دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 07:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-18-2009, 04:43 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان




    صدق أو لا تصدق فقد اعلن الكاتب الأمريكي صاحب "شيفرة دافنشي" و"الرمز المفقود" التي وزعت قبل أسبوعين وباعت مليوني نسخة في أسبوع، أعلن أنه سيكتب روايته القادمة عن السودان وسيفك فيها - بحسب قوله - لمجلة "آرت تربيون" - طلاسم الحرب التي دارت لنصف قرن وأكثر في الجنوب، واسرار حرب دارفور، وخفايا حكم الاسلاميين للسودان..
    وقد كشف بروان عن ملامح أولية لعمله الذي يتوقع له أن يصدر خلال عامين على الاقل بيد أنه قال "سأحاول مضاعفة الجهد وتقليل المدة"..
    كشف ان هناك سر كبير يجهله السودانيون أنفسهم.. وراء ما يحدث في ديارهم وان زمرة مثقفي البلد والسياسيين والعلماء غارقون في نومة "أهل الكهف" وسوف يستيقظون خلال زمن وجيز ليكتشفوا ان كل مخططاتهم الذاتية قد ذهبت أدراج الرياح، لأن ما يدور أكبر منهم وأكبر من أوباما ..
    واذا كانت رواية بروان الاخيرة تفك طلاسم الماسونية العالمية ومركزها العالمي في نيويورك، فلا تتخيلوا ان مأساة السودان وراءها الماسونية، هكذا يقول بروان..

    وعش لترى يا صاح
                  

10-18-2009, 05:09 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17056

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: emadblake)

    سلام عماد
    ممكن أن تمدنا بمصدرك ومرجعك لو سمحت!!
    وطبعا دان بروان كاتب روائي يكتب عن عالم يخلقه هو وتفاصيل يبدعها
    ويخترعهابنفسه ولايستنسخ واقعا معينا أو يقوم بتصوير فوتوغرافي للواقع...
    الرجل يكتب عن عالم إفتراضي متخيل علي الر غم من إختياره لنقطة جغرافية حقيقية ومعرفته بتفاصيلها وبدقائق تاريخها -متحف اللوفر ومحيطه الجغرافي في دافنشي كود والفاتيكان وروماالقديمة في ملائكة
    وشياطين
    أومعرفة بعض الحقائق العلمية وعالم ناسا والاستخبارات وطبيعة
    المناطق الشمالية المتجمدة كما وضح في رواية حقيقة الخديعة!
    هذه المعارف الجمةوالثقافة وحشد بعض التفاصيل الجييوتاريخية والعلوم
    والمنظمات السرية بالاضافة لجموح خياله وخصوبة تفكيره وإبداعه تجعل
    القارئ يحس أنه أمام عمل يعكس واقع حقيقي لا واقع مبتكر!!

    (عدل بواسطة كمال عباس on 10-18-2009, 05:13 AM)

                  

10-18-2009, 05:33 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: كمال عباس)

    Quote: وطبعا دان بروان كاتب روائي يكتب عن عالم يخلقه هو وتفاصيل يبدعها
    ويخترعهابنفسه ولايستنسخ واقعا معينا أو يقوم بتصوير فوتوغرافي للواقع...


    وأنا يا كمال أكتب أيضا عن عالم أخلقه وأبدعه.. ولا انقل وليس لي مصادر غير تصوراتي الذاتية

    Quote: القارئ يحس أنه أمام عمل يعكس واقع حقيقي لا واقع مبتكر!!


    وقد جعلتك تحس أنك أمام عمل يعكس واقع حقيقي لا مبتكر..

    ليس لدي مصدر سوى أشواقي

    تحياتي
                  

10-18-2009, 05:46 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: emadblake)

    emadblake

    طالما كمال عباس جرجرك لامِن حرقت العمود بِتاعك ... خلينا نحَوِل العمود شوية أو كتير ...
    في سؤال مُهِم ، هل يجوز لِكاتِب رِواية تفسير ظواهِر غامِضة بِأوهام ، حتى تبدو كحقيقة ...
                  

10-18-2009, 05:51 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    عزام أخوي دعني أسألك

    تتحدث عن "ظواهر غامضة" تفسر بأوهام.. حتى تبدو كحقيقة..

    دعني أسالك: هل في العالم حقائق؟

    خلينا نفكر بعيد عن القوالب والثوابت... ولن ابالغ واقول كما قال آينشتين: "كل ما يتصوره الذهن هو ممكن"...

                  

10-18-2009, 05:52 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: emadblake)
                  

10-18-2009, 06:01 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: emadblake)

    emadblake
    Quote: دعني أسالك: هل في العالم حقائق؟

    طبعًا في حقائِق ... لكِنها غامضة بِالنِسبة لينا ، على الأقل حالِيًا ...
    - الموت حقيقة ، لكِنو غامِض.
    - البرزخ حقيقة ، لكِنو غامِض.
    - كُل الغَيبِيات الوردت في القُرآن الكريم ، حقائِق غامضة.
    - مُعظم الرِوايات التاريخِية ، حقائِق غامضة.
    - الإرسال التِلِفِزيوني ... الأنترنِت ... الكهرباء ، حقائِق ، لكِنها غامِضة.
    - الصادِق المهدي ، حقيقة ، لكِنو غامِض.
    - كمال شداد حقيقة ، لكِنو غامِض.

    حقيقة غامضة ، بقصُد بيها ... إنها موجود أو كانت موجودة ... لكِن
    ما بِتقدر ، تأكِدا ... تمنطِقا ... تشرحا ... بس ... مُمكِن تؤمُن بيها ، علشان بِتؤمُن بِالقالا ... أو حاصلة قِدامك
                  

10-18-2009, 06:08 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    Quote: لكِنها غامضة بِالنِسبة لينا ، على الأقل حالِيًا


    عاوز أعرف الضمير (نا) في لينا ( راجع لي منو)

    لو ليك أنت - ما أعلق...

    لو لكل الانسان.. غيّر رايك.. لانو في بشر مثلك ومثلي يعلمون "حقائق الكون"..... وهذا ليس من باب "الأوهام"
                  

10-18-2009, 05:59 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: emadblake)

    أجب على هذه الاسئلة يا عزام؟؟؟ واذا لم تعرف الإجابة فإذهب إلى جوجل وابحث عنها..

    1- من هو محمد رشاد خليفة وما هي نظريته عن نهاية العالم؟

    2- ماذا تعرف عن نبوءات ساملاشي (1094 - 1148) ؟

    3 - لماذا سحبت نبوءات نوتراداموس من الأسواق بعد أحداث 11 سبتمبر؟

    4- ما هي الرواية "الموثقة" التي تنسب إلى الإمام علي والتي تبنأ فيها بقيام جسر البحرين - السعودية ( صدقني لا اسخر) ؟

    5 - ماهي علاقة اللغة الهيروغليفية بمطالع الآيات القرانية مثل حم، الم، كهيعص؟

    6- هل تعتقد أن ما ذكر في سورة المائدة من طلب الحواريين (حدث في الماضي) أم أنه حدث مستقبلي؟.. - فكر شوية -

    هدفي من هذه الأسئلة - أن تفكر قليلا أن الغموض والحقيقة والأوهام تعيش في نفس العقل البشري...
                  

10-18-2009, 06:32 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: emadblake)

    emadblake
    Quote: 6- هل تعتقد أن ما ذكر في سورة المائدة من طلب الحواريين (حدث في الماضي) أم أنه حدث مستقبلي؟.. - فكر شوية -

    لو قاصِد الآية : < إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ > المائِدة 112-113 الإجابة بعد ما فكرنا شوية ، حدث ذلِك في الماضي ... وبِتأكِد كِده حاجتين إتنين :
    (1) نُزول سَيِدُنا عيسى علَيهِ السلام ، حيكون لِقتل الدجال وتعميم السلام ... ما حيكون عِندو حوارِيين ... لأن وجود حوارِيين معناها في ناس تانَيين ما حواريين ... وبِنِزول سيدنا عيسى وشوفنا ليهو حنبقى كُلنا حوارِيين ليهو ... ما مُمكِن نطلُب مِنو < ... مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء ... > علشان < ... تَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ... >... لأنو قلوبنا حتكون مُطمئِنة بِشوفنا لِمُعجِزة نزول سيدنا عيسى لِلأرض وحنكون عِرفنا إنو سيدنا عيسى < ... صَدَقْتَنَا ... > لأننا حنكون < ... مِنَ الشَّاهِدِينَ > بِقتلِهِ الدجال وملأ الأرض مِن بعد ذلِك عدل وسلام ... تاني مائِدة شنو العلينا؟

    الآية 114 المائِدة < قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ > بفهما إنو يوم نزول المائِدة ، مفروض يِكون عيد لِمُعاصرين سيدنا عيسى وللذين مِن بعدِهِ.

    (2) الكلام بين الحواريين وسيدنا عيسى ... وسيدنا عيسى الله رفعوا < إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ ... > آل عِمران 55 يبقى الأمر تم زمان ... لأنو الله رفع سيدنا عيسى وإنتهى الموضوع ده ... وبِما إنو حِكاية < ... مَائِدَةً ... > تمت قبل رفع سيدنا عيسى ... لأن بعد رفعِهِ علَيهِ السلام ، ما مُمكِن يِتم حاجة بِتخٌصو في الأرض ... يعني رفعو الله وبعد رفعِهِ ، جاء الحوارِيين وطلبو طلبُم؟ وعلَيهِ تكون الـ < ... مَائِدَةً ... > حدثت زمان.
                  

10-18-2009, 06:39 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    emadblake
    Quote: عاوز أعرف الضمير (نا) في لينا ( راجع لي منو)

    لو ليك أنت - ما أعلق...

    لو لكل الانسان.. غيّر رايك.. لانو في بشر مثلك ومثلي يعلمون "حقائق الكون"..... وهذا ليس من باب "الأوهام"

    مُمكِن تسألني ... بس ... ما تغشِشني ياخ ... مُش مُمكِن يِكون عِندي إجابة غير الخِيارين الكتبتهُم إنت
    أقول : يوجد بشر مثلي ومِثلُك يعلمون بعض < حقائِق الكون > وهذِهِ الحقائِق بِتُصنف < إكتِشاف > وإكتِشاف معناها كانت موجودة ، وتمت معرِفتها بِالعِلم والمعرِفة ... ولولا نُدرة < رفع السِتار > لكان فينا مِثلُ < الخضر > كُثُر ...
                  

10-18-2009, 06:45 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    emadblake

    Quote: - من هو محمد رشاد خليفة وما هي نظريته عن نهاية العالم؟

    2- ماذا تعرف عن نبوءات ساملاشي (1094 - 1148) ؟

    3 - لماذا سحبت نبوءات نوتراداموس من الأسواق بعد أحداث 11 سبتمبر؟

    4- ما هي الرواية "الموثقة" التي تنسب إلى الإمام علي والتي تبنأ فيها بقيام جسر البحرين - السعودية ( صدقني لا اسخر) ؟

    يِكتُلني الله أكان سِمعت بيهُم ...


    Quote:
    Quote: 5 - ماهي علاقة اللغة الهيروغليفية بمطالع الآيات القرانية مثل حم، الم، كهيعص؟

    دي قَوقلتها ليك لِقيتا فوقا آراء كتيرة واحدين قالو ما عِندها أي عِلاقة ، وواحدين قالو العِلاقة وثيقة ...

    أها يا خوي ... عاوِز تصل لِشنو؟
                  

10-18-2009, 06:42 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: emadblake)

    الإحترام والسلام



    مركز العمرانية (=الماسونية) العالمي ليس في نيويورك بل في لندن>

    ودا عنوان مركز إنجلترا:
    http://www.ugle.org.uk/what-is-masonry/history-of-freemasonry/


    ولك هذا البحث عن الحركة العمرانية في العالم وفي السودان :


    نقاط في تاريخ الماسونية... من السودان وإليه

    المنصور جعفر
    الحوار المتمدن - العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28


    يخفق إسم الماسونية في التاريخ الأوربي والعالمي برهبة عظمى وهيبان كبير وتوجس يخالط من يتناولونه ، وسبب ذلك يتصل بما لف جزءاً كبيراً من نشاط الماسونية في حرب عصابات مدينية سياسية على مؤسسات الإمتلاك الإقطاعي القديم الإقتصادية والسياسية والدينية والثقافية ونشاط الماسونية في عمران أوربا ضد الكينونات العنصرية لذاك الإمتلاك بل وقيامهم بتكسير أصنامه وأقانيمه الثقافية والسياسية بقدر طاقتهم المنظومة الصاعدة، دون وجل أو حساب لما يثار ضدهم من ردود فعل عاطفية آنية بل وقيامهم بتخديم هذه العواطف وأساطيرها في ضبط وفي ترويج مشروعاتهم التنظيمية والسياسية ضد الإقطاع، وفي فرز وإحكام سيطرتهم على عضويتهم وضبط كينونتها ومادتها في إطار مشروع الماسونية التمديني الحضاري.

    وقد حقق الماسون بإشتغالهم الأوربي ضد النظم والمؤسسات التقليدية للتمركز والتهميش نجاحاً يختلف الناس في الزمن الحاضر في تقديره وإعتباره إلى قسمين:
    أ- في التقدير الموجب لهذا النجاح المعظم لفوائدها يتصل بلوغ الماسونية لشأوها بحال هرمي نوبي مثلث هو:
     الإدراك والقياس العلمي للأمور
     الإجتماع العاقل بين البشر لتحضير المنافع وتعيين المصالح بنظام وقانون
     التبادل السلمي للمنافع في جو من الحرية والتعاضد والإخاء والترافق الإنساني.

    ب- في التقدير السالب لوجود الماسونية ونقص فوائدها فشأوها آنهذا التقدير موصول بحال واحد هو:
     نشوء تمركز وعنصريات جديدة بخصصة موارد المجتمعات والدول وعولمتها بنظام إمبريالي جامع لقوات المال والصناعة والتجارة والإستخبارات والمعلومات والديبلوماسية والعسكرية والإعلام في وحدة إستغلال وسيطرة ربحية واحدة سيدة مطلقة تمثل عند كثرة من رافضي الماسونية كينونة ما يسمي بإسم الرأسمالية العالمية والإمبريالية، أو كينونة ما يسمي بإسم الطاغوت والدجال بعينه الواحدة والشيطان الأكبر.

    ومنذ إشتداد التطور الرأسمالي ظهرت علامات على تفكك الشأو الماسوني السلبي وإنهياره وإنقلاب مفاهيمه الأولية في الحرية والإخاء والمساوآة إلى ضدها فكراً وعملاً وبدأت علامات إنفصامها في التبلور منذ قيام ماركس بالثورة على الأوهام الطبقية-الدينية في "رابطة العدل" League of Justice وكشفه وخروجه على نظامها وسطوتها منذ بدايتها وترسيخه ضد دعاويها لأسس الفهم العلمي للإشتراكية ونظمه وترتيبه حركة إشتراكية جماهيرية وإجتماعية ونقابية وثقافية وعسكرية حزبية متبلورة حول الإقتصاد السياسي لحرية الإنسان بقطع معرفي في ذلك الزمان الإقطاعي المعرفة-مضاد لأوهام تأسيس الأخوة الانسانية والتقدم عبر التملك الخاص المفرد للموارد والمنافع العامة. وقد تحقق الكسر الكبير للتنظيم الماسوني الرأسمالي للعالم بإنتصار التيار البلشفي بقيادة لينين وستالين ونجاحهما في تنظيم الثورة الإشتراكية في روسيا ودحر النظام القيصري العنصري القديم وكنيسته وما تلا ذلك من تفتح حركات التحرر الطبقي والإجتماعي والوطني والأمميات التعضادية المضادة للتمركز والتهميش الدولي. من هذا الإجمال السريع يثور سؤال عن طبيعة الماسونية وتاريخها.

    1- ما هي الماسونية وكيف نشأت؟
    "الماسونية" تسمية حديثة لا تتجاوز الألف أو الألفي سنة لحالة حداثة قديمة جداً في التاريخ كانت موصولة بأحوال لتبلورالعقل والتهذب والأدب والدين والحكمة والعقلانية وإرتصافها من حالات التصوف والعمران البدائية في عملية لم تزل متصلة لتبلور وبناء التحضر البشري. والماسون في اللغة الإنجليزية وأسلافها هو البناء قاطع الأحجار وناظمها فهو بمعنى عام المعماري والماسونية بمعنى البناء والعمرانية. وتتصل روايات نشؤها ببدايات تكون الحضارات الإستعبادية ومبانيها العظيمة في النوبة ومصر وفي العراق وفي القدس، وما واشجها من تواثق وتباين بين أحوال المعرفة والحكمة والدين والعمران مما تجلى في كينونات عملية وصوفية وثقافية مختلفة يحاول هذا المقال إيضاحها، ونسبة إلى ذلك التاريخ القديم تقرن الماسونية الحديثة نفسها إلى بعض تلك التيارات والتنظيمات التي نشأت آنذاك صنو كل سياق فكري حضاري في مجالات العمل والدين والعلم.

    ولأن ماسونية أوربا الحديثة نفسها تنسب نفسها إلى أصول الحضارات القديمة فإن عرض جانب من تسلسل الحضارات في هذا المقال وإيضاح تواليها في التاريخ بطبيعتها الإقتصادية العامة وخصائصها (الثقافية) يقوم مقام الكشاف الجيني لها ويمكن من فهم بعض أطوار نشؤ الماسونية وحركتها، وهو تسلسل يبتدي من الحضارة الإستعبادية في النوبة التي كانت نتيجة وخلاصة لإجتماع وجدل ما هو أدنى منها من بوادي وقرى في شرق وغرب أفريقيا وجنوبها حيث نشأت منها الحضارة السودانية الأقدم التي مثلت بدورها أصلاً لحضارة الإستعباد والعماليق الحميرية وكذا حضارة الإستعباد المصرية وقد شكلت هاتين الحضارتين مع عوامل وحضارات الهند والصين وضواحيهما في فارس وخراسان- كانت الهند في القديم جزءاً من أفريقيا- أصلاً للحضارة الإستعبادية في سومر وبابل (= بمعنى المكان المقدس) وما تلاها زماناً وجغرافية، وقد كانت بابل وماتلاها أصلاً لحضارة الإستعباد- التجارية الفينيقية في رحاب المتوسط، وهذه بدورها كانت أصلاً لحضارة كريت التي نشأت منها أو بالأصح نشأت على تخريبها حضارة الإستعباد والتجارة الإغريقية واليونانية التي تبلورت منها بعد أزمان وحروب طويلة حضارة روما بطابعها الإستعبادي الشمولي العسكري مركزاً مهمشاً للعالم كله، ومن جدل حضارة روما وحضارة الإستعباد الأخرى في فارس وتوالي ضغط حركات التحرر البدوية الموريتانية (Moor) في أسبانيا والجرمانية والصربية في وسط وشرق أوربا والفايكنغ في شمالها، والأفغان والهند والعرب في آسيا، والنوبة في السودان والقبط (المصريين) وعموم القراطجة والبربر في شمال أفريقيا وإرهاق هذه الشعوب المتحررة لروما مع عوامل إنهيارها الأخرى نشأت من هذا الجدل والصراع في أضعف حلقات النظام العبودي في العالم حضارة المهمشين العرب متميزة بطابعها الإقطاعي عما قبلها من حضارات إستعبادية صرفة، ولم يك هذا الإمتياز فضيلة خاصة منها بل كان نتيجة موضوعية لظروف تبلورها المتغيرة: فبعوامل التملك والإقطاع العسكري تحورت وتحولت ثورة المهمشين العرب نفسها إلى دولة خلافة وملك عضوض فيه الجزية والخراج والجواري والعبيد والثورات فسادته في آواخرها الخلافة الإسلامية العثمانية التي قهرت عواملها الإقطاعية والثقافية الدينية بما فيها من تثبيت ومركزة عوامل التقدم في المنطقة وأطفئت ما أستخرجته رهبان الحيرة وحران من خيرات فلسفية نوبية وبابلية وأغريقية قديمة كانت قد شكلت في زمانها جواهراً في العقل والفلسفة والعلوم فبرغم قوة العثمانيين والمماليك وكسرهم الجليل للأنفال الصليبية فقد زاد تضعضع المسلمين وتفتتهم بأثر عوامل القهر الطبقي- القومي وعنصرياته.

    وبصدفة تاريخية كان تمكن الإستبداد والقمع التفتت في عالم الإسلام في نفس الآن الذي كانت فيه الظروف الإجتماعية والتقنية في أوربا بعد هزائم حملاتها الصليبية تقود نشاط الحركة الماسونية في حركة تحريرها أوربا من أغلال البؤس والجهل والإحتكار والتمركز العنصري الأسري والقومي والديني منطلقة بها إلى كشف وبناء العالم الجديد، طليعةً إنتظامية وتسييرية للطور الحضاري الرأسمالي الجديد للبشرية وتبلور الإنسان مما يسميه تلخيصاً وإجمالاً العقل الشمسي والمفكر النوري - المجهول في وطنه والعالم- محمد أبوالقاسم حاج حمد بإسم الدورة الحضارية المركزية العالمية الإسلامية الأولى التي بدأت في تحليله القائم على اإنثربولوجيا الدين بعد تبلور الدين نفسه من الحالة الإبراهيمية العموم بتبلور الأديان المحددة وقسطها بواسطة النبي موسى ودعواه أن (أكون أول المسلمين) وإنتهت هذه الطورة والدورة الموسوية الإسلامية المركزية لتسلسل الحضارات وجدلياتها إلى تأسيس دولة إسرائيل على شريعة الإصر والإغلال وإلى خسر المسلمين المتأخرين عن شريعة العلم والرحمة في دعوة الإسلام وتقدم المسلمين الأوائل اليهود الذين أخذوا بشريعة العلم والرحمة بينهم وسمعوا الأقوال الشتى فإتبعوا أحسنها لتقدمهم وتطورهم مما تحقق لهم بالخير في عالم اليوم على علاته.

    ولكن لتجنب ما في الوثائق الدينية والوثائق التاريخية من تحيزات وتحريفات في النصوص والفهوم وتخديمها سياسةً في تقدير أدوار الجماعات البشرية والجماعات الخاصة في التاريخ وموضعة مهامها، فبالإمكان تجاوز حدوث جانب من مثل هذا اللبس وتجنب المماحكة في صدقية الأصول والمصادر بثقافة "التأثيل" والتأثيل في جانب منه عملية ذهنية تواشج الأبعاد الموضوعية في التاريخ الإقتصادي والسياسي بالأبعاد الموضوعية الإجتماعية لتبلورات الثقافة والدين في علم الأناسة، مسخراً في ذلك جدل المفردات والدالات وجانب من نظريات الإتصال في مواشجة رفيقة ونعماء مثل مواشجة اللون بفرشاة وأسلوب حركة يد الفنان وعدلها وإحسانها جهة فكرته الفنية وجهة الخامة التي يزيِت عليها لونه. فبمثل هذه المواشجة والرفق فيها يمكن نقاش إتصال الجوانب العملية في كل الحضارات بعملية تبلور وإنتظام القوى المنتجة وتنظيم العمل المجتمعي والإجتماعي وتقسيمه في الأطوار الفوقية وفي الحال الحضارية العامة للإجتماع البشري وبعض النقاط الخافقة في ثقافاته.

    وبهذه الثقافة والنقاش، وتأثيلهما كنهج لهذا الإسهام يمكن أيضاً الإشارة إلى موضوعية وفاعلية بعض القوى الحادبة على التهذيب والمعرفة والتطور الحضاري في كل مجتمع، بإختلاف طبعاً في تقدير موجباتها وسلبياتها، وبمثل هذا التقدير الموضوعي يمكن تناول الحالة الماسونية للعالم اليوم بملاحظة إن الماسونية في محفل العالم هي ألات حياته وفنه وعمران أصواتها، وإن كانت موسيقى العالم تتفنن أنغامها وتتلون إيقاعاتها من نفس الآلات في كل حال وبلد حسب الطبيعة اللحنية للبلاد وأهلها بما في ذلك طبيعة العازف والسامعين والمنصتين.

    فعلى رسل ما بين الحضارات القديمة والتصوف والحكمة من أواصر ووشائج، ومن خلاف تكوينات البنية الإقطاعية القديمة في الشرق وتطاحنها نشأت من أفضال ذلك ومكارمه ومسالبه بنية أحدث في أوربا، متقدمة في كينونتها وحركتها الإجتماعية عما كانت عليه أحوال البشر وحياتهم قبلها. وقد كان نشوء البنية الأوربية الحديثة موصولاً بعدد كثير من الظروف والعوامل يصعب حصرها ولكن بعض منها أكثر وضوحاً من غيره وهو ماثل في أربعة عوامل رئيسة وهي:

    1- عامل البنيات الثقافية والعملية والنضالية التي أرستها طوائف وجماعات الحرفيين في الشرق ثم إنتقالها وتحولها كرامة ً أو سلباً عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوربا.

    2- عامل المحاكاة والتقليد فالإبتكار (من صنع الساعة ثم الطاحونة التي أهداها هارون الرشيد إلى شارلمان)

    3- عامل إفادة الأوربيين بجوانب ثقافية وفلسفية ومالية للخلاف المعلن بين دولة العرب العباسيين في بغداد ودولة العرب الأمويين في الأندلس

    4- نشاط المهنيين وثقاة الفرسان الأوربيين والعمرانيين (الماسونيين) والحكماء العاملين ضمن تناظيمهم في جلب أو في تخديم صنوف الخرط والحكم والعلوم وأسرار الصناعة وأدوات ونُظم العمل والتجارة من أفريقيا أو الشام والعراق أو الأندلس أو من الهند أو الصين

    فمن كل هذه العوامل يمكن القول جملةً: أن أوربا قد نشطت بمحاولة تغيير حياتها، وخاصة مع حالات قلة عدد السكان فيها بالبؤس والأمراض وكذلك مع حالات زيادة عدد هؤلاء السكان وضيق معاشهم وزيادة تقرصن بعض أهل الإسلام عليهم في إسبانيا وصقلية وكريت ورودس ومالطة وقبرص وفي تخوم روما وبيزنطة ونواحي جورجيا و روسيا.

    وفي محاولات الخروج من تلك الأزمة ونهضة أوربا من بؤسها وظلاماتها، برز من جديد دور مهم لعدد من جماعات البناء والعمران The Masons وطوائف الحرفيين القديمة ذات الطابع الأسري الإقطاعي Guilds التي كان تكونها الثاني في أوربا ما بعد الإغريق واليونان تكوناً متصلاً في بعضه بنشوء إمبراطورية الروم وتواشج عمران مبانيها وآلاتها وتمدد مواضعها بتغير مراكز ومجريات الأوضاع التاريخية والجغرافية للحرفيين والمعلمين وتحولها الوئيد عبر التاريخ عن مناطق النوبة وشمال أفريقيا إلى شرق المتوسط وآسيا الوسطى البيزنطية حيث تحولت خبرات العمرانيين والحرفيين والمعلمين النظرية وقيمهم العملية من هناك إلى روما قبل ظهور الإسلام، ثم مرة أخرى بعد تناقض وتفتت دول الحرب والإسلام وإزدهار غيرها عبر صقلية القرطاجية ثم الفاطمية دولاً فريدة للمال والجمال: خاصة في فينيسيا جوار الخلافة الإسلامية العثمانية، وفي جنوة قرب قرب الأندلس، وبينهما فلورنسا شمال روما،. وجملةً فبالإمكان الحديث عن تواشج البنائين والحرفيين والمهنيين بتشييد مدن روما وطرقها وجدل حاجاتها العمرانية وتناظيمها الإجتماعية والمهنية وثرواتها المالية، والكلام في إن ذلك التواشج متصل بحركة إنتقال بعضها وبعضهم بين أفريقيا وآسيا وأوربا.

    ولكن الماسونية لم تك حركة للعمران المادي وتشييد القلاع والأديرة والحصون ومباني الحكم والسكن وتمهيد الطرق وصناعة الأدوات والأسلحة والملابس والأحذية وحاجات المنازل فحسب، كما لم تكن بالطبيعة حركة إقتصادية تجارية أو حركة ثقافية أو سياسية خالصة، بل كانت مزيجاً (منظوماً) من هذه المناشط تجدها في القِبل الأربعة لجهات الحياة ونواحيها الصليب الأفقية والعمودية: الإجتماعية والحكمة والعمل والحكم. ولعل لهذا التواشج ما يجعل من الخطأ الأخذ بالتفسيرات الأحدية لطبيعة هذه الحركة وتناول أبعادها كلها من خلال زاوية نظر تحصرها في شكل أو مجال معين من أشكال الحياة ومجالاتها كأخذها كحركة سياسية صرفة أو كحركة دينية صوفية أو حركة لـ(قومية) معينة أو تقديمها كجهاز نقودي أو كيان للسيطرة أو حتى كشكل أرضي لإرادة من الفضاء الخارجي أو من لدن الشيطان، فالمفرد لا يحوق الجمع، لذا من المهم معرفة أعمالها لمعرفة طبيعتها.

    2- بعض المهام التي قامت بها "الحركة الماسونية"
    فيما سبق أو توالى مع حال جمع العمرانيين (=الماسونيين) للأسباب والخبرات النظرية والعملية للتحضر والمدنية ومع حالة تناقض مكونات النظام الإقطاعي وتخريبهم التقدمي له، نشطت جماعات الماسونيين في القيام بمهمتين بسيطتين شاقتين هما:
    1- تجميع الموارد البشرية العلمية والحرفية المتخصصة الموجودة في أوربا في مدارس وجامعات وفي (نقابات) وطوائف وإتحادات حِرفيةGuilds شملت قطاعات البنائين والصناع والتجار والممولين وفئاتهم.

    2- تغيير الوضع الإجتماعي والسياسي بإقتصاده وثقافته إلى وضع (جديد) وذلك بتثبيت الحقوق العمومية مفردةً وجملةً وتوسيعها في عمليات منظومة بوعي لتفتيت عناصر الدولة القديمة وبناء تنظيم جديد للحكم والدولة وقد إستمر التغيير بأشكال مختلفة حتى إنتهى التنظيم العنصري القديم للحياة بل وتفكك جانب من الحركة الماسونية في مرحلة صعود الإستعمار وتحور بعض فهومها البسيطة للعقلانية والعدالة والحرية إلى تيارات تقدمية وتيارات رجعية شتى.

    وفي هذا التغيير كانت ولم تزل أهم عناصره السالبة الهادمة للعهد القديم ومظالمه هي: المصادرة العنفية لشكل الإقطاع والتملك المقدس بالدين، بل وتبديل الثقافة الشمولية للتدين بـ"ثقافة النفع، والمصلحة" بينما كانت أهم عناصر التغيير الماسوني الموجبة للحداثة في الإنتاج والتبادل والتقدم الإجتماعي في أوربا ثلاث عناصر هي:
     التبادل النقودي للمنافع كأساس للعيش والإنتاج والإقتصاد
     الطبيعة السياسية العلمانية للحكم والطبيعة العمومية والحسابية لإدارة شؤونه،
     نشوء وتطور ثقافة المصلحة والمنفعة الفردية المقومة والمحددة بالمال كحالة للحياة البشرية في المجتمع.

    وبكل ذلك التواشج بين الدولة والمدنية والحرف والمهن في مجالات العمران والتعليم والتنظيم والضرائب كان لتلك الجماعات العمرانية العتيقة دور كبير في إحداث تحولات عددا في حالة أوربا والعالم يومذاك وإلى الآن بشكل يماثل الدور الذي قام به أسلافها في الحركات العلمية والحرفية في تواشجاتها الباطنية والعمرانية في الحضارات القديمة وفي الشرق العربي الإسلامي حيث أسهمت الجماعات العمرانية في أوربا في زيادة كم الأعمال التمدينية وتنوعها ما تبع ذلك الإسهام وزيادته وتواصله من نمو وتقدم في نوعية هذه الأعمال وتقسيمها وتحديثها بذلك أحوال مجتمعاتها ميسرة تقدم تلك المجتمعات من حالة الشظف والتكالب إلى حال التكاثر والتنظيم.

    ولم يكن قيام جماعات الأعراف القديمة الجديدة بإنجاز ذاك التحديث والبناء الذي شمخ في (نهاية) الحروب الصليبية، إنجازاً قطعياً سهلاً تم فقط بمجرد التقدير الذاتي لتلك الجماعات ونشاطها إليه، بل يمكن العثور على إشارات مجسدة ورموز وعلامات فنية دالة إلى إن إسهامهم في تأسيس جوانب من ذاك البناء وفي دفعه حضارةً كان إسهاماً موضوعياَ ناتجاً من ظروف عامة ولدته ومحدداً بهذه الظروف من حيث كينونته وشكله. إذ إن ولادة العمرانية (=الماسونية) أو البنائية العرفانية وتشكلها القديم الأول في أوربا كانت ضمن ظروف نشوء وتفاقم الأزمة العامة لتحول الأوربيين عن حياة الوحشية والبداوة الاولى التي كانوا عليها قبل اليونان وروما وتغيرهم منها إلى حال المدينية والحضارة الأثينية السوداء ثم الرومية، فكذا من الحطام والرماد الذي إنتهت إليه تلك الحضارة كانت الولادة الأحدث للجماعات والحركة العمرانية وقيامها من جديد بعد حالات الوحشية والبداوة التي حاقت بأوربا الأفريقية سابقاً بعد تفتت وإنهيار الإقطاع الروماني (جزئيةً).
    فبتفتح بذور العمران والعمرانية بتأثير ثقافة الشرق بعد الحروب الصليبية نهضت أوربا من جديد من حالة الوحشية والبداوة والتفتت القبيلي والضعة أمام الضغط الخارجي، إلى حال ترتيب داخلي وإنتظام مديني ومدينية، ورقي فيها، وهو حال راده فرسان المعبد Knights of Templar بتناظيمهم الرفاقيةFairers والتي تواشجت بجماعات العمران والحرفيين المتخصصة المستقلة (Guilds): فبإسهام كل تلك الجماعات العمرانية وتنظيمها أمور البناء والتعليم والحرف والتجارة والطب والإدارة والحساب شكلوا بعض أسس عملية التدجين الحضري لأهل أوربا: ففي المحيط الإقتصادي-الإجتماعي السياسي لذاك التطور وفي قلبه الثقافي والحيوي النابض بالصراع ضد جزئيات النظام القديم كانت الأعمال والأسماء المنسوبة إلى الحركة العمرانية (= الماسونية) كثيرة

    وقد أدى التحضر وتجميع المعارف والقوى وتكاثر المطالب في أوربا إلى زيادة حساب النقابيين القدماء لأمور الضرائب وتكاليف الحروب، والسؤال عن ضرورتها ومدى حاجة الناس الحقيقية إليها؟ وبنتيجة هذا الحساب زاد رفض الناس أو بالأصح رفض طلائع تقدمهم للطغيان الملكي والديني على الموارد والحقوق العامة، فصارع الملوك والكهنوت جماعات العمران وقاتلوها، وإزاء ذلك العنف زاد أهل العمران(= الماسونيين) جهودهم الفكرية والعملية وقاموا أيضاً مظالم الملوك والكهنوت.بتخديم حيل صراعات الدول وحيل صراعات القصور وصراعات العقل واللاهوت وإيقادها وإسراجها.

    وإذ بدأ نشاط الجماعات العمرانية في عملية تمدين أوربا بتواشج مع تخديم الدين في تهذيب البشر فبإضطراد ببناء الكنائس الضخمة الكثيدرائيليات (كمراكز للتمدن والتحضر) في القرى القديمة والملتقيات الميسرة وجوار الأسواق وبقرار الناس وإحتشادهم حولها بدأ بناء اللوازم المدينية الأخرى من سواقي ومطاحن ومعاصر وجسور وجامعات ومنازل ومستشفيات وملاجيء ومرافي ومواني وسفن، وزيادة صناعة أدوات العمل والرفاه.

    ورغم ذلك الإضطراد في الأعمال العمرانية وتلك السعة في النشاطات التمدينية فقد كان وجود الطبقة العاملة القائمة بكل هذا التفتح وجوداً دقيقاً غير ملحوظ في المجتمع مثل وجود الأوكسجين في الجو والماء في السحاب والغذاء في النبات أو وجود الذهب في الأرض، فمع ضخامة الكنائس والجامعات ومباني الدولة التي بنوها بالمعنى الحرفي والمعنى المجازي لمفردة البناء، فقد كانت فوائد تلك الطبقة ومنافعها أجلى وضوحاً وأكثر عدداً في ريادة الحياة وتحديثها من وضوح وجود عدد العمال والمهنيين القائمين بها وظهورهم بين أفراد المجتمع.

    فآنذاك الزمان الإقطاعي كان العدد الغالب في أفراد المجتمع الإقطاعي يعيشون حياة زراعية ضنكا وحالة شبه عبودية يقطعهم فيها مع الأرض سيد إلى سيد. ويعيش الناس في يحموم هذه السيادة (المقدسة) في عمل مضن متصل يفيض بالجوع والإهانات والجروح البدنية والنفسية وبالعذاب والخوف المزدوج: الخوف من العقاب الدنيوي البشع الذي قد يلحقه بهم السيد والكهنوت وعسكرهم، والخوف من العقاب الديني الأخروي الرهيب حال طلب الحرية من هذه السخرة المقيتة والقنانة المحطة لكرامة وجود الإنسان وكينونته الـ(ـخـ)يرة في الطبيعة والحياة، بكل ما في هذه الخاء السودانية من معان دفق وعطاء وإثمار واصلة بين الخير الطبيعي (= خم Khem) وما يصطنعه الإنسان بخيمياء معينة من خير.

    وبشكل عام يمكن القول إن تطور وإرتقاء الجماعات العمرانية في أوربا قد بدأ في مرة جديدة في التاريخ في نهايات القرن الحادي عشر الميلادي، وقد إستمر هذا التطور والإرتقاء في إضطراد إلى قرب زماننا حوالى منتصف القرن التاسع عشر حيث تبلور الإنقسام الوئيد للجماعات العمرانية وبلغ أوجه مع تحول حال قسم منها بحكم ظروفه الخاصة وظروفه العامة إلى نقابات وإتحادات حرفية، ومناشط تعليمية، وتعاونيات، ومؤسسات خيرية في جهة وفي جهة أخرى ضد في نفس البناء (الإجتماعي) المديني الحضري كان تحول قسم آخر من جماعات العمران إلى جماعات وشركات تجارية رأسمالية صناعية ومصرفية ضد للجماعات الأولى: فحيث سيطرت الرأسمالية بقوتها الصناعية على مجالات العمل وإستيعاب الموارد وتخديمها في هذا الغرض أو ذاك كما سيطرت بقوتها المالية على مجال الضرائب، وبقوتها البنكية على مجال توفير الأموال وتحديد أسعار الفائدة لحجم ونوع تبادل المنافع والقيم، فبذا السيطرة أطبقت الجماعات الرأسمالية بقواها الثلاث على جملة الإقتصاد. وبإجمال القوى الثلاثة معاً على الإقتصاد ومجريات العيش تحققت سيطرت الطبقة الرأسمالية الشاملة على المسارات الرئيسة للدولة وأنشطتها، بل وصارت الدولة الحديثة في معناها الحقيقي المجرد من الزيف مجرد أدآة وآلة إجتماعية للطبقة الرأسمالية تحقق بها مصالحها ضد مصالح الطبقات والأقوام الأخرى بدلاً عن الكينونة المثالية التي كان رواد الحداثة زمانذاك ينسبونها إلى الدولة ككيان للمساواة بين الناس ومؤئل للحرية من التنظيم التراتبي الطبقي (الإقطاعي) وتناقضاته الأزوم بين جماعية وعمومية العمل في جهة وبين الطبيعة الفردية للتملك الخاص لموارد العمل وأدواته وثماره العامة في المجتمع في جهة ضد. ولكن مع النشاط والإشتداد الوئيد للصراع بين الطبقة العاملة والطبقة الرأسمالية وعوامل أخرى، تكسرت الحركة الماسونية القديمة ونشأ وعي جديد بدأ من جدل القسمين تبلور في كثير من (الأندية) والأنشطة والأفكار والمؤسسات والأحزاب السياسية الحديثة في أوربا.

    ويحدث إبان تأجج الصراع السياسي بين بعض الجماعات ولسن بعض أفرادها وممثليها بعضهم الآخر لسناً حديداً وشديداً كما يحدث من جماعات الإخوان المسلمين التي بدورها يتهمها السلفيين الإسلاميين بالماسونية ضد كثير من مخالفيهم وخاصة ضد الإخوان الجمهوريين حيث يلقون التهمة بكثافة أكبر للتشابه في الدعوى الجمهورية والفكرة العقلانية-الصوفية في الدين حيث يذكر بعض الأوائل إسم "الماسونية" ضد مخالفيهم غالباً بشكل سالب وسبة لا فضيلة فيها ضامرة لكفر عدد من السلبيات كالإنحلال، والتآمر والإستغفال، والمحسوبية السياسية والإدارية، والإغتيالات الجسمانية والمعنوية، والسعي للطغيان والسيطرة، مما يحوق بهذه التنظيمات أكثر مما يحوق بمن خاطبوهم.

    ولكن هذا الجنوح والنطع الإسلامي وما يقابله في جماعات اليهودية السياسية والمسيحية السياسية أمر قديم معروف في إرث العداوة المألوف بين جماعات البشر ولكنه يزيد ويضطرم في حال الماسونية برسل الأساطير الهجومية وحتى الدفاعية التي قرنت بإسمها عبر التاريخ في خضم صراعاتها القديمة ضد البؤس البشري وسدنة نظمه وشرائعه وقوانينه من الملوك والكهنة، ولنشاطها المديني الدقيق والكثيف ضد التمييز والعنف السياسي والديني ومقوماته، مما يجعل إيضاح السمات العامة للماسونية وبناء نظرة موضوعية إلى تاريخ تلك الحركة مسألة ضرورة لمعالجة بعض المسكوت عنه في الحياة السياسية الأفريقية والعربية والعالمية، ولمعالجة نقص النظرة السائدة وصياغاتها التآمرية المُضحكة والمُبكية في آن إلى بعض أمور وحوادث التطور الإجتماعي والسياسي في التاريخ القديم والحديث سواء ما تعلق منها بالتاريخ القديم لنشوء الدين أو ما تعلق بتطور الفهوم الإجتماعية وتطور ثقافة الإجتماع البشري وإقتصاداته وعمران نظمه العامة الحقوقية منها والسياسية .



    3- بناء الإسم الأعظم:
    الماسون Mason هو الإسم الأوربي لقاطع الأحجار وناحِتُها، أيام كان البناء حجارة وميزة للخاصة ثم عم البناء فالإصطلاح وتمدد شاملاً جُل العاملين في البناء والعمران ضاماً في معانيه المهنية المهندس المعماري والحمال مساعد خازن أدوات البناء. ومثلما كان عليه الحال الماضي لتكون العمران في القديم وإتصاله بعملية (بناء الحضارة) وتقعيد البشر من هوامهم وبداوتهم، وتحضيرهم لمنافعهم وإلتهائهم بالتكاثر فيها، فقد تطور الإصطلاح من جديد في أوربا القرون الوسطى وإرتقى من المعنى الضيق للبناء إلى المعنى الواسع للعمران إلى أن بلغ في رقيه سماء العمران السياسي، نافذاً منها بسلطان الفلسفة والعلم إلى آفاق إنسانية أرقى من الدولة وأقرب إلى الطبيعة: فبعدما ما كان المعنى منصرفاً في أزمان البداوة إلى تأسيس الملكيات وجمع وتشييد وتهذيب العمران المادي والروحي للجماعات البشرية ورصفها قرى وممالكاً للخيرات أضحى إصطلاح الماسونية مع تحول الممالك المقدسة إلى ملك عضوض ذي معنى مختلف ضد: ففي وجه الملكيات والإمبراطوريات الأوربية الثانية بعد روما صارت الماسونية دالة على النشاط المعارض للملكية وأقانيمها ثم على الجمهورية السياسية.

