الدموع والألم والحزن أصبح عنواناً شعاراً للكرة السودانية بخروج المريخ أحد طرفي قمة الكرة السودانية من البطولة الإفريقية مبكراً، وتبعه المنتخب السوداني بخروجه المزدوج من المونديال والدورة الإفريقية، ومن المتوقع أن يلحق بهما هلال الملايين الذي بات حظه ضعيفا في مباراته القادمة مع فريق مازيمبي الكنغولي نظراً لخسارته الكبيرة ( 5- 2 ) على أرضه وأمام جمهوره العريض. ( هل من حالم) !! يقيني أن الكرة السودانية لن يحدث لها تتطور بالطريقة التي تسير عليها الآن بمعطياتها الموجودة، بدءً من الآلية التي تقود الكرة وإدارات الأندية والإعلام الرياضي الذي يعد حجر الزاوية في هذه الأزمة ويعد شريكاً في كل خطوة تخطوها الرياضة، حيث لا توجد به الكفاءات التي تساعد في التطور بل أصبحت المناكفات والمهاترات ديدن الصحافة الرياضية، التي إستغلت محدودية فكر الجماهير الرياضية البسيطة ونشر الفهم الخاطئ، فانعكس على رياضتنا وأنديتنا وجعلها تصارع داخلها أكثر بكثير من أن تنافس، وذلك من أجل تسويق بضاعتها الباهتة والممجوجة بغرض جمع الأموال، وقد أصبح أيضاً هدفها بعيداً عن تناول المفاهيم الحديثة في خطوات التطوير والاستثمار والتسويق الرياضي الذي ينهض بالكرة السودانية والأندية واللاعبين ويساهم في التخطيط والتنظيم لدى منظومات العمل في هذه الأركان الثلاثة مجتمعة، التي تؤدي إلى تطوير متنام للمهارات والثقافة عند اللاعب المحترف وصولاً إلى تحقيق الأهداف السامية للرياضة بكوادرها المتعددة والأدوات التي تحتاجها الكرة السودانية في الوقت الراهن نحو عالم الاحتراف الرياضي الحقيقي في هذا المجال الذي أصبح مؤثراً في اقتصاديات دول العالم وتحديد موقعها الحضاري والإقتصادي والتنموي. ما أريد التركيز عليه أنّ هنالك عقليات وأفكاراً في الإعلام الرياضي ما زالت تتعامل مع نفسها التي تحدثهم بالكمال بعدم النظر بعين الإعتبار لدى الغير، لذا شكلت ثقافتها على كراهيتها للآخر والتشفي بهزائمه وتكمن أفراحهم، في محاربة وشتم المنافس ومهاجمة نجومه والتشكيك بإنجازاته، ليعلنوا بذلك مدى حبهم لناديهم والإخلاص له والتضحية من أجله ويهتمون بتشويه صورة المنافس أكثر من اهتمامهم باللعبة وتطوير المنافسة المحسومة بين فريقين، والأسوأ من ذلك عندما تسيطر هذه الأفكار على إدارات الأندية، فبدلاً من تركيزهم على الجهود والأعمال والتحركات التي تحقق الفائدة لناديهم وتضعه على الطريق الصحيح وتجلب له البطولات، نجدهم يسهرون الليالي لإصدار البيانات بالمانشيتات العريضة وصياغة المداخلات ضد منافسهم، في قضايا لا تخصهم وتورطهم في مشكلات ومتاهات هم في غنىً عنها، بدلاً من تناول القضايا التي تهم الكرة السودانية والبحث عن إيجاد جميع مقومات التفوق والإبداع والمناخ المناسب للاستثمار في القطاع الرياضي الذي أصبح يتمتع بقوة جذب لرؤوس الأموال الاستثمارية، التي أسهم دخولها في جميع مكونات الرياضة لأهمية هذا القطاع وحيويته ودوره الكبير في رفع راية الوطن عالية في المحافل الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الأدوات التي يحتاجها اللاعب السوداني في القدرة على الإستيعاب والتطبيق لجميع التعليمات التكتيكية وثقافة اللاعب الكروية والتغذية السليمة والجدية والانضباط التي كانت من الأسباب الرئيسة في عدم تواجد اللاعب السوداني في الملاعب الأوروبية الأمر الذي لا يمكن معه أن يجاري المحترف الحقيقي في لياقته وقوته وسرعته وتحركاته داخل الملعب. لكي تواكب كرة القدم السودانية ما يجري من تطور في هذا المجال عالمياً أقترح إقامة ملتقي رياضي جامع لكل الرياضيين بالداخل والخارج على أن يتم التركيز على أصحاب الخبرة والمعرفة والدراية بهذا الشأن للتشاور والتفاكر حول السلبيات والتراجع المستمر للكرة السودانية، وذلك من أجل الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه الكرة السودانية والوصول لحل المشاكل المستعصية ومعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع المخيف والذي انعكست سلبياته على مستوى الأندية والمنتخبات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد نجيب عبدا لرحيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست