مابين غانا والسودان .. بطولة العالم وهذا المسخ المشوه !

Quote: لاتختلف كرة القدم عن غيرها من مجالات الابداع الانساني .. وتتفوق علي غيرها بان البطولة فيها تأتي عبر معايير للتنافس المنظم .. وتزيد بانها اصبحت مطلبا وطموحا للشعوب والامم .. كانت قديما توصف بانها هوس وانصراف وقتي عن مشاكل الحياة الاهم ولكنها شيئا فشيئا أوجدت لنفسها مكانة تضاهي مكانة السياسة المرموقة في وجدان الشعوب وأصبح أبطالها لا يقلون شهرة وشرفا عن الزعماء السياسيين .. وأصبحت بلادهم اكبر شهرة من الدول العظمي .. لم يأت ذلك من فراغ او عفو الحاطر وانما بتخطيط مدروس وعناية علمية وعملية مبصرة توزن فيها الامور بموازين دقيقة وتصل فيها النتائج الي درجات لاتحقق الطموح فحسب بل وتمنع التراجع .. واصبحت تحسب كواحد من مصادر الثروة القومية وكاحد دعامات العلاقات الدولية ألخ.. كم موهوب سوداني في كرة القدم لا تقل موهبته الاساسية عن موهوبين في بلاد أخري .. إذن ما الذي يجعله أقل منهم لمعانا وقدرة علي تحقيق النتائج .. هذا هو بيت القصيد .. نحن أمة لاتهتم بالتنمية عموما.. لذلك تتراجع كل اشيائنا الناجحة .. كنا في منتصف القرن الماضي منجما للخبرات يلجأ الينا الآخرون لنساعدهم علي التطور فإذا بنا نتجمد حيث نحن بل ونصبح غير قادرين علي التنافس في الوظائف مع الغير لدرجة ان السوداني يرفض لمجرد أنه سوداني.. كان لنا عشرات اللاعبين في دوريات الخليج في سبعينيات القرن الماضي ثم انقطع الاثر ولم يبق لنا الابعض المدربين المواظبين علي تطوير اتفسهم بجهد ذاتي وطموح شخصي .. كان في مدرستنا الاولية ملعبان لكرة القدم وآخران للسلة وآخران للدك تنس وكان يوم الآباء يوما اوليمبيا شاملا وكان لمدرستنا الوسطي ملاعب (منجلة) ومبلطة وملعب للتنس الارضي وكان بمدرستنا الثانوية 16 ملعبا لكرة القدم ومثلها واكثر للمناشط الاخري وبها دوريات للداخليات في كل شيء ويوم أوليمبي ومباراة اسبوعية مع اندية الدرجة الاولي بالمدينة ومنافسة سنوية بين المدارس الثانوية في كل الرياضات تنتج ابطالا تتلقفهم الاندية والكليات العسكرية والمصالح الحكومية.. كل ما تقدم مدفوع بالكامل من وزارة المعارف .. ولكل منشط أستاذ ولكل فريق استاذ وتجد مدير المدرسة ونائبه والاساتذة حضورا في كل تلك الميادين يوميا. وذلك كان وقت الهواية .. لذلك لم نتعرف علي قدراتنا مع العالم ولم يحتك شباببنا بشباب العالم الا قليلا جدا هل يوجد بعض من هذا في مدارسنا الان وهل فهمتم ما أرمي اليه .. :ان للاندية 3 فرق لكرة القدم وينظم الاتحاد المحلي 3 دوريات للناشئين والاشبال والكبار وهم في الغالب ـاتون من فرق المدارس ، ولكنهم فقط كانوا يعدون للتباري مع غيرهم دون تعهد علمي لمواهبهم ورعاية علمية ترتفع بهم من المحلية الي مابعدها .. شاهدت في تونس مدارس الاندية للناشئين وعلمت يومها كيف يعد اللاعب بدنيا وعقليا ومهاريا ليلعب الكرة الحديثة .. ورأيت غرب افريقيا تستجلب المدارس وليس المدرسين وتصبر لتصبح أحد اهم مصادر اللاعبين .. وشاهدت وزارات للرياضة وعندنا وزارة فيها ادارة للرياضة مثل ساعة بيج بن لاتقدم ولاتؤخر وصوتها لايسمع الا من حلال الراديو رأيتنا ناخذ اللاعب الجاهز ثم نرميه بعد ان ناكله او نجد من هو أشهي منه .. ومازالت مسئوليتنا محصورة في التنافس بلاعبين بعضهم عباقرة ولكنهم نصف أميين في علم الكرة .. ثم اصبحنا نهتم (بالترقيع) وذلك باستجلاب المدربين الكبار والمحترفين الصغار الذين لايتعلم منهم لاعبنا شيئا اساسيا .. لا اريد الخوض في الدرجات الرابعة والخامسة ولا في استادات أبوهريرة التي لن تؤهل لاعبا ولا إداريا وانما اشير فقط الي ضرورة أن نعود الي ماوصل الية العالم ونبني بناء مؤسسا علي تعليم كروي يتخرج منه لاعبون يصلحون للعب داخل وخارج السودان ولايهم إن تخرج اللاعب من مدرسة المريخ ولعب للهلال أو غيره ولاباس أن نطبق علي لاعبي الاندية الحاليين نظاما تعليميا يصحح الابجديات ويعيد صياغتهم .. ولا نفرط فيما وصلنا اليه حتي الان فهو لايمثل (تدهورا) ولكنه لن يمكننا وحده من التطور قديما قال شاعرنا الفذ أحمد محمد صالح: (العبقرية أن تنال المجد عفوا دون قصد) !!