    وكذلك كان أمر الماسونية وتحولاتها في المجال الديني من القبض إلى البسط، ومن عُسر إلى يُسر فقد كانت (الماسونية) حالاً عملية وذهنية تتصل بتقعيد الخيرات وتقويم السلوك البشري من حال الشراسة والبداوة والحروب موصولة في ذلك بحال النشوء االإجتماعي-الثقافي للدين في البشرية وتبلوراته المختلفة من الأفكار الأفريقية النوبية الهرمزية لوحدة وثنائية الوجود كوناً وأرضاً. ففي ذلك الزمان إمتاز أهل البناء وحسن ذكرهم جامعين أو بالأصح مشيدين وبانين معمرين وناصبين لأصول المعرفة والعلم والحكمة وتذكر القصص القديمة فيهم شخصيات (تاريخية) أهمها النبي أدريس(ع) =Hermes ، وهو إينوخ عند اليهود Enoch

    وقد إمتاز أهل البناء القديم بما تكرس فيهم من خبرات ومفاهيم بحساب مواقع النجوم ودالاتها في طبيعة ومناخ الأرض، وتخديم هذه الدالات في أمور الإستسقاء والزرع والضرع والفرع والبناء والأسفار وفي الطب والعلاج، وفي مباصرة المعادن والأمور وحكمتها حتى نشأت لهم مكانة وقداسة بين الناس وأسماء يسمونها، وإتصلت هذه القداسة ببناء وتكريس مقار الحكمة والحكم السماوي من قصور- معابد- مدافن إنتقالية إلى العالم الأعلى، كما تواشجت تلك القداسة مع تغير الظروف المناخية والإقتصادية الإجتماعية والسياسية بإتجاهات عددا للتوحيد الإجتماعي والعقائدي (ثورة العمارنة) قبل زمن إبراهيم (ع) وبعده، ثم لسبب من تركز الملكيات وتزايد التباغض بين الناس لأسباب تبدو متصلة بالعقائد وتركيزها الملكيات تحول الحال من ذلك: فتحول الفكر الماسوني من حاله الملكي-الكهنوتي كما في بعض أصوله التاريخية القديمة ليصبح ومنذ زمن إبراهيم وفيثاغورث ضد ذلك التملك، فصار دالاً على جمهورية الدين في وجه الكهنوتية، وعلى جمهورية بناء الدين وشموليته إستقامته في نفس المتدين في وجه لبس الناس للدين بالتبعيض في التملك ونفاقهم بين المصالح الفردية والمصالح الإجتماعية. وبطبيعة الأمور العملية قد لا يخلو أمر التحول وتحقيقه الوئيد و(نجاحه) من مسائل سلبية، تقل مكانتها في التاريخ أمام تكاثر نفعها وبزه وغلبته على تفاقم الأضرار التي كان من بالإمكان حدوثها أو تفوق الإصلاح على تكاثر الأضرار التي قد تكون شابت بعض جزئيات عملية هذا التحول أو تثبيته.

    وقد وردت الكلمة “FREEMASSON” في تاريخ الكلمات الإنجليزية حسب معجم أوكسفورد (الكبير) في عدد من الوثائق التاريخية سجل المعجم أقدمها سنة 1217 في مقاولة بناء كثدرائية ثم في الفقرة 3 من المادة 2 من القانون رقم 3 المصدر في عهد إدوارد الثالث سنة 1350 م ثم في إحصاءات قديمة لسجل الشركات في لندن سنة 1376 م ثم في سنة 1396 في إمازة قديمة أصدرها الملك ريتشارد الثاني لصالح الماسون في سلون وقد وردت بالمجلة الماسونية المؤشرة بالعدد 4595 لسنة 1882، كذلك في القانون 23 لسنة 1444 المصدر عهد هنري السادس وفي أمر قضائي سنة 1477 وفي عرائض دعاوى مدنية سنة 1484، وكذلك أيضاً في القانون رقم 2 عهد هنري السابع سنة 1495 ، ثم في حيثيات قضائية في سنة 1504 وكذا في سنة 1526 وأيضاً في القانون رقم 2 والقانون رقم 3 من عهد إدوارد السادس سنة 1548، وكذلك في قضائيات السنين 1608، 1622 ثم في غازيتة لندن 1720 وفي إعلان أشلي سنة 1723 رقم 65961 ...إلخ وكذا في واجهة المقر الماسوني الضخم في لندن مؤرخة بناءه في 24 يونيو 1717.

    وبفعل عدد من العوامل تغير اصطلاح الطواب والبناء والمعماري من مفردة الماسون والماسوني المجردة إلى إسم مركب هو: "الماسوني الحر"Freemason ، والتسمية في قسمها الأخير ذات شجون: فالحرية المقصودة من لفظ المفردة الإنجليزية Free تختلف حالاً في التنظيم المهني عن حال الحرية المفهوم في سياق التنظيم الإجتماعي، كما تختلف عن تلك الحرية المفهومة بصورة عامة سواء في ناحية الضبط النوعي المحيط بها أو في محدودية براحها الزماني، وهو خلط شائع وأمر مألوف يؤدي بقراء تاريخ الماسونية إلى الوقوع في أخطاء: فقد أطلقت تسمية الماسونية الحرة أولاً في ناحية إجتماعية سياسية للدلالة على كل المهنة وسيادة أصحابها لمواردهم ومصيرهم والحرية فيها من قيود الإقطاع، ثم تحول إصطلاح "الماسونية الحرة" من المجال الإقتصادي السياسي إلى مفهوم مهني دالاً إلى الرفعة المهنية والأسطوية جهة نكالة وقيود الزراع والصناع المقيدين في أراضي وورش شاقة العمل، غالية الأجرة، بخسة العائد، ثم تغير المفهوم في مهنيته دالاً إلى اليوميين "عمال اليومية" المنتسبين لها بحرية من غير الأعضاء المحترفين لها المنظومين في سلكها تعليماً وتدريباً وممارسة، ثم تغيرت دالة الإصطلاح إجتماعاً وصارت تطلق بنغمة سياسية على كل حرفيي وعمال هذه المهنة : "ماسونيين" بصورة غمازة في جرسها إلى صفة "معارضين سياسيين"، ومنذ القرن الثامن عشر تغير الإصطلاح مهنيةً وإجتماعاً وصار يطلق على كل أعضاء المحافل الماسونية من غير المنتسبين لمهنة (قطع الإحجار والبناء) حيث فتحت المحافل العمرانية أبواب العضوية والإنتساب إليها منذ ذلك الحين لكل مشتغل بالعمران من عمران الجسد بالطب والعقول بالعلم إلى عمران الحقوق وعمران الأموال وعمران الورق...إلخ ولعل ذلك الإنفتاح متصل بسببين هما:

    1- تنوع أنشطة البناء مهنيةً وجغرافيةً وتداخل أمورها ثرواتها وشؤونها ومدنها وأسواقها مع الأنشطة الأخرى .

    2- أسباب إقتصادية سياسية تتعلق بنجاح وإنجاح التغيير من نظام الملكية بالإقطاع وتراخيصه وشروطه العنصرية والدينية والسياسية إلى نظام التملك والملكية وإمتلاك الخيرات بالتعاقد (الحر) القائم سوقاً وظاهراً على عملية التعاوض والتبادل المالي عيناً بنقد.




    4- إرتباط الماسونية بالأعمال الإجتماعية في جهة وبتحقيق المصالح المفردة في جهة أخرى:
    فرغم الشكل الخاص لقيام الجماعات التعاضدية لأهل العمران بأعمال التمدين ونشوءها على أسسه السابقة وهدفها العام لتحقيق مصالح أعضائها في نواحي تنظيم العمل والتدريب عليه وتوفير الأدوات والمساعدة في تكاليفها الكبرى والعناية بأعضاء الحرفة ومنسوبيها بما في ذلك من رعاية المرضى والمصابين والعجزة ومواراة المتوفين ومساعدة الأرامل واليتامى، إضافة إلى المشاركة في أفراح الاعضاء والمنسوبين في خضم ذلك النظام المديني النقودي القاس، فيمكن بملاحظة بسيطة التيقن من انه رغم وحدة هذه الهموم فإن تلك الجماعات لم تكن كلها عبر التاريخ كتلة واحدة صماء، وحركة مركزية صلدة متطابقة بل كانت بنايات إجتماعية متنوعة المهن ومتباينة في طبيعة أدائها وأهدافها الخاصة حسب طبيعة النشاط الحرفي لأعضاءها وظروفه:

    ففي أوربا حيث تواصل وظهر وسُجل التطور الإقتصادي الإجتماعي الثقافي السياسي العام لهذه الجماعات بصورة متناسقة حتى أوج نشوء المرحلة الرأسمالية نجد أن أنماط وطبيعة أعمال تلك الجماعات قد إختلفت حينذاك بعد ذاك النشاط الرأسمالي: فإلى جانب الأشكال النقابية التنظيمية والتعليمية والتعاونية لذاك الزمان نشأت مع تطور العمل البشري وتقاسيمه في أوربا وإرتقت منه جماعات أخرى كانت في أهدافها وطبيعتها التنظيمية مماثلة لأهداف وطبيعة الجماعات العمرانية وإن إختلفت عنها بقلة الدور الإجتماعي-السياسي أو بزيادة الدور الديني، أو التركيز على النواحي الأدبية والفلسفية والعلمية والثقافية، أو التركيز على قيم الصداقة وأخوة الصفا أو التجارة وكسب المال وما إلى ذلك، وإذ أُيسم العمرانيون من أهل البناء بميسم معمار البناء ونظمه أحوال ومعمار تنظيم أعمال المهن الأخرى فإلى جانب الجماعات النقابية للبنائين (=Freemasons ) وطوائف العمل والإتحادات الكبرى المسيطرة المعروفة بنشاطها الهادف للنقود الذهبية بإسم "الـقيلدز" Guilds، تلك التي نقد البيان الشيوعي إستبداد أسطواتها وسادتها في فقرته الثانية، فإضافة إليها نشأت جماعات أخرى لمهن كانت أكثر من سابقتها دقةً وتخصصاً في مياسمها وقد كُنيت عُصبها وروابطها بمفردة المهنية أو الحرفية Craft وفيها دقة في العمل وفنه بأكثر من جهده وعناءه العضلي إذ إمتاز عملها عن أو على الجماعات العمرانية العامة للبناء أو التجارة بقدر واضح من العمارة الدقيقة والفن الشخصي والعمل الذهني والإنتاج المُغرَف المسقوف بداية بنجارة الأثاث المنزلي وصنع الأقفال والأدوات المنزلية وإلى ما لا ينتهي بالخيمياء والطب والمحاماة والمحاسبة...إلخ، كذلك نشأت بتأثير سيطرة النظم النقابية شريحة إقتصادية إجتماعية مستقلة للأعمال المحسوبة قيمتها أجراً باليوم هم اليوميين الرحالة Juernymen الذين كانوا يؤدون الأعمال بطوعهم وقدرتهم وهم في جوار هذه الحرفـة أو تلك دون أن يكونوا أبناء لأسرها أو أعضاءاً في تنظيماتها أو ملتزمين ببعض واجباتها المهنية أو الإجتماعية .
    ومثلما ما سبق، فقد لحقت صفة الحرية Free تفرقات وتجمعات هذه الجماعات بالنظر إلى حريتها النسبية من نظام الطائفة الدينية أو الطائفة المهنية أو لنشدها العام الحرية من النظام الطبقي الإقطاعي. وإن كان الإرتباط التاريخي لهذه الجماعات التجارية والحرفية بالنقود قد أعطى لهذه الجماعات العمرانية إسمها الحديث المالي (كجماعات عمل) وصبغها إلى حد ما بطبيعة النقود الخازنة للقيم والمنافع، فتحول الإسم الأوربي للنقود الذهبية خِلدز Gilds إلى إسم للجماعات الحرفية نفسها Guilds بثقافة تسمية الهيئات بإسم طبيعتها أو بإسم أهدافها، وبهذا التخليد قد تصير قريش هي التعريب الدقيق لهذا الإسم، ولو أردنا تنويب الإسم القديم للذهب "خولد" أو خُلد، وهو الراسب الأعلى قيمة من خيمياء فيضان النيل وما يستخرجه الإنسان من الأراضي المغمورة بفيضه، أو يستثمره من خيمياء الطبيعة وفيوضها المكنونة في أعماق الجبال، فإن إسم الحرفيين يتبجل يصير: "الخالدون"

    وإضافة إلى التنوع في التخصص المهني والمدى الجغرافي لنشاط تلك الجماعات فقد كان نشاط كل جماعة في كل مدينة أو قرية نشاطاً معقوداً بإقرارسياسي من الملك أو المك لنشاطها، مع ما في ذلك الإقرار من تدخل في أعمالها وكشف لحساباتها وجبايات وضرائب، مما كان مدعاة لحصول عدد من الإئتلافات والإنشقاقات السياسية خاصة لإمرار أو لتعطيل جانب من هذا الإمتياز أو ذاك. أو لتعيين أو إقالة حاكم، وفي ذاك العصر الإقطاعي الذي نشأت فيه مجدداً الجماعات العمرانية في أوربا كان الإختلاف ينشأ عادةً بين بعض تلك الجماعات وسادة تلك القرية أو المدينة وإقطاعييها حول طبيعة الأسعار أو الرسوم أو الضرائب أو مواعيد الأداء وتضاربه مع قضاء هذه المصلحة أو تلك بما في ذلك تضارب جانب من مواعيد الإنتاج وتكاليفه مع تواقيت وتكاليف الحملات والحروب، إضافة إلى الإختلاف (التقليدي) في حالات الإنتاج في الواقع عن تقديرات الضرائب.

    وفي صدد التنازع بين الرعايا والملوك لم تك الجماعات الماسونية مجرد قطب خلاف ضد أعداء التقدم والحداثة آنذاك فحسب بل كانت هناك خلافات داخلية تنشأ أيضاً داخل تلك الجماعات المتصلة بالماسونية وفيما بينها بفعل الإختلاف في المصالح والعجز المادي أوالثقافي عن تسويته كما الخلاف حول طبيعة إستثمار كثير من الأراضي بين جماعات الطحان الذين يريدون زرع الأرض قمحاً وجماعات الصوافين الذين يريدون تحويل الإرض إلى مزارع أغنام. وقد كانت أكثر الخلافات شدةً وسياسةً في ما إتصل بالسيطرة على مجالس إدارات وأحكام المدن والنواحي التي يتمركز فيها الحرفيون: إذ كان التعارض يشتد بين الطبيعة الإقطاعية النهمة لنظام الدولة وتراخيصها وضرائبها الجشعة والطرق الفظة لجبايتها والطبيعة الجمهورية الموضوعية العقلانية لعمل الحرف وأشغالها وإتصالها الجدلي بحاجات السكان وقدراتهم، وقد كان ذلك التعارض مولداً لعدد من الكشوف الفكرية في مجالات النفع العام والسياسة والإقتصاد السياسي، وقد نشأت به "المدن الحرة" Free Cities والجمهوريات والكانتونات فينيسيا وجنوة وفلورنسا وبرشلونة وباريس وهامبورج وجنيف ولندن وأوسلو وأستوكهولم وشنغهاي..إلخ وجُل الـ Capital Cities، ومن لدن ذلك الصراع الطبقي أيضاً إتقدت الإنتفاضات والثورات التي تتطلع للحرية من النظام الملكي العام بتبخيساته وتراتباته أو للإنعتاق من نظام الملكية الخاصة.

    وقد تطور هذا الإختلاف النسبي الذي نشأ بين التنظيمات المختلفة لأواسط ونهايات عصر الإقطاع في العالم وتحول في عصر التنظيم الرأسمالي للموارد والإنتاج وتبادل المنافع إلى خلاف مطلق وصراعات طبقية دولية وعالمية بالنظر إلى تباين وجود جماعات الحرفيين العاملة في البناء أو في صناعات الحديد أو النسيج في جهة ووجود ضدهم في جهة مقابلة في نفس البناء المديني الحضري حيث جماعات وشركات الممولين التي ترابي الأموال بتسليفها وإقراضها مقابل قيمة أكثر وفائدة تعوض بها خسارة بعض أصولها وتجدد بها طاقاتها المادية البدنية والثقافية للحياة أو بالأصح تجدد بها طاقتها إلى مزيد من الربح. حيث كانت هناك عُصب وإيلافات كبار الحرفيين وشركات التجار العاملة في جمع أو جلب البضائع وتصريفها مقابل النقود الذهبية، وقد كانت تلك الشركات وجلابتها تدفع أقل كسبها لمنتجي هذه البضائع والسلع بينما تضع إزائهم أغلى الأسعار لما تروجه من بضائع وسلع فكان هذا التطفيف والتبخيس يدفع الحرفيين الصغار إلى الرهق والضنك في العيش وإلىالإفلاس، بل ويدفع الطرفين أحياناً لحواف الخروج من النطاق الضيق للعيش ومشاكساته إلى عوالم الهجرة والإستعمار.



    5 - الرأسماليـة أحد أرقى أشكال الماســونية:
    بعد قرار وتوطن المرحلة الرأسمالية ونفعها تطور الإنتاج البشري من حالة العمل اليدوي والآلة الواحدة لمجرد تلبية ضرورات العيش والحياة وتطور العمل منها بفعل تراكم والخبرات والحاجات والآلات إلى حالة التخديم المكثف للآلات والبشر والإنتاج الغزير بها للبضائع والسلع لأجل الربح لا لسد ضرورات العيش فقد نشأ من ذلك التطور العالي إختلاف عميق في القيم الإقتصادية الإجتماعية الثقافية والسياسية لوجود وتطور تلك الجماعات وأبنيتها ووإتحاداتها وتفتتت إزاء حالات تفاقم الإستعمار ومتوالياته الداخلية والخارجية وتأثيره على أسلوب ونمط إنتاج هذه الجماعات وعلى طبيعة عملها وتبادلها وكسبها المنافع: فإضافة إلى قلق وطغيان روساء الطوائف العمرانية والمهنية وإستبدادهم، إلتهم النشاط الإنتاجي الصناعي الكبير الإنتاج الحرفي المستقل الصغير، وأعملت الإنقسامات الإقطاعية- الرأسمالية في ذاك الزمان معولها في إتحادات تلك الجماعات فتفرقت أيادي سبأ إلى إتحادات نقابوية وجمعيات خيرية وتعاونية وإلى تننظيمات دينية-سياسية وحتى إلى أحزاب إصلاحية وإشتراكية قبل أن تأتي أفكار الشيوعية العلمية لتضم هذه العناصر والأدوات إلى مصنع المستقبل الإجتماعي حيث تشيع الموارد والجهود والحاجات وتنتظم وفق ترتيب حاجات وقدرات ومصالح الطبقات بالميزان التاريخي الجدلي لضرورات الحياة الإجتماعية وتقدم البشر بشكل متناسق مما يذبل النظام الطبقي وينعش النظام الإنساني.

    وبهذا الكفاح والصمود والتصدي سما أهل العمران في حياة أوربا أهلاً للعامة والعموم جمهوريين في السياسة والإقتصاد والإجتماع، وناشطين في فرز تخصصات الناس وخبراتهم الحرفية النظرية منها والعملية حتى أصبحت محافلهم السرية والعلنية مجمعات لقوى الحداثة والتقدم والتغيير في المجتمعات، منجزين بكل ضروب هذه المراكمة والتفعيل إسهامات عددا في الثورات الفكرية والعملية وتضافراتها في الثورات الأخرى العنفية الدموية ضد حكم الإقطاع القديم في الدنمارك وشمال ألمانيا في سنة 1524، وفي هولاند سنة 1549 وفي إنجلترا سنوات1381-1388 ومن سنة 1640 إلى سنة 1702 ومابعدها وفي أمريكا بين سنوات 1775 و1784 فحرب تحرير العبيد 1864 ومنها إلى قوانين الحقوق المدنية 1964 وفي فرنسا سني1750-1789-1815 .

    فمن عموم هذه التهديمات التي بلورها العمرانيين الجمهوريين (الماسونيين) بهذه الثورات الجمهورية (البرجوازية) ضد نظام إقطاع الأرض بكل ملكياته وقداساته نشأت بيديهم الظاهرة وبيدهم الخفية: المعالم النظرية والمادية والإجتماعية للإقتصاد الرأسمالي الحديث الذي إرتبط نظراً وعقلاً بقيم العقلانية والنظم والعمومية السياسية المضبوطة أو بالأدق المكبلة بالمتطلبات والتوفرات المالية. وقد قام ذلك الإقتصاد في نواحيه العملية على تكثيف التخديم الحرفي للآلة وإستغلال العمل المأجور المبخس للإفادة بهما في عمليات إصطناع وإنتاج البضائع والتضعيف المالي للقيم المبذولة في إنتاجها وتحويل العمل البشري من حالته المفردة كمصدر كفاية لأفراده وأهلهم إلى مركز (إجتماعي) للعمل المبخس المأجور لإنتاج البضائع لاجل التجارة وتحقيق أقصى ما يمكن فيها من الأرباح لرأس المال بتطفيف وتبخيس وإستغلال وإستلاب وتهميش للمنتجين والقيمة المادية والمعنوية الحقيقية لعملهم.


    وقد إرتبط وجود وإستمرار الإنتاج الرأسمالي على التبادل النقودي للمنافع بعمليات التجارة والتجارة الدولية كادآة واحدة وحيدة لتجديد وتوزيع هذا الإنتاج الغزير المتزايد وموارده، وعلى ضبط السوق لأحوال المجتمع و(سعادته) بقوانين العرض والطلب وعملها التلقائي العشواء! وهو زعم قديم مستمىمنذاك الزمان وإلى الآن: فالناس لم ينظروا حينها إلى مدى تحكم قوى السوق الكبرى في أكثر وأعظم عوامل عرض البضائع والسلع (أدوات وحجم الإنتاج وتكاليفه) ولم ينظروا في أعظم عوامل الطلب على تلك السلع، وهو (الأجور)، وإلى الآن يجري إستلاب جهد الناس وتغبيش معرفتهم بطبيعة تحكم قوى السوق الكبرى في هذه العوامل. وبتغبيش وعيهم بالتالي بسيرورة تكون هذه العوامل ومئآلات صيرورتها بهم إلى تناقضات أعظم إملاقاً وأشد خطراً. لذا فمع كل هذه العوامل تحور الإقتصاد الرأسمالي الناشئ بكل دعاويه عن الحرية إلى حالة إقطاع دولية حديثة آخذاً شكلاً إستعمارياً عالمياً بحكم طبيعة قوانين رأس المال الداخلية وهدفها للربح بما يتطلبه من زيادة عمليات المراكمة والإستغلال وتوسيعهما مما أدى لتجبر الرأسمالية بتلك القوانين في ذاك الإقتصاد ووسط قوى الحداثة المتصلة به.

    وفي التأريخ المباشر لأحداث تلك الفترة نجد تغيراً عظيماً هائلاً سجل البيان الشيوعي كثير من معالمه الظاهرة في الزراعة والتجارة والتعدين والصناعة وفي مجالات التعليم والخدمات المتصلة بضرورات الحياة البشرية وحتى برفاه البشر ولم يك ذلك من فراغ بل بسيطرة الأشكال الرأسمالية لتنظيم موارد العيش وإنتاجه وتوزيع وتبادل منافعه على نواحي الحياة في أوربا بعد ألوف السنوات من سيطرة أشكال الإقطاع في العالم كله وطغيان مؤسساته الدينية. وقد كان لهذه السيطرة الرأسمالية إرتباط بالنظم السياسية (العامة) المفتوحة شكلاً والمرهونة مالاً حيث فرضت الرأسمالية سيطرتها وعززتها على المحركات الرئيسة لذاك الإقتصاد في البنوك (العامة) الحديثة ومؤسسات التجارة والحرف. وقد تحور تراكم السيطرة الإقتصادية الرأسمالية إلى سيطرة سياسية مباشرة على تمويل الدولة وعلى إنتظام عمل أجهزتها وجيوشها وأحوال نشاطها الإستعبادي والإستعماري، وهنا يمكن التوكيد على وجود هذه السيطرة بقراءة وتمحيص نقطتين إجتماعيتين إقتصاديتين سياسيتين هما:
    1- طبيعة تركيب النوع التجاري للشركات الأوربية المختلفة لغرب الهند وشرق الهند وشركات أفريقيا

    2- التركيب العنصري-الإداري الُمُسيطر على عمل تلك الشركات وعلى علاقاتها بدوائر الحكم الأوربية.

    وقد يقود ذلك إلى تناول كتاب ماركس "في المسألة اليهودية" ورفضه تصورات برونو وغيره من أباء الصهيونية السياسية لإستغلال اليهود (رجال الأعمال اليهود) لإمكانات النظام الرأسمالي وعمليات الإستعمار لتأمين حياتهم، وقناعة ماركس ضد ذلك في ذلك الكتاب وفي مقالاته وأعماله بأن الآمان الوحيد لكل جماعات البشر يكمن في إشتراكيتهم في موارد العيش وأسبابه دون إحتكار جماعة لوسائله وأدواته، وإن التفاوت في إمكانات العيش والإنتاج بين الجماعات البشرية بصورة مركز وهامش أمر يخلق خطراً على الجماعة المتمركزة بقدر ما تسببه من مظالم توسع دائرة أعدائها، بل ويهدد توازن وحيوية عناصر الحياة بأكملها. وكان ذلك الموقف الماركسي الرافض لتحقيق المصالح بصورة مفردة على حساب بقية البشر مفتاحاً لبداية الهجوم (الصهيوني) على ماركس ووصفه بالإنبتات القومي وبالتنطع الفكري وبإساءات عنصرية تشير إلى أفريقية شعره ولونه وسحنته وملامحه -في ذلك الوسط الألماني- وربطوا ذلك بمدينة ميلاده "تيرير" جوار ميناء العبيد (القديم) وإنه يخفي ذلك بإطلاق شعر شاربه ولحيته وبالمكوث الطويل في المكتبات! فكان إن سخر منهم د. ماركس ببساطة مشيراً إلى إنه بالنظر إلى أقوالهم قد يكون مخطئاً في إعتقاده بان النبي موسى كان أفريقياً من مصر.
    وقد فشلت محاولات ماركس آنذاك في وقف ذاك التمركز اليهودي في النظام الجديد الذي ضحى لأجله وأبدع فيه كثرة من اليهود مثلما عانى منه الملايين من كادحي اليهود المحرومين من تملك الأراضي وأدوات وموارد الإنتاج في غرب وجنوب أوربا وفي شرقها.

    وبنمو تلك السيطرة والهيمنة قبعت البنوك ومؤسسات نظم الملكية الجديدة حرة سيدة على حضارة وحكومات وجيوش الدول الإستعمارية تراكم بها وفيها البيوت المالية (الحرة) كسب التجارة في البشر أو في أعمالهم بما تزيده من إستغلال عمل "العبيد" و"العمال"، محيطةً بخيرات المستعمرات لاهفةً لها مما تناول بعضه بشكل عنصري كتاب "العلاقة السرية بين السود واليهود" The Secret Relationship between Blacks and Jews المصدر من وحدة البحوث التاريخية في جماعة أمة الإسلام (الأمريكية) في بوسطن 1992 وهو كتاب غزير المعلومات مذهل التوثيق،رغم العيب العنصري الواضح فيه بتعميم تسمية اليهود، دون فرز لفقيرهم عن نخاسهم وقد إستمر ذاك الطغيان حتى تأسست من تلك المراكمة والإحاطة واللهف "الثورة الصناعية" التي تبلورت حضارتها من مضاعفة التمويلات بزيادة وتائرالإستعباد والإستغلال ورفعهما معاً لإمكانات توريد أوتصنيع البضائع والسلع بشكل بخس رخيص وبيعها في مجتمعات أوربا بأرباح مهولة تحقق بصنوف الإستعباد والإستغلال وبالتهميش المتضاعف لوجود وحقوق المجتمعات المستضعفة والطبقات المستغلة والممحوقة.

    وبحلول الثروة محل الفقر والغنى محل الحاجة والبؤس إشتد الخلاف في المصالح الطبقية بين جماعات الماسونية القديمة، وإنعكس ذلك الخلاف بينهم في المفاهيم والتناظيم وتأثر أيضاً بطبيعة تنافس الدول التي كان الماسون يحتلون في إداراتها مواقعاً مائزة متقدمة وعليا، كما تأثر ذلك الخلاف بالمواقع والأوضاع المحلية أو المركزية للجماعات الماسونيين في البلد وتأثرها بأحوال وقضايا المناطق التي يقيمون فيها، في وقت كانت المبادئي العامة قد أرسيت بل وإستهلكت وبدأ البحث في التفاصيل والتحقيق المتناسق لها في وضع مختل طبقيةً.

    في أتون تلك الخلافات وعلى خلاف ضد المحفل الإنجليزي القديم في يورك وفي الصيغة الإسكوتلاندية الألمانية-الفرنسية- الهولندية والسويسرية لتبلور الماسونية في أوربا إئتلفت في لندن عام 1717 أربع محافل عمرانية كبرى مسلسة قيادها إلى علم في الفكرة هو الأستاذ ديساجولريس J.T. Desaguliers Dr. مكونةً من تضافرها محفلاً أعظم يشبه في تكوينه ما يعرف سياسةً في القرن العشرين بإسم "مؤتمر الشعب" إذ كان ذاك المحفل -ولم يزل- يضم ممثلين لكافة قوى المجتمع، وقد صنعوا له دستوراً ونظموا تقاليد عضويتهم وتداولهم الأمور فيه ببرنامج ولائحة تشبه لائحة أي حزب حديث في الوقت الحاضر إلا في شرط اللائحة الماسونية وإصرارها على الإيمان بالله ( ولو كان ذلك الإيمان بالمعنى الذي يفهمه طالب العضوية) وقد شمخ بناء المحفل الكبير في شارع له إسم دال هو "شارع الملكة الكبرى" Great Queen Street الذي قيل إنه سمي كذلك إيماء إلى كنداكات حزام السودان القديم وفيهن إيزيس وسميراميس والكنداكة، وترأس المحفل شخصية ملكية من العائلة المالكة البريطانية وتجتمع في بطانته وبطانتها الشخصيات (الناجحة) في دوائر التجارة والمال والأمن والعلوم.

    ويقود تمركز الشخصيات الناجحة في أمر وموقع ما بطبيعة البشر والحياة إلى تشكيل وئيد لشبكة خاصة من "العلاقات عامة" يتبادل أفرادها الإهتمام والعطف على المواقع والمصالح ويضحى خروج أمر أو شخص عليهم او على مصالحهم صعباً

    وتفتح الطبيعة الجدلية لـ(تمركز) كثير من أعضاء الحركة الماسونية في الحياة الأوربية والأمريكية الحديثة نقاشاً حول صلتها بموضوعات المساوآة وبموضوعات العنصرية السائدة في ثقافة تلك البلدان الرأسمالية وحتى في نطاق العالم، ومن ذلك النقاش فقرات عن تشكل النظام العام في كل بلد من عنصرين أساسيين:العنصر الأول هو الإلتزام بالنظام الفردي للتملك وإحترام مؤسساته المالية والسياسية، والإلتزام بقوانينها. والعنصر الثاني هو عنصر سالب خفي يتعلق بالتواشج الإجتماعي بين أعضاء المؤسسة الواحدة، وتجنب الإضرار بهم. وفي هذا العنصر الثاني الخفي تظهر القدرة الحقيقية لمدى إتساق كل مجموعة إجتماعية وقدرتها أعضاءها بتوافق معين على عزل أو على ترقية عنصر ما لسبب ما، وما يشكله هذا التناسق من حالات موجبة تجاه بعض الناس وحالات سالبة ضد بعضهم الآخر تصل إلى تكوين حالات عنصرية فظة يكشفها المهتمين بالنضال ضدها والقادرين على موجباته وسلبياته.

    هذا الشق الأخير في الفقرة السابقة حول التناسق الداخلي لأعضاء مؤسسات النظام قد يكون هو ما دفع بعض الأعمال الحقوقية والقضائية في بريطانيا في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين لوسم (بعض) مؤسسات الدولة البريطانية بشيء من العنصرية المتعلقة بالأصل والهوية القومية وثقافتها أو النوع أو الطبيعة الجنسية أو الدين، أو اللغة أو الأصل الطبقي، وهي مؤسسات (عامة) تبدد عموميتها الناحية الإصطفائية والصفوية في تكوينها مما جعلها، مع أسباب أخرى، في مكانة أقنومية في العالم الرأسمالي بمراكزه وهوامشه حيث أضحت مهابة فيه ومحاطة بهالات التبجيل ومصونة بتفاخيم الإحترام لما تمثله من قيم وأوضاع (عليا) في مجالات الحداثة والتقدم والقسط والنظام والضبط والربط والعدل والحضارة الإنسانية وهي مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء والصحة العامة وكل وزارات بريطانيا عدا إثنتين هما وزارة العمل والمعاشات، و وزارة الخارجية، ولا يشمل رفض العنصرية في أضابير الحكومة البريطانية وتقارير الحقوق نظام العائلة المقدسة المالكة، أو تكوينات البنوك والأعمال التجارية والمالية المسيطرة والسيتي، أو الطبيعة العنصرية لتكوين المجلس الحاكم للديمقراطية وهو مجلس اللوردات أو حتى الطبيعة العنصرية لتشكيل الأحزاب البريطانية وحالة إنفصامها العنصري من ناحية الفرق القومي بين تكوينها الأساسي التحتي وتكوينها الرئاسي، أو طبيعة تكوين مؤسسات السيطرة العلمية والبحثية أو مؤسسات السيطرة الإعلامية من الناحية التجارية أو النواحي العملية أو الطبيعة العنصرية الدقيقة جداً لرسائلها وأعمالها السياسية والأدبية والفنية التي تتراكم في الأذهان وتغسلها من إعتداداتها الخاصة، ومع تناولها للطبيعة الطبقية القديمة والحديثة في التعليم البريطاني العالي فإن التقارير الحكومية المتاحة لا تتناول طبيعة مناهج وتدريس المواد الأدبية والعلوم الإجتماعية والإنسانيات في مراجل التعليم المختلفة وغير ذلك من التميزات والتمييزات كثير تصدق فيه مقولة الماسوني البديع المشتبه في وجوده الحياتي وليام شيكسبير (= فرانسيس بيكون وجماعاته) وتقريره المسرحي : ((ان هناك شي عفن في دولة الدنمارك)). ولكن هذا العفن لا ينتهي وينقضي بذاته نهاية مأسآوية تراجيدية أو بمجرد ذكره بل يمكن إخراجه وعلاجه بصورة جذرية بالتنظيم والوعي والثورة ذات الطابع البروليتاري وتأسيسها إشتراكية فعالة في الدولة والمجتمع تشيع ملك وسائل وموارد الإنتاج والعيش ومع إشاعتها إمكانات التحكم في الأجهزة السياسية والثقافية لتنظيم هذا الأدوات والموارد وتسوية أوضاع العيش الإنساني وجمع الناس أجمعين على كلمتين سواء هما العلم والعمل وعراوتهم الوثقى الحكمة والمحبة والسلام .

    وفي نهاية هذا النقاش يمكن التوصل إلى أن لاغرابة في أمر التمركز والعنصرية كله بشقيه السلب منه والموجب حيث السلب في هذا الأمر بموضوع التمييز العنصري، والموجب فيه بموضوع التحقيق والإدانة وإتساقهما، أحاداً كلاً بمفرده، مع الطبيعة الماسونية العدلية في جهة أو مع الطبيعة الماسونية الإستعمارية في جهة أخرى، حيث تنتفي الغرابة في التناقض بالنظر إلى تاريخ طبيعة مؤسسات هذا البلد الإستعماري الرائد في تشكيل الحضارة الرأسمالية بكل تناقضاتها المحلية والدولية ومركزتها وتهميشها لعوامل الحياة الإجتماعية والإنسانية حيث تعمر هذا البلد الراقي وتطور إلى وضعه الحاضر بحوالى ألفي سنة من الوحشية والحروب والغزوات وحوالى ثلاثة قرون فقط يتيمة من محاولات التنظيم والإستقرار والتقدم والسعي إلى العدالة والإنسانية، فلا غرابة أن تشوب تكوينه وتقدمه عبر التناقضات التي ينتجها أو يفاقمها نظامه الحالي شيء من وعثاء السنن والسنين القديمة مما نجده حتى في هوامش العالم الرأسمالي في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وجزر أستراليا الإقواناسية، حيث تتأجج العنصريات القديمة إلى درجة التصفية القبيلية والعرقية والثقافية المباشرة متقدة ومتأججة لا بتأثير الأوضاع القديمة فحسب وإستمرار قدر كبير منها بل أيضاً بتأثير التهميشات المضاعفة التي يدخلها النظام الرأسمالي في حياتها المنفصمة إلى قطاع تقليدي وقطاع حديث حسب التنظبم الرأسمالي الدولي لإقتصادات دول العالم وأوضاع سياساته بالتالي.

    وعوداً على بدء ذلك التمركز الذي اثار نقاش جدل الماسونية ونضالها ضد العنصرية وتسببها بتكون عنصريات جديدة نرجع إلى بداية التقعيد الحديث جداً للأعمال الماسونية ومركزة وتقنين وجودها القديم بشكل إجتماعي سياسي في قلب مؤسسات الدولة وتلافيفها حيث نشر دستور ذاك المحفل سنة 1723 مصراً على مبادئي الخير والتضامن الإنساني كما نشر بتفاصيل مبدئية وإدارية أكثر في سبتمبر سنة 1753 وهو يختلف عما إستلهمه الإجتماع الرأسمالي الاوربي (العالمي) السري في هامبورج بعد ذلك والذي زورت بعض وقائعه ونشرت بإسم بروتوكولات حكماء صهيون (حكماء الشمس أو الإشراقيين) ورغم هذا النشر تعرض الماسونيين حذو تلك السنوات التي بدأت فيها الصحافة إلى عدد من الإنتقادات العالية الصوت ضد (سرية) نشاطاتهم ومدى تعارض تلك السرية التي إختارها أعضاء التناظيم الماسونية لنفسهم مع قيم الحرية وفرص المساواة في المجتمع!

    وهي إنتقادات قد لا يعرف بعضها معنى "الخصوصية"، ولكن إزاء تلك الإنتقادات جملةً تواصلت نشاطات المحفل بعلنية (خاصة) ومنها عمليته الكبرى وهي تنصيب الأستاذ المرشد والمنسق العام للنشاط الماسوني، وقد تناولت الجرائد الإسكوتلاندية أخبار ذاك التنصيب منذ القرن الـ19 حيث صارت الثقافة العلمية والإنسانية سهلة والطباعة ميسورة والقراء كثر، مما لم يكن متسنياً قبل ذلك في أزمنة الجهل والعصبية، ولم يزل ورواد الماسونية أو "آل عمران" بتعبير أحد رواد الفكر الجمهوري في السودان المرحوم إسماعيل محمد بخيت، يمارسون نشاطهم إلى اليوم ضمن"شبكة الماسونية العالمية" التي تضم جماعات فرسان التنوير، وبعض جماعات الإسماعيلية وإخوان الصفا وجماعات الإشراق في إنجلترا وكل دول أوربا وأمريكا بشطريها الجنوبي والشمالي وبعض أنحاء شرق وجنوب أفريقيا، ووجود الماسونيين في مؤسسات الحياة الحديثة العالمية وجود دقيق وشامل.

    ولكن حول هذه التطورات تبلورت إنقسامات العمرانيين "الماسونيين" وتشتت جزء من جهودهم وتبددت بعض قواهم إذ كانت مضاعفة التمويلات وزيادة إمكانات التوريد والتصنيع والبيع وتفتح الرأسمالية وتركزها آنذاك تزيد كثيراً عن قدراتهم القديمة في التحكم بالموارد وتنظيم الجهود، إذ كانت تلك الزيادة وأطماعها ومناوراتها زيادةً موصولة بتوسعين جديدين متواشجين في تقنية الإنتاج هما:
    1- تطوير إمكانات المحرك البخاري والتحسين المتواصل لقدراته في ظل علاقات تجارية محددة إستعمارياً .
    2- التوسع إخراج الفحم وتوليد الطاقة منه وزيادة إنتاج الحديد وتصليبه نقياً من شوائب الفحم والزهر ومن مخسرات التبريد العشواء لصهيره.

    وفي مجال الإنتاج نفسه قد كان التوسع في مجالات الطاقة وصناعة الألآت في القرن التاسع عشرتوسيعاً متوالياً ومتواشجاً في تعداده وفي نوعه في مجال صناعة السفن والمدافع وكذا في مجال توسيع النشاطات الحرفية الكبرى وتحويلها إلى معامل كبرى ومصانع عددا كانت تنتج مع حديد المدافع والسفن، بكل زوج من العناصر شيئاً بهيج.

    وقد كانت هذه الأشياء البهيجة المصنوعة بشظف العمال ومسغبتهم مشروطة بقدرات الشراء التي يحددها عامل الأجور المدفوعة وقد كانت الأجور ولم تزل أقل من تكاليف ضرورات الحياة في نظام التعاوض النقودي للأعمال والمنافع، لذا قبع غالبية البشر في عيشة ضنكاً رغم التحسن الظاهري حيث زاد فيها معدل ساعات العمل وتفاقمت حالات الفقر والجوع والمرض والشحاذة والجريمة والقذارة وقبع أكثر الناس زراعاً أو عمالاً مأجورين باليوم أو بعضه فقراء ومساكين ومحرومين بؤساء ضعفاء، وقد تبددت في وقائع حياتهم معاني الحرية والإخاء والمساواة وزادت إنتفاضاتهم وثوراتهم وهجراتهم بكل ما في ذلك من صعوبات ومآسي وأحزآن.

    وفي أتون ذلك النشاط الرأسمالي زادت مكانة الشركات الكبرى التجارية والصناعية والمالية ومنسوبيها وتنظيماتها وأحزابها وتحدرت مكانة الطوائف الحرفية القديمة المنتجات والأدوات وقل عدد أعمالها ومنتسبيها ورزحت الطبقة العاملة الصناعية المهجرة أصلاً من الريف في البؤس المقيم لذاك المجتمع الرأسمالي الوليد الذي كانت طبقاته، ولم تزل، تتبادل المنافع بالنقود، وهي النقود التي تقبض قوى البرجوازية على إنتاجها البنوكي وتوزيعها التجاري في المجتمع وهي نفسها القوى التي صعدت لحكم تلك المجتمعات على جثث وجهود مناضلي الحركات المهنية وطوائفها. وقد إستمر إستغلال العمال وسوم الكادحين ولم يزل إلى اليوم يصور مرةً بأنه قدر إلهي ويصور مرةً أخرى بأنه أمر طبيعي كطلوع الشمس وغروبها حتى إتسع كشف زيف تلك التصورات والتبريرات بعد حروب الأديان وحروب المذاهب وحروب الملوك وتأجج ثورات المستعبدين في جاميكا وهاييتي ونجاح الثورات الألمانية والهولاندية والإنجليزية فالثورة الأمريكية وتأجج الثورة الفرنسية، رغم كل ما عانته ولم تزل تعانيه تلك الثورات من إستلاب برجوازي لقواها ومعانيها.

    ومن ملاحظة جملة هذه التطورات الإقتصادية الإجتماعية السياسية بسوالبها وموجباتها يمكن القول ان حركة الماسونية وتنظيماتها بلغت بدول أوربا شأواً بعيداً في الحداثة ومكانة متقدمة في حركة التطور البشري والإجتماعي بل وإنتقال البشر من الإقطاع القديم وعنصرياته المتخلفة ووحشية أموره إلى مشارف الإنسانية.

    إجملاً لذلك يُذكر تواصل النشاط الماسوني العام في حشد وفرز وتطوير الموارد الفكرية والمادية والإجتماعية السياسية وحشدها بلا هوادة وبتنظيم محكم ضد التملك العنصري للموارد والخيرات عاملة على تبديله بالتملك المالي النقودي لهذه الموارد وتم ذلك منذ ما قبل -ثم خلال- سنوات عصر النهضة الثانية أي من حوالى سنة 1300 إلى السنوات القرن بين 1505 – 1600 وبداية تفعيل الإستعمار الأوربي لأمريكا ثم سنوات عصر التنوير أو الأنوار حيث حدث رغد أوربا من فضة أمريكا وذهبها ومنها ثورة التجارة والزراعة والأسعار بداية من سنة 1650 وإلى سنوات يُختلف في تقديرها بين سنة 1815 وهزيمة نابليون وسنة 1848 التي قمعت فيها الرأسمالية الثورات الأوربية الإشتراكية الوليدة أو سنة 1871 حين قامت جحافل الجيوش الرأسمالية-الإقطاعية المشتركة بين الإمبراطورية المقدسة في النمسا والحرس (الإمبراطوري) الفرنسي الموالي لجيش الإحتلال (التحرير) قامت بقمع مقاومة كادحي باريس بوحشية ودموية قتل فيها الفقراء في منازلهم وسيق الأسرى إلى سوح التنكيل والإعدام ودمر حكمهم الشعبي المحلي وأبطلت قراراته -جزاء إمتهان نابليون القديم لفيينا رداً لإمتهانات أقدم- أو في سنة 1919 بتخوم الحرب العالمية الأولى وعصبة الأمم! وفي كل هذه الأحوال فقد إتصلت جوانب عددا من ظواهر الحركة الثقافية في العالم الحديث بنحو خاص بهذه التغييرات الإجتماعية الكبرى ومارافقها من تحول المجتمعات عن نظام إقطاع الأرض والموارد إلى نظام التعامل النقودي الرأسمالي في شؤون إمتلاكها والنفع بها:




    -6- إخوان الصفا:
    من أبرز تلك الظواهر الثقافية أعمال جماعات "أخوان الصفا" Brethrern of Purity في تشكلاتها الأوربية المتنوعة من الصُفة والصديقين والحكماء Quakersونشاطهم الوئيد المتصل لأكثر من ألف سنة بفهوم وأعمال كشف وتوكيد عناصر وعلاقات التناسق الطبيعي والذهني والعلمي والوجداني، وإنماءه إلى حدود "الجمال" وإتقانه إلى ما يمكن من الكمال، وتحقيق معرفة هذه الفهوم والأعمال وشدها لأوتار السلام الذهني والمجتمعي، ونول هذه المعرفة بارقاء الحواس وإعمال العقل والنظر العلمي الحاسب والوازن والمقدر والمنتج جهة المبحوثات وعوالمها والبعد بالروية عن الشدة والظعن والكوار والإنفعال والعصبية، والقرب بالنفس من فهوم السلام وأحواله ومقامات شهوده .

