نفسه وجحيم لمن لا يعرف أن الخسران المُبين أن تستل سيفك لأعزل .كان المُعلِم شجرة في كل ورقة من أوراقها برعُم قنديل بِشر . نقيٌ هو ملائكي النُطق ، ناصِحٌ
    ناصِع صبوح .
    (5)
    هذه صورتكَ النبيلة يا نسمة رقة بها من العطر:
    أول ما يأتي مع مفاتيح الصباح وضوء من باذنجان الليل فتح قلبه .
    عابدٌ انتظر الصباح ليله وهو يحزم أمره . أخذته السَّكينة.
    أأنتَ يا ورقاً يُسمِّد الأرض لتُنبِتْ البواسق من الشجر المُثمر .
    لن تمضي أيامي مُبعثرة وصدركَ حانٍ ،
    وقطاف أزهار ربيع العُمر أقرب من أكسيد الحياة .
    كم يقزم جلادوك هُم .
    إن الوزر أثقل من أحجار الرحى حين تحملها الحنايا .
    بيتك يا سيد الكِرام قنديل محبة بثثته لنا في ورق الهدايا :
    استنارة تفرح الطفولة في الدواخل ، وتطرب بيت الفكر .
    نم هنيئاً بين الثُريات في عليائك ، فنور محبتك أشرق من شمس الوجود ،و
    في بقائك السرمدي بين أضلعنا أينعت ثمارك تلامس الوجدان .

    عبد الله الشقليني
    01/07/2007 م
    *
                  

11-06-2009, 02:20 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    وهل لي، يا عزيزي عبد الله شقليني، غير أن أتغنى بحبكم وبحب من تحبون؟
    هنا، يا عزيزي، لا يصح غير أن أقول للأستاذ محمود محمد طه عبر قلبك الكبير
    وخيطك الحرير وحرفك المنير:
    أنت في مهجتي/ وضلوعي التي/عشقها ما فتي/ يا ظلال الأراك إنني لا أراك!
                  

11-06-2009, 09:13 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: وهل لي، يا عزيزي عبد الله شقليني، غير أن أتغنى بحبكم وبحب من تحبون؟
    هنا، يا عزيزي، لا يصح غير أن أقول للأستاذ محمود محمد طه عبر قلبك الكبير
    وخيطك الحرير وحرفك المنير:
    أنت في مهجتي/ وضلوعي التي/عشقها ما فتي/ يا ظلال الأراك إنني لا أراك!





    الحبيب الدكتور حيدر بدوي

    تحت ظلال زيزفون الروح ،
    تتغنى العصافير زرافات
    هذا يوم المحبة التي إن عرفها الملوك
    لقاتلونا عليها بالسيوف .

    نعمتَ سيدي وأنت تتوسد العافية ،
    ويأتيك نهر الأفراح وتغرف منه وتشرب ،

    ربنا يسر لنا أن نكون بقدر العقول التي وهبتنا ،
    نفتح أوراق سلوفانها ، وفي أنفسنا نتأمل وفي الآفاق .


    .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-06-2009, 09:14 PM)

                  

11-06-2009, 09:46 PM

لطفي علي لطفي

تاريخ التسجيل: 08-16-2009
مجموع المشاركات: 1287

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: 30-10-2009, 04:55 م


    لطفي علي لطفي
    تاريخ التسجيل: 16-08-2009
    مجموع المشاركات: 177


    Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله عثمان)

    الاخ الشقليني

    لك مني التحية و التقدير و الاجلال فكل ما تكتب عن سيرة سيد الشهداء تجدني حافي الرأس و القدامين عارياو مادي قرعتي لله يا محسنين, قلت اتبرك ببوستك و انزل رابط عبدالله عثمان لكن سبقني

    لكن تبركا برضو

    الأستاذ محمود محمد طه: قالوا ولم نقل!!!

    لطفي
    (عدل بواسطة لطفي علي لطفي on 30-10-2009, 04:56 م)



    الاخ ود الشقليني

    انني اعرف ان في حضرته ما بدقو خروجية لذلك سوف اكون زائرا حاضرا

    ودمت

    طبعا اسم ابوالطيب اتهكر لذلك تم التعديل فرب هاكرة نافعة

    لطفي (ابوالطيب)
                  

11-07-2009, 11:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: لطفي علي لطفي)

    Quote:
    الاخ ود الشقليني

    انني اعرف ان في حضرته ما بدقو خروجية لذلك سوف اكون زائرا حاضرا

    ودمت

    طبعا اسم ابوالطيب اتهكر لذلك تم التعديل فرب هاكرة نافعة

    لطفي (ابوالطيب)