    فضمن هذا أحوال هذا الزهد والتصوف وما تحققه من صفاء وصفوية واشج رواد الإنارة في أوربا الحديثة هذه التناظير بأعمالهم ومن مشاهيرهم الذين تناول بعضهم مقال الثقافة الرأسمالية في بريطانيا عميد القانون الحديث روبرت فليمنج وقد كان عموداً للينكولن جوهرة دراسة القانون في بريطانيا، وجون كولت مصلح مرشد كنيسة القديس بولس، والعدل الصدوق السير توماس مور كاتب اليوتوبيا وزير الملك هنري الثامن، وجميعهم كانوا في فلورنسا رفاق الفنان الماسوني إراسموز Erasmus وقد كان في دفنتر في النذرلاند تلميذاً في مدرسة عامة لإخوان الصفا إسمها المدرسة الرفاقية School of Brethren of Common Life ثم في جامعة باريس التي أسسها فرسان المعبد وتولى تسييرها وتقطير طلائع التنوير منها قادة الماسونية القدامى. فكذلك نهل فيها عدد من طلائع الثقافة والعلوم الحديثة ومنهم فرانسيس بيكون في نظم التعلم والحكم، وسبينوزا وديكارتيه في المنطق، وجون لوك في الحريات، ومنتيسكو في القوانين، ونيوتن في وجود وحركة القوى، وكانط في المجتمع، وفولتير وبايني في الإرادة والإدارة والحرية والحقوق العامة للإنسان وفي فلسفة التاريخ السياسي كمحصلة بشرية، وروسو في العقد الإجتماعي، وهتنشنسون في التاريخ، وبينثام وريكاردو وآدم سميث ستيوارت ميل وإبنه جون في الدولة والتجارة والإقتصاد، وسان سيمون في المساواة الإجتماعية في الحقوق العامة، وروبسبير في الحكم الشعبي، ودارون الجد ودارون الحفيد في التطور، وهيجل في الفلسفة، وجوتة في الأدب ومانديلسون في الثقافة وغيرهم كثير كثير مما يتعذر ذكرهم جميعاً أفراداً وأفراد لذا يدرج هذا المقال بعض أسماءهم في الفقرة الثالثة من مراجع هذا الموضوع وإحالاته .و كذلك أسهمت في تبلور تلك الثقافة الحديثة الأعمال الأدبية الساطعة بداية من كوميديا دانتي الإلهية وسربانتز ودون كوخوته وروائع شيكسبير التي أسهمت في نقد مجتمع الإقطاع القديم، وكذلك أعمال حاكم الإستعمار فيكتور هوجو صاحب البؤساء وكذلك إسهام أعمال تولستوي وعيون الأدب الروسي في نقد شبه الإقطاع والرأسمالية، وكذلك إتجاه شارلس ديكنز لنقد الرأسمالية، وصولاً إلى النيهاليين الروس ثم ما تلاهم في القرن العشرين من أدآب النهضة الصينية والهندية والعربية والأفريقية والأمريكجنوبية.



    في ذلك الحين من الدهر الذي أدلهم فيه على الناس أدب محتفي بالآلات والاصلاح الوئيد والغافل عن طبيعة الأزمة الاجتماعية وظلاماتها سطعت في ظلامات ذلك الوضع الرأسمالي الجديد كتابات الإشتراكية العلمية والرصد التوثيقي المقاوم الذي كتبه الأستاذ فردريك إنجلز بإسم "أحوال الطبقة العاملة في إنجلترا" وسطعت معه أيضاً كتابات رفيقه الدكتور كارل ماركس في صحف نيويورك ضد الإستعمار (البريطاني) للهند والصين وفضحهما من هناك بعد التضييق عليهما في أوربا الماسونية لبنية الإستعمار البريطاني وكينونته الأنانية مبينين فظائعه وقتكان عالم الكلمة ينافق ويبجل وضع إنجلترا وبريطانيا ويعظمها بإعتبارها سدة الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.

    ومن تلك الأزمة بين الحقيقة والمجاز التي كنفت تطور مجتمعات اوربا وما فيها من ثقافة وتاريخ في سياقهم الماسوني التي لم يزل كنفها مستمراً، ظهر تفكير قادة الإشتراكية العلمية الأوائل ماركس وإنجلز ثم لينين وستالين وماو وقد تبلور جهدهم التاريخي العلمي السياسي في التصدي لأشكال التفكير المثالي الإلوهية أو الطبيعانية في تقدير أسباب الظلم الإجتماعي، وجهدهمم العلمي في توضيح مسؤلية الإنسان عن أعماله ومقاومتهم الفكرية والنضالية الحزبية الفذة لأشكال التفكير المادي المبتذل سواء أكانت المنصرفة لمنابذة المتدينين أو تلك التي كانت تتصور إمكان خروج الناس من أزماتهم بمجرد توفير تمويل مالي أو تقني داع لإندراجهم في طاحونة الرأسمالية.

    كذلك قام إشتراكيو الحداثة هؤلاء بشن حرب نظرية ضد دعاوى العلموية الصرفة، وضد الدعاوى الفارغة والمفرغة لأعمال الخير والهوام الفكري بـ"الحرية" و"العلمانية" و"الإنسانية" والخلب العاطفي لأفئدة الناس أو ألبابهم بها دون محددات موضوعية لطبيعتها وكيفية حفر أسسها ووضع بناءها ورفع أعمدتها، وكيفية تشغيلها؟ فللإجابة العملية على مثل هذه المعضلات قام أولئك العلماء والقادة بوضع الإشتراكية بشكل مادي جدلي تاريخي في كيان فلسفي علمي نظري وعملي محوره نقد الفردية والأحدية ضد الأحدية الخطية في التفكير، وضد الإقتصاد السياسي للتملك الفردي لموارد المجتمع وخيراته العامة وهي الفردية التي مثلت الجوهر النظري المشترك للفلسفة المثالية والعلوم الإجتماعية الدائرة حولها، فكان نقد الإقتصاد السياسي في ذلك الزمان وحتى الآن بتعبير العلامة سمير أمين كما القول بنقد الفيزياء، وبهذين النقضين والنقدين الذين تجليا في أعمال عددا بدأ تمثل بناءات التفكير الإشتراكي العلمي في جانبين متلازمين هما :
    1- الجانب الأول منهما جانب علمي تطبيقي يتعلق بتأسيس علمين نظريين تطبيقيين متواشجين وهما:
     علم تحرير البروليتاريا (= الشيوعية) وعلم الثورة الإجتماعية،

    2- الجانب الثاني المواشج لتأسيس هذين العلمين جانب تطبيق عملي ونظري يتمثل في التنظيم الشيوعي بـ:
     حشد وتنظيم عمال ومهندسي وجيوش هذا العلم الثوري في عصب نقابية عمالية وشيوعية محلية وأممية.

    وبضفر العوامل النظرية والتطبيقية في هذين العملين والتقدم في جدل عناصرها رد زعماء الإشتراكية العلمية والماركسية اللينينة بجسارتهما الفلسفية العلمية وشموليتها ولاجزئيتها الدعاوى الإشتراكية الخملة والزيف مثل: أساطير الإشتراكية الخيالية والإشتراكية القومية الخاصة بجنس أو الإشتراكية الوطنية،أوالإشتراكية الديمقراطية، التي تحفظ للرأسمالية حقوق التملك الفردي لموارد المجتمع!؟ وهي من طبيعتها إشتراكيات خلب متناقضة موضوعياً بين أسسها وآلياتها ونتائجها، كالقول الخطأ: قبول نشاط الرأسمالية في المجتمعات دون إستغلال (مدمر)! ؟ أي القبول بالنار دون إحتراقها!!؟؟



    7- "السلام" و "الصراع الطبقي"
    وفي التاريخ الحديث للحركة العمرانية بكل ماسونياتها يمكن تبين ما إستمر فيها من إنماء ورفد لأفكارها وأعمالها منذ أنبياء الحكمة القدامى من إدريسIdris وذاالنون Johannes / John والخضرElias إلى امبوذدوقليس Empedocles وإقليدسEuclid وفيثاغورثPythagoras وأهل السفسطة المعلم غورياثGeorjas والمعلم سقراط Socratesوحجر الفلسفة أفلاطون Plato وماسونها البارع أرسطوAristotle وعمرانييها الكبار في المحبة والإسلام إخوان الصفا وأحباب العدل Ikhwan Al-Safa من الأصمعي وجابر بن حيان والخوازمي إلى عمر الخيام وجلال الدين الرومي وإبن النفيس مرورا بإن إبن سينا وغيره مما تقطر إلى الحكيم موسى بن ميمون والتاريخ عبدالرحمن بن خلدون وهو مما كتبت فيه مقالة زمردة وياقوتة حمراء منيرة عنوانها "مشارق الأنوار..نقـاط عن الحركة الإسـماعيليـة وجماعـات إخوان الصفـا ودورهم في تاريـخ الحركـة الثـوريـة والتطور الإنساني" وبتلك الأخوة الصافية سري التاريخ بظروفه إلى الناظم العبقري والمنسق العام البديع ليوناردو دافينيشي وجل تلامذة ثم أساتذة النهضة الأوربية في فلورنسا وأسطع الإنجليز فيهم العلم الخفاق إلى اليوم روجر بيكونRoger Beacon أحد مؤسسي أكسفورد وجون ديويJohn Dewy مستشار إليزابيث الأولى وعلم التعليم البريطاني مما يتسع ذكره وذكر رصفاءهم في أوربا لذا فمرة أخرى أستميح القارئي الكريم أن يجد في الفقرة 3 من هامش هذا المقال سجلاً ثمانينياً لأسماء بعض الماسونيين المشهورين به ما يقارب الثمانين إسماً علماً في الحياة الفكرية وفي الحياة العملية زمانذاك ماراً مرور الكرام على أعمال كولومبوس في تنظيم الماليات والتجارات الدولية وقيام البروفسور فايخهوبتAdam Weishaupt عميد القانون بجامعة إنجولساتدتUniversity Ingolstadt والقائد المدني للجزويت حرس البابا ومخابراته في بافاريا ونشاكه بضفر جماعات الإشراق في أوربا ومعاقدتها بالحركة الماسونية الناهضة ضد طغيان الكهنوت والملوك والأمراء والفرسان. وقد كان آدم هذا متصلاً مع ذهب الإقتصاد الرأسمالي العالمي الحديث ماير أمشيل روتشيلد من خلال وضعهم المائزبإمارة هيزن- كازل Hessein Kassel ضمن ويستفاليا الألمانية وكانت هيزن هي المركز الدقيق للحركة السياسية الجديدة (آنذاك) في العالم، ومنها توقدت ثورات شمال أوربا ومنها نشط آدم في تنظيم وقيادة التحضير للثورات الجديدة في بافاريا وفي فرنسا وما سبق ذلك وما تلاه من تحويل العوامل الموضوعية لبداية تنظيم أسس الدولة الحديثة إلى وقائع محددة حاضرة في القضاء على النظام العنصري القديم للتملك بالإقطاع وتحويل مجرى التطور الإجتماعي من الحالة الإقطاعية إلى حالة (الحرية) الرأسمالية بنشر القوانين والعلوم في الفلسفة ونشر القيم الإجتماعية والإنسانية في الأدب وتوسيع التثقيف بالعلوم والفنون والصحافة والمسارح العمومية وتقعيد القوانين والبدء بتأسيس بنوك جامعة مركزية وتنضيد وتقعيد التجارة ونظمها وتوسيعها وزيادة تذهيب المعاملات بين الدول، مما وصل عفوا وقصداً إلى التكون الحديث للرأسمالية العالمية وتمويل وتنظيم وأنسنة عملية الإستعمار، وحتى الآن لغاية يومنا هذا إستمر رفد الحركة الماسونية منها وإليها كناظم من نواظم الحركة الحياة الحديثة وعجلة من العجلات المدورة لمحرك العالم.

    ومن هذه الحركة الجامعة بين الحرية والتنظيم، وبين موت القديم والحياة الجديدة، وبين رفض النظام القديم العنصري للإمتلاك وإقامة نظام جديد نقودي للإمتلاك مرتكز على المراكز المالية، تبلورت كثير من السمات العامة والسمات الخاصة للحركة الماسونية وكثير من المفارقات فيها كما في كل تنظيم بين عصرين.

    ودالة إلى ذلك ما حدث في جنوب أفريقيا في مايو 2007 حيث كان أحد أشهر المنضمين أو المضمومين إلى صفوف هذه التشكيلة العمرانية الماسونية ضمن كيان أو وحدة فرسان ذاالنون القدس في جنوب إفريقيا، هو المناضل الأفريقي تابو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا وقد ألحق بها وأسبغ عليه شرفها بصفته مناضلاً لأجل حقوق وكرامة المحرومين، يسمونهم في العالم الرأسمالي "غير الممتازين" Disadvantages وذلك في مدينة الكاب في مقر تلك الوحدة الذي فتح قبل 400 سنة. وقد يبدو إنضمام المناضل أمبيكي لهذه الوحدة الراقية من النشاط الماسوني أمراً غريباً، ولكن هذه الغرابة نشذ فطير لا ترجع إلى الروح التقدمية التي قد تجمع تاريخ هذا المحفل الجمهوري إلى تاريخ المؤتمر الوطني ونضال النقابات في جنوب أفريقيا ضد الإقطاع الرأسمالي الحديث، بل وجه الغرابة الموضوعي في مسألة إمبيكي قد يكمن في مسألة أخرى.

    وهذه المسألة الغريبة هي طبيعة وجوده وهو مناضل ثوري بلا شك في دائرة كان بعض روادها -ولم يزلوا- تنظيماً وتنظيراً وتنظيماً وأدباً وألسنةً ومدافع جواهر في الدعوة إلى حرية التجارة التي إنتهت في دورها القديم ليس إلى إستعمار جنوب أفريقيا فحسب بل وفي طورها الحاضر الحديث أدت إلى تفاقم الإتجاه الإمبريالي في العالم ونزوع مراكزه الرأسمالية الطاغية إلى تسويق موارد مجتمعات العالم بوقت كانت فيه هذه الرأسمالية منفردة -ولم تزل- بالسيطرة على الموارد المالية في أنحاء العالم ودوله غير الإشتراكية، وهي قلة، حتى صارت دول العالم منجماً ومزرعة للمراكز الإمبريالية وصارت مجتمعاته مجرد أحجار أو حيوانات فيها تمتلك بيعها أو تفجيرها أو ذبحها. و من هولاء الرواد حسبما يورد معجم أوكسفورد الكبير الجزء 8 بداية من صفحة 168 يذكر مالينيز Malynes في سنة 1622 وكذا العلامة الأرستقراطي إيرل نيوكاستيل Earl of New Castle سنة 1642 وكذلك المدعو روكي Rocke سنة1670، وكذلك صحيفة عدن Eden Review عدد308 المصدر سنة1804 ، وكذلك ماكلوخ MacClullch D. سنة1846 وكتابهBritish Empire المصدرسنة 1854 وهو بإعتقادي من إطلاع خفيف على مادته أحد الكتب التي نظمت منذ ذلك الزمان الإستقرار الشكلي في مراكز النظام الإمبريالي الحالي وإنطلاق تلك المراكز بإطمئنان في تملك خيرات العالم وتحويلها من حالة الفطارة والعفوية والغشامة إلى مادة مربحة بنظام المعاوضة النقودية والسوق وأرباحـ(ـه)، وقد كان ذلك بإقتراحه (الإشتراكي الديمقراطي ) بتأمين هذه المراكز من غضبة سكانها الفقراء وإسكاتهم بـ(رشوة) طلائع جماهير إنجلترا بقسم من عائدات الإستعمار الأوربي القديم والحديث للعالم يكفل لهم تامين ضرورات حياتهم .

    وقد لا تكون الغرابة في أمر تداخل الماسونية بالرأسمالية الحديثة التي ينشط فيها الآن أهل الإسلام السياسي ببنوكهم الضخمة ومضارباتهم ومشاركاتهم المهولة الأرباح الظاهرية، وتبدعهم فيها في ممالكهم وجمهورياتهم وحركاتهم فذلك التداخل في المصالح بين الملل والنحل أمر طبيعي وبحكم إن جميع مؤسسات القرن التاسع عشر المالية والتجارية من بنوك وشركات، والعلمية من جامعات وجمعيات علمية، والمؤسسات الأدبية للنشر والطباعة، وجوانب عددا من المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية بما فيها من برلمانات وأحزاب وليدة إضافة إلى المؤسسة الضبطية والأمنية والعسكرية والمؤسسات التعاضدية والإجتماعية مثل طوائف الحرف العمالية القديمة والطوائف المهنية في القانون والطب وغيرها كانت ولم تزل -بمبالغة ما- مؤسسات عمرانية ماسونية.

    لكن هذه الحالة الحرفية التجارية والسياسية الماسونية للإنتقال من نظام التملك بالإقطاع وإتصالها بتكون الحالة الرأسمالية قد تفيد أكثر في ملاحظة التأثير القوى للرأسمالية في القرنين التاسع عشر والعشرين على جملة الأفكار الدينية السياسية أوالأفكار الدينية الإجتماعية وحركاتها وفي فهم إشتراك زعمائها جميعاً على مختلف القسمات الدينية أوالفكرية لهذه الحركات في الدعوة إلى حرية الفرد في تحديد وتملك أصول المنافع العامة بصورة خاصة، وإعتماد المجتمعات في تقدمها على عملية التجارة العشواء بإعتبارها الأداة الأفضل التي يراها أو يرونها مع أصحاب الاعمال ملائمةً لتطوير الحياة في كوكب الأرض وهو تطور يجري قياسه أصلاً بحساب مادي مثمن بأغلى نفائس المجتمعات مادة وثقافة وهو الذهب الذي كان ولم يزل محتكراً، ويشترك في هذا التقدير الماسوني للتجارة والبزنس والحساب (العقلاني) لفوائدها العشواء أو بالأصح الحساب المالي للمصالح الفردية والمجتمعية كبار المتدينيين في العالم مع أكبر السياسيين فيه، بداية من ممارسات الغنائم والخراج وليس نهاية بما يسمى "عائدات الإستثمار" حيث يلتقي في تفضيل التجارة والمعاملات النقودية وموازينها المختلة المفتي الرجعي والمصرفي الليبرالي النيويوركي.



    8- أحوال الماسـونية وتـاريخها الحديث في السـودان:
    وفي هذا الإسهام ولا ترجع أهمية فحص موضوع "الماسونية" إلى إرتباط تاريخ نشاطها بالحضارات القديمة في بلادنا وإسهامها في تشكيل العالم الحديث الذي نعيش وقائعه الآن، فحسب، ففوق ذلك فقد كان لجانب من الحركة العمرانية (الماسونية) كتجمع مدني حداثي تعليمي وإداري وخيري وسياسي لطوائف العلماء والعمرانيين وعموم المهنيين وبعض دعاة المساوة والتواقين إلىالعمومية والجمهورية في السياسة، رجال غير سلاطين باشا النمساوي الحاكم العثماني القديم لدارفور قبل تحوله للدولة المهدية، وغير الجنرال السيف غوردون حاكم الصين والسودان المهاب ( قطع رأسه في معركة القصر الأخيرة شاب قد يكون جداً للبطل الشهيد علي عبداللطيف رائد ثورة 1924 المدنية العسكرية)، وغير كتشنر إستعماري السودان وغير مخابراته وخليفته ونجت فغير هؤلاء الأفراد، نشأ للحركة الماسونية تنظيم متكامل وتجمع في العصر الحديث في السودان بعد نهاية الدولة المهدية وقد نشأ أولاً في الخرطوم بمحفل علامته العدد 2877، ثم نشأ بمحفل آخر في أدبرة (عطبرة) علامته العدد3407 ، وهي محافل كانت محافل وقد أوقفت أعمالها سنة 1955 مع نجاح التحضير لإستقلال السودان وهذا ما تشهد به سنة 2006 -وقت بداية إجراء هذا البحث- بعض وثائق المحفل الماسوني (الكبير) .

    ويقف هذا المحفل الذي سبقت الإشارة إليه في الفقرة الخامسة بنضارة وينوع الشباب في القرن الواحد وعشرين منذ تأسيس مبناه في 24 يونيو 1717 حاضراً بكافة أنشطته الحداثية الخيرية وأراشيفه وتقنياته وتركيبته الإدارية في ذلك المبنى المتقن المهيب الذي ينتصب من صليب لندن وتعامد أرباعه التجارية والمالية والسياسية والقضائية متوسطاً بينها في دائرة منطقة كوفن جاردن Coven Garden بفخامة إنجليزية وقور ورعاية طيبة فعلية حية - لا شرفية- من العائلة المالكة البريطانية وهي رأس الكمونولث ورئيسة الكنيسة وحامية الإيمان المسيحي ومفتاح البلاد مما يبدد كثير من الأساطير والترهات السالبة التي تطلق في أنحاء العالم الديني ضد هذه الحركة التي جمعت بتناسق ونجاح واقعي بين الحكمة في تقدير الأمور والعمل النافع للجماعة والتنظيم الصلد القلب المرن البدن .

    ولكن في هذا المبني الكريم فعدا بعض صور وإشارات تذكارية فإن الوثائق الماسونية وثائق جليلة مصونة ومحاطة بعناية خاصة تحظر الإطلاع عليها أو تداولها أو الإشارة إليها إلا بشروط معينة، وما أستوفيته منها سمح لي بهذه المعرفة المتواضعة في الموضوع الذي إشتغلت عليه لإهتمام تعليمي بتطور بعض المفاهيم والإصطلاحات الإسلامية والتأثر الموجب والسالب في بعضها بأفكار الحداثة وأصولها.

    وعناية الماسونية الحديثة بوثائقها الخاصة، تماثل عناية كل المؤسسات بوثائقها حفظاً لها ولمادتها المعرفية وصوناً للمعلومات الشخصية أوالسياسية الواردة فيها مثل الأسماء والوظائف. وفيما إطلعت عليه تشمل الوثائق المتعلقة بالسودان ثلاثة أمور فحسب وهي::
    أ- سجلات العضوية،
    ب- سجلات الإجتماعات والنقاش،
    ج- الميزانيات،

    وهي وثائق مرتبة ومحفوظة بشكل متقن وإحترام كريم في نظافة شديدة في خزائن الماسونية سواء بأشكالها الورقية أو في نسخها الألكترونية وهي معدودة ومرقومة بالأعداد A 6478 و6480 A وA6481 وكذلكA6482 ، ولشيء ما قد يكون هناك سجل مرقوم 62479 A لم يحضرني في الكشف العام الذي أطلعت عليه، وتعذرت إجابة طلبي له، ولكن ما إطلعت عليه جملةً يعد في تقديري وثائقاً تاريخية مهمة قد يدل جانب منها على جزء من النشاط الدولي لحركة الحداثة ونشاطها في السودان خاصة في مجال الحكم والدولة فيما يتعلق بأعمال محفل الخرطوم حاضرة السودان وما لدوائره الطائفية اليهودية ودوائره الطائفية المسيحية ودوائره الطائفية الإسلامية القديمة من صلات بعناصر الحداثة التجارية والسياسية المحلية والدولية ذات الوشائج والصلات المختلفة بوجوه المال والحكم والسياسة العدوة للشيوعية في السودان والعالم.







    ----------------------------------------------------------------------------

    بعض المراجع والإحالات في الموضوع:

    -1- في معاني كلمة ماسونية وبعض النقاط التاريخية المتصلة بها:
    J.A Simpsons, E. S. C. Weiner, The Oxford English Dictionary, 2ed Edition, Vol VI, Clarendon Press, Oxford, see Guilds and its sister’s words pp933-934 also see the meanings of the word Craft and its sisters in Vol III. pp 1104 -1105

     Roger Scruton, A Dictionary of Political Thought, Macmillan 1996,; Guilds’’ pp223-224,

    في 1095بعد الحملة الصليبية الأولى على ديار المسلمين، وهي الحملة الدموية المعروفة في التاريخ بإسم حملة الصابرين Peasants Crusade، تكونت لفرسانها الذين جاوز عددهم العشرة ألآف فارس جماعة مركزية ملهمة وقائدة هي Priory de Sion أي جماعة الوضاحين أو الإشراقيين،. وكانت الـ"ـرابطة" Caligulaالتي تضمهم جامعة لصفوة المحاربين والعسكر الأوربيين الذين كانوا يمتازون في بلادهم بالحذق والقوة والشجاعة والإقدام والحلم والنبل وغيرها من الصفات الخلقية الجميلة، وكان البابا وليهم ينفذون إشاراته ويحمون مصالحه، مما كان يمثل لمن هم على شاكلتهم من معرفة وتدين في ذاك الزمان ذروة الإيمان وغاية المنى، وبإتصالهم بالشرق في جهات عددا أصابتهم بلا شك صدمة حضارية كبرى مما رأوه من تقدم ديار المسلمين وعمرانهم، فإهتموا بأمر الحضارة والعمران ومكاثرة أسبابه ووسائله وتحضير منافعه وتخليص أقوامهم من الأنظمة المكرسة للتخلف والحاجة والتكالب أكثر من همهم بالمعارك العسكرية.

    وعلاوة على القتال (في سبيل الله) كان للجماعة وقيادتها النافذة والسباقة شرف مضاف لها ومهمة جسيمة في مجتمعات أوربا المسيحية كسبتهما من حمايتها أموال النذور والتعهدات الدينية للأفراد والحرفيين والتجار والأمراء والملوك التي كانت تدفع للكنيسة الكبرى لتقوم بصرفها على المستضعفين من الرجال والنساء والولدان وشؤونهم من أكل وسكن وطب ودواء إبتغاء مرضاة الله من بعض الناذرين والدافعين، ومحاولة من بعض أخر منهم إرضاء بعض القادة الدينيين والحكام المتدينين أو سعياً لتأمين الأموال من المخاطر ووضعها على سبيل الوديعة لحين الحاجة لها وقت كانت الكنيسة وأتباعها يقاطعون الربا مقاطعة حادة.

    ويمكن ان تقدر هذه الاموال التي كان يحرسها وينظمها فرسان الهيكل (الهيكل المزعوم للملك سليمان) في زمانها ذاك بملايين من القطع الذهبية والفضية من مختلف العملات حيث تضاف إليها بغزارة أموال الحجاج والجنود والمسافرين والمتوفين بلا ورثة وبعض من غنائم الغزوات وغيرها، وغير ذلك من موارد منقطعة أو ريعية. وكان هذا التجميع الضخم للأموال النقدية والثابتة وعملية صرفها بمثابة أحد المكونات الأولى لنظام البنوك خارج نطاق الشرق القديم وبإمازة على إيلافاته المالية وصيارفته التقلييديين وإرتباطهم بأحوال ملوك الشرق

    وكانت القدس محوراً للتبادل التجاري النقودي في تجارتي الشرق والغرب وقد تطورت فيها مهام فرسان المعبد من القتال المجرد لتشمل توفير إمكاناته المادية والذهنية وتخديمها في نطاق واسع لزيادتها لمقابلة الحاجات المختلفة إليها وكانت كتابة بعض المأذونين من جماعة الفرسان لصكوك تحوي أوامر بدفع مبالغ من المال هي أولى مراحل الإنتقال في الغرب من رمز النقود إلى قيم للبضائع والسلع في التجارة إلى حال الصكوك الرامزة إلى النقود نفسها، في نشأة أولى للشيكات والبنوك داخل الحياة الأوربية المتخلفة .

    في معمعان الثروات هذا لم يفترق فرسان المعبد المتفرغين للجهاد عن فرسان الجيوش، حيث الفارس المدرع، وشاويشيته هم وحدة الجيش والقتال لأجل مايسمى بالفتوحات الربانية أو دفاعاً عنها وعلى هذا البناء العسكري لفرسان الألوية والحاميات تكون وإتسع التنظيم الإقتصادي الإجتماعي للإقطاع في أنحاء أوربا وإنجلترا قبل عهد الثورات الزراعية والتحررية والصناعية حيث قام توزيع الأرض على أساس ما عرف بـ "سهم الفارس"Knights Fee أو الخُمس Basic Fief وهي أرض لإعاشة الفارس مساحتها مابين 60 إلى 120 أكر كانت تمنح لأسرة أو لثمانية أسر تقوم على خدمة بيت الفارس الذي يتكفل بحمايتها، دون أي ضمانات أخرى لأسرة الفارس ضد فساد المحصول أو مقتل الفارس نفسه. لذ تبددت كثير من أسر الفرسان نتيجة طعنة أو عاصفة، ولذا بقى كثير من الفرسان بطبيعة حياتهم نزلاء عند غيرهم من السادة الكبار يقتاتون من غنائم متواضعة في مواجهات مع جند فقراء أو في مناطق بائسة. ولذلك كان القائم على الأرض المعروف بلقب اللورد Lord[= السيد] سيداً على الفارس. وبتجمع الفرسان في ألوية وروابط هي "ألوية الفرسان"Knights Bannerettes نشأت تجمعات لسادة الأرض (اللوردات) بفرسانهم لتشكيل حيازة County يسودها كونت Count يتحد بدوره مع غيره من الكوانت تحت سيادة ماركيز Marquis يسودهم دوقDuke ويسوده مع غيره من الأدواق أمير Prince ويسود الأمراء بطبيعة التراتب ملك King. وبهذا الإقطاع تحولت أوربا من الوحشية والرومانية المتبددة إلى نظام هرمي أوسع القاعدة قمته الملك المالك لجميع الأراض يقطعها بمقابل للقائمين على خدمته العسكرية أو للقائمين على خدمتهم، حيث يملك الأرض وما عليها ويتلقى منهم فوق الخدمة العسكرية ضرائب ومكوث شتى. مع وضع خاص للسوق.



    ومنذ سنة 1191 وعرش إنجلترا لا يملك من أمر المال في مملكته الرشد كله أو نصفه: ففي مساحة ميل واحد مربع في قلب لندن منطقة تسمى [المدينة] هي السوق أو "السيتي" The City تتمتع الأعمال الحرفية (آنذاك) والتجارية فيها بإستقلال وسيادة ملكية تعصمها عن الخضوع للعرش. فقد قنن إستقلال السيتي بوثيقة ملكية أصدرها الملك جون في سنة 1215 تتيح لطغاة السوق إنتخاب سيد عمدة Lord Mayor لهم. وفي تلك العاصمة يقبع بالأصالة والوكالة في الزمن الحاضر كل من بنك إنجلترا وبنك آل روتشيلد و385 بنكاً أجنبياً منها سبعون من الولايات المتحدة، وسوق الأسهم وكافة شركات التأمين الكبرى ودور النشر والصحافة وشركات النقل والشحن الكبرى وأسواق إنتاج العالم للصوف والقطن والشاي والقهوة والسكر والتعدين. وقد بين كتاب "إمبراطورية السيتي" " Empire of the City لصاحبه الأستاذ العلم إي نوث E. C. Knuth الشبه بين سيادة السيتي في إنجلترا وسيادة الفتيكان في روما: إذ بينما تبقى لرئاسة الوزراء والبرلمان الكلمة الأولية في شؤون الناس ففي ذات الشؤون تبقى للسيتي كمجموعة مصالح الكلمة الأخيرة. ويوضح نوث إن الملكـ|ـة إذ دخلت السيتي فهي تدخلها معاونة لعمدة السيتي ومعاونيه الإثنى عشر أو الأربعة عشر رجلاً المعروفون جميعاً ومؤسساتهم بإسم "التاج" Crown وهو شراكة خاصة مستقلة لا تخضع للملكـ|ـة أو للبرلمان.

    في هذا الوسط الحرفي التجاري وما فيه من الإمازات والضغوط تبلورت بعض أصول الحركة الماسونية الحديثة في أوربا بعد زمن طويل جدا من تبلورها الأول في عوالم النوبة القديمة وحضارات أفريقيا مما هو موضح في المقال عاليه.

    في 1290 قام الملك إدوارد الأول بطرد اليهود من إنجلترا وبتصفية جانب من جماعة فرسان المعبد معهم لـ(تآمرهم) مع المسلمين ضده في الحروب الصليبية. وقد نزح كثير منهم إلى المناطق الجبلية في أسكوتلاند أو عبر البحر إلى فرنسا

    في 13 أكتوبر 1307 في قلب باريس حرق الملك لويس جماعة فرسان المعبد لـ(تحالفهم مع المسلمين ضده) وذلك لإمتناعهم عن تمويل حروبه بل ومطالبتهم له بإلتزامات مالية مهولة صرفها منهم في الحروب الصليبية، بينما المال ماله بإعتبار إن الملك هو الدولة وأموالها وكل شيْ ولولا أمره لما تحققت مصالهم وتوفرت أموالهم حسب ذهنية ذاك الزمان!
    وقد تم أمر مما ثل في أسبانيا تعلق بتضامنهم مع الفلاحين ضد ضرائب الأمراء.

    في 28 أبريل سنة 1738 نشر البابا كليمنت الـ12 Clement XII تكفيره العمرانيين (الماسونز)، حيث وصفهم بأنهم أعداء الله والعقيدة المسيحية [الكاثوليكية]، لأنهم أنصار لأعداءها الذين عرفوا في ثقافة ذاك الزمان بثلاثي الشيطان وهم أهل الملل الأخرى اليهود والأرثوذدكس والمسلمين، وقد تعرض العمرانيين (=الماسونز) إثر ذلك الحرمان من الرحمة والإهدار لحرمات وجود ابدانهم وأموالهم إلى تقتيل وإضطهاد وتعذيب بشع صار من علامات الكنيسة في تلك القرون الوسطى بل صارت سطوته و إرهابه السمة العامة لتلك القرون.


    -2- في بعض الموضوعات المتصلة بالماسونية وتكونها عبر التاريخ راجع الصلات الألكترونية الأتية:
    http:// Hermeticism, Esoteric schools of thought, Astrology, Alchemy, Astrology and alchemy, Memory of Nature, Music of the Spheres, Esoteric cosmology, Mysticism, Occultism, Manicheans , Sufism, Secret societies, On the Islamic Origin of the Rose-Croix, Sir Francis Bacon and The Rosy Cross , Masonrye , Knights Templar, Freemasonry, Rosy Cross, Law of Cause and Effect,


    -3- بعض قادة الفلسفة والفكر العقلاني الحديث من المتصلين بدوائر الماسونية:
    Saadih Gaon, Robert Grosseteste, Iben Maimon, Roger Beacon, Siger of Barbant, Marsilius of Padua, Gerogery of Rimini, Gassendi, Kilvington, Hasadai Crescas, Leonardo Da Vinci, Desiderius, Levi b Gershom (Gersonides), Baltasar Morales, Hugo Grotius, Machiavelli, James Harington, Goclenius, Telesio, Tommaso Campanella,Vanini, Francis Beacon, Glanvill, Copernicus, Galileo, Catherine Cockburn, Hobbes, Samuel Pufendorf, Spinoza, Descartes, Geulincx, Sanches, Cambridge Platonists, Locke, deFontenelle, Voltaire, Vico, Hutcheson, Hume, Thomas Reid, Smith, V.Cousin, Wolff, Cournot, E.B de Condillac, Ann Conway, Leibentiz, Dedrerot, d’Alembert, Mosses Mandelheson, Kant, Gothe, Godwin, Schultz, Reinhold, Solomon Mimon, Condorcet, Russoeau, Lange, Lessing, Fichte, Hegel, Henri Saint-Simon, Comte, W.K. Clifford, Schiller, Schelling, Feuerbach, Spir, Nietzsche, Croce.....





    -4- في بعض النواحي المتصلة ببعض التفسيرات الدينية لنشوء وتبلور الحركة الماسونية:
     Charles G. Addison, the History of Knights Templar. Kempton, NY 1997
     Evelyn Lord, The Knights Templar in Britain, Parson- Longman, Edinburgh, 2004
     Edt & Tr. Marsilio Ficino, Bibliotheca Philosophica Hermetica, on; the Gnossis and the Corpus Hermeticum as published in Florence in the year1471under patronage of Cosimio de Medici. (the English translation vrssion is 3 big volumes),
     Edward Bulwer-Lytton, Zanon: A Rosicrucian Tale, 1842
     Manly Palmer Hall, Rosicrucian and Masonic Origins, 1929.
     Umberto Eco, Language and Lunacy; Foucault s Pendulum, Routledge, NY 1988
     Arthur Edward Waite, A New Encyclopaedia of Freemasonry, Wings, NY. (1920’s) then 1994 Vol; l , p50
     Christopher McIntosh, The Rose Cross and the Age of Reason, Brill, 1997
    Evelyn Lord, The Knights Templar in Britain, Parson Longman, Edinburgh, 2004, p; XVII,
    pp; 1-20, 57-142, 177-201, 220-266
     طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، بغداد، 1955 كذلك 1973 و1985 بتعديلات
    Christover Knight &Robert Lomas, The Book of Hiram, Century/Random Hause,2003 p88-98, 103-134, 217-231
     George Sarton, Introduction to the History of Science Vol 1- 4, Carnegi Institute, Washington, Baltimore 1927-1933 then Williams and Wilkins, Baltimore 1950-1953.

     أحمد صادق سعد (تحرير وترجمة)، ملاحظات في "النمط الآسيوي للإنتاج"، دار الطليعة، بيروت، 1979
     Karen Armstrong, A History of God, Vintage, London, 1999,

    Christover Knight & Robert Lomas, The Book of Hiram, Century/Random Hause,2003 pp27-28, 42-43, 54-59, 85-98, 146-156,194, 200-256

     محي الدين بن عربي، فصوص الحكم، تعليق أبوالعلا عفيفي، كيمبردج ، الإسكندرية 1927- 1946، دار الكتاب العربي، بيروت ، 1980، في المقدمة الصفحات 42-43 و ج 1 ص181 و 184 ثم ج2 في الفص12 الصفحات 139- 154 والفص15 الصفحات177 - 203 والفص 22 الصفحة 257..

    -5- في جانب من إرتباط الماسونية بالصوفية:
    في بعض الصلات القديمة لـ"الصوفية" بقضايا ظواهر وبواطن الوجود الفلكي الكواكبي والأرضي وما فيها من مسائل العطاء والترسيب والخصب والنماء (Akhem) وكيمياء سبك المعادن وتنقية الذهب وسبك الإنسان في الحضارات القديمة بترسيب المعان الطيبة فيه وتنقيته من أدران العيش. وفي تأسُس الأديان يُرجع إلى طائفة من أعمال إنثربولوجيا المعالم الدينية اليهودية والمسيحية وحفريات حوادثها وكتب التاريخ الديني حيث تتبين بعض النقاط وهي:

    *(مجهولية) الفترة (الأقدم) في تاريخ الحضارات المعروفة مع إتصال أول تلك الحضارات القديمة بشخصية التعريف والتوضيح والنبوة والتعليم المسماة "إدريس"،Enochوهي الشخصية التي تتفق الكيانات المختلفة على وجودها في منطقة النوبة وأن البنية الفكرية لهذه الشخصية كانت تجمع الأمورالفلكية والطبيعية ومعارفها في الهندسة والتعدين والكيمياء والطب إلخ، وأن شيئاً من الحضارة النوبية -في طورها وشكلها المصري- قد إمتد في جغرافيا الثقافة البابلية في مناطق لبنان الحالية حيث أسهمت في تأسيس المدن الممالك الفينيقية الحديثة في النبطية وصيدا وبيروت وبعلبك، وأن هذه المدن-الدول أسهمت بدورها بشكل معنوي ومادي في تحضير البدو (العبرانيين) وتأسيس الملك الداؤودي السليماني وبناء هيكل العدل والسلام فيه، كما أسهمت مدن الفينيق بجمع اليونان وقرهم أربعة مدن أثينا وإسبرطة وطروادة وكورثينيا، كما أثرت بابل عفواً مع الهند في تشكل وجود فارس وعباداتها وأنه بجدل الحكم السبعة النوبية والمصرية والفينيقية والبابلية والهندية والفارسية واليونانية بدأت الأفكار الصوفية والأفكار الدينية (الحديثة) في الظهور بإرتكاز في الحيرة و حران.

    * كما نجد إن روما كانت دولة مجهجة بين إعتماد العلمانية كمخرج من تعدد التقاسيم الفلكية المختلفة التي كانت تصور بعض الكواكب والنجوم أو الشمس والقمر مصدراً رئيساً لضبط وتوازن عناصر الكون وبين الوحدانية في العقيدة الشمسية أو بالأصح السماوية بما يقتضيه ذلك من إختيار لأحد تلك التقاويم في ظروف ثقافية مجتمعية وإجتماعية متقلبة، حيث كانت الأزمة المشتركة للعقيدة أو العقائد السماوية (الوحدانية) ماثلة في تعدد في أشكالها ومسمياتها البرج-نجومية العديدة الدائرة غالباً حول مفردة ولفظ الجلالة " آل"، التي منها مفردة لفظ الرامز االديني القديم ("بأل" أو "أبل")و حتى بآبــل (= أرض كتاب الله أو قدس) أسم عام كل أريد به الجزء.

    * ومن هوامش الحضارات القديمة وبواديها بدأت إصطفافات عبرانية ويهودية وإسرائيلية بدياناتها حتى جاءت العقائد المسيحية وإنتشرت في خراب الحضارات القديمة وهوامش روما ثم في روما نفسها، وقد صنف بعض الماسونيين حال الدينين السماويين كتحريف مزدوج عن التعاليم الإدريسية الأصيلة التي كانت وفق تقاويم فلكية مذهلة تحدد أمور وتغيرات كبرى فلكية وطبيعية ومتغيرات إجتماعية إقتبس بعضها بشكل محرف في جوانب من هذه الأديان التي هي بنظر نقادها هؤلاء أديان فقدت طبيعتها التوحيدية، أي توحيدها بين عالمي السموات والأرض والغيوب والشهود، بل أضحت تفصل بين الناس وإخوانهم، وتفتي في أمورهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير! بينما كانت تلك التعاليم الإدريسية الأصيلة حسب إعتقادهم تُفصل أسس العلم والبناء والصلاح بقراءات رصد فلكي ورياضيات كان على أهل تلك الديانات جمعها علماً وبلورتها بعقائد موحدة بحكمة بين الناموس واللاهوت، لا مصارعة بينهما، وهو أمر إختلفت وقائعه التاريخية والمجتمعية والإجتماعية في أحوال كل دين منها وبين الدينين.

    ولكن من تناقضات حركة الدينين ذات القواعد والمعالم البدوية إلى الحضرية في اليهودية، والحضرية المسكونية الغالبة في المسيحية حول طبيعة الوجود، وطبيعة وجود الناس (كمجتمع) وطبيعة سبحانية الله وتجلياته بل وفيوض تجلياته، صعدت في الوجود الثقافي لحياة الناس الحركة الواحدية وتقدمت في تلك المجتمعات القديمة من ذلك الجدل بدين الإسلام، مماصح فيه جانب من كتاب نقاش الأستاذ محمد إبراهيم نُقد للعلامة حسين مروه في نقده بعض نواحي القصور في كتاب النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية. وقد كان نجاح الغزوات الإسلامية متصلاً في بعض جوانبه بتضافر المنطق الديني الأصيل مع المنطق الإجتماعي لتحرر قوى الهامش من سلطة الإمبراطوريات الجاثمة عليها، بداية من يهود الجزيرة العربية، وعرب الشام وعرب وترك وآذار وخراسان وطاجيك بلاد فارس، وقبط ويهود مصر، وبربر ويهود أفريقيا، وموور وفاندال أسبانيا بتناغم مع غزوات بدو أوربا الشمالييين (النوردمان) بطوطمياتهم على بلدان ج أوربا المتحضرة نوعاً ما.

    ومن التناقضات المختلفة ولد طور جديد في حركة التوحيد الذهني والوجداني عبر الأزمان ففي البلاد المغزية إشتغل التناقض القومي بين العرب الغزاة الفاتحين أبواب المدن المغلقة وأهل البلاد المغزية، وتأجج التناقض القومي كذلك بالتناقض الطبقي الرهيب بين الفئات المتصلة حديثاً بالحكم والثروة والفئات الكادحة لأجل العيش والمشكلة لحياة تلك البلدان ، كما تفاقمت التناقضات بالفروق المهولة ثقافةً بين بدو الإسلام بفقرهم الثقافي وأميتهم و(الموالي) من أهل البلاد المغزية أو المفتوحة الذين لم تنجح كل مباني بغداد أبو جعفر المنصور وسياسات هارون الرشيد وعقليات المأمون ودورالحكمة وتباويب الفقه والسنة في لي إعتدادهم بأنفسهم وصرفهم عن قضايا العدل والحرية. وقد ولد هذا التناقض الثقافي القومي الطبقي المثلث جماعات صوفية وجماعات معرفية وجماعات إسماعيلية سياسية ببعضها تصوف وإسلام عميق متجذر بصلات متنوعة بالتراث الوجداني والقومي في أشكاله الدينية والطبقية والثقافية وبآفاق العدل والحرية التي فشل الملك العضوض في مدها لأهل تلك البلاد ذات الحرف والصنع والبدائع والنفائس.

    وقد كانت الصوفية بتأويلاتها "وحدة الوجود" مولدة لكثير من تبلورات المعرفة المنظمة، سواء كانت تلك التأويلات في تشكلها البغداد الفردي أو في أفقها الأندلسي الجمعي ومنه حركة "المريدين" الثورية في الأندلس بقيادة أبوالقاسم بن قسي الذي عده إبن عربي شيخاً له، أو في كينونتها العلمية الثقافية العلمية (السياسية) في جماعة إخوان الصفا وكينونتها الثورية الإجتماعية الإسماعيلية فقد كانت "الصوفية" في كل هذه التجليات عامل تخلص من الصنمية في فهم الدين وكشف وإنارة "وحدة الوجود" حيث مثلت الحركات والمفاهيم الصوفية روافد تطوير للقيم الإدريسية وتشكيل مايعرف حاضراً بإسم "الفلسفة العربية الإسلامية".

    كذلك بتبلور مفاهيم النوبة الفلكية الكونية والأرضية والأخلاقية في صورها الآفريقية والآسيوية في أعمال فليون اليهودي الإسكندري وفي أعمال القديس أُغسطين ثم في أعمال بن ميمون فأعمال توما الأكويني يمكن القول بإن التصوف وتشكلاته الحسابية والتاريخية الإجتماعية العربية الإسلامية أسهم بإنفتاحيته الذهنية في تبلور الثقافة العلمية الحديثة (الأوربية) التي قادتها اعمال الفيلسوف العالم اليهودي المتصوف موسى بن ميمون الأندلسي رفيق جابر بن حيان في النظرية الذرية، وقد كان إبن ميمون من أعظم فلاسفة الإسلام (الممنوع حاضراً من النشر) وكان مستشار صلاح الدين الأيوبي الذي حقق له النجاحات. وموجز ذلك إنه من تلاقحات الفلسفة الإدريسية وتدافعاتها بين الإسكندريين الأوائل والأواخر والميمونيين المحدثين وإتصالها مع حركات العمران (الماسونية) تأسست قواعد واسعة للمعرفة والحكمة والنهضة الأوربية.



    -6- في جانب من تعريف الحضارة
    على عكس الخلط الشائع بين الحضارة والمدينية والثقافة فإن تعريف مفردة "الحضارة" يرد في أدب الإشتراكية العلمية موصولاً بأسلوب عيش المجتمع ونمط إنتاجه وتبادله ضرورات ذاك العيش ومنافعه حيث تسمى الحضارة بنمط إنتاجها حضارات عبودية وإقطاعية ورأسمالية وتسمى مدينياتها على عموم ثقافتها نوبية أو مصرية أو فينيقية أو يونانية أو فارسية أو رومية أو عربية، وبهذا التقدير المستمد من إختلاف البداوة والحضارة هناك تمييز نسبي بين فهم "الحضارة" وفهم "المدينية" وفهم الثقافة التي تسم هذه المدينية من أصول حضارتها ومدينيتها.


    -7- في أثر الحضارة النوبية القديمة في تكوين الحضارات الحميرية والمصرية والبابلية والفينيقية راجع:
    John G. Jackson, Introduction to African Civilizations, Carol Publishing, NY, 1990,
    pp 10-14, 37-58, 70-74, 80, 95-98,103-105,117 139,146-149

     تاريخ الحضارة الكنعانية، جان مازيل، ترجمة ريا الخش، ت عبد الله الحلو، دار الحوار، دمشق،1998 (م النهج 54،
    سنة 1999)



    -8- في (الإخوانيات) الدينية المتصلة في جانب منها بالحركة الماسونية :
     Eds; Michael Glazier, Monika Kttellwig, The Modern Catholic Encyclopedia, Liturgical Press see “Franciscans” (start on year 1210) pp 308-309, “Dominicans’’ (start on the year 1206)pp241-243

    تأسست حركة إخوة القديس فرانسيس المسماة "الأخوة الفرانشسكانية"Franciscan Brotherhood بجهد القديس [فيما بعد] فرانسيس الأشيسي (1181-ــ 1226) وكانت بدايته بالزهد من مظاهر الترف، والغربة إلى الله وفي فهومه المقدسة في نواحي المهن والبلاد سائلاً رحمة الله من المحسنين، ووداعياً إلى نظم الكنسيين وتعليمهم أنفسهم وهمهم بإصلاح أمور مجتمعاتهم. وقد إستمر إخوة فرانسيس ورفاقه في تقديم الخيرات حتى تاريخ 29-11-1223 حيث أقر البابا دعوة فرانسيس (التنظيمية) دون بقية دعاويه الروحية التي كان فرانسيس يقول عنها بأنها خاصة به وبنفسه وليست ملزمة لكل فرد في الحركة. وكانت قيادة الحركة تتم بـ(الإلهام) دون برنامج واضح، ففي ذلك الزمان المظلم كان كل عضو فيها يقرر -في الظاهر- ما يرومه أو ما يتفق عليه مع بعض إخوته (بإلهام).

    ومع التغيرات الكبرى في أوربا بعد (تحرير) إسبانيا وكشف أمريكا إنقسمت حركة الأخوة سنة 1517 إلى "ميثاقيين" و"شهوديين" وبحكم مواشجة الفرانشسكيانيين للعمرانيين (= الماسونيين) وإنفتاح بوادر النشاط البروتستانتي الطفولي الوليد سنة 1522 ضد الكاثوليكية والفهم الكنيسي للدين المسيحي وموقفه من تحريم الفائدة المالية أضيف لقسمي الحركة وإنشطارها القديم عنصر آخر هو "الإصلاحيين". وقد تبخر وجود هذه الأقسام بفعل غلبة التيار الرئيس في الحياة والكنيسة وأيضاً بفعل النزعة الدموية والعنصرية التي شابت طفولة البروتستانتية، وكذلك بفعل الأزمات الأخلاقية المسيحية الأوربية في أمريكا بإستعباد الأفارقة وإبادة الهنود الحمر. ولم يكن ذلك التأزم والتنافر بين الفرانس والكنيسة من فراغ فقد كانت الأخلاق الصوفية المزكوة في التواضع والزهد والمحبة هي ديدن الفرانشسكيانيين عبر كل المراحل الثلاثة لعمرهم التنظيمي، وهي المراحل الممتدة من سنة 1289 إلىسنة 1883 ومنها إلى سنة 1978 حيث كانت لهم في كل سنة من هذه السنوات وقفة مراجعة وتعديل ذاتية المصدر أو بابوية أو ملوكية ، وبأثرها تحولل الفراشسكيانز من بضعة ألوف إلى عشرات االألوف منتشرين في جميع أنحاء العالم وصارت لهم مؤسسات عددا في كل مجال وبالإمكان فهمهم كهيئة صوفية للعمل المسيحي، تمتزج فيها أمور التعلم والتدريب بأمور التعليم والإدارة والصحة والمساعدات.

    وكانت للفرانشسكانيين حركة شقيقة هي حركة أخوة القديس [فيما بعد] دومنيك القوزماني المعروفة في العالم إلى الآن بإسم حركة "الأخوة الدومانيكانية" Dominicans Brotherhood فقد نهضت في العوالم الأسبانية اللغة بجهد قديسها دومنيك دي قوزمان الذي عاش في السنوات الممتدة بين سنة 1172 وسنة 1221. وكانت الحركة الدومنيكانية كأختها الفرانشسكانية حركة روحية وعملية تهم في الحياة الكنسية والبشرية بأمور التنظيم والتعليم والترقي والتطوير والإدارة.

    وقد بدأت الحركة أعمالها بـ"صدمة بؤس" يبدو إنها أصابت رائد الحركة حين سافر مرافقاً لقس من أسبانيا إلى بلاد الدنمارك سنة 1205 حيث شاهد في مناطق جنوب فرنسا مظاهر البؤس والفقر والمرض مقارنة بالنظام والنظافة والنعيم الأندلسي، كما إستفزته هناك مظاهر العبادة القديمة ومزاهرها، فعقد عزمه على تطهير الحياة من البؤس و(الكفر)، وأمضى دومنيك ذاك العزم بعناية وتحريض وتوجيه أسقف مدينة تولوز، مسترشداً بتعاليم المنظر الأفريقي اللكنيسة القديس أغسطين الذي كان من نوب الجزائر وقد بدأ دومنيك سعيه المقدس حتى كللت طريقته بإقرار من البابا في تاريخ 22-12-1216 وكانت أعمال التعليم والعلاج ورعاية الفقراء والبوساء والأيتام في ذلك الزمان الحربي هي المهمة المأوفة لهذه الحركة، ولكن في سنة 1222 جمع دومنيك إلي تلك المهام مهمتين جديديتين هما:

    أ- مهمة إرسال الطلاب إلى الجامعات الوليدة آنذاك في أوربا والهم فيها بأمور التعليم وإستقلاله بقدر كبير عن النشاط الديني المباشر وعن النشاط العمراني والحرفي (=الماسوني) الذي أسس تلك الجامعات.

    ب- مهمة حشد ومباركة القوات الذاهبة لحرب (تحرير) مقدسات المسيحية من (طغيان العرب والمسلمين)،وما درى القديس الزاهد إن طبيعة الحرب ملوكية إفرنجية. فإن كانت الدومنيكانية تطفئ نار الحرب داخل مجتمعاتها فقد كانت توقدها لمصلحتـ(ها) خارج تلك المجتمعات.


    وكانت تلك الحركة الأندلسية التي بدأت مع أول نهايات التحرير أو الإحتلال العربي للأندلس تقوم في نظم شؤونها على نظام المقدمين الأفريقي مع تعيينات وظائفية وتقدير خبرات ونظم رشيسة للتخطيط وأخرى للإستشارة وثالثة للتقرير ورابعة للتنفيذ، وقد نقل الأفارقة نظام المقدمين الأفريقي إلى بلدهم القديم الأندلس بعد (تحريره) من الروم والقوط بواسطة قوات التحالف العربي الأفريقي اليهودي الفاندالي(من مفردة إسم مدينة وإقليم فاندلسيا) ومنها أيضاً جاء إصطلاح "التدمير" أو "التخريب" في اللغات الأوربية (فاندليسمVandalism )، لأن سكانه كانوا أشداء في مقاومة ضارية ناصرية وفلوجية شرسة ضد الرومان طيلة مآئة سنة ويزيد بينما خضعت بقية اقاليم إسبانيا الضعيفة للرومان ذليلة خادمة. وإذ قامت قوات التحالف الموري Moore العربي الأفريقي اليهودي بـ(فتح) الأندلس وتحرريها من الخواجات الرومان والفايكنجز فقد أدخل الأفارقة (البربر) الذي كان لهم لواء الجيوش نظام المقدمين ذاك إلى بعض نواحي إدارة الأندلس، وقد واشجهم في تلك المقرطة اليهود الذين تولوا في الأندلس ألوية عددا في الإدارة والتنظيم بخبراتهم الحضرية المالية وعقلية مجلسهم الكنيسي الذي ينتخب فيه رواد السبت منادبيهم لإدارة شؤون الطائفة في مجلس السنهارين، وبأثر نظام حاخمية (حاكمية) كل منطقة.

    وقد كان نظام المقدمين الإنتخابي ذي شكل تصاعدي دقيق يبدأ في البلاد الواسعة من مستوى مقدمي البيوت فمقدمي الفرقان فمقدم القرية صعوداً إلى مؤتمرات مقدمي القرى والمناطق والمدن حيث يظهر التنافر بعد ذلك وتبين مصادر القوة ومصالح القوى وتتبلور طبيعة القرارات العليا والقرارات الدنيا وتنكشف طبيعة تنفيذها.

    وقد أفاد ذلك النظام الإشتراكي الأفريقي الجامع بين التكنوقراطية والديمقراطية والأتوقراطية في كينونته الدومنيكانية في جذب وتفعيل حركة عشرات الألوف من الأساتذة والأختصاصيين وإنتشارهم المنظوم في إنحاء العالم ينظمون تقديم الخيرات في مجالات التعليم والعلاج ورعاية المحتاجين ويدعون إلى السلام والمحبة، على عكس طريقة العمل والقيادة الفرانشسكانية التي كانت تترك لكل فرد أو مجموعة تحقيق الخلاص بالشكل الذي ترغب فيه حيث إنتظمت الدومنيكانية بقواعد مسطرة وحفظت لرئيسها درجة من التوفيق أو الإلهام في حدود هذه القواعد يقرر بها بعض الأمور. ومن هذا التنظيم وحركته ظهر ثقاة في التصوف والعلم وقضاء حوائج الناس وحب الخير ومحبته منهم القديس توما الإقويني وألبرتوس الكبير، والترسفانيين، ولم تزل الحركة تواصل عطائها، ولم تزل التناظيم الداخلية الخاصة تطفي على شيبها كثيراً من زخم الشباب.

    وقد واشج وجود الحركتين (الصوفييتين) الخيريتين، هاتين الطور الأوربي الألفي الحديث من الحركة العمرانية الماسونية التي خالطت الحركتين إذ تواشجت بحكم عملها في البناء والحرف مع الحركتين الإخوانيتين الفرانشسكانية والدومينكانية في بعض أعمالهما الخيرية والسياسية بضرورة مواجهة الوضع الإقطاعي لحقوق الناس في السكن والتعليم والعلاج، وإتصل ذلك بمحاولة الحد من تمرد الملوك على البابا وجهازيه، ومن هذا التواشج الذي قاد لكثير من (إصلاحات) الحركتين نشأ تنظيم الجزويت على يد القديس [فيما بعد] إغناطيوس اللويولي ( 1534-1556) الذي حُظى جهده بتتقدير البابا في 27-09- 1540 وبرحيله ترك ألفاً من الجزويت الثقاة الأشداء منتشرين في العالم يتصدون لطغيان الملوك أحياناً وينعقدون ببعضه أحياناً فصار الألف ألوفاً وصارت لهم مئآت الموسسات الإقطاعية والتعاونية والتجارية إلى أن إجتاحتهم عواصف التآمر السياسي حيث قتلهم ملوك البرتغال أكثر من ألف قتيل ونكلوا بهم وطرد القمع من نجا من التعذيب والحرق سنة 1759وكذلك عصف بهم الملوك في فرنسا سنة 1764، وفي إسبانيا سنة 1767 وحلهم البابا سنة 1773 وإستمروا في دائرة القتل والتنكيل إلى أن بدأ البابا بعد الثورة الفرنسية في ردهم من سنة 1801 إلى سنة 1814 مع نهاية حروب نابليون (الكاثولكية) وتبلور جانب من هزيمته بفضلهم.

    وبتفاقم إختلاف المصالح وزيادة الصراعات المجتمعية والإجتماعية ظهرت إنقسامات الكنيسة بل وإنقسامات الكاثوليك ثم الإنقسامات البينية والداخلية في جماعات الدومنيكان والفرانشسكانيين والجزويت والعمرانية (= الماسونية) وبمواشجة لتلك الحالات في إنجلترا حيث كان الصراع الإقتصادي السياسي محتدماً بين سادة الإقطاع وعامة الرأسماليين والصناع في شكل صراع ضار بين الكاثوليك والبروتستانت ظهرت جماعة جديدة قديمة هي جماعة إخوان الصفا أو جمعية الصداقة Friendship المعروفة بكنية الـ Quakers أي الصفائيين أو الإشراقيين، وقد تداخلت بعض إشراقات إخوة الصفا بإشراقات التفكير التقدمي بل والإشتراكي الخيالي القديم وأسهمت في الحفاظ على الأمل الإنساني وفي إصلاح وترقية الحياة البشرية وتهذيبها.

    فمن رفض الصفائيين الزهدي السالب لأمور الضيم والإستغلال سطع إخوة الصفا بإسم أحد أنوراهم وهو جون فوكس ( 1624- 1691) الذي كان إعدامه من قبل سلطات الإستعمار الهولاندي لبريطانيا مقدمة لأعدام التعاملات الدينية وتبادلها البسيط للمنافع، وتحويلها إلى تعاملات نقودية مركزها رأس المال وهامشها الإنسانية. وقد أعدم جلادي الإستعمار الهولاندي جون فوكس هو ميت من العذاب الذي صبه عليه وعلى رفاقه جلاوزة حكم الإستعمار الهولاندي-الإنجليزي لبريطانيا مجبرينهم على إمضاء إعترافات بتهمة مقاومة السلطات بالقوة بشروعهم في تنفيذ "مؤامرة البارود" أو "مؤامرة الخامس من نوفمبر" التي تتعلق ببراميل بارود كانت موضوعة تحت البرلمان حيث فسرت بإنها موضوعة لنسفه ومن فيه من أمراء ووزراء وقادة ونواب ووجهاء وذلك حين تقديم الملك الإستعماري الهولاندي وليام الثالث لخطاب العرش.



    ومن خلال خبرة القمع الحديثة في أفريقيا والشرق الأوسط أعتقد إن المخابرات الهولاندية قد ورطت المتهمين توريطاً دقيقاً مستغلة حماستهم ليتاح مجال أرحب للملك الهولاندي وليام الثالث للبطش بالكاثوليكية والإقطاع في بريطانيا، وليقرر بحرية رأسمالية مصير ممتلكات الإقطاع الكاثوليكي الذي كان يمثل النظام (الطبيعي) بسعة أراضيه وإنتاجها الخصب الزهيد وبعلاقاته غير النقودية، ولتقوم دوائر الرأسمالية الأندلسية الأصل بعد سيطرتها في الماضي على هولاند بتحويل بريطانيا إلىسفينة قيادة للنشاط الرأسمالي في العالم وفي إطار ذلك كان تأسيس "بنك إنكلترا" شركة واقعية هولاندية وشركة صورية إنجليزية حاكمة لذاك الإقتصاد الذي حُول مع بناء الجيش (الحديث) وأسطوله إلى آلة لإستعباد الأمم وإستعمارها ونهب خيراتها بصناعة مستغلة وتجارة دولية مبخسة، ورغم جهود إخوة الصفا في الدعوة إلى السلام والصداقة بين الناس فلم تزل هذه الشركة ودوائرها الإمبريالية العالمية وميزانها الطفيف تخص سادتها بأثمر مافي العالم بينما تلقي على بلدان العالم عبر المؤسسات المالية الدولية أزمات وأعباء أرباح مجتمعها) )

    وكان إخوة الصفا ضد الأقينة الدينية والتبتلات الشكلية، يؤمنون بوحدة الوجود وسعة التمظهرات والآفاق الربانية وسبحانيتها عن كل ضيق كلامي أو غلو في أية عقيدة، وكانوا ، ولم يزلوا، مع توحدهم في الصمت والإنصراف عن كثرة الكلام كانوا أهلأُ للمعرفة والزهد والتواضع والبساطة والمحبة، ولهم في ذلك إتجاهات إجتماعية سياسية، ففيهم تبلورت دعاوى الحرية والتعاضد والإشتراكية بمعانيها المتقدمة في ذاك الزمان، حيث طالبوا وسط الصراع الإقطاعي الكاثوليكي والرأسمالي البروتستانتي بالعلمانية والحرية السياسية والحرية الدينية ، وحرية المرأة كما طالبوا بالحرية والتحرير الفوري للعبيد، وبوقف الإستعباد وتجارة الرقيق، وقد كانوا في أحسن علاقة مع سكان أمريكا الأصليين، يحمونهم ويأوونهم، ويتبادلون المنافع معهم ويعلمونهم الكتاب والحكمة.

    ومن أشهر أخوان الصفا الإنجليز هؤلاء الإشتراكي جون وولمان(1720-1772) الذي حارب العبودية والإستعباد، ومنهم المحامي وليام بني إبن قائد البحرية الملكية البريطانية، مؤسس ولاية بنيسلفانيا، وإشترك في الشرف مع تاليه توماس بايني أحد واضعي ميثاق حقوق الإنسان. وكانت لوليام تآليف عددا في النظم المتصلة بالإدارة والضرائب جعلت ولايته بنسلفانيا ولعقود طوال أكثر الولايات الأمريكية إنتعاشاً.

    وكدأبهم في معالجة الأمور بحكمة كان إخوان الصفا لا يأخذون قراراتهم بشكل عددي جاف يهزم فيه طرف إرادة طرف بمجرد عد الأصوات، بل كان إخوة الصفا يأخذون قراراتهم بتراض ووفاق على الأمور، ولما كان الزهد طبعاً فيهم وعقيدة، فقد كان المجال ضيقاً جداً لحدوث خلافات مصالح ورئاسات داخل كياناتهم.

    ولكن الآخرين لم يتركوهم بل أسسوا وسطهم جمعية دينية للصداقة أو جمعية صداقة دينية، فتت بعض نشاطها وجودهم القليل، مما لم يهتموا بإدارة الصراع فيه وذلك بثقة منقطعة النظير في المستقبل، وصبر صامت على المكائد ، ولعل لهذا الزهد والبساطة في تناول الأمور كانت حركتهم محدودة العضوية ولكنها بقدوم عصر تجبر السوق وتفريقها الطبقي الدولي بين الناس وبعضهم طبقات مبخسة بل وبين الأمم وتنمية تلك السوق للفقر والكراهية بين البشر والحروب، ففي وضع كهذا لم تزل جمعية إخوان الصفا الإنكليزية جمعية رشيقة القوام غزيرة المعانى ولدت منها كثير من الجماعات السياسية والإجتماعية إضافةً إلى أنشطتها الدقيقة في المجالات النقابية والخيرية وفي أعمال السلم والتضامن الدولي .






    -9- في كشوف الحضارات القديمة وتأثيرها على مابعدها راجع:
    S.F. Mason, A History of the Sciences, Routledge & Kegan Paul Ltd, pp1-13, 14 -42, 46-49, 71-77, 78-85, 86-95.

     جورج ساترون، العلم القديم والمدنية الحديثة، ت عبدالحميد صبرة، دارالمعارف،القاهرة،1960، الصفحات: 26، 59، 119، 121، 122، 164،165،167-270

    ،342، ،345، 355، متفرقة في كتاب علي حسين الجابري، الحوار الفلسفي بين حضارات الشرق القديمة وحضارة اليونان، آفاق عربية، بغداد،1985.
     George Sarton, Introduction to the History of Science Vol 1-4, Carnegi Inst, Washington Baltimore, 1927-1933 then Williams and Wilkins, Baltimore 1950-1953.

     طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، بغداد1955،

     ويل ديورانت، مختصر قصة الحضارة، ترجمة :سلمى الكعكي وسمير كرم ومراجعة عمر الأيوبي، دار الكتاب العربي، بيروت، 2003 ، ص 79

     فالح مهدي، جذور الدولة في الإسلام، النهج، 24، خريف 2000، دمشق، الصفحات من 10 إلى 48 ،

     الهادي العلوي، قاموس التراث، الحرية، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، سلسلة أعداد (1986-1989)

    Yuri Stoyanov, The] origin of[ Hidden Tradition in Europe, Penguin Religion History, London, 1994, pp 3,12,16, 18-20, 28, 34, 38, 51,63, 71, 93, 108, 112, 124, 134, 138

     Karen Armstrong, A History of God, Vintage, London, 1999, pp209-210, 265

    http://Brethren of Purity or Ikhwan al-Safa, Prof. Seyyed Hossein Nasr, Georgetown Uni



    -10- في موضوع خلاف وتدهور تكوينات البنية الإقطاعية القديمة في الشرق:
     فيليب حتي، العرب ..تاريخ موجز، نشر أولاً بالإنجليزية من جامعة برنيستون في الولايات المتحدة،، ومن ماكميلان بلندن، 1968 ط 14 كذا مصدر باللغة العربية من دار العلم للملايين بيروت: ط 6 1991 الصفحات:201-210 ،252-266

     أحمد صادق سعد (تحرير وترجمة)، ملاحظات في "النمط الآسيوي للإنتاج"، دار الطليعة، بيروت، 1979

     ماركس، بمقدمة أريك هوبزباوم، حول أشكال الإنتاج ماقبل الرأسمالية، ابن خلدون، بيروت، الصفحات: 84-125

     مكسيم رودنسون، التاريخ الإقتصادي، وتاريخ الطبقات الإجتماعية في العالم الإسلامي، ت: شبيب بيضون، تدقيق حاتم سلمان، دار الفكر الجديد،1981، الصفحات 32-37

    385-415

     الحبيب الجنحاني، التحول الإقتصادي والإجتماعي في مجتمع صدر الإسلام، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1987 ص38-68

     Norman Cantor, The Sacred Chain...A History of the Jews, Harbor Collins, 1995, 152-153

     عبدالهادي عبدالرحمن، سلطة الـنص، سينا + الإنتشار العربي، لندن بيروت القاهرة، 1998 الصفحات 377-404




    -11- في موضوع إفادة الأوربيين من أعمال علماء أفريقيا وآسيا في العالم العربي-الإسلامي وخبراتهم الحرفية في مجالات الطب والكيمياء والآلات وأساليب النسيج والتعدين وصناعة الورق، وأساليب الزراعة والتهجين والإثمار، ودراسات وتخديمات الفلك والفيزياء والبصريات والرياضيات، وصنع وسائل الحركة والنقل، وفي التقنيات الدقيقة، وفي حرف وعلوم المساحة والبناء، وفي ضبط الحسابات الفلكية والبحرية والمالية العامة، وكذا في مجالات الفلسفة وتناظير العلم والإيمان والإلحاد يمكن الرجوع إلى :

     Donald .R. Hill, Islamic Science and Engineering , Edinburgh, EUP, 1993 Part(12) translated to Arabic in :
    دونالد هيل، ترجمة أحمد فؤاد باشا، العلوم والهندسة في الحضارة الإسلامية ع المعرفة ، الكويت، 1994 287-308.
     فيليب حتي، العرب...تاريخ موجز، نشر أولاً بالإنجليزية من جامعة برنيستون في الولايات المتحدة1937 ، ومن ماكميلان بلندن وفي1991كانت الطبعة الـ 14 لهذا الكتاب بالإنجليزية مع نشره بطبعة سادسة باللغة العربية من "العلم للملايين" في بيروت، الصفحات: 120-121،139-142، 148- 155، 176-180، 181-200،245-250، و259..
     W. E. B. Du Bois, Africa and the World, NY, International Publisher, 1937-1946
     George G. M. James, Stolen Legacy, Philosophical Library, NY. 1954
     Eds; Trevor I. Williams, Singer , Charles, Holmyard, A.R. Hall, History of Technology, Vol 2;“Mediterranean Civilisations and the Middle Ages”, Oxford, OUP, 1956
     L. A. Mayer, Islamic Architects and Their Works, Albert Kundig, Geneva, 1956
     Lynn Jr White, Medieval Technology and Social Changes, Oxford, OUP, 1962
     Cyril Stanley smith, A History of ####llography, Chicago, 1965
     Syeed Nasr, Since and Civilistaion in Islam, Cambridge, Mass; Harvard UP, 1968
     Lynn White, Cultural Climates and Technological Advance in Middle Ages, Vaitor ,1971
     Norman A. F. Smith, History of Dams, Peter Davies, London 1971
     Montgomery Watt, The Influence of Islam on Medieval Europe, Edinburgh, EDUP,1972
     Marshall G. S. Hodgson, The Venture of Islam, (3 Volumes) Chicago, Chicago UP, 1974
     A.Youschkevitch, Arabic Mathematical, Tr by Casinava, K Jaouiche, Varin, Paris, 1976
     J. G Landels, Engineering in The Ancient World, Chatto and Windus, London, 1978
     Lynn White Jr, Medieval Religion and Technology, Uni of California, UCP, L.A, 1978
     H. Schirmer, Ilm al-Misaha, Encyclopaedia of Islam, Vol 7, 1980-
     Dictionary of Scientific Biography, Scribners, NY, 1970-1980
     M. Mirza and M. Siddiqi, Muslim Contribution to Scince, Kazi, Lahor,1986
     A. Y. Al-Hassan and Donald R. Hill, Islamic Technology, Cambridge, CUP, 1986
     David A. King, Islamic Astronomical Instruments, Variorum reprint London, 1987
     Eds R.B. Serjeant, M.J.Young, J.D. Latham; Religion, Learning and Science in Abbasid
    Period, Cambridge, CUP, 1990.
     G. Anawati, “Science” in The Cambridge History of Islam, Vol (2), also; Prof. Aüfsätze
     M. Ulman, al-Kimiya, Encyclopedia of Islam, Vol (V), pp 110 -115
     Arabic Science and Philosophy, Vol 1, Part2 Cambridge, CUP, 1991,
     Hill, Arabic Mechanical Engineering, Cambridge, CUP, 1991
     Thomas F.Glick, Irrigation and Society in Medieval Valencia, Harvard, HUP,
     Jack Coody, The East in the West, Cambridge, CUP, 1996
     A. Rahman, History of Indian Scince, Technology and Culture 1000-1800, New Delhi, OUP1999
     Henry Roland, Black Pioneers, Penguen, London, 2000
     John M. Hobson, The Eastern Origins of Western Civilisation, , Cambridge, CUP, 2004
     Seyyed Hossein Nasr “Ikhwan Al-Safa”, Georgetown University, many works in the subject
     Henri Pirenne, Mohammed and Charlemagne, 1937 in http:// The Life of Charlemagne by Einhard, see more in http://en.wikipedia.org/wiki/Charlemagne








    -12- في موضوع الأصول الأفريقية والشرقية للحضارة الغربية ومعالمها الثقافية الإجتماعية الحاضرة:
    http;// Eds; Ali B. Ali Dinar, The African Origins of Science and Mathematics: A New Paradigm for Scientific Thinking; An Annotated Bibliography , African Studies Centre , University of Pennsylvania, links with 74 reference included the following references;
     A History of Science, George Sarton, Vol. 1, Harvard Press, Cambridge, MA, 1952

     Cheikh Anta Diop, the African Origins of Civilization, Lawrence Hill, New York, 1974

     George James, Stolen Legacy, Julian Richardson San Francisco, 1976

     Martin Bernpal, Black Athena , Rutgers, New Jersey, 1988

     Will Durant, Our Oriental Hearateg, Simon & Shocter, NY, 1935p396 (in ibid p 75)

     Herodotus, the History of Herodotus, II, Tr. by George Rawlinson and J.G. Wilkinson, Eds by Manuel Kamerof, Tudor Publishing, NY, 1964, pp114-115,

     Charles William Heckethorne, The Secret Societies of All Ages and Countries, in J. Jackson, Introduction to African Civilisation, Carol Pub, NY, 1990, pp 91-92 ,146 , 260

     Eds; Audi, Cambridge Dictionary of Philosophy, Cambridge, CUP 1999, 749-751, 752-753

     G. B. Kerferd, The Sophistic Movement, University of Cambridge, CUP,1981 p57


    -13- في النظر إلى الحركة الماسونية كجماعة سرية وتنظيم عصابي للشر
     David V. Barrett , Secret Societes, Blandford, London, 1999, pp 17- 58, 59-88

     Michael Benson, Inside Secret Socites, Kinsington Books, London, 48-68

     Micheal A Hoffman II, Secret Socity and Pscholoegical Warfare, Independent History and Research, 2001

     جميع الكتب العربية والإسلامية عن موضوع "الماسونية" وتقديمها كمؤآمرة يهودية محضة ضد الإسلام، وهذا خطأ مقصود أو غير مقصود لأن الماسونية نشأت قبل الإسلام، كما إن الحركة الماسونية متهمة كذلك في المجتمعات اليهودية والمجتمعات المسيحية بإنها وسيلة إسلامية أو مسيحية حسب مصدر الإتهام لإستلاب تابعي دينه إليها.


    -14- في جانب من تداغم بعض البنيات الحياتية والأفكار (الدينية) في مدينيات الزمان القديم وحضاراته العبودية ثم تنقيح الناس لها وفلفلتهم إياها :
     ويل ديورانت، مختصر قصة الحضارة، ترجمة :سلمى الكعكي وسمير كرم ومراجعة عمر الأيوبي، دار الكتاب العربي، بيروت، ، 2003 ، ص 54-55 وص85

     Karen Armstrong, A History of God, Vintage, London, 1999

     Arthur Herman, The Scottish Enlightment ,the Scots’ Invention of the Modern World,
    Fourth State, London, 2001, pp Hit, 61-81, Smith 57-61,154-161, 181-187,255,293

     R. Audi, The Cambridge Dictionary of Philosophy, Cambridge,CUP,1999, pp; 350-351 , 743-744

     G. Skirbekk & N.Gilije, A History of Western Thought, Routledge, 2000, pp188, 249-51, 266, 330


    -15- في بعض الأوضاع التطورات الإقتصادية والثقافية التي أسست و رافقت الحداثة الأوربية وإتصلت بالماسونية:
     The Cambridge Economic History of Europe, II Trade and Industry in the Middle Ages, CUP, 1952- 1987, pp777- 779, 784 -787

     Harry A. Miskimin, The Economy of Early Renaissance Europe, 1300-1460, CUP,
    1969-1998 pp; 2, 7, 11, 12, 18, 22, 54-56, 67, 85, 93, 98, 106-112, 116-117,100, 110, 121, 123, 155-169,

     S. F. Mason, A History of the Sciences, Routledge & Kegan Paul Ltd, pp78-95

     Douglas Knoop & G. Joins, The Mediaeval Mason., An Economic History of English Stone Building in the Early Middle Ages and Early Modern Times, Manchester University Press, Barnes & Noble INC, NY, 1933- 1944-1967, pp 66-97

     Rebecca Fraser, A People’s History of Britain , Pamlico, London 2004, pp210-211, 269

     David V. Barrett, Secret Societes, Blandford, London, 1999, pp 92-112

     Paul Johnson, The Birth of the Modern World Society 1815-1830, George Weidenfeld & Nicolson, London, 1991, pp 188, 194 , 356-443, 571-583

     Samuel Smiles, Industrial Biography Iron –Workers and Tool Makers, London 1863 p; 200, then 236-237, 240-241, 259, 262-3, 266-267, on the Paul Johnson references,

     Frances Yates, The Rosicrucian Enlightenment, Routledge, London; NY: 1972 and with some changes for same Book and subject see; Frances Amelia Yates, The Rosicrucian Enlightenment, Routledge, London, NY 2001

     W. Crosby, Ecological Imperialism; the Biological Expansion of Europe 900-1900, CUP, 1986

    Karen Armstrong, A History of God, Vintage, London, 1999, compare Maps No; 3- 7 and 9

    http://en.wikipedia.org/wiki/Guild

     John Larner, Culture and Society in Italy, 1290-1420, Penguin London 1971,

     Allison Brown, The Renaissance, Longman, London, NY, 1988,1999, 9-17, 24-29, 41-46
     Roy Porter, the Enlightment, Palgrave, 2001, NY

    -16- في النظر للماسونية كحالة سياسية وتنظيم حقوقي أو رأسمالي ثوري:
    http://Human Rights and Freemasonry, many works
     http// Freemasonry and Civil Societies
     Albert Paik) Theory for 3 World-Wide Wars( on a letter from Pike to Mazzini 15-08-1871
     John Locke, Letters Concerning Toleration) 1689, 1690, and 1692 (within G. Skirbekk & N. Gilje, The History of Western Thought... Routledge, London. 2001, pp 212-242

     William r. Weisberger, Speculative Freemasonry and the Enlightment; Study of the Craft in London, Paris, Prague and Vienna, Boulder & Co 1993

     Andy Wood, Riot, Rebellion and Popular Politics in Early Modern England, Palgrave, NY, 2002 , pp

     R. E. Schofield, The Lunar Society of Birmingham, Oxford, OUP, 1963

     Steven C. Bullock, Revolutionary Brotherhood, Freemasonry and the Transmutation of the American Social Order, 1730-1840, University of North Carolina Press, 1996

    http:// Freemasonry and New World Order


    -17- في النظر إلى بعض أعمال الماسونية كبناء وتنظيم وتنظير جنيني للتحول من الإقطاع وبدءالإقتصاد الرأسمالي :
     Charles H. Hull, Petty s Place in the History of Economic Theory. Quarterly Journal of Economics, London 1900, see; http://petty splaceinthehistoryofeconomictheory
     Sir. William Petty, Political Arithmetick, Given at the court at Whitehall the 7thDay of November 1690 Nottingham, London Printed for Robert Clavel at Peacock & Hen. Mortlock at the Phoenix in St. Paul s Churchyard. 1690
     See http://Sir.WilliamPetty
     www,google.com/PoliticalArithmetick

     Adam Smith, The Theory of Moral Sentiments, 1759

     Adam Smith, An inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nation 1776

    http:// Steven Epstein, Wage Labor & Guilds In Medieval Europe, London, 1991

    http:// History of the Fedral Reserve Board

     William Greider, Secret of the Temple, How the Fedral Reserve Runs the Country, Simon & Schuster, NY, 1987

     Guy Patton, Robert MacKeness, Web of Gold, Secret Power of a Sacred Tresure, Sidgewick & Jackson, London, 2000

    http:// History of the Bank of England

     E. C. Knuth , Empire of the City, http://www.biblebelievers.org.au/empire.htm

    The "Jewish" Conspiracy is British Imperialism, Henry Makow. May 30, 2004

     Marx, Inruduction……. http://marx.eserver.org/1857-intro.cpe/1-production.txt

     المنصور جعـفـر: تأثيلات (مسودة كتاب..غير مكتملة)
     المنصور جعـفـر ، التأثيل..قضايا الثقافة والحركة النقابية (مسودة كتاب..غير مكتملة)

    http://www.youtube.com/watch?v=fJVydzNJrno
                  

10-18-2009, 09:28 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الأخ: عزام فرح
    تحية طيبة

    لردح من الزمن كانت عصبة الخلاف الفلسفي بين الفلاسفة قائمة على السؤال الفلسفي الأزلي (أيهما أسبق على الآخر: الطبيعة أم الفكر) وتتم ترجمة هذين العنصرين وإحالتهما أبداً إلى(المادة والوعي) وبعبارة أخرى (المادي والروحي) حتى يسهل التعاطي الفلسفي مع هذه الفكرة مستدامة الطرح. إن القول بوجود "حقائق" غير مكتشفة قد يدخل في صلب هذا الخلاف الفلسفي المُشار إليه والذي لا يُمكن فرده بإسهاب في هذا المقام إلا أنه من الضروري أن نُشير إليه في هذا المثال البسيط حتى تسهل المقاربة إلى الحد المطلوب.

    من يقولون أن الفكر أسبق على الطبيعة يؤمنون بأنه لا وجود للأشياء إلا أذهاننا نحن، وبالتالي فإن الأشياء والكون والطبيعة والمادة ما هي إلا توهمات فلسفية تخلقها أذهاننا وهؤلاء هم المثاليون الفلسفيون. أما الماديون فيقولون بأن للأشياء وجوداً مستقلاً ومنفصلاً عن فكرتنا عنها. وإذ يبدو هذا النسق اعتباطياً وضرباً من ضروب الفزلكة إلا أنه يُعد أُس الخلاف الفلسفي العميق بين المادية الفلسفية والمثالية الفلسفية لعصور وحقب طويلة جداً. لماذا؟ لأن هذه المقولات الفلسفية تحاول –في خلاصاتها- الوصول إلى حقيقة مفادها (إمكانية وجود مادة خارج الوعي) أو (إمكانية وجود وعي خارج المادة) لأن هذه المفصلة بالتحديد هي من قد تزعزع فرضية الإله أو "القوى العظمى" من أساسها. ولذلك فإنها هامة جداً.

    وإذا أردنا أن نجيب على هذا السؤال (أيهما أسبق على الآخر: المادة أم الوعي) فإننا لابد أن نعرف ما هي المادة. ومعرفة المادة تنقسم إلى قسمين: ماهية المادة وكيفيتها، أما فيما يتعلق بماهية المادة تخص وجوده المستقل والموضوعي عن الروح أو الوعي .. فالصخرة مادة لها وجودها المستقل والموضوعي المستغني عن الروح والوعي. أما كيفية المادة فهو سؤال يختص بأشكال المادة وخصائصها وعندها لا نجد مفراً من اللجوء إلى العلم (الفيزياء والكيمياء) بكافة أنواعهما.

    ثمة نقطة هامة للغاية يجب الإشارة إليها، وهي أن الفلسفة المادية لا تنفي الوعي على الإطلاق ولكنها، فقط، تربطه بالمادة؛ إذ أنه (حسب رأيهم) لا يمكن لأي وعي أن ينشأ خارج حدود المادة على عكس المادة التي يُمكن أن تنشأ وأن تكون خارج حدود الوعي (مثال الصخرة السابق) وعليه فإنهم يصلون إلى نتيجة أخرى مفادها أن الوعي ما هو إلا أحد تمظهرات المادة.

    عندما قال ديكارت (فيلسوف مثالي) مقولته المشهورة I am thinking so I am here "أنا أفكر إذن أنا موجود" كان يحاول أن يُرجح كفة الوعي على المادة، ولكنه أخفق في ذلك إذن أنه لم يفطن إلى ما أحاول توضيحه هنا باستحالة استقلال الوعي عن المادة فعمليات التفكير ليست مستقلة عن المادة "الدماغ" بأي حال من الأحوال وبالتالي فإن تفكيره يستند على مادة "الدماغ" وعليه فإن فرضية أسبقية المادة على الوعي هي الأصح بطريقة منطقية.

    إن الإيمان والاقتناع بأسبقية المادة على الوعي (تبني الفلسفة المادية) تعني نفي كل المقولات الفلسفية القائمة على أساس تفسير الكون والطبيعة وظواهرهما على أساس ماورائي غيبي وهو ما تحاول أنت هنا أن تحققه (أي تجعله حقيقة) كقضية البرزخ والغيبيات القرآنية ... إلخ وعلى هذا فإنه قد يبدو من المفيد طرح تساؤلات حول روحية الإله أو ماديته بناء على كل ما سبق ذكره.

    أما فيما يتعلق بالحقيقة ورفض فكرة الحقيقة وتهويمها على الإطلاق فذلك يُذكرني بما تناوله الدكتور توفيق شومر في بحثه القيّم بعنوان (مفهوم الحقيقة بين الحداثة وما بعدها) والذي تناول وجهتي نظر خاصتين بالحقيقة ومآلاتها

    وجهة النظر الأولى: لمن وصفهم بالعقلانيين "نظرية التطابق" وهذه النظرية تقول بتطابق رؤيتنا للعالم لما هو عليه، بمعنى أن رؤيتنا للعالم ما هو إلا انعكاس متطابق للعالم الخارجي المستقل عن ذواتنا العارفة.

    وجهة النظر الثاني: لمن وصفهم بالوضعيين والتي تقول إن مفهوم الحقيقة مرتبط بالمشاهدات الأمبريقية Empirique (التجريبية) أو الواقعية، وبالتالي فصله عن معرفتنا ونظرتنا لها. وهو مقارب إلى النسق الذي تتبعه غير أنك توعز هذه المعرفة إلى الماورائيات أي إلى ما هو غير مادي وبالتالي فإنك تحيله إلى ما لا يُمكن إخضاعه لا إلى التجريب ولا إلى المقارنة. ولديك مقاربات خاطئة وغير متسقة في هذا المجال، فقد ضرب أمثلة متفاوتة في صحتها وفي "حقيقتها" فأنت تجمع بين البرزخ وبين الكهرباء وتقارنهما ببعضهما، من حيث أنهما حقيقتان وغامضتان في ذات الوقت مستنداً على كون هذا الغموض عنصراً أساساً في القدح بهذه الحقيقة.

    والواقع يقول أن الكهرباء (مثلاً) حقيقة وليست غامضة على الإطلاق، وكذلك الإنترنت، لأن تطبيقات هذه المعرفة أزالت كثيراً هذا الغموض الذي تخلعه على هذه الحقائق، في حين لا يُمكن إجراء هذه التطبيقات على "البرزخ" أو على أيّ "حقيقة" غيبية لاستحالة التجريب في هذه الحالة.

    وتقول في شرح "الحقيقة الغامضة" بقصُد بيها ... إنها موجود أو كانت موجودة ... لكِن
    ما بِتقدر ، تأكِدا ... تمنطِقا ... تشرحا ... بس ... مُمكِن تؤمُن بيها ، علشان بِتؤمُن بِالقالا ... أو حاصلة قِدامك


    والواقع أن الشيء غير المؤكد لا يُمكن أن يُعتبر "حقيقة" أما عن شرح الحقيقة فهذا من اختصاص العلم طالما أنه متصل بالماديات ولا نكاد نجد حقيقة علمية مستعصية على الشرح، ولكن قد تكون مستعصية على الفهم والاستيعاب، فالكهرباء حقيقة لكونها موجودة، ولكونها مشروحة ومنطقية ولكن ربما هنالك العديد ممن لا يملكون الكفاءة العلمية والمنهجية لفهم واستيعاب الكهرباء وتطبيقاتها وهذا لا ينفي كونها حقيقة وكونها ليست غامضة. ولذا تبقى القضايا الغيبية دائماً ليست مندرجة في خانة الحقيقة، لا الواضحة ولا الغامضة، بل هي في خانة التكهنات والافتراضات غير العلمية لأنها ليست مبنية على أساس علمي ولكن على "إيمان عقدي" وهو ما يجعلك لا تفرق بين "تقرير" الحقيقة و "الإيمان" بها.


    فإذا كانت الحقيقة الغامضة في نظرك هي الموجودات غير القابلة للتأكيد والشرح وقابلة الإيمان والتصديق للإيمان بقائلها أو وجودها الموضوعي العياني المشاهد، فماذا نسمي وجود الله؟ هل هي حقيقة غامضة؟ وما الذي يقودنا إلى التصديق به؟ هل لأنه موجود وجودي موضوعي عياني مشاهد أم لإيماننا بأنه قائلها؟ إذا كان كذلك، أفلا يلزمنا الإيمان به قبلاً لنؤمن بقوله؟ أعني ألا يشترط أن نؤمن بالله كوحدة موضوعية قبلاً ثم يأتي الإيمان بما يقوله كمرحلة لاحقة؟ أعني: ما الذي يجعلنا نؤمن بكلام الله قبل أن نؤمن به هو نفسه؟
                  

10-18-2009, 09:29 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)
                  

10-18-2009, 10:15 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    الأخ / هشام آدم ...

    تحية طَيبة ...