    الحبيب / الأستاذ : لطفي غلي لطفي

    مقامك هنا ..
    ويطيب الجلوس وأنت معنا ،

    تلك التذكارات تهب بلا موعد ،
    وتأتي الخواطر تكسر الصفوف التي انتظم أهلها لقتال بعضهم ،
    وتقُل :

    هذا عهد المُذكِر ، يأتي بلا ميعاد .
    ألف سلام عليم


    *
                  

11-07-2009, 01:57 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    يا عزيزي يا شقليني
    وأنا زي أخوي لطفي دة ... تجدني في هذه "الحضرة" حالي حال من قال لبناته "البطلقوا أمكن جو" بتكون سمعت بها دي فإن لم تسمع بها فسأحكيها لك ولكن دعني الآن أن أحكي لك "ابو صقعو"
    ===
    (رحم الله أمريٍ سمحا اذا باع واذا أشترى)
    عم بابكر:
    الأخ والعم بابكر عبدالرحمن علي الشهير بـ "أبوصقعو" ... والد فايزة وأحمد .. فايزة، بالطبع تعرفونها، فهي علم ومن النادرات "الجابن رجالن" وهي زوج الأخ عوض صالح عبدالرحمن ولهما طائفة من الأبناء الصالحين الجد "عبدالرحمن" وسارة وسلمي والجد الأصغر بابكر "بكوري" ومحمد "سوسيو"...وخاتمة العقد أمنا "آمنة" ...
    عم بابكر جاء من رفاعة، ساعيا للرزق في مطلع شبابه، لكوستي لتتقاطع فيها دروبه مع دروب الأستاذ (خلاهو في رفاعة!! لقاهو في كوستي)!! كان عم بابكر في شبابه ذاك موسيقارا لا يشق له غبار ومن طلائع من أسسوا نقابة الفنانين في كوستي (قضايا كوستي) (فايز ونجيب نور الدين والدار دارنا) ...
    مداعبا لي استاذي وعديلي فائز عبدالرحمن، "كون عزفه مش خيت على قدة"وفائز عضو معهم بالفرقة، يقول لي عم بابكر: نمشي نغني في مدرسة البنات الثانوية .. نحنا نعزف والبنات يتغزلوا في فايز (والشكر لي حماد) ..
    يبيع عم بابكر الإبار والخيوت في سوق كوستي نهارا ويشد "خيوط" كمنجته ليلا، ولكن بعد تقاطع دروبه بالخياط الأعظم ... "ابرتو بقت ما بتشيل خيتين" هذا قبل أن تفتح كل الدروب فتؤدي لي الله (الأستاذ لصادق شيخ الدين مباركا له دراسة الموسيقي) .. يرى كثير من الأخوان شبها حسيا وروحيا بين عم بابكر وبين العم الطاهر بابكر بكسلا ...
    زبائن عم بابكر "المستضعفين في الأرض" جلهم من النساء "هي دحين دة مالو لونو مايل كدي؟؟ دة ما بنفع للكروشي" .. وبعضا من صالحي غرب أفريقيا اللذين نزح أجدادهم لهذه الأرض الطيبة لما رأوا النور يستعلن فيها .. وظل أحفادهم بعدما دفن الأجداد في هذه الأرض الطيبة "يصلون وينتظرون" ... يجيئون لعم بابكر ... سنوسي ومحمد أول وابكر وثاني ... يرون في عم بابكر "انوار النبوة" التي نزح من أجلها أجدادهم، فلا يذهبون لغيره : "يا أم سأقأو انت طماأ والله .. هيت مهروك دة بسبأة قروش"!!! يا حاج خلاص .. خلاص أدفع ستة ونص .. يقولها عم بابكروهو يضحك فقد أضحكه الحاج ولا بد أن يكأفأ على علي صنيعه ذلك بتلك التعريفة، فعم بابكر نجاشي السوق ولا يظلم عنده أحد!!
    بعد صحن الفول المدنكل والذي يتحلّق حوله كثيرون ... يأتي الشاي "السادة" ثم بعد حين "الفول المرّكب" ثم كليقة قصب السكر ... عبدالله عثمان بحب قصب السكر وانحنا بنحبو عشان هو بحبو .. تعال يا ولد جيب القصب دة ... و"عنكوليب الحديث" وعم بابكر بـ "عنكوليب الحديث" لخبير فقد صقلته الأيام بتجارب مع الناس والحياة ترة زادتها الفكرة ثراءاُ ... الشاي "السادة" عنده مدوّر اليوم كله ويذكره بالحبيب الأعظم "ساكن ام درمان" ...
    يحكي عم بابكر عن أحدهم جاء من "ضهاري" موغلة في البساطة ... كوستي عنده حضر ولا كوبنهاجن!! تظل أم درمان في ذهنه لوحة باهرة رسمها فنان عظيم (دة محل الرادي رطن وخليفة المهدي سكن)!! بلد نسوانا سمان وعيالا ياكلو الزلابية بالعثل ثااايي!! يأتي أعرابي عمنا بابكر هذا من "جغب" كباية الشاي فيهو "عثمان حسين"ديك قد استحال لونها، بفعل لون مياه الحفائر، للون الكاكي والشاي لكثرة غليه وتكراره يصبح بلون القطران ... يأتونه في البندر بكباية شاي سادة بيضاء ترقش والشاي فيها "دم دكاترة"!! يدخل صاحب عم بابكر هذا في أحوال فـ "يترجم" (هيع !! أم درمان!!) يكررها ثانية بتخفيف الرأء والإسراع بالكلمة يملأ به فمه وهو رافع للكوب يتأمل فيه (هيع!! ام درمان!!)
    يحكيها عم بابكر كثيرا عندما يجيء الشاي "السادة" .. يضحك، ثم يصمت، فجأة، وتكسو وجهه مسحة غريبة .. لا شك انه حينها ينتقل من الشاي "السادة" لسيد "السادة" الذى "ضحكه التبسم ومشيه الهوينا ونومه الأغفاء" ... يصمت للحظات ثم ينادي:
    تعال يا ولد!! جيب شاي "سادة" تاني!! فهو يذكره به "ساكن أم درمان".
                  