    Quote: إن الإيمان والاقتناع بأسبقية المادة على الوعي (تبني الفلسفة المادية) تعني نفي كل المقولات الفلسفية القائمة على أساس تفسير الكون والطبيعة وظواهرهما على أساس ماورائي غيبي وهو ما تحاول أنت هنا أن تحققه (أي تجعله حقيقة) كقضية البرزخ والغيبيات القرآنية ... إلخ وعلى هذا فإنه قد يبدو من المفيد طرح تساؤلات حول روحية الإله أو ماديته بناء على كل ما سبق ذكره.


    Quote: (إمكانية وجود مادة خارج الوعي) أو (إمكانية وجود وعي خارج المادة)

    أزعُم الآتي :-
    كُنا < وعي خارِج المادة > حين كُنا بِعالم الذر
    ثُم أصبحنا < مادة خارِج الوعي > بِمرحلة الصلصال
    ثُم أصبحنا < مادة واعِية > الإنسان السوي
    ثُم أصبحنا < مادة خارِج الوعي > الخرف
    ثُم تنفصِل < المادة > عن < الوعي > فنعود < وعي خارِج المادة > مرحلة البرزخ
    ثُم نكون < وعي > في < مادة > جديدة تُطيق ملكوت الله ومآلاتِنا (الجنة / النار)

    إلَيك ما أنا مؤمِن بِهِ :
    لما كانت < مادتي > في عالم < الذر > جعل الله تعالى لي < وعي > تمكَن مِن خِلالِهِ الله تعالى مِن مُخاطبتي ، وتمكنتُ مِن مُخاطبتِهِ ... شهِدت لهُ بِالرُبوبِية ، فقط شهِد لهُ بِذلِك < وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ > 172 الأعراف أنظُر إلى هذا الحِوار الذي دار بَيننا وبَين الله تعالى :
    - أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
    - بَلَى
    - أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ

    هذا يتطلب أن تكون لِلـ< مادة > < وعي >

    ثُم تحَولت < مادتي > مِن شكلٍ بِعالم < الذر > إلى جسد < مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ >
    26 الحجر ، فنفخ الله تعالى مِن روحِهِ فـ< وَعَيتُ >. وأزعُم أن هذِهِ النفخة - والتي مِن اجلِها أمر الله تعالى الملائِكة وإبليس بِالسجود - هي عِله < التكاليف > ... فإن تحَول الصلصال إلى إنسان ، ترقي نوعي كبير جِدًا ... أن تتحَول مِن مُجرد فُخار (أي زير - قُله - تيبار) إلى إنسان ، مُقابِل هذا الترقي ، كُلِف الإنسان ... وهذِهِ التكاليف كُلُها تُصنف < شُكر > مِن مَن كان < طين > فحُوِل إلى < إنسان > بِفضل مِن ِرب العالمين.


    سأعود لِجُزئِية < روحية الإله أو ماديته >



                  

10-18-2009, 10:25 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: قد يبدو من المفيد طرح تساؤلات حول روحية الإله أو ماديته

    عِندي شريط كاسيت لِلفنان محمد وردي ... مُمكِن أسمع فيهو أُغنِية لِفيروز مثلاً؟
    ما مُمكِن ... ليه؟
    لأن شريط الفنان محمد وردي ما فوقو تسجيل لِفيروز!
    نفس الأمر ... لن نستطيع ، تخَيُل < مادة > الله تعالى لآن شريطنا ما بِتسَوعب إلا
    السجلوهو فوقو بس ...
                  

10-18-2009, 10:42 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ عزام فرح
    تحية مُجدداً ...

    ثمة استحالة لوجود الوعي خارج المادة وعليه فإن بناءك المنطقي المُتسلسل الذي تبني عليه منقطع منذ البداية. وهذه واحدة من إشكاليات إثبات الله فلسفياً. لا يُمكن لأي وعي أن يكون موجوداً خارج المادة (الزمكان) وإذا وجد فإنه يكون وعياً مُعطلاً، بلا أيّ فاعلية. لأن فاعلية الوعي بحاجة إلى زمان ومكان لتُثبت فاعليتها على الإطلاق. والكلام عن عالم الذر هو كلام أبسط ما يُقال عنه أنه "فرضية" وليس "حقيقة" سواء أكانت غامضة أو واضحة قابلة للإيمان.

    وعلى فرض أن الإشهاد هذا فعل قد تم في عالم الذر فعلاً، فعلينا أن نتساءل عن ضرورة هذا الإشهاد، وآليته. أعني لماذا أشهدنا "الله" برأيك على أنفسنا؟ ربما تتمثل الإجابة في قوله (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) أي هي إقامة الحجة، والحيلولة دون الإنكار.

    ولكن هل حدث ذلك فعلاً؟ أعني هل تتذكر أنتَ فعلاً أنكَ قمتَ وقلتَ (بلى)؟ لا أعتقد أن أحداً يتذكر ذلك، ولكن تؤمن بحدوثه غيباً، والحقيقة أن مجرد إيمانك به لا يُثبت وقوعه وحدوثه، وببساطة فلو كانت حكمة الإشهاد هذه تقتضي إقامة الحجة، لما نسيها أحد لأن العدالة ستلزم ذلك.

    إذن فالكلام عن الإشهاد هو كلام لاحق على كلام أسبق عليه، وهو وجود الله من عدمه، فكل شيء قد يُصبح جائز التصديق إن نحن تخطينا مرحلة إثبات وجود الله هذه، وحتى هذه اللحظة يظل وجود الله فرضية شديدة الإقناع الغيبي غير القائم على أيّ دليل مادي وبالتالي فهي قد تكون (حتى بالنسبة إليك) حقيقة غامضة، ويظل السؤال قائماً عندها: "ما الذي يجعلنا نؤمن بكلام الله قبل أن نؤمن به هو نفسه؟

    أما عن عدم إمكانية معرفة الله أو معرفة ماهيته، فإنني أقول: إذا كان "الله" أراد لنا أن نعرفه ونعبده فإن القول باستحالة معرفته أمراً غير منطقياً. وإلا فإنه يُريد لنا أن نعبده دون أن نعرفه، وعند ذلك فإنه سوف يكون على السواء إن عبدنا الله أو أيّ إله آخر غيبي لا يُمكن معرفته أو إثبات وجوده.



    ++

    (عدل بواسطة هشام آدم on 10-18-2009, 10:48 AM)

                  

10-18-2009, 10:45 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: فإذا كانت الحقيقة الغامضة في نظرك هي الموجودات غير القابلة للتأكيد والشرح وقابلة الإيمان والتصديق للإيمان بقائلها أو وجودها الموضوعي العياني المشاهد، فماذا نسمي وجود الله؟ هل هي حقيقة غامضة؟ وما الذي يقودنا إلى التصديق به؟ هل لأنه موجود وجودي موضوعي عياني مشاهد أم لإيماننا بأنه قائلها؟ إذا كان كذلك، أفلا يلزمنا الإيمان به قبلاً لنؤمن بقوله؟ أعني ألا يشترط أن نؤمن بالله كوحدة موضوعية قبلاً ثم يأتي الإيمان بما يقوله كمرحلة لاحقة؟ أعني: ما الذي يجعلنا نؤمن بكلام الله قبل أن نؤمن به هو نفسه؟

    وجودي أنا دليل مَوضوعي عياني مُشاهد على إني مخلوق بديع ولَيس وليد الصُدفة أو نتيجة لإصطدِاماتٍ ما ، ولم يترُكنا الخالِق المُبدِع في تخبِطاتِنا ، فسرد لنا < قِصة الإنسان > مُرفقة معها شرح لِبيئتِهِ التي جُعِل بِها ومتبوعة بِاين وكَيف نسير ، ولما كان مِن طبع الإنسان ، النسيان طفق الله تعالى بِإرسال أحدٌ مِنا يٌذكِرُنا بِمن نحن ولِما خُلِقنا ... لم أُأمِن بِالله لآنه قال < أنا الله > فقد قالها < فِرعَون > آمنت بِالله ربًا لأنهُ ظل يأتي بِالشمسِ مِن المشرِق ، ولأن بِذِكرِهِ يطمئِن قلبي ولأن عِندما أُصلي أجِدُ السكينة ... أهذا أفيون؟ فاليكُن ، فما ضرني بِيَوم ولن يفعل بِغَدِ ... ما الذي سأخسرهُ إذا تبضين لي أن إيماني ... أن الله ... كذِبهٌ كبيرة كُنت امور فيها وأتقلب؟ ماذا سأخسر؟ لا شي ، فقد أثبت العِلم ، أن الإنسان لِيصِح بدنِهِ ، لابُد مِن تفريغ الطاقة السالِبة فيهِ ، وإكتشفوا ان وسيلة ذلِك أن تضع رأسثك بِالأرض عِدة مرات بِاليَوم ، فتتفرغ الطاقة السالِبة ... ثبت عِلمِيًا أن الصَوم مُفيد ... الزكاة والصدقة ، يقوم بِها غَير المُسلِمين لِراحة نفسِهِم (تبرع مسيحي لأهل البوسنة والهرسِك وحدهُ أكثر مِن ما تبرعت بِهِ الدُول الإسلامِية مُجتمِعة) ماذا تبقى؟ لن أخسر شئ إذا تبَين أن الدين وهمٌ ... أنظر ماذا ستخسر إذا كان الأمر حقيقي؟ ستخسر كُل شئ ...
                  

10-18-2009, 11:09 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ: عزام فرح

    دعنا لا نتطرق إلى قضية الصدفة ونظريات الخلق هذه لأنه موضوع شائك ويحتاج الحديث عنه بوستاً منفصلاً، فالأمر متعلق بمدى استيعابنا لنظرية النشوء والتطوّر ومدى فهمنا لها، وإن كان الفهم المنقوص لنظرية التطور غير مقنعة لك رغم دلائلها العلمية، فإنني أتعجب من قدرتك على الاقتناع بما ليس علمياً، أعني نظرية الخلق البدائية المتمثلة في خلق الإنسان من "صلصال" ثم "مجرّد" النفخ الذي يهب الحياة "هكذا بلا أدلة علمية ولا قوانين موضوعية ولا حتى شواهد عيانية تثبت ذلك.

    تقول (ولما كان من طبع الإنسان النسيان) أقول هل كان فعل النسيان أمراً ذاتياً أم جبلة؟ أعني هل أراد "الله" للناس أن يكون خلقه كاملاً بلا نقصان فأخفق في ذلك، أم كان ذلك العيب والنقص مقصوداً منذ البداية؟ غالباً –كمؤمن- ستحاول نفي تهمة النقصان عن إلهك، وهذا ما يجعلك تُقرر أن يكون الخيار الثاني هو الصائب أي أن النقص والعيب مقصودان في ذاتهما منذ البداية، فإذا علمنا ذلك، فكيف يعتمد إلهك على دليل "الإشهاد" لا يحتاج إلا إلى ذاكرة قوية لاسيما لحدث وقع في عالم الذكر، أي قبل عشرات بل مئات الملايين من السنوات؟ ويكون هذا الإشهاد دليل إدانة علينا نحن البشر المشهورين بالنسيان الذي هو هبة "الله" لخلقه؟

    تقول إنك لم تؤمن بالله لأنه قال عن نفسه، إذن فكيف آمنتَ به؟ تقول إنك آمنتَ به لأنه ظل يأتي بالشمس من المشرق، أقول ألا تعتقد أن حركة الكواكب وكل ظاهرة طبيعية في هذا الكون يسير وفق قوانين يكتشفها الإنسان؟ وألا وجود لإله حتى يحدث كل ما يحدث؟ أعني هل هنالك حاجة لوجود إله حتى تحصل عملية التبخر؟ هل هنالك حاجة لوجود إله حتى يهطل المطر طالما توفرت المقومات لذلك؟ هل هنالك حاجة لوجود إله حتى تؤدي حرائق الغابات إلى تزويدها بالسماد اللازم لإنباتها مرة أخرى؟ هل هنالك حاجة لوجود الله حتى لا تحدث الأعاصير والعواصف الترابية طالما توافرت الشروط القانونية الطبيعية لذلك؟ ليس هنالك دليل يُؤكد على أن هنالك يداً تُحرك كل ذلك، بل هي قوانين طبيعية تسير سواء أعرفها الإنسان أم ظلت سراً مستعصياً عليه. (راجع قوانين الفيزياء والكيمياء) فهي جميعاً لا تحتاج إلى وجود إله لكي تعمل عملها.

    وتقول أنكَ تؤمن به لأن ذكره يُطمئن قلبك، فما بالي إذ أطمئن إلى إحدى مقطوعات مارسيل خليفة الموسيقية؟ وتنتابني القشعريرة كلما استمعتُ إلى أغنيات مصطفى سيدأحمد؟ بل وما بالك أنني أهوى سماع القرآن بصوت السديس، وأشعر بتناغم وراحة بال غريبة لا أستشعرها من أي مُقرئ آخر! وما بالي لا أجد الراحة إلا عندما ألقي جسمي في بركة ماء دافئة في "الحمام" أو أمارس اليوغا ورياضات التأمل! هل ذلك سبب كافٍ برأيك يُفسّر سر العبادة والإيمان؟

    تقول: (فقد أثبت العِلم ، أن الإنسان لِيصِح بدنِهِ ، لابُد مِن تفريغ الطاقة السالِبة فيهِ ، وإكتشفوا ان وسيلة ذلِك أن تضع رأسثك بِالأرض عِدة مرات بِاليَوم ، فتتفرغ الطاقة السالِبة ... ثبت عِلمِيًا أن الصَوم مُفيد) ها أنت تستشهد بالعلم مرة أخرى وكأنك قبل اكتشاف كل تلك الحقائق العلمية لم تكن تعبد الله؟ هل كنتَ بحاجة إلى أن يكون لسجودك منفعة علمية أو لصومك فائدة طبية حتى تتعبّد الله بذلك؟ وماذا إن ثبتَ لك عكس ذلك؟ يا عزيزي، لماذا تحاول الالتصاق بالعلم طالما أن إيمانك بالله ليس بحاجة إلى ذلك؟

    بل وهل أتاحت لك هذه المعرفة العلمية الوصول إلى "الله" لمعرفته، أم أنك حتى ولو توفر ذلك لن تعتمد عليه؟
                  

10-18-2009, 11:19 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    هنالك العديد من شهادات الذين غيّروا ديانتهم من الإسلام إلى المسيحية تقول أنهم كانوا طوال اعتناقهم للإسلام في حالة من الحيرة والتخبّط وأنهم لم يجدوا الراحة النفسية والطمأنينة إلا في المسيحية، فماذا تُسمي ذلك. يا عزيزي الشعور بالراحة النفسية رهين الإيحاء النفسي. هنالك قتلة وسفاحين يُمارسون القتل لأن فعل القتل يُشعرهم بالراحة القصوى. لا يُمكنك أن تستدل بالراحة النفسية التي تجدها في صلاتك أو في عبادتك على أنك على حق، فما أدراكَ أنني لا أشعر بذات الراحة أو ربما أكثر مما تشعر أنت؟ فعلى الأقل أن لستُ مُهجساً بنار تلظى أو صراط أروغ من ثعلب ولا جحيم يجرها سبعون ألف ملك وأعلم أني واردها لا محالة (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً) .. لا أحمل كل هذه الهواجس في رأسي.

    الشعور بالراحة والحصول عليها أمر نسبي للغاية، وكما أن هنالك من يموتون في سبيل الله، فهنالك من يموتون في سبيل الإنسان وفي سبيل الحقيقة التي يُؤمنون بها. هل تتذكر تلك السيّدة المنتمية إلى إحدى منظمات حقوق الإنسان التي وقفت أمام "بلدوزر" إسرائيلي حتى سُحقت تحتها؟ ما الذي دفعها لتفعل ذلك برأيك؟ ربما كانت تدافع عن قضية تؤمن بها ودفعت حياتها ثمناً لهذا الإيمان، والأمر ذاته لمن يُفجر نفسه في ثكنة عسكرية ويعتقد أنه يُقدم خدمة جليلة لدينه ولوطنه، إذن فالسعي للحصول على الراحة والسعادة ممكن بوسائل شتى.

    هل تعتقد أن ملايين البشر من غير المسلمين لا يشعرون بالراحة والسعادة والرضا عن النفس؟ إذا كنتَ تعتقد ذلك فعلاً، فأرجو أن تراجع اعتقادك هذا فهو لاشك خاطئ.
                  

10-18-2009, 11:18 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: ثمة استحالة لوجود الوعي خارج المادة وعليه فإن بناءك المنطقي المُتسلسل الذي تبني عليه منقطع منذ البداية. وهذه واحدة من إشكاليات إثبات الله فلسفياً. لا يُمكن لأي وعي أن يكون موجوداً خارج المادة (الزمكان) وإذا وجد فإنه يكون وعياً مُعطلاً، بلا أيّ فاعلية. لأن فاعلية الوعي بحاجة إلى زمان ومكان لتُثبت فاعليتها على الإطلاق. والكلام عن عالم الذر هو كلام أبسط ما يُقال عنه أنه "فرضية" وليس "حقيقة" سواء أكانت غامضة أو واضحة قابلة للإيمان.

    بِداية قُولِك < لا يُمكن لأي وعي أن يكون موجوداً خارج المادة (الزمكان) > ثُم < قَولِك < وإذا وجد فإنه يكون وعياً مُعطلاً، بلا أيّ فاعلية.>
    أراك غَير مُتَيقِن مِما تُريد ... هل أنت مع عدم وجود < أي وعي > خارِج < المادة > أم تقول بِوجودِهِ مع شرط < التعطيل >؟

    Quote: وعلى فرض أن الإشهاد هذا فعل قد تم في عالم الذر فعلاً، فعلينا أن نتساءل عن ضرورة هذا الإشهاد، وآليته. أعني لماذا أشهدنا "الله" برأيك على أنفسنا؟ ربما تتمثل الإجابة في قوله (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) أي هي إقامة الحجة، والحيلولة دون الإنكار.

    ولكن هل حدث ذلك فعلاً؟ أعني هل تتذكر أنتَ فعلاً أنكَ قمتَ وقلتَ (بلى)؟ لا أعتقد أن أحداً يتذكر ذلك، ولكن تؤمن بحدوثه غيباً، والحقيقة أن مجرد إيمانك به لا يُثبت وقوعه وحدوثه، وببساطة فلو كانت حكمة الإشهاد هذه تقتضي إقامة الحجة، لما نسيها أحد لأن العدالة ستلزم ذلك.

    لا مفر مِن أن أعود لِما قُلتهُ لك سابِقًا (ماذا أفعل وأنت تسألُني مرةٌ تُلَو أُخرى عن إسمي ... لن تجِد عندي إجابة ، غَير أن إسمي عزام) نعود
    نعم حدث ذلِك ... أنت عِندما يقول لك شخص تثِق بِهِ أن فُلان زول كعب ... هل تُصدِقهُ أو تُكذِبهُ أو يكون الأمر بَين منزِلتَين؟
    نعم لا أذكُر إني قُلتُ < ... بَلَى ... > ولا أحد مِنا يتذكر ذلِك ... تقول لك السَيدة والِدتكُم : < قد أرضعتُك حَولَين > هل تُصدِقُها أو تُكذِبُها ... فأنت لا تذكُر ذلِك ... لا أحد مِنا يذكُر ذلِك ... هل كُل ما لا تذكُرهُ ، لم يحدُثُ؟

    Quote: والحقيقة أن مجرد إيمانك به لا يُثبت وقوعه وحدوثه، وببساطة فلو كانت حكمة الإشهاد هذه تقتضي إقامة الحجة، لما نسيها أحد لأن العدالة ستلزم ذلك.

    هذِهِ < حقيقة > تقول بِها أنت بِمُفردِك فقط ... لا يقول بِها كثير مِن الناس ... دعنا لا نُعمِم ، أرجوك وأبوس ايدك ياخ لِيكُن رأيُك مصحوبًا بِكلِماتٍ واضِحة < أري أن ... > < أزعُم أن ... > < أعتقِد أن ... > < في ظني ... > حتى لا أضطر الإستِفسار ... نعود ... لَيس حِكمة < الإشهاد > فقط لإقامة < الحُجة > علَينا ... فإن مشهد < الإستشهاد > هو < الفِطرة > التي غُرِزت فينا ... هذِهِ الفِطرة هي التي تجعل هشام آدم ما نفك يُحوار عزام في هذا الأمر ... لأن هشام آدم لم يصِل إلى قناعة تامة < عَين الحقيقة > بِشأن < إلحادِهِ >
    Quote: إذن فالكلام عن الإشهاد هو كلام لاحق على كلام أسبق عليه، وهو وجود الله من عدمه، فكل شيء قد يُصبح جائز التصديق إن نحن تخطينا مرحلة إثبات وجود الله هذه، وحتى هذه اللحظة يظل وجود الله فرضية شديدة الإقناع الغيبي غير القائم على أيّ دليل مادي وبالتالي فهي قد تكون (حتى بالنسبة إليك) حقيقة غامضة، ويظل السؤال قائماً عندها: "ما الذي يجعلنا نؤمن بكلام الله قبل أن نؤمن به هو نفسه؟

    ما تقوِلني كلام ما قُلتو ... أنا ما قُلت حقيقة الله عِندي < غامِضة > مادة الله عِندي هي الـ< غامِضة > ... ما مُمكِن طبعًا تؤمِن بِكلام الله قبل أن تؤمِن بِهِ هو نفسهُ ... ده كلام صحيح 100% ... الإيمان بِالله جاء فيما كتبتهُ أعلاه.

    Quote: أما عن عدم إمكانية معرفة الله أو معرفة ماهيته، فإنني أقول: إذا كان "الله" أراد لنا أن نعرفه ونعبده فإن القول باستحالة معرفته أمراً غير منطقياً. وإلا فإنه يُريد لنا أن نعبده دون أن نعرفه، وعند ذلك فإنه سوف يكون على السؤال إن عبدنا الله أو أيّ إله آخر غيبي لا يُمكن معرفته أو إثبات وجوده.

    ما قُلنا < إن القول باستحالة معرفته امرا غير منطقيا > قُلنا الله بِعرِفوهو بِصِناعتو ... في سيارة معناها في زول صانِعا ... لو ركبنا في السيارة عقل إصطناعي وأنكر إنو الإنسان صنعو ، لأنها ما شافت الزول وهو بِصنعا ، تبقى على السيارة الإتيان بِالبيِنة مُش العكس ... لأنو ما مُمكِن بِإدِعاء السيارة أقوم أنا أحلِف
                  

10-18-2009, 12:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ: عزام فرح
    تحية مُجدداً

    تقول:
    Quote: أنت عِندما يقول لك شخص تثِق بِهِ أن فُلان زول كعب

    رغم أنك قلتَ من قبل:
    Quote: لم أُأمِن بِالله لآنه قال < أنا الله >

    وأنا أعيد صياغة سؤالي إليك بطريقة أخرى: ما الذي يدفعني للثقة بشخص غير موجود، أو على الأقل لستُ متأكداً من وجوده؟

    وتقول:
    Quote: بِداية قُولِك < لا يُمكن لأي وعي أن يكون موجوداً خارج المادة (الزمكان) > ثُم < قَولِك < وإذا وجد فإنه يكون وعياً مُعطلاً، بلا أيّ فاعلية.>
    أراك غَير مُتَيقِن مِما تُريد ... هل أنت مع عدم وجود < أي وعي > خارِج < المادة > أم تقول بِوجودِهِ مع شرط < التعطيل >؟
    وأقول: إن القول الآخر الذي هو (وإذا وجد فإنه يكون وعياً معطلاً بلا أي فاعلية) ليس له أساس من الصحة لأنه منفي في أصل الأول، ولكن افتراض وجوده كذلك منفي. هذا الأسلوب في النفي والإثبات هو أسلوب أقل من أن يُقال عنه أنه أسلوب فلسفي حتى يستعصي عليك فهمه فتتوقف عنده فليس في ذلك أية دلالة على عدم اليقين. فالأرجح عندي أنه لا وجود للوعي خارج المادة.

    تقول:
    Quote: هل كُل ما لا تذكُرهُ ، لم يحدُثُ؟
    هذا قول صحيح فعلاً، فهنالك العديد من الأشياء التي لا نتذكر حدوثها، ولا يعني ذلك عدم حدوثها فعلاً، بل وإن هنالك أشياء حدثت وتحدث، ولم نقف على حدوثها ولو لمرة واحدة، ولكن ذلك لا يعني أيضاً عدم حدوثها، ولكن الأمر في مسألة "الإشهاد" مختلف تماماً، إذ يترتب عليه مصيري الآخروي المفترض، بدلالة (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) فإذا كان نسياني (وليس جحودي) هو سبب قولي (إني نسيتُ ذلك وكنتُ غافلاً عنه) فما قيمة الإشهاد في حد ذاته؟ أعني طالما أنني (بحكم كوني إنساناً مجبولاً على النسيان) لن أتذكر هذا الحدث الخطير والهام في حياتي الدنيوية والآخروية، فما قيمة حدوثه من الأصل؟ وأتساءل عن إمكانية قيام الحجة عليّ في هذه الحالة طالما أنني لا أتذكره بفعل فاعل فالله هو من خلقني كثير النسيان ولم أنس الأمر عمداً؛ أليس كذلك؟

    تقول:
    Quote: هذِهِ < حقيقة > تقول بِها أنت بِمُفردِك فقط ... لا يقول بِها كثير مِن الناس ... دعنا لا نُعمِم ، أرجوك وأبوس ايدك ياخ لِيكُن رأيُك مصحوبًا بِكلِماتٍ واضِحة < أري أن ... > < أزعُم أن ... > < أعتقِد أن ... > < في ظني ... > حتى لا أضطر الإستِفسار ... نعود ... لَيس حِكمة < الإشهاد > فقط لإقامة < الحُجة > علَينا ... فإن مشهد < الإستشهاد > هو < الفِطرة > التي غُرِزت فينا ... هذِهِ الفِطرة هي التي تجعل هشام آدم ما نفك يُحوار عزام في هذا الأمر ... لأن هشام آدم لم يصِل إلى قناعة تامة < عَين الحقيقة > بِشأن < إلحادِهِ >
    أقول: أنا هنا أستعرض آرائي ولا أستعرض آراء الآخرين، وحين أفعل أدلل لك على ذلك بطريقة واضحة كما حدث من قبل في إشارتي لمبحث الدكتور شومر. وهل تعتقد أنني قد أستدل بمقالاتك وتأملاتك القرآنية ومناقشتاك معي أنك لم تحدد موقفك من الله ومن الإيمان بعد؟ أستعجب قولك (لأن هشام آدم لم يصل إلى قناعة تامة بشأن إلحاده) والإطلاقية التي تمنعني منها وتستخدمها أنت. فكيف أوحى لك نقاشي معك أنني لم أصل بعد إلى قناعة تامة في إلحادي، بل وهل وصلتَ أنت إلى هذه القناعة التامة (عين الحقيقة) في شأن الله وفي شأن وجوده؟ أرجو أن تزوّدنا بمصدر هذه القناعة العينية.

    لقد دعاني كلامك عن (فإن مشهد < الإستشهاد > هو < الفِطرة > التي غُرِزت فينا ...) عن إمكانية أن تكون هذه الجملة "حقيقية" فماذا تعني بالفطرة؟ أرجو التوضيح

    تقول:
    Quote: الإيمان بِالله جاء فيما كتبتهُ أعلاه
    هل تقصد مجرد اطمئنانك بذكر الله، وفوائد الصوم الصحية والحقائق العلمية للسجود؟

    تقول:
    Quote: ما قُلنا < إن القول باستحالة معرفته امرا غير منطقيا > قُلنا الله بِعرِفوهو بِصِناعتو ... في سيارة معناها في زول صانِعا ... لو ركبنا في السيارة عقل إصطناعي وأنكر إنو الإنسان صنعو ، لأنها ما شافت الزول وهو بِصنعا ، تبقى على السيارة الإتيان بِالبيِنة مُش العكس ... لأنو ما مُمكِن بِإدِعاء السيارة أقوم أنا أحلِف
    هنالك فارق كبير بين (الخلق) و (الصنع) وربما أعود إليك في هذا الشأن لاحقاً
                  

10-18-2009, 12:08 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: دعنا لا نتطرق إلى قضية الصدفة ونظريات الخلق هذه لأنه موضوع شائك ويحتاج الحديث عنه بوستاً منفصلاً، فالأمر متعلق بمدى استيعابنا لنظرية النشوء والتطوّر ومدى فهمنا لها، وإن كان الفهم المنقوص لنظرية التطور غير مقنعة لك رغم دلائلها العلمية

    لا أرى ما يمنع أن نتطرق إلى أي شئ يدعم ما نقولهُ ونؤمِن بِهِ
    Quote: فإنني أتعجب من قدرتك على الاقتناع بما ليس علمياً، أعني نظرية الخلق البدائية المتمثلة في خلق الإنسان من "صلصال" ثم "مجرّد" النفخ الذي يهب الحياة "هكذا بلا أدلة علمية ولا قوانين موضوعية ولا حتى شواهد عيانية تثبت ذلك.

    كُنت في البِداية مُضطر إلى ذلِك ... لأني مَوجود ... لأني حقيقي ... فكان لابُد أن أسأل :
    - مِن أين جِئت؟
    - إلى أين أذهب؟
    - لما كُنت إبتِداءً؟
    - ماهو مصيري؟
    فأجاب الله تعالى عن كُل هذِهِ الغَيبِيات ... وسكنت نفسي ... هل تُريدُني أن أظل أسأل هذِهِ الأسئِلة؟ كما قُلت لك ، بأعلاه ، لن أخسر شئ إذا كان سكني وهمٌ تَوهمتهُ ... ماذا سأخسر؟ لا شئ

    Quote: تقول (ولما كان من طبع الإنسان النسيان) أقول هل كان فعل النسيان أمراً ذاتياً أم جبلة؟ أعني هل أراد "الله" للناس أن يكون خلقه كاملاً بلا نقصان فأخفق في ذلك، أم كان ذلك العيب والنقص مقصوداً منذ البداية؟ غالباً –كمؤمن- ستحاول نفي تهمة النقصان عن إلهك، وهذا ما يجعلك تُقرر أن يكون الخيار الثاني هو الصائب أي أن النقص والعيب مقصودان في ذاتهما منذ البداية، فإذا علمنا ذلك، فكيف يعتمد إلهك على دليل "الإشهاد" لا يحتاج إلا إلى ذاكرة قوية لاسيما لحدث وقع في عالم الذكر، أي قبل عشرات بل مئات الملايين من السنوات؟ ويكون هذا الإشهاد دليل إدانة علينا نحن البشر المشهورين بالنسيان الذي هو هبة "الله" لخلقه؟

    إذا كُنت ستجيب نِيابةً عني ، فماذا أفعل أنا إذن؟ دعني أُجيب أنا ويكفيك أن تسأل ... نعم < النسيان > جُبلة ... هل تذكُر ساعة مَوت عزيزك (والِدتكُم/أباك/أخاك/صديقُك ... إلخ) هل كُنت تأكُل؟ هل شرِبت؟ هل أستطِعت أن تنام؟ هل تمكنت أن تكُف عن البُكاء؟ النسيان مِنهٌ مِن الله تعالى ، لِتستمِر الحياة ... أما نسيانِنا يوم < الإشهاد > فإذا نكُن نسينا مسرح وسيناريو الإشهاد فقط حُفِظ في الذاكِرة البشرِية ... أنظُر إلى العالمين ... كُل العالمين يعبِدون شئٌ ما ... حقيقي ... وهم ... لا يهُم ... إنهُم عابِدون ... الهِندوس ... البوذِيون ... الذين في الغابات ... اليهود ... المسيحيون ... المُسلِمون ... الصابِئة ... الكُل يعبُد ... لِما يفعلون هكذا أمر؟ إنها بزعمي < الفِطرة > التي أزعُم أنها < النفخة الربانِية > التي أودعها الله تعالى فينا ... إذا لم تكُن بِهذا الإخراج ... بِمعنى إذا كُنا لازِلنا نتذكر مسرح وسيناريو الإشهاد ، ما عِله الوجود؟ ما سبب الإمتِحان؟ ولِمن ستُعطى الجوائِز؟ وكَيف سيُقتص مِن الظلمه؟ عِندما كان الله وحدهُ في العماء ، أبت عظمتِهِ إلا أن تُعبد ... فخلق الخلق لِيعبِدوه ... نحن نفعل شئ مِن هذا ... نشتري الجديد (لبسه/سيارة/بلازما ... إلخ) وتتم فرحتِنا عِندما نعرِضها على من حَولِنا ...
    Quote: تقول إنك لم تؤمن بالله لأنه قال عن نفسه، إذن فكيف آمنتَ به؟ تقول إنك آمنتَ به لأنه ظل يأتي بالشمس من المشرق، أقول ألا تعتقد أن حركة الكواكب وكل ظاهرة طبيعية في هذا الكون يسير وفق قوانين يكتشفها الإنسان؟ وألا وجود لإله حتى يحدث كل ما يحدث؟ أعني هل هنالك حاجة لوجود إله حتى تحصل عملية التبخر؟ هل هنالك حاجة لوجود إله حتى يهطل المطر طالما توفرت المقومات لذلك؟ هل هنالك حاجة لوجود إله حتى تؤدي حرائق الغابات إلى تزويدها بالسماد اللازم لإنباتها مرة أخرى؟ هل هنالك حاجة لوجود الله حتى لا تحدث الأعاصير والعواصف الترابية طالما توافرت الشروط القانونية الطبيعية لذلك؟ ليس هنالك دليل يُؤكد على أن هنالك يداً تُحرك كل ذلك، بل هي قوانين طبيعية تسير سواء أعرفها الإنسان أم ظلت سراً مستعصياً عليه. (راجع قوانين الفيزياء والكيمياء) فهي جميعاً لا تحتاج إلى وجود إله لكي تعمل عملها.

    صدقت < يسير الكَون وِفقًا لِقوانين يكتشِفُها الإنسان > هذِهِ القوانين التي يسير بِها الكَون صنعها الله تعالى ... فأنت إذا ضغطت على دواسه البترول في سيارتُك ، لن يأتي صانِعُها فيزيد سُرعة السيارة ... إذا ضغطت على دواسة البِترول ستزيد سُرعة السيارة مُباشرةً ... هكذا سن لها صانِعُها ...ومِثل ذلِك < التبخُر > تسقُط أشِعة الشمس على مُسطح مائي فيتبخر الماء ... يصعُد إلى السماء مُكَوننًا سُحُب ، تهطُل إثرُها الأمطار ... ناموس ... حلقات وتُروس ... بدأت هذِهِ ... تتتابع المراحِل حتى تكتمِل ... وكَون أن الإنسان إكتشفها ... يعني أنها كانت موجودة بِالعِلم تم إكتِشافِها ... وإكتِشافِها ولَيس صُنعِها ...
    Quote: وتقول أنكَ تؤمن به لأن ذكره يُطمئن قلبك، فما بالي إذ أطمئن إلى إحدى مقطوعات مارسيل خليفة الموسيقية؟ وتنتابني القشعريرة كلما استمعتُ إلى أغنيات مصطفى سيدأحمد؟ بل وما بالك أنني أهوى سماع القرآن بصوت السديس، وأشعر بتناغم وراحة بال غريبة لا أستشعرها من أي مُقرئ آخر! وما بالي لا أجد الراحة إلا عندما ألقي جسمي في بركة ماء دافئة في "الحمام" أو أمارس اليوغا ورياضات التأمل! هل ذلك سبب كافٍ برأيك يُفسّر سر العبادة والإيمان؟

    كُل هذِهِ الأشياء التي تُشعِرُك بِالراحة ، هي أشواق لِنور الله ... هكذا يفعل سادتي المُتصَوِفة ... يترنحون على دقات الطبل ... يترنحون ويترنحون ويترنحون وبِفضل المنهج الصحيح (هي لله وبِالله وفي الله) يتمكنوا مِن تغليب < النفخة > على كثافة < الطين > ... وهكذا الأمر مع الهِندوس والبوذِيون ، تتسامى أرواحهُم بِما يفعلون ... هكذا يتِم الأمر لِمن يستمِع إلى مارسيل خليفة ... أنهُ الجمال يتسامى ... فإن الله جميل ، يحِب كُل جميل ... فقط أرشدنا إلى أقصر الطُرُق إلى الجمال ، مِنا مَن قبِل بِإرشاداتِهِ ومِنا من أبى إلى طريقتِهِ ...
    Quote: تقول: (فقد أثبت العِلم ، أن الإنسان لِيصِح بدنِهِ ، لابُد مِن تفريغ الطاقة السالِبة فيهِ ، وإكتشفوا ان وسيلة ذلِك أن تضع رأسثك بِالأرض عِدة مرات بِاليَوم ، فتتفرغ الطاقة السالِبة ... ثبت عِلمِيًا أن الصَوم مُفيد) ها أنت تستشهد بالعلم مرة أخرى وكأنك قبل اكتشاف كل تلك الحقائق العلمية لم تكن تعبد الله؟ هل كنتَ بحاجة إلى أن يكون لسجودك منفعة علمية أو لصومك فائدة طبية حتى تتعبّد الله بذلك؟ وماذا إن ثبتَ لك عكس ذلك؟ يا عزيزي، لماذا تحاول الالتصاق بالعلم طالما أن إيمانك بالله ليس بحاجة إلى ذلك؟

    بل وهل أتاحت لك هذه المعرفة العلمية الوصول إلى "الله" لمعرفته، أم أنك حتى ولو توفر ذلك لن تعتمد عليه؟

    قبل الإكتِشافات العلمِية كُنت في < يقين > والأن بعد الإكتِشافات العلمِية بِتُ في < عَين اليقين > هكذا الأمر عِندما تعلم بِشئ ثُم تراهُ ... هل تزحلجت بِجبال سويسرا ... نفترِض إنك لم تفعل ذلِك ... كُنت تعلم أشياء عن ذلِك ... تعلم أن بِسويسرا جِبال تكسوها الثُلوج ... أن الناس فيها يتزحلجون ... أن الطقس بِالضرورة بارِد ... ثُم ذهبت إلى سويسرا وشاهدت جِبالِها التي تكسوها الثُلوج ... أصبحت مِن الأمر في < عَين اليقين >
                  

10-18-2009, 12:23 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: وأقول: إن القول الآخر الذي هو (وإذا وجد فإنه يكون وعياً معطلاً بلا أي فاعلية) ليس له أساس من الصحة لأنه منفي في أصل الأول، ولكن افتراض وجوده كذلك منفي. هذا الأسلوب في النفي والإثبات هو أسلوب أقل من أن يُقال عنه أنه أسلوب فلسفي حتى يستعصي عليك فهمه فتتوقف عنده فليس في ذلك أية دلالة على عدم اليقين. فالأرجح عندي أنه لا وجود للوعي خارج المادة.

    طَيِب يا سيدي ... أنا غلطان ... وبعتذِر ليك ... أنا الما فاهمو كتير جِدًا لِدرجة إني مُحتاج إلى أن أحيى عِدة مرات ومرات لأعرِف بس الفِترة الأنا عاصرتها ... معليش ، حقك علي ... والله أنا بستفيد مِنك ومِن الحِوار معاك ... مُمكِن نواصِل ... بس خليني أمشي أعمِل لي قهَوة ... أصلو بِت إبراهيم بِتِتحنن ...

    حأجي للإقتِباسات أدناه :

    Quote: وأنا أعيد صياغة سؤالي إليك بطريقة أخرى: ما الذي يدفعني للثقة بشخص غير موجود، أو على الأقل لستُ متأكداً من وجوده؟

    Quote: فما قيمة الإشهاد في حد ذاته؟ أعني طالما أنني (بحكم كوني إنساناً مجبولاً على النسيان) لن أتذكر هذا الحدث الخطير والهام في حياتي الدنيوية والآخروية، فما قيمة حدوثه من الأصل؟ وأتساءل عن إمكانية قيام الحجة عليّ في هذه الحالة طالما أنني لا أتذكره بفعل فاعل فالله هو من خلقني كثير النسيان ولم أنس الأمر عمداً؛ أليس كذلك؟

    Quote: أقول: أنا هنا أستعرض آرائي ولا أستعرض آراء الآخرين، وحين أفعل أدلل لك على ذلك بطريقة واضحة كما حدث من قبل في إشارتي لمبحث الدكتور شومر. وهل تعتقد أنني قد أستدل بمقالاتك وتأملاتك القرآنية

    Quote: فماذا تعني بالفطرة؟ أرجو التوضيح
                  

10-18-2009, 12:50 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ عزام فرح

    في الحقيقة لم أقف على الرابط بين الإشهاد وبين الفطرة فيما تفضلتَ بقوله، والواقع أيضاً أن نزوع الإنسان للعبادة بشكل عام (وليس عبادة الله بشكل خاص) وربطها بالإشهاد يُصيب الحكمة من الإشهاد بخلل بيّن إذ أن الإشهاد كان بكونه (الله) تحديداً هو المستحق للعبادة وكونه هو الرب (ألستُ بربكم)، ولم يكن الإشهاد على وجود إله في المطلق وضرورة البحث عنه كما فهمتُ من كلامك أعلاه الأمر الذي يجعل البشرية تهيم في طقوسها بحثاً عن هذا الإله، كل على طريقته، ولو صحّ ذلك لما صحّ أن يُكفر أيّ مذهب أو ديانة على الإطلاق، لأن فطرة الإنسان هي العبادة وليست عبادة الله بالتحديد.

    تقول أنك كنتَ بحاجة إلى معرفة من أين جئت وإلى أين ستذهب وما هو مصيرك، وأن "الله" قد وفر لك الإجابات على هذه التساؤلات، ولا أدري كيف وفرت لك هذه الإجابات الحصول على الراحة طالما علمت أن وراءك يوماً ثقيلاً، ولكن دعنا من هذا، واسمح لي أن أكرر عليك السؤال (لأني لم أحصل على إجابة حتى اللحظة) كيف وصلت للإيمان بالله أصلاً لتقتنع بكلامه وإجاباته؟ وماذا يُفيد براحة المتوهمة طالما أنها لن تخسرك شيئاً إن لم تكن صحيحة؟ إذا كانت الإجابات غير صحيحة وكان يقينك غير صحيحاً، وتظن بأنك لن تخسر شيئاً إذا اكتشفت ذلك، فما الذي دفعك أصلاً لطرح تلك الأسئلة إن لم تك تبغ إجابات حقيقية وقاطعة وصادقة فعلاً؟

    تقول إن "الله" هو من وضع هذه القوانين، وهو كذلك قفز على حقيقة سابقة، وهو وجود الله نفسه. أعتقد أنه من الأفضل قبل إطلاق المقولات الإنشائية كالكلام عن قدرة الله وعن صناعته للقوانين الطبيعية وعن الأشواق الربانية وما إلى ذلك أن نتأكد من وجوده أولاً .. فإلام تحتاج للوصول إلى هذه المعرفة: إلى حقائق علمية أم مجرّد إيمان غيبي؟


    هامش:
    جملتي التي أغضبت (حتى يستعصي عليك فهمه فتتوقف عنده) غير منفصلة عن سياقها (هذا الأسلوب في النفي والإثبات هو أسلوب أقل من أن يُقال عنه أنه أسلوب فلسفي حتى يستعصي عليك فهمه فتتوقف عنده) والمقصود أنه لا يجب أن يستعصي عليك لأنه واضح. فعندما أقول لك (إن حدوث X مستحيل الإمكان على الإطلاق، وحتى إن حدث فإنه سيكون معتلاً) لا يعني المقارنة بين حدثين، بقدر ما هو زيادة في إقرار الجملة الأولى. لأن نفي الثانية متوفر في الجملة الأولى بالضرورة، وعندما تأتي أنت لجملة مثل هذه وتعتقد أنني غير متيقن فإن ذلك مما يدعوا للاستفهام فعلاً!
                  

10-18-2009, 01:44 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    هشام آدم
    Quote: وأنا أعيد صياغة سؤالي إليك بطريقة أخرى: ما الذي يدفعني للثقة بشخص غير موجود، أو على الأقل لستُ متأكداً من وجوده؟

    وكيف عاوزني طَيِب ، أعتمِد إستِشهادك بِدِكارت الهو ما موجود أو على الأقل لست مُتأكِدًا مِن وُجودِهِ أو مِن إنو قال الكلام الإستشهدت بيهو إنت
    Quote: عندما قال ديكارت (فيلسوف مثالي) مقولته المشهورة I am thinking so I am here "أنا أفكر إذن أنا موجود" كان يحاول أن يُرجح كفة الوعي على المادة

    قُلت أنت :
    Quote: فما قيمة الإشهاد في حد ذاته؟ أعني طالما أنني (بحكم كوني إنساناً مجبولاً على النسيان) لن أتذكر هذا الحدث الخطير والهام في حياتي الدنيوية والآخروية، فما قيمة حدوثه من الأصل؟ وأتساءل عن إمكانية قيام الحجة عليّ في هذه الحالة طالما أنني لا أتذكره بفعل فاعل فالله هو من خلقني كثير النسيان ولم أنس الأمر عمداً؛ أليس كذلك؟

    كتبت أنا (أعلاه) :
    Quote: لَيس حِكمة < الإشهاد > فقط لإقامة < الحُجة > علَينا ... فإن مشهد < الإستشهاد > هو < الفِطرة > التي غُرِزت فينا ... هذِهِ الفِطرة هي التي تجعل هشام آدم ما نفك يُحوار عزام في هذا الأمر ... لأن هشام آدم لم يصِل إلى قناعة تامة < عَين الحقيقة > بِشأن < إلحادِهِ >

    أنت :
    Quote: أنا هنا أستعرض آرائي ولا أستعرض آراء الآخرين، وحين أفعل أدلل لك على ذلك بطريقة واضحة كما حدث من قبل في إشارتي لمبحث الدكتور شومر. وهل تعتقد أنني قد أستدل بمقالاتك وتأملاتك القرآنية

    أنا كُنت برُد على المُقتبس مِن كلامك التِحِت ده :
    Quote: والحقيقة أن مجرد إيمانك به لا يُثبت وقوعه وحدوثه، وببساطة فلو كانت حكمة الإشهاد هذه تقتضي إقامة الحجة، لما نسيها أحد لأن العدالة ستلزم ذلك

    وقلت ليك :
    Quote: هذِهِ < [B]حقيقة[/B] > تقول بِها أنت بِمُفردِك فقط ... لا يقول بِها كثير مِن الناس ... دعنا لا نُعمِم ، أرجوك وأبوس ايدك ياخ لِيكُن رأيُك مصحوبًا بِكلِماتٍ واضِحة < أري أن ... > < أزعُم أن ... > < أعتقِد أن ... > < في ظني ... > حتى لا أضطر الإستِفسار ...

    الجاب مقالاتي وتأمُلاتي القُرآنِية شنو؟

    أنت :
    Quote: فماذا تعني بالفطرة؟ أرجو التوضيح

    أنا (أعلاه) :
    Quote: أما نسيانِنا يوم < الإشهاد > فإذا نكُن نسينا مسرح وسيناريو الإشهاد فقط حُفِظ في الذاكِرة البشرِية ... أنظُر إلى العالمين ... كُل العالمين يعبِدون شئٌ ما ... حقيقي ... وهم ... لا يهُم ... إنهُم عابِدون ... الهِندوس ... البوذِيون ... الذين في الغابات ... اليهود ... المسيحيون ... المُسلِمون ... الصابِئة ... الكُل يعبُد ... لِما يفعلون هكذا أمر؟ إنها بزعمي < الفِطرة > التي أزعُم أنها < النفخة الربانِية > التي أودعها الله تعالى فينا ... إذا لم تكُن بِهذا الإخراج ... بِمعنى إذا كُنا لازِلنا نتذكر مسرح وسيناريو الإشهاد ، ما عِله الوجود؟ ما سبب الإمتِحان؟ ولِمن ستُعطى الجوائِز؟ وكَيف سيُقتص مِن الظلمه؟ عِندما كان الله وحدهُ في العماء ، أبت عظمتِهِ إلا أن تُعبد ... فخلق الخلق لِيعبِدوه ... نحن نفعل شئ مِن هذا ... نشتري الجديد (لبسه/سيارة/بلازما ... إلخ) وتتم فرحتِنا عِندما نعرِضها على من حَولِنا ...

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أنت :
    Quote: في الحقيقة لم أقف على الرابط بين الإشهاد وبين الفطرة فيما تفضلتَ بقوله، والواقع أيضاً أن نزوع الإنسان للعبادة بشكل عام (وليس عبادة الله بشكل خاص) وربطها بالإشهاد يُصيب الحكمة من الإشهاد بخلل بيّن إذ أن الإشهاد كان بكونه (الله) تحديداً هو المستحق للعبادة وكونه هو الرب (ألستُ بربكم)، ولم يكن الإشهاد على وجود إله في المطلق وضرورة البحث عنه كما فهمتُ من كلامك أعلاه الأمر الذي يجعل البشرية تهيم في طقوسها بحثاً عن هذا الإله، كل على طريقته، ولو صحّ ذلك لما صحّ أن يُكفر أيّ مذهب أو ديانة على الإطلاق، لأن فطرة الإنسان هي العبادة وليست عبادة الله بالتحديد.

    أنا (أعلاه) :
    Quote: كُل هذِهِ الأشياء التي تُشعِرُك بِالراحة ، هي أشواق لِنور الله ... هكذا يفعل سادتي المُتصَوِفة ... يترنحون على دقات الطبل ... يترنحون ويترنحون ويترنحون وبِفضل المنهج الصحيح (هي لله وبِالله وفي الله) يتمكنوا مِن تغليب < النفخة > على كثافة < الطين > ... وهكذا الأمر مع الهِندوس والبوذِيون ، تتسامى أرواحهُم بِما يفعلون ... هكذا يتِم الأمر لِمن يستمِع إلى مارسيل خليفة ... أنهُ الجمال يتسامى ... فإن الله جميل ، يحِب كُل جميل ... فقط أرشدنا إلى أقصر الطُرُق إلى الجمال ، مِنا مَن قبِل بِإرشاداتِهِ ومِنا من أبى إلى طريقتِهِ ...


    Quote: تقول أنك كنتَ بحاجة إلى معرفة من أين جئت وإلى أين ستذهب وما هو مصيرك، وأن "الله" قد وفر لك الإجابات على هذه التساؤلات، ولا أدري كيف وفرت لك هذه الإجابات الحصول على الراحة طالما علمت أن وراءك يوماً ثقيلاً، ولكن دعنا من هذا

    بعد أن علِمت أن الله ربي ، صدقت بِالضرورة قَولِهِ تعالى : < الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ > 46 البقرة
    Quote: واسمح لي أن أكرر عليك السؤال (لأني لم أحصل على إجابة حتى اللحظة) كيف وصلت للإيمان بالله أصلاً لتقتنع بكلامه وإجاباته؟

    فعلت ... قلت (أعلاه) :
    Quote: وجودي أنا دليل مَوضوعي عياني مُشاهد على إني مخلوق بديع ولَيس وليد الصُدفة أو نتيجة لإصطدِاماتٍ ما


    Quote: وماذا يُفيد براحة المتوهمة طالما أنها لن تخسرك شيئاً إن لم تكن صحيحة؟ إذا كانت الإجابات غير صحيحة وكان يقينك غير صحيحاً، وتظن بأنك لن تخسر شيئاً إذا اكتشفت ذلك، فما الذي دفعك أصلاً لطرح تلك الأسئلة إن لم تك تبغ إجابات حقيقية وقاطعة وصادقة فعلاً؟


    أن أكون ما أنا علَيهِ الأن ... مُتوازِن ... لا كما كُنت سابِقًا ، أقرأ لِهذا فَيُريحُني ، ثُم يطِل سؤال ، فأطفق أبحث عن إجابتِهِ ، فأجِد ضالتي في قَول عالِم ، فيتعارض مع مُشاهداتي العيانِية ، وأظل أنتقِل مِن كِتاب عالِم لآخر ، حتى غدَوت كالدِرويش ، قرأت كُتب لِبشر فآمنت بِقَولِهِم زمن ، ولما بان تعارُض أقوالِهِم مع مُشاهداتي العيانِية ووعي المُتقدِم ... المُتطَوِر ، قرأت القُرآن ، فبان لي الطريق ... المُشكِلة التي تُواجِهني الأن ... كَيف سأتمكن مِن السَير فيهِ وكُلي ران؟ قرأت القُرآن بِنوايا حسُنة ... فقط بِهذِهِ الطريقة وجدت طريقي ... وإلا كُنتُ سأظل أسأل إلى يَوم لا يُجدي فيهِ السؤال.

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-18-2009, 01:49 PM)

                  

10-18-2009, 02:14 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: تقول إن "الله" هو من وضع هذه القوانين، وهو كذلك قفز على حقيقة سابقة، وهو وجود الله نفسه. أعتقد أنه من الأفضل قبل إطلاق المقولات الإنشائية كالكلام عن قدرة الله وعن صناعته للقوانين الطبيعية وعن الأشواق الربانية وما إلى ذلك

    بس لو كُنت ما بِتبخِس ردودي عليك ... كان الحِوار حيِمشي أجمل وأجمل ... لكِن حأعمِل كأني ما قريتا ، علشان الحِوار يِمشي ...

    Quote:
    Quote: فإلام تحتاج للوصول إلى هذه المعرفة: إلى حقائق علمية أم مجرّد إيمان غيبي؟

    نحتاج إلى :
    (1) < الحِيادِية > أنا وإنت نجدع كُل الفهم السابِق ونبدأ مِن أول السطر.
    (2) < الهدف النبيل > أن نتحاور بِهدف الوصول ، مُش بِهدف الإنتِصار.
    (3) < أدب الحِوار > أن نحترِم تحاوُرنا (يعني أي حاجة خارِج سِياق الحِوار نفَوِتا لِبعض ، أن تفترِض عِلمي بِالبديهِيات وتأسِس كلامك على كِده).


                  

10-18-2009, 03:09 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ عزام فرح
    تحية مُجدداً

    تقول:
    Quote: وكيف عاوزني طَيِب ، أعتمِد إستِشهادك بِدِكارت الهو ما موجود أو على الأقل لست مُتأكِدًا مِن وُجودِهِ أو مِن إنو قال الكلام الإستشهدت بيهو إنت
    أقول إن لم يكن ديكارت فأي فيلسوف مثالي آخر، الحكمة عندي في الاستشهاد ليس في أن المقولة وردت من ديكارت تحديداًً، ولكن من حيث أنها مقولة مثالية فلسفية. بصرف النظر عن أن قائلها هو ديكارت أم غيره، فهل تقبل أنتَ بنفس القدر أن نناقش كلام القرآن بصرف النظر عن أن قائله هو "الله" أو آخر؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى استشهادي بكلام ديكارت (أو غيره) لم يكن المطلوب منه اعتماده من قبلك بل لتوضيح نقطة عجز الفكر المثالي أن يُثبتها ألا وهو (إمكانية وجود وعي خارج المادة)

    قلتُ أنا:
    Quote: فما قيمة الإشهاد في حد ذاته؟ أعني طالما أنني (بحكم كوني إنساناً مجبولاً على النسيان) لن أتذكر هذا الحدث الخطير والهام في حياتي الدنيوية والآخروية، فما قيمة حدوثه من الأصل؟ وأتساءل عن إمكانية قيام الحجة عليّ في هذه الحالة طالما أنني لا أتذكره بفعل فاعل فالله هو من خلقني كثير النسيان ولم أنس الأمر عمداً؛ أليس كذلك؟

    فقلتَ لي أن إجابتك جاءت كالآتي سابقاً:
    Quote: لَيس حِكمة < الإشهاد > فقط لإقامة < الحُجة > علَينا ... فإن مشهد < الإستشهاد > هو < الفِطرة > التي غُرِزت فينا ... هذِهِ الفِطرة هي التي تجعل هشام آدم ما نفك يُحوار عزام في هذا الأمر ... لأن هشام آدم لم يصِل إلى قناعة تامة < عَين الحقيقة > بِشأن < إلحادِهِ >
    والواقع أن جملتي أعلاه كانت تعقيباً على قولك:
    Quote: كُنت في البِداية مُضطر إلى ذلِك ... لأني مَوجود ... لأني حقيقي ... فكان لابُد أن أسأل :
    - مِن أين جِئت؟
    - إلى أين أذهب؟
    - لما كُنت إبتِداءً؟
    - ماهو مصيري؟
    فأجاب الله تعالى عن كُل هذِهِ الغَيبِيات ... وسكنت نفسي ... هل تُريدُني أن أظل أسأل هذِهِ الأسئِلة؟ كما قُلت لك ، بأعلاه ، لن أخسر شئ إذا كان سكني وهمٌ تَوهمتهُ ... ماذا سأخسر؟ لا شئ

    إذن فجملتك التي أعدت اقتباسها لي مرة أخرى لا تُعد رداً على سؤالي، وعليه فإنني أُعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: إذا لم تكن لتخسر شيئاً في حال كان هذه الغيبيات التي أسكنت نفسك وهدأت حيرتك صحيحة، فلماذا قمت بطرح الأسئلة منذ البداية. إنتا (يبدو) ما فارقة معاك إنها تكون صحيحة أو غيره صحيحة، المهم عندك هو الحصول على السكينة وليس الحصول على "الحقيقة" بصرف النظر إذا كانت تلك السكينة متوهمة أم حقيقية.

    تقول:
    Quote: هذِهِ < [B]حقيقة[/B] > تقول بِها أنت بِمُفردِك فقط ... لا يقول بِها كثير مِن الناس ... دعنا لا نُعمِم ، أرجوك وأبوس ايدك ياخ لِيكُن رأيُك مصحوبًا بِكلِماتٍ واضِحة < أري أن ... > < أزعُم أن ... > < أعتقِد أن ... > < في ظني ... > حتى لا أضطر الإستِفسار ...

    رداً على قولي
    Quote: والحقيقة أن مجرد إيمانك به لا يُثبت وقوعه وحدوثه، وببساطة فلو كانت حكمة الإشهاد هذه تقتضي إقامة الحجة، لما نسيها أحد لأن العدالة ستلزم ذلك

    كلمة الحقيقة مقصود بها أن إيمان شخص ما (أي شخص) بأي شيء لا يثبت وقوعه. فإيمان المسيحيين بصلب المسيح لا يُثبت وقوع ذلك. وعلى هذا فإن كلمة "الحقيقة" جاءت هنا متجردة كخلاصة لما سبق الكلام عنه حول "الإشهاد" وإيمانك الشخصي به. وهي حقيقة تخصني أنا، ولا أفرضها عليك.

    وتقول:
    Quote: الجاب مقالاتي وتأمُلاتي القُرآنِية شنو؟

    وكان ذكر مقالاتك وتأملاتك القرآنية قد ورد في معرض تعليقي على قولك
    Quote: هذِهِ الفِطرة هي التي تجعل هشام آدم ما نفك يُحوار عزام في هذا الأمر ... لأن هشام آدم لم يصِل إلى قناعة تامة < عَين الحقيقة > بِشأن < إلحادِهِ >

    فإذا كنتَ ترى أن نقاشي المستمر معك يطرح من الممكن أن يطرح رأياً لديك من قبيل أنني لم أصل إلى قناعات تامة بشأن إلحادي، فهل ترى يُمكن أن ينطبق الشيء ذاته في مناقشتك معي أو من أطروحاتك التي لا تنفك تطرحها علينا هنا؟ الأمر هنا كان للمقاربة وحسب.


    تقول:
    Quote: أما نسيانِنا يوم < الإشهاد > فإذا نكُن نسينا مسرح وسيناريو الإشهاد فقط حُفِظ في الذاكِرة البشرِية ... أنظُر إلى العالمين ... كُل العالمين يعبِدون شئٌ ما ... حقيقي ... وهم ... لا يهُم ... إنهُم عابِدون ... الهِندوس ... البوذِيون ... الذين في الغابات ... اليهود ... المسيحيون ... المُسلِمون ... الصابِئة ... الكُل يعبُد ... لِما يفعلون هكذا أمر؟ إنها بزعمي < الفِطرة > التي أزعُم أنها < النفخة الربانِية > التي أودعها الله تعالى فينا ... إذا لم تكُن بِهذا الإخراج ... بِمعنى إذا كُنا لازِلنا نتذكر مسرح وسيناريو الإشهاد ، ما عِله الوجود؟ ما سبب الإمتِحان؟ ولِمن ستُعطى الجوائِز؟ وكَيف سيُقتص مِن الظلمه؟ عِندما كان الله وحدهُ في العماء ، أبت عظمتِهِ إلا أن تُعبد ... فخلق الخلق لِيعبِدوه ... نحن نفعل شئ مِن هذا ... نشتري الجديد (لبسه/سيارة/بلازما ... إلخ) وتتم فرحتِنا عِندما نعرِضها على من حَولِنا ...

    رداً على سؤال:
    Quote: فماذا تعني بالفطرة؟ أرجو التوضيح

    ويبدو أنك لم تقف على تعقيبي هذا:
    Quote: في الحقيقة لم أقف على الرابط بين الإشهاد وبين الفطرة فيما تفضلتَ بقوله، والواقع أيضاً أن نزوع الإنسان للعبادة بشكل عام (وليس عبادة الله بشكل خاص) وربطها بالإشهاد يُصيب الحكمة من الإشهاد بخلل بيّن إذ أن الإشهاد كان بكونه (الله) تحديداً هو المستحق للعبادة وكونه هو الرب (ألستُ بربكم)، ولم يكن الإشهاد على وجود إله في المطلق وضرورة البحث عنه كما فهمتُ من كلامك أعلاه الأمر الذي يجعل البشرية تهيم في طقوسها بحثاً عن هذا الإله، كل على طريقته، ولو صحّ ذلك لما صحّ أن يُكفر أيّ مذهب أو ديانة على الإطلاق، لأن فطرة الإنسان هي العبادة وليست عبادة الله بالتحديد.

    ويبدو كذلك أن تعقيبي هذا لم يكن ذا دلالة مفيدة بالنسبة إليك، إذ أنني أقول أن مسألة الإشهاد هذه (حسب طريقتك هذه) تقود إلى وجود إله، ولكنها لا تدل على وجود "الله" بالضرورة. فمن أين لك أن تعرف أن "الله" الذي تعبده الآن، هو ذات الإله الذي قام بفعل الإشهاد؟ ألأنه ذكر ذلك؟

    تُكرر دائماً مقولات إنشائية (والإنشائية هنا مقابلة للعائمة أو غير المُدعّمة بالأدلة والإثباتات) كقولك (بعد أن علمت الله ربي) و (أرشدنا إلى أقصر الطرق إلى الجمال) ... إلخ دون أن توضح ما مقصود ذلك بالتحديد. أيكفي مثلاً أن أقول لك: لقد علمت أن الله غير موجود وأن الجمال نسبي ومتفاوت دائماً وأكتفي بذلك أم يتوجب عليّ الاستشهاد والإثبات القطعي على ما أقول؟

    تقول بل وتصر:
    Quote: وجودي أنا دليل مَوضوعي عياني مُشاهد على إني مخلوق بديع ولَيس وليد الصُدفة أو نتيجة لإصطدِاماتٍ ما

    كأنك (أي الإنسان) هو دليل وجود الله، واعتبار ذلك دليلاً موضوعياً عيانياً، والواقع أن وجود الإنسان لا يُثبت وجود الله على الإطلاق. فهل تنوي أن تقارن وجود الإنسان بوجود الآلة التي لابد لها من مُوجد؟ إذا كان ذلك فمن أوجد الله؟ هل لم يُرح أن تكون ناتج تصادم ما، ويُريحك أنك مخلوق من صلصال وُضع لفترة حتى جف، ثم نُفخ فيه فبدأ بالحركة؟

    هنالك –يا عزيزي- فارق كبير بين (التخلّق) و (التصنيع) وسوف أفرد لهذا الأمر مساحة خاصة فيما بعد.

    تقول:
    Quote: أن أكون ما أنا علَيهِ الأن ... مُتوازِن ... لا كما كُنت سابِقًا ، أقرأ لِهذا فَيُريحُني ، ثُم يطِل سؤال ، فأطفق أبحث عن إجابتِهِ ، فأجِد ضالتي في قَول عالِم ، فيتعارض مع مُشاهداتي العيانِية ، وأظل أنتقِل مِن كِتاب عالِم لآخر ، حتى غدَوت كالدِرويش ، قرأت كُتب لِبشر فآمنت بِقَولِهِم زمن ، ولما بان تعارُض أقوالِهِم مع مُشاهداتي العيانِية ووعي المُتقدِم ... المُتطَوِر ، قرأت القُرآن ، فبان لي الطريق ... المُشكِلة التي تُواجِهني الأن ... كَيف سأتمكن مِن السَير فيهِ وكُلي ران؟ قرأت القُرآن بِنوايا حسُنة ... فقط بِهذِهِ الطريقة وجدت طريقي ... وإلا كُنتُ سأظل أسأل إلى يَوم لا يُجدي فيهِ السؤال.

    إذا كنتَ كما تقول وجدتَ طريقك وأنك لم تعد بحاجة إلى طرح التساؤلات الوجودية، فهل يُمكننا القول بأنك وصلت إلى منتهى العلم ومنتهى الحقيقة؟

    Quote: نحتاج إلى :
    (1) < الحِيادِية > أنا وإنت نجدع كُل الفهم السابِق ونبدأ مِن أول السطر.
    (2) < الهدف النبيل > أن نتحاور بِهدف الوصول ، مُش بِهدف الإنتِصار.
    (3) < أدب الحِوار > أن نحترِم تحاوُرنا (يعني أي حاجة خارِج سِياق الحِوار نفَوِتا لِبعض ، أن تفترِض عِلمي بِالبديهِيات وتأسِس كلامك على كِده).
    ثق أنني لم أكن لأرهق نفسي بالحديث والنقاش معك إن لم أكن أوافق مبدئياً على ما جاء في اقتباسك أعلاه .. وعلنا نؤسس لحوار منفصل بناء على ما تقدم
                  

10-18-2009, 05:57 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    هشام آدم ...
    Quote: ثمة استحالة لوجود الوعي خارج المادة وعليه فإن بناءك المنطقي المُتسلسل الذي تبني عليه منقطع منذ البداية. وهذه واحدة من إشكاليات إثبات الله فلسفياً. لا يُمكن لأي وعي أن يكون موجوداً خارج المادة (الزمكان)

    لنرجع لِلوراء قليلاً ... عاوِز أضبُط عندي الحُوار ... إذا كان وجود الله غَير مُمكِن ، حسب قَولك ، لِنفترِض أن الله غَير مَوجود ، دعني أسألُك مِن أين يستمِد الكَون كُل هذِهِ العبقرِية؟ فلابُد مِن شئٍ ما < واعي > لإدارة هذا الكَون ... شئ < واعي > قام بِخلق الخلق ... بِإدارة الكَون أولَيس هكذا؟ إذا وافقتني ، سمي لي هذا الشئ ... ما إسمه؟ وإذا لم تُوافِقني بِأن الكَون لا يُدار مِن قِبل أحد أو شئ ، أرجو أن تكتُب ذلِك

    Quote: إذا كنتَ كما تقول وجدتَ طريقك وأنك لم تعد بحاجة إلى طرح التساؤلات الوجودية، فهل يُمكننا القول بأنك وصلت إلى منتهى العلم ومنتهى الحقيقة؟

    نعم وصلت إلى مُنتهى < الحقيقة > أن الله مَوجود ... أما في < العِلم > لم أبدأ بعد ... لم أصِل شواطِئِهِ

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-18-2009, 06:05 PM)
    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-18-2009, 06:32 PM)

                  

10-18-2009, 06:23 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: فإذا كنتَ ترى أن نقاشي المستمر معك يطرح من الممكن أن يطرح رأياً لديك من قبيل أنني لم أصل إلى قناعات تامة بشأن إلحادي، فهل
    ترى يُمكن أن ينطبق الشيء ذاته في مناقشتك معي أو من أطروحاتك التي لا تنفك تطرحها علينا هنا؟ الأمر هنا كان للمقاربة وحسب.

    - نعم أرى أن قناعاتك الإلحادِية غَير تامة.
    - أُطْروحاتي أكتُب فيها ما أذهلني أثناء درسي لِلقُرآن الكريم ، أُريد أن تزول الشوائِب التي علُقت بِهِ حسب رأي ... وإلحادِك أراهُ غَير مُستقِر

    التَعْقيب ... خَواطِر قُرانِية (2)
    التَعْقيب ... خَواطِر قُرْآنِية (3)
                  

10-18-2009, 06:56 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: في الحقيقة لم أقف على الرابط بين الإشهاد وبين الفطرة فيما تفضلتَ بقوله، والواقع أيضاً أن نزوع الإنسان للعبادة بشكل عام (وليس عبادة الله بشكل خاص) وربطها بالإشهاد يُصيب الحكمة من الإشهاد بخلل بيّن إذ أن الإشهاد كان بكونه (الله) تحديداً هو المستحق للعبادة وكونه هو الرب (ألستُ بربكم)، ولم يكن الإشهاد على وجود إله في المطلق وضرورة البحث عنه كما فهمتُ من كلامك أعلاه الأمر الذي يجعل البشرية تهيم في طقوسها بحثاً عن هذا الإله، كل على طريقته، ولو صحّ ذلك لما صحّ أن يُكفر أيّ مذهب أو ديانة على الإطلاق، لأن فطرة الإنسان هي العبادة وليست عبادة الله بالتحديد.

    نعم < فِطرة > الإنسان هي التي تقودهُ لِلعِبادة ... والذين يهيمون في طقوسِهِم بحثًا عن < الله > كُلٍ على طريقتِهِ ، يضلون الطريق ، لأن < الله > جعل العقل هادي إلَيهِ ... ولولا مشهد < الإشهاد > لِما هام البشر إبتِداءًا يبحثون عن الله ... لِماذا هؤلاء البشر يهيمون بحثًا على إله؟ ما هو مُحرِكهُم؟ ما الذي يدفع بِهِم إلى ما يُرهِق أبدانِهِم؟ مَن الذي قال لهُم أن تهيموا باحِثين؟ أزعُم أن مشهد < الإشهاد > هو < الفِطرة > هو الذي جعل الناس يهيمون بحثًا عن < إله > ، كان < الله > يرسِل لِلناس رُسُلٌ تُذكِرهُم بِيَوم < الإشهاد > يُرسِل < الله > رُسُلِهِ لِما جبلهُم لُطفًا مِنهُ على < النِسيان > ، فمن أبى إتِباع رُسُل الله ضل وأورث الضلالةِ لِمن بعده ... فكان المجوس والهِندوس والبوذِيون ... إلخ الذين بِرغم ضلالِهِم ، لازالوا يعْبِدون < الله > عن طريق أشياءٍ صنعوها ، فلما تقادم الزمان عبدوا ما كانوا يصْنعون ... الشاهِد أن كُل هؤلاء ما نفكوا يعبِدون ... وسيظلون يعْبِدون ... وهُم في ضلالةِ ويضِلون

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-18-2009, 07:00 PM)

                  

10-18-2009, 07:09 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...

    كتبت لك :

    Quote: وكيف عاوزني طَيِب ، أعتمِد إستِشهادك بِدِكارت الهو ما موجود أو على الأقل لست مُتأكِدًا مِن وُجودِهِ أو مِن إنو قال الكلام الإستشهدت بيهو إنت

    وكان ردك :
    Quote: أقول إن لم يكن ديكارت فأي فيلسوف مثالي آخر، الحكمة عندي في الاستشهاد ليس في أن المقولة وردت من ديكارت تحديداًً، ولكن من حيث أنها مقولة مثالية فلسفية. بصرف النظر عن أن قائلها هو ديكارت أم غيره، فهل تقبل أنتَ بنفس القدر أن نناقش كلام القرآن بصرف النظر عن أن قائله هو "الله" أو آخر؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى استشهادي بكلام ديكارت (أو غيره) لم يكن المطلوب منه اعتماده من قبلك بل لتوضيح نقطة عجز الفكر المثالي أن يُثبتها ألا وهو (إمكانية وجود وعي خارج المادة)

    طَيِب يا سيدي ... دي أسوأ ... خليك مِن ديكارت ... أُعيد صِياغة كلامي :
    كيف عاوِزني ، أعتمِد إستِشهادك بِجُملة إنت ما عارف منو قالا ... وجعلتها مِن مأثورات < فيلسوف مِثالي آخر > وخلاص؟
                  

10-18-2009, 07:22 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: إذن فجملتك التي أعدت اقتباسها لي مرة أخرى لا تُعد رداً على سؤالي، وعليه فإنني أُعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: إذا لم تكن لتخسر شيئاً في حال كان هذه الغيبيات التي أسكنت نفسك وهدأت حيرتك صحيحة، فلماذا قمت بطرح الأسئلة منذ البداية.

    - في البدء يكون الشك
    - تُطرح الأسئِلة (مِن أين جِئت/أين مآلي ... إلخ)

    Quote: إنتا (يبدو) ما فارقة معاك إنها تكون صحيحة أو غيره صحيحة، المهم عندك هو الحصول على السكينة وليس الحصول على "الحقيقة" بصرف النظر إذا كانت تلك السكينة متوهمة أم حقيقية.

    فارقة معاي بِدليل ما سكنت نفسي ، أثناء بحثي عن الأسئِلة ...
    - سكنت نفسي بِالقُرآن ... الذي أقنعني بِأن الأمر هكذا :
    - كان الله في عماء ، فأبت عظمتِهِ إلا أن تُعبد
    - فخلق الله آدم مِن طين ، ثُم نفخ فيهِ مِن روحِهِ ، وكانت التكاليف ، وكُلما تقادم الزمان أرسل لنا رُسُل ، يُذكِروننا بِأن الله رب العالمين
    - هيئة الله لنا الأرض لِنعيش فيها ، وخلق العقل فينا لِنحتال على الدُنيا بِما يُرضيهِ ، ولِنعْرِفهُ بِهِ ... وجعل لِلعقل سِعه وإنا لمبعوثون

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-18-2009, 07:27 PM)

                  

10-18-2009, 07:33 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: كلمة الحقيقة مقصود بها أن إيمان شخص ما (أي شخص) بأي شيء لا يثبت وقوعه. فإيمان المسيحيين بصلب المسيح لا يُثبت وقوع ذلك. وعلى هذا فإن كلمة "الحقيقة" جاءت هنا متجردة كخلاصة لما سبق الكلام عنه حول "الإشهاد" وإيمانك الشخصي به. وهي حقيقة تخصني أنا، ولا أفرضها عليك.

    < أن إيمان شخص ما (أي شخص) بأي شيء لا يثبت وقوعه > نعم صدقت بِقَولِك هذا ... ولكِن ... يثبِت لنا أنهُ يُؤمِن بِشئٍ ما... أَوليس هكذا؟ هذا سؤال
                  

10-18-2009, 07:47 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: فمن أين لك أن تعرف أن "الله" الذي تعبده الآن، هو ذات الإله الذي قام بفعل الإشهاد؟ ألأنه ذكر ذلك؟

    حسُنًا ... لِنجعل لنا إلهَين إثنَين ... إله الإستِشهاد ونرمز لهُ بِـ(أ) ... وإله آخر مُزَيف ، لِنرمُز لهُ بِـ(ب)
    إذن لدَينا بِإفتِراضِنا أعلاه حقائِق :
    (أ) إله الإستِشهاد
    (ب) إله مُزِيف

    لابُد مِن أن نجعل أُسُس لهكذا إفتِراض :
    - أن (ب) < الإله المُزَيف > لهُ نفس قُدرات وصِفات (أ)
    - أن (ب) < الإله المُزَيف > لهُ هدف مِن إنتِحالِهِ لِشخصِية (أ)
    - أن (ب) < الإله المُزَيف > لهُ أجِندة (هدف/مصالِح ... إلخ)

    قبل أن أُكمِل فِكرتي التي أُريد ، هل تقبل بِما جاء أعلاه؟

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-18-2009, 08:12 PM)

                  

10-19-2009, 08:23 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ: عزام فرح
    تحيّة صباحية طيّبة

    دعني قبل أن أبدأ معك حوارنا لهذا اليوم أعترف لك بأن طريقتك في الحوار هذه ترهقني كثيراً، ولكنني سوف أستمر بها على أية حال.

    تقول:
    Quote: دعني أسألُك مِن أين يستمِد الكَون كُل هذِهِ العبقرِية؟ فلابُد مِن شئٍ ما < واعي > لإدارة هذا الكَون ... شئ < واعي > قام بِخلق الخلق ... بِإدارة الكَون أولَيس هكذا؟ إذا وافقتني ، سمي لي هذا الشئ ... ما إسمه؟ وإذا لم تُوافِقني بِأن الكَون لا يُدار مِن قِبل أحد أو شئ ، أرجو أن تكتُب ذلِك
    إن نظرية مثالية العالم التي لاقت رواجها في العشرينيات من القرن الماضي وما قبلها انتهت الآن حتى عند الذين بشروا بها من قبل لأن القول بأن هذا العالم يسير بطريقة Perfect (سواء أكان وراءها عقل واع أم لا) ليست دقيقة وليست موضوعية على الإطلاق. الطبيعة –يا عزيزي- مُحايدة تماماً تجاه الإنسان وتجاه الكائنات. وليس عقل مدبر وواع وراء كل ما يحدث في هذا الكون بدليل أن هنالك ظواهر ليست مثالية وليست عبقرية على الإطلاق، فالنيازك والأجرام التي تصطدم مع بعضها في الفضاء والأمراض والأوبئة التي تنتشر في أماكن متفرقة من هذا العالم، وتشوهات الأجنة والمواليد، والزلازل والبراكين التي تثور هنا وهناك مُحدثة الكوارث ومُخلة حتى بنظام الكون وانقراض كائنات، واختلال السلم الغذائي في كثير من الأحيان، والظواهر الطبيعية غير المتزنة كظاهرة الاحتباس الحراري وتصدع طبقات الأرض الوسطى، وذوبان الجليد القطبي، والطاقة المعتمة التي بدأت بالتفاعل فعلياً، والتغيّرات المناخية للعديد من القارات، واختفاء الحلقات الغبارية حول كوكب زحل وتأثيرات ذلك المتوقعة على الأرض وعلى كوكب زحل نفسه .... إلخ كل ذلك يُشير إلى الكون لا يسير وفق "إدارة" واعية وعبقرية.

    تقول:
    Quote: - نعم أرى أن قناعاتك الإلحادِية غَير تامة.
    وأقول أنه رأي يخصك، وأحترمه بكل تأكيد، وليست لدي نيّة للدفاع عن قناعاتي أمامك، فأنا هنا أناقشك من منطلق هذه القناعات التي تشكك بها. ولكن فقط أحببتُ أن أذكرك بأن "الإلحاد" كنظرية فلسفية قائمة ومعتمدة على العلم خاضعة إلى التطوّر باستمرار وليست مهمتي أن أشكك في وجود الله بقدر ما يهمني أن أعرف أكثر عن الكون والإنسان.

    تقول:
    Quote: نعم < فِطرة > الإنسان هي التي تقودهُ لِلعِبادة ... والذين يهيمون في طقوسِهِم بحثًا عن < الله > كُلٍ على طريقتِهِ ، يضلون الطريق ، لأن < الله > جعل العقل هادي إلَيهِ ... ولولا مشهد < الإشهاد > لِما هام البشر إبتِداءًا يبحثون عن الله ... لِماذا هؤلاء البشر يهيمون بحثًا على إله؟ ما هو مُحرِكهُم؟ ما الذي يدفع بِهِم إلى ما يُرهِق أبدانِهِم؟ مَن الذي قال لهُم أن تهيموا باحِثين؟ أزعُم أن مشهد < الإشهاد > هو < الفِطرة > هو الذي جعل الناس يهيمون بحثًا عن < إله > ، كان < الله > يرسِل لِلناس رُسُلٌ تُذكِرهُم بِيَوم < الإشهاد > يُرسِل < الله > رُسُلِهِ لِما جبلهُم لُطفًا مِنهُ على < النِسيان > ، فمن أبى إتِباع رُسُل الله ضل وأورث الضلالةِ لِمن بعده ... فكان المجوس والهِندوس والبوذِيون ... إلخ الذين بِرغم ضلالِهِم ، لازالوا يعْبِدون < الله > عن طريق أشياءٍ صنعوها ، فلما تقادم الزمان عبدوا ما كانوا يصْنعون ... الشاهِد أن كُل هؤلاء ما نفكوا يعبِدون ... وسيظلون يعْبِدون ... وهُم في ضلالةِ ويضِلون
    الأمر –كما أراه- مختلف عمّا تراه أنت. إن ما تفضلتَ بطرحه هنا من اعتبار "الإشهاد" سبباً في نزوع الإنسان للبحث عن إله وعبادته يظل فرضية بحاجة إلى إثبات، لأن الدراسات العلمية للتاريخ البشري والأديان الوثنية القديمة وحتى السابقة على الديانات السماوية تُظهر أن التدين ظهر في بدايته كنتيجة حتمية لجهل الإنسان وخوفه من الظواهر الطبيعية التي لم يكن قادراً على تفسيرها في وقتها وظل الإنسان يعبد كل شيء يخاف منه أو يظنه مسيطراً على حياته فعبد الشمس وعبد النار وعبد الحيوانات ولم تظهر الأصنام إلا كرموز تجسيدية لهذا الإله المفترض لأن الإنسان لم يكن يملك وقتها القدرة على التجريد، أعني تجريد القيم (الخير/الشر) ... إلخ. ولم يأت "الله" إلا كنتيجة أيضاً حتمية لتطوّر الفكر الديني الوثني الذي تدرج من عدة آلهات إلى إلهين متصارعين على الدوام ثم إلى إله واحد يجمع كل الصفات والقدرات التي أُخلعت على الآلهات القديمة. واكتسبت فكرة "الله" الواحد هذه عبر هذه الحقبة الزمنية قدرة على مواجهة النقد الذي وُجّه إلى كل الآلهات التي سبقتها فأصبحت الفكرة وكأنها فكرة لا تقهر، ولكن يظل أساسها واحد في النهاية.

    ولو قمنا بعزل طفل حديث الولادة عن كل مُنجز إنساني بأيّ شكل، ووفرنا له سبل الحياة فإننا لا نتوقع أن نجده بعد 30 عاماً رجلاً متديناً باستخدام فطرته تلك، بل سيكون كالإنسان الأول تماماً لا يسعى إلا لإشباع حاجاته العليا في صراع الأساسي من أجل البقاء، وأزعم أنه لن يكون قادراً على الاقتناع بفكرة "الله" الواحد تلك على الإطلاق. إذن ففكرة الإشهاد وعلاقته بالفطرة هي مجردة فرضية لا يُمكن أن تتحقق إلا بالتجريب، علماً بأن تجربة إنسان الغاب متوفرة وحاضرة وشاهدة على ذلك.


    تقول:
    Quote: كيف عاوِزني ، أعتمِد إستِشهادك بِجُملة إنت ما عارف منو قالا ... وجعلتها مِن مأثورات < فيلسوف مِثالي آخر > وخلاص؟
    وأنا قلتُ من قبل:
    ومن ناحية أخرى استشهادي بكلام ديكارت (أو غيره) لم يكن المطلوب منه اعتماده من قبلك بل لتوضيح نقطة عجز الفكر المثالي أن يُثبتها ألا وهو (إمكانية وجود وعي خارج المادة)

    تقول:
    Quote: فارقة معاي بِدليل ما سكنت نفسي ، أثناء بحثي عن الأسئِلة ...
    ولماذا قلتَ إذن من قبل:
    Quote: لن أخسر شئ إذا كان سكني وهمٌ تَوهمتهُ ... ماذا سأخسر؟ لا شئ


    تقول:
    Quote: - كان الله في عماء ، فأبت عظمتِهِ إلا أن تُعبد
    سوف نأتي إلى الكلام عن وجود الله في العدم لاحقاً

    تقول:
    Quote: - خلق الله آدم مِن طين ، ثُم نفخ فيهِ مِن روحِهِ ، وكانت التكاليف ، وكُلما تقادم الزمان أرسل لنا رُسُل ، يُذكِروننا بِأن الله رب العالمين
    ولماذا توقف عن التذكير الآن؟ وماذا عمن لم يُرسل إليهم أيّ رسول ولا علم لهم بأيّ ديانة سماوية؟

    تقول:
    Quote: - هيئة الله لنا الأرض لِنعيش فيها ، وخلق العقل فينا لِنحتال على الدُنيا بِما يُرضيهِ ، ولِنعْرِفهُ بِهِ ... وجعل لِلعقل سِعه وإنا لمبعوثون
    إذا كان "الله" قد خلق الأرض لنعيش فيها، فلم –برأيك- خلق الكواكب التي في مجرات أخرى؟ لماذا يخلق ما لا يفيد الإنسان ولا يضره؟ لماذا خلق الحشرات والمخلوقات الدقيقة التي لا ترى بالعين المُجرّدة والتي لا يتأثر الإنسان بوجودها أو بزوالها؟ لماذا خلق الله القطط البرية، والوعول الجبلية، والسلاحف مثلاً؟

    تقول:
    Quote: < أن إيمان شخص ما (أي شخص) بأي شيء لا يثبت وقوعه > نعم صدقت بِقَولِك هذا ... ولكِن ... يثبِت لنا أنهُ يُؤمِن بِشئٍ ما... أَوليس هكذا؟ هذا سؤال
    أقول: يا عزيزي حاولتُ أن أعلق على قولك لي:
    Quote: هذِهِ < [B]حقيقة[/B] > تقول بِها أنت بِمُفردِك فقط ... لا يقول بِها كثير مِن الناس ... دعنا لا نُعمِم ، أرجوك وأبوس ايدك ياخ لِيكُن رأيُك مصحوبًا بِكلِماتٍ واضِحة < أري أن ... > < أزعُم أن ... > < أعتقِد أن ... > < في ظني ... > حتى لا أضطر الإستِفسار ...
    أنتَ في جُملتك هذه تتهمني بالتعميم وأنا حاولت أن أوضّح لك أن هنالك حقائق مُعممة في طبيعتها، فكان هذا المثال، ولم يكن في نيتي إثبات أو نفي أن ذلك يعني إيمانه بشيء أو غير ذلك. وأوردتُ مثالاً توضيحياً على ذلك وهو إيمان المسيحيين بصلب المسيح، فهذا الإيمان لا يعني أن يكون ذلك صحيحاً (وهذه هي المُعادلة الحقيقية المُعممة في المثال) لذا فإنني عندما أقول (إيمان أي شخص بأي شيء لا يعني وقوعه) فإن هذه حقيقة قابلة للتعميم.

    تقول:
    Quote: قبل أن أُكمِل فِكرتي التي أُريد ، هل تقبل بِما جاء أعلاه؟
    أقول: اعتراضي على فكرة الإشهاد من أساسها وليس على فاعلها. وعلى هذا فإنني أرفض الفكرة جملة وتفصيلاً.
                  

10-19-2009, 09:01 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    كتب الأديب هشام آدم:
    Quote: إذا كان "الله" قد خلق الأرض لنعيش فيها، فلم –برأيك- خلق الكواكب التي في مجرات أخرى؟ لماذا يخلق ما لا يفيد الإنسان ولا يضره؟ لماذا خلق الحشرات والمخلوقات الدقيقة التي لا ترى بالعين المُجرّدة والتي لا يتأثر الإنسان بوجودها أو بزوالها؟ لماذا خلق الله القطط البرية، والوعول الجبلية، والسلاحف مثلاً؟


    بدءاً يا هاشم تحياتي، ودعني أثني على كتاباتك فى هذا البورد، أتفق أو أختلف معك، ولكني مجبراً على
    أن أحييك على على جميع مساهماتك فى التفاكر فى الدين، وصراحة، أنت تعتبر كاتبي المفضل فى هذا
    المنتدى وأعتبرك مفكراً وليس مجرد كاتب أو روائي، وعلى الرغم من أني عضو كسول، لا أقرأ دائماً معظم ما يُكتب،
    وآتي لهذا المنبر بصورة متقطعةولا أشارك فى معظمها، إلا أن قلمك يجبرني دائماً، لمطالعة آخر مشاركة
    تكتبها عندما أصادفك أون لاين.

    عن النقطة التى أثرتها أعلاه، أديك سبب بسيط جداً لماذا خلق الله المخلوقات الدقيقة، هل تعرف يا هشام
    أن البكتريا فى الهندسة البيئية بزرعوها زراعة لتفتيت الفضلات السائلة فى الصرف الصحي ومعالجتها؟!
    هل تعلم يا هشام لولا البكتريا، كم سيكون الكم الهائل من النفايات فى الطرقات، من حيوانات ميتة ونباتات
    وحشائش ميتة وحتى الإنسان تقوم بتفتيت جسمه بعد الممات، فهى مخلوقات نافعة، وتقوم بتنظيف البيئة

    وقل ربي زدني علماً

    مع وافر التقدير

    (عدل بواسطة النذير حجازي on 10-19-2009, 09:56 AM)

                  

10-19-2009, 11:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: النذير حجازي)

    الأخ النذير حجازي
    تحيّة طيّبة

    واسمح لي أن أشكرك جزيل الشكر على رأيك فيما أكتب، أو في بعض ما أكتب.

    أما بخصوص الموضوع فأشكرك بكل تأكيد على الإضافة الهامة، ولاشك أن هنالك كائنات مجهرية دقيقة للبيئة وللإنسان وكلنا نعرف دور البكتيريا وما تفعله لجسم الإنسان وصناعة المضادات الحيوية، ولكنني قصرتُ سؤالي على الكائنات الدقيقة التي لا يُؤثر وجودها أو فناؤها على الإنسان أو على البيئة، كما أنني أردفتُ ذلك بذكر بعض المخلوقات التي –كذلك- لا يُؤثر وجودها وفناؤها على البيئة أو على الإنسان. هنالك أنواع كثيرة جداً من الميكروبات والفيروسات غير المفيدة وغير الضارة للإنسان وللبيئة، فما علّة وجودها؟ إن المقصود من هذه الأسئلة محاولة الإشارة إلى أنّ وجود النظام الكوني ليس مقصوداً في حدّ ذاته، وإنما هي صراعات حيوية متمرحلة يعيش فيها الكائن القادر على البقاء وعلى التأقلم والتكيّف مع محيطه الخارجي بكل أشكاله، وتفنى فيها الكائنات الضعيفة وغير القادرة على التكيّف وكل ذلك بصرف النظر عن مدى فائدتها أو ضررها للإنسان أو للبيئة.