11-14-2009, 02:48 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    قف بالديار وحيي الأربع الدرسا***ونادها فعساها أن تجيب عسى
    وإن أجنك ليل من توحشها***فاشعل من الشوق في ظلمائها قبسا

    يا هل درى النفر الغادون عن كلف يبيت جنج الليالي يرقب الغلس؟
    لم يحل للعين شئ بعد بعدهم والقلــب منذ آنس التذكار ما أنـس


    قيل لي قف عند عبد الله، الذي يعمر دياراً درست، وما درست،
    ظهرت وما ظهرت، خفيت، وما خفيت، وقام خفاؤها بظهورها
    فتوقفت عند عتبة مباركة، خالعاً نعلي، ومواصلاً في التلبية!

    لبيك اللهم لبيك لبيلك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة
    لك والملك، لا شريك لك.
                  

11-14-2009, 03:57 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote:
    قف بالديار وحيي الأربع الدرسا***ونادها فعساها أن تجيب عسى
    وإن أجنك ليل من توحشها***فأشعل من الشوق في ظلمائها قبسا

    يا هل درى النفر الغادون عن كلف يبيت جنح الليالي يرقب الغلس؟
    لم يحل للعين شيء بعد بعدهم والقلــب منذ آنس التذكار ما أنـس

    قيل لي قف عند عبد الله، الذي يعمر دياراً درست، وما درست،
    ظهرت وما ظهرت، خفيت، وما خفيت، وقام خفاؤها بظهورها
    فتوقفت عند عتبة مباركة، خالعاً نعلي، ومواصلاً في التلبية!

    لبيك اللهم لبيك لبيلك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة
    لك والملك، لا شريك لك.


    تحيات زاكيات لحبيبنا الدكتور حيدر بدوي صادق ،
    وإن القِدرالواسع ،
    وأن المحبين لكُثر ،
    وإن المورد مفتوح للنهل .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-14-2009, 03:59 PM)

                  

11-15-2009, 00:00 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    نعم،
    Quote:
    المورد مفتوح للنهل .
                      

11-15-2009, 07:44 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)


    تحية لك أخي الحبيب حيدر بدوي صادق .
    وأنت في كل مرة تسعى بأن نستذكر صاحب الخير الممدود ،
    وعبده الذي استشهد .
    أتذكر الشاعر الذي قال :

    بسيماتك تخلي الدُنيا شمسية ؟
                  

11-16-2009, 07:30 AM

الرشيد شلال
<aالرشيد شلال
تاريخ التسجيل: 11-27-2006
مجموع المشاركات: 378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)