    لك تحياتي
                  

10-19-2009, 11:57 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    الأخ عزام فرح
    تحية طيّبة مُجدداً

    تقول:
    Quote: كان الله في عماء ، فأبت عظمتِهِ إلا أن تُعبد
    هل يُمكن أن تُفسّر لي كيف حصلت هذه الإرادة خارج الزمكان؟

    ثم اسمح لي باطلاعك على هاتين الآيتين
    أولاً: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات:27-30)

    ثانياً: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (البقرة:29)

    بقراءتك لهاتين الآيتين من سورتي البقرة والنازعات ألا تقف على تناقضٍ ما؟
                  

10-22-2009, 09:39 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    ++
                  

10-22-2009, 12:30 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    الأخ / هشام آدم ...

    صباح/مساء الخير ...

    معليش ... ما لاحظت ردك ... أعذرني ... بجيك بس خلي خميسنا ده يِعدي ... على
    كُل حال حفظت رابِط البوست ده في الـFavorites علشان ما يِضيع مني تاني
                  

10-22-2009, 01:02 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ: عزمي فرح
    لا عليك يا أخي .. خذ وقتك
    فأنا أيضاً خميسي مزحوم بزيارات عائلية
    وموعدنا السبت :)
                  

10-23-2009, 08:30 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    هشام آدم ...
    صباح/مساء الخير ...

    Quote: إن نظرية مثالية العالم التي لاقت رواجها في العشرينيات من القرن الماضي وما قبلها انتهت الآن حتى عند الذين بشروا بها من قبل لأن القول بأن هذا العالم يسير بطريقة Perfect (سواء أكان وراءها عقل واع أم لا) ليست دقيقة وليست موضوعية على الإطلاق. الطبيعة –يا عزيزي- مُحايدة تماماً تجاه الإنسان وتجاه الكائنات. وليس عقل مدبر وواع وراء كل ما يحدث في هذا الكون بدليل أن هنالك ظواهر ليست مثالية وليست عبقرية على الإطلاق، فالنيازك والأجرام التي تصطدم مع بعضها في الفضاء والأمراض والأوبئة التي تنتشر في أماكن متفرقة من هذا العالم، وتشوهات الأجنة والمواليد، والزلازل والبراكين التي تثور هنا وهناك مُحدثة الكوارث ومُخلة حتى بنظام الكون وانقراض كائنات، واختلال السلم الغذائي في كثير من الأحيان، والظواهر الطبيعية غير المتزنة كظاهرة الاحتباس الحراري وتصدع طبقات الأرض الوسطى، وذوبان الجليد القطبي، والطاقة المعتمة التي بدأت بالتفاعل فعلياً، والتغيّرات المناخية للعديد من القارات، واختفاء الحلقات الغبارية حول كوكب زحل وتأثيرات ذلك المتوقعة على الأرض وعلى كوكب زحل نفسه .... إلخ كل ذلك يُشير إلى الكون لا يسير وفق "إدارة" واعية وعبقرية.

    Quote: إن نظرية مثالية العالم التي لاقت رواجها في العشرينيات من القرن الماضي وما قبلها انتهت الآن حتى عند الذين بشروا بها من قبل لأن القول بأن هذا العالم يسير بطريقة Perfect (سواء أكان وراءها عقل واع أم لا) ليست دقيقة وليست موضوعية على الإطلاق. الطبيعة –يا عزيزي- مُحايدة تماماً تجاه الإنسان وتجاه الكائنات.

    - ما تُسميهُ أنت < الطبيعة > أسميهُ أنا < الله >
    - وما تُسميهِ بِحِياد الطبيعة ، أقول أن هذا مِن ضِمن ما هيأهُ الله تعالى ، للإنسان (أرض وسماء) وذلِك في قَولِهِ تعالى : < وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ > 10 فصلت وقَولِهِ تعالى < ... فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ... > أربعة أيام ... لَيس ثلاثة أو خمسة أيام ... أربعة أيام فقط ... فلا نعود ونسأل بعد ذلِك عن الحوادِث التي تطرأ في الكَون ... سلسلة وحلقات ... إذا سقطت اشِعة الشمس على مُسطح مائي ... يحدُث التبخُر ... فيصعد البُخار إلى أعلى ... يتكثف ويسقُط مطرًا ... فتنبُت الأرض ... ويأكُل مِنها الكُل ... ألَيس هذا ما تُسميهِ بِالـ< طبيعة >؟ ناموس الله تعالى ... ناموس حِيادي ... لا يُفرِق بَين مُسلِم وكافِر ... إينما وُجد سقطت أشِعة الشمس على مُسطح مائي نتج عنه بُخار ... إذن نستطيع أن نُعدِد الحوادِث مِن أسفل لأعلى ... يأكل الكُل مِما تُنبِت الأرض التي أُمطِرت بِسُحُبٍ تكاثفت ذراتِها بِفِعل البُخار المُتصاعِد مِن المُسطح المائي الذي سُخِن بِواسطة أشِعة الشمس التي سقطت علَيِه ... فنصل إلى نِهاية الحلقة < الشمس > ... لابُد أن نُكْمِل ... هل تُريدُني أن أُكْمِل وأقول ... والشمس خلقتها الطبيعة! ومَن الذي خلق الطبيعة نفْسُها؟ مَن ؟

    Quote: وليس عقل مدبر وواع وراء كل ما يحدث في هذا الكون بدليل أن هنالك ظواهر ليست مثالية وليست عبقرية على الإطلاق، فالنيازك والأجرام التي تصطدم مع بعضها في الفضاء والأمراض والأوبئة التي تنتشر في أماكن متفرقة من هذا العالم، وتشوهات الأجنة والمواليد، والزلازل والبراكين التي تثور هنا وهناك مُحدثة الكوارث ومُخلة حتى بنظام الكون وانقراض كائنات، واختلال السلم الغذائي في كثير من الأحيان، والظواهر الطبيعية غير المتزنة كظاهرة الاحتباس الحراري وتصدع طبقات الأرض الوسطى، وذوبان الجليد القطبي، والطاقة المعتمة التي بدأت بالتفاعل فعلياً، والتغيّرات المناخية للعديد من القارات، واختفاء الحلقات الغبارية حول كوكب زحل وتأثيرات ذلك المتوقعة على الأرض وعلى كوكب زحل نفسه .... إلخ كل ذلك يُشير إلى الكون لا يسير وفق "إدارة" واعية وعبقرية.

    يا عزيزي لَيس كُل ما لا تفهم حِكْمتِهِ تُصنِفهُ بِـ < ظواهر ليست مثالية > مثلاً علِمنا مؤخرًا أن مِن أسباب تشَوُهات الأجِنة (منقول) :
    (01) اخذ الام لادويه غير مصرح بها للحامل خلال فترة الحمل وخصوصا اول خمس شهور
    (02) تعرض الام لاشعه اكس
    (03)افراط الام لاستعمال مستحضرات التجميل الضارة وخصوصا اول خمس شهور مثل الصبغات والعطور والكحل وغيره وخصوصا استعمال الكحل يؤدى الى تخلف عقلى للاطفال وانيميا
    (04)الملابس الضيقه التى تضغط على الجنين وهو فى بطن امه فا من الممكن ان تؤدى هذه الملابس الضيقه بضغط على اماكن خطرة فى الجنين مثل منطقه الراس مما يؤدى الى ضعف نموها
    (05) تدخين الام من اخطر العوامل المسببه لتشوهات الجنين وايضا التدخين السلبى للام خطر مثل تدخين الزوج داخل المنزل
    (06) سوء التغذيه للام يعرض الجنين احيانا لبعض التشوهات الخلقيه او العصبيه مثل نقص الكالسيوم الذى يؤدى بالجنين الى حدوث نوبات وتشنجات عصبيه
    (07) اهمال الام لاخذ الجرعات اللازمه من حمض الفوليك اسيد الذى يقى الجنين من التشوهات
    (08) الجلوس امام شاشه التلفاز لفترات طويله جدا من على قرب اقل من تلاته متر
    (09) زواج الاقارب وخصوصا العصب مثل ابناء العم وابناء العمه لان ذلك الزواج يدعم وبعزز الصفات الوراثيه والامراض الوراثيه الغير مرغوب فيها
    (10) تناول الام الى الاطعمه الدليفرى والاطعمه المصنعه بل المواد الحافظه والفول الصويا والدهون المشبعه مثل الهامبورجر والسوسيس وخلافه
    (11) اكل سمك التونه والفسيخ والملوحه بكثرة اثناء فترات الحمل يؤدى الى مشاكل بل الجهاز العصبى للجنين
    (12) تعرض الام المستمر للتلوث الهوائى مثل الامهات الموظفات فى المصانع وغيره واستنشاقهم لعوادم السيارات وخصوصا فى اول تلات شهور يمثل خطرا بالغا على الجهاز العصبى المركزى للجنين

    وعلِمنا أن < الإحتِباس الحراري > والذي يُسمى < ظاهِرة إرتِفاع درجات حرارة الأرض > التي تؤدي إلى < ذوبان الجليد القُطبي > و< التغيرات المناخية > سببُها :
    (منقول) مع بداية الثورة الصناعية ،في حوالي العام 1850 ، بدأ يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الجوي ، نجم عن هذا الارتفاع وبشكل كبير عن إحراق الوقود الأحفوري الذي يطلق ثاني أكسيد الكربون كمادة ناتجة فرعية ، قد تتوقع استفادة النبات من تنامي ثاني أكسيد الكربون في الجو ، إلا أنه في واقع الأمر يمكن لارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون في الجو إلحاق الضرر بالكائنات الحية ذات البناء الضوئي أكثر من مساعدتها. يحتجز ثاني أكسيد الكربون و غازات أخرى في الجو بعض حرارة كوكب الأرض ، وهذا يجعل الأرض أكثر سخونة ، وقد يؤدي هذا الاحتباس الحراري إلى خفض الهطول على الأرض ، فتتصحر مناطق وقد لا تعود ملائمة لمعظم النباتات .
                  

10-23-2009, 08:57 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام أدم ...
    Quote: الأمر –كما أراه- مختلف عمّا تراه أنت. إن ما تفضلتَ بطرحه هنا من اعتبار "الإشهاد" سبباً في نزوع الإنسان للبحث عن إله وعبادته يظل فرضية بحاجة إلى إثبات، لأن الدراسات العلمية للتاريخ البشري والأديان الوثنية القديمة وحتى السابقة على الديانات السماوية تُظهر أن التدين ظهر في بدايته كنتيجة حتمية لجهل الإنسان وخوفه من الظواهر الطبيعية التي لم يكن قادراً على تفسيرها في وقتها وظل الإنسان يعبد كل شيء يخاف منه أو يظنه مسيطراً على حياته فعبد الشمس وعبد النار وعبد الحيوانات ولم تظهر الأصنام إلا كرموز تجسيدية لهذا الإله المفترض لأن الإنسان لم يكن يملك وقتها القدرة على التجريد، أعني تجريد القيم (الخير/الشر) ... إلخ. ولم يأت "الله" إلا كنتيجة أيضاً حتمية لتطوّر الفكر الديني الوثني الذي تدرج من عدة آلهات إلى إلهين متصارعين على الدوام ثم إلى إله واحد يجمع كل الصفات والقدرات التي أُخلعت على الآلهات القديمة. واكتسبت فكرة "الله" الواحد هذه عبر هذه الحقبة الزمنية قدرة على مواجهة النقد الذي وُجّه إلى كل الآلهات التي سبقتها فأصبحت الفكرة وكأنها فكرة لا تقهر، ولكن يظل أساسها واحد في النهاية.

    لن تستطيع أن تُثبِت لي أن تدَيُن الإنسان ... تدَيُن الإنسان الأول < ظهر في بدايته كنتيجة حتمية لجهل الإنسان وخوفه من الظواهر الطبيعية التي لم يكن قادرا على تفسيرها > ولن أستطيع أنا إثبات واقِعة < الإشهاد > ... الإشهاد المسرح والسيناريو ... فأنا أرى فقط إرهاصات واقِعة < الإشهاد > ... هُناك أشياء لا يراها الوثني ... الكافِر ... المُلحِد ... لكِن ... يحِس بِوجودِها ... لقد تجاوز الإنسان غَير المؤمِن كُل مخاوِفِهِ القديمة والجديدة ... ولم يتبقى لِغَير المؤمِن سِوى خَوفِهِ مِن < المَوت > ... حقيقة ماثِلة أمامِهِ ... يرى الناس يموتون ... كُل يَوم ... لن أقول لك أن الشَيطان قد زَين لك أمرٍ ما ... فقد أسألُك ... كَيف ستقتص مِن مَن ظلمك؟ كَيف سينال الطُغاة ما يستحِقون؟ هل تستطيع أن تتخَيل أن هشام آدم ... طفولتِهِ ... صباهُ ... شبابِهِ ... دراستِهِ ... كفاحِهِ في الحياةِ الدُنيا ... إنجازاتِهِ ... كُل ذلِك يضيع في رمشة عَين بِالمَوت ... تصبح أثر بعد عين ... تزول ... تختفى ... هكذا ... وماذا عن أفعالك التي فعلتها ... إثمُك ... خَيرُك ... أين سيذهب ... أَيُعقل أن لا تُعقد لك محكمة وميزان عدل ... هل تُفضِل ذلِك ... قَولِك أن " الله " كان نتيجة حتمِية لِتطَوُر الفِكر الوثني ... إلخ إن الدين لم يبدأ أصلاً بِالأرض ... بدأ في السماء عِندما كُلِف سَيِدُنا آدم علَيهِ السلام ، وهذا قبل أن تظهر مخاوِف الإنسان مِن ظواهِر الطبيعة ... والذي تُسميهِ < مخاوِف > أُسميهِ أنا < أشواق > لِواقِعة < الإشهاد > ... هذا الخَوف الذي يعتريني لا يُزيدُني إلا قُربًا مِن خالِقي ...
                  

10-23-2009, 09:06 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: ولو قمنا بعزل طفل حديث الولادة عن كل مُنجز إنساني بأيّ شكل، ووفرنا له سبل الحياة فإننا لا نتوقع أن نجده بعد 30 عاماً رجلاً متديناً باستخدام فطرته تلك، بل سيكون كالإنسان الأول تماماً لا يسعى إلا لإشباع حاجاته العليا في صراع الأساسي من أجل البقاء، وأزعم أنه لن يكون قادراً على الاقتناع بفكرة "الله" الواحد تلك على الإطلاق. إذن ففكرة الإشهاد وعلاقته بالفطرة هي مجردة فرضية لا يُمكن أن تتحقق إلا بالتجريب، علماً بأن تجربة إنسان الغاب متوفرة وحاضرة وشاهدة على ذلك.

    ومَن رأى < الإنسان الأول > فعرِف أنهُ كان < لا يسعى إلا لإشباع حاجاته العليا > مِن أين لك بِهذا القَول؟ هل تستطيع إثباتهُ؟ أم هو إفتراض دارويني؟
    ومَن قال أن < إنسان الغاب > إنسان؟

    180px-Orangutan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-23-2009, 09:07 AM)

                  

10-23-2009, 09:26 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...

    أنا قُلت :
    Quote: خلق الله آدم مِن طين ، ثُم نفخ فيهِ مِن روحِهِ ، وكانت التكاليف ، وكُلما تقادم الزمان أرسل لنا رُسُل ، يُذكِروننا بِأن الله رب العالمين

    أنت كتبت :
    Quote: ولماذا توقف عن التذكير الآن؟ وماذا عمن لم يُرسل إليهم أيّ رسول ولا علم لهم بأيّ ديانة سماوية؟

    لم يتَوقف ، إختلف العُلماء في الفترة بَين رسالة (تذكير) سَيِدُنا عيسى علَيِهِ السلام ورسالة (تذكير) سَيِدُنا مُحمد (ص) ألف عام ، حسب رِواية الناسبوري في قَصص الأنبِياء وقال آخرون 500 عام و ... إلخ وبِرِسالة سَيِدُنا مُحمد (ص) إنتهى عهد أرسال الرُسُل (المُذكِرين) لأن الإنسان أصبح اليَوم واعي بِما فيهِ الكِفاية لِيُدرِك أن لِلكَون إله ... مُحرِك ... قُوة مُيسطِرة ... تُراقِب ... تردع

    سأقتبِس ما كتبتهُ في عمود < التَعْقيب ... خواطِر قُرآنِية > تحت إسم العدل الإلهي بَين < خَيْرُ الْحَاكِمِينَ > و < ... يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء ... > لأُجيب عن الشُق الثاني مِن سؤالِك < وماذا عمن لم يرسل إليهم أي رسول ولا علم لهم بأي ديانة سماوية :
    [QUOTE] ... أما الذي نشأ عاقِلاً – أي غَير مُختل عقلِياً - في الأدغال أو في مكانٍ نائي مثلاً ، ولم يختص بِنبي/رسول ، مِثل هذا يكون عقلِهِ هو رسولِهِ ، مِثل إبراهيم علَيهِ السلام ، هداهُ عقلِهِ إلى الله كِفاحاً ... [GREEN]< فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ >
    الأنعام 76-79 وقد أعْمَلت كذلِك كثيرٌ مِن الأقوام والأعراق عقلِها في الإهتِداء إلى الله تعالى ... فمثلاً كان النوبِيون مِن مُعتنِقي عقيدة الشمس (رع) في إطارِها التَوحيدي ، أي عِبادة ربُ الشمس ، ولَيس كما هو شائِع بِأن تلك العقيدة تُألِه الشمس ، على كُل حال فإن الشمس كانت أكبر مِن أن تُهمل ، فحتى الخليل علَيهِ السلام لم يستطيع أن يتجاوزها < ... فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ ... > الأنعام 78 ... ثُم آمنوا – أي النوبِيون كمِثال – بِرِسالة أخناتون (ذي القرنَين) (4) التَوحيدِية ... ثُم آمنوا بِرِسالة موسى علَيهِ السلام ... آمنوا بِرِسالة عيسى علَيهِ السلام ... ثُم آمنوا بِرِسالة مُحمد علَيهِ السلام ...

(عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-23-2009, 09:29 AM)

                  

10-23-2009, 09:42 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...
    Quote: إذا كان "الله" قد خلق الأرض لنعيش فيها، فلم –برأيك- خلق الكواكب التي في مجرات أخرى؟ لماذا يخلق ما لا يفيد الإنسان ولا يضره؟

    ومن قال لك أن < خلق الكواكب التي في مجرات أخرى > لا تفيد؟ هل علِمت بِعدم فائِدتِها؟ وهل يُفترض أن ينحصِر خلق الكواكِب فقط لفائِدة الإنسان؟ مَن قال بِذلِك؟ كتبت ف عمود < التَعْقيب ... خواطِر قُرانِية > في هذا الشأن الآتي :
    Quote: لا أستطيع تخَيُل كَون الله تعالى تنحصِر أشغالِهِ فقط على كَوكب الأرض وساكِنيها فإن لِلإنشِغال حدٌ تنتهي إلَيهِ بِإنعِقاد الصِراط المُستقيم وتَوزيع الناس بِغُرف الجنةِ والنار ... ثُم ماذا؟ هل تُبطل أشغال الله تعالى بِإنتِهاء الحِساب ... إن الله تعالى أجل وأكبر مِن أن يكون شُغْلِهِ الشاغِل إنسان ... وإذا كان [ الإنسان ] هو الوحيد المخلوق العاقِل بِالكَون ، فيُمكِنُنا أن نصِف الحَيِز الذي تَشغلهُ المجرات بِأنهُ [ هدراً كبيراً لِلمِساحة ] لا أعتقِد أن الأمر سينتهي بِإنتِهاء الحِساب ... فإن حجم الأرض العاقِلة ومَن علَيها كدودٍ في عودٍ يطفو بِبحرٍ عاتٍ ..

    Quote: لماذا خلق الحشرات والمخلوقات الدقيقة التي لا ترى بالعين المُجرّدة والتي لا يتأثر الإنسان بوجودها أو بزوالها؟ لماذا خلق الله القطط البرية، والوعول الجبلية، والسلاحف مثلاً؟

    من قال لك أن الحشرات والمخلوقات المجهرِية لا يتأثر بها الإنسان؟ أراك تلوم كُل ما لا تعرِف لهُ سببا ، كأنك يُفترض بك أن تعلم لِكُل شئٍ سببا!
    (منقول)
    ليست العناكب والصراصير مزعجه للإنسان كما نعتقد فحسب ..بل يمكن الاستفاده منها ..فقد توصل الباحثون في علم الحشرات والكيميائيون والصيادله الى التأكيد على ان هذه الحشرات تقدم علاجات ناجحه للبشر وخاصه ضد السرطان والملاريا..

    وقال الباحثون ((كونراد ديتنر)) في جامعة ((بابرويت)) في جنوب ألمانيا ((ثمة العديد من الأنواع الحيوانيه,,تختزن في داخلها بمواد بيولوجيه مختلفه مثل البكتيريا,,والطحالب,,ذات النافع الطيبه المؤكده ,,وهناك حوالي أربعة الى سته ملايين نوع من الحشرات تشكل خزاناً هائلاً لمثل هذه المواد البيولوجيه المفيده))
    وأشار الى ان فريق العمل الذي يشرف عليه نجح في الحصول على عقار يمنع الإصابه بالتورمات السرطانيه نتيجة لدراسة استغرقت عشر سنوات على نوع من الصراصير الأوربيه ذات الأجنحه القصيره ,,وقالت ان أنثى هذه الصراصير تنتج مادة في دمها لحماية بيضها تسمى ((بيديرن)) وهي مادة سامه وقادره على منع تكاثلر الخلايا السرطانيه..

    من جانب اخر نجح فريق بريطاني في استخلاص مادة تنتجها الديدان واستخدمها لمعالجة مرض يدعى(ليم بوريليون) الذي تنقله الديدان بالإضافه الى استخدامها في معالجة أمراض الحساسيه المختلفه كما اكتشف الباحثون مجموعة واسعه من (المواد الحشريه)القادره على ان تستخدم كمواد لمضادات حيويه لمعالجة الكوليرا والملاريا..
                  

10-23-2009, 10:15 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    هشام آدم ...

    كتبت أنا :
    Quote: كان الله في عماء ، فأبت عظمتِهِ إلا أن تُعبد

    وسألت أنت :
    Quote: هل يُمكن أن تُفسّر لي كيف حصلت هذه الإرادة خارج الزمكان؟

    أنا أُؤمِن بِأن " الله " خلق الزمكان ... والذي يخلُق الشئ لا يكون ضِمنِهِ ... حتى أنتُم المُلْحِدين لكُم إله سمْيتُموه < الطبيعة > فأنتُم تخافون مِما لا تعلمون ... إضطررتُم إلى إحالة أمر الكَون إلى قُوةٍ ما ... عَيب قُوتِكُم التي أحِلتوا إلَيها أمر الكَون ، أنها مِن ضِمن الكَون ، يجري علَيها ما يجري على المَوجودات ... وهذا عَيب ... فأنت ترسُم اللَوحة وتُريد أن تكون ضِمنُها ... أن تختفي داخِلُها ... أن تجري علَيك كُل ما يجري على اللَوحة ... إذا وُجِدت لَوحة ، لابُد مِن رسام ... رسام خارِج اللَوحة ... هذا علم منطِق ... فقط منطِق

    في شأن الإيمان والكُفر أروي قِصة تُجمِل مقصدي : في مزرعة الدواجِن التي تدور فيها قِصتي ... لم ترى أي دِجاجة إنسان ... كان بَيضِها في قفاسات ... ثُم تولت الآلة نقل الكتاكيت إلى الأقفاص ... تُعبأ مواعين الطعام والشراب لها تِلقائِيًا ... حتى غدت دِجاجات كامِلة ... في أثناء ذلِك تمكنت إحدى الدِجاجات مِن الخُروج مِن القفص إلى ساحة المزرعة ... رأت الإنسان لأول مرة ... رأت ضوء الشمس ... الأشجار ... النهر ... حيوانات المزرعة ... وبِوقت آخر أُعيدت إلى قفص الدواجِن ... حكت ما رأتهُ لِبقِية الدِجاج ... لم يُصدِقُها أحد ...

    أوردت الآيتَين أدناه وقُلت < بقراءتك لهاتين الآيتين من سورتي البقرة والنازعات ألا تقف على تناقضٍ ما؟ > :
    < أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا > 27-30 النازِعات
    < هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ > 29 البقرة

    أرِني أنت التناقُض الذي تراهُ ، فإني لا أرى تناقُض ...

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-23-2009, 10:16 AM)

                  

10-24-2009, 09:04 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ: عزام فرح
    تحيّة طيّبة

    أعترف لك بأنك أكثر المثاليين الذين ناقشتهم جرأةً على المثالية نفسها. ومن قبل زعمتُ بأن جُلّ ما تعتمد عليه في مناقشتك هنا هو الإنشاء ولا أدري لم أغضبك ذلك، فأنا لا أرى في الإنشاء ما يُغضبك، ولا أعلم إن كان لهذا اللفظ مدلولات سلبية؛ ولكنني فقط أردتُ التلميح لاعتمادك على الجُمل المسترسلة التي لا إثبات عليها ولا دليل. هذا هو الإنشاء كما أعرفه، أو على الأقل كما قصدته. وسوف يأتي تفصيل ذلك فيما يلي من تعقيبي على مداخلاتك الأخيرة. أمّا سبب قولي بأنك أكثر المثاليين جرأة على المثالية ذاتها فهي متمثلة في قولك:
    Quote: ما تُسميهُ أنت < الطبيعة > أسميهُ أنا < الله >
    لأن الطبيعة هنا –يا عزيزي- مرادف لغوي لمُجمل القوانين المادية المتحكمة في تسيير الظواهر وحدوثها واختلافها واختلالها كذلك، والمثالية ترى أن هذه القوانين نفسها لها علة عليا يتحكم بها أو على الأقل تسبب في وجودها، وهم بذلك يفرّقون بين الطبيعة المادية Physics وبين ماوراء الطبيعة ####-Physics وهي تلك القوة المُبهمة التي تتحكم في هذه القوانين. واعتبارك للطبيعة مرادفاً لله أعتبره تطوراً نوعياً غير مسبوقاً في الفلسفة المثالية، وهو ما يجعل نقاشي معك أكثر سهولة على اعتبار أن الله "مادي" Physics وبالتالي إمكانية إثبات وجوده بشكل علمي وحسّي أكثر من اعتمادنا على دلالة الماوراء مستحيلة الإثبات أو حتى عبر فرضيات وتكهنات تحمل نقدها داخلها وفق المنطق الرياضي البسيط لنظرية الاحتمالات.

    تقول:
    Quote: وما تُسميهِ بِحِياد الطبيعة ، أقول أن هذا مِن ضِمن ما هيأهُ الله تعالى ، للإنسان (أرض وسماء)
    والواقع أنّ ما قصدته بحياد الطبيعة تجاه الإنسان هو ديمومة وصيرورة القوانين الطبيعية بصرف النظر عن كونها نافعة أو ضارة للكائنات، فالحياة على هذا الكوكب وُجد بتوافر عوامل وعناصر أولية للحياة ووجود هذه العناصر الأولية جاء نتيجة "طبيعية" لمجموعة من الظواهر والتفاعلات التي حدثت على ظهر هذا الكوكب (كالبراكين) التي وفرت قدراً كبيراً من عنصر الكربون والتي بدورها ساعدت مع مرور الوقت وتتابع الظواهر وتتاليها إلى خلق القشرة الأولى من الغلاف الجوي للأرض هذا الغلاف الجوي ساعد في الحيلولة دون أن تفقد الأرض مزيداً من المواد التي من شأنها أن تفيد منذ البداية في ظهور أولى مظاهر الحياة على الأرض عبر تفاعلها مع بعضها من ناحية، وفي حال توفر المناخ المناسب من ناحية أخرى، ولو توافرت هذه العناصر والعوامل في كوكب آخر لأصبح بالإمكان وجود أشكال ومظاهر مختلفة من الحيوات فيها كذلك، وهو ما يبحث عنه العلماء الآن.

    حسناً ما قيمة هذا الحديث الآن؟ النظرية الدينية تفترض الآتي (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون) ويبدو أن قصة نشأة الكون وظهور أولى أشكال الحياة على الأرض وتطوّر هذه الأشكال عبر آلاف وملايين السنين تجعلنا نطرح العديد من الأسئلة حول (كيف/لماذا خلق الله الإنسان؟) ودمج هذين السؤالين يجعلنا نفكر كثيراً في إمكان توافق الأسباب الفيزيائية مع الغايات الماورائية. وبالتالي تجعلنا نطرح تساؤلات حول إرادة الخلق هذه: فهل كان خلق الكون بكل أنظمته وقوانينه ما نعلمه وما لا نعلمه، ما يُفيد منه وما لا يُفيد، الواضحة منها والغامضة جزءاً من خطة الله لخلق الإنسان بغرض عبادته؟ وإذا كان هذا العالم "الدنيوي" سيفنى مع نهاية "فترة الاختبار" لنعيش في عالم آخر فما كان ضرورة كل هذه الدقة وكل هذه القوانين؟ ألم يكن من الممكن إجراء هذا الاختبار في أبسط شكل ممكن بحيث يؤدي الغرض المطلوب من العلة الكبرى لخلق الإنسان؟

    تقول:
    Quote: < وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ > 10 فصلت وقَولِهِ تعالى < ... فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ... > أربعة أيام ... لَيس ثلاثة أو خمسة أيام ... أربعة أيام فقط
    إذا كان هنالك إله بالمواصفات التي تقترحها ويقترحها المتدينون؛ أعني بقدراته الخارقة، فإن مدة الأربعة أيام هذه فترة طويلة جداً مقارنة بإله يُمكنه فعل أيّ شيء بمجرد الإرادة المطلقة (كن) ولا أر –بناءً على ذلك- أيّ إعجاز في تحديد مدة ذلك بأربعة أيام (فقط)!

    تقول:
    Quote: إذا سقطت اشِعة الشمس على مُسطح مائي ... يحدُث التبخُر ... فيصعد البُخار إلى أعلى ... يتكثف ويسقُط مطرًا ... فتنبُت الأرض ... ويأكُل مِنها الكُل ... ألَيس هذا ما تُسميهِ بِالـ< طبيعة >؟ ناموس الله تعالى ... ناموس حِيادي ... لا يُفرِق بَين مُسلِم وكافِر ... إينما وُجد سقطت أشِعة الشمس على مُسطح مائي نتج عنه بُخار ... إذن نستطيع أن نُعدِد الحوادِث مِن أسفل لأعلى ... يأكل الكُل مِما تُنبِت الأرض التي أُمطِرت بِسُحُبٍ تكاثفت ذراتِها بِفِعل البُخار المُتصاعِد مِن المُسطح المائي الذي سُخِن بِواسطة أشِعة الشمس التي سقطت علَيِه
    دعني أجاريك في هذا الكلام بأن كل هذه القوانين الكونية والطبيعية: المنتظمة وغير المنتظمة منها ما هو إلا ناموس إلهي؛ فما الذي يجعلنا نفترض أنه ناموس "الله" الإسلامي المعروف؟ لماذا لا يكون مثلاً ناموس من خلق براهاما، لاسيما وأن هذا الإله سيحل لنا إرباك قانون السببية التي يتوقف عندها الموحّدون عند "الله" ولا يُطبّقون عليه القانون وبذلك ينقطع التسلسل المنطقي الذي يقوم على أساسه كل قانون يُمكن تسميته بقانون. فبراهاما هو إله خالق ومخلوق في ذات الوقت وليس كإله الموحدين الذي يخلق ولم يُخلق مُحدثاً زعزعة جوهرية في قانون السببية الذي يعتمد عليه المثاليون، والذي أراك اتبعته أيضاً في قولك:
    Quote: لابُد أن نُكْمِل ... هل تُريدُني أن أُكْمِل وأقول ... والشمس خلقتها الطبيعة! ومَن الذي خلق الطبيعة نفْسُها؟ مَن ؟
    لماذا يجب أن يكون "الله" الإسلامي أو إله التوحيديين هو بالتحديد خالق هذا الناموس؟ أعني ما دليلك على أنه "الله" وليس براهاما أو هيندرا أو غيرهما؟ ما هو دليلك على ذلك؟

    تقول:
    Quote: يا عزيزي لَيس كُل ما لا تفهم حِكْمتِهِ تُصنِفهُ بِـ < ظواهر ليست مثالية >

    وتضيف:
    Quote: وعلِمنا أن < الإحتِباس الحراري > والذي يُسمى < ظاهِرة إرتِفاع درجات حرارة الأرض > التي تؤدي إلى < ذوبان الجليد القُطبي > و< التغيرات المناخية > سببُها :
    (منقول) مع بداية الثورة الصناعية ،في حوالي العام 1850 ، بدأ يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الجوي ، نجم عن هذا الارتفاع وبشكل كبير عن إحراق الوقود الأحفوري الذي يطلق ثاني أكسيد الكربون كمادة ناتجة فرعية ، قد تتوقع استفادة النبات من تنامي ثاني أكسيد الكربون في الجو ، إلا أنه في واقع الأمر يمكن لارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون في الجو إلحاق الضرر بالكائنات الحية ذات البناء الضوئي أكثر من مساعدتها. يحتجز ثاني أكسيد الكربون و غازات أخرى في الجو بعض حرارة كوكب الأرض ، وهذا يجعل الأرض أكثر سخونة ، وقد يؤدي هذا الاحتباس الحراري إلى خفض الهطول على الأرض ، فتتصحر مناطق وقد لا تعود ملائمة لمعظم النباتات .
    إن كلامك أعلاه هو بالتحديد ما عنيته من قولي بحيادية الطبيعة، لأن حيادية الطبيعة متمثلة تماماً في تولّد الظواهر بناءً على توافر أسبابها وليس لإرادة إلهية عليا أو غيره. وإذا كنا سوف نصدّق ما تذهب إليه من أن "الله" هو خالق هذا الكون وأنظمته وقوانينه (نواميسه) فإن كلامك الذي استشهدتَ به أعلاه يدل على أن بناء الله هذا لم يكن بالدقة التي قد نتصورها وأن كائن مثل الإنسان قد يُغيّر في هذه النواميس أو يؤدي إلى تشويهها على الأقل.

    أقول: إن التصديق بأن هذا العالم هو عالم Perfect لا يقبل وجود خلل واحد خارجي أو ذاتي يُؤدي إلى زعزعة هذا النظام، والواقع أن ما تراه منتظماً ما هو إلا نتيجة لتوافر عوامل غير واعية أبداً بصيروراتها تماماً كعمليات التلقيح الطبيعية التي تتم بين الأزهار سواء بواسطة الريح أو بواسطة الفراشات أو النحل، فلا الريح تجري بوعي التلقيح، ولا الفراش ينتقل بين الأزهار ليلعب دور المُلقح، هذه الأمور تحدث بصورة تلقائية غير واعية على الإطلاق، وقد يتسبب طفل شقي في تلقيح الزهرة من خلال عبثه بالأزهار. وإذا كان الأمر نتيجة إدارة واعية لكان من الأكمل أن تتم عمليات تسوية تلقائية تعمل على حفظ الموازنة المطلوبة تماماً كعمل خزانات المياه الأتوماتيكية التي ما إن يصل مستوى الماء داخلها إلى حدّ معيّن حتى يعمل المضخ المائي على تزويد الخزان بالمياه عبر مولدات الكهرباء وتتوقف تلقائياً عند ارتفاع منسوب الماء إلى حد معين، وبذلك تعمل على خلق موازنة تعويضية سريعة بين كمية المياه المستهلكة وكمية الماء الضرورية. ولكن الأمر في الطبيعة والكون لا تتم بهذه الصورة، وكلامك أعلاه خير شاهد على ذلك.

    تقول:
    Quote: لن تستطيع أن تُثبِت لي أن تدَيُن الإنسان ... تدَيُن الإنسان الأول < ظهر في بدايته كنتيجة حتمية لجهل الإنسان وخوفه من الظواهر الطبيعية التي لم يكن قادرا على تفسيرها >
    الواقع أن هذا الكلام مُثبت فعلاً عبر عشرات الدراسات الأنثربيولوجية وعبر قراءات وافرة للديانات الوثنية القديمة، وعبر الدراسات التاريخية العلمية، فأنا هنا لا أحاول الإثبات وإنما أستشهد بما هو مُثبت فعلاً.

    تقول:
    Quote: ولن أستطيع أنا إثبات واقِعة < الإشهاد > ... الإشهاد المسرح والسيناريو ... فأنا أرى فقط إرهاصات واقِعة < الإشهاد > ... هُناك أشياء لا يراها الوثني ... الكافِر ... المُلحِد ... لكِن ... يحِس بِوجودِها ...
    فيما يتعلق بموضوع الإشهاد –يا عزيزي- فإن الأمر أعتبره في منتهى الغرابة، فلماذا نحتاج في إثبات وجود الله غير المادي إلا أدلة غير مادية كذلك؟ الأمر بالنسبة إليّ ببساطة المثل التالي: أحمد مهندس ناجح جداً في عمله وفي حياته الزوجية، وكانت حياته تسير على ما يُرام حتى ذلك اليوم الذي دخل عليه فيه رجل مُسن يزعم بأنه أبوه، جاء ليُحاسبه على ما فعل طوال حياته دون أن يكون له تأثير مباشر في اتخاذ قراراته، ويُعاتبه على أنه لم يُصبح طبيباً كما كانت أمنيته قبل أن يذهب في جولة بحرية طويلة. سنده في ذلك أنه يوم أن كان أحمد جنيناً في بطن أمه همس إليه وهو يقول: يا بني، أنا أبوك الذي يُحبك كثيراً. أريدك أن تُصبح طبيباً فلا تخيّب ظني بك. من خلال هذه القصة تتولّد لدينا بعض الأسئلة الهامة:
    • هل من المتوقع أن يتذكر أحمد هذا العهد؟
    • هل حدوث هذا العهد فعلاً -رغم عدم تذكر أحمد له- يجعل أحمد محل مساءلة؟
    • هل تعتبر هذه المساءلة -بشكلها هذا- عادلة؟
    • هل كانت لأحمد إرادة منفصلة عن إرادة والده؟
    • هل المهم أن يكون أحمد ناجحاً في عمله الذي اختاره، أم أنه كان لابد أن يكون طبيباً فقط حتى وإن لم يكن طبيباً ناجحاً؟

    تقول:
    Quote: فقد أسألُك ... كَيف ستقتص مِن مَن ظلمك؟ كَيف سينال الطُغاة ما يستحِقون؟
    عفواً أخي عزام، رغم احترامي لك، فإن أسخف الاستشهادات الدينية على وجود الله هو مسألة العدالة الآخروية التي تتكلّم عنها. والواقع أنّ هذا الأمر يُشير إلى رغبة الإنسان المتعاظمة في تحقيق العدالة ولا علاقة له بالله على الإطلاق. أعني أنه قد يدل على ضرورة وجود الله، ولكنها لا تدل على وجود الله، والفارق هو أنه في حين يتطلب الأخير إثباتات علمية وعملية فإن الأول لا يتجاوز كونه أمنية لا أكثر. إن أبسط المجتمعات البشرية حضارة (بل وحتى غير البشرية) تنزع دائماً إلى تطبيق قوانين اجتماعية صارمة يكون الغرض منها ضمان هذه العدالة في أبسط أشكالها، ولهذا فإن الجريمة والعقاب هي من أقدم ما قد نراه ونقرأ عنه في التراث البشري منذ أزمنة الإقصاء والنفي التي كانت تمارسها المجتمعات البدائية إلى آخر تطوّرات القوانين الجنائية وعلم الجريمة الحالي الذي قد يُذهلنا ويجعلنا نطعن في قناعاتنا الراسخة بكثير مما نتوقع أنه صحيح. ودعني أضرب لك مثالاً من واقع ما هو مُثار في هذا المنبر هذه الأيام (اغتصاب الأطفال) إن طبيعتنا البشرية غير الحيادية تجعلنا لا نشك للحظة أن مغتصبي الأطفال مجرمين يستحقون تطبيق أبشع العقوبات عليهم، ولكن العلم الحيادي يرى عكس ذلك، فهو يرى هؤلاء المغتصبين مرضى نفسيين وهم بذلك بحاجة إلى المساعدة وليس إلى العقاب، فعقاب هؤلاء لا يعمل أبداً على بتر هذه الظاهرة من جذورها كما قد ينجع أسلوب المعالجة النفسية التي تعيد تأهيل هؤلاء المرضى ليعودوا إلى المجتمع أفراداً منتجين ومتعافين.

    العدالة تقتضي القصاص واسترداد الحقوق وتوفير الحد الأدنى الأمن وهو ما تقوم عليه القوانين والتي لا تحتاج إلى "دين" أو "متدينين" كما أنها ليست بحاجة إلى "إله" لأن البشرية من تلقاء نفسها تسعى منذ تكوّن أول مجتمع إلى توفير هذه العدالة، بينما وجود الدين يجعلنا نرجأ العقوبة إلى اليوم الآخر، وبالتالي تعطيل العدالة الدنيوية على اعتبار أن هنالك يوم حساب سوف لن يفلت فيه الظالم. فما قيمة العدالة المؤجلة؟ ولا تُحدثني عن التشريعات الدينية فهي في حقيقتها مستمدة من القوانين المجتمعية وهذه الأخيرة داخلة في معايير الخير والشر وحركتهما المرتبطة بحركة الإنسان.

    ولي عودة مؤكدة لما تبقى من كلامك
                  

10-24-2009, 11:40 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    هشام آدم ...

    صباح/مساء الخير ...

    Quote: لأن الطبيعة هنا –يا عزيزي- مرادف لغوي لمُجمل القوانين المادية المتحكمة في تسيير الظواهر وحدوثها واختلافها واختلالها كذلك، والمثالية ترى أن هذه القوانين نفسها لها علة عليا يتحكم بها أو على الأقل تسبب في وجودها، وهم بذلك يفرّقون بين الطبيعة المادية Physics وبين ماوراء الطبيعة ####-Physics وهي تلك القوة المُبهمة التي تتحكم في هذه القوانين.

    هذِهِ القوانين المادِية "الطبيعة" هي " نواميس " جعلها الله تعالى بِإرادتِهِ -وهي القُوة المُُبهمة التي لم تستطيعوا أنتُم كذلِك يا عزيزي أن تصِلوا إلَيها وتثبِتوها- هذِهِ " النواميس " هي التي تُسَيِر الظواهِر وحُدوثِها ، وما تحسبهُ أنت إختِلالٌ فيها ، إنما مَردهُ سِعه عِلمُك الذي إكتسبتهُ.

    Quote: واعتبارك للطبيعة مرادفاً لله أعتبره تطوراً نوعياً غير مسبوقاً في الفلسفة المثالية، وهو ما يجعل نقاشي معك أكثر سهولة على اعتبار أن الله "مادي" Physics وبالتالي إمكانية إثبات وجوده بشكل علمي وحسّي أكثر من اعتمادنا على دلالة الماوراء مستحيلة الإثبات أو حتى عبر فرضيات وتكهنات تحمل نقدها داخلها وفق المنطق الرياضي البسيط لنظرية الاحتمالات.

    أقول أن "الطبيعة" التي هي " مجمل القوانين المادِية " هي إرادة " الله " ولَيس هي " الله " ... نعم الله " مادي " فقد سمى لِنفسِهِ 99 إسم " مادي " ... ولكِن ... فقط ... لا نُشكِلهُ ... الأسماء التي تُطلق في حق الإله لا تُجسم ... أنظُر إلى ملِك قرية صغيرة مِن قُرى السودان وأنظُر إلى ملِكة بريطانيا ... إنها أسماء ... شتان ... هل تتطابق المعاني؟ لا نستطيع أن نُثبِت " مادِية " الله تعالى بِواسطة العِلم ولكِن بِالعِلم عرِفنا قواعِد ... مِنها لِكُل مَوجود واجِد ... إنهُم أيضًا قد أحالوا ما لم يستطيعوا إثباتهُ -حسب قَولِك- إلى :
    Quote: والمثالية ترى أن هذه القوانين نفسها لها علة عليا يتحكم بها أو على الأقل تسبب في وجودها، وهم بذلك يفرّقون بين الطبيعة المادية Physics وبين ماوراء الطبيعة ####-Physics وهي تلك القوة المُبهمة التي تتحكم في هذه القوانين.


    Quote: على اعتبار أن الله "مادي" Physics وبالتالي إمكانية إثبات وجوده بشكل علمي وحسّي أكثر من اعتمادنا على دلالة الماوراء مستحيلة الإثبات أو حتى عبر فرضيات وتكهنات تحمل نقدها داخلها وفق المنطق الرياضي البسيط لنظرية الاحتمالات.

    هكذا يكون الأمر في إثبات وجود الله ولَيس في " مادِيتِهِ " التي لن تكون ذات بال ، إذا تم إثبات وجودِهِ < عبر فرضيات وتكهنات تحمل نقدها داخلها وفق المنطق الرياضي البسيط لنظرية الاحتمالات > ...
    سأفترِض لك :
    (قرأت ذلِك في مكانٍ ما) أتوا بِقِرد مُدرب لِغُرفة مليئة بِمُكعبات بِها أحرُف ، وظلوا يُراقِبون القِرد ، لِيعرِفوا إمكانِية القِرد بِتشكيل جُملة مُفيدة واحِدة عن طريق الصُدفة (دخل الولد ... مثلاً) ... النتيجة بعد طول إنتِظار كات صفر ...
    سؤال : ماهو نِسبة نجاح تكوين الخلِية الأولى -(منقول) التي تتكون بصورة رئيسة من الجينات التي تحمل المعلومات وغشاء تفصل بقية الجينات من المحيط الخارجي - التي تطَورت لإنسان؟


    Quote: والواقع أنّ ما قصدته بحياد الطبيعة تجاه الإنسان هو ديمومة وصيرورة القوانين الطبيعية بصرف النظر عن كونها نافعة أو ضارة للكائنات، فالحياة على هذا الكوكب وُجد بتوافر عوامل وعناصر أولية للحياة ووجود هذه العناصر الأولية جاء نتيجة "طبيعية" لمجموعة من الظواهر والتفاعلات التي حدثت على ظهر هذا الكوكب (كالبراكين) التي وفرت قدراً كبيراً من عنصر الكربون والتي بدورها ساعدت مع مرور الوقت وتتابع الظواهر وتتاليها إلى خلق القشرة الأولى من الغلاف الجوي للأرض هذا الغلاف الجوي ساعد في الحيلولة دون أن تفقد الأرض مزيداً من المواد التي من شأنها أن تفيد منذ البداية في ظهور أولى مظاهر الحياة على الأرض عبر تفاعلها مع بعضها من ناحية، وفي حال توفر المناخ المناسب من ناحية أخرى، ولو توافرت هذه العناصر والعوامل في كوكب آخر لأصبح بالإمكان وجود أشكال ومظاهر مختلفة من الحيوات فيها كذلك، وهو ما يبحث عنه العلماء الآن.

    سؤال : هل هذِهِ المعلومة عن فائِدة " البراكين " علِمْتُها بعد قَولِك :
    Quote: وليس عقل مدبر وواع وراء كل ما يحدث في هذا الكون بدليل أن هنالك ظواهر ليست مثالية وليست عبقرية على الإطلاق، فالنيازك والأجرام التي تصطدم مع بعضها في الفضاء والأمراض والأوبئة التي تنتشر في أماكن متفرقة من هذا العالم، وتشوهات الأجنة والمواليد، والزلازل والبراكين التي تثور هنا وهناك مُحدثة الكوارث ومُخلة حتى بنظام الكون وانقراض كائنات، واختلال السلم الغذائي في كثير من الأحيان، والظواهر الطبيعية غير المتزنة كظاهرة الاحتباس الحراري وتصدع طبقات الأرض الوسطى، وذوبان الجليد القطبي، والطاقة المعتمة التي بدأت بالتفاعل فعلياً، والتغيّرات المناخية للعديد من القارات، واختفاء الحلقات الغبارية حول كوكب زحل وتأثيرات ذلك المتوقعة على الأرض وعلى كوكب زحل نفسه .... إلخ كل ذلك يُشير إلى الكون لا يسير وفق "إدارة" واعية وعبقرية.

    أم قبل ذلِك؟
    Quote: حسناً ما قيمة هذا الحديث الآن؟ النظرية الدينية تفترض الآتي (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون) ويبدو أن قصة نشأة الكون وظهور أولى أشكال الحياة على الأرض وتطوّر هذه الأشكال عبر آلاف وملايين السنين تجعلنا نطرح العديد من الأسئلة حول (كيف/لماذا خلق الله الإنسان؟) ودمج هذين السؤالين يجعلنا نفكر كثيراً في إمكان توافق الأسباب الفيزيائية مع الغايات الماورائية. وبالتالي تجعلنا نطرح تساؤلات حول إرادة الخلق هذه: فهل كان خلق الكون بكل أنظمته وقوانينه ما نعلمه وما لا نعلمه، ما يُفيد منه وما لا يُفيد، الواضحة منها والغامضة جزءاً من خطة الله لخلق الإنسان بغرض عبادته؟ وإذا كان هذا العالم "الدنيوي" سيفنى مع نهاية "فترة الاختبار" لنعيش في عالم آخر فما كان ضرورة كل هذه الدقة وكل هذه القوانين؟ ألم يكن من الممكن إجراء هذا الاختبار في أبسط شكل ممكن بحيث يؤدي الغرض المطلوب من العلة الكبرى لخلق الإنسان؟

    أن تسأل (كيف/لماذا خلق الله الإنسان؟) أنا أُعِد ذلِك مِن العِبادة ... أنت ترى أن أغلب أيات القُرآن الكريم تحُث على ذلِك ... كتبت في عمود < التَعْقيب ... خواطِر قُرآنِية > :
    Quote: يَـتَـفَـكَّـرونَ ... يَـعْــلَـمـونَ ... يَـعْــمـلـونَ

    أزعُم أن في البدء يكون التفكير ، وهو عملٌ في الغالِب الأعم يتطلب الهدوء والسكينة وترك الشواغِل والعُزلة ، ثُم يُقنن بِالعلم الذي يقود إلى اليقين ، فإذا تَيقنت عمِلت ... ولِمرحلة التفكير ، جاءت آيات القُرآن الكريم تحِثُ المرء على فِعل [ التفكير ] فخاطبنا الله عز وجل بِـ < لعلهم يَـتَـفَـكَّـرونَ > ولعـل حرفٌ يُفيد التَوقُع المحبوب وتختص بِالمُمكِن الذي لا وثوق بِحُصولِهِ ... فإذا أعملنا ميزة التفكير ، قادنا هذا الفِعل إلى العِلم ، فنُخاطب حينُها بِمُستَوى< قَـوْمٍ يَـعـْـلَـمـونَ > وحينُها – أي صاحِب العِلم – يكون بِين أمرَين ، إما مؤمِن وهو بَين أمرَين كذلِك إما تقَيٌ كريم إما عاصٍ أثيم. أما الأمر الثاني لِصاحِب العِلم أن يكون مُستكبِر على حقيقة أُلوهِـيـه الله تعالى ورُبـوبِـيَـتِـهِ وأن مُحمدٌ رسولٌ من لَـدُنْ المَولى عز وجل ... ثُم يأتي العمل بِما علِمنا فنُخاطب بِـ < بِما كُنتُم تَـعْـمَـلـونَ > والعمل إما صالِحٌ وإما طالِحٌ ، فتُثاب خَيراً أو تُهان ... والتفكير فِعلٌ لا يتطلب إعانة كُلِية مِن بشر وإن كان تأثير البشر في جُزئِية الحث على التفكير ... والتعلُم يتطلب إعانة كُلِية مِن البشر ... والعمل يتطلب عزمٌ وإرادة ذاتِية ... وكُل ذلِك يستظِل بِتَوفيق الله تعالى.

    قال الله تعالى في مُحكم تنزيلِهِ
    بِسم الله الرحمن الرحيم
    < الَّذين يَذْكُرونَ اللهَ قِياماً وَقُعوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرونَ في خَلْقِ السَّماواتِ وَاْلأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هَذا باطِلاً سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّار > آل عِمران 191 ونحَو ذلِك في الآيات التالِية على سبيل الحصرِ ( الأعراف 176/ يونِس 24/ الرعد 3/ النحل 11 و 44 و 69/ الروم 21/ الأنعام /الزمر 42 ).

    < كَذَلِكَ نُفَصِلُ الآَياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمونَ > الأعراف 32 ونحَو ذلِك في الآيات التالِية على سبيل الحصرِ ( البقرة 230/الأنعام 97 و 105/التَوبة 11/يونِس 5/النمل52/فُصِلت 3 ).

    < مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةُ طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ ما كانوا يَعْمَلونَ > النحل 97 ونحَو ذلِك في الآيات التالِية على سبيل المِثال ( آل عِمران 163/النِساء 17 و 18 و 108/المائِدة 62 و 66 و 71/الأنعام 43 و 88 و 108 و 122 و 127 و 132/الأعراف 118 و 139 )
    - وردت كلِمة [ يتفكرون ] 18 مرة بِالقُرآن الكريم.
    - وردت كلِمة [ يعملــون ] 57 مرة بِالقُرآن الكريم.
    - وردت كلِمة [ يعلمــون ] 91 مرة بِالقُرآن الكريم.

    فأقل عدد كان مِن نصيب يتفكرون لأنهُ فعلٌ يفعلهُ قليلٌ مِن الناس ، ثُم يزيد في العدد مِن هُم يعملون فأغلب الناس تعمل الخير أو الشر بِدون أن تُفكِر مثلاً يُصلون بِدون أن يدرِكوا مغزى الصلاة ، ويقتُل المرء أخيهِ بدون أن يتصَور عاقِبة ذلِك في الآخِرة ، ثًُم يأتي الفِعل الأكثر شِيوعاً وهو يعلمون لِذا كانوا بِجُهنم لأنهُم يعلمون ولا يعملون بِما علِموا ، فإبليس كان ولا زال يعلم بِأن الله تعالى هو الحق المُطلق ولكِنهُ لم يُفكِر لِما أمرهُ الله بِالسِجود لآدم وهو مِن طين ، ثُم عمِل بِعكس ما هو مطلوب مِنهُ ... فيكون قد علِم ولم يعمل ولم يُفكِر ... فإذا فكر كان قد علِم وإذا علِم كان قد عمِل.

    ومِن الأفعال الشائِعة التي لا تسبُقها إعمال الفِكر ، توظيف الأديان ... وأضرب بِها مثلاً لأنها السقف العالي ودونِها يُقاس علَيها ، فمثلاً حرف فُقهاء الأديان السماوِية التي سبقت الإسلام ، كُتبِهِم التي أنزلها الله تعالى على رُسلِهِم بِالزِيادة والإلغاء ، لِخِدمة أغراض مُعَينة ، لَيس مِنها إعلاء الدين ، فباتت كُتُبِهِم مُشَوهةٌ وخديج ... قال الله تعالى < فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ > البقرة 79

    ودخول التأليف البشري في ما جاء مِن لدُن الله تعالى يكشِفهُ نُقصان العقل البشري الذي هو سِمه المخلوق أبداً ... فجاء مثلاً في الإنجيل – العهد القديم – الإصحاح (3) - سِفر يونان 10:8
    (8) وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في ايديهم.
    (9) لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك.
    (10) فلما رأى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه.

    فإن الله هُنا يندم على فِعلِهِ ، فأن أعملوا المُحرِفون فِكرهُم - لن نقول لِلإمتِناع عن تحريف ما أُنزِل علَيهِم ، بل فقط حتى يأتي تحريفهُم غَير فاضِح لِبشرِية العمل الذي قاموا بِهِ - لو فعلوا ذلِك – أي فكروا – لجنبوا الله كَونِهِ نَدِم ، فإن الندم يدُل على أن النادِم قد غُيِب عنهُ إرهاصات فِعلِهِ ... لِذا ما إنقضى عقد إلا وظهرت ترجمة أُخرى لِلإنجيل حتى بلغ عدد الأناجيل المؤلفة بِيَوم الناس هذا عدد [64] إنجيلاً والمُتداول بَين الناس عدد [24] إنجيل ، هذا ما أوردتهُ دائِرة المعارِف الإنكِليزِية ... ولِجُرأة الإنسان على المُقدسات حُفِظ القُرآن الكريم مِن التحريف مِن قِبل الله تعالى ... ولم تسلم الأحاديث النَبوِية الشريفة مِن ذلِك فنجِد الأحاديث المَوضوعة والضعيفة قد فاقت الأحاديث التي أجمع علَيها المُحدِثون.


    Quote: إذا كان هنالك إله بالمواصفات التي تقترحها ويقترحها المتدينون؛ أعني بقدراته الخارقة، فإن مدة الأربعة أيام هذه فترة طويلة جداً مقارنة بإله يُمكنه فعل أيّ شيء بمجرد الإرادة المطلقة (كن) ولا أر –بناءً على ذلك- أيّ إعجاز في تحديد مدة ذلك بأربعة أيام (فقط)!

    كان أعلاه تعليقُك عن " المدة " التي إسْتغرقها الله تعالى في خلق الأقوات ، في قَولِهِ : < وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ > 10 فُصِلت جاء في تفسير الآية
    Quote: و المراد باليوم في قوله: «خلق الأرض في يومين» برهة من الزمان دون مصداق اليوم الذي نعهده و نحن على بسيط أرضنا هذه و هو مقدار حركة الكرة الأرضية حول نفسها مرة واحدة فإنه ظاهر الفساد، و إطلاق اليوم على قطعة من الزمان تحوي حادثة من الحوادث كثير الورود شائع الاستعمال، و من ذلك قوله تعالى: «و تلك الأيام نداولها بين الناس:» آل عمران: - 140، و قوله: «فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم:» يونس: - 102، و غير ذلك.

    Quote: دعني أجاريك في هذا الكلام بأن كل هذه القوانين الكونية والطبيعية: المنتظمة وغير المنتظمة منها ما هو إلا ناموس إلهي؛ فما الذي يجعلنا نفترض أنه ناموس "الله" الإسلامي المعروف؟ لماذا لا يكون مثلاً ناموس من خلق براهاما، لاسيما وأن هذا الإله سيحل لنا إرباك قانون السببية التي يتوقف عندها الموحّدون عند "الله" ولا يُطبّقون عليه القانون وبذلك ينقطع التسلسل المنطقي الذي يقوم على أساسه كل قانون يُمكن تسميته بقانون. فبراهاما هو إله خالق ومخلوق في ذات الوقت وليس كإله الموحدين الذي يخلق ولم يُخلق مُحدثاً زعزعة جوهرية في قانون السببية الذي يعتمد عليه المثاليون، والذي أراك اتبعته أيضاً في قولك:

    " نور " " أرتي " هذا إسم الله عِند النوبِيين ... لا يهِم الإسم الذي نُطلِقهُ على الله خطأ كان أم صحيح ... الذي يهم أن يكون هذا " الإله " غَير مخلوق ، لأن المخلوق في حاجة -بِالضرورة- إلى خالِقِهِ ، و" براهاما " مخلوق ... يُصنف منطِقِيًا وبِالضرورة " ضعيف ... لا حاجة بي إلى " إلهٍ " ضعيف ...

    أما عن قُولِك :

    Quote: لماذا يجب أن يكون "الله" الإسلامي أو إله التوحيديين هو بالتحديد خالق هذا الناموس؟ أعني ما دليلك على أنه "الله" وليس براهاما أو هيندرا أو غيرهما؟ ما هو دليلك على ذلك؟

    لأن " الله " الإسلامي " الأله " الوحيد الذي لم يُخْلق ... والذي يُخلق لابُد أن يمُر بِشكلٍ مِن أشكال التخليق وهذه المراحِل التخلُقِية تتطلب رِعاية فائِقة ، مَن الذي سيقوم بِها؟ وقد جعلنا الأمر يحتمِل الكمال والنقص ، كأعمال الناقِصين عن التمام
    Quote: إن كلامك أعلاه هو بالتحديد ما عنيته من قولي بحيادية الطبيعة، لأن حيادية الطبيعة متمثلة تماماً في تولّد الظواهر بناءً على توافر أسبابها وليس لإرادة إلهية عليا أو غيره. وإذا كنا سوف نصدّق ما تذهب إليه من أن "الله" هو خالق هذا الكون وأنظمته وقوانينه (نواميسه) فإن كلامك الذي استشهدتَ به أعلاه يدل على أن بناء الله هذا لم يكن بالدقة التي قد نتصورها وأن كائن مثل الإنسان قد يُغيّر في هذه النواميس أو يؤدي إلى تشويهها على الأقل.

    هل تستطيع أن تُمِدُني بِمِثال (عدم دِقة بِناء الله + كَون الإنسان يستطيع تغَيير النواميس؟

    Quote: لأن حيادية الطبيعة متمثلة تماماً في تولّد الظواهر بناءً على توافر أسبابها وليس لإرادة إلهية عليا أو غيره.

    أراك بدأت تُعجَب بِطريقتي " الإنْشائِية "

    Quote: إن التصديق بأن هذا العالم هو عالم Perfect لا يقبل وجود خلل واحد خارجي أو ذاتي يُؤدي إلى زعزعة هذا النظام، والواقع أن ما تراه منتظماً ما هو إلا نتيجة لتوافر عوامل غير واعية أبداً بصيروراتها تماماً كعمليات التلقيح الطبيعية التي تتم بين الأزهار سواء بواسطة الريح أو بواسطة الفراشات أو النحل، فلا الريح تجري بوعي التلقيح،

    قُلت أنت مِن قبل (أعلاه) عن " البراكين " أنها بِفِعل < الطبيعة –يا عزيزي- مُحايدة تماماً تجاه الإنسان وتجاه الكائنات. وليس عقل مدبر وواع وراء كل ما يحدث في هذا الكون بدليل أن هنالك ظواهر ليست مثالية وليست عبقرية على الإطلاق > ثُم عُدت وشرحت لنا عن " نفع " البراكين بِصورة غاية في الرَوعة ... ماذا يتطلب أن أفعلهُ حتى تشرح لي عن " نفع " الريح التي تُلقِح الأزهار؟
    Quote: فيما يتعلق بموضوع الإشهاد –يا عزيزي- فإن الأمر أعتبره في منتهى الغرابة، فلماذا نحتاج في إثبات وجود الله غير المادي إلا أدلة غير مادية كذلك؟

    لم أفعل في إثبات وجود الله ذلِك ... مشهد < الإشهاد > جاء لإثبات عِله تدَيُن الإنسان المُسلِم/المسيحي/البوذي/الهِندوسي ... إلخ

    Quote: الأمر بالنسبة إليّ ببساطة المثل التالي: أحمد مهندس ناجح جداً في عمله وفي حياته الزوجية، وكانت حياته تسير على ما يُرام حتى ذلك اليوم الذي دخل عليه فيه رجل مُسن يزعم بأنه أبوه، جاء ليُحاسبه على ما فعل طوال حياته دون أن يكون له تأثير مباشر في اتخاذ قراراته، ويُعاتبه على أنه لم يُصبح طبيباً كما كانت أمنيته قبل أن يذهب في جولة بحرية طويلة. سنده في ذلك أنه يوم أن كان أحمد جنيناً في بطن أمه همس إليه وهو يقول: يا بني، أنا أبوك الذي يُحبك كثيراً. أريدك أن تُصبح طبيباً فلا تخيّب ظني بك. من خلال هذه القصة تتولّد لدينا بعض الأسئلة الهامة:
    • هل من المتوقع أن يتذكر أحمد هذا العهد؟
    • هل حدوث هذا العهد فعلاً -رغم عدم تذكر أحمد له- يجعل أحمد محل مساءلة؟
    • هل تعتبر هذه المساءلة -بشكلها هذا- عادلة؟
    • هل كانت لأحمد إرادة منفصلة عن إرادة والده؟
    • هل المهم أن يكون أحمد ناجحاً في عمله الذي اختاره، أم أنه كان لابد أن يكون طبيباً فقط حتى وإن لم يكن طبيباً ناجحاً؟

    هذا شخص لا يُطاق حقيقةً ... أراهُ غَير عاقِل تمامًا ... فقد رِوايتي بِها تفصيل صغير وجَوهري ... أن هذا الوالِد كان يُسدِد رُسوم دِراسة إبنِهِ مِن الحضانة حتى غدا مُهندِس ... كان يُفترض على الإبن أن يسأل ... مِن أين تأتي الأموال؟ ولِما؟ هل سأُعيدُها؟ وكَيف سأُعيدُها؟
    Quote: عفواً أخي عزام، رغم احترامي لك، فإن أسخف الاستشهادات الدينية على وجود الله هو مسألة العدالة الآخروية التي تتكلّم عنها. والواقع أنّ هذا الأمر يُشير إلى رغبة الإنسان المتعاظمة في تحقيق العدالة ولا علاقة له بالله على الإطلاق. أعني أنه قد يدل على ضرورة وجود الله، ولكنها لا تدل على وجود الله، والفارق هو أنه في حين يتطلب الأخير إثباتات علمية وعملية فإن الأول لا يتجاوز كونه أمنية لا أكثر. إن أبسط المجتمعات البشرية حضارة (بل وحتى غير البشرية) تنزع دائماً إلى تطبيق قوانين اجتماعية صارمة يكون الغرض منها ضمان هذه العدالة في أبسط أشكالها، ولهذا فإن الجريمة والعقاب هي من أقدم ما قد نراه ونقرأ عنه في التراث البشري منذ أزمنة الإقصاء والنفي التي كانت تمارسها المجتمعات البدائية إلى آخر تطوّرات القوانين الجنائية وعلم الجريمة الحالي الذي قد يُذهلنا ويجعلنا نطعن في قناعاتنا الراسخة بكثير مما نتوقع أنه صحيح.

    هل تتمنى أنت " وجود الله " لِنقُل فقط لِتحقيق رغبة الإنسان المُتعاظِمة في تحقيق العدالة؟



    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-24-2009, 11:48 AM)
    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-24-2009, 11:53 AM)

                  

10-24-2009, 12:47 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    الأخ عزام فرح

    لو أنك تركت لي فرصة لأكمل تعقيبي وردي على بقية مداخلتك السابقة!
                  

10-24-2009, 01:30 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    هشام آدم ...

    مُتأسِف ... واصِل

    طَيِب ... حقو نتفِق ... لامِن تنتهى مِن فِكرتك أو مُداخلتك أكتِب (إنتهى) أو ما يُفيد بِكِده ... ولو الفِكرة أو المُداخلة لِسع ما إنتهت أكتِب (نواصِل) أو ما يُفيد بِكِده ... علشان ما أجي داخِل تووووش وألخبِط عليك تسلسُل فِكرتك العاوِز تَوصِلنا لينا ... يعني لو كتبت (نواصِل) أصلو ما بتداخل لو مره شهر كامِل أو يزيد ...



    أها مُوافِق على الطريقة دي؟

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 10-24-2009, 01:34 PM)

                  

10-24-2009, 01:38 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    أوافق على ذلك يا عزام

    فقط نسيتُ (أو نسينا) أن نعتذر من الأخ عماد البليك
    لتغيير مسار البوست إلى هذا الحد :(
                  

10-24-2009, 02:53 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    الأخ: عزام فرح تحيّة طيّبة مُجدداً

    أعود لأواصل ما تبقى من تعقيبي على مداخلاتك السابقة

    تقول:
    Quote: ومَن رأى < الإنسان الأول > فعرِف أنهُ كان < لا يسعى إلا لإشباع حاجاته العليا > مِن أين لك بِهذا القَول؟ هل تستطيع إثباتهُ؟ أم هو إفتراض دارويني؟
    ومَن قال أن < إنسان الغاب > إنسان؟
    لا أدري لماذا يحتاج القول لإثبات عدم وجود الله لإثباتات حسية وأدلة علمية دامغة، في حين لا يتطلب إثبات وجوده لأكثر من مجرّد فرضيات ويقين غيبي؟ أعني هل يُمكنني أن أسألك بالمقابل: من رأى الله فعرف أن صفاته أبت إلا أن تُعبد؟ من أين لك بهذا القول؟ وهل تستطيع إثباته؟ ما هكذا يكون التحاور عزيزي عزام. الحوارات الفكرية تتطلب دحض الأفكار بأفكار مقابلة لها معززة بأدلة. ولكن دعني أقول أن تجربة إنسان الغاب والتي تم اقتباس قصة "طرزان" و "ماوكلي" منها كانت تجربة حقيقية حدثت في الهند ولا أقصد بالتجربة أن أحدهم قام بترك طفل في الغابة عن قصد.

    تقول:
    Quote: لم يتَوقف ، إختلف العُلماء في الفترة بَين رسالة (تذكير) سَيِدُنا عيسى علَيِهِ السلام ورسالة (تذكير) سَيِدُنا مُحمد (ص) ألف عام ، حسب رِواية الناسبوري في قَصص الأنبِياء وقال آخرون 500 عام و ... إلخ وبِرِسالة سَيِدُنا مُحمد (ص) إنتهى عهد أرسال الرُسُل (المُذكِرين) لأن الإنسان أصبح اليَوم واعي بِما فيهِ الكِفاية لِيُدرِك أن لِلكَون إله ... مُحرِك ... قُوة مُيسطِرة ... تُراقِب ... تردع
    بل توقف؛ حتى ذلك الإله الذي كان يُعاقب الأمم التي تطغى وتتجبّر توقف عن معاقبتها الآن رغم استمرار تجبّر الأمم وانتشار الفسا؛ ثم ألا ترى معي أن كلامك هذا بحاجة إلى أسانيد وأدلة؟ أعني من قال أن الإنسان اليوم أصبح واعياً بما يكفي ليُدرك أن للكون إله؟ هل تعتبر المُلحدين اليوم مستثنين من منظومة إنسان اليوم الواعي؟ ألا تعلم أن الطفرات العلمية الكبرى التي حدثت منذ بداية القرن العشرين كان لها تأثير كبير جداً في تغيير قناعات كثير من الناس وبالتالي إلحادهم؟ هل تعلم أن كثير جداً من العلماء والفلاسفة العظام الذين عرفهم تاريخ البشرية كانوا ملاحدة؟ أين هؤلاء من تعميمك هذا؟ أمّا عن كلامك المقتبس من بوست (خواطر قرآنية) عن العقل الرسول، فهو كلام تمت مناقشته من قبل، وأرجو أن أجد الرابط الذي تطرقنا فيه لهذا الأمر في حينه.

    تقول:
    Quote: ومن قال لك أن < خلق الكواكب التي في مجرات أخرى > لا تفيد؟ هل علِمت بِعدم فائِدتِها؟ وهل يُفترض أن ينحصِر خلق الكواكِب فقط لفائِدة الإنسان؟ مَن قال بِذلِك؟
    إذا لم يكن الأمر كما ذهبتُ إليه، فإنه لا مناص لك من أن تفسّر لنا وجود هذا الكم الهائل من الكواكب، وأرجو أن تكون إجابتك مدعمة بأدلة. كان من الممكن أن أكتفي بسرد جُمل إنشائية من قبيل: (ومن قال لك أن الله موجود؟ لا أعتقد أن الله موجود لأنه لا يهمني معرفة البستاني طالما أنني أستمتع بجمال البستان. ولماذا يجب أن يكون هنالك بُستاني طالما أن البستان موجود فعلاً وأنا أستمتع به) مجرّد جُملة من هذا القبيل لا تقدّم أيّ دليل في حوار فكري كالذي نحن بصدده الآن، وغالباً ما تحيلني إلى كتاباتك التأملية حول ما تعتقده أنتّ عن الله وعن الكون، فهل تجزم أن ما تعتقده صحيح؟

    تقول:
    Quote: من قال لك أن الحشرات والمخلوقات المجهرِية لا يتأثر بها الإنسان؟ أراك تلوم كُل ما لا تعرِف لهُ سببا ، كأنك يُفترض بك أن تعلم لِكُل شئٍ سببا!
    وأنا هنا أحيلك لما قلته للأستاذ النذير حجازي من قبل:
    Quote: ولاشك أن هنالك كائنات مجهرية دقيقة للبيئة وللإنسان وكلنا نعرف دور البكتيريا وما تفعله لجسم الإنسان وصناعة المضادات الحيوية، ولكنني قصرتُ سؤالي على الكائنات الدقيقة التي لا يُؤثر وجودها أو فناؤها على الإنسان أو على البيئة، كما أنني أردفتُ ذلك بذكر بعض المخلوقات التي –كذلك- لا يُؤثر وجودها وفناؤها على البيئة أو على الإنسان. هنالك أنواع كثيرة جداً من الميكروبات والفيروسات غير المفيدة وغير الضارة للإنسان وللبيئة، فما علّة وجودها؟
    لسنا هنا بصدد تعداد الكائنات المفيدة وغير المفيدة للإنسان، فوجود فائدة ما لعدد (مهما كثر) من الحشرات أو الكائنات الدقيقة لا يعني أن (كل) الكائنات الأخرى مفيدة للإنسان. فقط أريد أن أقول إن وجود هذه الكائنات غير مرتبط بالإنسان على الإطلاق، فهنالك كائنات بعيدة جداً عن متناول يد الإنسان ناهيك عن قدرتنا على إخضاعها للتجارب لمعرفة مدى فائدتها من عدمه. فهنالك كائنات بحرية تعيش في أعماق بعيدة جداً لم يتمكن الإنسان (البشري) الوصول إليه نظراً للضغط العالي في تلك المناطق. دعنا ننظر إلى هذا الكون بنظرة أكثر شمولية ونضع في حسباننا تلك الكائنات التي تعيش في مناطق غير مأهولة بالإنسان وتزخر بالحياة كالصحاري والمحيطات وحتى المناطق القطبية. هل كل الكائنات الحيّة على ظهر هذه البسيطة مخلوقة ومسخرة لخدمة الإنسان فعلاً؟

    تقول:
    Quote: أنا أُؤمِن بِأن " الله " خلق الزمكان ... والذي يخلُق الشئ لا يكون ضِمنِهِ ... حتى أنتُم المُلْحِدين لكُم إله سمْيتُموه < الطبيعة > فأنتُم تخافون مِما لا تعلمون ... إضطررتُم إلى إحالة أمر الكَون إلى قُوةٍ ما ... عَيب قُوتِكُم التي أحِلتوا إلَيها أمر الكَون ، أنها مِن ضِمن الكَون ، يجري علَيها ما يجري على المَوجودات ... وهذا عَيب ... فأنت ترسُم اللَوحة وتُريد أن تكون ضِمنُها ... أن تختفي داخِلُها ... أن تجري علَيك كُل ما يجري على اللَوحة ... إذا وُجِدت لَوحة ، لابُد مِن رسام ... رسام خارِج اللَوحة ... هذا علم منطِق ... فقط منطِق
    وأنا سأناقشك بالمنطق كذلك.
    على تعترف بالعدم؟ إذا كنتَ تعترف بالعدم حقاً فلك أن تتراجع عن القول بأن الله "خلق" الزمكان، لأنه يتناقض مع الحديث القدسي الوارد في صحيح البخاري الذي يقول: (لا تسبّوا الدهر فإني أنا الدهر) هذا من ناحية. من ناحية أخرى: إذا قلنا أن الله خلق الزمكان، فإن هذا يدل على أن الزمكان لم يكن موجوداً ثم أوجد بفعل إرادة الخلق، والواقع أن هذه الإرادة لا تحدث إلا داخل الزمكان نفسه، فكيف "خلق" الله الزمكان وليس بالإمكان إحداث "فعل" خارج الزمكان؟

    تقول في شأن سؤالي عن التناقض الموجود في الآيتين من سورتي البقرة والنازعات:
    Quote: أرِني أنت التناقُض الذي تراهُ ، فإني لا أرى تناقُض ...
    والواقع أنّ التناقض هو في: بأيهما بدأ الله خلقه أولاً، فهل خلق السماء ثم خلق الأرض كما في سورة النازعات (والأرض بعد ذلك دحاها) أم أنه خلق الأرض ثم خلق السماء كما في سورة البقرة (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات)
    ؟؟؟


    نواصل*


    • أنوي الرد على تعقيبك الأخير ثم تتاح لك فرصة الرد لمُجمل المداخلات
                  

10-25-2009, 08:36 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    الأخ: عزام فرح
    تحيّة مُجددة

    نأتي لتعقيبك الأخير على بعض مما جاء في مداخلتي

    تقول:
    Quote: هذِهِ القوانين المادِية "الطبيعة" هي " نواميس " جعلها الله تعالى بِإرادتِهِ –
    وأعتقد أن هذا تراجع منك عن قولك الأول هنا:
    Quote: ما تُسميهُ أنت < الطبيعة > أسميهُ أنا < الله >
    ولا أعلم سر إصرارك على صياغة جُمل تقريرية دون أن تدعمها بالأدلة. حتى اللحظة أجد أن أغلب ما تقوله يدخل في خانة الفرضيات والتكهنات الذاتية الخاصة بك أنتَ وحدك، وبالتالي فهي تقدم تفسيراتك الخاصة عبر تأملات ذاتية تنقصها الأدلة العلمية والبراهين المؤكدة لها؛ وصياغتك لهذه الجُمل التقريرية بهذه الصورة تجعل الله بكل صفاته وقدرته رهناً لتخيّلاتك الذهنية عنها؛ وهذا ما يجعلنا دائماً نقول إن الله مجرّد صورة ذهنية في أدمغة المؤمنين، فهو تماماً كما يتصوّره كل واحد منهم على حدا، فالله في نظرك مختلف عن الله في نظر شخص آخر وفي نظر شخص ثالث وهكذا. وقد تختلف صورة الله "الواحد" ليس فقط نظراً لاختلاف الديانات؛ بل لاختلاف المذاهب داخل الدين الواحد.

    دعني هنا أحاول توضيح الأمر كما أراه بصورة تقريبية. هل يتدخل الله في كل شيء؟ أقصد بهذا السؤال معرفة ما إذا كنتَ مقتنعاً بأن كل ما يحدث في هذا الكون من ظواهر ومظاهر حياتية وغير حياتية لله يد مباشرة فيه، أم أنه فقط اكتفى بوضع القانون "الناموس" فهي تقوم بعملها كما أراد لها الله أن تكون؟ سوف أنتظر إجابتك على هذا السؤال لأبيّن وجهة نظري بناءً على ذلك.

    تقول:
    Quote: وهي القُوة المُُبهمة التي لم تستطيعوا أنتُم كذلِك يا عزيزي أن تصِلوا إلَيها وتثبِتوها
    هل يُمكننا القول –بناءً على ذلك- إن عجز الإنسان عن تفسير الظواهر وفهمها دليل على وجود الله؟ وهل كل ما يعجز الإنسان عن تفسيره وفمه هو بالضرورة أمر إلهي صرف؟

    تقول:
    Quote: أقول أن "الطبيعة" التي هي " مجمل القوانين المادِية " هي إرادة " الله " ولَيس هي " الله "
    يبدو يا عزيزي أنك غير واثق تماماً مما تريد قوله، فهذه الجُملة تعتبر امتداداً طبيعياً لنكوصك عن رأيك الذي صرّحت به أول الأمر هنا:
    Quote: ما تُسميهُ أنت < الطبيعة > أسميهُ أنا < الله >
    الأمر لا يحتمل فهماً آخر (الطبيعة = الله) ولكنني سوف أحتمل نكوصك هذا وأستمر معك حسب مقتضى فهمك المتذبذب عن الله وما يتعلق به، لأقف معك على خطأ آخر ربما هو أعظم من سابقه، ألا وهو القول بمادية الإرادة فكيف تكون القوانين "المادية" إرادة؟ ما هي الإرادة يا عزام؟ بل وما هو فهمك للمادة؟

    تقول:
    Quote: نعم الله " مادي " فقد سمى لِنفسِهِ 99 إسم " مادي " ... ولكِن ... فقط ... لا نُشكِلهُ ...
    من قبل سألتك:
    Quote: "ما الذي يجعلنا نؤمن بكلام الله قبل أن نؤمن به هو نفسه؟
    وكانت إجابتك كالآتي:
    Quote: لم أُأمِن بِالله لآنه قال < أنا الله >
    فلماذا الآن تؤمن بمادية الله لأنه (هو نفسه) سمّى نفسه بـ99 اسماً مادياً؟ وهل تعلم أن هذه الأسماء التسع وتسعين مختلف عليها أو على بعضها مما يجعلنا نشك فعلاً بأنه هو نفسه من أطلقها على نفسه، وبالتالي إعادة تدوير فكرة أن "الله" هو مجرّد فكرة ذهنية لشخص أو مجموعة أشخاص وإن هذه الفكرة بدأت تتطوّر وفقاً للانتقادات التي تقدّم إليها.

    تقول:
    Quote: لا نستطيع أن نُثبِت " مادِية " الله تعالى بِواسطة العِلم ولكِن بِالعِلم عرِفنا قواعِد ... مِنها لِكُل مَوجود واجِد
    فإذا كان الله "موجوداً" فمن الذي أوجده؟ أعلمُ يا عزام أنك تعلمُ أن التعريف البدائي الساذج للمادة هو كل ما له كُتلة وحجم قابل للقياس والتجريب ويشغل حيّزاً من الفراغ. فهل مادية الله (أو الله من حيث هو مادة) ينطبق عليه هذا التعريف؟ ولماذا لا نستطيع إثبات مادية الله بواسطة العلم؟ هذا كلام غريب طبعاً، فبرأيك بأي شيء يُمكن إثبات المادية؟ وكيف لا يُمكننا إثبات مادية الله وأنتَ نفسك أثبتها في قولك:
    Quote: نعم الله " مادي "
    كيف أمكنك إثبات هذه المادية إن لم تستخدم العِلم؟ أعني ما هي أدواتك التي استخدمتها لتصل إلى هذا الإثبات القطعي؟


    تقول:
    Quote: هكذا يكون الأمر في إثبات وجود الله ولَيس في " مادِيتِهِ " التي لن تكون ذات بال ، إذا تم إثبات وجودِهِ
    لأنك قلتَ بمادية الله قلتُ لك:
    على اعتبار أن الله "مادي" Physics وبالتالي إمكانية إثبات وجوده بشكل علمي وحسّي
    وأراك هنا تفرّق بين مادية الشيء ووجوده، وكأنك تفصل الوعي عن المادة لتعيدنا مرّة أخرى للنقطة التي تناقشنا حولها منذ بداية هذا الحوار. فهل يُمكن أن يكون الله مادياً وفي نفس الوقت لا يُمكننا إثبات وجوده فعلاً؟ فإذا كان إثبات وجوده أمراً مستحيلاً، فما الذي جعل إثبات ماديته أسهل؟ بل وإذا كان إثبات وجوده أمراً مستحيلاً فكيف نؤمن بوجوده؟

    أنا قلت:
    Quote: (كالبراكين) التي وفرت قدراً كبيراً من عنصر الكربون والتي بدورها ساعدت مع مرور الوقت وتتابع الظواهر وتتاليها إلى خلق القشرة الأولى من الغلاف الجوي للأرض هذا الغلاف الجوي ساعد في الحيلولة دون أن تفقد الأرض مزيداً من المواد التي من شأنها أن تفيد منذ البداية في ظهور أولى مظاهر الحياة على الأرض عبر تفاعلها مع بعضها من ناحية، وفي حال توفر المناخ المناسب من ناحية أخرى،
    وأنتَ سألت:
    Quote: سؤال : هل هذِهِ المعلومة عن فائِدة " البراكين " علِمْتُها بعد قَولِك
    ظواهر ليست مثالية وليست عبقرية (...) والبراكين التي تثور هنا وهناك مُحدثة الكوارث ومُخلة حتى بنظام الكون وانقراض كائنات، واختلال السلم الغذائي في كثير من الأحيان،
    أقول: إن توفير البراكين لعنصر الكربون لم يكن عملاً واعياً على الإطلاق، بل ينطبق عليها المثل "ربّ ضارة نافعة" ولم تكن تعي البراكين وهي تثور أن تولّد عنصر الكربون من أجل تشكيل طبقة الغلاف الجوي، ولم تعي طبقة الغلاف الجوي وهي تتشكل أن ذلك قد يُساعد في الحيلولة دون نفاذ الأشعة الضارة إلى الأرض، هذا الأمر يا عزيزي لا يُعد عملاً واعياً بل تحدث بصورة تلقائية، ولا تنس أن نشاط هذه البراكين في حقب ما قبل التاريخ كان أحد الأسباب التي أدت إلى قتل وانقراض عدد من الكائنات الحيّة كالديناصورات وبعض الزواحف، عندما تسبب دخان البراكين النشطة في حجب أشعة الشمس وبالتالي انخفاض درجة حرارة كوكب الأرض، وهذا فإن العديد من الظواهر الكونية قد تكون ضارة من ناحية ونافعة من ناحية أخرى، أو بالأصح ضارة لكائنات ونافعة لكائنات أخرى.

    في إحدى المجلات (قديماً) قرأت أن نوعاً من الضباع النادرة في منطقة ما من أفريقيا كان على وشك الانقراض وذلك لقلة الغذاء وانعدام الفرائس والجيف حتى أن –على ذمة المجلة- كانت تلجأ إلى جرح نفسها، ولعق دمائها. وعلى مقربة من موطن الضباع، كانت ثمة قرية بشرية تعيش بها قبيلة أفريقية بسلام، وبسبب خلاف على الأبقار أدت إلى تقسيم القرية إلى قسمين، ونشبت حرب طاحنة بينهما راح ضحيتها عدد كبير من أبناء القريتين وراح أهل كل قرية يُلقي بقتلى القرية الأخرى للضباع تنكيلاً بالقتيل مما وفر طعاماً كثيراً للضباع ونجت من الانقراض.

    تقول:
    Quote: أزعُم أن في البدء يكون التفكير ، وهو عملٌ في الغالِب الأعم يتطلب الهدوء والسكينة وترك الشواغِل والعُزلة ، ثُم يُقنن بِالعلم الذي يقود إلى اليقين
    وإذا حاولنا تطبيق ذلك على معرفة الله فإننا سوف نجد أنه غير قابل للتطبيق لأنه (حسب كلامك) لا يُمكن إثبات مادية الله بالعلم، فكيف إذن وصلتَ إلى يقينك بمادية الله ومن ثم وجوده؟

    تقول:
    Quote: و المراد باليوم في قوله: «خلق الأرض في يومين» برهة من الزمان دون مصداق اليوم الذي نعهده و نحن على بسيط أرضنا هذه و هو مقدار حركة الكرة الأرضية حول نفسها مرة واحدة فإنه ظاهر الفساد، و إطلاق اليوم على قطعة من الزمان تحوي حادثة من الحوادث كثير الورود شائع الاستعمال، و من ذلك قوله تعالى: «و تلك الأيام نداولها بين الناس:» آل عمران: - 140، و قوله: «فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم:» يونس: - 102، و غير ذلك.
    رداً على قولي:
    Quote: إذا كان هنالك إله بالمواصفات التي تقترحها ويقترحها المتدينون؛ أعني بقدراته الخارقة، فإن مدة الأربعة أيام هذه فترة طويلة جداً مقارنة بإله يُمكنه فعل أيّ شيء بمجرد الإرادة المطلقة (كن) ولا أر –بناءً على ذلك- أيّ إعجاز في تحديد مدة ذلك بأربعة أيام (فقط)!
    ألا ترى معي أن تحديد "الأيام" بأنهن "أربعة" أيام تخرج "اليوم" من المعنى الذي تحاول الإشارة إليه؟ أعني أنه قد لا يكون فعلاً اليوم الأرضي المعتمد على تعاقب الليل والنهار، ولكنه قد يكون "يوم الله" الذي هو بألف سنة، وفي النهاية يظل "مدة" أي أنها ستكون "4000" يوم مما نعد، وبصرف النظر عن طول أو قصر هذه المدة بالنسبة لله فإنها تظل أطول من الفترة الزمنية التي تقتضيها "كن"

    تقول:
    Quote: هل تستطيع أن تُمِدُني بِمِثال (عدم دِقة بِناء الله + كَون الإنسان يستطيع تغَيير النواميس؟
    من المتسبب في ثقب الأوزون وبالتالي نشوء ظاهرة الاحتباس الحراري، أليس الإنسان؟ من المتسبب في زيادة الرقة الصحراوية، أليس الإنسان؟ ألم يستطع الإنسان من زراعة المحصولات الموسمية في الوقت الذي يشاؤه؟ ألم يستطع الإنسان محاربة الجاذبية بل والاستفادة من ذلك في إقامة تجاربه ودراسته؟

    تقول:
    Quote: أراك بدأت تُعجَب بِطريقتي " الإنْشائِية "
    وأراك بدأت تعترف بها أخيراً ولا تراها سُبّة أو إهانة.


    نواصل
                  

10-25-2009, 10:29 AM

dardiri satti

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 3060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    عزيزي،
    لن أسألك ، كما فعل الأخ كمال عباس،
    عن المصدر.
    حتى وإن لم يكن هناك مصدر أو دان براون ،
    فهذا هو الأهم:


    Quote: كشف ان هناك سر كبير يجهله السودانيون أنفسهم.. وراء ما يحدث في ديارهم وان زمرة مثقفي البلد والسياسيين والعلماء غارقون في نومة "أهل الكهف" وسوف يستيقظون خلال زمن وجيز ليكتشفوا ان كل مخططاتهم الذاتية قد كشف ان هناك سر كبير يجهله السودانيون أنفسهم.. وراء ما يحدث في ديارهم وان زمرة مثقفي البلد والسياسيين والعلماء غارقون في نومة "أهل الكهف" وسوف يستيقظون خلال زمن وجيز ليكتشفوا ان كل مخططاتهم الذاتية قد ذهبت أدراج الرياح، لأن ما يدور أكبر منهم وأكبر من أوباما ..


    نعم :
    لأن ما يدور أكبر منهم وأكبر من أوباما ..


    تحياتي
                      

10-25-2009, 11:54 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: dardiri satti)

    هشام أدم ...

    أرى أن نترُك هذا المكان لِيسير وِفق ما إفْتُرِع لهُ ... أُفضِل -مع نقل ما يلزم- أن نرحل إلى

    حوار مع عزام فرح أم تُفضِل أن نُواصِل هِنا؟
                  

10-25-2009, 11:56 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)
                  

10-25-2009, 12:10 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)

    هشام آدم ...

    مُتأسِف ... أنا مُحتفِظ بِعِنوان بوست < حوار مع عزام فرح > في < مُفضِلتي > لِذا إعتقدت أن البوست مُستمِر ، لكِن تبَين أنهُ تأرشف ...
                  

10-25-2009, 12:23 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)

    لا بأس ...
    إذن فلنفترع بوستاً جديداً، وأترك لك تسميته
                  

10-25-2009, 12:35 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: هشام آدم)
                  

11-18-2009, 11:14 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دان براون يكتب روايته القادمة عن السودان (Re: عزام حسن فرح)



    ****

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de