    لك التحية وعاطر السلام الاستاذ /عبدالله
    وموصولة كذلك للاستاذ / حيدر

    لنا ان ننظر ونستمد الق وضياء الروح عند الاستاذ

    هو الاضافة فى البساطة والسماحة وحرية الفكر

    زرع الحب لكل من اصغى اليه ، فرسالته ماهى الا تفصيلا لذلك الحب

    انظر واسمع ( تعلموا كيف تصلون ) فكلنا نسعى لحضرة السلام ونأمل ان نكون صفوة

    وليس لى الا ان اقول ماقاله سيدى محى الدين بن العربى :-

    ( رأيت الحلاج مناما فقلت له : لما تركت ديارك تخرب ياحلاج ؟ فقال : كرهت ان اعمر دارا عبثت بها يد الاكوان ، الحلاج لم يمت ولكن تهدمت اركان الدار)

    كل سنة وانتم بخير


    كل الود واكيد الاحترام

    (عدل بواسطة الرشيد شلال on 11-16-2009, 07:33 AM)

                  

11-16-2009, 08:37 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: الرشيد شلال)


    أخي الأكرم : الرشيد شلال
    تحية طيبة ،
    وكثير احترام لما تفضلت به ،
    وإنه لثراء لملف من قدم الكثير للفكر ، وكان هو أكثر
    المفكرين جسارة أن نظر اجتهادات القدماء بعينٍ فاحصة ،
    واكتشف التأويل وأبان فيه وكتب وذكر في مقالاته منذ منتصف القرن الماضي .
    كانت أدلته في السلم السباعي كلها من الذكر الحكيم .
    ألف سلام عليه في المرقد وفي المآل .


    .
                  

11-16-2009, 01:58 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)

    بدت الحقيقة من خلال ستورها وأستأنست من بعد طول ستورها
    وتبسمت في وجه عاشقها الذي قد هام منها في بياض سفورها
                  

11-16-2009, 05:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)




    في ذكرى محمود محمد طه:نتأمل روحه في العليين (13)



    للأستاذ / محمود ودٌ مع المتصوفة ، ذكر عنهم كثيف عبادتهم ، وصمدية صومهم ، وارتقاء عبادتهم من فوق المأمور بها ، وقيام الليل مُحاكاة لقيام النبي الأكرم . وحين تنفتح أمامهم أبواب العلم اللدُني بالعمل ، لا بقراءة الأسفار والكُتب .بينه وبينهم مودة ، فهم يرتقون بطرائقهم إلى العُلا ، رغم المخاطر .

    ***

    وفي خاطرة من خطرات متصوفٍ مجذوب . تبدى له لوح مكتوب بعرض السماء ، عليه بما يشبه الأحاديث القُدسية .
    قال : جذبتني الخاطرة أن سيد الكون وصاحب الوقت قال :


    (أنا الذاكر أكون فوق النَسيان . كَوني و أنا حُرٌ في مُلكه، أخلقه كيف أشاء ،
    ولا يُنازعني صفاتي أحد . أنا ملئ المكان المُطلق ودهر الزمان ، وظِل الذي يقف في هجير الدُنيا ويدعوني فأستجب ، فإن أحببت من عِبادي أكن يده وأكن قلبه الناطق بملكوتي .)


    صحا من خاطرته واستغفر ، ورأى في مقالته تلك أن أصحاب الظاهر إن صادوه لقتلوه ، وهم لا يعرفون من القائل ومن المُنزل الأحاديث على شفاه المُحبين .
    تلك شقاوة لا يعرف ضرباتها على القلوب إلا من تيسرت لهم ، وفتح المولى لهم أبواب العلم من أعاليه ويهبط إليهم ويجري مع الشرايين وأوردة المُحبين وسلطان الجذب .

    اللهُم اغفر لنا أن نسينا أو أخطأنا ، فأنت في مقام ربوبيتُك ربي لا تأخذكَ سِنة ولا نوم .

    {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا ......... }البقرة286




    *
                  

11-16-2009, 04:33 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

11-18-2009, 02:59 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    ألا سادتي فانصروا للفقير وليس له غيركم من نصير
    أتى بابكم عائذاً مستجير فجودوا عليه بنيل المرام
                  

12-27-2009, 06:17 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكرى" محمود محمد طه " : نتأمل روحَه في العِـليين . (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: ألا سادتي فانصروا للفقير وليس له غيركم من نصير
    أتى بابكم عائذاً مستجير فجودوا عليه بنيل المرام

    أخي الدكتور حيدر بدوي صادق
    تحية لك ،
    لقد حان موعد ذكرى رحيل الأستاذ ، بأقل من الشهر .

    ألف تحية لك وأنت دائماً معنا في موضع الجمال ،
    صدق من قال :

    نلتقيك اليوم يا وطني لقاء الأوفياء .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de